حلف الفضول هوأحد أحلاف الجاهلية الأربعة التي شهدتها قريش، وقد عقد الحلف في دار عبد الله بن جنادىن التيمي القرشي أحد سادات قريش وذلك بين عدد من عشائر قبيلة قريش في مكة، وذلك شهر ذي القعدة سنة 590 م بعد شهر من انتهاء حرب الفجار بين كنانة وقيس عيلان. وقد شهد النبي محمد هذا الحلف قبل بعثته وله من العمر 20 سنة، ونطق عنه لاحقا: «لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جنادىن ما أحب حتى لي به حمر النعم ، ولودعيت به في الإسلام لأجبت»
سبب عقد حلف الفضول
أتى رجل من زبيد خرج بتجارة فاشتراها منه العاص بن وائل وكان ذا قدر بمكة وشرف فحبس عنه حقه فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف لعقة الدم وهم: عبد الدار ومخزوم وجمح وسهم وعدي ، فأبوا حتى يعينوه على العاص بن وائل وانتهروه. فصعد الأسدي جبل أبي قبيس عند طلوع الشمس وقريش في أنديتهم حول الكعبة ونادى بأعلى صوته:
يا للرجال لمظلوم بضاعته
|
|
ببطن مكّة نائي الدار والنفر
|
ومحرم أشعث لم يقض عمرته
|
|
يا للرجال وبين الحجر والحجر
|
إنّ الحرام لمن تمت كرامته
|
|
ولا حرام لثوب الفاجر الغدر
|
نص الحلف وأشعاره
قام في الدعوة للحلف الزبير بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، ونطق: " ما لهذا منزل" فاجتمعت هاشم وزهرة وتيم بن مرة في دار عبد الله بن جنادىن التيمي القرشي وكان سيد قريش، فصنع لهم طعاما ، وتحالفوا في ذي القعدة، فتعاقدوا وتعاهدوا بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه ما بل بحر صوفة وما رسا حراء وثبير مكانهما ، وعلى التأسي في المعاش فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول ونطقوا : "لقد ولج هؤلاء في فضل من الأمر"، ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه ونطق الزبير بن عبد المطلب:
حلفت لنقعدن حلفا عليهم
|
|
وإن كنا جميعا أهل دار
|
نسميه الفضول إذا عقدنا
|
|
يعز به الغريب لدى الجوار
|
يعز به الغريب لدى الجوار
|
|
أباة الضيم نمنع جميع عار
|
ونطق أيضا :
إن الفضول تحالفوا ، وتعاقدوا
|
|
ألا يقيم ببطن مكة ظالم
|
أمر عليه تعاهدوا ، وتواثقوا
|
|
فالجار والمعتر فيهم سالم
|
قبائل حلف الفضول
عقدت حلف الفضولخمسة أفخاذ من قريش هي:
-
بنوهاشم بن عبد مناف
- بنوالمطلب بن عبد مناف
- بنوأسد بن عبد العزى
-
بنوزهرة بن كلاب
-
بنوتيم بن مرة
حلف الفضول بعد الإسلام
كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب، وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان منازعة في مال كان بينهما بذي المروة. والوليد يومئذ والي المدينة من قبل الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان. فكأن الوليد تحامل على الحسين في حقه لسلطانه فنطق له الحسين: " أحلف بالله لتنصفني من حقي أولآخذن سيفي ، ثم لأقومن في مسجد رسول الله ثم لأدعون بحلف الفضول". فنطق عبد الله بن الزبير الأسدي القرشي: " وأنا أحلف بالله لئن نادى به لآخذن سيفي ، ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أونموت جميعا ". فبلغ الأمور المسور بن مخرمة الزهري القرشي، فنطق مثل ذلك وبلغت عبد الرحمن بن عثمان التيمي القرشي فنطق مثل ذلك . فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي.
انظر أيضا
- حلف المطيبين
- حلف الأحابيش
- حلف الأحلاف لعقة الدم
المراجع
-
^ البداية والنهاية - ج 2 ص 355
-
^ رواه عبدالرحمن بن عوف - فقه السيرة - 72
-
^ الروض الأنف ص 241
-
^ الجليس الصالح والأنيس الناصح ص 326
-
^ الكامل في التاريخ - ج 2 ص 42
-
^ السيرة النبوية ابن هشام - ج 1 ص 87
|
اقرأ نصاً ذا علاقة في
حلف الفضول
|