سراقة بن مرداس البارقي |
|
الميلاد |
2 ق.هـ بارق
|
الوفاة |
79 هـ - 698 م الشام
|
المهنة | شاعر |
اللقب | شاعر الازد
|
الأهل | جده أسماء بن خالد البارقي
|
سراقة بن مرداس بن أسماء بن خالد البارقي (79 هـ - 698 م) شاعر من قبيلة بارق أحد شعراء صدر الإسلام والعصر الأموي، ادرك النبي محمد وشارك في معركة اليرموك. كان ظريفًا باهر الجمال حلوالحديث حاضر البديهة حَسَن التَّفَلُّت من عدوّه في المآزق، قرّبه ذلك كلّه من قلوب الملوك ومجالسهم، كانت بينه وبين جرير مهاجاة، ناقض جريراً والفرزدق وغلَّب الفرزدق على جرير حين عَزَّ من يَجْرؤ على ذلك.كان ممن قاتل المختار الثقفي سنة (66هـ-685 م) بالكوفة. له شعر في هجائه. وأسره أصحاب المختار، وحملوه إليه، فأمر بإطلاقه في خبر طويل فمضى إلى مصعب بن الزبير، بالبصرة، ومنها إلى دمشق. ثم عاد إلى العراق مع بشر بن مروان والي الكوفة، بعد مقتل المختار. ولما ولي الحجاج بن يوسف العراق هجاه سراقة، فطلبه، ففر إلى الشام، وتوفي بها.
النسب
سراقة بن مرداس بن أسماء بن خالد بن الحارث بن عوف بن عمروبن سعد بن ثعلبة بن كنانة بن البارقي بن بارق بن عدي بن حارثة بن عمرومزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امريء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد.
النشاة
كان له نسب كريم فهومن بني الحارث بن عوف أشهر بطون بارق في الجاهلية والإسلام ولد في بارق في السنة الثانية قبل الهجرة تقريباُ وقولة: أَنَّى كَبِرتُ وَأَنَّ رَأسِى أَشيَبُ *** وَرَأَت عَذَارَى أَدرَكَت فِى بَارِقٍ . نشاء سراقة في بارق وعاش فيها وتفهم الشعر مبكرًا علي لسان جده الشاعر أسماء بن خالد البارقي وتشرب منه الشعر. قدم مع قومة بارق إلى الرسول محمد وهوه فتى في السنةتسعة هـ وهاجر مع ابية وبعض قومة إلى العراق للجاهد واستقروبالكوفة. وذكر ابن عساكر انه شهد معركة اليرموك في السنة 15 هـ.
الذكاء
برز ذكاؤه وحسن تَفَلّته بين يَدَي خصمه، حين سقط في الأَسْر في قتاله المختار الثقفي، ونجا من القَتْل، بقوله مخاطبًا المختار حين أمر بقتله:
واللهِ يا أمينَ آل محمّد، إنّك تفهم أنّ هذا ليس باليوم الذي تقتلني فيه!
نطق: ففي أي يومٍ أقتلك؟
نطق: يوم تضعُ كُرْسيّك على باب مدينة دمشق، فتدعوبي يومئذٍ فتضرب عُنُفي.
فنطق المختار لأصحابه: يا شُرطةَ الله! من يحمل حديثي،يا ترى؟ ثم خلّى عنه.
فنطق سراقةـ وكان المختار يُكَنّى أبا إسحاق:
ألا أبلغ أبا إسحاق أَنِّى
|
|
رَأَيتُ البُلقَ دُهماً مُصمَتَاتِ
|
أرى عَينَىَّ مَا لَم تَرأَيَاهُ
|
|
كِلاَنَا عَالِمٌ بِالتُّرَّهَاتِ
|
إِذا قَالُوا أَقُولُ لَهُم كَذَبتُم
|
|
وَإِن خَرَجُوا لَبِستُ لهم أَدَاتى
|
كَفَرتُ بِوَحيِكُم
|
|
وجَعَلتُ نَذراً عَلىّ قِتَالَكُم حَتّى المُمَاتِ
|
الفخر
أتى سراقة على كثيرٍ من أغراض الشعر، فكان الوصف والمدح والفخر والحماسة، والرثاء والهاتى والحكمة، والنّاظر في لاميّته يجدها تعِجّ بالفخر بمآثر قومه بارق وقوم اهله الأزد، ومنها:
قوميْ شَنُوءةُ إنْ سألتَ بمجدِهمْ
|
|
في صالحِ الأقوامِ أولم تسألِ
|
الدّافعينَ الذّمَّ عن أحسابِهم
|
|
والمُكرمينَ ثَوِيَّهم في المنزلِ
|
والمُطعِمينَ إذا الرّياحُ تَناوَحَتْ
|
|
بِقَتامها في كلِّ عامٍ مُمْحِلِ
|
المانِعينَ مِنَ الظُّلامةِ جارَهُم
|
|
حتّى يَبِينَ كسَيِّدٍ لم يُتْبَلِ
|
الحكمة
وله في الحكمة ما يدلّ على دُربةٍ بالنّاس، ودراية بما عليه الطِّباع تَنْقاس، من ذلك قوله:
مُجالَسة السَّفيه سَفاهُ رأيٍ
|
|
ومِنْ حِلْمٍ مُجالسةُ الحليمِ
|
فإنّكَ والقرينَ معًا سواءٌ
|
|
كما قُدَّ الأديمُ على الأديمِ
|
الهاتى
أمّا هجاؤه فمُقْذِع مُوْجِع، وهومع ذلك لا يخلومن طرافةٍ وتَفَكُّه، من ذلك هَجْوُهُ يربوعًا:
فإِنْ أَهْجُ يربوعًا فإنِّيَ لا أرى
|
|
لشيخِهمُ الأقصى على ناشئٍ فَضْلا
|
صِغارٌ مَقارِيهمْ عِظامٌ جُعُورهُمْ
|
|
بِطاءٌ إلى الدّاعي إذا لم يَكُنْ أَكْلا
|
سواءٌ كأسْنانِ الحمارِ فلا تَرَ
|
|
لذي شَيْبَةٍ منهمْ على ناشئٍ فَضْلا
|
الوصف
أمّا الوصف فقد أَنْهَبَهُ سراقة بائيّته واختصّ الفَرس بقسمٍ غير قليل من هذه الهِبَة، غير أنّ وصفه الفرس في بائيّته لا يكاد يخلومن الاستناد إلى مقصورة الأثمن الجُعْفِيّ، واستعارة كثيرٍ من ألفاظها، والبناء على بحرها، على فضلٍ في السَّبق وحُسْنٍ في التّقسيم للأثمن؛ وفيها يقول سراقة مقتفيًا أثر الأثمن:
أمّا إذا استقبلتَهُ فيقودُهُ
|
|
جِذْعٌ عَلا فوق النّخِيْلِ مُشَذَّبُ
|
أمّا إذا اسْتَدبرتَهُ فتسوقُهُ
|
|
رِجْلٌ يُقَمِّصُها وَظِيْفٌ أَحْدَبُ
|
وإذا تَصَفَّحَهُ الفوارسُ مُعْرِضًا
|
|
فيُنطقُ: سِرْحانُ الغَضَى المُتَذَئِّبُ
|
صفاتة
كان باهر الجمال، حلوالحديث حاضر البديهة ذكايا، كان سراقة جميل الشِّعر خفيف الرّوح جيِّد القافية، ناقض جريرًا والفرزدق وغلَّب الفرزدق على جرير حين عَزَّ من يَجْرؤ على ذلك، وسائر شعره ينمّ على طَبْع، فهوسهلٌ في جملته يظنّ من سمعه أنّه يقدر عليه، فإذا أراده حار في لألائه وتقطّعت دونه أنفاسه.
كان ظريفًا
ومن آية ظَرْفه ولِيْن عبارته كلامه لجرير يوم لقيه بِمِنًى، بعد تَلاحٍ وتَهاجٍ كانا بينهما، كان الفَضْل والغَلَبة فيهما لجرير، إذْ رآه جريرٌ والنّاس مجتمعون عليه وهويُنشد، ولم يكن جريرٌ قد رآه من قبل، فجَهَره جمالُهُ واستحسن نشيدَه، فنطق جرير: من أنت،يا ترى؟ نطق سراقة: بعضُ من أخزاه الله على يديك. نطق جرير: أما واللهِ، لوعهدتك لوَهَبْتك لظَرْفك.
تحقيقات ديوانه ومراجعه
نشر ديوان سراقة في مجلة الجمعية الملكية الآسيوية بلندن عام 1936م نقلاً عن مخطوطة بالمخطة الأهلية في فينا، وهي منقولة عن نسخة ألمانية منقولة عن نسخة دار الخط المصرية بالقاهرة، عن نسخة محفوظة بالآستانة. وقد عُني الدكتور حسين نصار بتحقيق ديوانه.
الوفاة
توفي عن عمر يناهز الثمانين عاماً وقد أورد ابن كثير في البداية والنهاية اسمه عام 79 هـ في قائمة المتوفين، حيث هجى الحجاج وهرب إلى الشام وتوفي في ذلك العام.
بعض الشوارع التي حملت اسمه
- شارع سراقة البارقي، العرياتى الغربي، الرياض، منطقة الرياض 12977، السعودية
- شارع سراقة البارقي، المصيف، الرياض، منطقة الرياض 12466، السعودية
- شارع سراقه البارقي، حفر الباطن، المنطقة الشرقية 39951، السعودية
- شارع سراقه البارقي، حي غليل، جدة، مكة المكرمة 22413، السعودية
- شارع سراقة البارقي، حي الزهور، بارق، منطقة عسير، السعودية
- سراقه بن مرداس، البركة، المدينة المنورة، منطقة المدينة 42333 3034، السعودية
- شارع سراقة البارقي، خميس مشيط، منطقة عسير، السعودية
المراجع
- ابن سلاّم الجمحي، طبقات فحول الشعراء، تحقيق محمود شاكر (مطبعة المدني، القاهرة 1974).
- أبوالفرج الأَصفهاني، الأغاني (دار الخط المصريّة، القاهرة 1935).
- حسين نصّار، ديوان سراقة البارقي (مطبعة لجنة التّأليف والترجمة والنّشر، القاهرة 1947).