تائيس (رواية)

عودة للموسوعة

تائيس (رواية)

رسم بريشة مارتن ڤان ميله لنسخة سنة 1901 من الرواية

تائيس Thaïs، هي رواية من تأليف أناتول فرانس نشرت عام 1890. تصور الرواية حياة القديسة المصرية تائيس، التي دخلت المسيحية وعاشت في الإسكندرية في القرن الرابع. واقتبس من الرواية اوپرا تحمل نفس الاسم لجول ماسينيه.

ملخص

يصاريون، كان راهب زاهد في الصحراء المصرية، سافر إلى الإسكندرية ليلتقي بتائيس، وكانت إمرأة جميلة متحررة. وكان بيصاريون قد سمع عنها وكيف أنها صارت علة سقوط الكثيرين اشتاقت نفسه إلى خلاصها، فقدم صلوات كثيرة بدموعٍ ومطانياتٍ مع أصوامٍ من أجلها لكي ينتشلها الله من هذه الهوة..


السيرة

منذ حتى أبدع أناتول فرانس روايته الذائعة الصــــيت «تاييس» عن حكاية غانية الإسكندرية القديمة التـــي أفسدت شبابها فسعى القديس بافنوس لهدايتــــها حتـــى لا تفسد عليه عمله، وكثير من الأدبـــاء يحلولهم حتى يهــــتكوا أسرار العالم البتولي المغلق للرهبان والكهــــنة، محاولين الإجابة عن أسئلة تشتعل دوماً فــــي أذهــــان الكثيرين عن حال هذا العالم ومآله، لا سيما ما يتعلق بالصراع النفسي والقيمي بين «الهدايـــة» و«الغواية» أوبين «العفة» و«الشهوة»، والذي طالما فتح نوافذ عريضة لإبداع أعمال فنية جذابة.

على هذا المنوال نسج روبير الفارس روايته الجديدة «جومر»، التي لا تسلم نفسها لقارئها بسهولة، إذ إذا ما فيها من اقتباس واقتطاف من مختلف النصوص المسيحية والموروث الشعبي المصري، وما بها من صور جمالية مكثفة ولغة شاعرية مقتصدة وغموض ملغز وهجريب وبناء متماوج، يحتاج ممن يطالعها حتىقد يكون في يقظة تامة طيلة الوقت، حتى يفك رموزها المتتابعة، ويفضح المسكوت عنه في ثنايا سطورها، وإلا فاته الكثير من الفهم والتذوق. لا ينشغل الفارس بالتشويق قدر انشغاله بالتجريب، وبناء اللوحات الفنية المتلاحقة، التي تطول أحياناً وتقصر أحياناً، لكنها تتقدم نحوهدف يرومه محرر ينتقل من خبرة السيرة القصيرة، التي أتقنها وفق ما تبرهن عليه مجموعته القصصية «عيب إحنا في كنيسة»، إلى مجال الرواية، الأكثر رحابة واحتياجاً لجهد كبير على مستوى الشكل والمضمون، بذل منه على قدر استطاعته في روايته الأولى «البتول»، وهنا يكمله، في تبتر وعناء. وهويكشفه في الحدثة التي قدم بها «جومر» ويقول في بعضها: «كنت أسرق الوقت لألتقي بأوراق متفرقة تصرخ من الإهمال الطويل... هجرتها وحيدة مدسوسة في ظلام مخطتي وكأنها خطيئة غير مكتملة، وشهوة مبتورة الذراع، ومن حين إلى آخر أحن إليها، وأبحث عن لحظة دفء في حضن جومر، أويستوقفني تساؤل مطرود من ذلك العالم المأهول بأشباح التراث القبطي الثقيل، والذي يصارع واقعاً ساخناً بين تلك الصفحات التي اكتملت بعد عناء رهيب».

ولكن يبقى للمحرر أنه يقتحم بشجاعة موضوعاً شائكاً، ويطأ بثقة مناطق غير مأهولة ترتبط بالعالم الاجتماعي للأقباط من زاوية علاقتهم بالثقافة العامة السائدة، وبالمؤسسات الدينية بتراتبيتها الإدارية وتسلسلها الروحي. وهوهنا لا يصف ما يرى أويعرض ما يعهد فحسب، أمام قارئ ليس لديه فهم عميقة بأحوال هذا العالم وأسراره، لكنه ينتقد المتواجد، ويحرك الثابت والجامد، ويهز بعض اليقين مستخدماً ما أهدته إليه تجربته الذاتية، ويوظف شخصيات روايته في تحقيق هذا الهدف، على رغم اختلاف خلفياتهم الثقافية والطبقية. وكما نطق القديس بافنوس بعد حتى سقط في غرام الغانية التي مضى لهدايتها: «أيها الأحمق الباحث عن السعادة الخالدة في غير شفاه تاييس»، يبدأ روبير الفارس بمفتتح مشابه ينسبه إلى من وصفه بأنه أحد الرهبان القدامي، حيث يقول: «ليست أحلامي بعيدة عني، ولست أبحث عنها تحت هذه الشمس بعينين لحميتين. الذين يزعمون حتى باستطاعتهم حتى يجدوا غبطتهم خارجاً عنهم، يسيرون نحوالفناء، ويضيعون في المرئيات والزمنيات التي لا تلمس أفكارهم المتضورة جوعاً إلى الصور».

