الفردوس المفقود

عودة للموسوعة

الفردوس المفقود

الفردوس المفقود
Paradise Lost
الصفحة الرئيسية من الطبعة الأولى (1668)
المؤلف جون ميلتون
فنان الغلاف ج. ب. ده مدينا وهنري ألدريتش
البلد إنگلترة
اللغة الإنگليزية
الصنف قصيدة ملحمية، أساطير مسيحية
الناشر صمويل سيمونز (الأصلية)
تاريخ النشر
1667
نوع الوسائط مطبوعة
تلاه الفردوس المستعاد
Text Paradise Lost at فهم المصادر

الفردوس المفقود Paradise Lost، هي قصيدة ملحمية من الشعر المرسل ألفها شاعر القرن السابع عشر، الإنگليزي جون ملتون (1608–1674). الطبعة الأولى، نشرت عام 1667، وكانت تتألف من كتابين يحتويان على أكثر من ألف بيت. تلتها الطبعة الثاية عام 1674، في 12 كتاب (على طريقة إنياذة ڤرجيل) مع تنقيحات طفيفة وملاحظة عن نظم القصيدة. اعتبرها النقاد أعظم أعمال ملتون، وساعدت على ترسيخ سمعته باعتباره واحداً من أعظم الشعراء الإنگليز في عصره.

هجرز القصيدة على سيرة سقوط الإنسان التي وردت في الكتاب المقدس: إغواء الشيطان لآدم وحواء وطردهم من جنة عدن. غرض ملتون، أعرب عنه في الكتاب الأول، وهو"تبرير سبل الله للبشر".

الحبكة

جون مارتين، الشيطان يرأس مجلس جنهم، ح.1823-7
گوستاڤ دوريه، تصوير الشيطان، الشخصية المركزية في الفردوس المفقود لجون ملتون، ح. 1866

تنقسم القصيدة إلى 12 "سِفر" أوقسم، يتفاوت طول جميع منها بشكل كبير (أطولها الكتاب التاسع، والذي يحتوي على 1.189 بيت، وأقصرها الكتاب السابع والذي يحتوي على 640 بيت). الحجج الموجودة على رأس جميع كتاب تم إضافتها في السمات المتتابعة للطبعة الأولى. نشرت في الأصل في عشرة خط، صدرت الطبعة "المنقحة والموسعة" بالكامل في إثنى عشر كتاب عام 1674، وهذه هي الطبعة التي تستخدم اليوم بصفة عامة.

تتبع القصيدة التنطقيد الملحمية حيث البدء in medias res (المعنى اللاتيني لجملة في خضم الأمور)، خليفة السيرة يتم روايتها لاحقاً.

تدور سيرة ميلتون في محورين سرديين، الأول عن الشيطان (لوسيفر) ويله آدم وحواء. تبدأ بعد هزيمة الشيطان والملائكة المتمردين الآخرين وعقابهم في النار، أو، طما يطلق عليها في القصيدة تارتاروس. في پاندايمونيوم (عاصمة جنهم)، يستخدم الشيطان مهاراته البلاغية لتنظيم أتباعه؛ بمساعدة مامون وبعلزبول. بليعال ومولوخ موجودون في السيرة أيضاً. في نهاية النقاش، يتوجه متطوعوالشيطان لتسميم الأرض حديثة الخلق والمخلوق الجديد والمفضل لدى الله، الإنسان. He braves the dangers of the Abyss alone in a manner reminiscent of Odysseus or Aeneas. After an arduous traversal of the Chaos outside Hell, he enters God's new material World, and later the Garden of Eden.

في نقاط مختلفة من القصيدة، تروى الحرب الملائكية على السماء من وجهات نظر مختلفة. Satan's rebellion follows the epic convention of large-scale warfare. The battles between the faithful angels and Satan's forces take place over three days. At the final battle, the Son of God single-handedly defeats the entire legion of angelic rebels and banishes them from Heaven. Following this purge, God creates the World, culminating in his creation of Adam and Eve. While God gave Adam and Eve total freedom and power to rule over all creation, he gave them one explicit command: not to eat from the Tree of the knowledge of good and evil on penalty of death.

The story of Adam and Eve's temptation and fall is a fundamentally different, new kind of epic: a domestic one. Adam and Eve are presented for the first time[] in Christian literature as having a full relationship while still being without sin. They have passions and distinct personalities. Satan, disguised in the form of a serpent, successfully tempts Eve to eat from the Tree by preying on her vanity and tricking her with rhetoric. Adam, learning that Eve has sinned, knowingly commits the same sin. He declares to Eve that since she was made from his flesh, they are bound to one another ‒ if she dies, he must also die. In this manner, Milton portrays Adam as a heroic figure, but also as a greater sinner than Eve, as he is aware that what he is doing is wrong.

After eating the fruit, Adam and Eve have lustful sex. At first, Adam is convinced that Eve was right in thinking that eating the fruit would be beneficial. However, they soon fall asleep and have terrible nightmares, and after they awake, they experience guilt and shame for the first time. Realizing that they have committed a terrible act against God, they engage in mutual recrimination.

Eve's pleas to Adam reconcile them somewhat. Her encouragement enables Adam and Eve both to approach God, to "bow and sue for grace with suppliant knee", and to receive grace from God. In a vision shown to him by the angel Michael, Adam witnesses everything that will happen to mankind until the Great Flood. Adam is very upset by this vision of the future, so Michael also tells him about humankind's potential redemption from original sin through Jesus Christ (whom Michael calls "King Messiah").

Adam and Eve are cast out of Eden, and Michael says that Adam may find "a paradise within thee, happier far". Adam and Eve also now have a more distant relationship with God, who is omnipresent but invisible (unlike the tangible Father in the Garden of Eden).

الشخصيات

الشيطان

ملتون يملي الفردوس المفقود على بناته الثلاث، ح. 1826. بريشة اوجين دلاكروا
قصيدة الفردوس المفقود مترجمة للعربية. لقراءة القصيدة، اضغط على الصورة.

كانت عودة الملك قد كلفته كثيراً، وكادت حتى تكلفه حياته، ولكنها مهدت الطريق لنظم"الفردوس المفقود. فلولاها من الممكن أفنى ملتون نفسه في التراشق بالنشر في المعركة، لأن "المقاتل" كان في مثل قوة "الشاعر" في شخصه. وبرغم هذا كله، لم يودع ملتون قط الأمل في حتى يخط لإنجلترا شيئاً تتغنى به لقرون قادمة. وفي 1640 أعد بياناً بموضوعات يمكن حتى تكون ملحمة أودراما، كان من بينها موضوع خطيئة آدم (خروجه من الجنة)، وأساطير الملك آرثر (ملك بريطانيا الذي يفترض أنه عاش في القرن السادس ق.م.، وبطل المائدة المستديرة) وتأرجح بين اللاتينية والإنجليزية، بأيتهما يخط، وحتى حين قر قراره على "الفردوس المفقود"، موضوعاً له، فكر في حتى يخطه على شكل مأساة إغريقية، أورواية دينية، على غرار روايات العصور الوسطى، وفي أوقات مختلفة نظم بعض أبيات أومقطوعات أدخلت فيما بعد في القصيدة. ولم يتسن له إلا بعد وفاة كرومول، حتى يجد فسحة من الوقت يومياً، ليخط الملحمة، وفي 1658 فقد بصره تماماً.

في الأيام السود، وألسن السوء، ولوأنها ولت، فقد لفنا الظلام واكتنفتنا الأخطار من جميع جانب.

وتواردت على ذهنه الأبيات، حين كان يرقد عاجزاً أرقاً، ويكاد ينفجر بها. فينادي على من يخط له قائلاً: "إنه يحتاج إلى من يحلبه". وكانت تنتابه حمى الشعر، فيملي أربعين بيتاً "في نفس واحد"، ثم يجد في تسليمها عندما تعاد تلاوتها عليه. ويحتمل ألا تكون ثمة قصيدة نظمت بمثل هذا الجد والكد والشجاعة والجراءة. وداخل ملتون شعور قوي بأنه يمثل لإنجلترا هوميروس واشعيا معاً، حيث افترض بأن الشاعر صوت الله، وأنه نبي أوحي إليه حتى يفهم الناس.

وفي 1665، حين انتشر الطاعون بلندن، اتخذ التدابير صديق سجين من الكويكرز، هوتوماس الوود، لنقل ملتون ليقيم في "كوخه المكون من عشة حجرات في "كالفونت سانت شيل في بكنگهام‌شاير". وهناك في هذه "المقصورة الجميلة" أكمل الشاعر "الفردوس المفقود" ولكن من ذا الذي يقدم على نشرها،يا ترى؟ لقد كانت لندن في اضطراب بالغ في 1665-1666 بسبب الحريق الذي اتى في أعقاب الطاعون، وإذا كان ثمة شيء من الفرح والمرح باق، فهوعودة الملكية في صخبها وعربدتها. وفي حالة نفسية ليس معها مجال لملحمة من 10558 بيتاً الخطيئة الأولى. لقد حصل ملتون من قبل على ألف من الجنيهات عن رسالته "دفاع الشعب الإنجليزي" أما الآن، في 27 إبريل 1667، فقد باع جميع حقوقه في "الفردوس المفقود" إلى الناشر صمويل سيمونز لقاء خمسة جنيهات نقداً، مع الاتفاق على دفعات أخرى قيمة جميع منها خمسة جنيهات، يتوقف تسديدها على ما يباع من الكتاب، فكان جميع ما حصل عليه هو18 جنيهاً. ونشرت القصيدة في أغسطس 1667. وبيع منها العامين الأولين 1300 نسخة، وفي الأحد عشر عاماً الأولى بيع 3000 نسخة. وربما لا يقبل على القراءة القصيدة بأكملها مثل هذا العدد من القراء في أية سنة من أيامنا هذه، فليس لدينا فراغ كبير، حتى لقد اخترعنا كثيراً من الأدوات التي توفر الجهد. وتشهجر "الفردوس المفقود" مع "إنياذة ڤرجيل"، فيما أصاب كلتيهما من نكسة وتعويق، لظهورهما بعد إلياذة هوميروس، فإن مشاهد المعركة والمحاربين الخارقين للطبيعة يفقدون قوتهم وسحرهم، ولكنهم تقليداً ومحاكاة. ولا ريب في حتى هوميروس قلد نماذج قديمة، ولكنا نسيناها ولم نعد نذكرها، ومضى جونسون إلى حتى "الفردوس المفقود"، بطبيعة موضوعها، تمتاز على ما عداها، بأنها ممتعة مشوقة للجميع دائماً "ولكنه

اعترف بأن" أحد لم تساوره الرغبة في حتى تكون أطل مما هي. حتى موضوع "الخطيئة الأولى للإنسان. وثمار الشجرة المحرمة التي جلب مذاقها القاتل الموت والفناء على العالم، وجلب علينا جميع الكروب والويلات"، كان موضوعاً مناسباً إلى حد كبير، لأيام شباب ملتون، حين كان يتلقى سفر التكوين على أنه تاريخ، وحين كانت الجنة والنار، والملائكة والشياطين، هي نسيج التفكير اليومي. أما اليوم فإن موضوع القصيدة أكبر عائق في سبيلها، إنها سيرة خرافية تروي للشبان في أحد عشر قسماً، وأن الاستمرار في مشاهدة مثل هذا العرض الطويل اللاهوت من البداية حتى النهاية جاف قاس عتيق، ليتطلب اليوم جهداً شاقاً متصلاً. وما كان الهراء ليسي عليه يوماً مثل السمووالحملة قط. إذا عظمة المشهد وجلاله، ومعانقة الجنة والنار والأرض، والانسياب الفخم المهيب للشعر المرسل، ومعالجة الموضوع المعقد ببراعة فائقة، والوصف الرقيق الجديد للطبيعة، والمحاولة الموفقة لإسباغ الواقعية والشخصية على آدم وحواء، وكثرة البتر الشعرية البالغة الروعة والقوة، جميع أولئك بعض الأسباب التي جعلت من "الفردوس المفقود" أعظم قصيدة في اللغة الإنجليزية.

وتبدأ السيرة في جهنم حيث الشيطان على هيئة طائر "ضخم الجسم"، ذي جناحين مبسوطين، ينصح ملائكته الهابطين بألا ييأسوا:

لم يضع جميع شيء، فإن الإرادة التي لا تقهر، وتدبر للأخذ بالثأر والكراهية التي لا يخبوا أوارها أبداً، والشجاعة التي لا تخضع ولا تستسلم، أما حتى تنثني متوسلة للرحمة، على ركبتين ضارعتين، وتعظم من سلطانه...فهذا أمر دنئ حقاً هذا خزي وعار أنكى من هذا السقوط ويبقى العقل والروح ولا سبيل إلى قهرهما.

وكأني بهذه الأبيات تردد صدى كرومول وهويتحدى شارل الأول، وصدى ملتون وهويتحدى شارل الثاني؛ وثمة عدة بتر في وصف الشيطان تذكرنا بملتون:

عقل لا يغير منه زمان أومكان، فالعقل راسخ في مكانه، يستطيع في نفسه حتى يجعل من الجنة جحيماً، ومن الجحيم جنة.

وفي الأجزاء القديمة من القصيدة نجد حتى فصاحة ملتون أغرته بأن يرسم لإبليس صورة تكاد تتسم بالود والعطف، وكأنه زعيم ثورة ضد السلطة الرسمية الاستبدادية. وتخلص الشاعر من حتى يجعل الشيطان بطل الملحمة بتصويره، فيما بعد، بأنه "أبوالأكاذيب" الذي "يجثم مثل ضفدع الطين" أوكالأفعى التي تنزلق ملتوية فوق الوحل. ولكن في هذا القسم من الملحمة نفسه ينهض الشيطان مدافعاً عن الفهم:

الفهم محرمة محظورة،يا ترى؟ لما ينفس عليهما ربهما ذلك،يا ترى؟ هل تكون الفهم إثماً،يا ترى؟ أوتكون فناء،يا ترى؟ هل يعيشان (آدم وحواء) على الجهل وحده،يا ترى؟ أوحتى حالتهما السعيدة هي مرشد طاعتهما وإيمانهما،يا ترى؟ سأثير في عقليهما مزيداً من الرغبة في الفهم.

حواء

ومن ثم يحاور حواء وكأنه كنيسة عقلانية تحمل على كنيسة جامدة تعيش في ظلام الجهل، تقف عقبه كأداة في طريق انتشار الفهم:

لماذا إذن كان هذا التحريم؟. لما كان، إلا ليرهب عباده ويبقيهم على حالة من الانحطاط والجهل، إنه يفهم أنه في اليوم الذي تأكلان من تلكما الشجرة، فإن أعينكما التي تبدوالآن صافية ولكنها كليلة، يفترض أن تنفتح وتصفوتمام الانفتاح والصفاء، ومن ثم تكونان مثل الآلهة.

رفائيل

ويأمر رفائيل، وهوأحد الملائكة، آدم، بأن يكبت من حبه لاستطاع الكون، فليس من الحكمة حتى يتطلع الإنسان إلى فهم ما وراء نطاقه الفاني فالإيمان أعقل من الفهم.

ابن الرب

وكان لنا حتى نتسقط ألا يفسر ملتون "الخطيئة الأولى" بأنها رغبة في الفهم، بل أنها علاقة جنسية. أنه على النقيض من ذلك، ينشد تسبيحة غير بيوريتانية إطلاقاً، من أجل مشروعية اللذة الجنسية، في حدود الزواج، ويصور آدم وحواء منغمسين في مثل هذه القيم المادية، مع بقائهما على "حالة البراءة"، ولكن بعد "الخطيئة" أي أكل الفاكهة المحرمة من شجرة الفهم-بدأ يستشعران الخزي والعار في الاتصال الجنسي. وهنا ينظر آدم إلى حواء على أنها مصدر جميع الشر، "ضلع أعوج بالطبيعة" ويرثي لأن الله خلق المرأة:

لماذا خلق الله في النهاية هذه البدعة على الأرض، هذه العلة الجميلة في الطبيعة، ولم يملأ العالم على الفور، برجال مثل الملائكة، دون أثاث، أويجد طريقة أخرى لتوالد بني البشر؟

ومن ثم فإن الإنسان الأول، في تاريخ الزواج في الكتاب المقدس، سرعان ما اصطنع ذريعة ليطلق الرجل زوجته في سهولة ويسر، وهنا نجد ملتون ينسي آدم، ويكرر شعراً ما تجاوز حتى ذكره نثراً، عن خضوع المرأة خضوعاً حقيقياً تاماً للرجل. وسيعود إلى هذه اللازمة في قصيدة "عذاب شمشون Samson Agoniates". فهي حلمه الأثير الحبيب إلى نفسه. وفي رسالته السرية "العقيدة المسيحية" دافع عن إعادة "تعدد الزوجات"، ألم يجره العهد القديم. ألم يهجر العهد الجديد هذا القانون الحكيم الشجاع دون إلغاء أوتعطيل؟.

ومهما فسرت "مخالفة الإنسان الأول لأمر ربه" (الخطيئة الأولى)، فقد ثبت أنها موضوع أصغر من حتى يملأ اثني عشر قسماً، لأن الملحمة تتطلب سلسلة من الأحداث والأعمال، ولكن حيث حتى ثورة الملائكة انتهت حين بدأت السيرة. فإن المسرحية لا تدخل إلى القصيدة إلا عن طريق الذكريات أوالعودة إلى الماضي، وهوصدى آخذ في الذبول والزوال. ومشاهد المعركة موصوفة وصفاً جيداً، بما في ذلك التصارع المناسب بالسلاح، وشج الرؤوس وتقطيع الأوصال، ولكن من العسير حتى تشعر بالألم أوبنشوة الابتهاج لهذه الضربات الخيالية. وعلى غرار الكتاب المسرحيين الفرنسيين يطلق ملتون لنفسه العنان للخطابة، فالجميع ابتداء من "الله" إلى حواء يخطبون، ولم يجد الشيطان في سعير جهنم ما يحول بينه وبين البلاغة وأنه لمن المزعج حقاً حتى نفهم أنه حتى في الجحيم سنكون مضطرين إلى الاستماع إلى محاضرات".

الرب

"والرب" في هذه القصيدة ليس هوالتألق الذي يجل عن الوصف الذي تحس به في "جنة دانتي" فهوفي القصيدة فيلسوف سكولاستي (فيلسوف نصراني من العصور الوسطى)، يدلي بأسباب مطولة غير مقنعة، لأنه وهوالقادر على جميع شيء، يجيز للشيطان حتى يوجد، وإن يغوي الإنسان، متنبئاً، طوال الوقت، بأن هذا الإنسان سيبذل ويخضع، ويجلب على البشرية يأسرها قروناً من الخطيئة والشقاء والتعاسة. ويحاج بأنه بدون الإثم لا تكون الفضيلة، وبدون التجربة لا توجد الحكمة والتعقل، ويرى أنه من الأفضل حتى يقابل الإنسان الإغراء ويقاومه، من عدم التعرض للإغراء إطلاقاً، دون حتى يتسقط أبداً حتى الصلوات يفترض أن تتوسل إلى الله ألا يقود الإنسان إلى الغواية والإغراء. ومن ذا الذي يطبق التعاطف مع تمرد الشيطان على هذا السادي الذي لا يصدق،يا ترى؟ (السادية: الابتهاج بالقسوة المفرطة).

وهل كان ملتون يؤمن حقاً بهذا الهول الجبري المقدر؟. من الواضح أنه كان كذلك، لأنه بسط الكلام فيه، لا في "الفردوس المفقود" فحسب، بل في رسالته السرية "العقيدة المسيحية" كذلك. أي حتى الله، قبل خلق الإنسان بزمن طويل، قدر أي الأرواح يخط لها الخلاص، وأيها قدر عليها العذاب المقيم. وانطوت هذه الرسالة، على أية حال، على شيء من الهرطقة. ولم ينشرها ملتون قط، ولم يكشف أمرها إلا في 1823، ولم تصل إلى المطبعة إلا في 1825.

ميكائيل

إن هذه الرسالة وثيقة جديرة بالذكر، فهي تبدأ في إطار من التقوى، ودون جدل أولجاجة، بافتراض حتى جميع حدثة في الكتاب المقدس هي وحي من عند الله. وسلم ملتون بأن نصوص الكتاب المقدس قد طرأ عليها "التزييف والتشويه والتبديل" ولكنها حتى في صيغتها الراهنة، من خلق الله. وهولايجيز غير التفسير الحرفي الأمين. فإذا اتىت الأسفار بأن "الرب"، استراح، أوخاف، أوخاف، أوندم، أوكان غاضباً، أوحزينا، فإنه ينبغي حتى تؤخذ هذه الألفاظ بمعناها الظاهري، ألا تخفف على أنها مجازات، بل كذلك أجزاء الجسم والصفات الجسدية التي تنسب إلى "الله" يجب قبولها على أنها حقيقية من الوجهة المادية. ولكن "الله" بالإضافة إلى هذا الكشف الظاهري الذي اتىت به الأسفار المقدسة والذي يكشف به عن كنهه فإنه، زودنا بوحي داخلي، هوالروح القدس الذي يتحدث في داخل قلوبنا. وهذا الوحي الداخلي "الملك الخاص لكل مؤمن، أسمى بكثير ... ومرشد أصدق، من الأسفار المقدسة(124). ومهما يكن من أمر، فإن ملتون يقتبس من الكتاب المقدس، ما يؤيد ما يسوق من حجج، على أنه البرهان الحاسم الدامغ.

وعلى أساس من الأسفار المقدسة، ينبذ ملتون نظرية الثالوث الأقدس التقليدية، ويؤثر عليها هرطقة آريوس (الذي بقول بأن المسيح ليس من مادة الله، بل هوخير خليقة فقط)، فالمسيح بكل معنى الحدثة، أبن الله، ولكن الأب ولده في زمن ما، ومن ثم فهوغير معاصر للأب وليس متساويا معه أبداً. فالمسيح هوالوسيط الذي خلقه الله على أنه "اللوجوس أي الحدثة" الذي سيخلق منها جميع من عداه. ولا يسلم ملتون "بالخلق من العدم"، فعالم المادة، مثل عالم الروح؛ انبثاق أوفيض سرمدي من المادة الإلهية. وحتى الروح نفسها، فهي مادة رقيقة جداً أثيرية، ولا يجوز تمييزها تمييزاً حاداً عن المادة. وفي النهاية، المادة والروح، والجسم والنفس في الإنسان، شيء واحد. وثمة شبه كبير يستحق الملاحظة بين هذه الآراء، وآراء هوبز (1588-1689) وسپينوزا (1632-1677)، وقد نرى أنهما فارقا الحياة في نفس العقد من السنين الذي توفي فيه ملتون (1608-1674). وربما أطلع ملتون على مؤلفات هوبز التي لها دوي ملحوظ في بلاط تشارلز الثاني.

وظلت عقيدة ملتون خليطاً غريباً من التوحيد والمادية، ومن ممضى حرية الإرادة عند جاكوب أرمينيوس (لاهوتي بروتستانتي هولندي 1506-1609)، ومن ممضى الجبرية أوالقضاء والقدر عند كالڤن. ويبدوفي كتاباته أنه كان رجلاً متعمقاً في أمور الدين. ومع ذلك لم يمضى قط إلى الكنيسة حتى قبل فقد بصره، ولم يقم الشعائر الدينية في بيته. وخط دكتور جونسون: "في توزيع ساعاته لم يخصص وقتاً للصلاة، وحده، أومع أهل بيته. وحذف الصلوات العامة، لقد حذف الصلوات جميعاً". وازدرى رجال الدين، ونعني على كرومول احتفاظه بعدد من رجال الدين تدفع الدولة رواتبهم، على أنه لون من "عبادة الأوثان"، يؤذي الدولة والكنيسة معاً. وفي أحد بياناته الأخيرة "بحث في العقيدة الحقة، والهرطقة والانشقاق عن الكنيسة والتسامح، وأمثل الطرق للحيلولة دون نموالبابوية" (1633) عارض بطريق مباشر الإعلان الثاني الذي أصدره تشارلز الثاني عن التسامح (1672)، محذرا إنجلترا من التسامح مع الكاثوليك وأنصار التوحيد، أوأية شيعة أخرى لا تعترف بالكتاب لمقدس أساساً وحيداً لممضىها.

أن هذا الرجل الذي تفوح منه رائحة الهرطقة، عهد عنه مقاومة رجال الدين وتدخلهم في الشؤون العامة والخروج على الكنيسة، هونفس الرجل الذي أخرج للعقيدة المسيحية أكرم شرح حديث لها.

التصوير

في الخطيئة، الموت والشيطان (1792)، يسخـَر جيمس گيل‌راي من المعركة السياسية بين پت وإدوارد ثرلوكمشهد من الفردوس المفقود. پت هوالموت وثرلوهوالشيطان، بينما الملكة شارلوته هي الخطيئة في الوسط.

انظر أيضاً

  • الفردوس المفقود في الثقافة العامة
  • الفردوس المستعاد Paradise Regained

الهوامش

  1. ^ "Paradise Lost: Introduction". Dartmouth College. Retrieved 26 March 2010.
  2. ^ Poetry Foundation Bio on Milton
  3. ^ John Milton. Paradise Lost, Book I, l. 26. 1667. Hosted by Dartmouth. Accessed 13 December 2013.
  4. ^ Milton 1674, 1:26.
  5. ^ Milton's original line read "...justifie the wayes of God to men."
  6. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

وصلات خارجية

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بالفردوس المفقود، في فهم الاقتباس.
اقرأ نصاً ذا علاقة في


  • Gustave Doré Paradise Lost Illustrations from the University at Buffalo Libraries
  • Librivox recording of Paradise Lost (mp3/ogg)

نص أونلاين

  • XHTML version at Dartmouth's Milton Reading Room
  • Project Gutenberg text version 1
  • Project Gutenberg text version 2
  • Paradise Lost Ebook version with layout and fonts inspired by 17th century editions: http://www.samizdat.qc.ca/arts/lit/paradiselost.pdf
  • paradiselost.org has the original poetry side-by-side with a translation to plain (prosaic) English

معلومات أخرى

  •  – comprehensive site for students and others new to Milton: contexts, plot and character summaries, reading suggestions, critical history, gallery of illustrations of Paradise Lost, and much more. By students at Milton's Cambridge college, Christ's College.
  • Selected bibliography at the Milton Reading Room – includes background, biography, criticism.
  • Paradise Lost learning guide, quotes, close readings, thematic analyses, character analyses, teacher resources
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:01:59
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Pages using deprecated image syntax, Articles that link to Wikisource, All articles with unsourced statements, Articles with unsourced statements from December 2012, Articles with invalid date parameter in template, كتب 1667, قصائد 1667, كتب 1674, شعر مسيحي, قصائد إنگليزية معاصرة مبكرة, قصائد ملحمية بالإنگليزية, نصوص فلكية, قصائد جون ميلتون, أعمال مقتبسة من الكتاب المقدس, جنات عدن

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

قافلة لتحصين السكان ضد كورونا بقرية الراشدة في الوادي الجديد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:23:57
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

تأكيد كيني أمريكي على ضرورة وقف القتال في إثيوبيا ووصول المساعدات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:24:44
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

حصاد 2021.. جهود «التعاون الدولي» في ريادة الأعمال خلال عام

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:25:17
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

رفع 72 سيارة ودراجة نارية متروكة ومتهالكة من الشوارع

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:24:16
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 56%

رئيس النواب يهنئ رئيس الجمهورية برأس السنة الميلادية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:25:01
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

ألمانيا تعتزم التبرع بـ75 مليون جرعة لقاح مضاد لـ«كورونا»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:24:47
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 52%

رابطة خريجي الأزهر تنظم ندوات ولقاءات وطنية بعدد من المدارس في مطروح

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:25:54
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

إسرائيل تبحث إلغاء موسم الصيد لتجنب تفشي أنفلونزا الطيور

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:24:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

مناقشة كتاب «الاقتباس من الأدب إلى السينما» بجاليري ضي.. الثلاثاء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:25:34
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

تطعيم 122 ألفا و835 طفلا ضد شلل الأطفال في مطروح

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:24:03
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

حفل كلثوميات بقصر بشتاك غدًا بمناسبة ذكرى ميلاد كوكب الشرق

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:25:39
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

تحرك برلماني حول انسحاب شركات القطاع الخاص من مزايدات ترخيص السجائر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:25:04
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

حبس مسجل خطر بحوزته بندقية آلية فى القطامية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:24:10
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 59%

ضبط 2852 مخالفة لقائدي الدراجات النارية لعدم ارتداء الخوذة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:24:13
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

هل سيكون العام المقبل عام صلح الجزائر والمغرب؟

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:26:19
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 76%

أبرز أحداث 2021...المغاربة يطيحون بالبيجيدي بعد 10 سنوات من قيادة الحكومة

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:26:13
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 82%

فنلندا تفرض قيودا جديدة لمكافحة تفشي متحور أوميكرون

المصدر: MAP ANTI-CORONA - المغرب التصنيف: صحة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:24:13
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 96%

البهي: مصر تمتلك إمكانيات تؤهلنا لريادة العالم في تصدير الدواء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:25:15
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 65%

عرض حكي «براحتي» بمركز جسور الثقافي في الزمالك.. غدًا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:25:37
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 65%

تحرك رعوي ببلاد المهجر للاقباط الارثوذكس قبل العام الجديد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:25:58
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

الصين: الوضع في مضيق «تايوان» سيصبح أكثر خطورة العام المقبل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-29 10:24:52
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية