الغزو الفرنسي لروسيا

عودة للموسوعة

الغزوالفرنسي لروسيا

الغزوالفرنسي لروسيا
(الحرب الوطنية 1812)
جزء من الحروب الناپليونية

انسحاب ناپوليون من روسيا، رسم أدولف نورثن.
التاريخ 24 يونيو – 14 ديسمبر 1812
المسقط
الامبراطورية الروسية
النتيجة النصر الحاسم لروسيا
تدمير الجيش المتحالف الفرنسي
بدء حرب التحالف السادس
الخصوم

الامبراطورية الفرنسية

  • دوقية وارسو
  • إيطاليا
  • ناپولي
  • كونفدرالية الراين
    • بادن
    • باڤاريا
    • دوقية برگ
    • ساكسونيا
    • وستفاليا
  • إسپانيا
  • كونفدرالية السويد
الحلفاء:
النمسا
پروسيا
 الإمبراطورية الروسية
 السويد
القادة والزعماء
ناپوليون
Louis Alexandre Berthier
لويس-نيكولا داڤو
ميشل ني
Jacques MacDonald
Nicolas Oudinot
جيروم بواناپرت
Józef Poniatowski
جواكيم مورا
Eugène de Beauharnais
كارل فليپ
يوهان يورك

ألكسندر الأول
ميخائيل كوتوزوڤ
Michael Andreas Barclay de Tolly
Pyotr Bagration †
Peter Wittgenstein ألكسندر تورماسوڤ

پاڤل تشيتشاگوڤ
القوات
الجيش الكبير:
~685,000
الجيش الروسي الامبراطوري:
نظاميون: 198,250 فرد في 20 يونيو
الخسائر
وفيات: 380,000

ناجون: 120,000 رجل (عدا الهاربون الأوائل).

منهم، 50,000 من النمسا وپروسيا، 20.000 من پولندا، و35.000 من فرنسا.
وفيات: 210,000

الغزوالفرنسي لروسيا في 1812، ويُعهد أيضاً بإسم الحملة الروسية في فرنسا (بالفرنسية: Campagne de Russie) والحرب الوطنية 1812 في روسيا (بالروسية: Отечественная война 1812 года)، كانت نقطة تحول في الحروب الناپليونية. التهمت القوات الغازية الفرنسية والحليفة (الجيش الكبير Grande Armée) إلى جزء صغير من قوتها الأصلية وأشعلت نقلة هائلة في السياسة الاوروپية، إذ أضعفت بشكل درامي الهيمنة الفرنسية في اوروپا. شهرة ناپوليون كعقبري عسكري لا يقهر قد اهتزت بشدة، بينما الحلفاء السابقون للامبراطورية الفرنسية، أولاً پروسيا، ثم الامبراطورية النمساوية، بد أنهوا تحالفهم مع فرنسا وتحولواً إلى الجانب الآخر، مما أدى لإندلاع حرب التحالف السادس.

بدأت الحملة في 24 يونيو1812، عندما عبرت قوات ناپليون نهر نمان. كان ناپوليون يهدف إلى إجبار امبراطور روسيا ألكسندر الأول للبقاء في الحصار القاري للمملكة المتحدة؛ هدفه الرسمي كان القضاء على تهديد الپولندي. أطلق ناپوليون على الحملة الحرب الپولندية الثانية (في إشارة إلى "الحرب الپولندية الأولى")؛ بينما أطلقت عليها الحكومة الروسية اسم الحرب الوطنية.

برفقة حوالي نصف مليون رجل، تحرك الجيش الكبير''الجيش الكبير'' عبر غرب روسيا، منتصراً في عدة إشتباكات صغيرة نسبية ومعركة كبرى عند سمولنسك في 16-18 أغسطس. ومع ذلك، ففي اليوم نفسه، الجناح الأيمن للجيش الروسي، بقيادة الجنرال پيتر ويتگنشتاين، أوقف جزء من الجيش الفرنسي، بقيادة المارشال نيكولا اودينو، في معركة پولوتسك. منع هذا الجيش الفرنسي من التوجه للعاصمة الروسية سانت پطرسبورگ؛ تحدد مصير الحرب على جبهة موسكو، حيث تولى ناپوليون قيادة قواته بنفسه.

في الوقت الذي كان فيه الروس يستخدمون تكتيكات الأرض المحروقة، عادة ما كانوا يغيرون على العدوبسلاح الفرسان القوازق الخفيف، وكان جيشهم الرئيسي قد تراجع لما يقارب ثلاثة أشهر. هذا التراجع المستمر قوض ثقة الفيلد مارشال ميشيل أندري باركلاي ده تولي، مما دفع ألكسندر الأول لتعيين المخضرم الأمير ميخائيل كوتوزوڤ، القائد الأعلى الجديد للقوات. في النهاية،سبعة سبتمبر، إلتقى الجيشان بالقرب من موسكوفي معركة بورودينو. كانت المعركة هي أكبر تحرك دموي يحدث في يوم واحد أثناء الحروب الناپوليونية؛ شارك فيه أكثر من 250.000 جندي وأسفر عن سقوط 70.000 على الأقل. إستولى الفرنسيون على ميدان المعركة، لكنهم فشلوا في تدمير الجيش الروسي. بالإضافة إلى ذلك، فلم يتمكن الفرنسيون من من تعويض خسائرهم بينما تمكن الروس من ذلك.

دخل ناپوليون موسكوفي 14 سبتمبر، بعدما تراجع الجيش الروسي ثانيةً. لكن بعدها قام الروس بإخلاء المدينة وأطلقوا سراح الجنائيين من السجون لإزعاج الفرنسييين؛ علاوة على ذلك، الحاكم، الكونت فيودور روستوپتشين، أمر بإحراق المدينة. رفض ألكسندر الأول الاستسلام وفشلت محادثات السلام التي بدأها ناپوليون. في أكتوبر، لم تبدوبعد علامات النصر، بدأ ناپوليون بتراجع كارثي كبير لقواته من موسكو، أثناء موسوم الخريف الطميي الروسي الغير معتاد.

في معركة مالويارسلاڤتس حاول الفرنسيون الوصول إلى كالوگا، حيث لم يتمكنوا من العثور على طعام وأعلاف للماشية. لكن الجيش الروسي نظم قواته مرة أخرى وقام بإغلاق الطريق، مما أجبر ناپوليون على الرجوع من نفس الطريق، الجيش الكبير قابل ضربات قاسية منذ بداية الشتاء الروسي، نقص الإمدادات وحرب العصابات التي شنها المزارعون الروس والقوات غير النظامية. عندما عبرت بقية قوات ناپوليون نهر برزينا في نوفمبر، كان قد تظل منها فقط 27.000 فرد؛ فقد الجيش الكبير حوالي 380.000 قتيل و100.000 أسير. تخلى ناپوليون عن رجاله وعاد إلى باريس لحماية منصبه كامبراطور وللإستعداد لمقاومة تقدم الروس. انتهت الحملة في 14 ديسمبر 1812، عندما غادرت آخر القوات الفرنسية روسيا.


للحدث أبعاد ملحمية وأهمية تاريخية بالغة وكان محور نقاش كبير من التاريخيين. كان للحملة دوراً مستمراً في الثقافة الروسية من الممكن قد ظهر في الحرب والسلام لتولستوي والمقدمة الموسيقيى 1812 لتشايكوڤسكي، وتطابق هذا مع الغزوالألماني 1941-45، والذي أصبح يعهد بالحرب الوطنية الكبرى، في الاتحاد السوڤيتي.

مقدّمات الحرب 1181 - 2181

استعدَّ الإمبراطوران المتخاصمان للمعركة بتحركات دبلوماسية، وتجمعات عسكرية، وتهيئة جماهيرية، وحاول جميع منهما إقناع الآخر بأنه مُخلص للسلام. اختار نابليون كسفير له في روسيا أرمان دي كولينكور وهورجل تفوق قيمته مجرد أصله النبيل. وعندما وصل هذا السفير إلى سان بطرسبرج (نوفمبر 1807) تأثر بما لحق بإسكندر من تطور من حاكم شاب حَيِى - ذلك الحاكم الذي كان قد رآه في سنة 1810 إلى قيصر كان قد أصبح مثالاً للمظهر الطيب والعادات الرشيقة والأسلوب الودود في الحديث. واعترف إسكندر أنه مُحب لنابليون وأنه لايزال متمسكاً بالاتفاقات التي عُقِدَت في تيلسيت - وأبدى بعض التوافقات الخفيفة اعتبرها الإمبراطور الفرنسي الأريب معقولة.

لكن پولندا فرَّقت بينهما. لقد كان نابليون قد أسس دوقية وارسو(فرسافا) الكبيرة (1807) تحت الحماية الفرنسية لكن إسكندر قابل هذا بأن راح يتودَّد للنبلاء البولنديين بعرضه عليهم إعادة بولندا مملكة موحّدة كما كانت قبل التقسيم تحكم نفسها حكماً ذاتياً مع الاعتراف بقيصر روسيا كمليك لها مهيمن على علاقاتها الخارجية. وسقطت خطابات تحوي هذا العرض في يد نابليون فاستشاط غضباً، واستدعى كولينكور (فبراير 1811) وعيّن بدلاً منه جاك لو(ماركيز لوريستور مستقبلاً) سفيراً لفرنسا في روسيا.

