مذابح سبتمبر

عودة للموسوعة

مذابح سبتمبر

مذابح سبتمبر

مذابح سبتمبر كانت موجة من عنف العصابات الذي استولى على باريس في أواخر صيف 1792، أثناء الثورة الفرنسية. ولم تهدأ حتى كان نزلاء السجن قد أُعدِم نصفهم: فنحو1,200 سجين مزنوقين، وفيهم نساء وصبيان. العنف المفاجئ، وخصوصاً ضد الكنيسة الكاثوليكية، سيستمر في أراتى فرنسا طوال العقد التالي.

الخلفية

الغزوالأجنبي

لقد كانت فترة عصيبة للثورة، فالمهاجرون (الذين هجروا فرنسا بسبب الثورة) كانوا قد جمعوا بحلول عام 1791 عشرين ألف فرقة في كوبلنز Coblenz وراحوا يتقدمون مع منجديهم لتقديم العون. واستجاب فريدريك وليم الثاني Frederick William II فـي بروسيا لأنه عثر إمكانية انتهاز الفرصة لتوسيع مملكته على طول الراين Rhine ، ويوزف الثاني، الامبراطور الروماني المقدس قد يحدث السبب الوجيه بالنسبة له لخوض حرب ضد فرنسا هومساعدة أخته لكن شعبه أيضا كان في حالة ثورة، وما لبث حتى توفي ولم يكن أخوه ليوبولد الثاني Leopold الذي خلفه على عرش الإمبراطورية في سنة 0971 ميالاً للحرب، ومع هذا فقد أصدر هووملك بروسيا "إعلان پيلنتس Pillnitz " التحذيري في 27 أغسطس سنة 1791 دعيا فيه حكام أوروبا الآخرين للانضمام إليهما في جهودهما ليعيدوا إلى فرنسا "الشكل الملكي لحكومتها لتكون مرة أخرى متمشية مع ما للملوك من حقوق ولتحسين أوضاع الأمة الفرنسية وازدهارها".

ومن الغريب حتى نقول إذا كلا من أنصار الملكية وأنصار الجمهورية كانوا يفضلون الحرب، فمملكة فرنسا طالما حثت إخوتها على القدوم لإنقاذها، وكان الملك قد طلب صراحة من حكام پروسيا وروسيا وإسبانيا والسويد والإمبراطورية الثنائية (النمسا المجر) جمع قوات مسلحة لإعادة السلطان الملكي إلى ملك فرنسا. وفيسبعة فبراير سنة 1792 سقطت النمسا وپروسيا حلفا عسكريا ضد فرنسا، فقد كانت النمسا في توق شديد للاستيلاء على الفلاندر Flanders ، وكانت پروسيا لا تقل عنها توقاً للاستيلاء على الألزاس Alsace.

وفي أول مارس توفي ليوپولد الثاني وخلفه ابنه فرانسيس الثاني Francis الذي كان متلهفاً لخوض الحرب بسبب تفويضه بخوضها، ولرغبته في تحقيق مجد شخصي. أما في فرنسا فقد كان لافاييت Lafayette يحبذ الحرب على أمل حتىقد يكون هوالقائد العام للقوات المسلحة الفرنسية وبذاقد يكون في وضع يمكنه من السيطرة على الجمعية والملك معا. أما الجنرال دومورييه Dumouriez وزير الشئون الخارجية فكان أيضا يفضل الحرب على أمل حتى ترحب الأراضي المنخفضة (نذرلاند Netherlands ) به باعتباره محررا لها من النمسا وقد تكافئه بتاج صغير، ولم يكن هناك حديث عن التجنيد الإلزامي لكن الفلاحين والبروليتاريا قبلوا الحرب باعتبارها شرا لا بد منه فإن عاد المهاجرون بلا عوائق فإن هذا قد يؤدي إلى عودة الظلم الذي كان سائداً في ظل الحكم القديم Old Regime وربما كانت عودتهم مصحوبة بالرغبة في الانتقام. وكان الجيرونديون يفضلون الحرب لأنهم تسقطوا حتى تهاجم النمسا وبروسيا معا فرنسا وبالتالي فإن الهجوم المضاد من قبل فرنسا هوخير طريق للدفاع. وعارض روبسپيير الحرب خوفا من إراقة دم البروليتاريا الذي لن يحصد ثمنه سوى الطبقة الوسطى، ورد عليه بريسوBrissot قائلا "لقد أتى الوقت المناسب لحرب(ü) جديدة حرب لتحقيق الحرية للعالم(41)". وفي 02 أبريل سنة 2971 أعربت الجمعية التشريعية (ولم يعترض سوى سبعة) الحرب على النمسا وحدها أملاً في فك حلف الدولتين المتحالفتين ضد فرنسا. إلى غير ذلك بدأت الحرب الثورية والنابليونية التي استمرت ثلاثة وعشرين عاما. وفي 26 أبريل ألف روجيه ده ليل Rouget de Lisle في ستراسبورگ النشيد الوطني الفرنسي (المارسييز The Marseillaise ).

لكن الجيرونديين لمقد يكونوا قد حسبوا حساب أوضاع الجيش الفرنسي، فقد كان عدد أفراده في الجبهة الشرقية 000.001 رجل يقابلون 000.54 مقاتل نمساوي، لكن كان على رأس هذه القوات الفرنسية رجال تمرغوا في نعيم الحكم القديم Old Regime (العهد البائد)، فعندما أمر الجنرال دومورييه Dumouriez هؤلاء الضباط بقيادة جنودهم لخوض الحرب أجابوا بأن هؤلاء المتطوعين الغفل (غير المدربين) ليسوا مستعدين لخوض القتال ضد قوات مدربه، فأسلحتهم وتنظيمهم لا يؤهلانهم لذلك. ومع هذا فعندما تكرر صدور الأمر بالتقدم تخلى عدد من الضباط عن مناصبهم، واتخذت ثلاثة أفواج من الخيالة طريقها إلى العدو(لتكون في جانبه).

وأوفد لافاييت Lafayette للحاكم النمساوي في بروكسل Brussels عرضا بأن يقود حرسه الوطني إلى باريس ويعيد الصلاحيات للملك الفرنسي، إذا وافقت النمسا على عدم دخول الأراضي الفرنسية ولم ينتج عن اقتراح لافاييت هذا شيء سوى ما وقع بعد ذلك من اتهامه - أي لافاييت - بالخيانة (في 02 أغسطس 2971) وهروبه إلى العدو.

ووصلت الأمور إلى حد الأزمة عندما أوفدت الجمعية التشريعية لوزارة الجيرونديين المسيطرة طالبة توقيع الملك للموافقة على إنشاء معسكرات دفاعية مسلحة حول باريس ووقف الرواتب الحكومية للقسس والراهبات الذين لم يؤدوا اليمين للدستور. وفي قرار عجول غاضب لم يرفض الملك التوقيع فحسب بل وطرد الوزراء كلهم فيما عدا دومورييه Dumouriez الذي سرعان ما تخلى عن قيادة قوات الثورة على الجبهة البلجيكية. وعندما تناقل الناس في باريس أخبار هذا الاعتراض الملكي فسروا الأمر على أنه علامة على حتى لويس كان يتسقط وصول جيش من الفرنسيين أوالأجانب إلى باريس في وقت قريب لوضع نهاية للثورة. فجرى وضع خطط غير متأنية لإخلاء العاصمة وتكوين جيش ثوري حديث في الجانب الأبعد للوار of the Loire ، ونشر الجيرونديون في أنحاء باريس الدعوة إلى مظاهرات جماهيرية حاشدة أمام قصر التوليري Tuileries .

وعلى هذا ففي 20 يونية سنة 1792 تجمعت الجموع المستثارة رجالا ونساء وطنيين منعملين وغوغاء ومغامرين من الأتباع المتحمسين لروبيسبير، وبريسو، ومارا، وشقت هذه الجموع طريقها عنوة إلى ساحة قصر التوليري Tuileries وهي تصيح ساخرة مصرة على رؤية " السيد فيتوومدام فيتوMonsieur et Madame Veto أي رؤية الملك والملكة اللذين اعترضا ((Veto) . وأمر الملك حرسه بإدخال عدد منهم، فتم إدخال خمسين شخصا وهم يلوحون بأسلحتهم المتنوعة، وجلس لويس إزاء المنضدة وسمع التماسهم بسحب اعتراضاته، فأجاب أنه لا هذا المكان ولا هذه الظروف تسمح بالبت في هذه الأمور المعقدة، وظل طوال ساعات ثلاث يصغي إلى حجج وطلبات وتهديدات، وصاح واحد من الثوار قائلاً: "إنني أطالب بالتصديق على مرسوم ضد القسس.. إما حتى تصدق وإما ستموت!" ووجه آخر سيفه تجاه لويس الذي ظل ثابتا بشكل واضح ولم يتحرك، وقدم له بعضهم غطاء رأس أحمر red cap فوضعه الملك بسرور فوق رأسه، فصاح هؤلاء "الغزاة": تحيا الأمة! تحيا الحرية ! وأخيراً "يحيا الملك". وغادر الملتمسون وذكروا أنهم أعطوا الملك درساً مفزعاً، وانسلت الجموع عائدة إلى المدينة مرهقة لكنها غير راضية، وتم فرض مرسوم على الإكليروس (رجال الدين) الذين لم يقسموا يمين الولاء للدستور الجديد رغم الاعتراضات، لكن الجمعية التشريعية رغبة منها في ألا تبدومتعاطفة مع التمرد الجماهيري الآنف ذكره استقبلت الملك استقبالاً حماسيا عندما أتى بناء على دعوتها لتلقي عهدها باستمرار الولاء.

ولم يستطب الراديكاليون هذا التوافق الرسمي بين البرجوازية والملكية، فقد كانوا يشكون في إخلاص الملك وامتعضوا لاستعداد الجمعية التشريعية إيقاف الثورة الآن لأن الطبقة الوسطى قد ضمنت مكاسبها الاقتصادية والسياسية.

وتحول روبسپيير ومارا تدريجيا إلى نادي اليعاقبة تاركين مشاعرهم البورجوازية متعاطفين مع الجماهير العريضة. وتحركت البروليتاريا في المدن الصناعية لتتعاون مع عمال باريس. وعندما طلبت الجمعية التشريعية من جميع دائرة (محافظة) من الدوائر إرسال فصيل من حرسها الوطني، ليشارك في الاحتفال بالذكرى السنوية الثالثة لسقوط الباستيل، تم اختيار هؤلاء الممثلين الفدراليين Fe`deres في غالبهم من قبل بلديات المدن (الكومونات) ممن يفضلون السياسات الراديكالية. وكان هناك فوج ثوري على نحوخاص مكون من 615 جندياً، وهوذلك الفوج الذي خرج من مارســيليا فيخمسة يوليــو، وكان يطالب بعزل الملك، وراح هذا الفوج في أثناء مسيرته عبر فرنسا ينشد النشيد الجديد الذي وضعه روج دى ليسل Rouget de Lisle وقد أخذ هذا النشيد اسمه نسبة إلى أهل مارسيليا وهوأمر لم يكن مقصوداً عند تأليف النشيد الذي أصبح اسمه المارسييز (ü) The Marseilaise .

ووصل فوج مارسيليا وعدد آخر من أفواج الممثلين الفدراليين (الفيدير Fe`deres ) إلى باريس بعد 41 يوليولكن كومون باريس طلب منهم تأخير عودتهم إلى ديارهم فقد تتطلب مجريات الأمور وجودهم. وكان يسيطر على كومون باريس - وهوالمخط المركزي الذي يضم ممثلين من ثمانية وأربعين حيا Sections هي أحياء المدينة - زعماء راديكاليون - وكان يوما بعد يوم يحول الموظفين في دار البلدية إلى تشكيل حكومي لحكم المدينة، فجعل من دار البلدية تشكيلا حكوميا.

وفي 28 يوليوارتعدت المدينة خوفا وغضبا عندما فهمت بالبيان الرسمي الذي أصدره من كوبلنز دوق برونسفيك Duke of Brunswick:

عهد إليّ صاحبي الجلالة الإمبراطور وملك بروسيا بقيادة قواتهما المسلحة الموحدة التي جرى حشدها على حدود فرنسا. إنني راغب في حتى أعرب لسكان هذه المملكة (فرنسا) الدوافع الكامنة وراء تصميم هذين العاهلين والأغراض التي يضعانها نصب عيونهما.

بعد الافتئات الصارخ على حقوق الأمراء الألمان في الألزاس-لورين Alsace Loraine والإطاحة بنظام طيب وحكومة شرعية في داخل المملكة (فرنسا).... فإن أولئك الذين اغتصبوا صلاحيات الحكومة قد وصل بهم الأمر في النهاية إلى إعلان حرب غير عادلة على جلالة الإمبراطور وهاجموا محافظاته (مديرياته أودوائره) في الأراضي المنخفضة ....

وبالإضافة إلى هذه المصالح المهمة لا بد حتى نضيف أمراً آخر مهما يسبب القلق... وأعني به ضرورة وضع نهاية لهذا الحكم الفوضوي في داخل فرنسا لوقف الاعتداء على العرش والمذبح Altar (المقصود الكنيسة)... ولنعيد.... للملك أمنه وحريته اللذين سُلِبَهما ولجعله يمارس مرة أخرى سلطته الشرعية. واقتناعا منا بأن العقلاء في الأمة ا لفرنسية يمقتون الزمرة النزاعة للشقاق التي تسيطر عليها وأن أغلب الفرنسيين يتطلع بصبر نافد إلى الوقت الذي يستطيعون فيه حتى يعلنوا صراحة أنهم ضد المشروعات البغيضة التي يخطط لها أعداؤهم، فإن صاحب الجلالة الإمبراطور وصاحب الجلالة ملك بروسيا يدعوانهم إلى العودة بدون توانٍ إلى طريق العقل والعدل والسلام. وبناءً عليه فإنني أنا.... أعرب:

1- أن..... العاهلين المتحالفين ليس من هدفٍ لهما سوى ازدهار فرنسا، وهما - العاهلان المتحالفان - لا يبغيان الإثراء من وراء فتح البلاد الأخرى ....

7- جميع من يجسر من سكان المدن والقرى على الدفاع ضد قوا ت صاحب الجلالة الإمبراطور وصاحب الجلالة الملك أويطلق النار عليها.... سيعاقب على الفور وفقاً لأشد قوانين الحرب صرامة وسيتم تدمير بيته......

8- سيكون مطلوبا من مدينة باريس ـ وكل سكانها ـ حتى تذعن فوراً وبلا إبطاء للملك.... والعاهلان المتحالفان يعلنان... أنه إذا تم اقتحام قصر التوليري أومهاجمته أوجرى تعريض الملك والملكة والأسرة المالكة لأي إزعاج، وإذا لم يتم ضمان أمنهم على الفور، فسيتعرض أهل باريس لانتقام لا ينسى على مدى الدهر إذ سيتم إعدام أهلها على وفق القانون العسكري وسيتم تدميرها تماما.....

لكل هذه الأسباب فإنني أدعووأحض بإلحاح سكان المملكة كلهم ألا يقابلوا تحركات القوات التي أقودها ولا عملياتها بل الأدعى حتى يتيحوا لها مرورا آمنا وأن يساعدوها... بالنوايا الصادقة كلها.

خط في مركز القيادة في كوبلنز Coblenz في 25 يوليوسنة 2971.

شارلز وليم فرديناند
Charles William Ferdinand
دوق برونسفيك-لونبرگ
Duke of Brunswick - Luneburg

وكانت الفقرة الثامنة الكئيبة (ربما قدمها للدوق المعروف بدماثته أحد المهاجرين الحاقدين _ التاركين فرنسا بسبب أحداث الثورة)(71) مثار تحد للجمعية التشريعية والكومون (حكومة باريس) ولأهل باريس، فإما حتى يبطلوا الثورة أويقاوموا الغزاة بالوسائل كلها ومهما كانت التكاليف. وفي 92 يوليوخطب ر وبيسبير في نادي اليعاقبة مطالبا - تحدّياً لدوق برونسفيك Brunswick - بسرعة الإطاحة بالملكية وتأسيس الجمهورية بإتاحة حق التصويت لجميع الرجال. وفي 30 يوليوانضم الممثلون الفدراليون القادمون من مارسيليا إلى وفود من دوائر (محافظات) أخرى لتقديم العون لعزل الملك. وفي أربعة أغسطس وما تلاه أوفدت أحياء باريس، الحي إثر الحي Section مذكرات للجمعية التشريعية تفيد أنهم لم يعودوا يعترفون بالملك، وفيستة أغسطس تم تقديم ملتمس لأعضاء الجمعية بضرورة عزل لويس عن العرش، لكن الجمعية التشريعية لم تتخذ إجراء ما، وفيتسعة أغسطس نشر مارا Marat مناشدة للشعب يطالبه باجتياح قصر التويلري Tuileries والقبض على الملك وأسرته والموظفين الملكيين الكبار كلهم باعتبارهم "خونة لا بد حتى تضحي بهم الأمة أولا لتحقيق رفاهية الجماهير" وفي تلك الليلة قام الكومون (المجلس البلدي أوحكومة باريس) وكذلك مسئولوالأحياء بدق ناقوس الخطر لدعوة الجماهير إلى التجمع حول قصر التوليري في صباح اليوم التالي.

وحضر بعض الجماهير مبكرا جدا في الساعة الثالثة صباحا، وقبل الساعة السابعة كان خمسة وعشرون حيا (قسما) قد أوفدت العدد الذي تجاوز تحديده لها من الرجال المسلحين بالبنادقيات (المسكت) والر ماح والسيوف، وأتى بعضهم بمدافع وانضم إليهم 800 من الممثلين الفدراليين Fédérés وسرعان ما وصل عدد المحتشدين إلى تسعة آلاف، وكان يدافع عن القصر تسعمائه سويسري ومائتين من الحراس الآخرين، ورغبة من لويس في تهدئة الهياج فإنه قاد أسرته من الغرف الملكية إلى مسرح القصر حيث كانت الجمعية التشريعية في دورة انعقاد مضطربة، ونطق الملك: "لقد أتيت إلى هنا لأمنع جريمة كبرى"(91).

وسمح للمتمردين بدخول ساحة القصر، وعند بداية الدرج المؤدي إلى غرف النوم الملكية منع الحرس السويسري المتمردين من التقدم إلا حتى الجماهير الحاشدة ضغطت، فأطلق السويسريون النار فقتلوا أكثر من مائة رجل وامرأة، فأوفد الملك أوامره إلى الحرس السويسري بوقف إطلاق النار والانسحاب، فنفذوا الأوامر لكن المحتشدين وعلى رأسهم الممثلون الفدراليون لمارسيليا اجتاحوهم وتم ذبح معظم أفراد هذا الحرس السويسري كما جرى القبض على كثيرين منهم تم اقتيادهم إلى دار البلدية حيث أعدموا.

وجرى ذبح الخدم - بمن فيهم العاملون في المطبخ - في مهرجان دموي مجنون. وأنشد أهل مرسيليا نشيد المرسييز بمصاحبة عزف على البيانوالقيثاري (الهاربسكورد) الخاص بالملكة، واستراحت العاهرات اللائي اعتراهن التعب فوق سرير الملكة، وأحرق المتمردون الأثاث وأراقوا النبيذ، وبالقرب من ساحة الفروسية أشعل الجمهور السعيد النار في تسعمائة مبنى وأطلقوا النار على رجال الإطفاء الذين أتوا لإخماد النيران. واستعرض بعض المنتصرين بأعلامهم التي صنعوها من السترات الحمراء لأفراد الحرس السويسري المقتول - وبذلك كانت هذه أول حالة معروفة لاستخدام الفهم الأحمر رمزاً للثورة (22).

وحاولت الجمعية التشريعية إنقاذ الأسرة المالكة، لكن مقتل عدد من أعضائها على أيدي الجماهير الغازية، أقنع الباقين بتسليم اللاجئين إليها من الأسرة المالكة لكومون باريس ليكونوا تحت تصرفه، فجرى التحفظ عليهم بعناية تحت حراسة صارمة في المعبد the Temple - وهودير قديم حصين لجماعة الفرسان الداويين (رهبان وجنود في الوقت نفسه) واستسلم لويس بلا مقاومة حزينا على زوجته التي وخط الشيب - الآن - مفرقها، وعلى ابنه المريض، وراح ينتظر النهاية بصبر.


اشاعات المؤامرة الملكية والخيانات

الفراغ السياسي

الاستيلاء على التويلري فيعشرة أغسطس 1792 بريشة جان دوپلسي-برتو، متحف قصر ڤرساي.

المـذبـحـة - من 2 إلىستة سبتمبر 1792

يعود الهياج العاطفي الذي بلغ ذروته في 2 سبتمبر في بعض أصوله البعيدة التي أعطته حرارته إلى الصراع المتزايد بين الدين والدولة والجهود التي بذلت لإحلال عبادة الدولة بديلاً للدين أوبتعبير آخر إزاحة الدين لتكون عبادة الدولة عوضاً عنه.

وكانت الجمعية التشريعية قد قبلت الكاثوليكية ديناً رسمياً، وتعهدت بدفع رواتب للقسس كموظفي الدولة، لكن الراديكاليين الذين كانت لهم السيادة في كمون باريس لم يجدوا سببا لتمويل الحكومة أفكاراً يعتبرونها من خرافات الشرق (يقصدون المسيحية) طالما تحالفت مع الإقطاع والملكية. ووجدت وجهات نظر هؤلاء الراديكاليين قبولاً في النوادي كما وجدت قبولاً آخر الأمر في الجمعية التشريعية. وكان نتيجة ذلك سلسلة من الإجراءات جعلت العداوة بين الكنيسة والدولة تمثل تهديدا متكررا للثورة.

فبعد ساعات قليلة من عزل الملك عن عرشه أوفد كمون باريس إلى الأحياء المتنوعة فيها Sections قائمة بالقسس المشكوك في أهدافهم والمشكوك في حتى لديهم مشاعر معادية للثورة، وكان عدد كبير منهم - كما يفهم - قد أوفدوا إلى السجون المتنوعة لذا فقد كانوا ضحية أساسية في أثناء المذبحة.

وفي 11 أغسطس أنهت الجمعية التشريعية أي إشراف للكنيسة على التعليم، وفي 21 أغسطس منع الكومون ارتداء الثياب الكنسية علناً، وفي 18 أغسطس جددت الجمعية التشريعية هذا الأمر بإصدار مرسوم لمنع ارتداء هذه الملابس الدينية على مستوى فرنسا كلها، وحلت التنظيمات الدينية الباقية كلها، وفي 28 أغسطس دعت لترحيل جميع القسس الذين لم يقسموا يمين الولاء للدستور المدني للإكليروس على حتى يمنحوا مهلة أسبوعين لمغادرة فرنسا، وبالعمل فقد هرب 25,000 قسيس إلى بلاد أخرى وراحوا يساندون هناك نادىيات المهاجرين (الذين هجروا فرنسا بسبب وقائع الثورة)، ولأن الإكليروس كانوا حتى الآن يحتفظون بسجلات المواليد وحالات الزواج والوفيات في الدوائر المتنوعة، فقد كان على الجمعية حتى تنقل هذه المهمة إلى سلطات فهمانية (غير إكليريكية). ولأن معظم السكان كان يؤمن بارتباط حالات الولادة والزواج والوفيات بطقوس دينية، فإن محاولة استبعاد هذه الطقوس القديمة قد وسعت الخرق (الثغرة) بين إيمان الناس من ناحية، وفهمانية الدولة من ناحية أخرى(82). وقد اتفق الكوميون واليعاقبة والجيرونديون والجبليون Montagnards) بالمعنى السياسي السابق الإشارة إليه) على أنهم يأملون حتىقد يكون الإخلاص للجمهورية الشابة سيصبح هودين الشعب، فستحل مبادىء : الحرية والمساواة والإخاء محل الآب والابن والروح القدس وأن تعزيز هذا الثالوث الجديد يمكن حتىقد يكون هوالهدف المهيمن للنظام الاجتماعي والمعيار النهائي للأخلاق.

وأجل الافتتاح الرسمي للجمهورية الجديدة إلى 22 سبتمبر أول يوم من العام الجديد. وفي هذه الأثناء التمس بعض المستقبليين المتطلعين من الجمعية حتى تمنح الجمعية لقب "مواطن فرنسي" لكل الفلاسفة غير الفرنسيين الذين أيدوا بشجاعة قضية الحرية فاستحقوا عن جدارة "رضا البشرية" وذلك كإيماءة إلى أحلامهم في تحقيق الديمقراطية العالمية. وفي 26 أغسطس استجابت الجمعية فأعطت المواطنة الفرنسية لكل من جوسف پريستلي وجرمي بنثام Jeremy Bentham، ووليام ولبرفورس William Wilberforce وأناكارسيس كلوتس Anachasis Cloots ويوهان پستالوتشي وثاديوس كاوشيسكوThaddeus Kosciusko وفريدريش شيلر وجورج واشنطن، وتوماس پين وجيمس ماديسون وألكسندر هاملتون. وقدم ألكسندر فون همبولت إلى فرنسا، وكان من بين ما نطقه: "لقد أتيت إلى فرنسا لأتنسّم نسيم الحرية ولأعاون في طعن الحكم المطلق الاستبدادي"(03) وبدا حتى الدين الجديد ينشر فروعه بمجرد وضع جذوره.


تتابع الأحداث

2 سبتمبر

سجن لا فورس.

وفي 2 سبتمبر ارتدت فرنسا أبهى حللها (وكأنها في يوم أحد (Sunday Clothes وعبرت عن ولائها (للدين الجديد) بطرق مختلفة، فقد تجمع الشباب ومن هم في منتصف العمر في نقاط التجنيد ليتطوعوا للخدمة في الجيش، وراحت النسوة يخطن لهم عباءات تدفئهم، ويعددن الضمادات لمن قد يصاب بجروح منهم في المعارك، وأقبل الرجال والنساء والأطفال إلى مراكز أحيائهم لتقديم الأسلحة والجواهر والنقود لإنفاقها لأغراض الحرب. وتبنت الأمهات الأطفال الذين يعولهم جنود أومسقمات سيغادرون إلى جبهة القتال، ومضى بعض الرجال إلى السجون لقتل القسس وغيرهم من أعداء العقيدة الجديدة.

سجن أباي.

ومنذ إعلان الدوق برونسفيك Brunswick (في 25 يوليوسنة 2971) كان القادة الثوريون يعملون كرجال يميلون إلى العمل عندما تكون حياتهم مهددة. ففي 11 أغسطس أوفد أعضاء اللجنة العامة في دار البلدية ملاحظة غريبة إلى أنطوني سانتير Antonie Santerre الذي كان وقتئذ هوالقائد العسكري لقوات أحياء باريس : "لقد فهمنا حتى خطة توضع للمرور على سجون باريس لنقل السجناء كلهم لتطبيق حكم العدالة فورا فيهم. إننا نرجوك حتى يضم إشرافك الحصون الصغيرة والبوابات وقوات الشرطة "- والمقصود مراكز الحجز الثلاثة الرئيسية في باريس(13). ولا ندري كيف من الممكن أن فسر سانتير Santerre هذه الرسالة، ففي 14 أغسطس عينت الجمعية أعضاء "محكمة استثنائية " لمحاكمة أعداء الثورة كلهم لكن ما ورد في المرسوم كان أقل بكثير من حتى يرضي مارا Marat، ففي جريدته "صديق الشعب" في عددها الصادر في 19 أغسطس نطق لقرائه: "إن أفضل طريق ننهجه وأحكمه هوحتى نمضى مسلحين إلى الأباى Abbaye (الحدثة تعني الدير، وقد استخدم كسجن فالمقصود إذن هوالتوجه لهذا السجن) لنجرجر الخونة خاصة الضباط السويسريين [من أفراد الحرس الملكي] وشركاءهم ونعمل السيف في رقابهم فما أغبى حتى نحاكمهم !"(23) وانجرافا مع هذا الحماس جعل الكومون من مارا Marat المحرر الرسمي لنشراته وجعل له مكانا في غرفة اجتماعاته وضمه إلى لجنة الرقابة التابعة له (للكومون)(33).

وإذا أصاخت الجماهير السمع إلى مارا Marat وأطاعته بكل طاقاتها فما ذلك إلا لأنها كانت بدورها مرتجفة مرعوبة ممتلئة كرها وخوفا. وفي 19 أغسطس عبر البروس الحدود بقيادة الملك فريدريك وليام الثاني Frederick William ودوق برونسفيك Brunswick بصحبة قوات صغيرة من المهاجرين (الفرنسيين الذين هجروا فرنسا بسبب أحداث الثورة) الذين يطالبون بالانتقام من الثوار. وفي 23 أغسطس استولى الغزاة على حصن لونجواى Longway ، وكان هناك انادىء حتى ذلك ما كان ليحدث لولا ضلوع ضباط الحصن الأرستقراطيين في هذا الأمر. وفي 2 سبتمبر وصلوا إلى فيردوVerdun ووصل إلى باريس خبر مبتسر (قبل الأوان) بسقوط هذا الحصن المنيع في الصباح لكنه في الحقيقة لم يسقط إلا بعد الظهر، والآن لقد أصبح الطريق إلى باريس مفتوحا للعدوفلم يكن هناك أي جيش فرنسي في هذا الطريق لإيقافه، وبدت العاصمة تحت رحمة الغزاة وتسقط الدوق برنسفيك Brunswick حتى يتناول عشاءه بعد قليل في باريس(43).

شارل الثاني من برونزويك.

وفي هذه الأثناء اندلعت ثورة مضادة (ثورة على الثورة) في المناطق النائية في فرنسا مثل الفيندى Vendee` والدوفيني Dauphine`، وكانت باريس نفسها تضم آلاف البشر المتعاطفين مع الملك المخلوع؛ ومنذ أول سبتمبر كانت توزع نشرة تحذر من مؤامرة لإطلاق سراح السجناء وقتلهم على يد الثوريين. ودعت الجمعية والكومون جميع الرجال القادرين للالتحاق بالجيش لملاقاة قوات العدوالمتقدمة، لكن كيف من الممكن أن يستطيع هؤلاء الرجال حتى يخرجوا للقتال تاركين نساءهم وأطفالهم تحت رحمة الملكيين والقسس ومعتادي الإجرام ممن هم في سجون باريس، فقد يتمكنون من الخروج بأعداد كبيرة،يا ترى؟ فصوتت بعض أحياء باريس على حل مؤداة ضرورة اغتال جميع القسس والأشخاص المشكوك في ولائهم للثورة قبل خروج المتطوعين لقتال العدو.

مذبحة شاتليه.

وفي الساعة الثانية بعد ظهر يوم الأحد الموافق 2 سبتمبر اقتربت ست عربات حاملة القسس الذين لم يؤدوا يمين الولاء للدستور الجديد من سجن أباى Abbaye (الحدثة تعنى دير، ذلك حتى هذا السجن كان في أصله ديرا)، فصاحت بهم الجموع مستهزئة وقفز رجل من الجموع إلى سلم العربة فضربه قس بعصا فسبت الجموع القس وتزاحمت وتضاعف عددها وراحت تهاجم السجناء عند توقف العربات عند البوابة بل وانضم حراس السجناء إلى المهاجمين، فتم اغتال ثلاثين سجينا، واندفعت الحشود - منتشية بمنظر الدماء ونشوة القتل غير المنسوب إلى أحد بعينه - إلى مبنى دير الكرمل وقتلوا القسس المحتجزين هناك، وفي المساء، بعد قضاء فترة راحة، كانت الحشود قد تزايد عددها الآن فانضم إليها كثير من المجرمين وغلاظ الأكباد وجنود الأفواج الفدرالية القادمة من مارسيليا وأڤينيون وبريتاني وعادوا إلى أباى Abbaye (الحدثة تعني ديرا لكن المقصود سجن يحمل هذا الاسم لأنه كان في الأصل ديرا) وأجبروا السجناء كلهم على الخروج والجلوس لسماع الحكم عليهم، وأسلموا الغالبية العظمى منهم، - أي سويسري أوقس أوملكي أوأي إنسان كان في خدمة الملك أوالملكة - إلى رجال متعطشين لقتلهم، فقتلوهم بالسيوف والسكاكين والرماح والهراوات.

وفي البداية كان القتلة مثاليين فكانوا يكتفون بالقتل ولا يسرقون المقتولين فقد كانوا يجردون الضحايا من مقتنياتهم القيمة لنقلها إلى السلطات الثورية في الكمون لكن في آخر الأمر راح هؤلاء القتلة الذين اعتراهم التعب يحتفظون من قتلاهم بتذكارات، وكان جميع قاتل يتلقى ستة فرنكات في اليوم لقاء عمله بالإضافة إلى ثلاث وجبات وكل ما يريده من النبيذ، وأظهر بعضهم شيئا مـن الرحمة فهنأوا أولئك الذين تمت تبرئتهم واستضافوا المميزين منهم في بيوتهم(73)، وكان بعضهم متوحشا قاسيا فأطالوا من معاناة المتهمين بتعريضهم للسخرية أمام المشاهدين، وقام واحد من المتحمسين بعد حتى نزع السيف من صدر الجنرال لالوGeneral Laleu بدس يده في الجرح وانتزع القلب ووضعه في فمه كما لوكان يريد حتى يأكله(83) - وهي عادة كانت شائعة وفي وقت من الأوقات في أيام الهجمية-.

وكان جميع قاتل، عندما يعترية التعب يأخذ قسطا من الراحة ويتجرع خمرا ثم يواصل عمله حتى تم القضاء في أمر سجناء الأباى كلهم The Abbaye إما إلى الموت وإما إلى الأمان.

3 سبتمبر

وفي ثلاثة سبتمبر انتقل الجلادون (منفذوالقتل) والقضاة إلى سجون أخرى - سجن ثكنات الشرطة La Force وسجن البوابة Conciergerie. حيث استمرت المذبحة في ضحايا جدد وبجلادين جدد.

مذبحة الأميرة لامبال.

وهنا كانت توجد سيدة مشهورة، إنها الأميرة دى لامبال de Lamballe التي كانت ذات يوم ثرية ورائعة الجمال وكانت محبوبة لمارى أنطوانيت Marie Antoinette وأثيرة لديها، وكانت قد اشهجرت في مؤامرة لإنقاذ الأسرة الملكية. إنها الآن في الثالثة والأربعين من عمرها عندما بترت رأسها وبترت أطرافها ونزع قلبها من جسدها وأكله الجمهوريون المتحمسون(93)، وحملوا رأسها على رمح ولوحوا به عارضين إياه من نافذة زنزانة الملكة في سجن تمبل(04) (المعبد The Temple).

4 سبتمبر: نهاية المذابح في باريس

بيساتر في القرن 18.

وفي أربعة سبتمبر تحرك القتلة إلى سجون تور سان برنار Tour St.- Bernard، وسان فيرمان St.-Firmin والحصن الصغير the Chalelet سجن مخزن ملح البارود the Salpetriere وهناك كانت النسوة الشابات يخيرن بين إتيانهن أوقتلهن، فكن يؤتين. وكان من بين نزلاء سجن بيستر Bicetre ملجأ للمجانين والمختلين علقيا تتراوح أعمارهم بين سبعة عشر عاما وتسعة عشر عاما، وعددهم ثلاثة وأربعون شابا أنزلهم - في غالبهم - آباؤهم في هذا المكان لتلقى العلاج، وقد قتلهم الثوار جميعاً(14).

واستمرت المذبحة يومين آخرين في باريس حتى وصل عدد الضحايا بين 1,247 و1,368، وانقسم الناس في الحكم على الأحداث : فالكاثوليك والملكيون اعتراهم رعب شديد لكن الثوريين حاجّوا بأنه كان لا بد من هذه الاستجابة العنيفة بسبب تهديدات برونسفيك Brunswick ولضرورات الحرب، واستقبل بيتيوPetion رئيس بلدية باريس الجديد الجلادين كوطنيين بذلوا جهدا كبيرا وأنعشهم بتقديم النبيذ لهم (44). وأوفدت الجمعية التشريعية بعض الأعضاء إلى سجن الإباى (سجن الدير) Abbaye ليوصوا بالتزام القانون وعادوا ليقرروا حتى المذبحة لا يمكن إيقافها، وأخيرا وافق زعماء الجمعية - من الجيرونديين والجبليين(ü) Montagnards ـ حتى هذا الاتجاه الأكثر أمنا واحتياطا (المذبحة) أصبح محل موافقة(54). وأوفد كميون باريس ممثلين عنه للمشاركة في منح الحصانة للقضاة، وكان بيلو-ڤارِن - Billaud Varenne المحامي المندوب عن الكوميون ممن شهدوا ما وقع في سجن أباى Abbaye وقد هنأ القتلة: "إنكم مواطنون زملاء، إنكم تدمرون أعداءكم، إنكم تؤدون واجبكم"(64) وبارك مارا Marat بفخر العملية برمتها. وعند محاكمة شارلوت كورداى Charlotte Corday بعد ذلك بعام، سئلت: "لماذا قتلت مارا؟" فأجابت "لأنه كان هوالسبب في مذبحة سبتمبر" ولما طالبوها بالدليل أجابت: "ليس لدي دليل، إنه رأي فرنسا كلها"(74).

مذابحتسعة سبتمبر في ڤرساي

Plaque commémorative au carrefour des Quatre-Bornes accusant formellement Fournier l'Américain.
لوح تذكاري à l'entrée des écuries de la Reine


الملاحقات والمحاكمات

دانتون، وزير العدل فيسبعة سبتمبر 1792.

وعندما طلب من دانتون Danton حتى يوقف المذبحة هز كتفيه: "سيكون هذا محالاً ثم أردف معللا" ثم لما نوقفها،يا ترى؟ هل أزعج نفسي بسبب هؤلاء الملكيين والقسس الذين كانوا لا ينتظرون سوى اقتراب الأجانب الغزاة لذبحنا؟... لا بد حتى نرعب أعداءنا."(84) ومع هذا فقد سحب دانتون سراً أكثر من واحد من أصدقائه وأخرجهم من السجون، بل إنه أخرج حتى بعض أعدائه الشخصيين(94). وعندما اعترض عضومن زملاء دانتون في المجلس التطبيقي على عمليات القتل، نطق له دانتون: "إجلس، فهذا أمر ضروري"(05). وعندما سأله شاب: "كيف تستطيع حتى تساعد ما يسمى إرهابا؟" أجابه: "إنك أصغر من حتى تفهم هذه الامور... انه لا بد حتى يفيض نهر الدم بين أهل باريس والمهاجرين (الذين هجروا فرنسا بسبب أحداث الثورة)"(15).

فقد كان يعتبر حتى أهل باريس قد أصبحوا الآن عاهدوا الثورة، وأن المتطوعين للحرب الذين كانوا يغادرون لملاقاة الغزاة يعهدون الآن أنهم لن يرحمهم العدوإذا هم استسلموا، إنهم سيحاربون دفاعا عن حياتهم بكل ما في الحدثة من معنى.

وكان يوم 2 سبتمبر أيضا هواليوم الذي صوتت الجمعية التشريعية للدعوة إلى انتخاب عام لمؤتمر وطني Convention لتضع دستورا جديدا يتلاءم مع ظروف فرنسا الجديدة ومع متطلبات الحرب، ذلك لأن الجمعية أحست حتى مسيرة الأحداث قد أحدثت دمارا في الدستور الحالي الذي جرى اختيار أعضائها لتطبيقه، ولأنه منذ دعي الفلاحون والبرولتياريا والبورجوازية - على سواء - للدفاع عن وطنهم فقد بدا من غير المقبول حتى أيا مهما كان سواء أَكان دافع ضرائب أم لا يحق منعه من حق الانتخاب (إبعاده عن صناديق الاقتراع).

إلى غير ذلك حقق روبسپيير أول فوز كبير له، فالمؤتمر الوطني الذي سيلعب فيه دورا كبيرا جرى انتخابه من الراشدين الرجال كلهم أي أنه كان انتخابا عاماً.

وفي 20 سبتمبر أنهت الجمعية التشريعية دورتها الأخيرة ولم يكن أعضاؤها يفهمون أنه في اليوم نفسه التقى الجيش الفرنسي بقيادة دومورييه Dumouriez وفرنسوا-كريستوف كلرمان Francois-Christophe Kellermann بالجيوش المحترفة البروسية والنمساوية بقيادة دوق برونزڤيك Brunswick ، عند قرية ينطق لها ڤالمي Valmey بين ڤردوVerdun وپاريس، وأن الجيش الفرنسي أرغم أعداءه على الانسحاب - لقد كان نصرا مؤثرا حتى إذا ملك بروسيا أمر قواته المهاجمة بعد المعركة بالتراجع وتخلى عن فردوVerdun ولونگواي Longway وهجر الحدود الفرنسية. أما فريدريك وليام الثاني Frederick William فلم يكن يتحمل الإزعاج الذي تسببه له فرنسا البعيدة الآن فقد كان يتنافس مع جارتيه، روسيا والنمسا للاستيلاء على أكبر جزء عند تقسيم بولندا، وأكثر من هذا فقد كان جنوده يعانون من الإسهال الذي أصابهم نتيجة تناولهم أعناب شامبين(25) Champagne .

وكان حاضرا في هذه المعركة جوته Goethe ضمن العاملين مع دوق زاكسه-ڤايمار Saxe-Weimar فنطق (كما أبلغت) ملاحظة شهيرة: "منذ الآن ومن هذا المكان تبدأ فترة جديدة في تاريخ العالم"(35).

السبتمبريون

Les septembriseurs.


طالع أيضاً

  • The Legislative Assembly and the fall of the French monarchy
  • قائمة المذابح في فرنسا

المصادر والهامش

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

  1. ^ The classic modern account of the legends and traditions that have accrued, and an appraisal of the sources on which a narrative account can be based, is پيير كارون، Les Massacres de Septembre (Paris) 1935. كارون كان أمين الأرشيف الحديث في الأرشيف الوطني.
  2. ^ Caron 1935, part IV is confined to comparable events in provincial cities that transpired from July to October 1792.

للاستزادة

  • Dickens, Charles, A Tale of Two Cities, Holt Rinehart and Winston, Austin, 1859.
  • Hibbert, Christopher, The Days of the French Revolution, William Morrow, New York, 1980.
  • Schama, Simon, Citizens: A Chronicle of the French Revolution, Alfred A. Knopf, New York, 1992.

وصلات خارجية

  • "The September Massacres : 2 –سبعة Sept. 1792"
  • The September Massacres witnessed by Restif de la Bretonne
  • The September Massacres witnessed by Earl Gower, a British diplomat
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:26:53
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Articles containing non-English-language text, 1792 events of the French Revolution, مناهضة الكاثوليكية في فرنسا, تاريخ پاريس, مذابح في فرنسا, مذابح سجون, Pontifical Swiss Guard, People killed in the French Revolution

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

استقرار بالأحوال الجوية اليوم وعودة الشبورة والصغرى بالقاهرة 18 درجة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:24:04
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 37%

نفاد جميع تذاكر شهر نوفمبر لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة بمدينة سيدنى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:23:57
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 49%

فصائل فلسطينية تعلن استهداف 3 آليات عسكرية إسرائيلية في غزة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:24:11
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 49%

حماس تعلن قرب التوصل إلى اتفاق هدنة مع إسرائيل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:27:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 63%

السجن 2200 سنة لأعضاء مافيا «كالابريا» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:27:15
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

النشرة المرورية.. كثافات متوسطة للسيارات بمحاور القاهرة والجيزة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:23:53
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 37%

أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر 2023.. وعيار 21 يسجل 2765 جنيها

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:23:46
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 37%

سقوط طائرة أمريكية عملاقة في مياه «كانيوهي» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:27:16
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

إطفائي يشعل حرائق ويشارك في إخمادها! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:27:14
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

منتخب الشباب يواجه المغرب فى ختام بطولة شمال أفريقيا.. اليوم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:23:43
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 41%

حرب غزة: ما الصدمة النفسية التي تسببها الحرب وهل من علاج لها؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 12:07:35
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 95%

إسرائيل تستدعى سفيرها لدى جنوب أفريقيا بسبب شكوى الجنائية.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:23:50
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 41%

الصحة تحذر من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية.. تفاصيل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:24:07
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 44%

حماس تعلن قرب التوصل إلى اتفاق هدنة مع إسرائيل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 09:28:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

تحميل تطبيق المنصة العربية