عمروبن المنذر

عمروبن المنذر بن امرؤ القيس بن النعمان اللخمي المشهور ب(عمروبن هند)، الملقب بالمحرق الثاني (554-569 م) امه هي هند بنت عمروبن حجر الكندي آكل المرار, يصفه الاخباريون بأنه شديد وصارم وكان لايبتسم ولا يضحك وقد وصفه الشاعر سويد بن حذّاق بأنه "يعتدي ويجور". ويفهم من الموارد الاجنبية حتى عمراً كان قد أغار على بلاد الشام في سنة "563م"، وكان على عربها الحارث بن جبلة. والظاهر حتى الباعث على ذلك كان امتناع الروم عن دفع ما كانوا يدفعونه سابقاً لعرب الفرس لقاء اسكاتهم عن مهاجمة الحدود. فلما عقد الصلح بين الفرس والروم سنة "562م"، وهدأت الأحوال، لم يدفعوا لابن هند ما تعودوا دفعه لوالده، فأثر امتناعهم هذا في نفسه، وطلب من الفرس مساعدته في ذلك. فلما طالت الوساطة، ولم تأت بنتيجة، هاجم تلك المنطقة، ثم أعاد الغارة في سنة "566م" وسنة "567م" على التوالي. وقام بهاتين الغارتين أخوه قابوس بأمر أخيه. وقد عزا "مينندر" مسببات تلك الغارة إلى سوء الأدب الذي أبداه الروم تجاه رسول ملك الحيرة الذي مضى إلى القيصر "يوسطينوس" لمفاوضته على دفع المال. وكان الروم قد أوفدوا رسولين قبل ذلك إلى الفرس للبحث في هذا الموضوع، أحدهما اسمه بطرس، والآخر اسمه يوحنا، غير انهما أنكرا للفرس حق ملك الحيرة في أخذ إتاوة سنوية من الروم. فلما عومل رسول ملك الحيرة معاملة غير لائقة قام قابوس شقيق عمروبتلك الغارتين. قتله عمروبن كلثوم في سيرة طويلةهي كالتالي :

مقتله

هذه سيرة مقتل ملك العرب عمروبن هند علي يد عمروبن كلثوم كما يرويها أبي عبيدة معمر بن المثني التيمي المتوفي سنة ( 209 ) للهجرة من كتاب أيام العرب قبل الاسلام وهذا الكتاب هونادر في أخباره حيث يعتمد عليه الاخباريين في إلتقاط أيام العرب.

نطق أبي عبيدة معمَر بن المثنى التيمي:

فذكروا حتى عمروبن هند ، وأمه هند بنت الحارث بن حجر بن آكل المرار الكندي وأبوه المنذر بن ماء السماء اللخمي. وماء السماء هي أمه بنت عوف بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عمروبن عدي بن نصر بن ربيعة بن مالك بن الحارث بن عمروبن نمارة اللخمي. هذا نسب أهل اليمن. نطق الملك عمروبن هند ذات يوم لجلسائه : هل تفهمون حتى أحدا من أهل مملكتي يأنف حتى تخدم أمه أمي. فنطقوا: لا ما خلا عمروبن كلثوم فإن امه ليلى بنت المهلهل أخي كليب، وعمها كليب ، وهووائل بن ربيعه ملك العرب وزوجها كلثوم. فسكت عمروعلى ما في نفسه . ثم بعث عمروبن هند إلى عمروبن كلثوم يستزيره وان تزور ليلى هنداً. فقدم عمروا في فرسان تغلب ، ومعه أمه ليلى ، فنزل شاطيء الفرات وبلغ عمروبن هند قدومه. فأمر بخيمه فضربت بين الحيره والفرات وأوفد إلى وجوه مملكته فصنع لهم طعاما ثم نادى الناس إليه فقرب إليهم الطعام على باب السرادق(1) وهووعمروبن كلثوم وخواص من الناس في السرادق ، ولأمه هند في جانب السرادق قبة وأم عمروبن كلثوم معها في القبة. (1) السرادق :كل ما أحاط بشيءٍ من حائط أومِضرَب وهوالفسطاط يجتمع إليه الناس لعرس أومأتم وغيرهما. وقد نطق عمروبن هند لأمه: إذا فرغ الناس من الطعام فلم يبق الا الطُرَف فنحّي خدمك عنك، فإذا دعوت بالطرف ، فاستخدمي ليلى ومريها فلتناولك الشيء بعد الشيء. يريد طرف الفواكه وغير ذلك من الطعام. فعملت هند ما أمرها ابنها حتى إذا نادى بالطرف نطقت هند لليلى: - ناوليني ذلك الطبق. نطقت: - لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها. فنطقت: - ناوليني. وألحت عليها . فنطقت ليلى : - واذلاه .... يا لتغلب. فسمعها إبنها عمروبن كلثوم فثار الدم في وجهه والقوم يشربون. ونظر عمروبن هند إلى عمروبن كلثوم ، فعهد الشر في وجهه ، وقد سمع قول أمه : واذلاه يا لتغلب ، ونظر إلى سيف عمروبن هند ، وهومعلق بالسُّرادق ولم يكن بالسرادق سيفٍ غيره فثار إلى السيف مصلتا فضرب به رأس عمروبن هند فقتله ثم خرج فنادى : - يا لتغلب. فانتهبوا ماله وخيله وسبوا النساء ولحقوا بالجزيره. وقد كان المهلهل بن ربيعة وكلثوم بن عتاب أبوعمروبن كلثوم أجتمعوا في بيت كلثوم على شراب ، نطق وعمرويومئذ غلام وليلى أم عمروتسقيهم فبدأت بأبيها مهلهل ثم سقت زوجها كلثوم بن عتاب ثم ردت الكأس على أبيها وابنها عمروعن يمينها فغضب عمرومن صنيعها ونطق:

صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍووَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَا وَمَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍوبِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَا

فلطمه أبوه ونطق: يا لكع ( اي يا احمق ) ، بلى والله شر الثلاثة . أتجتري حتى تتحدث بهذا الكلام بين يديّ. فلما اغتال عمروبن هند نطقت له أمه : ( بأبي أنت وأمي ، أنت والله خيرُ الثلاثة اليوم ) .