الخمر فى الإسلام

عودة للموسوعة

الخمر فى الإسلام

الأطعمة المحظورة

بعض الحيوانات وطريقة الذبح أوطريقةإعداد بعض الأطعمة تعد حرام تناولها، وهذه تلك الأطعمة والأشربة المحظورةوتضم هذه ما تعتبره الشريعة الحيوانات الدنسة


الكحوليات

في الإسلام ، المشروبات الكحولية أوالمسكرات تحظر بصفة عامة في القرآن من خلال آيات عدة منفصلة أنزلت في أوقات مختلفة على مدى فترة من السنين. في البداية, وكان يحظر على المسلمين حضور الصلاة وهم في حالة سكر حسب الآية (04:43). فنزلت الآية التي نطقت في وقت لاحق حتى الخمر يحتوي على بعض النفع وبعض الإثم، ولكن الشر هوأكبر من الخير (في سورة [البقرة]] : 219, فإنه ينص {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا "). كانت هذه هي المستوى التالية في تحول الناس بعيدا عن تعاطيه. ونادى اخيرا "المسكرات وألعاب الحظ" "أنها رجس من عمل الشيطان ، يهدف إلى تحويل الناس بعيدا عن الله ونسيان الصلاة ، وأمر المسلمين إلى الامتناع عنه وإجتنابه (5:90-91 ).

الله سبحانه وتعالى حرم الخمر على التدريج لما كان الناس في أول الإسلام مغرقين في استهلك الخمر، ولا يستطيعون هجره دفعة واحدة إلا بالتدريج شيئاً فشيئاً، فالله جل وعلا من حكمته حرمه على التدريج، في الأول نطق سبحانه وتعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا [سورة البقرة: آية 219]، فبين سبحانه وتعالى حتى ضرر الخمر أكثر من نفعه، والعاقل إذا عهد حتى ضرر الشيء أكثر من نفعه فإنه يبتعد عنه، لأن الإنسان لا يريد لنفسه حتى يأخذ شيئاً أويتناول شيئاً ضرره أكثر من نفعه، فالعاقل من حين يسمع هذه الآية فإنه يهجر الخمر والميسر، لأن العقل يأمره بذلك، لأن مفسدته راجحة، والعاقل لا يقدم على شيء مفسدته راجحة، ثم في الفترة الثانية حرمه عليهم في بعض الأوقات، وهي الآية التي في سورة النساء وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ [سورة النساء: آية 43]، فحرمه عليهم في وقت وهووقت الصلوات، وإذا كان محرم على المسلم حتى يشرب الخمر في وقت الصلاة مع حتى الصلوات الخمس تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، فهذا يأخذ عليه وقتاً طويلاً يحرم عليه استهلك الخمر في اليوم والليلة فيكون قد خفت عليه وطأت الخمر، لأنه يهجره في فترات خمس من اليوم والليلة، فحينئذ تخف وطأته عليه، ثم إنه جل وعلا بعد ذلك حرمه تحريماً قاطعاً في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ . وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ [سورة المائدة: الآيات 90-92].

فحرم الخمر تحريماً قاطعاً في جميع الأوقات وفي جميع عمر الإنسان ولم يبق لها وقت من حياة الإنسان، بل هي حرام على المسلم طول عمره، وكانت هذه هي نهاية الخمر، وهي حتى الله أراح المسلمين منه، وحرمه عليهم تحريماً قاطعاً، وأمرهم باجتنابه، ونطق: {فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [سورة المائدة: آية 90].

بالإضافة إلى ذلك ،فإن معظم المسلمين الملتزمين يمتنعون عن استهلاك المنتجات الغذائية التي تحتوي على مستخلص الفانيليا النقى أوصلصة الصويا إذا كانت هذه المنتجات الغذائية تحتوي على كحول; هناك بعض الجدل حول ما إذا كان الحظر يضم الأطباق التي يفترض أن ينضج قبالة الكحول أوإذا كان سيكون من المحال عمليا حتى تستهلك ما يكفي من المواد الغذائية لتصبح حالة سكر. وطوائف الزيدية والمعتزلة يعتقدون حتى استخدام الكحول كما هوالحال دائما كان ممنوعا، وتشير إلى هذا الآية (04:43) في القرآن حيث الشعور بالنعاس وليس حتىقد يكون المرء مستيقظا.

أضرار الخمر

أولا أضرار الخمر على الجهاز التنفسي

الجهاز التنفسي آية من آيات الله المعجزة؛ التي ترينا عظمة الخالق وقدرته - سبحانه - على إبداع خلقه وإتقانه لكل شيء، نطق تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (النمل: 88). هذا الجهاز الحيوي: أعضاؤه قليلة، لكن أعماله جليلة.. يبدأ بالأنف، فالبلعوم، فالحنجرة فالقصبة الهوائية، فالشعب الهوائية، وينتهي بالرئتين. إنه جهاز التكرير في الجسم، يمده بالأكسجين وينتزع منه ثاني أكسيد الكربون، وأي عطب في هذا الجهاز يؤثر على حياة جميع خلية في هذا الجسم.

  • فماذا تعمل الخمر مع أعضاء هذا الجهاز الحساس؟

-(1) الأنف: إنه المكيف الرباني، الذي هيأ الله فيه أغشية مخاطية تدفيء الهواء البارد، وترطب الهواء الساخن، ليس هذا فحسب، بل حباه الله بشعيرات تحجز الأتربة والأوساخ وتمنعها من الدخول إلى المجاري التنفسية. والأنف كما نفهم هوعضوالشم في جسم الإنسان بواسطته يستطيع المرء التميز بين الروائح المتنوعة، وقد عثر حتى الإدمان على تعاطي الخمور يضعف تلك الحاسة المهمة مما قد يؤدي في النهاية إلى فقد تلك النعمة التي أنعم الله بها على هذا الإنسان. كما تتسبب الخمر في إصابة الأنف بالورم الفقاعي (Rhinophyma) أوما يعهد بأنف السكير، حيث يحدث تشوه بالغ في الأنف قد يحتاج معه الأمر إلى إجراء عملية تجميل.

-(2) البلعوم: هوالممر الذي يتفرع منه جميع من المريء (الذي يقوم بتوصيل الطعام إلى المعدة) والحنجرة والقصبة الهوائية (اللتين تقومان بتوصيل الهواء إلى الرئتين). ولكن كيف من الممكن أن يتم التحكم في ذهاب جميع من الطعام والهواء دون حتى يخطئ جميع منهما الطريق؟ إنها عناية البارئ جل في علاه وقدرته على إبداع الخلق وتقديره الحكيم، نطق تعالى: (قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَىْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه: 49، 50) فلقد جعل المولى ـ سبحانه وتعالى ـ حارساً أميناً على هذين الممرين الحيويين يعهد بلسان المزمار (Epiglottis).

وتتجلى قدرة الخالق العظيم ـ سبحانه وتعالى ـ في الدقة المتناهية لهذا العضوالحساس، فلوحتى أحدنا أراد حتى يبلع لقمة أوحتى حتى يبلع ريقه، فإن لسان المزمار يقوم بغلق منافذ الحنجرة والقصبة الهوائية، حتى لا يتسرب شيء من الطعام أوالريق إلى الرئتين فيغص بهما الإنسان ويسببان له اختناقاً وربما التهاباً رئوياً، في حين لوأراد أحدنا حتى يتنفس فإن هذا العضويقوم بغلق مجرى الطعام ليدخل الهواء سهلاً إلى الرئتين عن طريق الحنجرة.. فسبحان الخالق العظيم القائل: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ) (لقمان: 11).

وهذا العضويستلهم أوامره بإذن الله من الجهاز العصبي، الأمر الذي ينتج عنه عدم قدرة الجهاز العصبي على إرسال الأوامر إلى ذلك الحارس الأمين؛ فلا يستطيع حتى يقوم بالمهمة التي هيأه الله لها، فلذا نجد شارب الخمر كثيراً يغص بريقه أوبلقمة صغيرة مما يؤدي إلى إصابته بالاختناق والسعال الحاد وربما الموت.

وتتسبب الخمر إلى جانب ذلك بإصابة البلعوم بالالتهابات المتكررة (Pharyngitis) والتي تجعل المريض يكره حياته نتيجة لتكررها حيث يصاب بصعوبة في البلع بشكل دائم، إلى غير ذلك من الأعراض. وقد أثبتت الأبحاث الفهمية دور الكحول في الإصابة بسرطان البلعوم.

-(3) الحنجرة:

عضوصغير لا يتعدى طولها (5سم).. إلا حتى دورها ليس بالأمر السهل. فعند حركة البلع ترتفع الحنجرة فتساعد بذلك على سهولة حركة لسان المزمار.. فينغلق بذلك منفذ القصبة الهوائية وينفتح المريء، كما أنها تقوم بوظيفة عظيمة في عملية الكلام نظراً لاحتوائها على الحبال الصوتية. ولكن ما تأثير الكحول على الحنجرة؟ من الملاحظ أنه عندما يصل شارب الخمر إلى فترة السكر فإنه يفقد السيطرة على سلوكه، وتتحرر بذلك القيود التي كانت تكبح جماحه، فيبدأ بالصراخ بصوت عال، ويكثر من الكلام وربما الغناء، وكل ذلك يؤدي إلى إصابة الحنجرة بالالتهاب الحاد إذا تكرر هذا الأمر، كما حتى الحنجرة تلتهب من جراء طعم الكحول اللاذع والحاد، فلذا نلاحظ حتى المدمن كثيراً ما يصاب بسعال دائم وبحة وخشونة في صوته، وذلك بسبب تورم الحبال الصوتية نتيجة للالتهاب؛ الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى ضعف مقاومتها تجاه الجراثيم، فتصبح فريسة سهلة لأنواع عديدة من هذه الجراثيم وخصوصاً بكتريا السل.

كما يؤثر الكحول في الإصابة بسرطان الحنجرة.

كيف تؤثر الخمر على القصبة الهوائية؟

يتسبب الكحول في إصابة القصبة الهوائية وتفرعاتها بالأمراض التالية:

أ ـ التهاب القصبات المزمن (chronic bronchitis):

لقد لاحظ الباحثون كثرة انتشار التهاب القصبات المزمن لدى المدمنين على الخمور، حيث يصاب المدمن بنوبات من السعال الشديد والمستمر مصحوباً في غالب الأحيان ببلغم (sputum)، وقد يحدث هذا البلغم مخلوطاً بدم أحياناً. كما يعاني المريض من ضيق في صدره يجعله غير قادر على التنفس بشكل طبيعي. ويرجع الفهماء سبب انتشار هذا السقم لدى المدمنين إلى الآتي:

1ـ العلاقة الحميمة والصداقة الوطيدة التي تربط إدمان الخمور بعادة التدخين، حيث إنه من النادر حتى نجد مدمناً على الخمر لا يدخن.

2ـ تكرر إصابة القصبات بالالتهاب نتيجة لتكرر إصابة المدمن باستنشاق (Aspiration) الأجسام الغريبة من ريق وطعام وجراثيم وغيرها، كما يساعد في ذلك تأثر منعكس السعال (cough refiex) الذي يتأثراً بالغاً.

2ـ سوء التغذية الذي يصيب معظم المدمنين.

ب ـ توسع القصبات (Bronchiectasis):

يحدث هذا السقم نتيجة لتكرر إصابة المدمن بالالتهابات الرئوية وتراكم الإفرازات التي تؤدي إلى انسداد القصبات، ومن ثم إصابتها بالإنتانات مما يؤدي في النهاية إلى تأثر تلك القصبات وفقدانها لقوامها فتتوسع توسعاً لا يمكن بعده حتى تعود لحالتها الأولى. وذلك التوسع يؤدي إلى مشكلات عديدة بالنسبة للمريض؛ حيث تزداد نوبات السعال حدة وتكرراً، كما يزداد إفراز البلغم من المريض بشكل كثيف، وقد يرافق السعال خروج كمية من الدم (Haemoptysis)، ويتعرض معها المريض للإصابة بالتهاب القصبات بشكل متكرر، ونتيجة لذلك تنقلب حياة المريض إلى جحيم لا يطاق ـ فالحمد الله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من خلقه.

ج ـ هبوط في عملية التنفس (Respiratory failure):

لقد عثر الباحثون حتى الإدمان على الكحول يتسبب في حمل نسبة حدوث هبوط (فشل) عملية التنفس عند المصابين باعتلال الرئة الانسدادية المزمن (COPD).

وذلك للأسباب التالية:

(1) التأثير السمي المباشر للكحول على مراكز التنفس في الدماغ مما يؤدي إلى تثبيطها.

(2) دور الكحول في إصابة المدمن بالالتهابات الرئوية المتكررة.

(3) يعتبر مدمنوالخمور هم أكثر الناس عرضة للكسور التي تصيب أضلاع القفص الصدري، وخصوصاً عند تماديهم في الشراب، مما يؤدي إلى إعاقة دور القفص الصدري في عملية التنفس.

(4) تعرض عضلات التنفس للضعف نتيجة لنقص الفوسفات (Hypophosphatemia) الذي تحتاجه العضلات، وقد سجل الباحث (نيومان وزملاؤه) حالتين لهبوط التنفس نتيجة لنقص الفوسفات الناتج عن تعاطي الخمور.

(5) انسداد الحنجرة الذي ينتج عن اعتلال العصب الحرقفي العاشر (المبهم) عند الكحولي (Alcoholic vagal neuropathy)، والذي يصاحب انحلال المخيخ الحاد (Acute cerebellar degeneration) عند المدمنين على تعاطي الخمور. وقد سجلت حالة لهبوط التنفس عند أحد المدمنين على الكحول يبلغ من العمر ستاً وأربعين عاماً.

(5) الرئتان:

هما نهاية المطاف للجهاز التنفسي.. محميتان ـ بفضل الله ـ داخل القفص الصدري، وتشبه الرئتان في شكليهما الإسفنج إلى حد بعيد، وتعتبر الرئة اليمني أكبر حجماً من اليسرى، وتنقسم إلى ثلاثة فصوص في حين حتى الرئة اليسرى تنقسم إلى فصين فقط.

وجهاز التنقية (الرئتان) يقوم بإمداد الدم بالأكسجين اللازم للخلايا وسحب ثاني أكسيد الكربون، وذلك من خلال الدورة الرئوية (الصغرى). وتتم هذه العملية في دقة محكمة وإبداع منظم لتظهر عظمة الخالق العظيم ـ سبحانه وتعالى.

فماذا تعمل الخمر بالرئتين؟

لقد كان الباحثان (بورش) و(دي باسكويل) هما أول من وصف اعتلال الرئة الكحولي (Alcoholic lung disease)، بعد حتى وجدا تغيرات هستولوجية في البنية الهيكلية للرئتين من جراء الإدمان على الكحول. وقد أثبتت بعض الأبحاث تأثير إدمان الكحول على الوظائف الفسيولوجية للرئتين وخصوصاً قدرة الرئتين على استيعاب أحجام معينة من الغازات (Lung volumes)، والسعة الانتشارية للغازات (Diffusing capacity).

كما يتسبب الكحول بتأثيره السام في تقليل كمية الأكسجين (Hypoxia) في الدم وحمل نسبة ثاني أكسيد الكربون (Hypercapnia)، لذا نجد حتى الرئتين تحاولان التخلص من هذا السم الخبيث، لهذا تشم رائحة الكحول في زفير السكير.

ويستطيع الإنسان من خلال جهاز خاص حتى يعهد نسبة هجريز الكحول في دم السكير، وهذا الجهاز يستخدمه رجال المرور في أوروبا وأمريكا، حيث تحدد نسبة معينة للكحول في دماء السائقين لا ينبغي تعديها. كما لوحظ أنه عند ازدياد شارب الخمر إلى مكان مرتفع أوصعوده في الطائرة إلى ارتفاعات شاهقة، فإن الكحول يتسبب في نقص الأكسجين بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى إصابته بالاختناق وربما الموت..

ولذا فإن تعليمات الطيران في الولايات المتحدة تحظر على الطيارين تناول أية مشروبات كحولية قبل طيرانهم بثماني ساعات، كما تفيد بعض التقارير بأن (44%) من حوادث الطيارين غير التجاريين سببها استهلك الخمر، رغم حتى نسبة الكحول في دمائهم لم تزد عن (4%) (أقل من أربعة كؤوس في ثلاث ساعات).

وهناك تحليل فهمي يؤكد بأنه إذا كان وزن الشخص (72) كيلوغراماً وشرب (8) أوقيات من الويسكي أو(96) من البيرة في ظرف ساعتين وجب حتى تمر عليه (10) ساعات قبل حتى تعود نسبة الكحول في دمه إلى درجة الصفر.

كما يتسبب الكحول في الكثير من الأمراض التي تصيب الرئتين، منها:

أ ـ التهاب الرئة الاستنشاقي (Aspiration pneumonia):

لقد هيأ المولى ـ جل في علاه ـ من وسائل الحماية للرئتين ما يجعلهما في مأمن ـ بإذن الله ـ من دخول أي جسم غريب.. ومن تلكم الوسائل:

1 ـ منعكس السعال (Cough reflex) الذي يعمل على طرد أي جسم غريب يدخل إلى المجاري التنفسية بسرعة فائقة.

2 ـ حركة الشعيرات التي تمتد على طوال الجهاز التنفسي، والتي تعمل كسد منيع في وجه الأجسام الغريبة، حيث تدفعها إلى خارج الجهاز التنفسي، كما يلعب السائل المخاطي دوراً مهماً في الحد من تقدم هذه الأجسام ومن ثم لفظها إلى الخارج.

3 ـ دور لسان المزمار والحنجرة ـ كما تجاوز شرحه.

4 ـ خاصية البلع (البلعمة) (Phagocytosis) التي تتمتع بها كريات الدم البيضاء والبالعات الحويصلية الكبيرة (Alveolar macrophages) والتي تستطيع ـ بفضل الله ـ تحطيم أي جسم غريب يصل إلى الرئتين.

كل تلك الوسائل التي هيأها الله ـ تعالى ـ لتطهير الرئتين والدفاع عنهما تتأثر تأثراً بالغاً بالكحول مما يجعل المدمنين على الخمور هم أكثر الناس عرضة للإنتانات والأمراض الرئوية الأخرى. وليس هذا فحسب، بل تشهجر عوامل أخرى في التأثير على الرئتين من جراء تعاطي الخمور، ومنها:

1 ـ انخفاض قدرة المدمن على مقاومة الأمراض، وذلك لتأثير الكحول على خاصية البلع ـ كما ذكرنا سابقاً ـ بالإضافة إلى تأثير الكحول على حركة كريات الدم البيضاء والبالعات الحويصلية الكبيرة ومنعها من التوجه إلى أماكن العدو، وانخفاض تكوين الأجسام المضادة.

2 ـ يتسبب الكحول في نقص الأحماض الدهنية التي تعتبر مصدراً لتكوين الدهون للحويصلات الهوائية (الأنساخ) وبذا يمكن حتى يحدث تحطم لا رجعي في الهيكل البنيوي للرئتين. وتفيد الإحصاءات الطبية حتى نحو(10%) من حالات التهاب الرئة الاستنشاقي كانت بسبب الإدمان على الخمور.

فعندما يشرب السكير حتى الثمالة يصبح أكثر عرضة للتقيؤ ومن ثم استنشاق ذلك القيء وأخيراً وصوله إلى الرئتين. فإذا كان القيء من العصارة الهضمية التي تحتوي على حامض الهيدروكلوريك، فإن وصولها إلى الرئتين يتسبب في ضعف شديد في التنفس مع ضيق واختناق وربما الوفاة بالصدمة. وبالرغم من الرعاية الطبية الفائقة لتلك الحالات إلا حتى نسبة الوفيات تتراوح بين (30 ـ 6%). كما يمكن حتى يغص السكير بلقمة أوبأي جسم غريب؛ الأمر الذي يؤدي إلى انسداد الحنجرة إذا كانت اللقمة كبيرة، فيصاب السكير بالاختناق ويزرق بدنه وقد تكون نهايته.

ب ـ الالتهابات الرئوية البكتيرية (Bacterial pneumonia):

تنتشر الالتهابات الرئوية البكتيرية عند المدمنين على الخمور نتيجة للأسباب التالية:

1 ـ تأثر عملية تطهير الرئتين من الأجسام الغريبة ـ كما تجاوز وأن شرحنا.

2 ـ ضعف المناعة عند المدمن في مقاومة الأمراض.

3 ـ تأثر الفم بالكحول وخصوصاً اللثة والأسنان مما يؤدي إلى تكاثر الجراثيم التي تجد مرتعاً خصباً لها على الأسنان المتعفنة والمتسوسة، مما يهيء الفرصة لوصول تلك الجراثيم إلى الرئتين وإصابتهما بالالتهابات المتكررة.

4 ـ سوء التغذية المصاحب للإدمان على الخمور. وتفيد المصادر الطبية حتى نسبة حدوث الوفيات بسبب الالتهابات الرئوية البكتيرية عند المدمنين تفوق ثلاثة أضعاف النسبة عند غيرهم من غير المدمنين.

كما يذكر التقرير الصادر عن الكلية الملكية للأطباء في بريطانيا عام 1987م، ما يلي: (لابد حتى يوجه الأطباء سؤالاً إلى جميع السقمى الذين يعانون من الالتهابات الرئوية، هل أنت ممن يتعاطى الكحول أم لا؟).

وتسوق لنا المجلة الطبية لأمريكا الشمالية بعض الإحصاءات والدراسات التي أجريت بهذا الصدد، نذكر منها:

  • تشكل الالتهابات الرئوية الناتجة عن المكورات السبحية الرئوية (Streptococcus pneumoniae)، نحو(80%) من مجموعة الالتهابات الرئوية البكتيرية.

وقد أثبتت إحدى الدراسات حتى الإدمان على الكحول كان سبباً في وفاة ثلاثين حالة من بين سبع وثلاثين حالة التهاب رئوي في إحدى الولايات.

  • وجد الباحثان (شميث) و(دي لنت) من خلال متابعتهما لنحو(6478) مدمن ومدمنة أصيبوا بالالتهاب الرئوي ولفترة (14) عاماً ـ وذلك أثناء ترددهم على عيادة مكافحة الإدمان في تورنتوبكندا ـ وجدا حتى نسبة الوفيات من جراء الالتهابات الرئوية فاقت ثلاثة أضعاف عند الرجال وسبعة عند النساء مقارنة بغير المدمنين.
  • وجد الباحثان (كابس) و(كولمان) حتى نسبة الوفيات من جراء الالتهابات الرئوية عند أولئك الذي يتعاطون الكحول بكميات كبيرة تقدر بنحو(49.9%) في حين بلغت عند أولئك الذين يتعاطونها بكميات معتدلة نحو(34.4%)، أما أولئك الذين يتعاطونها بكميات قليلة فقد بلغت نسبة الوفيات فيهم نحو(22.5%).
  • في دراسة أجراها الباحث (دورف وزملاؤه) على نحو(148) مصاباً بالالتهابات الرئوية عولجوا في أحد المستشفيات الأمريكية ـ عثر حتى الإدمان على الكحول كان سبباً في إصابة (35%) من إجمالي عدد السقمى.

أما الباحثان (كومت) و(جاتش) فقد وضعا تقريراً عن (37) جثة ـ توفي أصحابها بسبب الالتهابات الرئوية ـ حيث وجدا حتى (30) جثة كانت لمدمنين على الكحول، وأن (22) منهم توفوا في اليوم الأول من دخولهم المستشفى.

  • وفي دراسة قام بها (وينترباوير وزملاؤه) لنحو(158) مريضاً تكرر تنويمهم في أحد المستشفيات الأمريكية بسبب تكرر إصابتهم بالالتهابات الرئوية، حيث عثر حتى (63) منهم (40%) كان الكحول هوالسبب في إصابتهم بالالتهابات المتكررة.
  • يؤكد الباحثان (آدمز) و(جوردان) من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا حتى عدداً من الذين أصيبوا بالالتهابات الرئوية قد تعاطوا الكحول بكثرة قبل إصابتهم بأيام أوأسابيع.

والجدير بالذكر أنه توجد عدة أنواع أخرى من البكتيريا يمكن حتى تصيب المدمنين بالالتهابات الرئوية ومنها: الكلبسيلا (klebsiella)، والاشريكية القولونية (E. coli)ن والبكتريا الزائفة (Pseudomonas)، والبكتيريا المتقلبة (Proteus)، والبكتيريا العنقودية (Staphyl0ococcus)، والمستدمية النزلية (H. influenzae) والليوجونيلا (Ligionella)، والبكتيريا اللاهوائية (Anaerobic bacteria). وبالرغم من التقدم الباهر في استخدام المضادات الحيوية في علاج الالتهابات الرئوية، إلا حتى نسبة الوفيات ما تزال مرتفعة في أوساط مدمني الخمور. ويعزا سبب ذلك إلى حتى أعراض السقم لا تظهر بشكل واضح عند المدمنين، بل إذا الفحوصات تظهر علامات غير واضحة وغير مؤكدة، مما يجعل التشخيص معها متعذراً، الأمر الذي يعطي فرصة سانحة لاستفحال السقم، بالإضافة إلى حتى المدمن لا يقدر مدى خطورة السقم لأنه لا يكاد يفيق من سكره حتى يعود إليه مرة ثانية دون حتى يدرك ما يجرى في رئتيه.

والخطير في الالتهابات الرئوية أنها يمكن حتى تتسبب في مضاعفات خطيرة منها: هبوط وفشل في التنفس، وتكون خراجات، والتهاب السحايا، والتهاب شغاف القلب (Endocarditis).

ج ـ خراج الرئة (Lung abscess):تتكون خراجات الرئة كنتيجة لمضاعفات الالتهابات الرئوية وتوسع القصبات الهوائية عند مدمني الخمور، وذلك نتيجة لما يحدث من تهتك وتآكل لأنسجة الرئتين. وتفيد الإحصاءات الطبية حتى الكحول هوالمسؤول الأول عن تكون هذه الخراجات عند نحو(30 ـ 70%) من مجموع الحالات.

أما مسببات تكونها فهي نفس الأسباب التي تجاوز ذكرها عند الحديث عن الالتهابات الرئوية. أما الأعراض التي تظهر فتتمثل في ازدياد درجة الحرارة مع قشعريرة وزيادة في التعرق وألم في الصدر، وسعال جاف قد يصاحبه بلغم قيحي، ولابد من العلاج بشكل مكثف.

ومن مضاعفات السقم انتشار هذه الالتهابات إلى الرئة غير المصابة بالإضافة إلى التهاب غشاء الجنب؛ وربما التهاب غشاء التامور المحيط بالقلب والذي قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يعالج المريض. وقد ينتقل القيح طريق الدم ليصل إلى أماكن عدة مثل الدماغ والكلية والكبد فتتكون خراجات في تلك الأعضاء.

د ـ سقم الدرن (السل Tuberculosis):

تعتبر الصداقة وطيدة وقديمة بين سقم السل والإدمان على الكحول. ويرجع سبب ذلك إلى سوء التغذية وانخفاض القدرة المناعية عند المدمنين. لذا فإن هناك مقولة طبية شائعة بين الأطباء مفادها أنك إذا وجدت سقماً في الرئة عند مدمن الخمر ففكر أولاً بسقم السل.

وفي عدة دراسات أجريت في الكثير من بلدان العالم ومنها: الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والدنمارك واستراليا ويوغسلافيا (سابقاً) ثبت بالدليل القاطع ازدياد نسبة الإصابة بسقم السل لدى متعاطي الخمور، فقد عثر من بين تلك الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة حتى (22.2) حالة من بين جميع ألف مدمن يعانون من السل الرئوي مقارنة مع (0.4) حالة من بين جميع ألف من الأشخاص العاديين. أما في كندا فقد أثبتت الدراسة التي قام بها الباحث (أولين وزملاؤه) على بعض المساجين، حتى نسبة انتشار سقم السل في أوساط المساجين من المدمنين تفوق (16) مرة نسبة انتشاره عند نفس العدد من المساجين من غير المدمنين على الكحول.

كما يتعرض المدمنون وخصوصاً أولئك المصابين بتليف الكبد للإصابة بالتهاب الصفاق الدرني (T.B.peritonitis). حيث يشعر المريض بانتفاخ وألم في بطنه مع ازدياد في حرارة جسمه. ومن بين المشكلات التي تقابل الأطباء في علاج سقمى السل المدمنين على الكحول ما يلي:

1 ـ عدم التزام المدمن بالسير على خطة العلاج.

2 ـ إذا أدخل المدمن إلى المستشفى، فإنه لا يلتزم بقوانين المستشفى ولا بالنصائح الطبية، بل نجده يحاول الخروج من المستشفى دون موافقة الطبيب.

3 ـ عند خروجه من المستشفى لا يلتزم المدمن بالاستمرار على العلاج، والجدير بالذكر حتى علاج سقم السل يحتاج فترة طويلة (6 ـتسعة أشهر)، يتناول خلالها كمية كبيرة من الأدوية يومياً.

4 ـ يفقد الطبيب متابعة سير السقم عند المدمنين وذلك لعدم زيارتهم للطبيب بشكل دوري. ونتيجة لعدم الاستمرار على العلاج وعدم أخذ المدمن للجرعة الكافية من العلاج، فإن البكتيريا المسببة لهذا السقم تصبح لديها مناعة ضد هذه الأدوية، ومن ثم يصعب القضاء عليها مما يؤدي إلى انتشار السقم، لذا فإن معظم الأوساط الطبية تكاد تجمع على دور مدمني الخمر في نشر داء السل في المجتمع.

والمعلوم طبياً حتى هذا السقم يمكن حتى يصيب معظم أجزاء الجسم إذا انتشر الميكروب عن طريق الدم. وليس هذا فحسب، بل إذا الكحول يزيد من الآثار الجانبية الناتجة عن بعض الأدوية المستخدمة في مكافحة السل. وخير مثال على ذلك ما يحدثه الكحول من زيادة في إصابة الكبد بالالتهاب مع استخدام عقار الأيزونايزايد (lsoniazide)، حيث ارتفعت نسبة الإصابة عند المدمنين بمعدل أربعة أضعاف مقارنة بغيرها من غير المدمنين، وهذا السبب دفع بعض الأطباء إلى عدم استخدام هذا العقار كعلاج وقائي عند المدمنين.

هـ ـ توقف التنفس أثناء النوم (Sleep abnea):

أثبتت بعض الدراسات الطبية حتى ازدياد نسبة توقف التنفس أثناء النوم يمكن حتى تحدث نتيجة احتساء كمية كبيرة من الكحول قبل النوم.

ويعود السبب في ذلك إلى تأثير الكحول التثبيطي على الجهاز العصبي.

وـ المضاعفات الرئوية التي تحدث نتيجة تليف الكبد الكحولي:

1ـ نقص الأكسجين في الدم (Hypoxemia):

ويعتبر من أبرز المضاعفات التي تنتج عن تليف الكبد الناتج عن الإدمان على تعاطي الخمور، ومن مسببات حدوث نقص الأكسجين ما يلي:

أ ـ استسقاء البطن (الحبن) (Ascites)، حيث تنتفخ البطن بشكل كبير فيصبح التنفس عسيراً على المريض، مما يؤدي إلى تضيق المجاري التنفسية، فتقل بذلك كمية الأكسجين الواصلة إلى الدم. ب ـ الارتشاح البلوري (Pleural effusion). حيث تتجمع السوائل حول الرئتين مما يعيق عملية تبادل الغازات بين الحويصلات الهوائية (الأسناخ) والأوعية الدموية الرئوية.

ج ـ تكون تحويلات دموية (Vascular shunts) في داخل الرئتين مما يجعل الدم يتحاشى المرور (bypass) في الأوعية الدموية الرئوية التي جعلها الله تعالى محيطة بكل حويصلة هوائية حتى يتم تبادل الغازات بينهما في نظام بديع محكم، نطق تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (النمل: 88) فإذا حيل بين عملية التبادل هذه، فإن تشبع الدم بالأكسجين يقل، مما ينتج عنه نقص الأكسجين لدى جميع خلايا الجسم.

2ـ القلوية التنفسية (Respiratory Alkalosis):وتحدث غالباً نتيجة إصابة المدمن بنوبات من التنفس السريع (Hyperventilation) مما ينتج عن ذلك طرد كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي يلعب دوراً مهماً في تعادل قلوية الدم. وتكون نتيجة ذلك نقص الصوديوم والكالسيوم والماغنسيوم الأمر الذي يؤدي إلى إصابة المريض بالتشنج والتكزز.

وقد لوحظ حدوث هذه الحالة لدى مدمني الخمور عند توقفهم المفاجئ عن تعاطي الخمور بعشر ساعات.

3 ـ التهاب الحويصلات الهوائية التليفي: (Fibrosing alveolitis):

4 ـ ازدياد ضغط الدم في الدورة الدموية الرئوية: (Pulmonary hypertension):

5 ـ المضاعفات الرئوية التي تحدث نتيجة التهاب البنكرياس:

6-(9 ـ 13%) من مدمني الخمور يصابوا بوذمة الرئتين الحادة الرئتين الحادة (Acute pulmonary edema) والتي تعهد بمتلازمة إعاقة التنفس عند الكبار (ARDS)، والتي قد تؤدي إلى هبوط وفشل في عملية التنفس، وتكون الوفاة قاب قوسين أوأدنى من المريض ـ بإذن الله.

ويعود سبب ذلك إلى تأثير أنزيمات البنكرياس ـ التي تحررت في الدم نتيجة لالتهاب البنكرياس ـ والتي تقوم بتدمير جميع نسيج يقف في طريقها ومن ضمنها أنسجة الرئتين.




تأثير الخمر على المخيخ ، قشرة المخ ، جذع المخ والحبل الشوكي.

ضمور في الفص الجبهي:

الفص الجبهي Frontal Lobeمسؤول عن التحكم بالعواطف والإنفعالات في الإنسان وشخصيته , وكذلك مهم لتفهم وممارسة المهارات الحسية الحركية المعقدة , فالأشخاص الذين لديهم تلف في هذا الفص لا يقدِّرون المواقف الإجتماعية وكيفية التصرف الملائم لهذه المواقف ولا يتحكمون بعواطفهم. فتراهم يضحكون تارة ويبكون تارة وأي شيء يخطر ببالهم يقومون به دون تقييمه أوتحديد ما مناسب أوغير مناسب. أي يفقدون القدرة على اتخاذ القرارات السليمة.

ضمور الجسم الثفني:

إن نصفي المخ ليسا مفصولين عن بعضهما تماماً , ويمكن القول بأنهما مفصولان عن بعضهما في الجزء العلوي , ففي السطح الداخلي يتصلان مع بعضهما البعض بواسطة الجسم الثفني Corpus Callosumوهوتعبير عن ألياف عصبية (محاور عصبونات) توصل بين مناطق متشابهة في نصفي المخ.

تحت الجسم الثفنيقد يكون البطين الجانبي (الوحشي) LateralVentricle, ويوجد بُطينان, واحد أيمن وآخر أيسر ويتصل جميع منهما بالبطين الثالث Third Ventricleبواسطة الثُقبة وسط البُطينات Interventricular Foramenأوثُقبة مونروForamina of Munroويتصل البُطين الثالث بالبطين الرابع Fourth Ventricleالذي يقع في جذع الدماغ بواسطة مَسال سيلفيوس Aqueductof Sylviusالذي يعبر خلال الدماغ الأوسط. وبعدها يتصل البطين الرابع بالقناة المركزية Central Canalفي الحبل الشوكي وهذه الأربعة بُطينات والقناة المركزية تحتوي على السائل المُخي الشوكي (أوالنُخاعي) CerebroSpinal Fluid.

ضمور المخيخ :

المُخيخ يُنظم حركات العضلات لتكون مُتناغمة وكذلك التوازن عند الإنسان حيث أنه مسؤول عن الإحساس بوضع الجسم في الفضاء , فإذا كان لدى إنسان تلف في المخيخ فإنه يترنح أثناء المشي ولا يستطيع حتى يسير في مسار مستقيم وكذلك ترتجف يداه عندما يريد حتى يلتقط شيئاً ما , وكذلك كلامهقد يكون بطيئاً وغير واضح وإرتجالي.

ذهان كورساكوف:

وهذا السقم يحدث نتيجة نقص امتصاص فيتامين ب1 الناتج عن استهلك الخمر وهذا الذهان يتكون من فقدان للذاكرة ، اضطراب التناسق الحركي ، نقص الادراك، تباطؤ التفاعل مع المؤثرات الخا



أضرار الخمر على القلب والأوعية الدموية

لنتعهد على القلب هذا العضوالذي أودع الله فيه من أسرار خلقه ما يجعل الإنسان يقف خاشعا أمام عظمة الخالق العظيم لا يملك إلا حتى يقول: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ (النمل: 88)، وأسوق هنا بعض الحقائق عن القلب بالأرقام حتى يتبين لنا عظم خلق الخالق العظيم، وتتجلى مقدرته، نطق تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (الذاريات: 21)

ويبلغ طول القلب (12,5) سنتيمترا، وعرضه (8,5) سنتيمترا. ويبلغ وزنه عند الولادة (25.20) جراما، ويصل في الذكر عند البلوغ إلى (310) جراما وفي الأنثى نحو(225) جراما.

ـ يضخ القلب في الدقيقة الواحدة خمس لترات من الدم من خلال سبعين نبضة في الدقيقة، ويصل مجموع ما يضخه في اليوم الواحد (7200 لتر) من خلال (100,000 نبضة) وبحسابات بسيطة نستطيع القول: إذا الإنسان الذي يبلغ من العمر (75) سنةقد يكون قلبه قد قام بنحو(3) مليارات نبضة، ضخ خلالها كمية من الدماء تصل إلى (200) مليون لتر.. فسبحان الخالق العظيم.

يوجد في المتحف البريطاني بلندن نموذج فريد للقلب، يوضح المسار الذي يبتره الدم خلال الأوعية الدموية من جراء ضخ القلب له، حيث تصل تلك المسافة إلى ما يعادل (100,000 كيلومتر) يوميا. يستغرق الدم في بتر المسافة من القلب إلى الرئة ثم إلى القلب زمنا يقدر بست ثوان، بينما يبتر الدم المسافة إلى الدماغ ثم إلى القلب مرة أخرى في ثماني ثوان، في حين حتى الدم يبتر المسافة من القلب إلى أصابع القدم ثم العودة إلى القلب في ثماني عشرة ثانية.

وكلها أرقام محددة وموزونة، نطق تعالى: {إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر (القمر: 49)، فلا طبيعة ولا صدفة، بل إله بديع خالق حكيم مدبر ـ جل جلاله ـ. هذا العضوالحساس في جسم الإنسان ـ والذي أودع الله فيه من أسرار خلقه ما شاء سبحانه ـ لا يسلم من شر ذلك السم الخبيث (الخمر) الذي يؤدي إلى تعطيل وظيفته وإصابته إصابات بالغة، والمعلوم حتى أي عطب ولوكان بسيطا في هذا العضوقد يؤدي إلى الوفاة.

إن جميع قطرة من الكحول يحتسيها الشارب تمر عن طريق القلب، ومع هذا الاجتياز يزداد تأثر القلب، فيزداد نبضه ليعمل فوق طاقته، مما يؤدي في النهاية إلى إرهاقه وتعبه.

ولقد كان الاعتقاد السائد إلى عهد قريب حتى الخمر تنفع في علاج بعض أمراض القلب مثل

الذبحة الصدرية (خناق الصدر) (Angina pectoris) وارتفاع الضغط وغيرها. ولكن بفضل الله بدأ يتكشف زيف تلك الأوهام مع تطور الأبحاث الطبية الحديثة، ففي القرن الماضي بدأت تتكشف العلاقة الوطيدة بين الإدمان على الكحول والإصابة بأمراض القلب المتنوعة. وقد كان العالم (وود) (wood) في عام 5581م هوأول من أثبت حتى الكحول يعتبر عاملا رئيسيا في الإصابة بهبوط القلب، إلى غير ذلك توالت الأبحاث إلى حتى ظهر في عام 1960م سقم حديث يعهد باعتلال عضلة القلب الكحولي (Alcoholic cardiomyopathy) كأحد الأمراض الناتجة عن الإدمان على تعاطي الخمور.

فكيف يؤثر الكحول على الوظائف الحيوية للقلب؟ يظهر تأثير الكحول على عضلة القلب من خلال عدة عوامل مجتمعة منها:

1. التأثير السمي المباشر للكحول على عضلة القلب.

2. تزامن الإدمان على الكحول مع الإفراط في التدخين.

3. تأثيره على تغذية المدمن وعمليات الاستقلاب.

4. نمط الحياة الذي يعيشه المدمنون، حيث تجدهم لا يعيرون اهتماما كبيرا لصحتهم ولغذائهم ولا للعلاج الذي يعطى لهم.

إن تناول الكحول يتسبب في إحداث تغيرات في الوظائف الميكانيكية والخواص الكهربائية والكيميائية للقلب. أما ما يحدثه الكحول من تغيرات في الوظائف الميكانيكية للقلب فتبرز من خلال الأمور التالية

1. تأثير الكحول على الاستقلاب في القلب

أ ـ تأثيره على استقلاب الدهون:

أثبتت التجارب الفهمية بأن تعاطي الكحول ولولمرة واحدة يؤدي إلى زيادة فورية في محتوى خلايا القلب من الجليسرين (Glyceride)، والتي تمر بعدة مراحل: حيث يبدأ القلب أولا باستقطاب الدهون ثلاثية الجليسرين (Triglycerides) من الدم، ثم تحفز خلايا القلب لتكوين هذا النوع من الدهون بنفسها فيكثر بذلك مخزون القلب من الدهون.

كما عثر حتى الكحول يساعد على امتصاص الدهون من الأمعاء فترتفع بذلك نسبتها في الدم وخصوصا الكوليسترول (Cholestrol). وكل تلك العوامل تساعد على تصلب الشرايين، حيث تتجمع الدهون وبخاصة الكوليسترول على جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تصلبها ومن ثم تضيقها وتكون جلطة دموية (Thrombus)، والتي تؤدي إلى فقدان العضولكمية الدم التي يحتاجها فيصاب بالاحتشاء ثم الموت (Necrosis).

ويحتج بعضهم بأن الكحول يزيد من نسبة الدهنيات عالية الكثافة في الدم (High Density Lipoproteins) (HDL)، والتي تقلل من نسبة الإصابة بفقر التروية القلبية (Ischemic heart disease)، إلا حتى المخاطر الجمة التي تتعرض لها بقية أعضاء الجسم ومن بينها القلب نتيجة للتأثير السمي الكحولي تجعل من عدم الحكمة حتى يوصف الكحول كعلاج وقائي من الإصابة بفقر التروية القلبية. ب ـ تأثيره على استقلاب المعادن في القلب

إن تعاطي الكحول ولولمرة واحدة يؤدي إلى انسحاب عنصري البوتاسيوم والفوسفات من خلايا عضلة القلب، كما يزداد هجريز الصوديوم داخل هذه الخلايا مما يؤدي لاختلال في وظيفة القلب، وكل تلك الاضطرابات تعود غالبا لحالها الطبيعي بمجرد الإقلاع عن استهلك الخمر.

كما عثر حتى الإدمان على الكحول يتسبب في نقص عنصر الزنك مما يؤدي إلى اختلال في وظيفة القلب كذلك.

جـ ـ تأثيره على استقلاب البروتينات:

بالرغم من التأثير المباشر للكحول على المصورة الحيوية (الميتوكوندريا) مما يؤدي إلى تحطيمها ومن ثم إحداث خلل كبير في عمليات الاستقلاب، إلا حتى تأثير الكحول على الحزمة المحفزة لانقباض العضلات (Excitation contration couping) والبروتينات التي تساعد في عملية انقباض عضلة القلب (Contractile proteins) يؤدي إلى إصابتها إصابة بالغة كذلك، ويرجع سبب ذلك إلى تأثير الكحول وخصوصا مادة الاسيتالدهايد (Acetaldehyde) الناتجة عنه على عملية تكوين البروتينات مما يؤدي إلى نقص البروتين عن هذه العضلات الانقباضية.

2. تأثير الكحول على وظائف القلب وخصائصه: أ ـ تأثيره على قدرة القلب على الانقباض (القدرة الميكانيكية):

لقد ظهر من خلال الكثير من الدراسات حتى الكحول يحدث خللا في قدرة القلب على الانقباض ومن ثم انخفاض معدل ضخه للدم حتى في حالة عدم وجود أي أعراض سقمية في القلب. وهذا التأثير التثبيطي (depressant effect) يزداد إذا صاحبه وجود اعتلال في عضلة القلب وخصوصا فقر التروية القلبية. وقد قام الفهماء بدراسة مستفيضة لفهم دور الكحول في التأثير على عضلة القلب، ومن ذلك ما وجده بعض الباحثين من حتى استهلك كمية قليلة من الويسكي (أوقيتين إلى ثلاث أوقيات) تؤدي إلى انخفاض كمية الدم التي يضخها القلب في الضربة الواحدة (Stroke volume) مع انخفاض إجمالي لكمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة الواحدة (Cardiac output) وخصوصا عند المصابين باعتلال عضلة القلب. يقول الدكتور (برون وولد): (يتسبب الكحول في تثبيط قدرة عضلة القلب على الانقباض بشكل حاد أومزمن حتى لوأخذ بكميات معتدلة).

ب ـ تأثير الكحول على منعكسات القلب (Cardiovascular reflexes):

لقد أجريت تجارب على متطوعين أصحاء، طلب منهم استهلك كمية من الكحول ثم قام الأطباء بتعريضهم لأنواع من التوترات (Stress) حتى يتعهدوا على مدى تأثير منعكسات القلب، فكانت النتيجة ازدياد معدل ضربات القلب وانقباض شديد في الأوعية الدموية الطرفية بزيادة إشارة تفوق استجابة غيرهم من الذين لا يشربون الخمور.

وقد يعتبر هذا الأمر بالنسبة للأصحاء غير ذي بال، إلا حتى خطورته تزداد عند الذين يعانون من اعتلال في قلوبهم.

جـ ـ تأثير الكحول على الخواص الكهربائية للقلب:

من المعلوم حتى فاعلية القلب الكهربائية يمكن تسجيلها بشكل رسم بياني على ورق من نوع خاص يتحرك بسرعة محددة وثابتة فتحصل على مخطط كهربائي لهذه الفعالية، وهذا ما يعهد بتخطيط القلب الكهربائي (E. C. G,).

ويؤدي تناول الكحول إلى اضطرابات في نظم القلب (Dysrrhythmias) قد يحدث بعضها مميتا. كما أنها تعتبر من أبرز مسببات موت الفجأة عند شاربي الخمر.

وقد قام (اتينجر وزملاؤه) بدراسة نوبات الاضطرابات في نظم القلب لدى (42) مدمنا على الكحول، والتي تكثير في العطل الأسبوعية حيث يكثر تعاطي الخمور، لذا أطلق عليها

متلازمة إصابة القلب في أيام العطل (Heart Syndrome The Holiday)، ومن تلك الاضطرابات: تسارع النظم الأذيـني الاشتدادي (Paroxysmal Atrial Tachycardia).

وخوارج الانقباض الأذينية والبطينية المنشأة (Atrial & Ventricular Ectopic Beats).

وتسارع النظم الجيبي (Tachycardia Sinus)

وتسارع النظم البطيني (Ventricular Tachycardia).

والرجفان الأذيني (Atrial Fibrllation) وهذا الأخير يكثر حدوثه عند شاربي الخمور حيث يشعر المريض بخفقان شديد وعدم انتظام في ضربات القلب قد يحدث سببا في هلاكه.

كما عثر حتى للكحول تأثيرا مثبطا للتوصيل الكهربائي للقلب (Conductive system) والذي يزداد حدة إذا كان المدمن يعاني من اعتلال في عضلة القلب. ويؤكد الدكتور (سيجل وزملاؤه) بأن الدراسات قد أثبتت حتى تعاطي الكحول ولولمرة واحدة تحدث خللا في ميكانيكية القلب وخواصه الكهربائية.

وقد لاقد يكون ذلك الخلل بتلك الدرجة من الخطورة عند شاربي الخمور الذين لا يعانون من أمراض أخرى في القلب، إلا أنه دون شكقد يكون خطيرا عند أولئك المصابين باعتلال في قلوبهم. وقد عثر الفهماء حتى الإنسان إذا تناول ست أوقيات من الكحول في خلال (42) ساعة فإن عدد دقات قلبه تزيد عن المعدل الطبيعي بمقدار اثني عشرة دقة في الدقيقة..

وهذا العمل الإضافي الذي يؤديه القلب لابد وأن يضعفه على مدى الأيام، ويؤثر على عضلته وفي أعصابه، الأمر الذي يؤدي ـ إذا عاجلا أوآجلا ـ إلى عدم قدرة القلب على مقاومة أي جهد زائد عن المعتاد، مما يؤدي في النهاية إلى استرخاء تلك العضلة وتمددها، ومن ثم عدم قدرتها على الضخ، فتقل بذلك كمية الدم التي يحتاجها جميع عضومن أعضاء الجسم.

اعتلال العضلة القلبية الكحولي: (Alcoholic Cardiomyopathy): وهوسقم خطير يكثر عند الرجال المدمنين على استهلك الكحول لفترات طويلة تمتد من (10) إلى (15) سنة، ويمثل الإفراط على تعاطي الكحول نحو(20٪) من الأسباب المؤدية للإصابة باعتلال عضلة القلب.

اعتلال عضلة القلب الكحولي.. ويظهر تضخم جدران حجرات القلب وقد عثر الباحثان (ألدرمان) و(كولتارت) في عام 1982م، حتى تناول نصف قارورة من الويسكي يوميا ولعدة أشهر يؤدي إلى اعتلال القلب عند أولئك الذين لا يعانون من أمراض سوء التغذية. كما لاحظ الباحثون في كندا في عام 1960م انتشار نوع من اعتلال عضلة القلب عند مدمني استهلك البيرة (Beer drinker's cardiomyopathy)، ويعود ذلك لما يضاف إلى البيرة من مواد للتثبيت مثل الكوبلت. كما عثر حتى بعض المشروبات الكحولية مثل شراب (Moon shine) تؤدي إلى الإصابة باعتلال عضلة القلب نظرا لاحتوائها على الرصاص الذي يضاف عادة إلى هذا المشروب. وتصاب عضلة القلب في هذا السقم بالضعف والاسترخاء فتتوسع حجيرات القلب وخصوصا البطين الأيسر مما يؤدي إلى انخفاض قدرته على ضخ الدم إلى بقية أجزاء الجسم، فيصاب المريض بالإعياء الشديد، ويفقد القدرة على الحركة البسيطة. كما يشعر بضيق في التنفس وأحيانا بآلام في الصدر، وقد تضطرب ضربات قلبه، وقد تكون النهاية بإصابة القلب بما يعهد بالهبوط الاحتقاني (Congestive heart failure)، فتتجمع السوائل في رئتي المريض ويكبر حجم كبده وتتورم قدماه.

والعاقبة في هذا السقم وخيمة خلال أيام معدودات إذا لم يتوقف العاصي عن استهلك الخمر ويعطى العلاج المناسب.

وقد عثر حتى نحو(80٪) من السقمى قد توفوا في خلال ثلاث سنوات من بدء اكتشاف السقم إذا هم أصروا على الاستمرار في تعاطي الخمور. وعند تشــريح قلوب المصـابين بهذا السقم بعد الوفاة، عثر حتى حجــرات القلب كلها تتسع بينما يزداد سمك البطين الأيسر، كما تتكــون جلطات (Thrombi) على جدار القلب، مماقد يكون له أعظم الخطر إذا انفصل جزء من هذه الجلطة وسار إلى أماكن من الجسم وخصوصا الدماغ. فإنها حينذاك تسد الأوعية الدموية ومن ثم يقل إرواء ذلك العضومن الدم فتكون العاقبة وخيمة. سقم بري بري (Beri beri): يكثر هذا السقم عند مدمني الخمور، ويعود سبب هذا السقم إلى ما يحدثه الكحول من نقص في فيتامين (ب1) المعروف بالثيامين (Thiamine)، والذي يوجد بكثرة في قشر القمح والأرز كما يوجد في الحليب واللحوم وبعض الخضروات والفواكه.