هنا تظهر «جومر»، وهي فتاة يصف المحرر جمالها بأنه «لا يطاق... ملمسها من جلد القمر المسلوخ وسر عينيها أقوى من سر أثناسيوس»، لتلعب الدور نفسه في زماننا، وهوما تفضحه تساؤلات خطيبها جرجس: «كيف أسير معها في الشارع وسوف أكون كاهناً وقوراً أرتدي حلة خشنة سوداء ولحية برية، كما أنها لا تفقه في أمور الدين شيئاً، وتحفظ أغاني العالم، وتعشق السينما. هل أتزوجها وأقهرها،يا ترى؟ أم تراني أرتاد هذه الأماكن معها». ويدخل جرجس في صراع نفسي شديد بين رغبته في حتى يقتدي بالراهب المناضل «مار جرجس» وبين عشق جومر التي يقول عنها: «سخونة عينيها لم يحتملها جوفي».

ولأن الرواية كُتبت متبترة في السنوات التي انشغلت فيها مصر بتمرد بعض زوجات الكهنة على أزقابلن وإسلام بعضهن، فقد تأثر المحرر بهذا السياق، الذي لا ينكر هوتفاعله معه ويصفه بأنه «واقع ساخن»، ولهذا سارت جومر في الطريق ذاته فأسلمت وسميت زينب عبد الكريم، لتتخلص من قهر جرجس، ثم عادت إلى المسيحية مرة أخرى، لكنهم وجدوها مقتولة في الدير، وثبت حتى قاتلها هوالقديس «ابن مارينا».

وليست جومر فقط التي تعزف على وتر غواية الجميلات للرهبان في هذه الرواية، بل يفاجئنا المحرر بالعودة إلى عصر الرومان ليروي حكاية شبيهة عن «مينا» الذي رغب في الذهاب إلى فاتنة الصعيد «باتريشيا» ليعظها بالتوبة، لكن «مارينا» حذرته قائلة: «لن تعود ثانية. جميع من مضى إليها لا يعود» ثم تحكي له لتعظه: «كانت لي بنت عم تدعى أودسا تفوقني كثيراً في الجمال والدلال والأنوثة. وعلى رغم حتى كثيرين من الرجال كانوا يتوقون لرؤية وجهها إلا حتى زوجها أصيب بسهم باتريشيا، وكاد حتى يجن بسبب ما سمع عنها. ومضى إليه البطريرك الجالس على عرش مار مرقس وأخذ يعظه ويعده بالملكوت حيث ما لم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر، إلا أنه نطق إذا باتريشيا هي الملكوت، وبالعمل شد الرحال إليها، ووضع جميع كنوزه تحت قدميها ثم عاش عبداً يسقى البهائم في حظيرتها».

ويعود المحرر أبعد من هذا إلى عهد الفراعنة ليروي لنا حكاية غواية أخرى بطلتها «نفرت» مع كهنة آمون، ثم يقفل راجعاً إلى زماننا ليروي حكاية مضادة تماماً عن شاب يعمل رساماً اسمه «نادر» تغويه شابة زوجة ناطور عجوز فيقع معها في الخطيئة، لكنه يلوم نفسه ويسترجع دوماً الترانيم التي حفظها في مدارس الأحد ليتطهر بها: «ربي أنت تفهم حتى شهوات العالم تخدعني. طهر قلبي، طهر فكري. اسمع صراخي وارحمني». وينجح في النهاية في الفوز على شهوته، محتمياً بحبه العفيف لمريم، وهنا يقول: «اقتربت منها وكان جسدها ما زال ساخناً، رددت حدثات من الترنيمة القديمة وأخذتني حدثة حبي إلى مريم ولا أدري لما اشتهيت حتى أرسم الآن أيقونة قديس، أي قديس، ولكني تراجعت، فنجاستي تحول دون ذلك».

إنها المفارقة التي أراد المحرر حتى يضعها أمام أعيننا عن الواعظين الساعين إلى الغواية، واللاهين العائدين إلى الهداية، فالتقط حكايات من أزمنة متباعدة ليمزجها في هذا النص السردي العذب المختلف.

المصادر

  • عمار علي حسن (2013-11-25). "مَنْ يقع في شرك الفتنة الصعيدية... لا ينجُ". صحيفة الحياة اللبنانية.
  1. ^ Acta SS., IV, Oct., 223; Bibl. Hag.lat., II, 1161
  2. ^ w:fr:Thaïs (sainte)
  3. ^ القديسة تاييس، مسقط القديس تكلا

وصلات خارجية

  • Thaïs available at Project Gutenberg
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:30:54
التصنيفات: صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, Commons category link is locally defined, روايات 1890, روايات أناتول فرانس, روايات تدور في مصر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

«الوطنية للإعلام» تكشف حقيقة رفضها عرض مباريات كأس العالم للأندية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 18:20:42
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

نيكول كيدمان: الضحك أحسن دواء

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-06 18:18:48
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 55%

حملة مقاطعة جديدة تلوح في الأفق لمواجهة ارتفاع أسعار المحروقات

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 18:18:49
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

تخفيض عقوبة كيروش بإيقافه مباراة واحدة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 18:20:34
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

برلماني مغربي: جنازة الطفل #ريان تقام الاثنين

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-06 18:18:47
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

متحدث الصحة يتوقع ارتفاع إصابات كورونا فى الفترة المقبلة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-06 18:20:43
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

ترامب يتقدم لوظيفة «دي جي» بدوام جزئي.. مهمته تنسيق حفلات العشاء

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-06 18:18:45
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

أعراض مرض السكري.. علامة تحذيرية تظهر على الجلد

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-06 18:18:46
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

عالم روسي يفاجئ الجميع: الجسم يشيخ عامًا عن كل يوم إصابة بكورونا

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-06 18:18:48
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

عم الطفل المغربي يكشف عن اللقب المحبب لـ#ريان

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-06 18:18:46
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية