فليپه الثاني من إسپانيا

عودة للموسوعة

فليپه الثاني من إسپانيا

فليپه الثاني
Philip II
ملك ناپوي
الحكم 25 يوليو1554 – 13 سبتمبر 1598 (&&&&&&&&&&&&&044.&&&&&044 سنة, &&&&&&&&&&&&&050.&&&&&050 يوم)
سبقه شارل الخامس
تبعه فليپه الثالث من إسپانيا
ملك إنگلترا بحكم الزواج (للمزيد...)
الحكم 25 يوليو1554 – 17 نوفمبر 1558 (&&&&&&&&&&&&&&04.&&&&&04 سنة, &&&&&&&&&&&&0115.&&&&&0115 يوم)
ملك مشارك ماري الأولى
ملك إسپانيا
الحكم 16 يناير 1556 – 13 سبتمبر 1598
(&&&&&&&&&&&&&042.&&&&&042 سنة, &&&&&&&&&&&&0240.&&&&&0240 يوم)
سبقه تشارلز الأول
تبعه فليپه الثالث
ملك الپرتغال
الحكم 1581 – 13 سبتمبر 1598
سبقه أنطونيو
تبعه فليپه الثاني
الزوج ماريا مانويلا من الپرتغال
ماري الأولى من إنگلترة
إليزابث من ڤالوا
آنا من النمسا
الأنجال
للمزيد
تشارلز، أمير أستورياس
إيزابلا كلارا ايوجنيا، أرشيدوقة النمسا
كاترينا ميگل، دوقة ساڤوي
فرديناند، أمير أستورياس
دييگو، أمير أستورياس،
فليپه الثالث من إسپانيا
البيت الملكي آل هابسبورگ
الأب شارل الخامس، الامبراطور الروماني المقدس
الأم إيزابلا من الپرتغال
الدفن الإسكوريال

فـِليپه الثاني من إسپانيا (بالاسپانية: Felipe II؛ 21 مايو1527 - 13 سبتمبر 1598)، ملك إسبانيا (1556-1598)، ملك نابولي وصقلية (1554-1598)، ملك انكلترا القرين (كزوج لماري الأولى) بين عامي 1554 - 1558، حاكم المقاطعات السبعة عشر (حاصلا على مختلف ألقاب تلك الأراضي، مثل الدوق أوالكونت) من 1556 حتى 1581، ملك البرتغال والغرب (باسم فيليب الأول) من 1580 حتى 1598 وملك تشيلي من 1554 حتى 1556.

تاريخه

فليپه الثالث، ابن شارل الخامس عمل على تعزيز مكانة إسپانيا السياسية والعسكرية. أيد الكثلكة بقوة، فساعد ذلك على نشوب الثورة في الأراضي الواطئة (1568-1609) وإلى التورط الإسپان في حروب ضد العثمانيين (1571-1578)، وضد إنگلترة (1588-1604). بلغت محاكم التفتيش في عهده ذروتها. شيد الإسكوريال بين عامي 1563 و1584.

نقل فيليب الثاني ملك إسبانيا البلاط الملكي من توليدوإلى مدريد في 1561.

هنا رجل من أغرب وأقوى شخصيات التاريخ، متعصب، ذوضمير حي، مكروه أشد الكره خارج اسبانيا، محبوب أحر الحب داخلها، يتحدى أي دارس يحاول جاهداً حتىقد يكون موضوعيا. كان نسبه قدره المكتوب، فأبوه شارل الخامس، الذي خلف له ملكا والتزاما بالتعصب، وجدته لأبيه جوانا لا لوكا ابنة فرديناند الكاثوليكي المجنونة؛ فالصوفية والجنون إذن في عروقه، والعقيدة والاستبداد في ميراثه. وكان لأمه ايزابيللا البرتغالية ولدان آخران توفي كلاهما بالصرع في طفولته، وماتت هي نفسها في السادسة والثلاثين حين كان فيليب في الثانية عشرة. ولد في بلد الوليد عام 1527 يوم كانت جيوش أبيه تنهب روما وتسجن البابا، وربى على يد قساوسة ونساء أغرقوه في التدين وأقنعوه بأن الكنيسة الكاثوليكية هي السند الذي لا غنى عنه للفضيلة والملكية. وعلى حين كان أبوه - الذي نشأ في فلاندر - قد شب رجل دنيا، أصبح فيليب - الذي عاش في أسبانيا معظم حياته - أسبانياً وجهاً وعقيدة، جسداً وعقلاً، برغم جلده الأبيض وشعره الأصفر الحريري.

لم يكد يستمتع بشباب، ففي الثالثة عشرة عين حاكماً على ميلانو، وفي السادسة عشرة وصياً على عرش اسبانيا - وهي وصاية لم تكن مجرد اسم بلا مسمى. فقد رتب شارل مشيرين له، وشرح له طباعهم ببصيرة نافذة، وأمره ان يؤلب المشير على المشير، وحضه على حتى يحتفظ لنفسه بكل السلطة الحقيقية وكل القرارات النهائية - وهوما عمله فيليب إلى آخر نسمة من حياته. وفي تلك السنة (1543) تزوج فيليب ابنة خاله الأميرة ماريا البرتغالية، ولكنها ماتت عام 1545، عقب حتى أنجبت له ابنا "سيئ الطالع" هوالدون كارلوس، فعقد فيليب زواجا من احدى بنات الشعب هي إيزابيللا دي أوزوريو، التي انجبت له عدة أطفال. وألح عليه أبوه في فسخ هذا الزواج، وكان لزاما على جميع أمير هابسبورجي حتى يعين على تأليف نطاق من الحلفاء حول العدوالقديم فرنسا. لذلك وجب على فيليب - لكي يؤمن قوة أسبانيا في الأراضي المنخفضة من تدخل إنجلترا - ان يبتلع حاسته الجمالية ويتزوج ماري تيودور ملكة إنجلترا الكاثوليكية. وينجب منها بنين يحتفظون بإنجلترا في حظيرة الكاثوليكية. إلى غير ذلك نراه في عام 1554 يعبر المانش، ويتزوج ماري الدميمة، العليلة، المؤملة في الحلف (وكانت تكبره بأحد عشر عاما)، ويبذل قصاراه لاخصابها، ولكنه يخفق، فيرحل (1555) ليصبح حاكما للأراضي المنخفضة.

وتمضي السنون وأعباؤه تثقل. ففي عام 1554 كان قد نصب حاكما لمملكة نابلي وصقلية المزدوجة. وفي عام 1556 تخلى له شارل عن تاج أسبانيا. وظل فيليب أربع سنوات يحكم أملاكه المبعثرة من بروكسل. وقد ناضل للتوفيق بين رزانته الاسبانية وبين المرح الفلمنكي والمالية الهولندية. لم يكن يستطيب الحرب، ولكن قواده كسبوا له في سانت كوينتين (1557) معركة حمل الفرنسيين على ابرام معاهدة كاتو- كامبريزي. ورغبة منه في إقامة بعض روابط الصداقة مع فرنسا تزوج فيليب من اليزابيث فالوا، ابنة هنري الثاني وكاترين مديتشي، وبعد حتى خال الأمور قد استقرت ودع الأراضي المنخفضة وأبحر من [[گنت] (أغسطس 1559) وحبس نفسه بقية حياته في أسبانيا.

ونقل العاصمة من طليطلة إلى مدريد (1560)، وما لبث ان حمله حبه للعزلة، وعدم ارتياحه إلى الوجود وسط الجماهير، على تكليف خوان باوتستا وخوان دي هيرايرا بأن يشيدا له على سبعة وعشرين ميلاً شمال غرب مدريد مجمعاً من العمائر يحوي قصراً ملكياً، ومركزاً إدارياً، وكلية ومدرسة لاهوتية، وديراً، وكنيسة، وضريحاً - ولا غروفقد أصبح فيليب الآن متديناً على قدر ما تسمح به مقتضيات السياسة. ففي معركة سانت كوينتين هدمت مدافعه مكرسة للقديس لورنس، وتكفيراً على هذا الانتهاك لمقدسات وعهداناً بالجميل على فوزه، كان نذر حتى يقيم للقديس ضريحاً في أسبانيا. إلى غير ذلك سمى مجمع العمائر الشاسع هذا السيتيوريال دي سان لورينزو »- أي المقر الملكي للقديس لورنس، ولكن الزمن سماه الإسكوريال، نسبة لمدينة قريبة، اشتقت هي نفسها اسمها من لفظ "سكوريا" ومعناه خبث مناجم الحديد المحلية. وكان الاعتقاد حتى القديس لورنس قد أحرق حتى الموت على مشواة من حديد، لذلك صمم خوان باوتستا خطة الارض على هيئة مشواة تبترها الصالات من جنب إلى جنب، قاسمة الفراغ إلى ستة عشر فناء.

پورتريه لفليپه الثاني، رسم تيتيان، ح.1554.

ويعجب المرء وهويركب السيارة من مدريد إلى هذا المكان كيف من الممكن أن استطاع فيليب، في عصر لم يتح له من وسائل الانتنطق ما أسرع من ظهور الخيل، حتى يحكم ملكه العالمي من مثل هذا الحرم الذي يتوه وسط تلال كئيبة؛ ولكن مدريد كانت أكثر منه بعدا عن العالم. وقد هجر هذا المجمع العظيم اليومٍ إلا من الرهبان وخدماتهم، ولكنه كان أيام عزه، بقابلته المبنية بطرز النهضة والبالغ طولها 744 قدما، وبقلاعه وأبراجه، وبقية كنيسته الضخمة، رمزا رهيبا للسطوة الأسبانية التي تبلت بالتقوى والفن. هنا كان يحكم نصف العالم المسيحي، ووحد الدين والحكومة في متاهة واحدة من السياسة والحجر، وهنا كان في استطاعة الملك حتى يعيش كما يشتهي، لا بين حاشيته، بل بين القساوسة والرهبان والرفات المقدسة، ويسمع مرات جميع يوم الأجراس المعلنة للقداس. هان كان البانتيون مزمعا حتى يتلقى رفات ملوك أسبانيا وملكاتها، والمخطة حتى تصبح من أغنى المخطات في أوربا، ومتحف الصور حتى يضم عما قليل روائع بريشة رفائيل، وتيتان، وتنتورتو، وڤـِرونـِزه، وإل گريكو، وڤـِلازكويز، هنا اقبل بلجرينوتيبالدي، وبارتولوميوكاردوتشي، وفدريجوزوكارو، من إيطاليا للانضمام إلى خوان فرنانديز نافاريتي، ولويزدي موراليس، ولويز دي كاربايال، وغيرهم من الفنانين الاسبان ليرسموا الصور الجصية على الجدران والبواكي التي لانهاية لها. أما القصر الملكي فهجره بسيطا جميع البساطة، ولكن الكنيسة برغم بائها على الطراز الدوري الصارم، كان مذبحها يتلألأ بالرخام السماقي واليشب والمضى ومن خلفه رافدة ذات حلية معقدة. وكانت القاعة المخصصة لاستقبال كبار القوم شاسعة حافلة بالزخرف، أما حجرة فيليب فأفقر حجرات البناء، متواضعة كأنها صومعة عابد. كان البناء رمزاُ لسطوة فيليب، أما الحجرة فتعبير عن خلقه.

لقد جهد غاية الجهد ليكون قديساً، ولكنه لم ينس أنه ملك. كان يفهم أنه أقوى حاكم على ظهر البسيطة ويشعر بالتزام سياسي بالكبرياء، ولكنه كان في لباسه آية في البساطة حتى حتى بعض الغرباء الذين صادفوه في الإسكوريال حسبوه تابعا، وسمحوا له حتىقد يكون دليلهم. وكان خليقا بهم ان يتعهدوا عليه من ذقنه الهابسبورحية الناتئة، لأنها كانت تحديا بارزا للعالم. وفي عان 1559، قبل حتى يقسيه الزمن والتجارب، وصفه سفير بندقي بأنه »يبدي دائما من الرقة والانسانية ما لا يبزه فيه أمير«، ونطق عنه سفير انجليزي أنه »ذوخلق لطيف، وطبع لين، وميل إلى الهدوء«. ولم يجد فيه أحد أي ميل للمزاح أمام الناس، وذكر أعداؤه القساة أنه لم يبتسم في حياته كلها غير مرة - وذلك حين سمع بمذبحة القديس برتلميو. على أنه في حياته الخاصة كان يستطيب النادىبة والنكتة ويضحك من جميع قلبه. وكان يجمع الخط بذوق ولذة، ولكنه آثر الفن على الأدب، فهوالراعي المرهف الذوق لتتسيانو، والناقد لإلجريكو، يحب الموسيقى ويعزف على القيثارة حين لا يرقبه العالم، تحليه جميع آداب السلوك الأسبانية، ولكنه يرتبك حياء ويجمد في المناسبات الرسمية، رشيق الجسم إلى حتى أعجزه النقرس. لولعه بالفطير والحلوى. وكان منذ شبابه مستهدفا للسقم، وإذ كان قد استوعب السبعين كاملة فإنما الفضل في ذلك لتصميمه العنيد على اتمام واجباته. وقد اتخذ الحكم واجباً مقدساً، وراح يكد فيه يوماً بعد يوم طوال خمسين عاما. ويبدوأنه آمن حقاً بأن الله اختاره لوقف المد البروتستنتي، ومن هنا ما عهد عنه من عناد شديد وقسوة على مضض، »ولم يكن بطبيعته يؤثر الطرق العنيفة«. ولم ينس قط صنيعاً (اللهم إلا حالة أجمونت). ولا نسي اساءة. كان المنتقم أحياناً، الشهم الصفوح غالباً. وزع الصدقات بسخاء يمليه الضمير. كان في عصر فاسد غير قابل للافساد، وما كان لرشوة أوهدية حتى تثنيه عن الاضطهادات التي دفعه إليها تدينه.

أما في أخلاقيات السياسة فكان شبيها جميع الشبه بمعاصريه - يكره الحرب، ولم يبدأ حربا قط، واحتمل من إهانات إنجلترا جيلاً كاملاً تقريباً قبل حتى يجرد عليها الارمادا. كان قادراً، بل أقدر من معظم الحكام، على الخداع المتخفي وراء التقوى، والظاهر أنه شارك في مؤامرة لقتل اليزابث حي أعيته لانقاذ ماري ستيوارت. وكان حكمه لأسبانيا أوتوقراطيا ولكنه عادل، »يهتم الاهتمام الشديد برعاياه، ويصلح أي مظالم اجتماعية يجد الوقت لاكتشافها«.

أما خلقه الشخصي فيفضل خلق أكثر ملوك القرن السادس عشر. كان في شبابه ببروكسل، إذا صدقنا اعداءه، »شديد الاباحية« و»لهوه المفضل حتى يخرج ليلا متخفيا ليمارس شتى الشهوات المبتذلة في المواطن المألوفة للرذيلة«؛ وبعد سنوات اتهم وليم أورنج، وهويقود ثورة الأراضي المنخفضة، ناسك السكوريال هذا بأنه اغتال ابنه ودس السم لزوجته الثالثة،ولكن رجلا ساخطا مثل وليام لا يعتمد عليه في كتابة التاريخ. على حتى مؤرخا لا يتطرق الشك إلى عظمته وجرأته، وهوماريانا اليسوعي الاسباني، يصدر عليه حكما عدائيا كهذا، فبينما هويشيد بـ »سماحة فيليب وعزيمته ويقظته وزهده في الطعام والشراب« يتهمه بـ »الشهوانية، والقسوة، والكبر والغدر، وعدة رذائل اخرى«(22) ولكننا نجد مؤرخا هولنديا محدثا يخلص إلى حتى »فيليب الثاني لا يمكن اتهامه بالفجور و.. والخلاعة والفساد، فهوعلى قدر فهمنا عاش بعد عودته إلى أسبانيا حياة فاضلة إلى حد الصرامة زوجا وفيا شديد الاهتمام بأبنائه. وحين سقمت زوجته الثالثة اليزابيث نطقوا بالجدري (وكان يومها فتاكا أغلب الأحيان) ظل ملازما لها لا يبرحها إلا نادرا مع حتى وزراءه ألحوا عليه في ألا يعرض نفسه لخطر العدوى. وبعد موت اليزابث عقد فليب زواجا دبلوماسيا آخر (1570) بأميرة نمساوية من أميراتها الكثيرات المسميات »آن«، وماتت آن هذه عام 1580 وبعدها كرس عواطفه العائلية الحميمة لبناته. ورسائله لهن رسائل إنسانية فيها نادىية ومحبة. واصبحت اليزابث كلارا رفيقه الحميم وعزاءه الكبير وسط هموم الشيخوخة وهزائمها. وقد وصفها في وصيته بأنها نور عينيه. أما ابناؤه فلم يجد فيهم أي عزاء.

وتضافرت الأسطورة والأدب والشفقة الانسانية لتجعل من ابن فليب الأكبر رجلا أشهر من أبيه. كان كارلوس ضعيف البنية، مستهدفا للحمى المتبترة؛ والاكتئاب، ونوبات الغضب والكبرياء. كان سخيا في إسراف، شجاعا في شراسة، كان يضحك جده، الذي كان بالأمس شارل الخامس العظيم بلومه إياه على أنه فر من موريس أمير سكسونيا في إنربروك (1552)- »لوكنت مكانك لما قررت قط!« وفي المحادثات التمهيدية لمعاهدة كاتو-كاميريرزي كان هناك وعد بزواج كارلوس-وهويومها في الرابعة عشرة- من اليزابث فالوا، ولكن في المعاهدة نفسها اتخذ فليب هذه الأميرة زوجة له بعد حتى ترمل بموت ماري تيودور، وذلك ليحول الصداقة الفرنسية من انجلترا إلى أسبانيا، وبعد عام وصلت العروس إلى مدريد (1560). ولعل كارلوس حين رأى جمالها المتواري خلف قناع من الحشمة ساءه هذا التحوير لحق »السيد الاقطاعي«، ولكن ليس هناك مرشد على وجود اية علاقة غرام بينه وبين الملكة ذات الأربعة عشر ربيعا.

وكان من المسلم به رسميا حتى كارلوس وريث للتاج برغم علته. وفي عام 1561 أوفد إلى جامعة ألكالا »القلعة«. وهناك سقط من درجات سلم خلال مطاردته فتاة يغازلها فكسرت جمجمته، وراح يهذي في غيبوبته. ونشر الجراح الكبير فيزاليوس عظم رأسه فأنقذ حياة الصبي، ولكن تحسن حالته عزاه الناس إلى رفات أخ فرنسسكاني تقي- توفي قبل قرن-أخذت من تابوتها ووضعت على الفراش إلى جوار الأمير. وخلال نقاهة الفتى الطويلة مكث فليب في »القلعة« وأنفق الوقت الكثير إلى جانبه. وأعيد كارلوس إلى مدريد وهناك استرد من العافية ما جاز له بالانضمام إلى شباب النبلاء في حوادث العنف يرتكبونها في الشوارع ضد الرجال والنساء. وقوت اعتداءاته القاسية الصاخبة، الشبهة في حتى سقطته قد ألحقت بمخه أذى لا شفاء له منه. ولم يكن مما يعنيه على كسب عطف فليب أنه أعرب عن تعطفه مع الثوار في الأراضي المنخفضة. ولما عين ألفا قائدا للجيش هناك احتج كارلوس بأن هذه المهمة كان يجب حتى تعهد إليه، فنهى الفا عن الذهاب، وهاجم الدوق بخنجر شهره عليه حين أصر على الذهاب. ويبدوحتى الأمير خطر له حينا حتى يهرب إلى الأراضي المنخفضة ويضع نفسه على رأس الثورة. وكلف فليب بعض وزرائه، الزاهدين في المهمة، بأن يراقبوه. ووضع كارلوس الخطط للهروب، وبعث بعملائه لجمع المال، وجمع 150.000 دوكاتية، وأمر بأن يؤتى له بثمانية جياد لهروبه _يناير (1568). غير أنه اسر بخطته لدون جوان النمساوي، الذي أفضى بها إلى الملك. وخاف فليب حتى تستعمل اليزابث ملكة انجلترا، أووليم أورنج، ابنه-إذا جاز له بمغادرة أسبانيا-منافسا لأبيه تمهيدا لعزله، فأمر بتشديد الرقابة على الأمير، وهدد كارلوس بالانتحار، فجرد فليب من جميع سلاح وحبسه في القصر الملكي بمدريد.

إلى هناك كان مسلك فليب يسمح بالدفاع عنه، ولكن التعصب بدأ يعمق المأساة. ذلك حتى الملك حين اشتبه في هرطقة ابنه أمر بألا يسمح له بأي كتاب الا كتاب صلوات يومية وبعض خط العبادة. ورفس كارلوس الخط وأهمل جميع الطقوس الدينية. وأنذره قسيس بأن مسلكه قد يحمل محكمة التفتيش على التحقيق في صحة مسيحيته، وحاول كارلوس حتى يقتل نفسه، ولكن حيل بينه وبين ذلك، على أنه حقق هدفه بأن رفض جميع طعام قدم إليه طوال أيام ثلاثة، ثم أتخم نفسه باللحم والماء المثلج، فأصيب بالدوسنتاريا، ورحب الأمير بالموت، وتناول القربان لآخر مرة، وسامح أباه، ثم توفي غير متجاوز الثالثة والعشرين (24 يوليو1568). واتهم انطونيوبيريز-عدوفليب المنفي-الملك بأنه دس السم لكارلوس، وصدقت معظم أوربا التهمة، ولكن البحث دحضها . على حتى صرامة سجن الفتى من النقط السوداء الكثيرة التي تلوث سجل الملك.

وقد ألقى مسلكه من أخيه لأبيه، دون جوان النمساوي، ظلاً آخر على الصورة. فيبدوحتى هذا الابن غير الشرعي لشارل الخامس وبربارا بلومبرگ أثار في نفس فليب إعجاباً تشوبه الغيرة. ومع ذلك حمل جوان إلى مرتبة الأمراء، وعهد إليه بتنظيم حملة على قراصنة الجزائر. وابلى جوان فيها بلاء حسنا. وقلده فليب قيادة القوات البرية ضد مغاربة غرناطة، وأنفذ جوان مهمته دون حتى يضيع وقتا أويسرف في رأفة. فعينه فليب-وهوبعد في الرابعة والعشرين-أميرالاً أكبر للأساطيل الموحدة في »الحرب الصليبية الأخيرة«، وهزم جوان الهجر في ليبانتو، وغدا بطل العالم المسيحي. هنا شعر بأنه جدير بعرش مملكة، ولكن شق عليه حتى يكتفي فيليب بتنصيبه حاكما عاما على الأراضي المنخفضة.

ثم لام الناس الملك الصموت، الذي كان على الدوام يأبى لكبريائه حتى يفسر مسلكه أويدافع عن نفسه على منبر الرأي العام، لاموه اشد اللوم على مأساة أخرى. ذلك أنه رقي إلى منصب المستشارية لديه رجلا من عامة الشعب ذكيا أنيقا يدعى أنطونيوبيريز، وكان الاعتقاد أنه الابن غير الشرعي لأخص أصدقاء فليب وأحوزهم لثقته، وهوروى جوميز أمير ابيولي. فلما توفي جوميز (1573)، اصبح بيريز الصديق الحميم-وربما العشيق-لآنا دي مندوزا، أميرة ايبولي-الأرملة المغرقة في الدس. وقيل حتى فليب نفسه كان له علاقة بهذه الحسناء العوراء قبل أحد عشر عاما، ولكن لعل »التاريخ« هنا لفق هذه السيرة. وترما بيريز معها بغية الافادة من اطلاعها على أسرار الدولة. فلما هددهما خوان دي اسكوبيدوبأن يفضح نشاطهما المريب، أقنع بيريز قليب بأن اسكوبيدويتآمر على خيانته، واعطى فليب الأمر باغتيال خوان. واحتفظ بيريز بالأمر ستة اشهر، ثم نفذه (1578) مما أدهش فليب واربكه. وبعد عام اقنعت أوراق دون خوان النمساوي السرية فليب ببراءة اسكوبيدو، فقبض على بيريز، وحبس الأميرة في قصرها. واعترف بيريز بجريمته تحت ضغط التعذيب، ووافق على حتى يرد للخزانة 12.000.000 مارافيدي. ولكنه فر إلى اراجون بمساعدة زوجته، وهناك طاردته محكمة التفتيش بتحريض فليب باعتباره مهرطقا. ففر إلى فرنسا، وعزا اضطهاده إلى غرام فليب بلا ايبولي غراما لم يسله، وافشى مواطن ضعف أسبانيا الحربي والمال لحكومتي فرنسا وإنجلترا، وحرض ايسيكس على الاغارة على السفن والشواطئ الأسبانية. وأخيرا توفي بباريس عام 1611 بعد حتى حاول عبثا الحصول على عفوفليب الثالث وحمايته.

لقد عثر فليب مبررا كافيا لاتباع نصيحة أبيه بالا يثق بمساعديه ذلك حتى اشراف الأسبان-كالنبلاء الفرنسيين-كانوا غيورين من سلطة الملكية لا يتورعون عن الكبد للملك. ولقد أبقى على خلافاتهم فيما بينهم، وضرب بعضهم ببعض، وتلقى تقارير ملخصة عن آرائهم المتعارضة، ثم اتخذ قراراته. ولما فقد الثقة في مرءوسيه، أكب بشخصه على دقائق الحكم والإدارة في كي ميدان-في السياسة البابوية، والأشغال العامة، والرذائل المحلية، والطرق والكباري، وتطهير الأنهار للملاحة، وانشاء المخطات، واصلاح القانون الأسباني وجمعه وتنسيقه، والاشراف على مسح جغرافي وتاريخي واحصائي واسع لأسبانيا ما زالت مجلداته الخمسة عشر ذات البتر الكبير دون نشر(32)-. على حتى اضطلاعه بأعباء ينوء بها جميع كاهل افضى به إلى سياسة التسويف والتأجيل، فقد لاحظ حتى كثيرا من المشكلات تفقد إلحاحها أومعناها إذا أجلت عمدا-ولكن مجرى الأحداث في عدة حالات-كحالة الأراضي المنخفضة- فصل فيها على عكس ما يشتهي بينما هويزن ما للحلول وما عليها أويضعها على الرف. وفي مهجعه الملكي كان يملي أويخط بيده التعليمات لموظفيه الذين عينهم في خمس قارات. وقد افترض حتى السلطة الملكية يجب حتى تكون مطلقة، واغفل أوطغى على »الكورتيز« أوالمجالس الأقليمية إلا في الأرجوان وأصدر المراسيم-حتى مراسيم الاعدام-دون محاكمة علنية، وهدأ أوتقراطيته باليقين بأن هذا سبيله الأوحد إلى حماية الفقراء من الأغنيا. وأنشأ تدريجا وبجهد، داخل حكمه المستبد، في قارة استشرى الفساد في جميع ارجائها تقريبا، بيروقراطية وقضاء امتازا بالقياس إلى غيرهما بالكفاية والعدل.

كان يحترم الكنيسة باعتبارها الشكل التقليدي للفضيلة والحارس القديم للملوك، ولكنه أخضع الدين للدولة في اسبانيا كما عمل هنري الثامن أواليزابث الأولى في إنجلترا. وعلق أهمية كبرى على الوحدة الدينية باعتبارها أداة للحكم، حتى أنه رأى »أنه حير للملك ألا يملك اطلاقا من حتى يملك على مهرطقين« فلما اقتنع بأن المغاربة في أسبانيا ما زالوا يمارسون شعائر الإسلام برغم تظاهرهم بالكثلكة، أصدر (1567) أمرا عاليا يحرم جميع العادات الاسلامية ويحظر استخدام اللغة العربية واقتناء الخط العربية. وتمرد المغاربة (1568)، واستولوا على انطقيم كبير جنوبي غرناطة، وذبحوا المسيحيين، وعذبوا الكهنة، وباعوا النساء والأطفال رقيقاً للبربر نظير البارود والبنادق. ولكن التمرد أخمد بعد سنتين من الفظائع التي تنافس الفريقان في ارتكابها. وطرد جميع المغاربة من اقليم غرناطة وشتتوا بين الجماعات المسيحية في قشتالة، وأودع أبناؤهم البيوت المسيحية، وجعل الحضور إلى المدارس اجبارياً على جميع الأطفال-وهوأول إلزام من نوعه في أوربا. واشتبه فليب في حتى المغاربة الباقين في بلنسية وقتلونيا يتآمرون مع العدو، وكان في حرب مع الهجر، ولكن كثرة أعبائه أكرهته على حتى يهجر آخر مراحل المشكلة لخلفه.

وكان أبوه قد خلف له مهمة الدفاع عن العالم المسيحي ضد الإسلام باعتبارها جانبا هاما من سياسة الهابسبورج. ففي عام 1570 انضم إلى البندقية والبابوية في حرب صليبية تنهي سيادة الهجر على البحر المتوسط.

وسقطت قبرص في يد الهجر بينما كان فليب يضع الخطط والحلفاء الثلاثة يحشدون اسطولهم. وما وافى عام 1571 حتى كانوا قد جمعوا في مسينا 208 سفينة شراعية كبيرة و50.000 بحار، و29.000 جندي، وحمل فوق مقدم جميع سفينة صليب، ومنحت البركة للرايات، وارتفعت الصلوات جملة إلى عنان السماء، وأصدر الاميرال الشاب الملهم الصيحة الصليبية، »المسيح قائدكم، أنكم تخوضون معركة الصليب«. وفي 16 سبتمبر 1571 أقلع الأسطول وحقق فوزا قضى على تفوق الهجر في البحر المتوسط. وإذ كانت اسبانيا قد أسهمت بأكثر من نصيبها من السفن والرجال، فإن بهاء ليبانتوسطح على دون جوان والملك، وقارب فليب عندها ذروة مجده قبل انحداره. وواتته هذه الذروة حين ورث عرش البرتغال (1580) فضم هذا البلد الاستراتيجي إلى ملكه المتعاظم.

أما همه المقيم فكان ثورة الأراضي المنخفضة. فقد فهم ساخطا حتى كوليني، الزعيم البروتستنتي، كاد يقنع شارل التاسع بأن فرنسا يجدر بها حتى تتحالف مع الثوار. فلما بلغ فليب نبأ مذبحة القديس برتولوميوالتي أطلق شارل وحوشها على الهيجونوت طرب له وشدد النكير على الأراضي المنخفضة. فحرض على اغتيال وليم أورنج ودفع أجر الجريمة، وحاول شراء صداقة هنري ناڤار؛ ولكن هنري لم يكن ممن تشتري صداقتهم بالمال. ومن ثم اقتنى فليب آل جيز والحلف الكاثوليكي؛ وحلم يجعل ابنته ملكة على فرنسا، وعندها تتحالف قوى اسبانيا وفرنسا فتخضعان الأراضي المنخفضة، وتنصبان ماري ستيوارت ملكة على انجلتره، وتبتران دابر البروتستنتية من جميع مكان. فلما أوفدت اليزابث المعونة لهولندة (1585)؛ وشيعت ماري إلى آخرتها (1587)، وبعد سنين صبر فيها فليب وصابر على الغارات التي شنها قراصنة اليزابث على سفن اسبانيا وشاطئها وكنوزها. جنح آخر الأمر إلى الحرب، فخرب مالية حكومته ليمول الأرمادا. وساندت أسبانيا كلها هذا الجهد وصلت من أجل النصر، شاعرة بأن مصير الأسطول سيفصل في تاريخ أوربا.

وتجلد فليب في ظاهر الأمر لذل الكارثة وعارها، ونطق انه أوفد سفنه لتقاتل البشر لا الأنواء. ولكن الهزيمة حطمت روحه وكادت تحطم أسبانيا، هذا برغم أنه عاش بعدها وقاتل عشر سنوات أخرى، وأن أسبانيا استغرقت قرنا حتى سلمت بخرابها. إنه لم يستطع حتى يصدق حتى الله تخلى عنه بعد ثلاثين عاما من الكفاح في سبيل الإيمان، ولكن لا بد حتى هذه الحقيقة الكئيبة طالعته في النهاية، وهي أنه بعد حتى أفقر شعبه بالضرائب، أخفق في جميع شئ إلا في اكتسابه البرتغال بمحض الصدفة، ورده الهجر مؤقتا-وكانوا قد استولوا من حديث على تونس وأخذوا يستردون سطوتهم. لقد كان هنري الرابع يسير إلى النصر في فرنسا؛ والأراضي المنخفضة في ثورة لا سبيل إلى التصالح فيها؛ وأبى البابا حتى يتحمل فلسا من نفقات الأرمادا؛ وقبضت البروتستنتية على ناصية الشمال الغني، واخذت تهيمن على البحار ومن ثم على أمريكا والشرق بعد قليل، أما تلك السليطة اليزابث، فهي متربعة على عرشها المنيع وسط المياه ظافرة بعد حتى تفوقت على جميع ملوك عصرها فطنة ودهاء.

واصطلح على الملك الثكل، والعزلة، والسقم-اصطلحت عليه كلها لتذله بعد عز وتوهن من اعتداده بنفسه. كانت زوجته الرابعة قد ماتت عام 1580، ولم يبق على قيد الحياة من الأطفال الثلاثة الذين أنجبتهم غير غلام قليل الكفاية لا بد حتى يورث أول امبراطورية لا تغرب الشمس فوق رقعتها. ان الشعب ما زال يحمل لفليب الاجلال برغم أخطائه وهزائمه، فهومقتنع بأنه ناضل من أجل قضية مقدسة، وأنه لعب لعبة القوة دون حتى يفوق أعداءه تحللا من مبادئ الشرف، وهوصابر في غير لوم على الشقاء الذي أسقطته فيه سياساته الاقتصادية ونظام ضرائبه وهزائمه. وقد اصاب أطرافه بالآلام المبرحة في شيخوخته، وأعجزه بالشلل، ذلك النقرس الذي كان آخر هجرة ورثها عن أبيه، وخيمت على احدى عينيه سحابة من السد، وشوهت جلده القرح المنفرة.

وفي يونيو1598 حمل على محفة إلى الاسكوريال، إلى غرفته الأثيرة التي يستطيع خلال نافذتها حتى يتطلع إلى مذبح الكنيسة المرتفع. وظل ثلاثة وخمسين يوما يبلى جسده في فراشه، محتملا جميع شئ وهوواثق أنه امتحان الإله لإيمانه، محتفظاً بذلك الإيمان إلى النهاية الرهيبة، متشبثا بصليب لا يفتأ يلثمه مرددا الصلوات المرة بعد المرة. وأمر بالافراج عن السجناء ليكون ذلك آخر عمل من اعمال الرأفة. وأوفد في طلب ابنه، وأوصاه بالرأفة والانصاف ما دام حيا، وأمره بأن يعترف بالخاتمة المهينة التي تنتهي إليها القوة الدنيوية. ثم انتهى عذابه في 13 سبتمبر 1598.

لقد بذل قصاراه بعقل غلت التربية في تقييده، عقل أضيق من حتى يسع امبراطوريته، وأصلب من حتى يطوع نفسه لتبعاته المنوعة. وليس في مقدورنا حتى نعهد هل كان إيمانه زائفا؛ وكل ما نشعر به أنه إيمان متعصب قاس ككل إيمان في عصره تقريباً، وأنه أظلم عقله وشعبه بينما واسى فقر هذا الشعب وسند كبرياء الملك. ولكن فليب لم يكن الغول الذي صورته أقلام خصومه المشبوبة. فقد كان- على قدر ما أوتى من بصيرة- لا يقل في عدله وسماحته عن أي حاكم في قرنه إلا هنري الرابع. وكان مهذباً في حياته الزوجية، محباً لأسرته محبوباً منها، صابراً على الاستفزاز، شجاعاً في الشدة، مخلصاً في الجهد. لقد دفع إلى التمام ثمن هجرته الغنية المهلكة.


إسبانيا في القرن السادس عشر

عندما ارتقى فيليب الثاني عرش إسبانيا، كانت أقوى دولة في العالم، وبخاصة ممتلكاتها العينية والمالية.بلغ عدد سكان إسبانيا أواخر القرن الخامس عشر حوالي تسعة ملايين نسمة بما فيهم العبيد والمغاربة وكانت إسبانيا بلد التزمت الديني في تلك الحقبة. ولكن إسبانيا لم تكن لتخلوا من توترات داخلية تدفع بإسبانيا إلى هاوية الفقر. وكان أحد الأسباب في ذلك طرد اليهود عام /1492م/ ثم المغاربة عام /1609م/ مما أفقر إسبانيا من الخبرة التجارية واليد العاملة. ثم يضاف توسع إسبانيا عسكرياً مما كلفها الكثير من قوتها المادية وبخاصة ما رافق هذا التوسع من حروب.

الصراع العثماني الهابسبورگي

فهم الجيوش الاسبانية تحت فليپه الثاني.

في أوائل حكم فليپه الثاني كان قلقاً بتزايد نفوذ الدولة العثمانية تحت حكم سليمان القانوني. أدى خوفه من هيمنة المسلمين على البحر المتوسط، إلى استمرار سياسته الخارجية العدوانية.

في 1558 استولى الأميرال العثماني پياله پاشا على جزر البليار، ألحق أضراراً بالغة خاصة في مينورقة وأسر الكثيرون، أثناء اغارته على السواحل الإسپانية. ناشد فليپه البابا وقوى أخرى في اوروپا من أجل وضع نهاية لتصاعد نفوذ العثمانيين. منذ هزيمة والده أمام العثمانيين وبرباروسا خير الدين پاشا في 1541، أصبحت القوى البحرية الاوروبية الرئيسية في البحر المتوسط، أي اسبانيا والبندقية، مترددة في لقاءة العثمانيين. أدى انتشار أسطورة "القوة الهجرية التي لا تقهر"، إلى تفشي الخوف والذعر بين الناس.

في 1560 نظم فيليب الثاني رابطة مقدسة بين اسبانيا وجمهورية البندقية وجمهورية جنوة والدويلات البابوية، ودوقية ساڤوا وفرسان مالطة. تجمع الأسطول المشهجر في مسينا وكان يتكون من 200 سفينة (60 galleys و140 سفينة أخرى) يحملن إجمالي 30,000 جندي تحت إمرة جيوڤاني أندريا دوريا، ابن أخي الأميرال الجنوي الشهير أندريا دوريا.

في 12 مارس 1560، استولت العصبة المقدسة على جزيرة جربة التي كانت مسقطاً استراتيجياً وتتحكم في الطرق البحرية بين الجزائر وطرابلس. ورداً على ذلك، أوفد سليمان القانوني أسطولاً عثمانياً من 120 سفينة بقيادة پياله پاشا، الذي وصل جربة فيتسعة مايو1560. واستمرت المعركة حتى 14 مايو1560، وأحرزت قوات پياله پاشا وطرغد ريس (الذي انضم لپياله پاشا في اليوم الثالث من المعركة) نصراً ساحقاً في معركة جربة.

فقدت الرابطة المقدسة 60 سفينة (30 galleys) و20,000 رجل، وبالكاد تمكن جيوڤاني أندريا دوريا من الفرار بسفينة صغيرة. استعاد العثمانيون حصن جربة، حيث حاول القائد الإسباني، د. ألڤاروده سانده، الفرار منه على ظهر سفينة، لكن طرغد ريس قام بملاحقته وسرعان ما قبض عليه. في 1565 أوفد العثمانيون تجريدة كبيرة على مالطة، قامت بفرض حصار على مختلف حصون الجزيرة، ونجحت في الاستيلاء على بعض منها. أوفد الإسبان قوة صغيرة، which drove the Ottoman army, exhausted from a long siege, away from the island.

الخطر الداهم المتمثل في تزايد الهيمنة العثمانية في البحر المتوسط تم القضاء عليه في واحدة من أكثر المعارك حسماً في التاريخ، بتدمير تقريباً جميع الأسطول العثماني في معركة لپانتوفي 1571، على يد القصبة المقدسة، بقيادة الأخ غير الشقيق لفليپه، دون خوان من أستورياس. وقد تمكن أسطول آخر أوفده فليپه، وبقيادة دون خوان، من إعادة السيطرة على تونس من العثمانيين في 1573. إلا حتى الأتراك سرعان ما أعادوا بناء أسطولهم، وفي 1574 تمكن اولوچ علي ريس من استعادة تونس بقوة من 250 غليون بعد حصار دام 40 يوماً. إلا حتى لـِپانتوشكلت نقطة تحول دائم في توازن القوى البحرية في المتوسط ونهاية التهديد بسيطرة كاملة من العثمانيين على البحر المتوسط.

وفي 1585 تم توقيع معاهدة سلام بين العثمانيين والرابطة المقدسة.

الثورة في الأراضي الواطئة

في يوم 25 أكتوبر 1555 نقل الإمبراطور شارل الخامس منطقيد الحكم في الأراضي الوطيئة إلى ابنه فيليب، وفي السادس والعشرين، وأمام الجمعية التشريعية في بروكسل، تلقى فيليب أيمان الولاء، وأقسم بدوره حتى يحافظ على حقوق المقاطعات السبعة عشر وامتيازاتها، وفق ما تقضي به التنطقيد والمعاهدة والقانون ولقد هيأت هذه العهود والمواثيق المتبادلة المسرح لإحدى المسرحيات الكبرى في تاريخ الحرية.

وكان المشهد معقداً. كانت الأراضي الواطئة آنذاك تضم بلجيكا الحالية ومملكة هولندا القائمة الآن. ولم تكن الهولندية- وهي أصلاً إحدى اللهجات الألمانية السائدة في وهاد شمال ألمانيا والأراضي الواطئة- وهي اللغة التي تتحدث بها المقاطعات السبع الشمالية (وهي هولندا، زيلندة، اوترخت، فريزلند، خروننجن، أوفريجسل، جلالند، فحسب، بل كانت كذلك لغة أربع مقاطعات أخرى (هي فلاندرز، برابانت، مكلين، لمبورگ) في شمالي "بلجيكا"، على حين كانت "الوالون"- وهي إحدى اللهجات الفرنسية- هي اللغة لتي يتحدث بها الأهالي في ست مقاطعات جنوبية (هي أرتوا، وألون، فلاندرز، كمپراي، تورني، إينو، نامور). وكانت هذه المقاطعات كلها، بالإضافة إلى دوقية لكسمبرج المجاورة، تحت حكم آل هبسبرج.

وكانت الكاثوليكية هي ديانة الأغلبية الساحقة من الأهالي في 1555 ولكن- كاثوليكيتهم- كانت من النوع العطوف الموسوم بالروح الإنسانية الذي نادى به أرزم قبل ذلك بنصف قرن من الزمان، والذي كانت تدين به روما في عصر النهضة بصفة عامة، وليست من ذلك النوع الكئيب المتشدد من الكاثوليكية الذي ساد في أسبانيا لعدة قرون كانت تحارب فيها المسلمين "الكفار". وبعد 1520 تسربت اللوثرية وممضى القائلين بتجديد عماد البالغين ورفض عماد الأطفال من ألمانيا، تسربت بعد ذلك بشكل أكبر الكلفنية من ألمانيا وسويسرا وفرنسا. وحاول شارل الخامس حتى يقضي على غارات هذه المذاهب الغربية التي أقحمت عليه كاثوليكيته، بإدخال محاكم التفتيش البابوية أوالأسقفية، وبنشر إعلانات تتوعد بأشد العقوبة أي انحراف خطير عن الكاثوليكية السليمة. ولكن قلَّ حتى نُفِذت هذه العقوبات بعد حتى أضعف صلح باسو1552 من قوته. وفي روتردام 1558 تمكن حشد من الأهالي من إنقاذ عدد من أنصار تجديد العماد من الإعدام حرقاً. فجزع فيليب لتفاقم الهرطقة وجدد نشر الإعلان عن العقوبات..وساد الخوف من أنه يعتز إدخال محاكم التفتيش الأسبانية بكل ما فيها من قسوة ونكال.

كان ممضى كلفن يلتئم جميع الالتئام مع عنصر الروح التجارية "المركنتلية" في النظام الاقتصادي وكان ثغرا أنتورب وأمستردام هما المركز الرئيسي لتجارة شمال أوربا، وكانا ينبضان بالحياة بفضل التصدير والاستيراد والمضاربة وسائر ألوان المعاملات المالية، حتى حتى التأمين وجده عاد بأوفر الثراء على 600 من وكلائه. وجرت في انهار الراين وماسي وأيسل- وشلدت ووال وليس إلى جانب مئات من القنوات- جرت في هذه كلها مجموعة متنوعة كبيرة من سفن النقل، وأذكت التجارة روح البراعة من المهن والصناعات في بروكسل وغنت واييرس وتورني وفالنسين ونامور ومكلين وليدن وأوترخت وهارلم. ونظر رجال الأعمال الذين تحكموا في هذه المدن بعين الإجلال والإكبار إلى الكاثوليكية على أنها ركيزة دعمتها التنطقيد للاستقرار السياسي والاجتماعي والروحي، ولكنهم لم يسيغوا سلطانها الكهنوتي بأبهته وفخامته. كما أحبوا الدور الذي تهيئه الكلفنية لجمهور الفهمانيين المتفهمين، في إدارة المجامع والسياسة الكلفنية. وكرهوا بصفة أخص الضرائب التي فرضتها الحكومة الأسبانية على اقتصاد الأراضي الواطئة.

وسقط على الفلاحين أفدح الغرم وأصابوا أقل الغنم من الثورة. ذلك حتى معظم الأراضي كان ملكاً لذوي النفوذ والمكانة الذين كانوا أقرب شبها بأمراء الإقطاع في ألمانيا وفرنسا، وهؤلاء هم الذين نظموا الكفاح من أجل الاستقلال. فكان فيليب دي مونموارنس، كونت هورن، يمتلك أراضي شاسعة في المقاطعات الجنوبية. كما كان لكونت اجمونت لامورال، ضياع واسعة في فلاندرز ولكسمبرج، فكان مركزه يخول له حتى يطلب يد دوقة بافاريه، وحارب في عدة حملات ببسالة فائقة حتى أصبح أُيراً لدى شارل وفيليب، وهوالذي قاد جيش فيليب إلى النصر في سانت كوبتن (1557).وأظهر في قصره الفخم من ضروب الإسراف والكرم الباذخ ما ورطه الدين. ونظر مثل هؤلاء الرجال، ونبلاء كثيرون آخرون أقل منهم شأناً، نظروا في شره ونهم إلى ثروة الكنيسة، وسمعوا والحسد يملأ قلوبهم بالبارونات الألمان الذين أثروا بالاستيلاء على أملاكها(3). واتجه تفكيرهم إلى حتى الملك يحسن صنعاً لوأنه اقتطع من- أملاك الكنيسة أجزاءً معقولة يخصصها لقيادات عسكرية "وبذلك يخلق" أسلحة فرسان رائعة...في مكان هذه الجماعة الخاملة من الأبيقوريين المنغمسين في ملذات الطعام والشراب والذين لا شغل لهم إلا "التسبيح".

أما أكثر كبار الملاك قدرة وكفاية وثراء فكان وليم ناسو، أمير أورانج وكان للأسرة أملاك شاسعة في المقاطعة الألمانية "هس ناسو"، وفي الأراضي الواقعة حول ويزبادن، كذلك في الأراضي الواطئة، على حين اشتق لقب الأسرة من إمارة أورانج الصغيرة في جنوب فرنسا. ولما كان وليم قد رأى النور في دلنبرگ الألمانية (1533) فإنه نشأ على ممضى لوثر حتى بلغ الحادية عشر من عمره، وحينئذ أنتقل إلى بروكسل وتحول إلى الكاثوليكية حتىقد يكون له الحق في أملاك ابن عمه رينيه. وقد أحب به شارل الخامس، وزقابل من آن دوقة أجمونت (وارثة كونت بورن) وأختاره ليكون بين كبار من شهدوا تنازله التاريخي عن العرش (1555) وأوفده فيليب- وكان وليم آنذاك شاباً غض الأهاب لم يجاوز الثانية والعشرين، ولكنه كان يتقن الفلمنكية والألمانية والأسبانية والفرنسية والإيطالية- بين مبعوثيه للمفاوضة في عقد صلح كاتو- كمبرسيس، وهناك تميز وليم بسداد الرأي وقوة الحجة وشدة الحرص في الكلام حتى لقبه الفرنسيون "بالصامت". وعينه فيليب عضواً في مجلس الدولة، وفارسان من فرسان الجزة المضىية، ونائباً للملك في هولندا وزيلند وأوترخت. ولكن وليم اختط لنفسه نهجاً لم يغتفره له فيليب قط.


شخصيته

آل هابسبورگ
(الإسپان)

ولقد نعم الأمير الشاب اليافع بمزايا في شخصه كما نعم بوفرة المال، وكان فارع الطول رياضياً نحيل القوام، سحر بفصاحته وكياسته جميع الناس إلا أعداءه. وكان الإخفاق حليفه قائداً عسكرياً، أما في مجال التدبير أوالتخطيط السياسي فإن إصراره بالمرونة وشجاعته الموسومة بالثبات خلقت منه برغم نقائصه، شخصاً آخر في وجه أعتى القوى السياسية والدينية في أوربا. وساس الرجال أفضل مما قاد الجيوش، وثبت على الأيام حتى هذه موهبة أعظم. واتهمه أعداؤه بتغيير عقيدته الدينية وفق ما تقتضيه مآربه الشخصية أوالسياسية. وربما كان هذا سليماً، ولكن جميع الزعماء في هذا القرن استخدموا الدين- أداة للسياسة .

وعاب عليه الكثيرون تعدد زوجاته فإنه عند وفاة زوجته الأولى أخرى مفاوضات للزواج من آنا الثرية، وهي ابنة موريس أمير سكسونيا البروتستانتي، وعقد قرانه عليها وفق الطقوس اللوثرية في 1561، ولكنه لم يعلن تحوله إلى البروتستانتية إلا عام 1753. وأصابت آن بعض لوثة من الجنون 1567، فاحتجزت في معزل مع بعض الأصدقاء ليرعوها.

وكانت لا تزال على قيد الحياة حين حصل وليم من خمسة من القساوسة البروتستانت على إذن بالزواج من شرلوت البروبونية، من الأسرة المالكة الفرنسية (1575)، وكانت قد هربت من دير الراهبات واعتنقت ممضى الإصلاح، وتوفيت شارلوت 1583. ولبس وليم الحداد عليها لمدة عام، تزوج بعده للمرة الرابعة من لويز دي كوليني ابنة أمير البحر الذي كان قد قضى نحبه في مذبحة سانت برثلميو. وعلى الرغم من هذه الزيجات- وربما كان بسببها- كان وليم غنياً بما لديه من أراضي، خاوي الوفاض من المال. وفي عام 1560 بلغت ديونه مليون فلورين. وغلبت عليه ذات يوم نزعة إلى الاقتصاد فطرد ثمانية وعشرين من طباخيه.

وتخبط فيليب بشكل هدام في التعامل مع النبلاء في الأراضي الواطئة. وأن أباه الذي نشأ وترعرع في بروكسل، عهد هؤلاء الرجال وتحدث لغتهم وساسهم في حزم. على حين حتى فيليب تربى في أسبانيا فلم يتحدث الفرنسية ولا الهولندية، وعز عليه حتى ينحني لهؤلاء الأقطاب في لباقة وسماحة، ويحترم عاداتهم وديونهم، بل أنه عبس واستاء من إسرافهم وتبذيرهم وإدمانهم على الشراب، وتبذلهم مع النساء، وتهافتهم عليهن، وفق هذا كله لم يتفهم فيليب نادىواهم في الحد من سلطانه. على أنهم بدورهم كرهوا منه كبريائه الكئيب وولعه بمحاكم التفتيش وتعيينه الأسبان المناصب التي تدر ربحا حقيقياً في الأراضي الوطيئة، وتزويد مدنهم بحاميات أسبانية. وعندا طالب بدفع الأموال هؤلاء النبلاء ورجال الأعمال، وهم الذين يشكلون الجمعية التشريعية، استمعوا- عن طريق المترجمين- في فتور إلى دعواه ودفاعه بأن والده وبأن الحروب الأخيرة قد خلفت في الخزينة عجزاً كبيراً، وتولاهم الجزع لمطالبته بمليون وثلاثمائة ألف فلورين، وبضريبة أخرى قدرها 1% على العقارات، و2% على الأموال المنقولة، ورفضوا التصديق على هذه الضرائب، ولكنهم أقروا فقط مبالغ قدروا أنها تكفي لتغطية النفقات الجارية. وبعد ثلاث سنوات من ذلك نادىهم إلى الاجتماع ثانية وطلب منهم ثلاثة ملايين جيلدر، فوافقوا، على شرط انسحاب القوات الأسبانية من الأراضي الوطيئة. فأقر هذا الشرط، ولكنه محا ما في هذا التنازل من ترضية بالحصول على إذن من البابا بإنشاء أحد عشرة أسقفية جديدة في الأراضي الوطيئة، على حتى يعين في هذه الأسقفيات رجالاً يرتضون تطبيق القوانين التي سنها والده ضد الهرطقة وعندما أبحر فيليب إلى أسبانيا في 26 أغسطس 1559- إلى غير رجعة إلى الأراضي الوطيئة- كانت قد تشكلت خطوط الصراع الاقتصادي الديني الكبير.

ضم البرتغال

خريطة الامبراطورية الاسبانية-البرتغالية في 1598. ██ مجلس قشتالة ██ مجلس أراگون ██ مجلس الپرتغال ██ مجلس إيطاليا ██ مجلس الإنديز ██ مجلس الفلاندرز

في معركة الملوك الثلاث جمع، سباستيان حوالي 18 ألف مقاتل، وكان بالجيش البرتغالي الكثير من المدافع والخيالة الذين كانوا عماد الحرب في تلك الفترة من التاريخ. جمع خاله ملك أسبانيا فيليب الثاني حوالي عشرة آلاف جندي لمساعدة البرتغال في تأديبه ملك فاس عبد المالك السعدي. واختلف في المجموع الكلي لجيش سباستيان وجموع الأسبان والمتطوعين المسيحيين الذين تدفقوا على هذا الجيش؛ إذ حمل البعض عددهم إلى حوالي 125 ألف مقاتل، وفي تقديرات أخرى 80 ألفا، بينما يقول المدققون إنه كان يزيد على 40 ألفا. لقي في هذه المعركة ثلاثة ملوك حتفهم هم عبد المالك وسباستيان والمتوكل؛ ولذا عهدت بمعركة الملوك الثلاثة، وفقدت البرتغال في هذه الساعات ملكها وجيشها ورجال دولتها، ولم يبق من العائلة المالكة إلا إنسان واحد، فاستغل فيليب الثاني ملك أسبانيا الفرصة وضم البرتغال إلى تاجه سنة (988هـ= 1580م)، وورث أحمد المنصور العرش السعدي في فاس، وأوفد سفارة إلى السلطان العثماني يعرض عليه فيها انضمام دولته لدولة الخلافة العثمانية.


