سليمان بن صرد
نطقب:تعظيم
سليمان بن صرد هوأبومطرف، سليمان بن الصرد الخزاعي. ولد عام 28 قبل الهجرة (حوالي 595م) في اليمن. صحب سليمان النبي الأكرم بعد حتى أسلم على يديه، وكان اسمه في الجاهلية يسار، فسماه رسول الله بعد إسلامه سليمان. كما أشهجر في بعض غزوات الرسول كغزوة الخندق، وبعد وفات الرسول رحل إلى الكوفة وسكن فيها.
كان ابن صرد أحد الذين خطوا لعثمان بن عفان الخليفة الثالث يشكونه أمر والي الكوفة آنذاك، وتصرفاته المشينة، وكان من أوائل الصحابة الذين بايعوا الإمام علي بعد مقتل عثمان. كما أشهجر مع الإمام علي في جميع حروبه، وكان أحد الأمراء البارزين في معركة صفين، وقد اغتال فيها أحد أبرز فرسان جيوش معاوية بن ابي سفيان، هوحوشب ذوظيلم.
كان سليمان أحد الصحابة الذين ضيقت عليهم السلطة الأموية كثيرا، كما أنه كان أول من راسل الإمام الحسين، مع ثلاثة من أصحابه، وهم: المسيب بن نجبه، رفاعة بن شداد، وحبيب بن مظاهر الأسدي، يطلبون من الإمام القدوم إلى الكوفة، بعد حتى تسلم يزيد بن معاوية دفة الحكم. كما أنه سجن مع خيرة الصحابة والتابعين الذين أرادوا نصرة الامام الحسين قبل قدومه إلى كربلاء، وأمر بسجنه عبيد الله بن زياد عندما قدم إلى الكوفة، وصار أميرا عليها، ثم خرج من السجن بعد انتهاء معركة الطف، وإستشهاد الإمام الحسين عام 61 للهجرة.
نصب بعد ذلك زعيما للتحرك الشيعي المطالب بالثأر لسبط رسول الله الحسين بن علي، والذي حمل شعار ”يالثارات الحسين“، والذي استقطب جميع من تخاذل عن نصرة الحسين في العاشر من محرم، كما خط لأصحابه في البصرة والمدائن يدعوهم للأنضمام لثورته، فأستجابوا له.
نطق فيه المؤرخابن كثير: { كان سليمان صحابيا، نبيلا، عابدا، زاهدا ، ونطق رفاعة بن شداد:{ شيخ الشيعة، وصاحب رسول الله ذوالسابقة والقدم، المحمودي بأسه ودينه، الموثوق بحزمه .
نطق ابن الأثير في كتابه أسد الغابة في فهم الصحابة: "كان خيرا فاضلا، له دين وعبادة، وكان له قدر وشرف في قومه، سكن الكوفة أول ما نزلها المسلمون. شهد مع علي بن أبي طالب مشاهده كلها، وهوالذي اغتال حوشبا ذا ظليم الألهاني بصفين مبارزة، وكان فيمن خط إلى الحسين بن علي بعد موت معاوية، يسأله القدوم إلى الكوفة، فلما قدمها هجر القتال معه، فلما اغتال الحسين ندم هووالمسيب بن نجبة الفزاري، وجميع من خذله ولم يقاتل معه، ونطقوا: ما لنا توبة إلا حتى نطلب بدمه، فخرجوا من الكوفة مستهل ربيع الآخر من سنة خمس وستين، وولوا أمرهم سليمان بن صرد، وسموه أمير التوابين، وساروا إلى عبيد الله بن زياد، وكان قد سار من الشام في جيش كبير، يريد العراق، فالتقوا في معركة عين الوردة بعين الوردة، من أرض الجزيرة، وهي رأس عين، فقتل سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة وكثير ممن معهما، وحمل رأس سليمان والمسيب إلى مروان بن الحكم بالشام، وكان عمر سليمان حين اغتال 93 سنة."
جمع سليمان أصحابه في النخيلة، وفي نهاية ربيع الثاني لسنة 65 للهجرة، أنطلق بهم - وهم نحوأربعة آلاف مقاتل - قاصدا الشام، وكان قد أطلق عليهم لقب التوابون، ولقب هوبأمير التوابين. سلك بأصحابه طريق كربلاء لزيارة قبر الإمام الحسين، وتجديد العهد له. غادروا بعدها عبر نهر الفرات متوجهين للأنبار، ومنها إلى القيارة، وهيت، فقرقيسيا، متوجهين لمنطقة عين الوردة. التقى جيشه بجيش عبيد الله بن زياد، الذي كان ذاهبا للعراق، لإخماد الثورة التي قام بها الشيعة ضد بني أمية هناك، وكان قوام جيشه عشرون ألفا.
بدأت المعركة في الثاني والعشرين من جمادى الأولى عام 65 للهجرة (يناير 685)، واستمرت ثلاثة أيام. كاد النصر فيها حتىقد يكون لسليمان وأصحابه، لولا الإمدادات الكبيرة التي قدمت من الشام. في اليوم الثالث من المعركة أستشهد سليمان بن صرد على أثر سهم أصابه به يزيد بن الحصين بن نمير، وكان له من العمر 93 عاما وأوفد رأسه إلى مروان بن الحكم في الشام.
روى عنه أبوإسحاق السبيعي، وعدي بن ثابت، وعبد الله بن يسار وغيرهم.
أبلغنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، نطق: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، أبلغنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سليمان بن صرد حتى رجلين تلاحيا، فاشتد غضب أحدهما، فنطق النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأعهد حدثة لونطقها لسكن عنه غضبه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
مصادر
- البداية والنهاية، للإمام إسماعيل بن كثير الدمشقي.
- أسد الغابة في فهم الصحابة، لابن الأثير الجزري.