آلة موسيقية

عودة للموسوعة

آلة موسيقية

Anne Vallayer-Coster, Attributes of Music, 1770. This still life painting depicts a variety of musical instruments.

الآلات الموسيقية أدوات تخصص لإصدار صوت موسيقي ما، سواء استخدمت لأهداف فنية عامة أم من أجل التسلية أوالمتعة الخاصة.

تعريف

يرجع فهم مبدأ التصويت في الآلات الموسيقية إلى خواص الصوت الفيزيائية التي ينتج عنها اختلاف الأصوات فيما بينها بحسب مصدر الصوت وخصائصه. وهذه المصادر متعددة، إذ يمكن حتى تكون وتراً، أوأنبوبة هوائية، أورقاً (جلداً)، أوجسماً صلباً، أوحبالاً صوتية (كما هي عند الإنسان)، أوغير ذلك. واختلاف شكل المصدر حجماً يسبب اختلافاً في درجة الصوت أوطبقته pitch. ولا بد للمصدر من حتى يرتكز على مضخم صوتي كي تدركه الأذن بوضوح فتميز درجته، وطابعه timbre، وشدته loudness.

وعندما يقرع الخشب أوالمعدن أوالرق المشدود مثلاً، فإن كلاً منها يصدر صوتاً يختلف عن غيره. أما الناي المصنوع من الخشب فإنه لا يصدر صوتاً مختلفاً عملياً عن مثيله، المصنوع من المعدن، إذ إذا الاهتزازات الصوتيه الصادرة عن جميع منهما تتفاوت تبعاً للهواء المنبعث من الآلة. وتصدق هذه الحال في الآلات الوترية التيقد يكون الوتر فيها هوالمصدر الأساس للتصويت، إلا أنها تختلف فيما بينها في الطابع وطريقة اهتزاز هذا الوتر.

وتتشابه الآلات الوترية وآلات النفخ (التي تستخدم الأنبوبة الهوائية)، إلى حد ما، في مبدأ التصويت من حيث كون التواتر أوالتردد (والمقصود عدد الاهتزازات في الثانية) في الأصوات التي تصدرها يتناسب عكساً مع طول الوتر أوالأنبوبة. فالأوتار أوالأنابيب الأكثر طولاً تصدر، إذا تساوت بقية الشروط، أصواتاً أقل تواتراً. ثم إذا تواتر الأصوات التي تصدر عن الأوتار يتوقف كذلك على أقطار هذه الأوتار، وهذا ما يفسر وضع الأوتار وترتيبها من حيث طولها وقطرها في الآلات الموسيقية الوترية.

وفي آلات النفخ الخشبية مثلاً،قد يكون سد الثقوب أوهجرها مفتوحة في الأنبوبة المصوتة، هوالعملية اللازمة لجعل تلك الأنبوبة أكثر أوأقل طولاً. أما في آلات النفخ النحاسية، فإن استخدام المكابس pistons أوالغمازات valves أوسحب الأنبوبة، يقوم مقام الثقوب في آلات النفخ الخشبية إضافة إلى تقنية النفخ في مبسم الآلة piece mouth.

ويتوقف الصوت المميز لآلات النفخ على طول الأنبوبة المصوتة وشكل انسيابها، وعلى الوسيلة التي تسيَّر فيها حركة الهواء. فآلة البيكولوpiccolo مثلاً (وهي فلوت flute صغيرة)، هي بقدر نصف طول الفلوت العادية، وتتميز بأصوات أكثر حدة. كما حتى آلة الترومبون trombone هي أكثر طولاً من آلة الترومبيت trompet ، لذا فإنها تصدر أصواتاً أكثر انخفاضاً. وتنتهي الأنبوبة المصوتة في آلات النفخ عامة بفتحة مخروطية الشكل على هيئة جرس تقوم مقام الصندوق المصوت في الآلات الوترية، كما أنها تساعدها، إضافة إلى مبسم الآلة وشكل انسياب أنبوبتها، على إضفاء اللون الموسيقي لها.


فهم الآثار

Drawing of the Divje Babe flute by Bob Fink

وتزخر مختلف متاحف العالم بأمثلة حية عن آلات موسيقية متعددة وجدت في مختلف المناطق الأثرية وغيرها؛ يعود تاريخ كثير منها إلى آلاف السنين.

وقد عثر المنقبون عن الآثار في المناطق السورية، مهد كثير من الحضارات القديمة، على آلات موسيقية مختلفة وصور عدة بأوصاف مسهبة كان كثير منها رائج الاستعمال. وثبت من هذه الحفريات الأثرية حتى آلة القيثار kissar مثلاً، كانت شائعة الاستعمال هناك. وفي متحف اللوفر في باريس لوحة سومرية من نحت بارز، تمثل عازفاً على آلة السيتار cetra (آلة صغيرة الحجم تشبه آلة القانون أوالسنطور) يعزف بكلتا يديه، وعازفاً آخر، راعياً، على آلة ناي مستقيمة. وثمة حضارات قديمة كالصينية والفارسية والمصرية والإغريقية طورت آلات موسيقية مختلفة ما يزال الكثير منها يتصدر أروقة المتاحف العالمية.

وتُرْجع دراسات فهم الآثار (وكذلك فهم الأيقنة iconography) صناعة الآلات الموسيقية الهوائية إلى عصور ما قبل التاريخ. فقد عثر في بلاد الباسك Basque على ناي مصنوعة من العظم المثقب يرجع تاريخها إلى العصر الحجري. كما وجدت أبواق في شمالي أوربة من العصر البرونزي. أما الآلات المصنوعة من المعدن فتعدّ أكثر حداثة إذ إذا تصنيع المعادن اتى مع تقدم الحضارة والتقنية.

تاريخ

قبل التاريخ

Two Aztec slit drums, called teponaztli. The characteristic "H" slits can be seen on the top of the drum in the foreground
آلة اللير
آلة الكنار
ملف:القيثار.jpg
آلة القيثار

استخدم الأسلاف منذ فجر التاريخ بعض الآلات الموسيقية، ولكن تطور حضارة الإنسان أدى إلى تعديل وتغيير في عدد قليل منها وإلى إهمال وهجر أكثرها. ولم يبق منها إلا ما تُذكر به الآثار الفنية من منحوتات أورسوم محفوظة في بعض متاحف العالم.

وإذا كان الإنسان القديم قد حاول تقليد الطبيعة ليستطيع التكيف معها، فمما لا ريب فيه أنه استخدم الكثير من عناصرها. ومن هنا كانت بدايات التعبير الفني الإنساني وكانت الموسيقى من بين وسائل هذا التعبير. وعلى هذا الأساس، استخدم الإنسان حنجرته لمحاكاة أصوات الطبيعة وأصوات الحيوانات، ومن ثم التخاطب مع بني جنسه والغناء. إلى غير ذلك يمكن حتى تعد الحنجرة أول آلة موسيقية عهدها الإنسان البدائي. ثم كان في جملة ما بدأ به الضرب بالأيدي والأرجل لإشباع الإحساس الإيقاعي عنده. ومع تطور حياته التدريجي خلق الإنسان الآلات الإيقاعية من أجسام صلبة خشبية أومعدنية ومن جلدية مشدودة. إلى غير ذلك، أخذ هذا الإنسان المواد الخام التي هيأتها له الطبيعة، وحوّلها إلى أدوات مصوتة بشتى الأشكال والصور فصنع الناي والمزمار من عود القصب، واتخذ من القواقع وأصداف البحر وسائل للنداء والتصويت، وصنع من جذوع الأشجار وجلود الحيوانات طبولاً، واتخذ من الأحجار المتنوعة الأشكال والأطوال آلات إكسيلوفون xylophone أولية وغير ذلك من آلات الطرق والنقر والنفخ.

على حتى وجهة النظر هذه المنطلقة من فكرة محاكاة الطبيعة واستخدام موادها ليست وحيدة؛ بل إذا هناك وجهات نظر أخرى اعتمدت منطلقات مختلفة. فقد مضى بعض الباحثين إلى تفحص ما ظهر لدى الشعوب الابتدائية انطلاقاً من الأساطير الإغريقية، وانطلق آخرون من كتابات» العهد القديم"، كما أخذ الكثير من الباحثين بما تقدمه الحفريات الأثرية والشواهد العيانية الثابتة. ولكن، مهما تنوعت وجهات نظر الباحثين، فإن ثمة حقيقة يجب أخذها بالحسبان وهي حتى جوانب متعددة من تاريخ ظهور الآلات الموسيقية لا تزال غامضة أومتأثرة بما تحيكه الأساطير المتنوعة.

يروى في الأساطير الشائعة حتى أبولوApollo إله الشمس والطب والفنون الجميلة عند الإغريق اخترع آلة الجنك (الهارب ) harp؛ وقد صنعها من قوس صياد فضية شاداً بها الأوتار فكانت تعطي أنغاماً شجية حدثا نقرت بالإصبع، واستلهم ذلك من اهتزاز وتر القوس بعد حتى يطلق الصياد سهمه على الفريسة. وثمة أسطورة أخرى تروي حتى قفصاً عظمياً لسلحفاة بقيت بعض العروق معلقة به بعد حتى جفت بعد مدة طويلة، فكانت تهتز بتأثير الرياح أولدى لعب أصابع إنسان بها وأنها غدت كالأوتار تحدث أنغاماً عذبة. إلى غير ذلك كانت آلة اللير lyre التي تعد اليوم رمزاً وشعاراً للموسيقى. وهناك أسطورة ثالثة تعزواختراع العود إلى الحفيد السابع لآدم مستلهماً ذلك من جثة ابنه المعلقة على غصن شجرة. ومثل ذلك ينطق في آلة الكنّار kinnor التي استخدمت في سورية منذ أيام إبراهيم عليه السلام ونسبت إلى حفيد آخر لآدم.


العصر القديم

Ancient Egyptian tomb painting depicting lute players, 18th Dynasty (c. 1350 BC).
A Chinese wooden fish, used in Buddhist recitations

وإذا هجرنا الأساطير وحال الأقوام البدائية، ودخلنا مجال الحضارات القديمة فإننا نصادف تقدم الآلات الموسيقية في آسيا عامة، وعند الآشوريين بوجه خاص، ثم في مصر التي أخذ عنها الإغريقيون الذين أورثوها إلى أنحاء متعددة في العالم. لكن من الصعب القول إذا منطقة ما قد اختصت بآلة واحدة أوبآلات موسيقية معينة، وذلك بسبب انتشارها وانتنطقها من بلد إلى آخر نتيجة الهجرات والغزوات والتجارة. كما حتى من غير المستبعد حتى تكون آلة موسيقية ما، قد ولدت في منطقتين مختلفتين أوأكثر في آن واحد، كما هوشأن القسي والسهام والحراب والفؤوس التي استخدمت أسلحة بدائية.

العصور الوسطى

An Indonesian metallophone.

ومع تطور الآلات الموسيقية الوترية، شهدت القرون الوسطى آلات النقر مثل الجنك واللير والبْسالْتيري psaltery، وآلات القوس الوترية مثل الهردي-گردي hurdy-gurdy والكروث cruth والڤييل vielle، وبعض آلات النفخ مثل الترومبيت والقرن horn والشوم shawm وناي الريكوردر recorder والفلوت. كما تطورت الآلات ذات لوحة الملامس keyboard وخاصة الأرغن، وكذلك بعض الآلات الإيقاعية التي وردت من آسيا كالمقارع castañets والطبول. وأما آلة العود فقد انتقلت من البلاد العربية إلى أوروبا واستقر اسمها على لفظة» لوت «luth.

القرون 14-16

إن شعبية الموسيقى في تلك القرون لتصحح وتلطف من النغمة الكئيبة الحزينة التي يميل التاريخ إلى حتى يضفيها على تلك الحقبة ويقرنها بها. وأنا لنسمع الناس، من آن لآن، يغنون في غمرة الثورة الدينية وما اتسمت به من إثارة ومرارة. وخط صاحب المطبعة العاطفي آتيين دولية "إني لا أعبأ بشيء من ملذات الطعام والألعاب، والحب، ولكن الموسيقى وحدها... تأسرني وتأخذ بمجامع قلبي، وتذيبني في نشوتها"(1). ومن النغمات الصافية المنبعثة من صوت إحدى الآنسات أومزمار جيد، إلى فن مزج الألحان المتعددة الأصوات عند دبريه Depres أوپالسترينا، عوضت جميع الأمم وكل الطبقات بالموسيقى عن الروح التجارية وعن اللاهوت في ذاك العصر. ولم يغن جميع فرد فحسب، ولكن فرانسيسكولاندينوشكا من حتى جميع فرد لحن وألف(2). وبين الأغاني الشعبية البهيجة أوالحزينة في القرية إلى القداسات الكبيرة المهيبة في الكنيسة، ظهرت مئات الأشكال الموسيقية التي استخدمت إيقاعاتها في الرقص والحفلات والولائم والمغازلات والبلاط والمواكب والمهرجانات والصلوات. لقد غنى العالم بأسره.

وكان يواكب تجار أنتورب جميع يوم إلى السوق المالية فرقة موسيقية. ودرس الملوك الموسيقي، لا باعتبارها امتيازاً لطيفاً أوميكانيكياً، بل لأنها سمة المدنية ومنبع من منابعها. وتحمس ألفونسوالعاشر ملك أسبانيا وثابر على جمع الأغاني للسيدة العذراء، وتودد جيمس الرابع ملك اسكتلنده إلى مارجريت تيودور بموترة المفاتيح (آلة موسيقية تعتبر الأصل الذي نطور عنه البيانوClavichord) والمزهر (العود). واصطحب شارل الثامن ملك فرنسا معه فرقة المنشدين الملكية في حملاته على إيطاليا. وغنى شارل الثاني عشر بأعلى صوته مع فرقة المنشدين في البلاط. وألف ليوالعاشر بعض الأغاني الفرنسية(3). أما هنري الثامن وفرانسوا الأول فقد تودد جميع منهما إلى الآخر وتحداه باستخدام فرق المنشدين المتنافسة في ساحة Cloth of Gold.

ووصف لويس ميلان البرتغال في 1540 بأنها "بحر حقيقي من الموسيقى"(4). وكان لبلاط ماتياس كورفينوس في بودا فرقة منشدين قدروا أنها تعادل فرقة البابا، وكان في كراكاوعلى عهد سجسمند الثاني مدرسة عظيمة للموسيقى، وكانت ألمانيا تعج بالغناء عندما كان لوثر شاباً. خط الإسكندر أجريكولا 1484 يقول: "إن عندنا هنا في هيدلبرج مغنيين يرأسهم رجل يستطيع حتى يلحن لثمانية أصوات أوأثنى عشر صوتاً"(5). وفي ماينز ونورمبرج وأجزبورج وغيرها من المدن ظل " راعي الشعر والموسيقى" يزين الأغاني الشعبية والبتر الإنجليزية بأبهة المتحذلقين وزخارف فن مزج الألحان، وربما كانت الأغاني الشعبية الألمانية أفضل مثيلاتها في أوربا. وكانت الموسيقى في جميع مكان مهما التقى وشرك الحب.

وعلى الرغم من حتى جميع الموسيقى تقريباً كانت في هذا العصر صوتيه، فإن الآلات المصاحبة كانت متنوعة قدر تنوعها في الفرق الموسيقية الحديثة. وكانت هناك آلات وترية مثل الشنطير (آلة موسيقية قديمة تشبه القانون)، والقيثار، والقانون، والشوم (آلة موسيقية خشبية قديمة)، والعود، والفيول (وهونوع من الكمان). ثم آلات النفخ مثل الناي، والمزمار، والزمخر (مزمار ذوأنبوبة خشبية مزدوجة وفم معدني ملتو)، والبوق، والمترددة (الترومبون) والبوق (شكل قديم آخر) ومزمار القرب، ثم آلات النقر مثل الطبل والجرس، والمصفقة والمخشخشة والصنوج بأنواعها، ثم الآلات ذات المفاتيح مثل الأرغن، وموترة المفاتيح، والبيان القيثاري، والسبينت (تشبه البيان)، والعذراوية (شبيهه ببيان صغير ليس له قوائم)، وكانت هناك أنواع أخرى كثيرة، وكان للعديد منها متنوعات فاتنة شتى اختلفت باختلاف الزمان والمكان، وكان في جميع بيت مثقف واحدة أوأكثر من الآلات الموسيقية. وكان في بعض البيوت خزائن خاصة لحفظها. وكثيراً ما كانت هذه الآلات تحفاً فنية منقوشة نقشاً محبباً يرضى الخيال والذوق، تتوارثها الأسرات جيلاً بعد جيل بوصفها ذخائر وتذكارات ثمينة. وكانت بعض الأراغين مصنوعة بشكل بارع محكم، قدر البراعة والإحكام في قابلات الكاتدرائيات القوطية. وخلد ذكر الرجال الذين صنعوا الأراغين لبعض الأسرات الحاكمة الألمانية في نورمبرج لمدة قرن من الزمان. وكان الأرغن هوالآلة الموسيقية الرئيسية المستخدمة في الكنيسة، وإن لم تكن الوحيدة، بل كان هناك أيضاً المزمار، وموسيقى القرب والطبول والمترددة (الترومبون)، بل حتى الطبلة النقارية، وكلها تدعوبأصواتها المتنافرة إلى الصلاة والعبادة.

وكان العود هوالآلة المفضلة لمصاحبة مغن واحد، وهومن أصل آسيوي، شأنه في ذلك شأن جميع الآلات الوترية، اتى مع المغاربة إلى أسبانيا، وهناك، مثل الفهيولا، (نوع من الكمان) ارتفع شأنه حتى صار الآلة الوحيدة المستعملة، التي ألفت من أجلها أقدم موسيقى آلية خالصة معروفة. وصنع جسمه عادة من الخشب والعاج، على شكل الكمثرى، وزود تجويفه بثقوب على شكل وردة، وكان له ستة، وفي بعض الأحيان اثنا عشر زوجاً من الأوتار تنفر بواسطة الأصابع، وكان عنقه مقسماً بعتبات من النحاس إلى سلم مدرج، وملواه منحرف إلى الخلف من العنق. وإذا أمسكت غادة حسناء بالعود في حضنها وداعبت أوتاره بأناملها وأضافت صوتها إلى أنغامه لاستطاع كيوبيد حتى يوفر سهماً. ومهما يكن من أمر فقد كان من العسير الاحتفاظ في العود بدرجة النغم السليمة لأن استمرار شد الأوتار يسبب التواءها وتشويهها. ونطق أحد الظرفاء إذا عازف عود بلغ من العمل ثمانين عاماً، قضى منها ستين عاماً في ضبط النغم في عوده(6).

واختلف الكمان (الفيول) عن العود في امتداد أوتاره على مشط، وأن العزف عليه بواسطة قوس، ولكن القاعدة الأساسية واحدة فيهما- ذلك حتى ذبذبات الشد ترتطم بالأوتار فوق صندوق ذي ثقوب لتعميق الصوت. وصنعت الفيول على ثلاثة أحجام: الكبير وهوباس فيولا داجامبا"، وكانوا يمسكون به بين الأرجل مثل البديل الحديث له - الفيولونسيل Violoncello ، والصغير وهوالفيول العالي النغم (فيولا دابراكسيو)، ويمسكون به على الذراع. وأخيراً الفيول المثلث، وفي القرن السادس عشر تطور النوع الثاني (فيولا دابراكسيو) إلى الكمان. وفي القرن الثامن عشر بطل استعمال الفيولا.

وكان الاختراع الأوربي الوحيد في الآلات الموسيقية هولوحة المفاتيح التي تطرق بواسطتها الأوتار بطريق غير مباشر، بدلا من نقرها أوحنيها مباشرة، وأقدم الأشكال المعروفة، وهي موترة المفاتيح Clavichord ظهرت لأول مرة في القرن الثاني عشر، وقد عمرت حتى عدلها جوهان سباستيان باخ. وأقدم نموذج باق لها (1537) محفوظ في متحف المتروبوليتان في نيويورك، وصنع في القرن الخامس عشر نوع أقوى هوالبيان القيثاري harpsichord، وقد مكن من تعديل الأنغام باختلافات الضغط، وأضيف في بعض الأحيان لوحة ثانية للمفاتيح، لتوسيع سلم النغم، وساعدت الوقفات والتفرقات على إبداع معجزات الصوت، وكان الأسبينت Spinet والعذراوية Virginal - والأول إيطالي والثانية شبه إنجليزية - شكلين مختلفين من البيان القيثاري، وكانت الآلات ذات المفاتيح مثل الفيول والعود، تحظى بأعظم التقدير لجمالها ونغماتها معاً. وكانت تشكل عنصراً جميلاً من عناصر البهجة والزينة في بيوت الأغنياء.