وفي هذا الشهر حثَّ إسكندر النمسا على الانضمام إليه في شن هجوم على قوات نابليون في بولندا مغرياً إيّاها بمكسب عرضي - نصف مولدافيا وكل فاليشيا، ورفضت النمسا. وقد ألقى نابليون - بعد ذلك - وهوفي سانت هيلانا بعض الضوء على سياسته في بولندا لم أكن أبداً لأشن الحرب على روسيا لأخدم - ببساطة - مصالح طبقة النبلاء البولنديين، أما بالنسبة إلى مسألة تحرير أقنان الأرض فإنني لا أستطيع أبداً حتى أنسى أنني عندما تحدثت إلى أقنان الأرض في بولندا عن الحرية، أجابوني: بالتأكيد نحن نحب الحرية كثيراً جداً، لكن من سيُطعمنا ويكسونا ويدبّر لنا سكناً،يا ترى؟ وهذا يعني أنهم كانوا سيتعثرون في حالة حدوث أي تغيير مفاجئ.

ووصل كولينكور إلى باريس فيخمسة يونيو1811 محملاً بالهدايا من القيصر، وحاول بكل جهده إقناع نابليون بنوايا إسكندر السلمية وحذّره من حتى غزوفرنسا لروسيا قد ينتهي إلى هزيمة بسبب مناخها ومساحتها الشاسعة، وانتهى نابليون إلى أنّ كولينكور قد سقط في حب القيصر، فانتهك بذلك واجبات منصبه الدبلوماسي، وعبّأ نابليون جيشه في بروسيا أوبالقرب منها بعد حتى استبعد الأمل في حل سلمي وبعد حتى ساوره الشك حتى روسيا تحاول كسب بروسيا والنمسا إلى جانبها، فأرهب - أي نابليون - فريدريك وليم الثالث لتوقيع تحالف مع فرنسا (5 مارس 1812) ألزم بروسيا بتقديم عشرين ألف جندي ينضمون إلى الجيش الفرنسي لغزوروسيا، كما ألزمها بإطعام الجيش الفرنسي عند مروره بالأراضي البروسية على حتى تُخصم تكاليف الطعام من تعويض الحرب الذي كانت بروسيا لاتزال ملتزمة بدفعه لفرنسا. وفي 14 مارس دخلت النمسا في تحالف قَسْري مماثل مع فرنسا. وفي أبريل اقترح نابليون على السلطان (العثماني) تحالفاً يُتيح لهجريا تطوير صراعها مع روسيا في حرب مقدسة (جهاد) وأن نتعاون مع فرنسا في مسيرة متزامنة إلى موسكو، ويستعيد الباب العالي - في حالة نجاح الحملة - ولاياته الدانوبية مع ضمان سيطرته على القرم والبحر الأسود. لكن الباب العالي وقد تذكر حتى نابليون قد حارب الهجر (العثمانيين) في مصر والشام، وأنه عرض في تيلسيت على إسكندر حتى يتصرف كما يحلوله ضد هجريا (الدولة العثمانية) - رفض عروض نابليون، وسقط - أي السلطان العثماني - اتفاق سلام مع روسيا (82 مايو1812)، وفيخمسة أبريل سقط إسكندر اتفاقية تعاون مشهجر مع السويد، وفي 18 أبريل عرض على بريطانيا العظمى التحالف. وفي 29 مايوأعرب حتى جميع الموانئ الروسية مفتوحة لسفن جميع الأمم. والحقيقة حتى هذا الإعلان كان يعني الانسحاب من الحصار القاري (الذي فرضه نابليون) وإعلان الحرب على فرنسا.

ومع هذه المبارزة الدبلوماسية كانت تجري واحدة من أكثر الاستعدادات العسكرية في التاريخ ضخامة. وفي هذا المجال كانت مهمة إسكندر أبسط وأضيق من مهمة نابليون. لقد كان أمام إسكندر دولة واحدة كان عليه تعبئة قواتها ومشاعرها. أما تعبئة المشاعر فكادت تتم بدون مجهود منه: فروسيا الأم هبت بشكل تلقائي ضد جحافل البرابرة الذين نظموا أنفسهم وعلى رأسهم كافر وتوجهوا لغزوروسيا. وتحولت العاطفة الوطنية التي أدت فيما تجاوز إلى إدانة سلام تيلسيت إلى دعم ذي طابع ديني للقيصر، فحيثما مضى تحلق حوله البسطاء رجالا ونساء يُقبّلون حصانه أوحذاءه. أما وقد عثر نفسه بهذه القوة فقد زاد من عدد جيوشه وأمرها بالاستعداد للحرب، ومرْكز 200.000 جندي على طوال الدفينا والدنيبر وهما أطول نهرين يفصلان روسيا الروسية عن ليتوانيا والولايات البولندية التي حصلت عليها روسيا في أثناء تقسيم بولندا.

أما تعبئة نابليون فكانت أكثر تعقيداً. لقد قابل الصعوبة المبدئية المتمثلة في حتى 30.000 جندي فرنسي واثنى عشر جنرالاً فرنسيا كانوا متورطين في إسبانيا والحاجة إليهم أكثر لمنع ويلنجتون من اجتياح شبه جزيرة أيبيريا واجتياز جبال البرانس إلى فرنسا. لقد كان نابليون يأمل العودة إلى إسبانيا ليكرر نصراً آخر كالذي كان قد أحرزه في سنة 1809، والآن كان على نابليون حتى يختار بين فقد إسبانيا والبرتغال والحصار القاري من ناحية، وفقد التحالف الروسي والحصار إنني أفهم أكثر من أي إنسان آخر حتى إسبانيا كانت سرطاناً مزعجاً كان لابد من علاجه قبل حتى نستطيع الدخول في مثل هذه الحرب المرعبة التي لابد حتى تكون معركتها الأولى على بعد ألف وخمسمائة ميل من حدودي.

وكان نابليون قد بدأ استعداداته العسكرية في سنة 1810 بتقوية الحاميات الفرنسية في دانتسج (دانزج) وأوعز - بالإضافة لذلك - بحذر شديد، إلى تنظيم أمور العسكر الفرنسيين في بروسيا. وفي يناير 1811 استدعى للخدمة العسكرية الذين أتى عليهم الدور في هذا العام ووزَّعهم على طول الساحل الألماني من نهر إلبا إلى نهر أودر Oder تحسباً لهجوم بحري روسي. وفي الربيع أمر أمراء كونفدرالية الراين حتى يجهزوا حصتهم من الجنود المفروض تقديمها لجيوش نابليون، للقيام بعمل عسكري عملي. وفي أغسطس بدأ في دراسة الأراضي الروسية دراسة جادة متأنية، وسقط اختياره على شهر يونيوكأفضل شهر لغزوها. وفي ديسمبر نشر شبكة جواسيس للعمل في روسيا وما حولها.

وبحلول شهر فبراير سنة 1812 كان الطرفان قد أتما التعبئة العامة اللازمة للحرب. كانت عملية التجنيد في فرنسا تُوحي بهبوط حاد في شعبية الجيش: من بين 300.000 تم استنادىؤهم للخدمة اختفى 80.000 وتم البحث عن آلاف منهم باعتبارهم مجرمين (هاربين من الخدمة العسكرية). وكثيرون من المجندين الجدد هجروا الخدمة العسكرية أوكانوا كارهين للجندية وأثبتوا - بشكل خطير - أنه لا يمكن الاعتماد عليهم في الأزمات. أما في المعارك السابقة فقد كان المجندون الجدد يجدون أمامهم القدوة والمثال الطيب الذي يدعوللفخر في التشجيع الأبوي من المحاربين المخضرمين القدماء في الحرس الإمبراطوري، أما الآن فقد كان معظم رفاق المعارك هؤلاء قد ماتوا أوكانوا في إسبانيا أوبلغ بهم العمر عتيا. فلم يعودوا قادرين على القيام بأدوار بطولية عملية وكل ما كانوا يستطيعونه هواجترار ذكريات بطولاتهم الماضية. بل إنه لم يكن للمجنَّدين الجُدد إلهام من أمة موحدة ومتحمسة تقف وراءهم. وقد ناشدهم نابليون كما ناشد رعاياه حتى ينظروا إلى هذا المشروع كحرب مقدسة تشنها الحضارة الغربية ضد موجة غرور البربرية السلافية لكن الفرنسيين المتشككين كانوا قد سمعوا مثل هذه الحكايات من قبل، وعلى أية حال فقد كانت روسيا بعيدة بعداً يكفي لعدم إرهابهم. وحاول نابليون إلهاب مشاعر جنرالاته إلا أنهم لم يكادوا يُصيخون إليه سمعاً لأنهم كانوا ضد الحرب الجديدة لأنها - في رأيهم - دعوة إلى مأساة. وكان كثيرون منهم قد غدوا أثرياء بفضل هباته وكانوا راغبين حتى يهجرهم لينعموا بها في سلام.