والكحول شره في استهلاك هذا الفيتامين في الجسم، حيث عثر حتى احتراق جرام واحد من الكحول يحتاج إلى ثمانية ملليجرامات من هذا الفيتامين الحيوي، مما يؤدي إلى نقصه من جسم شارب الخمر، أضف إلى ذلك سوء التغذية التي غالبا ما يعاني منها مدمنوالخمر.

أما نقص هذا الفيتامين فيؤدي إلى ما يلي:

1. عدم قدرة الخلايا على استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة. وأكثر الأجهزة تأثرا هوالجهاز العصبي حيث إذا الجلوكوز يمثل بالنسبة له المصدر الوحيد للطاقة، فلذا يصاب المدمن بحالة من الهذيان وفقدان الهجريز والترنح وغيرها. وهذا ما يعهد بداء فيرنيكيه (Wernickes encephalopathy). كما تصاب الأعصاب الطرفية بالاعتلال (Peripheral Neuropathy).

2. تتراكم كمية كبيرة من حامض البيروفيك (Pyruvic acid) وزيادة في ضخ الدم من القلب بكميات كبيرة مما يؤدي إلى إرهاق القلب وفي الأخير هبوطه (Heart failure).

ثانيا: الأوعية الدموية

ويقصد بها الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية.. وهي شبكة المواصلات المعقدة في الجسم حيث يصل طولها إلى نحو(000000, 1) كيلومتر، ويتم بواسطتها إيصال الأكسجين والغذاء المحمول في الدم إلى جميع أجزاء الجسم. وكما فهمنا سابقا من تأثير الكحول على دهنية الدم، فإن هذه الأوعية تصاب بالتصلب والضيق نتيجة لتراكم الدهون عليها فتفقد بذلك مرونتها التي وهبها الله إياها فتصبح جدرانها كثيفة وصلبة وقابلة لأن تنقصف لأول وهلة، كما يحدث للأنابيب المطاطية عندما تجمد وتجف. كما يسبب الكحول ارتفاعا في ضغط الدم، وقد تم تفصيل ذلك في فصل تأثير الخمر على الجهاز البولي.

المصدر:مسقط الهيئة العالمية للإعجاز لفهمي في القرآن والسنة www.nooran.org


أسباب تحريم الإسلام لشرب الخمر

التدابير الشرعية لحفظ العقل في باب العقوبات:

مقصد حفظ العقل وأهميته. إن العقل هوالذي استحقَّ به الإنسان حتىقد يكون خليفةً في الأرض وأن يُسخَّر له ما في السماوات والأرض الكون، وهوأيضاً مناط التكليف، فقد جعله الفقهاء شرطاً لصحة العمل، فلا يصحُّ العمل إلا به؛ لذلك حرَّم الإسلام تناولَ الخمر وكل مخدِّر، وشرع في ذلك الحد أوالتعزير تأديباً لمتعاطيها وراحةً لغيره وحمايةً للمجتمع من خطرها ومحافظةً على أمن الأمة.

جريمة استهلك الخمر وأضرارها. تتضح أضرار الخمر في أمور عديدة منها:

1- أنها تصدُّ عن ذكر الله وعن الصلاة:

نطق تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَـٰنُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَاء فِى ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ [المائدة:91].

نطق القرطبي: "أي: إذا سكرتم لم تذكروا الله ولم تصلوا، وإن صليتم خلّط عليكم.

2- أنها تسبِّب العداوة والبغضاء:

نطق القرطبي: "أعلَمَ اللهُ تعالى عبادَه حتى الشيطان إنما يريد حتى يسقط العداوة والبغضاء بيننا بسبب الخمر وغيره، فحذرنا منه ونهانا عنه.

3- حتى فيها إثماً عظيماً بسبب السكر:

نطق تعالى: {يَسْـئَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا [البقرة:219].

نطق ابن عباس: (يعني ما ينقص من الدين عند من يشربها)

ونطق السدي: "فإثم الخمر حتى الرجل يشرب فيسكر فيؤذي الناسنطق ابن جرير: "وإنما كان ذلك لأنهم كانوا إذا سكروا وثب بعضهم على بعض، وقاتل بعضهم بعضاً"4- حتى لها ضرراً عظيماً على البدن والعقل: يقول فهماء الطب: والخمر توهن البدن وتجعله أقلَّ مقاومةً وجلَداً في كثير من الأمراض مطلقاً، وهي تؤثر في جميع أجهزة البدن، وخاصة في الكبد، وهي شديدة الفتك بالمجموعة العصبية، لذلك لا يستغرب حتى تكون من أبرز الأسباب الموجبة لكثير من الأمراض العصبية ومن أعظم دواعي الجنون والشقاوة والإجرام، لا لمستعملها وحده بل وفي أعقابه من بعده 5- حتى لها مضاراً اقتصادية على البلدان:

يقول فهماء الاقتصاد: إذا كلَّ درهم نصرفه لمنفعتنا فهوقوة لنا وللوطن، وكل درهم نصرفه لمضرتنا فهوخسارة علينا وعلى وطننا، فكيف بهذه الملايين من الليرات التي تمضى سدًى على استهلك المسكرات على اختلاف أنواعها

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ المائدة90


انظر أيضاً

  • مقارنة القوانين الغذائية الإسلامية واليهودية
  • Dietary laws
  • Halal
  • Hechsher
  • Kashrut
  • Makruh
  • Mushbooh
  • Muslim Consumer Group (MCG)

الهامش

  1. ^ Alcohol in Islam
  2. ^ Islam Prohibits Alcohol

المصدر

  • [1]


وصلات خارجية

  • Laws of Islam concerning food
  • List of probably / possibly Haram Ingredients
  • Is conventional meat Halal/Zabiha? Green Zabiha
  • Learn More: Halal Knowledge Centre
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:44:36
التصنيفات: Diets, Halal food, Sharia, Religion-based diets, Food law

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات العاصمة الإدارية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 18:17:05
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

بدء إزالة عقارات شارع الفحامات بالمطرية لإنشاء محور مروري

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 18:17:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 67%

برلمانية تطالب بوقف إعلانات الكركمين على بعض القنوات

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 18:17:08
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

أمطار أو زخات رعدية ومحلية متوقعة بهذه المناطق غدا الخميس

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 18:16:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

وزارة العدل توضح بشأن "بطاقة عقد الزواج"

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 18:16:54
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

استجابة لشكاوى المواطنين.. توسعة مزلقان السكة الحديد بالبساتين 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 18:17:04
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

ميكيسون «الأفضل» في لقاء المقاصة والشحات وزياد يسطعان

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 18:16:57
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 40%

«التعليم» تعلن بدء تسجيل المعلمين المرشحين للترقي السبت المقبل

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 18:17:09
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

خاص| رصد أعمال تطوير ميدان السيدة زينب ضمن مسار آل البيت.. فيديو

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 18:17:07
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 50%

حملات توعية بالنظافة ومنظومة الجمع السكني شرق القاهرة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 18:17:06
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 59%

شكري يستقبل عضو حركة فتح لمناقشة دعم فلسطين والوصول لتسوية شاملة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-23 18:17:11
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

تحميل تطبيق المنصة العربية