ولما تقدمت الآلات من حيث مدى النغم ونوعيته، ومن حيث تعقد عملها، تطلب النجاح في العزف عليها المزيد من المران والمهارة، وازداد عدد الجمهور في الحفلات التيقد يكون العزف فيها على آلة واحدة أوأكثر، دون حتىقد يكون فيها غناء، وبرز عازفون على الأرغن والعود. وارتحل كونرادبومان Paumann (المتوفى 1473) عازف الأرغن الضرير في نورمبرج من بلاط إلى بلاط، وأقام حفلات موسيقية، استحق لبراعته وامتيازه فيها لقب فارس. وشجعت أمثال هذه التطورات على تأليف الموسيقى من أجل الآلات وحدها. ومن الواضح حتى القرن الخامس عشر، حتى جميع الموسيقى الآلية تقريباً كان قد قصد بها حتى تصاحب الغناء أوالرقص، ولكن هناك في هذا القرن عدة لوحات تعرض بعض الموسيقيين يعزفون دون حتى يرى فيها أثر لغناء أورقص، وأقدم ما بقي من الموسيقى للآلات وحدها هي "جاميسانى Gamisandi" (1452)، وهي لكنراد بومان، وقد ألفت في الأصل لتوجيه العزف على الأرغن، ولكنها ضمت أيضاً عدداً من البتر للعزف المنفرد، وأنقض تطبيق أتافيانودي بتروسكي للحروف المعدنية المتحركة في طبع الموسيقى (1501) تكاليف نشر تأليف الموسيقى الآلية وغيرها، واقتصرت الموسيقى الموضوعة للرقص على عروض مستقلة، ومن ثم كان تأثير أشكال الرقصات على الموسيقى الآلية. وأدت ألحان "الحركات" المؤلفة لسلسة متعاقبة من الرقصات إلى ظهور السيمفونية والموسيقى الرباعية، التي احتفظت أجزاؤها أحياناً بأسماء الرقصات، وفضل العود والفيول والأرغن والبيان القيثاري للعزف المنفرد أوعزف الأوركسترا، وتمتع ألبرتوداريبا في بلاط فرنسوا الأول وهنري الثاني بشهرة عظيمة كعازف على العود، إلى حد عندما توفي أنشد شعراء فرنسا الترانيم الحزينة على قبره.


العصر الحديث

عصر النهضة

The Duet c. 1635

وبازدياد تقدم الموسيقى الآلية في عصر النهضة (1450- 1600)، بدأت تصنع بعض الآلات الموسيقية في مجموعات مختلفة الأحجام والأشكال سميت بالأسرة، مثل أسرة الفيول viol (جدة آلة الكمان)، وأسرة ناي الريكوردر وغيرها. كما كان العود والأرغن بأحجامهما المتنوعة، الآلتين المختصتين بالعزف المنفرد الأوسع شيوعاً. والكثير من معهدتنا اليوم عن هذه الآلات، ولاسيما القديم منها، اتى من المعلومات التي ذكرها فهماء ذلك العصر ومؤرخوه.

عصر الباروك

Baroque mounted Jacob Stainer violin from 1658.

وفي عصر الباروك (1600 - 1750) احتلت الأسر الوترية كالفيول والعود والغيتار guitars مكانتها المرموقة، وكذلك تطورت أسرة الكمان violin.

عصر الاتباعية والرومانسية

وشهد عصر الاتباعية وعصر ما قبل الاتباعية preclassic تطوراً ملحوظاً في الفرق الموسيقية، وظهور البيانوpiano.

القرن التاسع عشر

وفي القرن التاسع عشر، تحسنت صناعة آلات النفخ الخشبية مثل الفلوت والكلارينيت clarinet بفضل عازف الفلوت الألماني بوم T.Böhmِ(1794 - 1881) الذي ابتكر نظام الثقوب والمفاتيح، واستطاع العازفون بفضل ذلك أداء النغمات السليمة في السلالم الموسيقية المتنوعة. كما أدى اختراع المفاتيح وأجهزة المكابس في آلات النفخ النحاسية إلى إمكانية أداء السلم الملون chromatic فيها. وأدى تحسين صناعة هذه الآلات أيضاً إلى ظهور آلات أخرى. وكان في مقدمة الرواد في هذا المجال صانع الآلات البلجيكي أدولف ساكس (1814-1894)A.A.J.Sax الذي أطلق اسمه على بعضها مثل الساكسهورن saxhorn والساكسوفون saxophone.

القرن العشرين - حاليا

Headstock of a Fender Stratocaster electric guitar

وفي النصف الأول من القرن العشرين ظهرت مجموعة جديدة من الآلات الموسيقية الإلكترونية مازالت تتطور حتى اليوم. على حتى بعضهم مازال يحاول إحياء بعض الآلات الموسيقية القديمة في أوروبا مثل العود والآلات المزودة بلوحة الملامس كالأرغن والهاربسيكورد harpsichord والكلافيكورد clavichord (جد آلة البيانو) في حفلات وتسجيلات موسيقية لموسيقى ما قبل القرن العشرين.

التصنيف

إن الآلات الموسيقية التي ابتكرها الإنسان وصنعها منذ القديم تكاد لا تعد ولا تحصى. وكان كثير من هذه الآلات يتصف بصفات متشابهة، ولاسيما القديمة منها، فاختلطت الأسماء فيما بينها حتى أطلق الاسم الواحد على عدة آلات موسيقية. كما اتخذت الآلة الواحدة في كثير من الأحيان أسماء متعددة.

ولما كانت هذه الآلات ذات صفات مختلفة، سواء في الصنع أوفي كيفية التصويت أوطريقة العزف عليها، فقد صنفها الأقدمون ووضعوها في فئات ومجموعات بطرائق متباينة؛ فمنهم من اعتمد المادة التي صنعت منها الآلة الموسيقية أساساً للتصنيف كالحجارة والمعادن والجلود والأخشاب، ومنهم من عثر حتى طريقة إصدار الصوت في الآلة أمر جدير بالاهتمام. ورأى آخرون حتى طريقة العزف هي الأساس في البحث والتصنيف.

الصينيون القدماء

فقد صنف الصينيون القدماء الآلات الموسيقية في ثمانية أصناف بحسب المواد الأساسية التي صنعت منها الآلة من دون النظر إلى كيفية التصويت فيها أوالعزف عليها. وهذه الأصناف هي: الجلود (دفوف)، والحجارة (وسائل صوتية حجرية)، والمعادن (أجراس وصُنوج)، والطين المشوي (أوكارينا ocarina أودرابُكّة فخارية)، والخيوط الحريرية أوالمعوية (أوتار)، والخشب (مصفقات وغيرها)، والقصب (الناي)، ونبات الدباء calebasse (آلات ذات جوف هوائي أونفخ بالفم). إلى غير ذلك، كانت الآلات الموسيقية عندهم مصنوعة من العناصر الأساسية الموجودة في الطبيعة من حيوانات ونباتات ومعادن. كذلك صنف سكان بلاد الشام القديمة الآلات الموسيقية وفق المواد التي صنعت منها. وكان يسبق اسم الآلة علامة تدل على المادة التي صنعت منها.

الحضارة العربية الإسلامية

وأما في الحضارة العربية الإسلامية فقد تم اعتماد مبدأ آخر في التصنيف. فالفارابي نادى إلى تصنيف ثنائي أساسي، إذ ذكر في» كتاب الموسيقى الكبير «أن الجسم أوالعضويهتز إما بعمل يد الإنسان أوبوساطة جهاز نفخ، وبيّن حتى هناك آلات موسيقية يُضرب فيها الجسم أويُنقر أويُحك أوغير ذلك من طرائق العزف، وآلات أخرى يُحدث فيها النغم بتسرب الهواء في تجويفاتها بعمل النفخ فيها. ويمضي الفارابي في إيضاح الفرق بين الآلات الوترية التي يجر عليها القوس والآلات التي تضرب بمضراب أوبريشة، فيذكر حتى منها ما تُحرك أوتارها فتهتز ومنها ما يُحدث فيها النغم بأن يجر على أوتارها أوتار أخر، أوما يقوم مقام الأوتار إلى غير ما هنالك، وبذلكقد يكون الفارابي قد اعتمد في تصنيفه على كيفية إحداث الأصوات وخروجها من الآلة. وهذه الكيفية هي مبدأ التصنيف المتبع اليوم في سائر أنحاء أوربة وأمريكة.

وكذلك صنف ابن زيلة ، الآلات الموسيقية في كتابه «الكافي في الموسيقى» بحسب طرق الاهتزاز فيها وسبل العزف عليها، فجعلها في ثلاثة أنواع هي: ذوات الأوتار، وآلات النفخ، وآلات القرع أوالنقر. ثم عدّد الآلات الموسيقية ومواصفات جميع منها.

الإغريق والرومان

وكان الإغريق والرومان قبل ذلك قد ميزوا بين ثلاثة أنواع من الآلات الموسيقية: الآلات الوترية وهي التيقد يكون الوتر فيها مصدر التصويت الرئيسي، والآلات النفخية وهي التي تعتمد اهتزاز الهواء عن طريق النفخ فيها، والآلات الإيقاعية وهي الآلات والأدوات التي تستخدم لغرض الإيقاع وتحديد الزمن. وقد أضيفت إلى هذه الأنواع الثلاثة فيما بعد الآلات ذات لوحة الملامس كالأرغن والبيانو. إلا حتى هناك تداخلاً في هذا التصنيف بين بعض فئاته. فالبيانومثلاً آلة ذات لوحة ملامس، وهي كذلك آلة وترية أصلاً، ومن الجائز أيضاً تصنيفها ضمن فئة الآلات الإيقاعية. ومثل ذلك ينطق في آلات موسيقية متعددة أخرى.

الهند

أما فهماء الهند القدماء فصنفوا الآلات الموسيقية تصنيفاً رباعياً على النحوالتالي: الآلات الوترية، وآلات النفخ الخشبية والنحاسية، والآلات الإيقاعية الرقّية (أي الغشائية الجلدية)، وأخيراً الآلات الإيقاعية المعدنية. وقد أخذ بهذا التصنيف عالم الصوتيات البلجيكي تشارلز ف. ماهيّونCh.V.Mahillon (1841- 1924)، وجعل طريقة اهتزاز الجسم المصوت في الآلة أساساً لتصنيفه ووضع الآلات في أربع أصناف هي: الوترية cordophones كالعود والكمان وغيرهما، والهوائية aerophones وهي التي تصدر الصوت عن اهتزاز الهواء فيها كآلتي الفلوت والبوق، والرقية الجلدية membranophones وهي التي يتسبب الجلد أوالغشاء المشدود فيها في إصدار الاهتزازات الصوتية كالطبل مثلاً، والآلات الذاتية الأصوات autophones وهي التي يصدر الصوت منها مباشرة، والمصنوعة من المعدن أوالخشب أومن مواد أخرى كالزجاج وغيره، مثل الأجراس bells والمخشخشات maracas rattles والكؤوس الزجاجية.

