المبرقع
أبوحرب اليماني، أوحسب اليعقوبي، تميم اللخمي، اشتهر بلقب المبرقع، هوزعيم المتمردين على الدولة العباسية في فلسطين عام 841/42.
حياته
حسب ما اتى الكامل في التاريخ لابن الأثير، سنة 227 هـ خرج أبوحرب المبرقع اليماني بفلسطين، وخالف على المعتصم. وكان سبب خروجه حتى بعض الجند أراد النزول في داره وهوغائب، فمنعه بعض نسائه، فضربها الجندي بسوط، فأصاب ذراعه، فأثر فيهأن فلما عاد إلى نزله شكت إليه ما عمل لها الجندي، فأخذ سيفه وسار نحوه فقتله، ثم هرب، وألبس وجهه برقعأن وقصد بعض جبال الأردن، فأقام به، وكان يظهر بالنهار متبرقعاً فإذا اتىه أحد ذكره، وأمره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويذكر الخليفة وما يأتي، ويعيبه، فاستجاب له قوم من فلاحي تلك الناحية. وكان يزعم أنه أموي، فنطق أصحابه: هذا السفياني، فلما كثر أتباعه من هذه الصفة نادى أهل البيوتات، فاستجاب له جماعة من رؤساء اليمانية، منهم رجل ينطق له ابن بيهس كان مطاعاً في أهل اليمن، ورجلان من أهل دمشق.
واتصل الخبر بالمعتصم في سقمه الذي توفي فيه، فسير إليه راتى بن أيوب الحضاري في زهاء ألف رجل من الجند، فرآه في عالم كثير يبلغون مائة ألف، فكره راتى مواقعته، وعسكر في لقاءته، حتى كان أوان الزراعة وعمل الأرض، فانصرف من كان مع المبرقع إلى عملهم، وبقي في زهاء ألف أوألفين.
وتوفي المعتصم وولي الوارثق، وثارت الفتنة بدمشق على ما نذكره، فأمر الواثق راتى بقتال من أراد الفتنة والعود إلى المبرقع، فعمل ذلك، وعاد إلى المبرقع، فناجزه راتى، فالتقى العسكران، فنطق راتى لأصحابه: ما أرى في عسكره رجلاً له شجاعة غيره، وإنه سيظهر لأصحابه ما عنده، فإذا حمل عليكم فأفرجوا له، فما لبث حتى حمل المبرقع، فأفرج له أصحاب راتى، حتى جاوزهم، ثم عاد فأفرجوا له، حتى أتى أصحابه، ثم حمل مرة أخرى، فلما أراد الرجوع أحاطوا به وأخذوه أسيراً.
وقيل: كان خروجه سنة ست وعشرين ومائتين، وإنه خرج بنواحي الرملة، وصار في خمسين ألفأن فوجه المعتصم راتى الحضاري، فقاتله، وأخذ ابن بيهس أسيرأن وقتل من أصحاب المبرقع نحواً من عشرين ألفأن وأسر المبرقع وحمله إلى سامرا.
المصادر
- ^ فصل خروج المبقرع، الكامل في التاريخ، مسقط نداء الإيمان
المراجع
- Bosworth, C. E., ed. (1991). . Albany, New York: State University of New York Press. ISBN .
- Eisenstein, H. (1993). "al-Mubarḳaʿ". . Leiden and New York: BRILL. p. 279. ISBN .