وكان بعض مساعديه من الشجاعة بمكان بحيث صارحوه بشكوكهم. بل إذا كولينكور رغم ولائه له وبرغم أنه خدمه حتى سنة 1814 كقيِّم على إصطبله الإمبراطوري ومشرف على خيوله - حذّره من حتى الحرب مع روسيا مدمرة، بل وجرؤ على حتى يقول له إنه قد سبّب جميع هذه المتاعب لإرضاء ولعه الشديد بالحرب. أما فوشيه الذي كان قد أُبعد عن الحضرة الإمبراطورية بسبب تآمره الشديد، كما هومفترض فقد استنادىه نابليون مرة أخرى ليضعه تحت ناظريه أوليتمكن من توجيهه. فوشيه هذا نطق لنابليون إنه من الصعب هزيمة روسيا بسبب المناخ وإنه - أي نابليون - يعمل جميع هذا بسبب حلمه المضلل بأن يحكم العالم كله - هذا إذا جاز لنا حتى نصدّق فوشيه هذا. وقد شرح نابليون أنه لا يحلم إلا بإيجاد ولايات متحدة أوربية وأن يقدم للقارة تشريعات قانونية واحدة وعُملة واحدة، ونظام مقاييس وموازين واحد ومحكمة استئناف واحدة - جميع هذا تحت قبعة واحدة ذات زوايا ثلاث. وهذا الجيش الضخم الذي لم يسبق له مثيل الذي بذل جهودا كبيرة لجمعه وإعداده - كيف من الممكن أن يُعيده إلى دياره الآن ليسير خلال ما بقي له من حياة وذيله بين سيقانه؟!

لقد كان عملاً جيشاً هائلاً: 860.000 مقاتل من بينهم 100.000 فارس وما لا يُحصى من المسؤولين السياسيين والخدم والنسوة المرافقات. وكان أقل من نصف هذا العدد من الفرنسيين، أما الباقون فكانوا كتائب عسكرية مطلوبة من جميع من إيطاليا، وإيليريا والنمسا وألمانيا وبولاندا. وكان هناك خمسون جنرالاً: ليڤبفر، داڤو، أودينو، ني، مورا، ڤيكتور، أوجيرو، يوجين دي بوهارنيه، الأمير جوزيف أنتوني بونياتوفسكي ابن أخي آخر ملوك بولندا الفرسنان، وغيرهم. لقد تجمعت جميع هذه القوى في جيوش منفصلة في نقاط مختلفة في الطريق إلى روسيا وتم تزويد جميع جنرال بتعليمات محددة عن متى وأين يقود جيشه،يا ترى؟

الحرب الوطنية 1812. تقدم جيش ناپوليون (24 يونيو20 أكتوبر 1812).

لقد كانت مهمة إعداد وتمويل هذا العدد الكبير بحاجة إلى عبقرية وصبر ومال، من الممكن أكثر من مهمة جمعها (حشدها). حقيقة لقد كانت الفترة الأولى من هذا المشروع وكذلك الأخيرة قد تأثرت بشكل حيوي بظروف نقل الجنود وتمويلهم، ولم يكن من الممكن بدء المعركة إلا بعد حتى تكون التربة قد سمحت بنموالحشائش بقدر كاف لإطعام الخيول. وكان دمار الحملة يكادقد يكون تاماً باستيلاء الروس على المؤن التي كان الفرنسيون الجوعى العائدون يتسقطون وجودها في سمولنسك. لقد حاول نابليون حتى يحسب حساب جميع شيء سوى الكارثة. لقد كان قد رتَّب أموره ليكون لديه مخازن للمواد وبتر الغيار الميكانيكية والطعام والملابس والأدوية في جميع من وزل وكولوني وبون وكوبلنز (كوبلنتس) ومينز (مينتس) وغيرها من النقاط في طرق جيوشه المتجمعة، وكان لابد من إمدادات شبيهة ممثلة في مئات من عربات النقل تتبعُ الغزاة إلى روسيا. وكان نابليون يعهد أين يشتري وماذا يدفع. لقد كان يعهد خداع المورِّدين، وكان مستعداً لإحراق أي تاجر يُحمِّل جيشه أكثر مما يطيق أويبيعه بضائع رديئة أومغشوشة.

كيف دفع تكاليف جميع هذه المؤن ونقلها وخزنها وكيف دفع لجنده ومستخدميه،يا ترى؟ لقد فرض الضرائب وفرض على المقرضين إقراضه وأخذ القروض من بنك فرنسا ومن البنوك الخاصة، وأخذ الملايين من المبالغ الخاصة به والبالغة 083 مليون فرنك مضىاً والتي أودعها في أقبية التوليري، وراح يقاوم الإسراف أينما كان ووبَّخ مطلّقته الحبيبة جوزفين لأنها تنفق كإمبراطورة وامتدح الإمبراطورة ماري لويز لاقتصادها في النفقات. وباختصار فإنه نطق في وقت لاحق: إذا معركة روسيا... كانت هي الأفضل، والأكثر إتقاناً، والأكثر براعة في قيادتها، بل والأكثر منهجية (نظاماً) من بين جميع المعارك التي قُدْتها.

أكان كفؤاً لقيادتها،يا ترى؟ من الممكن كان أكثر معاصريه كفاءة لكنه كان أقل ملاءمة مما تحتاجه مثل هذه المعركة. لقد كان في الثالثة والأربعين، وكان في هذه السن قد أَلِفَ بالعمل حياة المعسكرات وواجبات المعارك، ويمكننا حتى نفترض أنه من الممكن كان يعاني من آلام عوَّقته في بورودينووواترلو(بعد ذلك): آلام في المعدة، صعوبات متوالية في التبوّل، آلام البواسير. ومع هذا فقد كان لايزال رفيقاً عادلاً وزوجاً طيباً لماري لويز وأباً مولعاً بابنه منها. ولكنه كان قد أصبح بعد ثمانية أعوام من الحكم الإمبراطوري نافد الصبر دكتاتوراً سهل الاستثارة سريع الغضب مُغالياً في تقدير قدراته العقلية وإمكاناته السياسية. مع استثناءات كثيرة: لقد تحمل انتقادات كولينكور بفكاهة وصدر رحب. وغفر كثيراً من الأخطاء المكلّفة لإخوته وجنرالاته. وكانت تمر به لحظات ينظر فيها لنفسه نظرة واقعية: يخبرنا سكرتيره أنه في الحالات التي كان يستغرق فيها في التفكير والتأمل كنت أسمعه يشخّص وضعه وموقفه بعبارة يقول فيها لقد شددنا القوسَ إلى منتهاه لكنه قلما كان يفقد الرؤية والإحساس بالقصور. لقد نطق لناربون وبعد جميع هذا، فإن، فإن هذا الطريق الطويل [إلى موسكو] هوالطريق إلى الهند.

وعلى هذا ففيتسعة مايو1812 غادر سان كلود قاصداً موسكوعلى الأقل، لقد كان جميع شيء في حياته مقامرة، وكانت هذه (ذهابه بجيشه إلى موسكو) هي أكبرها.


الطريق إلى موسكو26 يونيو- 14 سبتمبر 1812

ألحت عليه ماري لويز حتى تصحبه حتى درسدن وأن يدعووالديها للقائهما هناك لتكون مرة أخرى مع أسرتها لفترة، وستكون هذه الفترة وجيزة على أية حال. ووافق نابليون، ووجد من الحكمة حتى يدعوأيضاً فريدريك الثالث البروسي وعدداً كبيراً من الشخصيات الملكية وذوي الحيثية. لقد أصبحت مسيرته من مينز (مينتس) مُشرِّقا عبر بلاد الراين موكب نصر، إذ كان الحكام المحليون يخرجون لاستقبال سيّدهم الأعلى، وكانوا ينضمون إلى موكبه طوال تقدمه في سكسونيا. وإلى الغرب من دريسدن بأميال قليلة التقى بالملك فريدريك أغسطس الذي صحبه ومن معه إلى العاصمة، فوصلوا المدينة قبل منتصف الليل بساعة في 16 مايووازدحمت الشوارع التي مرّوا بها بالناس حاملين المشاعل وهاتفين مرحبين ودقت أجراس الكنائس ودوَّت المدافع بطلقات التحية.

وفي 18 مايووصل ميترنيخ مع إمبراطور النمسا وإمبراطورتها، وعانقت ماري لويز أباها بعاطفة جياشة وكانت سعادتها قد قلّت بسبب هواجس اعترتها بأن هذا العام مليء بالنحس. وسرعان ما أتى ملك بروسيا وولي عهدها وربما لمقد يكونا سعيدين وسط هذا الجومن التوافق والود بين أعداء وطنهم التاريخيين، وعلى أية حال فقد كان القيصر إسكندر قد تلقّى تأكيدات سرية بأن بروسيا والنمسا تتمنيان هزيمة نابليون. وقام الملك فريدريك أغسطس كمضيف بتخفيف أمور السياسة بالأوبرا والدراما والصيد والألعاب النارية والرقص والاستقبالات التي كان حكام ألمانيا يقدمون فيها لنابليون فروض الولاء والطاعة (البيعة) وكان هذا مبهجاً له - رغم تواضعه - وبلغ ابتهاجه الذروة.

وفي 28 مايوانطلق نابليون لينضم إلى أحد جيوشه في ثورن على الفيستولا، وكانت الأوامر قد صدرت لجنرالاته للقائه عند شاطئ نهر نيمن الذي يفصل دوقية وارسو(فرسافا) الكبيرة عن روسيا. وركب هونفسه في عربة مزوّدة بمصباح ومنضدة وأدوات كتابة وخرائط وخط. وكانت هذه الأدوات تُنقل جميع يوم في أثناء المسيرة إلى خيمته حيث كان يخط الأوامر ويطلب من سكرتيريه نقلها لجنرالاته، وكانت هذه الأوامر تتعلق بالعمليات في صباح اليوم التالي. وقد صحبه سكرتيره العجوز مينيفال وسكرتيره الجديد نسبياً فرانسوا فا وخادمه الخصوصي كونستانت طوال الطريق إلى موسكووطوال رحلة العودة. ووصل نابليون إلى شاطئ نهر نيمن في 23 يوليوفاستطلع الأحوال ولم يجد أثراً لوجود العدوعلى الضفة الأخرى من النهر، فأقيمت ثلاثة جسور عائمة بسرعة، وفي 42 - 62 يونيوعبر 200.000 من جنوده إلى مدينة كوفنو(الآن كاوناس) وفي الوقت نفسه تقريباً عبر جيش فرنسي آخر مكوّن من نحو200.000 مقاتل النهر نفسه في أدنى المجرى عند تيلسيت (الآن سوڤيتسيك) حيث التقى نابليون وإسكندر منذ خمس سنوات خلت وأقسما على حتى يظلاَّ صديقين حتى الممات.

لقد كان إسكندر الآن في فيلنا إلى الجنوب الشرقي من كوفنوبسبعة وخمسين ميلاً. وكانت هناك عدة جيوش في انتظار أوامره: في الشمال 150.000 مقاتل بقيادة الأمير ميخائيل بارسلي دي توللي (من أصول إسكتلندية) وفي الجنوب 60.000 بقيادة الأمير بيوتر باجراتيون (من جورجيا)، وفي الشرق 40.000 بقيادة الجنرال إسكندر تورماسوف. ولم تكن هذه الجيوش نداً قوياً لجيوش نابليون البالغ عددها 40.000، لكن بالانسحاب المنظّم يمكنها حتى تستهلك أوتدمّر جميع المؤن وموارد الطعام أوتبعدها، ولا تهجر إلاّ القليل لينهبه الغزاة. وكان هناك جيش روسي آخر مكون من 60.000 مقاتل شديد البأس أصبح متاحاً الآن بعد الاتفاق مع هجريا وتوقيع معاهدة سلام معها، وكان هذا الجيش في طريقه للشمال بقيادة الجنرال بول شيخاجوف لكن هذا الجيش كان يبعد مسيرة سبعة أيام.

وفي 24 يونيوكان إسكندر هوضيف الشرف في حفل راقص في مزارع الكونت ليفين بنيجسن الذي تجاوز له حتى حارب نابليون في إيلاوسنة 1807. وفي أثناء الحفل أفضى حامل الرسائل لقيصر بأن الفرنسيين عبروا النيمن إلى روسيا، فأخفى قيصر الخبر حتى انتهى الاحتفال. ولما عاد لمقره أصدر الأوامر لجيوشه المحلية بالانضمام معاً إذا أمكن، وعليها في جميع الأحوال حتى تنسحب إلى المناطق الداخلية. لقد وصل الفرنسيون أسرع مما كان متسقطاً ولم تستطع القوات الروسية حتى ينضم بعضها إلى بعضها الآخر لكنها راحت تتراجع (تنسحب) بنظام جيد.

وفي 26 يونيوأوفد قيصر إلى نابليون طالباً فتح باب المفاوضات شريطة مغادرة القوات الفرنسية للأراضي الروسية فوراً. ولم يكن هونفسه مؤمناً بجدوى اقتراحه، فغادر فيلنا مع جيش باسلي دي تولي قاصداً فيتبسك، وهنالك، ألح عليه ضباطه بأنه غير مؤهّل لوضع استراتيجية عسكرية، فغادر قاصداً موسكووناشد المواطنين التضحية بالمال والدم للدفاع عن بلاد آبائهم وأجدادهم فتفاعلوا بحماس مع مناشداته فعاد إلى سان بطرسبرج وقد امتلأ شجاعة.

وفي 27 يونيوبدأ نابليون وجيشه الرئيس مسيرة طويلة - 500 ميل - من كوفنوإلى موسكو. وحتى هذه الأيام الأولى في روسيا كانت محنة؛ إذ بلّل المطر الثقيل جميع شيء ونقعه في الماء. وكان جميع جندي يحمل معه طعاماً يكفيه لخمسة أيام لكنهم راحوا ينهبون الحقول وأكواخ القرى دون مراعاة لأوامر الإمبراطور بالكف عن السلب والنهب، وكان هذا رغبة منهم في زيادة كميات الطعام لديهم أوتعزيزها بأنواع أخرى. ووصل الجيش إلى فيلنا في 27 يونيوونهبها بقدر ما يستطيع قبل وصول نابليون، وأتى (أي نابليون) وهويتسقط حتى يستقبله أهلها كمحرر، وحياه بعض اللتوانيين والبولنديين لكن آخرين قابلوه بصمت مُتجهِّم مُمتعضين مما قام به جيشه من سلب ونهب وأتته وفود طالبة منه حتى يضمن عودة العرش البولندي، ولم يستطع حتى يُلزم نفسه خوفاً من تحوّل البروس والنمساويين في حكومته عنه أوتمرد الجنود البروس والنمساويين في جيشه عليه، وطلب من الوفود تأجيل هذا الطلب إلى حين عودته منتصراً من موسكو.

وكان نابليون يأمل حتى يُفاجئ في فيلنا أحد جيوش القيصر ويدمّره، لكن بارسلي وجنوده كانوا قد هربوا (انسحبوا) إلى فيتبسك وكانت قوات نابليون تخشى ملاحقته خشية شديدة، واستمر نابليون طوال أسبوعين يستعيد النظام ويحمل الروح المعنوية للجنود، وتعكّر مزاج الإمبراطور لأحداث متوالية غير مواتية، فقد كان قد أوفد أخاه جيروم بجيش مهم لملاحقة باجراتيون في الجنوب، وفشل جيروم في الإيقاع بفريسته فعاد إلى الجيش الفرنسي الرئيسي فوبَّخه نابليون لإجراءاته البطيئة وقيادته المتراخية فسلَّم القيادة وانسحب إلى بلاطه في وستفاليا.

وفي 16 يوليوقاد نابليون جيشه الذي أُعيد إنعاشه وتمويله خارج فيلنا في مسيرة بلغ طولها 250 ميلاً إلى فيتبسك. وكان يخطط حتى يلحق هناك بجيش بارسلي دي تولي لكن الإسكتلندي (المقصود: ذوالأصول الإسكتلندية) البارع كان بالعمل قد تقدم في الطريق إلى سمولينسك ولم يستطع نابليون ملاحقته إلى أبعد من فيتبسك لأنه (أي نابليون) كان قد أمر بإرسال دعم ومؤن لجيشه في فيتبسك، فلا شيء يمكن به إجبار إسكندر على الإذعان لشروطه (شروط نابليون) سوى الاستيلاء على عاصمة روسيا المقدسة والعريقة.

وبعد حتى قضى نابليون خمسة عشر يوماً في فيتبسك قاد جيشه في 31 أغسطس آملاً حتى يلحق بجيش بارسلي في سمولنسك التي كانت مركزاً مزدحماً بالسكان وكانت المناطق المحيطة بها ذوات تربة خصبة وتقع على نهر الدنيبر فازدهرت تجارتها وصناعتها وكانت محصنة بشكل جيد حتى إذا بارسلي وباجراتيون بعد حتى وحّدا جيشيهما قررا لقاءة نابليون فيها أوعلى الأقل إيقاف تقدمه.

ووصل الفرنسيون في 16 أغسطس مُنهكين بسبب مسيرتهم الطويلة وقل عددهم بسبب من توفي منهم وبسبب فرار الجنود إذ بلغ عدد من توفي أوفرّ 160.000 رجل. ومع هذا كان الهجوم الفرنسي عنيفاً وفعّالاً، وفي ليل 17 أغسطس اشتعلت المدينة بالنار سواء بسبب المدفعية الفرنسية، أوبعمل الروس أنفسهم يأساً منهم، وكان هذا مبعث بهجة لنابليون ولذوقه الجمالي إذ نطق متسائلاً لمسؤول خيوله (كولينكور): ألا ترى هذا المشهد بهيجاً،يا ترى؟ فأجابه: هذا مرعب يا سيدي فنطق له نابليون: ياه!! تذَّكر ما نطقه إمبراطور روماني: رائحة جثة العدورائحة زكية دائماً. وفي 18 أغسطس أوفد الإمبراطور إلى مار وزير الشؤون الخارجية تقريرا لحمل الروح المعنوية في باريس: لقد استولينا على سمولنسك ودون حتى نخسر رجلاً واحداً لكن تقريراً آخر لمؤرخ إنجليزي ذكر حتى الفرنسيين خسروا في هذه المعركة ما بين 8000 و9000 رجل أما الروس فخسروا 6000. وكان من المحال تعويض الخسارة الفرنسية (بقوات أخرى)، وتراجعت الجيوش الروسية إلى المدن. ومناطق تجمع المياه Pools الموالية للجيش الروسي حيث يمكن تجنيد مزيد من الرجال.

وفي 20 يوليو- بعد حتى استاء القيصر من خلافات جنرالاته وتكتيكاتهم - قرر حتى قواته المسلحة في حاجة إلى قيادة واحدة، فعين في منصب القائد العام ميخائيل إلارينوفيتش كوتوزوف (5471 - 3181) الذي كان قد حقَّق شهرة بسبب قيادته الناجحة في كثير من المعارك. لقد كان قد بلغ الثالثة والستين من عمره كسولاً قعيداً سميناً لدرجة أنه كان يتعين نقله إلى المعسكر أوميدان المعركة في عربة، وكان قد فقد إحدى عينيه وكانت الأخرى معتلَّة وكان - شيئاً ما - داعراً، دُبّاً مع النساء، لكنه كان قد تعلّم فن الحرب خلال خمسين عاما من الممارسة العملية، واستاءت جميع روسيا لهذا التعيين. لقد استاء جميع الناس تقريباً بمن فيهم نابليون بسبب تجنبه اللقاءة العسكرية وأمره بمزيد من الانسحاب (أمره بالانسحاب إلى مناطق داخلية أبعد)

وعالج نابليون التوقَّف عن المطاردة بأن جعل من سمولنسك مركزاً حصيناً في وسط روسيا وقضى الشتاء هناك وحافظ على خطوط مواصلات - تحميها قواته - مع غرب أوربا، لكنه الآن قد عثر نفسه في موقف غير متسقط بالمرّة: جيشه عير منضبط بسبب الانقسامات العرقية (لم يكن جميع أفراده من الفرنسيين) وانهيار النظام فيه حتى أنه - أي نابليون - عثر أكثر أماناً حتى يواصل المسيرة حيث يؤدي الخوف من هجوم العدوإلى تماسك جيشه. لقد نطق للجنرال سيباستياني: هذا الجيش لا يمكن حتى يتوقف الآن.. فالحركة وحدها هي التي تجعله على قلب رجل واحد. إذا المرء يمكنه حتى يتقدم على رأسه، لكن دون توقف أوتراجع وعلى هذا فبعد منتصف ليلة 25 أغسطس بقليل - أي بعد أسبوع واحد من الاستيلاء على المدينة - غادرها بجنوده في طريق حار ومترب إلى فيازما وجازهاتسك ... وموسكو- التي تبعد مسيرة ثلاثة أسابيع. وكان مورا على رأس قوات الخيّالة (الفرسان) قد راح يحمل الروح المعنوية لقواته بطيش مرح بأن راح - وقواته - يحاربون للخلف (يتراجعون) للقاءة أي هجوم من مؤخرة الجيش الروسي المنسحب. وقد وصفه نابليون في وقت لاحق:

إنه لاقد يكون شجاعاً إلاّ في حضور العدو، وفي هذه الحال تجده أشجع رجل في العالم. لقد أدت به شجاعته الطائشة (المتهوّرة) إلى وضع نفسه وسط الأخطار. لقد كان وقتها مُثقلاً بالمضى والريش فوق رأسه فبدا كبرج الكنيسة. لقد نجا باستمرار - كما لوكان ذلك بعمل معجزة - لأنه كان معروفاً بلباسه. لقد كان هدفا دائماً للعدو، واعتاد القوزاق الإعجاب به بسبب شجاعته المدهشة.

وفي الخامس من سبتمبر، وبينما كان الجيش الفرنسي يقترب من بورودينو(لازال هناك خمسة وسبعون ميلاً للوصول إلى موسكو) وصلت طليعة الجيش إلى قمة تل فرأوا في السهل أمامهم منظراً أبهجهم وأحزنهم: مئات من المتاريس والحواجز الدفاعية المكتملة يمكن حتى تختفي وراءها المدافع، وإلى الأبعد من السهل حيث يلتقي نهرا كالاشا وموسكفا آلاف الجند. من الظاهر حتى كوتوزوف قرر اللقاءة.

وطوال السادس من سبتمبر ظل الجيشان يستعدان للمعركة. وفي هذا الليل البارد الرطب كان من الصعب حتى ينام أحد. وفي الثانية صباحاً أوفد نابليون بياناً ليُقرأ على جنوده، مصحوباً بترجمة إلى اللغات التي يتحدث بها جنوده غير الفرنسيين: أيها الجنود! ها هي المعركة التي طال انتظاركم لها. الآن، النصر يعتمد عليكم إنه آتٍ لا ريب. إنه سيتيح لنا رخاء ومنتجعا شتوياً طيباً وعودة باكرة إلى بلاد آبائنا وأجدادنا وفي هذه الليلة - وبناء على أوامر كوتوزوف - حمل القسسُ المصاحبون للجيش الروسي أيقونة العذراء السوداء وطافوا بها في المعسكرات وكانت هذه الأيقونة قد تم إنقاذها من حريق سمولنسك (الآنف ذكره) وركع الجنود ورسموا شارة الصليب وتجاوبوا مع القسس وراحوا يدعون الله رحيم وانحنى كوتوزوف ليقبِّل الأيقونة.

وفي نحوهذا الوقت أتى حامل الرسائل لنابليون بخطاب من ماري لويز مع صورة جانبية حديثة لابنهما البالغ من العمر عاما واحدا، كما وصلت إليه أخبار مفادها حتى جيشه عانى هزيمة عصيبة على يد ويلنجتون في سالامانكا، وقضى نابليون جانباً كبيراً من الليل يصدر التوجيهات لضباطه فيما يتعلق بتكتيكات الصباح. ولابد أنه كان من الصعب عليه حتى ينام لأن عُسر البول كان يسبب له آلاماً، وكان لون بوله متغيراً بشكل ينذر بالخطر وكانت ساقاه متورمتين مع استسقاء وكان نبضه ضعيفا غير محسوس بشكل متتابع.

ورغم هذا فقد أرهق ثلاثة خيول في اليوم الأول من المعركة إذ راح يتنقل من جانب إلى آخر في جيشه. لقد كان نابليون يقود 130.000 رجل مرهق، أما كوتوزوف فكان على رأس 120.000، وكان مع الجيش الفرنسي 587 مدفعاً بينما كان مع الروس 640. وطوال السابع من سبتمبر راحت هذه الألوف المؤلفّة من الجيش تحارب بعناد وبطولة، يقتلون ويُقتلون وقد ضمهم الخوف والكراهية، وكان كلا الطرفين يحاربان ببطولة وكأنما كانا يشعران حتى مصير أوروبا سيتحدد بنتيجة المعركة. وضحّى باجراتيون بحياته، وفقد كولينكور في هذه الحرب التي تجاوز له حتى عمل لمنعها أخاه الحبيب، وقابل يوجين ودافوومورا الموت مئات المرّات، وفاز نَي في ميدان المعركة من نابليون بلقب أمير موسكوهذا اللقب الأثير المغري، لقد كان النصر عواناً بين الجانبين المتقاتلين وعندما حلّ الليل انسحب الروس بهدوء وظل الفرنسيون سادة الميدان لكن نابليون اعتبر النصر أبعد ماقد يكون عن حتىقد يكون أكيداً. وأوفد كوتوزوف إلى إسكندر تقريراً فخوراً حتى إذا كاتدرائيات سان بطرسبرج وموسكوقدّمت ابتهالات الشكر للرب. لقد فقد الفرنسيون 30.000 ما بين قتيل وجريح أما الروس ففقدوا 50.000.

وفي البداية، فيثمانية سبتمبر فكر كوتوزوف في تجديد المعركة لكن عندما فهم بعدد قتلاه وجرحاه شعر أنه لا يستطيع تعريض جنوده الباقين لمذبحة مماثلة ليوم آخر، فواصل سياسة التراجع ومن الآن فصاعدا سيواصل هذه السياسة حتى النهاية. وفي 31 سبتمبر أمر بإخلاء موسكو، وفي 41 من الشهر نفسه انطلق محزوناً إلى حيث لا يدري المستوى التالية.

وفي هذا اليوم وصل نابليون ومن تظل معه (59.000 مقاتل) إلى بوابات موسكوبعد مسيرة ثلاثة وثمانين يوماً من كوفنوووصلته رسالة من الجنرال ميلورادوفتش قائد حامية موسكوبوقف إطلاق النار في أثناء خروجه ورجاله من المدينة فوافق نابليون، وانتظر نابليون قدوم ذوي الحيثيَّة في المدينة ليقدموا أنفسهم له ويطلبوا منه الحماية لكن أحداً منهم لم يأتِ. وعندما ولج المدينة (موسكو) لاحظ حتى أحداً من ساكنيها لم يبق فيها خلا آلاف قليلة من الطبقات الدنيا. لقد بقي بعض البغايا طمعاً في الفرنكات وكن مستعدات لتقديم المطلوب لقاء المأوي والغذاء. وكان نابليون قد أحضر معه حملاً من أوراق البنكونت الروسية المزيَّفة ورفضها الروس فأحرقها نابليون. وجال المنتصرون في المدينة ونهبوا القصور ومزارع الريف المحيطة بالمدينة وحملوا النبيذ والأمتعة (خاصة الأعمال الفنية).

وكان مقدراً لهذه الأعمال الفنية حتى تُفقد (بالبيع أوخلافه) عملاً إثر عمل، في أثناء طريق العودة.

وفي 15 سبتمبر تحرك نابليون إلى الكرملين وراح ينتظر حتى يطلب إسكندر السلام. وفي المساء بدأت موسكوتحترق.


حرق موسكو

حرق موسكوسقط في 14 سبتمبر 1812، في موسكوفي اليوم الذي استسلمت فيه القوات الروسية ومعظم المقيمين في المدينة بعد تقدم قوات ناپليون ودخولها المدينة في أعقاب معركة بورودينو. ظل الحريق مشتعلاً حتى 18 سبتمبر، مدمراً حوالي ثلاثة أرباع موسكو.

طريق العودة 19 أكتوبر - 28 نوفمبر 1812

لم يبق إلاّ أمل واحد. لقد كان كوتزوف قد جمّع مؤناً في كالوجا إلى الجنوب الغربي من موسكوبتسعين ميلاً. وفكر نابليون في التوجه إلى هناك وأن يجبر الجنرال الماكر للدفاع عن هذه المخازن، فإن انتصر الفرنسيون نصراً حاسماً فقد يُجبر النبلاء الروس القيصر إسكندر على التوسّل لاتفاق سلام. وأكثر من هذا فإن كالوجا كانت على طريق آخر مؤد إلى سمولنسك غير الطريق الذي كان الغزاة قد أتوا منه، وفي اتخاذ هذا الطريق تجنب للذكريات الأليمة عند المرور ببورودينوحيث كان قد توفي كثير من رفاق الحرب. وصدرت الأوامر بالاستعداد لإخلاء موسكو.

وعلى هذا ففي 19 أكتوبر بدأ جيش نابليون (50.000 جندي و50.000 من غير المقاتلين) في الخروج من موسكو. وكانت عربات التحميل تحوي مؤناً لعشرين يوماً، وهووقت يكفي للوصول إلى سمولنسك حيث صدرت الأوامر بتجهيز مؤن طازجة لهم فيها. وكانت هناك عربات أخرى تضم السقمى أوالجرحى وبعض الأمور التذكارية الثقيلة ومضى نابليون المتناقص.

معركة مالوياروسلاڤتس

وفي مالوياروسلاڤتس - على بعد خمسة وعشرين ميلاً من كالوجا اتصل الفرنسيون اتصالاً مباشراً بجيش كوتوزوف، وأعقب ذلك حركة (عملية) حادة (24 أكتوبر) مما أجبر الروس على الانسحاب خلف دفاعاتهم في كالوجا. وقرر نابليون حتى جيشه ليس مجهزاً لحصار طويل، فأمر رجاله - وهوكاره - باتخاذ طريقهم عبر بوروفسك وموزهايسك إلى بورودينو، وليتخذوا بعد ذلك الطريق الذي كانوا قد اتبعوه في فصل الصيف حيث كانوا مفعمين بالأمل. وعلى أية حال فإن شيطان كوتوزوف قد جعله الآن يحث جيشه على المسير في طريق مواز لطريق عدوّه مراعيا - بشكل مراوغ - حتىقد يكون بعيداً عن نظره عدوّه، لكنه راح بين الحين والآخر يرسل فصائل من الفرسان القوزاق الأشداء لإزعاج جناحي الجيش الفرنسي وراح الفلاحون السعداء يطلقون النار على الفرنسيين المنتشرين في غير نظام والذين غامروا بالابتعاد عن خط سير الجيش البالغ ستين ميلاً.

وكان نابليون محميّاً بشكل جيد اللهم إلاّ من خطر طارئ.. وكان حاملوالرسائل يجلبون إليه في أثناء مسيرته أخباراً عن نزاعات شديدة تهدّد حكومته في باريس وثورات في الأراضي (البلاد) التابعة له. وفي 26 أكتوبر بعد خروجه من موسكوبأسبوع سأل كولينكور عما إذا كان يجب عليه (أي يجب على نابليون) حتى يتجه مباشرة إلى باريس ليقابل السخط الناجم عن هزيمته ويسيطر عليه، وليقيم جيشاً جديداً للدفاع عن القوات الفرنسية التي هجرها في بروسيا والنمسا، فنصحه كولينكور بالذهاب. وفيستة نوفمبر وصلت أخبار مُفادها حتى كلود - فرانسوا دي مال - وهوجنرال في الجيش الفرنسي - قد أطاح بالحكومة الفرنسية في 22 أكتوبر وأنه لقي دعما من أشخاص بارزين لكنه خُلِع وتمّ إطلاق النار عليه (29 أكتوبر) فتأكد العزم لدى نابليون بضرورة التوجه إلى باريس.

وحدثا أوغل الفرنسيون في طريق العودة كان الطقس يزداد سوءاً. لقد تساقط الثلج في 29 أكتوبر وسرعان ما كوَّن غطاء دائماً - جميلاً وممتعاً، وتحول في الليل البارد إلى جليد انزلقت فوقه الخيول التي تجر العربات وسقطت، وكان بعض هذه الخيول منهكا بدرجة استحال معها قيامها من حديث وكان لابد من هجرها، ومع طول مسافة المسيرة راح الجنود يأكلون مثل هذه الضحايا (الخيول الساقطة أوالنافقة) لكن معظم الضباط حافظوا على حياة خيولهم برعايتها وتغطيتها. وكان الإمبراطور (نابليون) يركب بعض الوقت في عربته مع المارشال بيرثييه لكنه كان يسير مع الباقين مرتين أوثلاثاً في اليوم أوأكثر من هذا على وفق رواية مينيفال.

وفي 13 نوفمبر بدأ الجيش الذي تقلّص عدده الآن إلى رقم إجمالي هو50.000 - في دخول سمولنسك، وانتابهم الرعب عندما وجدوا حتى معظم الطعام والكساء الذي كان نابليون قد أمر بتجهيزهما قد فقدا نتيجة غارات القوزاق والاختلاس، ومن ثمَّ تم عرض ألف ثور مخصصة للجيش لبيعها للتجار الذين قاموا بدورهم بعرضها على أي مشتر(06)، وحارب الجنود للحصول على ما تظل من التموينات واستولوا بالقوة على جميع ما وجدوه في الأسواق.

معركة سمولنسك

وكان نابليون راغباً في إتاحة فترة راحة طويلة لجنوده في سمولنسك لكن أخباراً وصلته باقتراب كوتوزوف على رأس 80.000 روسي لم يعودوا راغبين - بعد - في الانسحاب، ولم يكن مع نابليون من الصالحين للقتال سوى 25.000. وفي 14 نوفمبر قاد جزءا من قواته في الطريق إلى كراسنومستخدماً طريقاً إلى فيلنا غير الطريق الذي تجاوز له استخدامه في الصيف. وكان على دافوحتى يتبعه في 15 نوفمبر، وني في 16 من الشهر نفسه. وكان الطريق جبلياً ومغطى بالجليد، ولم تكن الخيول ذوات حدوات (جمع حدوة) تمكنها من التقدم في هذا الشتاء الروسي فانزلجت فوق التلال وفشلت جميع الجهود لإقامة مئات منها، وفضلت الموت باعتباره رحمة في ظل هذه الظروف بل إذا رجالاً كثيرين فضلوا هذا الحل تخلصاً من المتاعب. وذكر جندي بعد ذلك أنه طوال الطريق كنا مضطرين للخطوفوق ميّت أومحتضر فعند المنحدرات الجليدية لهذه التلال لم يكن أحد يجرؤ على الركوب أوالسير على قدميه، فالجميع بمن فيهم الإمبراطور (نابليون) كان يتزلج وهوجالس، كما تجاوز لقلّة منهم حتى عملت عند اجتياز جبال الألب إلى مارنجومنذ اثنتي عشرة سنة خلت. لقد كانت أياماً تعادل سنوات من عمر القائد ورجاله. ويبدوأنه عند هذه النقطة حثّ نابليون الدكتور يفان على حتى يعطيه قِنّينة سم يحتفظ بها معه ليستخدم سمّها إذا أسره العدوأولأي سبب آخر يجعله يود إنهاء حياته.


معركة كراسنوي

ووصل الفرنسيون كراسنوي في 15 نوفمبر لكنهم لم يستطيعوحتى ينالوا قسطاً من الراحة، فقد كان كوتوزوف يقترب بقوات يفوق عددها قوات نابليون بشكل كبير، فأمر نابليون رجاله بمواصلة الطريق إلى أورشا، وقاد يوجين المسيرة ليحارب بين الحين والحين العصابات المسلحة التي تعترض الطريق، وتبعه الإمبراطور (نابليون) ودافو. ووصلوا أورشا بعد ثلاثة أيام أخرى من المشي على الجليد، وانتظروا هناك بقلق وصول ني بالجزء الثالث من القوات الفرنسية.

معركة بورودينو

وكان ني هونجم الجيش المتألق في هذا الوقت، كما كان في بورودينو. لقد قاد رجاله البالغ عددهم 7000 رجل باعتباره حارساً لمؤخرة الجيش الفرنسي، وخاض اثنتي عشرة معركة لحماية الجيش الفرنسي في أثناء انسحابه من هجوم المغيرين من رجال كوتوزوف، ودخل هوورجاله سمولنسك أخيراً في 51 نوفمبر وصُدِموا لاكتشافهم قلة الطعام الذي هجره نابليون وديفوعند مغادرة المدينة، فأسرع برجاله رغبة في البقاء على قيد الحياة إلى كراسنو، فلم يجدوا نابليون كما تجاوز حتى وعدهم وإنما وجدوا كوتوزوف الذي سد طريقهم بنيران مدفعيته المهلكة، وفي جُنح الليل (18 -عشرة نوفمبر) قاد ني جنوده على طول مجرى متجمد إلى نهر دنيبر وعبره وتكبد في أثناء عبوره خسارة في بعض رجاله وخيوله وراح يحارب في أثناء مسيرته القوزاق كما حاربهم فوق المستنقعات المتجمدة ليصل إلى أورشا في 20 نوفمبر، وهنالك رحَّب نابليون والجيشان المنتظران بالأبطال الجائعين بالمديح وبالطعام. وعانق نابليون جنراله ني وأطلق عليه (أشجع الشجعان) وفي وقت لاحق نطق نابليون: إذا لدي أربعمائة مليون بترة مضىية في أقبية التوليري، ويسعدني حتى أعطيها جميعاً لمن يمكنني من رؤية المارشال ني مرة أخرى.

وليُبعد الفرنسيون عنهم جموع كوتوزوف الأبطأ، أسرعوا طوال أربعة أيام ليقابلوا العقبة التالية - نهر بيريزينا. وعندما وصلوه (52 نوفمبر) وجدوا حتى الجنرال الروسي شيخاجوف كان قد وصل من الجنوب على رأس 000،42 مقاتل كما فهموا حتى قوة روسية أخرى مؤلفة من 000،43 من الجنود الأشداء بقيادة المارشال لودفيج وتجنشتين كانت تسرع قادمة من الشمال لحصر الفرنسيين بين نارين عندماقد يكونون - أي الفرنسيون - في حالة فوضى فييأس قائدهم من إنقاذهم من الدمار.

لكن الأخبار لم تكن كلها سيئة إذ سرعان ما فهم نابليون حتى قوتين مواليتين له قد هبتا لنجدته. فرقة عسكرية بولندية بقيادة الجنرال جان هنريك دومبروفسكواستطاعت - رغم حتى عدد جنودها ثلث قوات شيخاجوف- لقاءة هذه القوات وتأخير التقدم الروسي، وفي 32 نوفمبر فاجأت قوات فرنسية من 0008 رجل بقيادة المارشال أودينو- الجنرال الروسي شيخاجوف واستولت على إحدى كتائبه وأجبروا الباقين على الفرار عبر جسر على بوريسوف ناحية الشاطئ الأيمن (الغربي) لنهر بيريزينا. وعلى أية حال فقد حطّم الروس الجسر وهوالجسر الوحيد الذي يمكن بواسطته اجتياز النهر في هذا المسقط.

ووصلت أخبار هذه العمليات إلى نابليون بينما جيشه الخائف يقترب من المجرى الذي يأملون حتى يؤخّر ملاحقة كوتوزوف لهم (كانت قوات نابليون الآن 25.000 جندي و42.000 من غير المقاتلين) كما كان نابليون قد فقد أيضاً عدداً من رجاله هربوا أوسقموا أوماتوا. لم يبق معه سوى 27.000 من 97.000 كانوا معه عند خروجه من كالوجا، والآن بقي أربعون ميلا خلف مؤخرة جيش نابليون. لازال هناك وقت لعبور النهر إذا كان من الممكن عبوره.

واستعاد نابليون الأمل فأوفد فصيلا بقيادة المارشال فيكتور للاتجاه شمالاً وإيقاف ويتجنشتين وفصيلاً آخر بقيادة ني للانضمام إلى أودينوفي منع شيخاروف من معاودة اجتياز النهر. وكان نابليون منذ اجتياز النيمن قد احتفظ معه بالمهندسين الذين كانوا قد أقاموا الجسور هناك في شهر يونيو، والآن طلب منهم حتى يجدوا بقعة على نهر بيريزينا يمكن حتى يقيموا عليها جسرين طوّافين، فأبلغوه بوجود هذه البعقة المناسبة في ستدنكي إلى الشمال من بوريسوف بتسعة أميال. وراح المهندسون ومساعدوهم يعملون طوال يومين في مياه متجمّدة، وغرق عدد منهم بسب انخداعهم بالجليد الطافي فوق مياه غير متجمدة، لكن في الساعة الواحدة بعد الظهر في 26 نوفمبر اكتمل إنشاء أحد الجسرين وبدأ الجيش في العبور فوقه، وبحلول الساعة الرابعة كان الجسر الثاني يحمل فوقه المدفعية والأحمال الثقيلة، وانتظر نابليون وجنرالاته حتى وصل معظم الجنود للشاطئ الغربي ومن ثم عبروا تاركين قوة بقيادة فيكتور لحماية نحو8000 من غير المقاتلين سيعبرون بعد ذلك. وقبل تمام نجاح هذه العملية الأخيرة خطط الروس لهجوم على طول جانبي النهر لكن قوات فيكتور وأودينووني تصدّت لهم. لقد راح نابليون ينظم العبور والمقاومة في آن واحد وسط آلاف الرجال الذين يناضلون ليبقوا على قيد الحياة. وانكسر الجسر مرتين، وغرق مئات وفي هذه الأثناء كانت مدفعية ويتجنشتاين تمطر قذائف على الآلاف الأخيرة التي تزاحمت للعبور، وفي 92 نوفمبر أمر نابليون المهندسين العسكريين بتدمير الجسرين، تاركاً مئات من غير المقاتلين يبحثون عن فرصة للعبور. وكان هدف نابليون من تدمير الجسرين تعويق قوات وينتجنشتاين عن ملاحقته ومنع وصول قوات كوتوزوف. وباختصار كان اجتياز بيريزينا هوأكثر ذرى البطولة طوال ستة أشهر أساء فيها أحد أعظم الجنرالات في التاريخ - تقدير الأمور على حقيقتها.

واستمرت المأساة طوال مسيرة من بقي على قيد الحياة من الجنود الفرنسيين نحوالغرب، لقد هبطت درجة الحرارة ثانية إلى ما دون درجة التجمّد، لكن كان لهذا ميزة واحدة إذ جاز بالانتنطق فوق المستنقعات المتجمدة فقصّر المسافة إلى فيلنا. ولأن الخوف من القوزاق والفلاحين المعادين قلّ، فقد تضاعف عدد الهاربين واختفى النظام.

ورأى نابليون حتى من تظل معه لم يعودوا في حاجة ماسة له، فوافق على نصيحة مورا بالعودة إلى باريس مخافة حتى تستسلم فرنسا لثورة أخرى، وعند توقفه في مولودشنووهي محطة التوقف الرئيسية التالية تلقّى مزيداً من التفاصيل عن أمور مال. لقد انتهى هذا المغتصب لكن السهولة التي خدع بها المسؤولين دلّت على استرخاء الحكومة التي لم تعد مؤمنة بنابليون الذي غاب غياباً طويلا وربما انتهت حياته السياسية بل وربما مات. لقد راح اليعاقبة والملكيون، فوشيه وتاليران يتآمرون لخلعه.

وكي يعيد ترسيخ نفسه ويبعث اليقين في الشعب الفرنسي من حديث أوفد من سمورجوني فيخمسة ديسمبر النشرة رقم 92 التي كانت تختلف عن سابقاتها إذ كان غالبها يحوي حقائق صادقة. تقول النشرة إذا الفرنسيين قد انتصروا في جميع معركة واستولوا على جميع مدينة مروا بها وحكموا موسكوإلاّ حتى قسوة الشتاء الروسي التي لا ترحم قد دمّرت هذا المشروع العظيم وألحقت الألم والموت بالفرنسيين المتحضرين الذين اعتادوا العيش في مناخ متحضر. وأشارت النشرة إلى خسارة في الرجال بلغت 50.000 لكنها أشارت بفخر لقصَّة تخلص ني من ملاحقة كوتوزوف وقدَّمت اجتياز نهر بيريزينا من جانبها البطولي لا المأسوي وانتهت النشرة بعبارة ذات مغزى وكأنها تحذير لأعداء نابليون: إذا صحّة عظمته لم تكن في يوم من الأيام أفضل مما هي عليه الآن. ومع هذا فقد كان هومنزعجاً. لقد نطق لكولينكور إنني استطيع حتى أحكم قبضتي على أوربا من التوليري وحده واتفق معه يوجين ومورا ودافو. ونقل قيادة الجيش المتحرك إلى الملك مورا وأبلغه حتى يتسقط مؤناً وتعزيزات من فيلنا. وفي وقت متأخر من مساء الخامس من ديسمبر غادر (أي نابليون) سمورجوني قاصداً باريس.

لقد تقلّصت القافلة إلى 35.000 وغادرت في اليوم التالي قاصدة فيلنا التي تبعد ستة وأربعين ميلاً. الآن تقلصت الحرارة إلى 30 درجة فهرنهيت تحت الصفر وكانت الرياح على حد تعبير جندي بقي على قيد الحياة تمزق اللحم والعظم. وعندما وصلوا إلى فيلنا (8 ديسمبر) اندفع الجنود الجياع في فوضى لا حدَّ لها نحوالمؤن التي تنتظرهم وضاع طعام كثير وسط الفوضى. وواصلوا مسيرتهم وفي 31 ديسمبر وعند كوفنوعبروا نهر النيمن نفسه وكان عددهم 000،03، بينما شهدهم النهر وقد بلغ عددهم 400.000 يعبرون في شهر يونيو، هنا وعند تيلسيت وعند بوزن سلّم مورا القيادة ليوجين (16 يناير 1813) خائفاً - هوبدوره - على عرشه وأسرع عبر أوربا إلى نابلي. أما يوجين البالغ من العمر ثلاثين عاماً فكان ذا خبرة رغم شبابه، فتولى مسؤولية ما تظل من الجنود وقادهم بصبر يوماً بعد يوم إلى ضفاف نهر الألب وراح ينتظر أوامر متبنيه (نابليون).

ركب نابليون من سمورجوني في أوّل عربة من عربات ثلاث، وكانت جميع عربة منها موضوعة على مركبة جليد يجرها حصانان، وكانت إحدى العربات تحمل أصدقاء الإمبراطور ومساعديه وأخرى تحمل حرسا بولنديا من حملة الرماح. لقد ركب نابليون مع كولينكور الذي كان ينظم مسألة تبديل الخيل، ومع الجنرال فونسوفيتش المترجم الذي عَهِد إليه نابليون بمسدَّسيه قائلاً: إذا وقع خطر حقيقي اقتلني ولا تجعل العدويأسرني ومخافة حتى يتعرّض للاغتيال أوالأسر، تنكرَّ في لباس كولينكور، بينما ارتدى كولينكور ملابس نابليون. وقد تذكر كولينكور في وقت لاحق ما حدث، إذ نطق: في أثناء مرورنا ببولندا، كنت أنا دائماً المسافر المميّز، وكان الإمبراطور - ببساطة - هوسكرتيري.

لقد واصل الركب طريقه إلى باريس دون توقف ليلاً أونهاراً، وكانت أطول فترة توقَّف فيها نابليون ومن معه هي فترة التوقف في وارسو(فرسافا) حيث أدهش نابليون الممثل الفرنسي في بولندا بقوله الذي صار مثلاً: بين الذروة والقاع خطوة واحدة. وأراد حتى يقوم بزيارة أخرى للكونتيسة فالفسكا لكن كولينكور نصحه بالعدول عن هذه الزيارة، من الممكن بتذكيره حتى حماه هوأيضاً إمبراطور. وفي أثناء الركوب من وراسوإلى دريسدن راح الإمبراطور (نابليون) فيما يقول كولينكور يمتدح الإمبراطورة ماري لويز باستمرار متحدثاً عن حياته الأسرية بمشاعر طيبة وبساطة يسعدُ المرءُ بسماعها.

وفي دريسدن أراح نابليون وكولينكور مركبة الجليد والحرس البولندي، وانتقلا إلى عربة السفير الفرنسي المغلقة. ووصلوا إلى باريس في وقت متأخر من يوم 81 ديسمبر بعد ثلاثة عشر يوماً من سفر كادقد يكون بلا توقف. ومضى نابليون مباشرة إلى قصر التوليري وعرَّف حرس القصر بنفسه وأوفد يُفهم زوجته بوصوله وقبل منتصف الليل تماما اندفع إلى غرفة نوم الإمبراطورة وضمها بين ذراعيه. وأوفد حامل الرسائل إلى جوزفين يطمئنها حتى ابنها بخير وأدفأ قلبه بنظرة إلى ابنه ذي الشعر الجَعْد الذي كان قد أسماه ملك روما.

طالع أيضاً

  • نادژدا دوروڤا
  • ڤازيليسا كوژينا
  • قائمة الحروب
  • قائمة الغزوات
  • المقدمة الموسيقية 1812: بترة موسيقية ألفها پيوتر إليتش تشايكوڤسكي للاحتفال بالذكرى السبعين للفوز الروسي على الفرنسيين.
  • الحرب والسلام: رواية ملحمية خطها ليوتولستوي تحلل الغزوالناپوليوني لروسيا.
  • الكونفدرالية العامة للملكة پولندا
  • الحرب والسلام أوپرا لسرگي پروكوفيڤ

الهامش

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة klaus
  2. ^ Riehn, p.50
  3. ^ Zamoyski, page 536
  4. ^ Bogdanovich, "History of Patriotic War 1812", Spt., 1859–1860, Appendix, pp. 492–503.
  5. ^ Boudon Jacques-Olivier, Napoléon et la campagne de Russie: 1812, Armand Colin, 2012.
  6. ^ Fierro; Palluel-Guillard; Tulard, p. 159-161
  7. ^ With Napoleon in Russia, The Memoirs of General Coulaincourt, Chapter VI 'The Fire' pp. 109–107 Pub. William Morrow and Co 1945
  8. ^ The Wordsworth Pocket Encyclopedia, page 17, Hertfordshire 1993
  9. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

المراجع

الخط
  • Britten Austin, Paul (2000). 1812: Napoleon's Invasion of Russia. Greenhill Books. ISBN . (Originally published in three volumes: The March on Moscow, Napoleon in Moscow, The Great Retreat.)
  • Bogdanovich, Michael (1863). History of Patriotic War 1812. St. Petersburg. pp. 1859–1860. OCLC 25319830.
  • Connelly, Owen (1999). Blundering to Glory: Napoleon's Military Campaigns (2nd ed.). Wilmington, Delaware: SR Books. ISBN .
  • Marshall-Cornwall, James (1967). Napoleon as Military Commander. London: Batsford.
  • Mikaberidze, Alexander (2010). The Battle of Berezina: Napoleon's Great Escape. London: Pen&Sword.
  • Mikaberidze, Alexander (2007). The Battle of Borodino: Napoleon versus Kutuzov. London: Pen&Sword.
  • Nafziger, George (1984). Napoleon's Invasion of Russia. New York, N.Y.: Hippocrene Books. ISBN .
  • Riehn, Richard K. (1991). 1812 Napoleon's Russian Campaign. New York: Wiley. ISBN .
  • Zamoyski, Adam (2004). Moscow 1812: Napoleon's Fatal March. London: HarperCollins. ISBN .
  • Lieven, Dominic (2009). Russia Against Napoleon: The Battle for Europe, 1807 to 1814. Allen Lane/The Penguin Press. p. 617. [1]
  • Fierro, Alfred (1995). Histoire et Dictionnaire du Consulat et de l'Empire. Paris: Éditions Robert Laffont. p. 1350. ISBN . Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
الدوريات
  • Anthony, James Joes (1996). "Continuity and Change in Guerrilla War: The Spanish and Afghan Cases". Journal of Conflict Sudies. 16 (2).
  • Nafziger, George. "Rear services and foraging in the 1812 campaign: Reasons of Napoleon's defeat" (Russian translation online)
  • Fighting the Russians in Winter: Three Case Studies. US Army Command and General Staff College.

للاستزادة

غير أدبية

  • Mikaberidze, Alexander, ed. Russian Voices of the Napoleonic Wars, 2011- (ongoing series featuring Russian memoirs)
  • Bogdanovich Modest I. (1859–1860). 'History of the War of 1812' (История Отечественной войны 1812 года) at Runivers.ru in DjVu and PDF formats
  • David G. Chandler (2002). The Campaigns of Napoleon. Folio. ISBN .
  • Denis Davidov (1999). In Service of the Tsar Against Napoleon, 1806–1814. Greenhill Books. ISBN .
  • Edward Ryan (1999). Napoleon's Elite Cavalry. Greenhill Books. ISBN .
  • Heinrich von Brandt (1999). In the Legions of Napoleon; The Memoirs of a Polish Officer in Spain and Russia, 1808–1813. Greenhill Books. ISBN .

روايات

  • الحرب والسلام، ليوتولستوي
  • الانسحاب، پاتريك رامبو
  • Commodore Hornblower by C.S. Forester A fictional account of the siege of Riga on the Baltic by the French army and its allies.

وصلات خارجية

  • History of the Expedition to Russia Undertaken by the Emperor Napoleon in the Year 1812, by the count de Ségur (Gutenberg Project ebook)
  • Napoleon's Invasion of Russia 1812 + color maps
  • Alternative version of Minard's map (using modern country boundaries)
  • Alternative version of Minard's map (zoomed-out, to show area in relationship to the rest of Europe)
  • French invasion of 1812, view from Russia
تاريخ النشر: 2020-06-04 13:41:35
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, Pages with citations using unsupported parameters, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, Pages using deprecated image syntax, Articles containing non-English-language text, Portal templates with all redlinked portals, Commons category link is locally defined, نزاعات القرن 19, نزاعات 1812, غزوات, الحروب الناپوليونية, روس من الحروب الناپوليونية, حروب روسيا, حروب فرنسا, القرن 19 في روسيا, 1812 في روسيا, 1812 في فرنسا, العلاقات الفرنسية الروسية, الحروب الپولندية الروسية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

عام / أمطار على محافظة الطائف

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 18:29:35
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

عام / مسلحون يخطفون 80 شخصًا بينهم أطفال في شمال غرب نيجيريا

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 18:29:32
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 50%

انخفاض أعداد المهاجرين السريين من المغرب إلى الكناري

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 21:15:19
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 48%

رياضي / أولمبي الشباب بطلاً لتايكوندو المملكة

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 18:29:29
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

منظمة الصحة العالمية تتوج المغرب في يوم الصحة العالمي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 21:15:20
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 35%

عام / سفير المملكة لدى الجزائر يقيم مأدبة إفطار رمضاني

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 18:29:31
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

مانشستر يونايتد يصعد إلى المركز الثالث مؤقتاً

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 18:28:21
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

عام / مستوطنون ينفذون اعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 18:29:36
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

درك تسلطانت ينهي نشاط بزناس ويحجز مخدرات مزوده الرئيسي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 21:15:15
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 38%

عاجل.. انقلاب سيارة للنقل المدرسي بجماعة بويا عمر بقلعة السراغنة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 21:15:24
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 37%

الرباط.. أمسية رمضانية تكرم أهل القرآن الكريم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 18:28:24
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

الرباط.. أمسية رمضانية تكرم أهل القرآن الكريم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 18:28:26
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

اعتقال سارق الدراجات من وسط باحات الفيلات بمراكش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 21:15:23
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 49%

أطعمة تحفظ رطوبة الجسم وتمنع العطش على مائدة الافطار في رمضان

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 21:15:17
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 47%

تحميل تطبيق المنصة العربية