المهلّب بن أبي صفرة الأزدي وكنيته أبوسعيد، هومن ولاة الأمويين على خراسان. عينه الحجاج عاملا على خراسان عام (78هـ - 697م) وقام بفتوح واسعة فيما وراء بلاد النهر فقد قاد المهلب حملة استولى من خلالها على إقليم "الصغد" وغزا "خوارزم" وافتتح جرجان وطبرستان بذلك فرض سيطرة الدولة الأموية على أراض كثيرة فيما وراء النهر وكان لها أكبر الأثر في إثراء الحضارة الإسلامية، وقد برز في تلك المناطق فهماء ومفكرون أمثال الخوارزمي والبخاري.

نسبه

المهلب بن أبي صفرة -وإسم أبي صفرة- (ظالم) بن سراق بن صبح بن كندي بن عمروبن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك.

ذريته

يتواجدون اليوم في مدينة جيرفت التابعة لأقليم كرمان، موطن قبائل البلوش العرب، وينحدر من جزء وبعض بني المهلب اليوم فرعاً من فروع قبائل البلوش في جيرفت، كما ورد في مرجع معجم البلدان لياقوت الحموي:

جيرفت بالكسر ثم السكون وفتح الراء وسكون الفاء وتاء فوقها نقطتان مدينة بكرمان في الإقليم الثالث طولهما ثمان وثمانون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة ونصف وربع وهي مدينة كبيرة جليلة من أعيان مدن كرمان وأنزهها وأوسعها بها خيرات ونخل كثير وفواكه ولهم نهر يتخلل البلد إلا حتى حرها شديد نطق الإصطخري ولهم سنة حسنة لا يحملون من تمورهم ما أسقطته الريح بل هوللصعاليك وربما كثرت الرياح فيصير إلى الفقراء من التمور في التقاطهم إياها أكثر مما يصير إلى الأرباب نطق والتمر بها كثير وربما بلغ بها وبجرومها جميع مائة من بدرهم وفتحت جيرفت في أيام عمر بن الخطاب وأمير المسلمين سهيل بن عدي وهوالقائل في ذلك:

ونطق كعب الأشقري شاعر المهلب في حروب الأزارقة:

وينسب إليها جماعة من الفهماء منهم أبوالحسن أحمد بن عمر بن علي بن إبراهيم بن إسحاق الجيرفتي وقع بشيراز عن أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن أحمد الأنماطي سمع منه أبوالقاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي (ونطق الرهني وبجيرفت ناس من الأزد ثم من المهالبة منهم محمد بن هارون النسابة أفهم خلق الله بأنساب الناس وأيامهم) نطق ورأيته شيخا هما طاعنا في السن وكان أفهم من رأيت بنسب نزار واليمن وكان مفرطا في التشيع وكان له ابنان عبد الله وعبد العزيز فنظر عبد العزيز في الطب فحسن عمله فيه وألطف النظر من غير تقليد وألف فيه تآليف.

أهم ملامح شخصيته

ظهرت عليه علامات الشجاعة والذكاء، وهوصبي يروى حتى والد المهلب، مضى يوماً، مع عشرة من أبنائه، إلى الخليفة عمر بن الخطاب وكان المهلب أحدهم فأعجب الخليفة بذكائه وتقواه، ونطق لوالده: هذا سيدُ ولدِك. اشهجر المهلب، في الجهاد ضد الفرس، في معركة القادسية، تحت قيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، وأصبح في عهد الخليفة علي بن أبي طالب أحد القادة.

كان المهلب بن أبي صفرة يتمتع بالقدرة على القتال وإدارة المعارك بكفائة، فهوالذي مهد لفتح السند ومدينة خجندة على نهر سيحون بينها وبين سمرقند عشرة أيام وهوالذي استعاد منطقة الختل وظل يحارب الخوارج طيلة تسعة عشر سنة حتى قضى على شوكتهم.

روي أنه أقبل يوما من إحدى غزواته فتلقته ‘امرأة فنطقت له: أيها الأمير إنى نذرت إذا أنت أقبلت سالما حتى أصوم شهرا وتهب لى جارية وألف درهم فضحك المهلب ونطق: قد وفينا نذرك فلا تعودي لمثلها فليس جميع أحد يفي لك به.

ووقف له رجل فنطق: أريد منك حويجه -تصغير حاجة فنطق المهلب أطلب لها رجيلا. تصغير رجل يعنى حتى مثلي لايسأل إلا حاجة عظيمة. وكان المهلب يوصي خدمه حتى يقللوا من الماء ويكثروا من الطعام عندماقد يكون ضيوفه على خوانه حتى لايملأ الضيوف بطونهم بالماء وحتى يملأها من الطعام.

ومن أخبار حلمه، أنه مر يوما بالبصرة، فسمع يقول: هذا الأعور قد ساد الناس، ولوخرج ‘إلى السوق لايساوى أكثر من مائة درهم، فبعث إليه المهلب بمائة درهم ونطق: لوزدتنا في الثمن زدناك في العطية وكان قد فقئت عينه بسمرقند.

وكان بليغا حكيما في آرائه له حدثات لطيفة وإشارات مليحة. ومن ذلك حين حضرته الوفاة، نادى إليه ابنه حبيبا ومن حضره من ولده، ونادى بسهام فحزمت ثم نطق: أفترونكم كاسريها مجتمعة،يا ترى؟ نطقوا لا، نطق فهكذا الجماعة، فأوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإن صلة الرحم تنسئ في الأجل وتثرى المال وتكثر العدد، وأنهاكم عن القطيعة فإن القطيعة تعقب النار وتورث الذلة والقلة، فتحابوا وأجمعوا أمركم ولا تختلفوا وتباروا تجتمع أموركم.

من حدثاته

من حدثاته قوله "عجبت لمن يشترى العبيد بماله، ولا يشترى الأحرار بأفضاله". ونطق الحياة خير من الموت، والثناء خير من الحياة، ولوأعطيت مالم يعطه أحد لأحببت حتى تكون لى أذن أسمع بها ما ينطق في غدا إذا مت. وقد أثني عليه الصحابة (رضوان الله عليهم)، لما وجدوا فيه من كريم الخلال فقد نطق عبد الله بن الزبير عن المهلب "هذا سيد أهل العراق"

ونطق عنه قطري بن الفاتىة: المهلب من عهدتموه: إذا أخذتم بطرف ثوب أخذ بطرفه الآخر: يمده إذا أوفدتموه ويرسله إذا مددتموه ولا يبدؤكم إلا حتى تبدؤوه لا حتى يرى فرصة فينتهزها فهوالليث المبر والثعلب الرواغ والبلاء المقيم. ونطق عنه أبوإسحاق السبيعي: "لم أر أميرا أبمن نقيبة ولا أشجع لقاء ولا أبعد مما يكره ولا أقرب مما يحب من المهلب.

وأنشد فيه المغيرة بن حبناء:

وفاته

عزل الحجاج أمية بن عبد الله عن خراسان واستخدم عليها المهلب بن أبى صفرة وقد توفي المهلب بها سنة 82 هـ وكانت ولايته عليها سنة 77هـ. قبر المهلب موجود في دبا.

وقبل وفاته جمع أبناءه وأمرهم بإحضار عدد من السهام، فحزمها مع بعضها، وسألهم هل تستطيعون كسرها،يا ترى؟ فأجابوه كلا، فنطق لهم والدهم: هكذا تكون الجماعة قوية، لايستطيع العدوالتغلب عليها بسهولة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة وأوصاهم بقراءة القرآن الكريم، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والصالحين..

نطقوا عنه

يقول صاحب وفيات الأعيان:

نطق الواقدي: كان أهل ادم أسلموا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ارتدوا بعد وفاته ومنعوا الصدقة، فوجه إليهم أبوبكر الصديق عكرمة بن أبي جهل المخزومي، فقاتلهم فهزمهم وأثخن فيهم القتل، وتحصن فلولهم في حصن لهم وحاصرهم المسلمون، ثم نزلوا على حكم حذيفة بن اليمان الذي اغتال مائة من رؤسائهم، وسبى ذراريهم، وبعثهم إلى أبي بكر الصديق، وفيهم أبوصفرة غلام لم يبلغ، فأعتقهم أبوبكر ونطق: امضىوا حيث شئتم، فتفرقوا، فكان أبوصفرة ممن هبط البصرة.

ونطق ابن قتيبة في كتاب المعارف: هذا الحديث باطل، أخطأ فيه الواقدي لأن أبا صفرة لم يكن في هؤلاء ولا رآه أبوبكر قط، وإنما وفد على عمر بن الخطاب وهوشيخ أبيض الرأس واللحية، فأمره حتى يخضب فخضب، وكيفقد يكون غلاماً في زمن أبي بكر، وقد ولد المهلب وهومن أصاغر ولده قبل وفاة النبي بسنتين. وقد كان في ولده من قبل وفاة النبي بثلاثين سنة أوأكثر.

كان المهلب المذكور من أشجع الناس، وحمى البصرة من الخوارج، وله معهم وقائع مشهورة بالأهواز استقصى أبوالعباس المبرد في كتابه الكامل أكثرها، فهي تسمى بصرة المهلب لذلك، ولولا طولها وانتشار وقائعها لذكرت طرفاً منها.

روي أنه قدم على عبد الله بن الزبير أيام خلافته بالحجاز والعراق وتلك النواحي وهويومئذ ب مكة، فخلا به عبد الله يشاوره، فدخل عليه عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب القرشي الجمحي فنطق: من هذا الذي قد شغلك يا أمير المؤمنين يومك هذا،يا ترى؟ نطق: أوما تعهده،يا ترى؟ نطق: لا، نطق: هذا سيد أهل العراق، نطق: فهوالمهلب بن أبي صفرة، نطق: نعم، فنطق المهلب: من هذا يا أمير المؤمنين،يا ترى؟ نطق: هذا سيد قريش، فنطق: فهوعبد الله بن صفوان، نطق: نعم.

وذكر المبرد في كتاب الكامل في أواخره في فصل قتال الخوارج وما جرى بين المهلب والأزارقة: وكانت ركب الناس قديماً من الخشب، فكان الرجل يضرب بركانه فينبتر، فإذا أراد الضرب والطعن لم يكن له معين أومعتمد، فأمر المهلب فضربت الركب من الحديد، فهوأول من أمر بطبعها وأخبار المهلب كثيرة.

وتقلبت به الأحوال، وآخر ما ولي خراسان من جهة الحجاج بن يوسف الثقفي - فقد كان أمير العراقين، وضم إليه عبد الملك بن مروان خراسان وسجستان، فاستخدم على خراسان المذكور، وعلى سجستان عبيد الله بن أبي بكرة، فورد المهلب خراسان والياً عليها سنة تسع وسبعين للهجرة. وكان قد أصيب بعينه على سمرقند لما فتحها سعيد بن عثمان بن عفان، في خلافة معاوية بن أبي سفيان، فإنه كان معه في تلك الغزوة، وفي تلك الغزوة تلك قلعت عين سعيد أيضاً، وفيها قلعت أيضاً عين طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي المعروف بطلحة الطلحات المشهور بالكرم والجود، وفي تلك يقول المهلب:

وقيل إذا المهلب قلعت عينه على الطالقين. ولم يزل المهلب والياً على خراسان حتى أدركته الوفاة هناك، ولما حضره أجله عهد إلى ولده يزيد وأوصاه بقضايا وأسباب، ومن جملة ما نطق له: يا بني، استعقل الحاجب، واستظرف المحرر، فإن حاجب الرجل وجهه ومحرره لسانه؛ ثم توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين للهجرة، بقرية ينطق لها زاغول من أعمال مروالروذ من ولاية خراسان.

مراجع

المصادر

• ويكيبيديا

المصادر

• الثقات لابن حبان [ جزءخمسة - صفحة 451 ]
• الجرح والتعديل [ جزءثمانية - صفحة 369 ]
• الإصابة (216/6)
• سرح العيون(107)
• سرح العيون(107)
• وفيات الأعيان(433/4)
• الكامل للمبرد (185/3)
• شذرات المضى(91/1)
• الأغاني(316/11)
• الثقات لابن حبان [ جزءخمسة - صفحة 451 ]ق
• (وجبة المهلبية) أخذت من المسلسل المصري عمر بن عبد العزيز
• عهدت وجبة المهلبية قبل المسلسل المذكور بزمن