الشاعر الصحفي كمال عبد الحميد () شاعر وصحفي مصري

- من مواليد قرية البندار في محافظة سوهاج جنوب مصر، حاصل على ليسانس الآداب قسم الصحافة عام 1987. عضونقابة الصحفيين المصرية،عضوالدسك المركزي لمجلة جميع الناس 1993-1994، عضومجلس تحرير مجلة نصف الدنيا 1996، مسؤول الدسك بمجلة زهرة الخليج من يناير 1997 وحتى يوليو1999، في الوقت ذاته تولى الإشراف على القسم الثقافي بمجلة زهرة الخليج، وكلف بالإشراف على إصدار سلسة شهرية بعنوان كتاب زهرة الخليج في مايو1999- انتقل للعمل مسئولاً عن التحرير الصحفي في المخط الإعلامي لحرم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة من يوليو1999 وحتى مارس 2002- وضع التصورات الأولى لإصدار مجلة المرأة اليوم في أكتوبر1999،وأشرف على خطط تطويرها وتحويلها من مجلة شهرية إلى مجلة أسبوعية في الثالث والعشرين من أكتوبر 2001 - تولى منصب مدير تحرير مجلتي (المرأة اليوم) و( شباب اليوم) حتى استنطقته في التاسع والعشرين من ديسمبر 2008 - صدر له : كتابه الشعري الأول بعنوان ( تمام الجحيم ) عن المخط المصري للمطبوعات عام 2005 ، كتابه الثاني بعنوان ( لا يدخل الليل إلا وحيداً ) عام 2006 ، كتابه الثالث في بيروت بعنوان (الوسيلة المتاحة للبهجة ) 2008 عن دار الإنتشار.

- خط منطقأ بالتناوب مع مجلس التحرير في مجلة نصف الدنيا بعنوان الطير المسافر، وخط منطقاً أسبوعياً في مجلة زهرة الخليج بعنوان "تأويل "، وهوالعنوان الذي خط تحته منطقه الأسبوعي في مجلة المرأة اليوم طوال تسع سنوات

منطقات ودراسات عن أعماله

كمال عبد الحميد يصنع عالماً من الأسرار الصغيرة

بقلم: عهد فاضل - شاعر وناقد سوري

جريدة الحياة - لندن -5 يونيه 2005' {{عادةً ما تعكس التجربة الشعرية، في اختيارها الذاتي، نوعاً من المعايرة الواحدة. وإذا تعددت المعايرات، ففي الغالب تتحدد في دمج نظامي الشكل الفني مع العالم الشعري. أما تنوع المعايرة في الشكل الواحد وفي العالم الشعري الواحد فهوأمر يصعب تكوين المدلولات أويجعلها عرضة لتظهير الرمز مخلخلاً حين يشحن بأكثر من مستوى ومعيار. الشاعر المصري كمال عبد الحميد استخدم أكثر من طريقة للخروج من تهديد كهذا، في ديوانه " تمام الجحيم" الصادر أخيراً عن المخط المصري للمطبوعات (القاهرة 2005). ففي قراءة الكتاب تتبدى أسلوبية يسرت للشاعر النجاة من دمج المعايير وتأثيرها الممكن في وضوح الرمز، واللافت حتى النتيجة بدت في التخفف من أي إرباك قد يقع أواحتمال كلفة عالية في الصوغ. يظهر الشكل في " تمام الجحيم" مظهراً لغويا معبرا عنه في استبطان النبر للحكاية، عبر تدوير مدروس للأسطر نجح في إخفاء الزمنين المتناقضين، مبدئياً، وهما: زمن الانخطاف الشعري، وزمن السرد على خلفية اختطاف السارد للتكثيف وحميمة اليومي المستسر للتفصيل واللافظ البلاغي.

يرجع استبطان النبر للحكاية إلى أكثر من نظام معهدي حيث يقوم الشاعر مقام السارد، وتتضمن اللحظة الأبدية اللحظة الزمانية " الفانية": " تماما / كأن التي بكت رائحتها على فمي / لم تكن طريدتي بالليل والنهار/ حدثا حدثتني بغزوة الجسد / المطل على مائي / أقول: غداً / الماء أصابع الروح لصعود بناية من دم ولحم". إذا أردنا حتى نتذكر الجرح الذي فتحه [وديع سعادة] في الشعر العربي المعاصر، فهويكمن في قراءة كهذه يتحد فيها المرئي باللامرئي عبر استبطان الشاعر للسارد وعبر إخفاء معالجات الثنائي الدائم: موت / حياة . في مكان آخر نجد حتى كمال عبد الحميد يزيد من فاعليات الاستبطان السالف، وهنا من خلال تجميد حركة الزمن بنحوأشد:" هذا قاتلها / هذا أسود هامشها / هذا خرابها ليس بيدي / أظنها اقترحت حائطين / لتصل إلى آخر البار". لا بد من أ القارئ لحظ حتى الحكاية المتسربة تحت ضغط عجز حامل السر عن كتمانه عبر عنها في شكل هوأقرب إلى الأمور التي تتبقى بعد رحيل أصحابها بعيداً!

يستطيع الرمز استبطان الحكاية لأنه عادة يوحي ويشحن ويهجر الأثر، ولا يقوم على مبدأ تلاؤم منطقي يوحد اللفظ بالدلالة توحيداً كاملاً، من أجل هذا لم يقع الشاعر في تهديد دمج المعايير المؤدي إلى خلخلة الرمز، لأنه ببساطة دفع النبر ليتعامل مع السرد كموضوع داخلي فيعود إلى مملكة الأنا ولا يصبح فارضاً لشرط الزمن والحوار والشخص: " أظنها ألقت معطفها / التي وصفت عابريها بالجراد / وهي تشغل خلاءها بالحقد / أخذت سيجارتي الأخيرة / بكت / لأن ليلة بالثلج لا تعيد غائبها". يلاحظ كيف من الممكن أن حتى قوة الغائب اتىت لتتوج فاعلية الاستبطان السالف، عملى رغم حتى المخاطب غائب وغير مباشر الحضور، نفاجأ بأن لهذا الغائب غائباً آخر! ويتمحور النبر في الدلالة أكثر مما يتمحور في الصوت، وكذلك تولد نكهة الأثر في هذا المبهم المتوالد بعضه من بعضه الآخر .وإن كانت السمة الأساس، تقنياً، في كتاب الشاعر كمال عبد الحميد، هي استبطان النبر للحكاية، فإن إشارة أخرى طرحها الشاعر من خلال تقديم الكتاب كله من دون عناوين داخلية فاصلة، كما لوحتى " تمام الجحيم" قصيدة واحدة كاملة. وهي كذلك بالعمل، إذا من خلال تماثل الأمور التي تتوارد تباعاً في النص, ومن شأن غياب العناوين الداخلية الإيحاء للقراءة بوحدة تامة بين المسرود والخاطف حتى لنظن حتى الزمنين " العدوين" أبرما الصلح أخيراً:" كيف من الممكن أن تجرؤين على النظر في عينيه / كأنما لم تنظري في عيني؟/ بإذنك تنسحب الرحمة من حولي / والنمل هداياك الأخيرة / كيف من الممكن أن لم نمت وجهاً لوجه / كيف من الممكن أن لم يقتلني غيرك بحقد أقل؟" . تدقيق سهل في مفردة الرحمة التي وردت فجأة في النص تعطي الانطباع بالاستبطان والوحدة، هذا على رغم ضعف المبرر الفني لحضورها، فهي اتىت لتؤكد حمل الجزء للكل عبر نظام غير قابل للتطبيق دائماً .

العالم الشعري في " تمام الجحيم" هومزيج من أسرار " صغيرة" عملت الأسلوبية على إنضاجها بعيداً من الإسهاب والميلودرامية. وهذا يعطي انطباعاً بالمختبر الذي يستسره نص الشاعر، وإلا فما الذي دفعه إلى عدم الاحتفال بأسراره كما لوإنها تتكون للمرة الأولى،يا ترى؟ الهمس ذاك في طرح السر الصغير يؤكد مختبرية نص كمال عبد الحميد، ما يذكر بالتجربة الشعرية الجديدة لشعراء لبنانيين جدد كجوزف عيساوي وناظم السيد وعلي مطر حيث تعاملوا مع الحكاية كأداة للشعري لا كأداة للوصفي السارد، وهذا نراه أيضاً في النثر المصري الجديد عند عماد فؤاد وإيمان مرسال ومثلهما في الشعر السوري الثمانيني كلقمان ديركي وعمر قدور، ما يعطي انطباعا بشيء من المعايرة المنتصرة كنموذج عام تتقاسمه مواهب مختلفة المشارب. في العودة إلى عالم عبد الحميد الشعري والأسرار الصغيرة نجد كيف من الممكن أن حتى ما يظهر ميلودرامياً في تجارب متعثرة – كبعض تجارب النثر المصري والسوري تحديداً نشير اليها في دراسة مستقلة – يظهر إشارياً موحياً غير واقع في عوز الإسهاب الذي لا براء منه:" غداً أراقبك في موتي وأضحك / كيف من الممكن أن تستبدلين الورد بالورد / العطر بالعطر / الأسماء بالأسماء / ما اسم صاحبك في بطاقة الإهداء؟". لقد تخلص الموت هنا من الاستخدام النادىئي الذي يستهلكه بعضهم إما من طريق رغبة الإسعاف أومن طريق الاتكاء الكامل على فاعلية الحدثة .

الشيء الذي يمكن ألا تجده القراءة، في هذا الكتاب، هوما لا تراه أيضاً في غير خط، حيث انفراد هذا الاقتراح كغيرة من اقتراحات بتقريب المسافة بين الاسم والمسمى، ذاك بسبب الاستبطان المستمر للسرد، ولهذا لا نجد استقلالاً كاملاً للمنطوق أوللسطر الواحد، ما يذكر مرة أخرى بضرورة عودة المختبر الشعري ليشكل المرجعية غير الممكن تجاوزها والتي تتمتع بمقدرة فاعلة على التقليل من الأثر الرجعي للتجريب والمعايرة ؟