عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي من أبناء الصحابي والقائد العسكري المسلم خالد بن الوليد. كان عبد الرحمن بن خالد قائداً عسكرياً شارك في الفتوحات الإسلامية بدءً بمعركة اليرموك، التي قاد فيها سريّة ولم يتعد الثامنة عشرة. ولاّه عثمان بن عفان مصر ثم ولاّه معاوية بن أبي سفيان على حمص. وعلى العكس من أخيه مهاجر، فقد ساند معاوية ضد علي، وكان حامل رايته في صفين.
وشارك في الجيش الأموي الذي حاصر القسطنطينية في عام 664.
ويروي ابن عبد البر في الاستيعاب في فهم الأصحاب:
” | لما أراد معاوية البيعة ليزيد ابنه، خطب أهل الشام ونطق لهم : يا أهل الشام، إنه قد كبرت سني وقرب أجلي، وقد أردت حتى أعقد لرجلقد يكون نظاما لكم، وإنما أنا رجل منكم فأروا رأيكم، فأصفقوا واجتمعوا، ونطقوا: رضينا بعبد الرحمن بن خالد، فشق ذلك على معاوية، وأسرها في نفسه، ثم حتى عبد الرحمن سقم ، فأمر معاوية طبيبا عنده يهودياً، ابن أثعل – وكان عنده مكينا – حتى يأتيه فيسقيه سقية يقتله بها، فأتاه فسقاه فانحرق بطنه، فمات ... وقصته هذه مشهورة عند أهل السير والفهم بالآثار والأخبار، اختصرناها. | “ |
وحسب هذا المصدر، فقد سمّ معاوية عبد الرحمن بن خالد ليضمن انتنطق السلطة لابنه يزيد. إلا حتى بعض الدارسين، يشكك في السيرة. فيقول الشيخ عمروسليم حتى إسناد هذه السيرة غير سليم. وينطق حتى ابنه، خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد قد ثأر لمقتل أبيه، إلا أنه قُتل، بذلك فقد انبتر عقب خالد بن الوليد من الذكور.
قيل إنه توفي مسموماً وذلك سنة 46 هـ (666 م) ودفن في جامع خالد بن الوليد في حمص في سوريا.
في فهم الصحابة
((أبوه خالد بن الوليد من كبار الصّحابة وجلَّتهم)) الاستيعاب في فهم الأصحاب. ((أُمه أَسماءَ بنت أَسد بن مُدْرِك الخَثْعَمِي)) ((نطق محمد بن سعد: لا بَقِيَّةَ لعبد الرحمن بن خالد.)) أسد الغابة. ((زعم سيف أنه شهد فتوحَ الشام مع أبيه)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((عبد الرحمن من فرسان قريش وشجعانهم، له هَدْي حسن وفضل وكرم، إِلا أَنه كان منحرفًا عن علي وبني هاشم مخالفة لأَخيه المُهَاجِر بن خالد؛ فإِن المهاجر كان محبًا لعلي، وشهد معه الجمل وصفين، وشهد عبد الرحمن صفين مع معاوية. وسكن حِمْص، وكان مع أَبيه يوم اليرموك، وكان معاوية يستعمله على غزوالروم، له معهم وقائع.)) ((أَدرك النبي صَلَّى الله عليه وسلم ورآه)) أسد الغابة. ((قَالَ ابْنُ مَنْدَه: له رؤية. نطق ابن السكن، ينطق له صحبة، ولم يذكر سماعًا ولا حضورًا.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((ذكره ابن سميع وابن سَعْد في الطبقة الأولى مِنْ تابعي أهل المدينة، وأخرج ابن المقري في فوائد حرملة، عن ابن وهب، مِنْ طريق عبيد بن يَعْلى، عن أبي أيوب. نطق غَزَوْنَا مع عبد الرحمن بن خالد، فأتى بأربعة أعلاج من العدو، فأمر بهم فقُتلوا صَبْرًا بالنبل، فبلغ ذلك أبا أيوب، فنطق: سمعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهى عن قَتل الصبر، ولوكانت دجاجة ما صبرتها؛ فبلغ ذلك عبد الرحمن فأعتق أرْبع رِقَاب. وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ في "المستدرك". وأَصْلُ حديث أبي أيوب عند أحمد وأبي داود. وذكره أبوالحسن بن سميع في الطبقة الأولى مِنْ تابعي أهل الشام)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم مرسلًا. روى عنه خالد بن سَلَمة، والزهري، وعمروبن قيس الشامي، ويحيى بن أَبي عمروالسَّيباني، وأَبوهَزَّان. روى أَبوهزان، عن عبد الرحمن بن خالد أَنه احتجم في رأْسه وبين كتفيه، فقيل له: ما هذا،يا ترى؟ فنطق: إِن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم نطق: "مَنْ أَهْرَاقَ مِنْ هَذِهِ الْدِّمَاءِ فَلَا يَضُرُّهُ أَنْ لَا يَتَدَوَاى بِشَيْءٍ"(*) .)) أسد الغابة. ((أدرَك النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، ولم يحفَظْ عنه، ولا سمع عنه)) الاستيعاب في فهم الأصحاب. ((نطق الحاكم أبوأحمد لا أفهم له رواية.)) ((أَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِر من طرق كثيرة أنه كان يؤمّر على غَزْوالروم أيام معاوية، وشهد معه صِفّين، وكان أخوه المهاجر بن خالد مع عليّ في حروبه؛ وقد تقدم في ترجمة عبد الله ابن مسعدة سيرةُ عَهْدِ معاوية لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، ثم نزع ذلك منه، وأعطاه لسفيان بن عوف؛ وفي آخر السيرة عند الزبير في الموفقيات أنَّ عبد الرحمن نطق لمعاوية: أتعزلني بعد أَنْ وليتني بغير حدَث أُحْدِثه؛ والله لوأنا بمكة على السواء لانتصفت منك. فنطق معاوية: ولوكنّا بمكة لكنت معاوية بن أبي سفيان بن حرب، منزلي بالأبطح ينشقّ عنه الوادي، وأنتَ عبد الرحمن بن خالد بن الوليد منزلك بأَجياد أسفله عذرة وأعلاه مَدَرة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((لما وُلِّي العباسُ بن الوليد حمْص نطق لأَشراف أَهل حمص: يا أَهل حمص، ما لكم لا تذكرون أَميرًا من أَمرائكم مثل ما تذكرون عبد الرحمن بن خالد،يا ترى؟ فنطق بعضهم: كان يدني شريفنا، ويغفر ذنبنا، ويجلس في أَفنيتنا، ويمشي في أَسواقنا، ويعود سقمانا، ويشهد جنائزنا، وينصف مظلومنا. وقيل: لما أَراد معاويةُ البيعةَ ليزيد ابنه، خطبَ أَهلَ الشام فنطق: يا أَهل الشام، كَبِرت سِنِّي، وقَرُب أَجَلِي، وقد أَردت أَن أَعقد لرجلقد يكون نِظَامًا لكم، وإِنما أَنا رجل منكم. فأَصفقوا على الرضا بعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فشق ذلك على معاوية وأَسَرَّهَا في نفسه. ثم إِن عبد الرحمن سقم فدخل عليه ابن أُثَال النَّصراني فسقاه سُمًّا، فمات.)) أسد الغابة. ((قَالَ الزُّبَيْرُ: وكان عبد الرحمن عظيمَ القَدْرِ عند أهل الشام، وكان كعب بن جُعيل الشاعر المشهور التغلبي كثير المدح له، فلما توفي عبد الرحمن نطق معاوية لكعب بن جُعَيل: قد كان عبد الرحمن صديقًا لك، فلما توفي نَسِيته! نطق: كلا، ولقد رثيته بأبيات ذَكَرَها، ومنها:
أَلاَ تَبْكِى وَمَا ظَلَمَتْ قَرَيْشٌ بِإِعْوَالِ البُكَاءِ عَـلَى فَتَـاهَا
وَلَوسُئِلَتْ دِمَشْـقُ وَبــَعْلَبَكٌ وَحِمْصٌ مَنْ أَبَاحَ لَكُمْ حِمَاهَا
بِسَيْفِ اللهِ أَدْخَلَهــَا المَنَـــايـَا وَهَدَّمَ حِصْنَهَا وَحَوَى قُرَاهَـا
وَأَنْزَلَهَا مُعـَاوِيَــةَ بْنَ صَـخْــرٍ وَكَانَتْ أَرْضُهُ أَرْضًا سِوَاهَـا [الوافر] وَأَنــْشَدَ الزُّبَيْرُ لِكَعْبِ بْنِ جُعَيْل في رثاء عبد الرّحمن عدةَ أشعار. وكان المهاجر بن خالد بلغه حتى ابْنَ أُثَال الطبيب ـــ وكان نصرانيًا ـــ دسَّ على أخيه عبد الرحمن سُمًا، فدخل إلى الشام واعترض لابْنِ أثال فقتله ثم لم يزل مخالفًا لبني أمية، وشهد مع ابن الزبير القتالَ بمكّة. قَالَ خَلِيفَةُ، وأبوعبيد، ويعقوب بن سفيان، وغيرهم: توفي سنة ست وأربعين، زاد أبوسليمان بن زَبْر: قتله ابن أثال النصراني بالسُّمّ بِحِمْص.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
مراجع
- دار الارقم بن ابي الارقم ،
- ^ al Istiab, Volume 2 page 400, a Sunni source.
- ^ "Defending Salfiyya", chapter 41.
نطقب:بذرة-ش.إس-عسكرية