العلاقات مع انگلترة وأيرلندة

ملك إنگلترة وأيرلندة

فليپه الثاني وماري الأولى من إنگلترة، 1558

الحرب مع فرنسا

الإسكوريال

يعود فضل بناء الإسكوريال إلى فيليب الثاني، وتعدّ من أبرز منجزاته الحضارية.تتألف مجموعة مباني الإسكوريال من القصر الملكي، والدير، والكنيسة، والمعهد الديني، والمتحف، وعدد من الأبنية الصغيرة وتعدّ من أبرز الصروح الملكية في أوربة لضخامتها ومحتوياتها الفنية ومخطتها الشهيرة. وقد اشتق الاسم من اللفظ الإسباني إسكورياس (Escorias) (مخلفات المعدن المصهور) الدال على الحديد لوجود المتحف في مسقط أقدم مناجم الحديد في إسبانيا.


وفاته وذكراه

تمثال فليپه الثاني في حدائق ساباتيني، في مدريد، (ف. كاسترو، 1753).

توفي فليبه الثاني في الإسكوريال في سبتمبر 1598.

الأبناء

احتفال فليپه وآنا والعائلة والخدم، رسم , by ألنوسوسانشيز كويلو
تابوت فليپه وعائلته في الإسكوريال.

تزوج فليبه الثاني أربع زوجات وقد أنجب من ثلاث منهن، إلا حتى معظم أبنائه ماتوا صغاراً.

الحسب


انظر أيضا

  • التصوير الثقافي لفليپه الثاني من إسپانيا
  • Descendants of Isabella I of Castile and Ferdinand II of Aragon
  • حرب الثمانين عام
  • قائمة ملوك الپرتغال
  • قائمة ملوك إسپانيا
  • الإمبراطورة التي لا تغرب عنها الشمس
  • الفلپين

الهوامش

  1. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  2. ^ Thawra
  3. ^ islamonline
  4. ^ Arab-ency

المراجع

  • Pettegree, Andrew (2002). Europe in the Sixteenth Century. Oxford: Blackwell. ISBN ..
  • Rodriguez-Salgado, M.J. "The Court of Philip II of Spain". In Princes Patronage and the Nobility: The Court at the Beginning of the Modern Age, cc. 1450-1650. Edited by Ronald G. Asch and Adolf M. Birke. New York: Oxford University Press, 1991. ISBN 0-19-920502-7.

وصلات خارجية

  • "Philip of Spain: Renaissance Man"
  • The Grand Strategy of Philip II"
  • Letters of Philip II, King of Spain
  • Letters of Philip II, King of Spain 1592-1597
  • Philip II of Spain (King of England)
  • Philip II and the Paracelsian movement
  •  [[wikisource:Catholic Encyclopedia (1913)/Philip II "Philip II]"] Check value (help). Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company. 1913.
فليپه الثاني من إسپانيا
آل هابسبورگ
وُلِد: 1527 21 مايو توفي: 1598 13 سبتمبر
ألقاب ملكية
سبقه
شارل الخامس
حاكم المقاطعات السبعة عشر في الأراضي الواطئة الاسبانية وكونت پالاتين برگندي
وفقد مقاطعات خروننگن وإن اوملاند، فريزلاند، اوڤريسل، گلدرز السفلى وزوتفن، هولندة وزيلند للمقاطعات المتحدة بعد 26 يوليو1581

16 يناير 1556 –ستة مايو1598
تبعه
إيزابلا كلارا يوجنيا وألبرت
تبعه
المقاطعات المتحدة
بصفته الحاكم السيد على خروننگن واوملاندن، فريزلاند، اوڤريسل، گلدرز السفلى وزوتفن، هولندة، وزيلند
ملك ناپولي
1554–1598
تبعه
والثاني من البرتغال
ملك اسبانيا
1556–1598
سبقه
أنطونيو
ملك البرتغال والگارڤه
1581–1598
سبقه
ماري الأولى
بصفته العاهل الأوحد
ملك إنگلترة
ملك أيرلندة
بقوة الزواج
25 يوليو1554 – 17 نوفمبر 1558
مع ماري الأولى
تبعه
إليزابث الأولى
Spanish royalty
شاغر أمير أستوريا
1528–1556
تبعه
الأمير كارلوس
ألقاب المطالبة
سبقه
شارل الثاني
— حامل لقب —
دوق برگندي
1556-1598
تبعه
فيليپ السادس


تاريخ النشر: 2020-06-04 14:51:37
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Articles containing non-English-language text, Pages with URL errors, أزواج ملكيون إنگليز, Persondata templates without short description parameter, مواليد 1528, وفيات 1598, أشخاص من بلد الوليد, ملوك اسبانيا, ملوك الپرتغال, ملوك إنگليز, ملوك بريطانيون دفنوا في الخارج, ملوك كاثوليك, ملوك صقلية, ملوك ناپولي, مناهضو الاصلاح, مناهضو الپروتستانتية, اسبان من حرب الثمانين عام, أشخاص من الحروب الدينية الفرنسية, دوقات برابنت, دوقات گلدرز, دوقات لوثير, دوقات لوكسمبورگ, دوقات ميلانو, دوقات فلاندرز, كونتات إينو, كونتان هولندا, أمراء أستورياس, Princes of Girona, Philippine dynasty, فرسان سانتياگو, فرسان الوشاح, فرسان الوبر الذهبي, الحرب الإنگليزية الاسبانية (1585), Burials in the Pantheon of Kings at El Escorial, Madrid, Grand Masters of the Order of the Golden Fleece, اسبان من أصل إنگليزي, اسبان من أصل پرتغالي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أمن وأمان واطمئنان - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:22:47
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

ولي العهد يهنئ غزالي بذكرى استقلال بلاده - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:22:48
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

وصول 300 ضيف من الأشخاص ذوي الإعاقة إلى جدة لأداء فريضة الحج

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:24:12
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

كان صرحا شامخا فهوى..!!

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:24:18
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 50%

لرحلة دينية ثقافية.. معرض يشرح تراث مكة للحجاج

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:24:14
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

نظام وطني لشهادات توسيم المنتجات السمكية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:22:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

تجنب غسيل اليدين المتكرر يحمي من هشاشة الأظافر

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:24:28
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

مطالب مثقفين بتكريس جهود عميد الرحالين السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:22:50
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 63%

أخطبوط الشباب.. الأفضل بشرق آسيا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:24:19
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

20 دائرة نيابة بلا أوراق في الحج السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:22:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

العمري: العطوي وراء رحيلي من الاتفاق

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:24:20
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

«الكلمة».. فعل بسيط يرفع الإنسان لأعلى المراتب أو يهوي به للقاع

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:24:29
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

زيادة ببيانات الفسح بالمنافذ البرية 51.6 % السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:22:51
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 55%

مكتب الصرف يعلن تضاعف صادرات الفوسفاط ومشتقاته

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:23:22
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 83%

أعضاء الناتو يوقعون بروتوكولات انضمام السويد وفنلندا للحلف

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:24:24
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

مسؤولون وأعيان يشرفون أفراح البسامي - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-06 03:22:46
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية