بيان رسمي لوزارة الخارجية المصرية بتجميد مصر لنشاطها في جامعة الدول العربية
بيان رسمي لوزارة الخارجية المصرية بتجميد مصر لنشاطها في جامعة الدول العربية، القاهرة في 27 مارس 1979، منشور من "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1979، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 15، ص 147"، عن جريدة الأهرام، العدد الصادر في 28 مارس 1978.
المنشور
في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي مر بها نضال الشعب المصري الذي يقود معركة طويلة وضارية من أجل الدفاع عن حقوق الأمة العربية والشعب الفلسطيني استطاع شعبنا حتى يحقق فيها نصرا جديدا يؤازره في كفاحه المستمر تحت لواء قيادته الوطنية المخلصة.
وإزاء التحركات الانفعالية التي يندفع إليها البعض من أجل عقد مؤتمرات خارجة عن الشرعية العربية وتستهدف أغراضا شخصية وحزبية فإن حكومة جمهورية مصر العربية في إطار المسؤوليات التاريخية لمصر تجاه أمتها العربية تضع الحقائق التالية أمام شعوب الأمة العربية جمعاء:
أولا: إذا مصر انطلاقا من مبادئها الثابتة قد تحملت وسوف تتحمل مسؤوليتها الكبرى في الدفاع عن القضية العربية في جميع زمان ومكان وسواء ما كان منها موجها ضد الاستعمار الأجنبي الذي ربض على أرض العرب حقبات طويلة أولرد الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرضت لها الشعوب العربية وأراضيها طوال الأعوام الثلاثين الأخيرة.
ثانيا: إذا الأمة العربية قابلت في قضية فلسطين نزاعا طويلا ومعقدا وكانت مصر وما زالت في المقدمة دائما تبذل بغير حدود، تقدم راضية الشهداء الأبرار وتقتطع من قوت أبنائها وتبذل الجهد والدم ليس دفاعا عن ترابها الوطني فقط [بل] وفي سبيل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الشقيقة. وقادت مصر في سبيل ذلك سلسلة من اللقاءات العسكرية والسياسية التي توجتها حرب أكتوبر العظيمة ومبادرة السلام التاريخية.
ثالثا: إذا أهداف الأمة العربية التي كان لمصر شرف السبق في طرحها وحمل لواء العمل من أجلها خلال هذه الفترة الممتدة للنزاع العربي الإسرائيلي كانت تسعى إلى تحقيق الآتي:
1 - الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وترجمة هذه الحقوق إلى واقع عمل.
2 - تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية التي احتلت.
رابعا: إذا مصر التي تحركت بوعي وفاعلية في إدارتها للصراع السياسي والعسكري عملت على تطويع جميع العناصر والتطورات الدولية والإقليمية من أجل خدمة الأهداف العربية ونجحت في عقد اتفاق السلام في إطار الحل الكامل لمشكلة الشرق الأوسط، لتحقيق الأهداف العربية المتفق عليها في قرارات الرباط وما أجمعت الأمة العربية على قبوله في قراري مجلس الأمن رقمي 242 و338 وذلك حيث:
1 - حققت الانسحاب الإسرائيلي الكامل من سيناء ومن ثم ثبتت مبدأ الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة في إطار التسوية الكاملة ووضعته في طور التطبيق.
2 - نجحت في الحصول من إسرائيل على اعتراف بضرورة حتى تؤدي التسوية إلى تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وبضرورة مشاركة ممثليه في كافة مراحل المفاوضات الخاصة بحل المشكلة الفلسطينية بكافة جوانبها كما حصلت مصر على تعهد أميركا بالمشاركة في كافة مراحل التفاوض من أجل تحقيق الحل الكامل والتسوية العادلة للمشكلة الفلسطينية.
خامسا: إذا مصر تجد لزاما عليها حتى تحذر هؤلاء الذين يريدون هدم صرح جامعه الدول العربية وإهدار الإطار المتفق عليه في العمل العربي المشهجر من مغبة أعمالهم التي لن تؤدي سوى إلى إهدار الطاقات العربية وإضعاف قدرة الأمة العربية وشعوبها على استرجاع الحقوق السليبة. وتؤكد مصر حتى من يدعون محاولة عزلها إنما يعزلون أنفسهم عن شعوبهم وعن أمتهم العربية التي تعهد قيمة مصر وتقدر النضال المصري الذي لم ينبتر من أجل العروبة والإسلام.
سادسا: إذا مصر في لقاءة تلك المحاولات من تعطيل ميثاق الجامعة العربية والقضاء على الشرعية العربية وإذ تنطلق من مسؤوليتها تجاه آمال وأهداف أمتها العربية تعلن أنها تجمد نشاطها في الجامعة العربية انتظارا ليوم تتغلب فيه الحكمة على الانفعال والجدية على اللامسؤولية، وسوف تستمر مصر أمينة على الأهداف القومية للأمة العربية سائرة بقوة وحزم في طريق تحقيق سلام تام وعادل ودائم في الشرق الأوسط يقوم على تحرير الأراضي العربية المحتلة وتسوية عادلة للقضية الفلسطينية ويتيح للشعب الفلسطيني ممارسة حقه في تقرير المصير.
المصادر
- موسوعة مقاتل من الصحراء