وبعد ذلك وضع العالم الألماني ـ الأمريكي كورت زاكس (1881-1959)Curt Sachs بالتعاون مع زميله النمسوي إريك فون هورنبوستل (1877-1935)E.Von Hornbostel تصنيفاً حديثاً اعتماداً على نظام ماهيّون مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة عليه وتوسيعه. فقد أبدلا مصطلح «ذاتية الأصوات» وجعلاه «المتميزة الأصوات» (الإيديوفونية) idiophones. ومازال نظام التصنيف هذا قابلاً للنقد مع أنه استأثر باهتمام معظم الدارسين لنظم الآلات الموسيقية في العالم.

ينطوي التصنيف المعمول به اليوم على فئات خمس من الآلات الموسيقية هي: الوترية، والهوائية، والمتميزة الأصوات (وتضم عدة آلات وأدوات إيقاعية كآلات الضرب، وآلات الاهتزاز والارتجاج، وآلات الاحتكاك، وآلات الدلك)، والآلات الرقّية، والآلات الإلكترونية electrophones (وقد دخلت التصنيف حديثاً) وهي آلات تصدر أصواتها باستعمال الكهرباء أوالوسائل الإلكترونية التي تحول الأصوات إلى العد الثنائي وتعيدها أصواتاً عند العزف، وفي المخطط التالي بعض الأمثلة لكل نوع من هذه الفئات الخمس.

أصناف الآلات الموسيقية

الآلات الموسيقية خمسة أصناف، وهي كما يأتي.

الآلات الوترية

بعض الآلات الوترية

تتألف الآلة الموسيقية الوترية من عنصرين أساسيين:

ـ وتر أوأوتار مصنوعة من أمعاء الحيوان أومن مادة النّيلون nylon أومن أسلاك معدنية خاصة.

ـ ألواح خشبية جافة رقيقة قابلة للاهتزاز تكون قاعدة لوضع الأوتار عليها، تؤلف ـ في معظم الحالات ـ صندوقاً أجوف تكون له أحياناً فوهة أوعدة فوهات في الوجه الأمامي منه لتسهيل عملية الطنين أوالرنين. وتكون وظيفة هذا الصندوق تضخيم الأصوات الناتجة عن اهتزاز الأوتار المشدودة عليه بإحدى أساليب النقر أوالضرب أوالطرق أوالدلك.

وتؤلف بعض الآلات الوترية مجموعة أومجموعات آلات يطلق عليها اسم «الوتريات» strings، فمن الممكن تأليف ثنائي وتري string duet، وثلاثي وتري string trio أوأكثر من ذلك. على حتى من أشهر هذه المجموعات وأهمها الرباعي الوتري string quartet . المؤلف من أسرة الكمان (اثنتين من الكمان وفيولا viola وتشيلوcello)، كما يمكن تأليف فرقة موسيقية وترية تضم جميع آلات أسرة الكمان (كمان، فيولا، تشيلو، كونترباص double bass) بأعداد كبيرة وتسمى حينئذ الفرقة (الأوركسترا) الوترية. وقد يضاف إليها، في بعض الأحيان، بعض الآلات الإيقاعية. وفي حال إضافة آلة الهارب، وبعض آلات النفخ الخشبية والنحاسية، تصبح المجموعة فرقة موسيقية متكاملة. وتبقى أسرة الكمان نادىمة كثير من الفرق الموسيقية المتنوعة، إذ تعززت مكانتها منذ أوائل القرن السابع عشر على حساب آلات الفيول.

صفات الكمان

وتتميز أسرة الكمان بالصفات التالية:

  • القدرة على الأداء في المجال الصوتي الذي يعادل البيانوتقريباً، من أخفض الأصوات فيه حتى أحدِّها.
  • الإمكانات التعبيرية الفائقة في مختلف المجالات الفنية.
  • إمكان تأليف فرقة موسيقية خاصة منها دون الاستعانة بآلات أخرى.
  • القدرة على أداء أجزاء الصوت كالسلالم والمقامات العربية.
  • عدّها نادىمة الأوركسترا السمفونية وكثير من الفرق الموسيقية الأخرى.
  • اهتمام معظم المؤلفين الموسيقيين بالتأليف لها، فردياً وجماعياً، أكثر من سواها من بقية الآلات الموسيقية.

كذلك تعتمد الفرق الموسيقية الشرقية، ولاسيما العربية منها، بعض الآلات الوترية أساساً: فالعود والقانون هما عماد الموسيقى العربية.

أنواع الآلات الوترية

والآلات الوترية كثيرة جداً ومتنوعة. وفيما يلي وصف لتلك التي لم يفرد لها درس مستقل.

البالالَيكا balalaika

آلة شعبية شهيرة في منطقة أوكرانية الروسية وفي بعض بلدان شرقي أوربة، وهي على شكل مثلث ولها زند طويل ذودساتين.

ولهذه الآلة ثلاثة أوتار تضرب بالريشة، يضبط اثنان منها بطبقة» مي «الوسطى، والثالث بطبقة» لا «أعلاها. تستخدم البالاليكا في مرافقة الأغاني والرقصات الفولكلورية.

البانجوbanjo

آلة شعبية أمريكية، ذات أصل إفريقي، لها زند طويل ذودساتين وجسم مستدير الشكل مغطى برق جلدي مشدود، يشد عليه ما بين خمسة أوتار وتسعة، وتضرب بالريشة. تستخدم هذه الآلة في الموسيقى الشعبية والراسيرة.

البزق

آلة تشبه العود الصغير وهي ذات زند دقيق وطويل مقسم إلى دساتين، ولها وتران مزدوجان أوأكثر، وتنقر بالريشة، ويقابلها الطنبور أوالطنبورة في هجريا.

الجمبش

آلة شعبية من أصل هجري مستعملة في الشمال الشرقي من سورية وفي بعض الأجزاء من آسية الوسطى. والجمبش تشبه البانجوشكلاً ولكن زندها أقل طولاً، يشد عليه ما بين أربعة إلى ستة أوتار معدنية مزدوجة تضبط كأوتار العود وتنقر أوتضرب بالريشة.

الجنك
آلة الهارب
الرباب أوالربابة

آلة قديمة جداً اتى ذكرها في الكتاب المقدس. ويعود استعمال القوس في الآلات الوترية في بلاد المشرق إلى أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، ولكن أقدم إشارة عربية إلى استعمال القوس تعود إلى الفارابي. والربابة هي الآلة الوترية العربية الحقيقية، وهي أصل آلة «الفيول». ويختلف اسم الربابة وشكلها من بلد إلى آخر وكذلك عدد أوتارها. والشائع منها في منطقة الشرق الأوسط الربابة ذات الشكل المربع أوالمستطيل، المقوس الجانبين نحوالداخل، يشد على إطارها الخشبي رقّان من الجلد على الوجه العلوي منهما وتر مشدود يجر عليه بالقوس. وقد سميت أيضاً «رباب الشاعر» لأن العرب كانوا، في حالات، ينشدون أشعارهم بمصاحبتها. والمنطقة الصوتية للربابة محدودة جداً لا تتجاوز الفاصلة الخماسية (خمسة إصوات) في أغلب الأحيان. ومن أشكال الرباب، «الأرنبة» وهي هجرية المنشأ انتشر استعمالها في بلاد البلقان، و«الرباب المغربي» المستعمل في المغرب العربي، و«الرباب المصري» المستدير الشكل غالباً، و«الجوزة العراقية»، و«الكمنجة الفارسية»، و«الرافاناسترون» ravanastrone الهندية.

السنطور

آلة من أصل شرقي تعود إلى القرون الوسطى ولها أصول آشورية وهندية، تشبه القانون إلى حد ما، ذات شكل شبه منحرف تقريباً، أوتارها من المعدن تطرق بمضربين معقوفين إلى الأعلى قليلاً، وهي شائعة الاستعمال في المجر. وقد انتقلت هذه الآلة إلى أوربة عن طريق الأندلس وأطلقت عليها عدة أسماء مثل دلسيمر dulcimer وبْسالْتيري وتيمبانون tympanon وهاكْبْريت hackbrett التي تطورت عنها فيما بعد آلة الكلافيكورد ومن ثم آلة البيانو. وقد خلق نموذج من السنطور في نهاية القرن التاسع عشر، يرتكز على أربعة قوائم.

الماندولين mandolin

آلة تشبه العود الصغير، ولها أربعة أوتار معدنية مزدوجة تنقر بالريشة وتضبط كأوتار الكمان. وتعود أصولها إلى آلة الماندورا mandora في القرن السادس عشر المقتبسة من العود العربي. وللماندولين شهرة واسعة في منطقة نابولي الإيطالية. كَتَب لهذه الآلة، منذ القرن الثامن عشر، مؤلفون عديدون أمثال: فيفالدي Vivaldi وهندل Händel، وموتسارت Mozart، وبتهوفن Beethoven، وسترافنسكي Stravinsky وكثير غيرهم.

النشأة كار

آلة هجرية الأصل تشبه العود ولكنها أصغر حجماً وأطول زنداً، تشد عليها ستة أوتار معدنية مزدوجة تضبط كأوتار العود وتنقر بالريشة.

المونوكورد monochorde

وتسمى كذلك وحيدة الوتر، آلة قديمة جداً ذات وتر واحد مشدود فوق صندوق طنين خشبي. يتبدل الصوت فيها بتحريك مسند خشبي chevalet bridge هوكالجسر المتحرك تحت الوتر يزيد في طوله أوينقصه.

الآلات الهوائية

ثمة آلات موسيقية كثيرة ينتج الصوت فيها عن طريق تيار الهواء الذي يهتز في دخوله أوخروجه، ضمن أنبوبة مجوفة أوفي جسم الآلة، وذلك نتيجة النفخ بالفم أوعن طريق جهاز كالمنفاخ.

وتوضع الآلات الهوائية في خمس فئات هي: الخشبية، والنحاسية، وذات الخزان الهوائي، وذات الألْسنة المعدنية، والمزودة بلوحة ملامس. ويمكن للآلة الواحدة حتى تكون في أكثر من فئة من هذه الفئات.

تصنع بعض الآلات النحاسية من النحاس فقط، ويصنع بعضها الآخر من خليط من بعض المعادن ويبقى اسمها العام آلات نحاسية. يهتز الهواء في أقنية هذه الآلات حين ينفخ العازف فيها بوساطة مبسم معدني مصنوع على هيئة فنجان صغير، كآلة الترومبيت. أما الآلات الخشبية فتصنع من القصب أومن خشب قاس كالأبنوس (الساسَم)، أوالتي تصنع من بعض المعادن كالساكسوفون، والفلوت، أوالتي تصنع من الفضة أوالمضى أحياناً، وتقع كلها في صنف الآلات الخشبية، فإن الهواء يدخل من فم العازف في أنبوبتها من إحدى فوهتيها مباشرة كالناي، أومن ثقب جانبي كالفلوت، أوبوساطة ريشة قصبية مفردة كالكلارينيت أومزدوجة كالأوبوا. أما الآلات ذوات المستودع الهوائي فهي آلات ذات جهاز كالمنفاخ يحرك بالضغط لتحريك الهواء في داخله، كالأرغن وقربة الزمر musette bagpipe. وهناك آلات لها ألْسنة معدنية حرة، تكون فولاذية على الأغلب، تهتز بعمل الهواء المنبعث من فم العازف كالهارمونيكة harmonica، أومن منفاخ كالأكورديون accordion والهارمونيوم harmonium. وبعض هذه الآلات مزود بلوحة ملامس كالأرغن والهارمونيوم والأكورديون.

ومن أبرز أنواع الآلات الهوائية آلات النفخ الخشبية والنحاسية، وقد طور الغرب هذين النوعين لاستخدامهما في مجالات موسيقية متعددة. ولهذا تتألف مجموعات آلات تضم نوعاً أوعدة أنواع من الآلات الهوائية وفق الغاية الموسيقية المقصودة. فإضافة إلى الثنائيات والثلاثيات والرباعيات وغيرها، هناك فرق موسيقية تضم معظم أنواع آلات النفخ النحاسية فضلاً عن الطبول من الآلات الإيقاعية وتسمى فرقاً موسيقية عسكرية (فانفار fanfare). وتضم أوركسترا الهارموني . بعضاً من آلات النفخ الخشبية والنحاسية والإيقاعية، مضافاً إليها عدد من آلات التْشيلّووالكونترباص الوترية. وكذلك قد تضم بعض الفرق للموسيقى الراسيرة المسماة فرق الجاز jazz-band بعض آلات النفخ الخشبية كالكلارينيت والساكسوفون، وبعض آلات النفخ النحاسية كالترومبيت والترومبون، وبعض الآلات الإيقاعية. والفرقة الموسيقية التقليدية المسماة بالأوركسترا السمفونية تضم، إضافة إلى آلة الهارب ومجموعة أسرة الكمان والكثير من الآلات الإيقاعية المتنوعة، عدداً من آلات النفخ الخشبية كالفلوت والبيكولووالأوبوا oboe والكلارينيت والقرن الإنكليزي English horn، والباسّون bassoon والباسّون الخفيض double bassoon، وعدداً من آلات النفخ النحاسية كالترومبيت والترومبون والقرن الفرنسي French horn أوالكور cor والتوبا tuba وغيرها، وذلك وفق الكتابة المعدة لهذه الآلات الخاصة في البترة الموسيقية.

وتتميز آلات النفخ الخشبية والنحاسية بقدرتها الصوتية انطلاقاً من الأصوات الضعيفة pianissimo حتى أشدها قوة fortissimo. وتمتلك آلات النفخ النحاسية قدرة صوتية أكثر صُداحاً من آلات النفخ الخشبية التي تأخذ وضعاً وسطاً بين النحاسية والوترية. فإذا امتزجت آلات النفخ الخشبية أوالنحاسية مع آلات أسرة الكمان أوتحاورت معها، فإنها تستطيع حتى تصدر أصواتاً تكون بنعومة هذه الأخيرة ولطافتها. وأما في الصداح (شدة الصوت)، فإن قوة آلات النفخ تكون جلية وواضحة.

ومنذ أواخر النصف الأول من القرن العشرين، حظيت بعض آلات النفخ الخشبية والنحاسية بالنجاح والشهرة بفضل عدد من عازفي الكلارينيت والساكسوفون والترومبيت المنفردين solists في موسيقى الجاز.

ويطلق على بعض آلات النفخ الخشبية والنحاسية اسم الآلات المحوّلةtransporting instruments لأنها تؤدي درجات موسيقية أعلى أوأدنى من الموسيقى المدونة لها. فآلة البيكولومثلاً تؤدي الدرجات الصوتية بديوان (ثماني درجات octave) أعلى من الدرجات المدونة لها.

ويلحق ببعض الآلات المحوّلة اسم الدرجة العملية التي تضبط عليها مثل: الساكسوفون (في «سي بيمول») sax in B flat، أوالكلارينيت (في «لا») clar. in A، أوالترومبيت (في «رَهْ») tromp. in D وغيرها، أي إذا هذه الآلات تؤدي درجة «دوـ C» المدونة لها بطبقة صوتية عملية تماثل الدرجة الموسيقية المسماة بها.

وقد تكون هذه الدرجات منخفضة عن درجة «دو» الوسطى عندما تكون الآلة المحوّلة ذات طبقة صوتية منخفضة، وقد تنخفض إلى أكثر من ديوان في بعض الأحيان. وتكون أعلى من الكتابة الموسيقية المدونة لها عندما تكون هذه الآلة ذات طبقة صوتية حادة.

وفيما يلي، بعض آلات النفخ بحسب أنواعها فهماً حتى بعضها قد يدرج في نوعين أوثلاثة معاً، وقد أفرد للمهم منها درس خاص به.

آلات النفخ الخشبية

بعض آلات النفخ الخشبية

من آلاتها القديمة: الجناح أوالمصفار panpipe syrinx: وهوآلة نفخ بسيطة قديمة تتألف من أنابيب متجاورة مقاساتها مختلفة ومرتبة بحسب أطوالها مسدودة من طرفها السفلي ويشدّ بعضها إلى بعض بإحكام. يمكن حتى تتكون مادة أنابيب الجناح من القصب أوالخشب أوالعاج أوالمعدن. ويتنقل العازف نفخاً فوق فوهاتها العلوية من أنبوبة إلى أخرى لتؤدي جميع واحدة منها نغمة موسيقية واحدة.

وقد انتشرت هذه الآلة في الماضي عند شعوب كثيرة، واستخدمها الرعاة الإغريق باسم سيرنكس. وتنسب الأساطير الإغريقية اختراعها إلى إله الرعاة «بان» Pan. وقد أطلق عليها العرب اسم الشعيبية نسبة إلى النبي شعيب.

آلات النفخ النحاسية

نطقب:Main:آلة نفخ نحاسية

بعض آلات النفخ النحاسية

الآلات ذات الخزان الهوائي

ومنها:

قربة الزمر

قربة الزمر: وهي زق (جراب) من الجلد يستخدم مخزناً للهواء ينفخ فيه العازف بقصبة أومزمار لملئه بالهواء. وتربط بالقربة عدة مزامير تصدر أصواتاً متصلة ومرافقة لمزمار منها له ثمانية ثقوب، على الأغلب، يعطي الألحان الأساسية المراد أداؤها. ويعود تاريخ هذه الآلة إلى أكثر من ألفي عام، وقد عهدت مثيلاتها في آسيا وشمالي إفريقية. وانتشرت في أوروبا، وفي فرنسة بالذات، في القرنين السابع عشر والثامن عشر. كما غدت الآلة الشعبية المفضلة في اسكتلندة. وقد أطلق ابن زيلة على ما يشابه قربة الزمر في كتابه» الكافي في الموسيقى"، اسم» مزمار الجراب".

الآلات ذات الألْسنة المعدنية

ومنها:

هارمونيكا

وتسمى أيضاً أرغن الفم mouth organ. ذكرت في المراجع العربية باسم المشتق أوالمستق mustak أوالمشتق الصيني للدلالة على كونها مستوردة من بلاد الصين. والهارمونيكة آلة صغيرة بشكل علبة مستطيلة، في مقدمتها ثقوب مربعة وتغطي أحد وجهيها أوكليهما من الداخل صفيحة أوصفيحتان معدنيتان تثبت على جميع منهما عدة ألْسنة معدنية، فولاذية على الأغلب، مختلفة الحجوم. وينفخ العازف فيها شهيقاً وزفيراً فتهتز الألسنة المعدنية مصدرة النغمات المطلوبة.

توجد عدة حجوم من هذه الآلة، بدءاً من أصغرها التي توضع كاملة في الفم. وقد تكون لعبة من ألعاب الأطفال أوآلة أساسية. وقد خط لها بعض المؤلفين الموسيقيين ألحاناً أوركسترالية، مثل داريوس مِيّو Milhaud الفرنسي، وفون وليمز Vaughan Williams الإنكليزي.

الهارمونيوم

وهي من الآلات ذات لوحات الملامس، تعمل على مبدأ الأكورديون تقريباً. وللهارمونيوم منفاخ ذودوّاسة أودوّاستين تحركان بالقدمين في أسفل الآلة، ويمرّ الهواء المضغوط على ألْسنة معدنية موجودة داخل الآلة حين يضغط العازف على ملامس اللوحة فتهتز. والهارمونيوم آلة مزودة أيضاً بمفاتيح إضافية لأداء أصوات مماثلة لبعض آلات النفخ الخشبية.

ابتكرت هذه الآلة في فرنسة في الربع الثاني من القرن التاسع عشر، وغدت آلة شعبية منتشرة في كثير من البيوت الأوربية. ولما كانت طبيعة أصواتها شبيهة نوعاً ما بأصوات الأرغن، فقد استخدمت في الكنائس، ولاسيما الصغيرة منها، إذ يتعذر وجود الأرغن الكبير.

الآلات الإيقاعية

تستخدم معظم الآلات، من صنفي المتميزة الأصوات والرقية (الجلدية) لغرض الإيقاع في الموسيقى، لهذا تستعمل في الأوركسترا باسم الآلات الإيقاعية. وقد استقطبت اهتمام عدد غير قليل من المؤلفين الموسيقيين فاستخدموا الكثير من طاقاتها وميزاتها الإيقاعية، سواء في الموسيقى التقليدية أوفي موسيقى الجاز أوالموسيقى الشعبية.

والمبدأ الأساسي للتصويت في الآلات الإيقاعية هوالقرع percussion، أي ضرب أدوات مصوتة، بطرائق متعددة، كالصدم أوالنقر أوالطرْق أوالحكّ أوالهزّ أوالدّلْك إلى غير ذلك من أساليب التصويت المتنوعة. على حتى هذه الآلات، مهما اختلفت أشكالها، تعود إلى صنفين أساسيين: أولهما، آلات ذات أصوات غير معيّنة الحدة indefinite pitch تستعمل للإيقاع فقط، لأنها تصدر أصواتاً مبهمة لا تماثل أياً من درجات السلم الموسيقي، ومنها الطبل الكبير والصغير، والمثلث، والطبق الرنان وغيرها الكثير. وثانيهما، آلات ذات أصوات معينة الحدّة definite pitch تستعمل للإيقاع والنغم معاً، إذ إنها تصدر أصواتاً معينة تطابق درجات صوتية مميزة في السلم الموسيقي فتمكنها من تشكيل نغمات وألحان موسيقية بحسب إمكاناتها الصوتية، كالتيمباني والإكسيلوفون والسيليستا celesta.

تستخدم الآلات الإيقاعية في معظم الفرق الموسيقية على اختلاف أنواعها، إذ إذا مهمتها الرئيسة ضبط الإيقاع وإضفاء اللون الزخرفي الإيقاعي على البترة الموسيقية، وقد يصل عددها في بعض الفرق الموسيقية إلى ما ينوف على ثلث عدد الآلات التي تستعملها الفرقة.

ولعل أولى الآلات الموسيقية التي صنعها الإنسان كانت من فصيلة الآلات الإيقاعية وقد استخدم في صنعها الأدوات الطبيعية التي كانت تحيط به كالعصي والحجارة وثمار القرع وجذوع الأشجار المجوفة وجلود الحيوانات وغيرها.

وقد رافقت بعض الآلات الإيقاعية الطقوس الدينية عند الكثير من القدماء كالسومريين والبابليين والآشوريين، وكان للطبل بين هذه الآلات منزلة كبيرة أومقدسة في بعض الحالات.

أنواع الآلات الإيقاعية

والآلات الإيقاعية كثيرة، وفيما يلي أبرز ما يتداول منها:

الآلات ذات الأصوات غير المعيّنة الحدّة

وفيها الآلات المتميزة الأصوات والآلات الرقيّة.

الآلات المتميزة الأصوات

ومنها:

الصنوج cymbals

وهي صحون معدنية رقيقة كبيرة ومقعّرة مصنوعة عادة من النحاس، يراوح قطر الواحد منها بين ثلاثين وستين سنتيمتراً تقريباً، تستعمل إما مفردة بضربها بعصا خشبية أومعدنية تشبه الفرشاة، وإمّا مزدوجة يضرب الصنج الواحد بالآخر، وقد تصنع صنوج ذات نغمة محددة لتتلاءم مع آلات أخرى. وتستخدم الصنوج في مختلف أنواع الفرق الموسيقية ولاسيما العسكرية والراسيرة منها. ويعود استعمالها إلى ما بين الألف الأولى والثانية قبل الميلاد في البلاد السورية القديمة والمصرية.

الطبق الرّنان gong

هوطبق كبير من الفولاذ يراوح قطره بين تسعين ومئة وعشرين سنتيمتراً تقريباً، يضرب بعصا طويلة تشبه عصا الطبل الكبير. صوته قوي ذوصدى عميق ومستمر، فيه مسحة من الغموض. وأصل هذه الآلة شرقي آسيوي من جاوة أوالصين، استخدمت في أوروبا منذ نهاية القرن الثامن عشر.

المقارع (الكاستنييت)

وهي بترتان من الخشب القاسي (أبنوس غالبا) أوالنحاس مقعرتان تضرب إحداهما الأخرى. والمقارع شرقية الأصل انتقلت إلى أوربة عن طريق العرب في الأندلس وأصبحت تستعمل في الموسيقى الإسبانية الراسيرة. تربط الواحدة منها بالإبهام من جميع يد، والأخرى بالسبابة أوالوسطى ثم تطرقان معاً في إيقاعات جذلة متلاحقة. وهناك شكل آخر من المقارع خشبي الصنع ذوبترتين مربوطتين على طرفي مقبض يدوي طويل.

المثلث triangle

وهوقضيب معدني فولاذي على شكل مثلث مفتوح في إحدى زواياه، يعلقه العازف بإصبع يده اليسرى من إحدى زاويتيه المغلقتين، ويضرب بعصا معدنية صغيرة على أحد أضلاعه أوجميعها، ورنينه بلوري النغم. وكان موتسارت أول من أدخله مع الطبل الكبير والصنوج إلى الأوركسترا، فاستخدم هذه الآلات في أوبراه «اختطاف من السراي» عام 1782م.

الآلات الرَقيّة

ومنها:

الدرابُكَّة أوالدُربَكّة
الدرابكة أوالطبلة

ويسميها بعضهم «الطبلة»، وهي آلة شعبية عربية مخروطية الشكل دقيقة التجويف في وسطها، يشد على فتحتها الكبرى غشاء جلدي. تصنع من الفخار المشوي أوالخشب أوالمعدن. يضع العازف الآلة تحت إبطه أوبين ركبتيه ويقرع على وجهها الجلدي بكلتا يديه، وقد يستعمل أصابعه منفردة لإصدار إيقاعات مميزة. والدرابكة مع الرق، آلتان أساسيتان في فرقة التخت الشرقي والفرقة الموسيقية العربية الحديثة.

الدف، الرق tambourine
الدف

الدف «طارة» خشبية قطرها أقل من ثلاثين سنتيمتراً، يشد على وجهها غشاء جلدي، ويمسك العازف الدف بكلتا يديه عمودياً وينقر عليه بأصابعه. وقد عثر الدف في بلاد ما بين النهرين وما جاورها منذ الألف الثالث ق.م. ويذكر هنري فارمر H.Farmer، المستشرق الإنكليزي، ما ورد في أحاديث الناس من حتى الدف نقر عليه لأول مرة في زفاف الملكة بلقيس إلى سليمان. وعهد نوع آخر من الدف أيام العرب وهوالدف المربع الشكل. فقد ورد في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني حتى المغني طويس كان يضرب على الدف المربع. وهناك دفوف كبيرة تسمى مزاهر (ج. مِزْهَر) قطر دائرة الواحد منها خمسون سنتيمتراً تقريباً وقد يزود بعضها بحلقات معدنية صغيرة في إطارها. وكثيراً ما تستعمل المزاهر في بعض الاحتفالات الدينية.

والرق دف مستدير يحوي إطاره ذوالتجاويف على صناجات نحاسية صغيرة تعطي أصواتاً مرحة عند هزّها. أخذ الفرنجة هذه الآلة عن الشرق وشاع استعمالها بينهم منذ القرن الخامس عشر، كما تبين لوحات بعض مصوري ذلك العهد.

الطبل الصغير side drum, snare drum

إطار أسطواني عريض خشبي أومعدني يشد على وجهيه غشاءان جلديان، يحمله العازف، معلقاً في وسطه أوعلى عاتقه أوموضوعاً فوق حامل، ويضرب على وجهه العلوي بعصوين خشبيتين أومعدنيتين (برأس كالفرشاة)، وقد تشد على وجهه الأسفل أوتار من معي الحيوان أوالنايلون أوالمعدن تتجاوب مع اهتزازات الوجه العلوي المضروب، ويستخدم الطبل الصغير في الإيقاعات المميزة والدقيقة، لذا فهوعماد الفرق الموسيقية العسكرية. ويستخدم كذلك في كثير من الفرق الموسيقية المتنوعة. وقد أدخلت هذه الآلة إلى أوربة عن طريق العرب وعهدت هناك منذ القرن الرابع عشر الميلادي.

الطبل الكبير bass drum

وهوأكبر طبول الأوركسترا ويشبه الطبل الصغير. يحمل أويوضع عمودياً ويضرب على أحد وجهيه، عادة، بمضرب ذي رأس كروي من الصوف القاسي أواللباد، ويصاحب في معظم الحالات بالصنوج. صوته عميق وقوي، يمكن استخدامه كصوت الرعد أوالمدفع.

وقد استخدم الطبل في الفرق الموسيقية العسكرية السلجوقية والمملوكية ثم العثمانية فيما بعد، واستخدم في الفرق الأوربية منذ أواخر القرن الثامن عشر، إلى جانب بعض الآلات الإيقاعية الأخرى. ويستعمل هذا الطبل، كالطبل الصغير، في أنواع كثيرة من الفرق الموسيقية كالأوركسترا والفرق العسكرية وفرق الجاز وغيرها.

الآلات ذات الأصوات المعيّنة الحدّة
بعض الآلات الإيقاعية

وفيها الآلات المميزة الأصوات والآلات الرقية.

الآلات المميزة الأصوات

ومنها:

مجموعة الأجراس chimes' bells tubular

جهاز يتألف من عدة أنابيب معدنية رنانة مختلفة الأطوال، معلقة في إطار، تضرب بمطرقة خاصة فتعطي أصواتاً تتطابق مع درجات السلم الموسيقي الملون. تستخدم في الأوركسترا لإصدار أصوات براقة مرحة أومأسوية تماثل نواقيس الكنائس.

الإكسيلوفون (زايلوفون)

آلة تتألف من عوارض متدرجة الأطوال من الخشب القاسي كالأبنوس لتصدر أصوات السلم الملون، مرصوفة كملامس البيانوالبيضاء والسوداء وتضرب بمضربين خشبيين.

استخدمت هذه الآلة، منذ القديم، شعوب آسيوية وإفريقية وأمريكة، ولم يتعهدها الأوربيون إلا في القرن السادس عشر. وفي منتصف القرن التاسع عشر أصبحت بدعة فنية في أوربة، تستخدم في الحفلات الموسيقية، لما لها من صوت زجاجي النغم. ومن المؤلفات الموسيقية المتعددة التي استخدمت الإكسيلوفون: متتاليات «كسّارة البندق» لتشايكوفسكي Tchaikowsky، و«رسيرة المقابر» لسان سانس Saint-Säens الذي مثّل فيها قرقعة عظام الموتى.

وهناك آلة شبيهة بالإكسيلوفون ذات أصل إفريقي تدعى ماريمبا marimba أصبحت شائعة الاستعمال في أمريكا الوسطى.

السيليستا=

آلة تشبه البيانوالصغير من حيث الشكل وتتألف من سلسلة رقائق معدنية منغّمة تضرب بمطارق رقيقة رنانة كالأجراس، وقد استهوت تشايكوفسكي فاستخدمها في بترته «رسيرة الجنيّة من باليه» «كسّارة البندق»، فكان أول مؤلف موسيقي يضمها إلى الأوركسترا.

الغلوكنشبيل glockenspiel=
آلةالغلوكنشبيل

(أي صوت الأجراس)، وهي آلة تشبه الإكسيلوفون إلا حتى عوارضها المصوتة مصنوعة من معدن رنان كالفولاذ. يتألف مداها الصوتي من ديوانين ونصف، وتستعمل أحياناً مع البيانو. وقد استخدم موتسارت هذه الآلة في أوبراه «الناي السحري» the magic flute، ليصور أصوات الأجراس السحرية. كما استخدمها آخرون من بعده.

الآلات الرقية

ومنها:

التيمباني timpani أوkettledrum

وهي آلة إيقاعية أساسية في الأوركسترا. وينطق إذا الأوركسترا التي لا يوجد فيها عازف تيمباني ممتاز ليست من مستوى جيد.

والتيمباني تشبه مرجلاً في شكلها، ويبلغ قطر فوهتها ستين سنتيمتراً تقريباً. تصنع من النحاس وتثبت على حامل دوّار، يشد على الفوهة غشاء جلدي ذولوالب جانبية لضبط الدرجات الصوتية إضافة إلى «دوّاسة» pédale، وتستعمل لها عدة مضارب مختلفة الأنواع والأشكال. وتضم الأوركسترا عادة، ثلاثاً أوأربعاً من هذه الآلة ذات طبقات صوتية مختلفة لتغطية مدى صوتي واسع، لأن الآلة الواحدة لا تغطي أكثر من خمس درجات. إلا حتى عدد هذه الآلات قد يزداد أوينقص في الأوركسترا بحسب متطلبات البترة الموسيقية. وكانت الأوركسترا حتى عصر بتهوفن تستخدم آلتي تيمباني، ثم اكتشف المؤلفون الموسيقيون فيما بعد، تأثيرات مهمة لها. فخط برليوز Berlioz مثلاً لثمانية أزواج منها في جزء «توبا ميروم» tuba mirum من مؤلفته القداس الجنائزي requiem.

وأصل التيمباني شرقي عربي، كانت تحمل على صهوة جواد وتدعى الكبّارات.

النقّارات

ومفردها نقّارة وهي آلة إيقاع عربية إسلامية. والنقارة طبل من نوع خاص على هيئة قصعة أوطاسة مصنوعة من الفخار أوالخشب أوالمعدن، قطر وجهها يقارب العشرين سنتيمتراً وارتفاعها نحوعشر سنتيمترات (وهي الأكثر شيوعاً)، شد على وجهها رق مثبت بحبال أوبرقائق جلدية بشكل خيوط قابلة للشد لضبط طبقتها الصوتية، وتقرع بمطرقة ذات رأس معقوف أومستدير. تحمل النقارات مزدوجة على صهوة جواد أوعلى ظهر الإبل (وتسمى هذه الأخيرة بنقارية الجمّال) مثبتة على جانبي الدابة. ولكل نقارة صوت يختلف عن الآخر حدة بمقدار فاصلة رباعية أوخماسية، وقد يحدث لأحدهما صوت مميز بسبب إحداث ثقب في قعر النقارة. وكان العازف يضرب على الواحدة منهما نقرة قوية «دُمْ» وعلى الأخرى نقرة ضعيفة «تَكْ».

استخدمت النقارات والطبول والكوسات في العصور الإسلامية في البدء خمس مرات في اليوم إيذاناً بوقت الصلاة عند باب الحاكم، ثم صارت تستعمل في المناسبات المتنوعة مثل الحروب ومواكب الحج والأعياد والاحتفالات الشعبية. وكانت معروفة في سورية القديمة في عصور ما قبل الإسلام. ويذكر المؤرخ بلوتارك (46-120م) Plutarque حتى السوريين استخدموا النقارات عوضاً عن النفير في إحدى هجماتهم في حرب الغزاة الرومان الذين كانوا بقيادة الحاكم الروماني كراسّوس (115-53ق.م) Crassus .

وتوضح كثير من الرسوم التي زينت بعض المخطوطات العربية القديمة كيفية استعمال النقارات في العصر الإسلامي. فقد رسم الفنان العراقي يحيى بن محمود الواسطي (القرن 13م) في إحدى مخطوطات مقامات الحريري، المؤرخة عام 1237م، مجموعة من الفرسان يحملون الأعلام والشعارات، يظهر بينهم شخصان ينفخان في النفير، وشخص آخر (في أعلى الرسم) يقرع بعصوين معقوفتين على نقارتين محمولتين على جانبي صهوة جواد. والنقارة هنا هي على شكل كأس كبيرة ذات فتحة واسعة وقاعدة صغيرة، وتشاهد زخارف مختلفة على شكل خطوط على جسم النقارة وعلى الحافة العليا منها موضع تثبيت الغشاء الجلدي وربطه فوق فوهتها.

انتقلت النقارة إلى أوربة في زمن الحكم العربي الإسلامي في الأندلس وفي أثناء الحروب الصليبية بأسماء مماثلة فسميت ناكّيروني naccheroni في الإيطالية، وناكير nacaires في الفرنسية، ونيكرز nakers في الإنكليزية، انطلاقاً من الاسم العربي، وظلت التسمية تلازمها حتى منتصف القرن السادس عشر حين أصبحت تيمباني في الإيطالية، وهي الأكثر شيوعاً، وكيتلدرام في الإنكليزية وتيمبال timbales في الفرنسية.

الآلات الموسيقية الكهربائية الإلكترونية

تصنف هذه الآلات في فئتين أساسيتين: كهربائية وإلكترونية.

الآلات الكهربائية

فالكهربائية هي آلات موسيقية تقليدية تعمل المواد المصوتة فيها كالأوتار أوالقصبات أوالألسنة المعدنية وغيرها، بعمل الكهرباء كما في الغيتار الكهربائي . أي حتى الكهرباء تكون وسيلة لنقل الاهتزازات الصوتية إلى الآلة من خلال أجهزة تضخيم amplifiers ومكبرات صوت loud speakers، أوأنها واسطة لتسهيل العملية الميكانيكية في الآلة الموسيقية كالأرغن.

الآلات الإلكترونية

أما الآلات الإلكترونية فهي التي تستخدم دارات أوصمامات إلكترونية أوما شابهها لتكون مولدة ومبدلة لمختلف الأصوات فيها. وفي معظم هذه الآلات لوحة ملامس لتسهيل عملية العزف. وفيها كلها مضخم ومكبر للصوت لسماع أصواتها بدقة ووضوح.

ومن الآلات الإلكترونية ما هي أحادية الصوت، كموجات مارتنوondes Martenot، أي إنها لا تؤدي إلا أصواتاً منفردة، وهي تصلح لأداء الألحان والنغمات الأساسية. ومنها ما هي متعددة الأصوات كأنواع الأورغ الإلكتروني، إذ إنها تستطيع أداء أصوات متعددة في آن واحد (اتفاقات accords, chords).

تاريخ

طُبق استخدام الكهرباء في ميكانيكية الآلات الموسيقية أول مرة عندما اخترع الفرنسي ديلابورد Delaborde عام 1761 آلة هاربسيكورد كهربائية. وبقيت التجارب الميكانيكية الكهربائية تتوالى في القرن التاسع عشر في جميع مكان. ومنذ بداية القرن العشرين حتى الحرب العالمية الثانية، ابتكرت آلات موسيقية ذات مولدات رحوية rotary generators وما ماثلها لتحول النبضات الكهربائية إلى أصوات. كما اخترعت آلات متنوعة كانت بداية للآلات الموسيقية الإلكترونية الحديثة مثل الثيرمين (theremin (1920، وموجات مارتنو(1928)، وتراوتونيوم (trautonium (1930، واستخدمها بعض الموسيقيين على نطاق واسع. فقد خط لها، كثير من المؤلفين الموسيقيين مثل ريتشارد شتراوس R.Strauss، وهِندِميث Hindemith، وأونيغر Honegger. وفي وقت لاحق استخدم شريط الإنضمام المغناطيسي magnatic tape recording في أجهزة موسيقية كثيرة. واخترعت أجهزة «توليف» synthesizer لشتى أنواع الأصوات التأثيرية، وبعض هذه الأجهزة استخدم الحاسوب في إصدار مختلف الذبذبات الصوتية التي تزيد على عشرة آلاف وحدة.

ميزات

أسهمت الآلات الإلكترونية في اتساع الثروة الموسيقية، ففتحت للموسيقيين آفاقاً جديدة أمكن استغلالها في هجريبات صوتية كثيرة بدءاً من الصوت الأحادي المجرد حتى أعقد الأصوات هجريباً، إضافة إلى الإحداثات الإيقاعية المتنوعة. فأعطت للفن الموسيقي الحديث صفة جديدة إذ سميت «الموسيقى الإلكترونية». كما أنها ساعدت المؤلف الموسيقي في السيطرة المباشرة على مؤلفته المؤداة، وحققت له إمكانات فنية واسعة فاستغنى عن إسهام المؤدين معتمداً على مكبرات الصوت المنتشرة في قاعة الاستماع. وقد استخدم المؤلف الموسيقي إدغارد فاريز E.Varèse أربعمئة مكبر صوت في مؤلفته «قصيدة إلكترونية» poème électronique عام 1958 في أثناء أدائها في معرض بروكسل العالمي.

خصائص الآلات الموسيقية والكهربائية

وللآلات الموسيقية الإلكترونية، وبعض الآلات الكهربائية، خصائص تمتاز بها من الآلات الموسيقية الاعتيادية الأخرى من حيث إنها تستطيع حتى تتحكم في شدة الصوت، وطابعه، ومدته الزمنية. فشدة الصوت في الآلات الاعتيادية محدودة نسبياً، في حين تبدأ الآلات الكهربائية والإلكترونية من الضعيف جداً حتى أشد الأصوات قوة.

كما حتى إصدار الأصوات الصنعية artificial sounds في هذه الأخيرة إمكانات توسع في مداها الصوتي في حين لا يتجاوز هذا المدى في الآلات الاعتيادية أكثر من أربعة دواوين للواحدة منها على الأغلب، عدا البيانووالأرغن والهارب والقليل غيرها. وأما الطابع الصوتي في الآلات الإلكترونية فواسع التبديل والتغيير، إذ من المستطاع حذف مدروجات صوتية overtones أوإضافتها بحسب الرغبة في الوقت المناسب لتبديل، أوإحداث طابع صوتي حديث في الآلة. فيمكن التنقل، مثلاً، من صوت فلوت لامع حاد إلى صوت كمان عميق. أضف إلى ذلك إمكان التحكم في مدة استمرار الصوت المتواصل دون انقطاع إلى مدة زمنية لا تجاريها فيها الآلات الموسيقية الاعتيادية.

وفي الحقيقة، فإن بعض التطورات الموسيقية التي حدثت خلال القرن العشرين، كما في موسيقى الجاز والموسيقى المسماة بـ «العرَضية» aleatory قد أعطت الموسيقيين دوراً حراً ومسؤولية جديدة نحوموسيقاهم وذلك في تقنية التأليف للآلات الموسيقية التقليدية.

إن جميع الآلات الموسيقية الاعتيادية يمكنها حتى تصبح آلات كهربائية حينما تصدر أصواتاً عن طريق الكهرباء وذلك عندما يلصق بجسمها مذياع microphone صغير يتصل بمضخم صوت. وقد استخدمت هذه الطريقة في كثير من الآلات الوترية كالعود وأفراد أسرة الكمان، وفي آلات النفخ كالفلوت والساكسوفون.

أصناف الآلات الإلكترونية والكهربائية

وتقع الآلات الإلكترونية في صنفين رئيسيين هما: الآلات الأحادية الصوت والآلات المتعددة الأصوات.

الآلات الأحادية الصوت

ومنها:

التيرمين

مخترع هذه الآلة هوليف تيرمين Lev Thermin الروسي، وذلك عام 1920. يصدر الصوت فيها عن راسمي اهتزاز (مذبذب) oscillatorrs، أحدهما يثبت الترددات frequencies والآخر يبدلها نتيجة سيطرة العازف على الاختلاف الناتج عن هذه الترددات بحسب وضع يده بالقرب من هوائي الآلة.

ومن المؤلفين الموسيقيين الذين ألّفوا لها مارتينوB.Martinù التشيكي في مؤلفته «فانتازيا للرباعي الوتري والأوبوا والبيانو» عام 1945 مستغلاً صوتها الشبيه بعويل الصفارات.

موجات مارتنو

وتسمى أيضاً الموجات الموسيقية، سميت كذلك نسبة إلى مخترعها الفرنسي مارتنو(1898-1980) Martenot الذي اخترعها عام 1928 وتشبه، شكلاً، البيانو. وهي كالترمين لا تصلح إلا لعزف الألحان والنغمات المفردة. وقد خط بيير بوليه P.Boulez الفرنسي رباعية لها.

الآلات المتعددة الأصوات

ومن أهمها: أورغ هاموند Hammond organ، والبيانوالإلكتروني ، والسنثيسايزر synthesizer (المولّفة)، وهي آلة إلكترونية معقّدة تتألف من عدة مولدات صوتية لإصدار أي صوت يمكن تخيله، سواء أكان لآلات موسيقية مختلفة أم لتأثيرات صوتية خاصة كصفير الرياح وصوت الرعد والضوضاء وغيرها. مرت الآلة في عدة تطورات فنية وتقنية منذ منتصف القرن العشرين، وأصبحت تصنع في أنواع وأحجام مختلفة، منها آلة السينْكِت synket، وهي تشتمل على ديوانين في ثلاث لوحات ملامس، وآلة موغ moog ولها لوحتا ملامس في خمسة دواوين لكل منهما، وأنواع أخرى متفرقة. وقد تستخدم هذه الآلة مع الحاسوب، وفي هذه الحال يُدخل المؤلف الموسيقي تعليماته إلى الحاسوب الذي ينقل إلى الآلة معطياته لأداء الأصوات المختارة. ومن الذين استخدموا هذه الآلة المؤلف الموسيقي الأمريكي ميلتون بابيت M.Babbitt في بترة موسيقية بعنوان «فيلوميه» Philomet عام 1963.

ومع حتى بعض الآلات الموسيقية الإلكترونية استهوت الكثير من المؤلفين الموسيقيين فخطوا لها ألحاناً خاصة. وبمرافقة الأوركسترا أحياناً، فإنها لم تنضم بعد إلى الأوركسترا السمفونية عضواً ثابتاً فيها.

البناء

قابلات الاستخدام

انظر أيضا

  • List of musical instruments
  • Folk instrument
  • Experimental musical instrument
  • Music instrument technology
  • Orchestra

مراجع للإستزادة

  • صبحي أنور رشيد، الآلات الموسيقية في العصور الإسلامية (وزارة الإعلام، بغداد 1975).
  • E.WELLESZ, New Oxford History of Music (Ed, Feltreinelli 1962).
  • N. DUFOURCQ, La musique des origines à nos jour (Larousse, Paris 1946).

الهوامش

  1. ^ حسني الحريري. "الآلات الموسيقية". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-03-01.

المصادر

  • Baines, Anthony (1993), Brass Instruments: Their History and Development, Dover Publications, ISBN 0-486-27574-4 
  • Bicknell, Stephen (1999), The History of the English Organ, Cambridge University Press, ISBN 0-521-65409-2 
  • Blades, James (1992), Percussion Instruments and Their History, Bold Strummer Ltd, ISBN 0-933224-61-3 
  • Brown, Howard Mayer (2008), Sachs, Curt, Grove Dictionary of Music and Musicians, http://www.oxfordmusiconline.com/subscriber/article/grove/music/24256, retrieved onخمسة June 2008 
  • Campbell, Murray; Greated, Clive A.; Myers, Arnold (2004), Musical Instruments: History, Technology, and Performance of Instruments of Western Music, Oxford University Press, ISBN 0-19-816504-8 
  • Canadian Broadcasting Corporation (December 30, 2004), Archeologists discover ice age dwellers' flute, Canadian Broadcasting Corporation, http://www.cbc.ca/arts/story/2004/12/30/flute-prehistoric041230.html, retrieved onسبعة February 2009 []
  • Chase, Philip G.; Nowell, April (Aug–Oct 1998), "Taphonomy of a Suggested Middle Paleolithic Bone Flute from Slovenia", Current Anthropology 39 (4): 549, doi:10.1086/204771 
  • Collinson, Francis M. (1975), The Bagpipe, Routledge, ISBN 0-7100-7913-3 
  • de Schauensee, Maude (2002), Two Lyres from Ur, University of Pennsylvania Museum of Archaeology and Anthropology, ISBN 0-924171-88-X 
  • Grillet, Laurent (1901), Les ancetres du violon v.1, Paris 
  • Kartomi, Margaret J. (1990), On Concepts and Classifications of Musical Instruments, University of Chicago Press, ISBN 0-226-42548-7 
  • Marcuse, Sibyl (1975), A Survey of Musical Instruments, Harper & Row, ISBN 0-06-012776-7 
  • Montagu, Jeremy (2007), Origins and Development of Musical Instruments, The Scarecrow Press, ISBN 0-8108-5657-3 
  • Moorey, P.R.S. (1977), "What Do We Know About the People Buried in the Royal Cemetery?", Expedition 20 (1): 24–40 
  • Pinch, Revor; Trocco, Frank (2004), Analog Days: The Invention and Impact of the Moog Synthesizer, Harvard University Press, ISBN 978-0-674-01617-0 
  • Rault, Lucie (2000), Musical Instruments: A Worldwide Survey of Traditional Music-making, Thames & Hudson Ltd, ISBN 978-0-500-51035-3 
  • Remnant, Mary (1989), Musical Instruments: An Illustrated History from Antiquity to the Present, Batsford, ISBN 0-7134-5169-6 .
  • Sachs, Curt (1940), The History of Musical Instruments, Dover Publications, ISBN 0-486-45265-4 
  • Slovenian Academy of Sciences (April 11, 1997), "Early Music", Science 276 (5310): 203–205, doi:10.1126/science.276.5310.203g 
  • West, M.L. (May 1994), "The Babylonian Musical Notation and the Hurrian Melodic Texts", Music & Letters 75 (2): 161–179, doi:10.1093/ml/75.2.161 

قراءات للإستزادة

  • Wade-Matthews, Max (2003), Musical Instruments: Illustrated Encyclopedia, Lorenz, ISBN 0-7548-1182-4 
  • صبحي أنور رشيد، الآلات الموسيقية في العصور الإسلامية (وزارة الإعلام، بغداد 1975).
  • E.WELLESZ, New Oxford History of Music (Ed, Feltreinelli 1962).
  • N. DUFOURCQ, La musique des origines à nos jour (Larousse, Paris 1946).

وصلات خارجية

  • "Musical Instruments". Furniture. Victoria and Albert Museum. Retrieved 1 July 2008.
  • "Music & Musical Instruments". More than 5,000 musical instruments of American and European heritage at the Smithsonian. National Museum of American History. Retrieved 30 September 2008.
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:56:47
التصنيفات: صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, صفحات تحوي وصلات ملفات معطوبة, All articles with dead external links, Articles with dead external links from April 2012, Articles with invalid date parameter in template, Commons category link is locally defined, مقالات جيدة, آلات موسيقية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

“القوى العاملة” في 7 أيام :مصر راعية للعمل العربي المُشترك:

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-26 18:22:14
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 68%

نهائي بطولة تونس للرقبي على القناة الوطنية

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 18:21:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

سيارة ملاكي تصيب شابين بإصابات خطيرة بكونيش النيل ببني سويف

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-26 18:22:13
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

محمد صلاح.. حكاية ما قبل التمرين

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-26 18:22:34
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 49%

السبت 36417 طالب وطالبة يؤدون امتحان الدبلومات الفنية بالفيوم

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-26 18:22:06
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

النجم الساحلي يواصل حملة بلاي أوف التحدي

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 18:21:52
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

منتخب مصر يواجه جنوب السودان وديًا يوم 18 يونيو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-26 18:22:43
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 36%

بالفيديو “وطني”.. “حدوتة”مصرية مستمرة في النجاح

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-26 18:22:15
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 57%

"الناشرين العرب" يبحث حل المشكلات التقنية فى معرض أبوظبى للكتاب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 18:21:59
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

سقوط لعبة داخل ملاهى فى الإسكندرية.. والمصابون بينهم أطفال

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-26 18:22:38
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 39%

ليفربول يخطط لتمديد عقد محمد صلاح حتى 2027

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-26 18:22:36
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 39%

محمد فايق ينعي الكاتب والمفكر اللبناني كمال شاتيلا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-26 18:22:08
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية