توحيد الأسماء و الصفات

عودة للموسوعة

توحيد الأسماء والصفات

نطقب:التوحيد في الإسلام

تعريف توحيد الأسماء والصفات

وهوإفراد الله - عز وجل - بما له من الأسماء والصفات.

وهذا يتضمن شيئين:

الأول: الإثبات، وذلك بأن نثبت لله - عز وجل - جميع أسمائه وصفاته التي أثبتها لنفسه في كتابه أوسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

الثاني: نفى المماثلة، وذلك بأن لا نجعل لله مثيلاً في أسمائه وصفاته؛ كما نطق تعالى: )ليس كمثله شيء وهوالسميع البصير( [الشورى: 11]. فدلت هذه الآية على حتى جميع صفاته لا يماثله فيها أحد من المخلوقين؛ فهي وإن اشهجرت في أصل المعنى، لكن تختلف في حقيقة الحال، فمن لم يثبت ما أثبته الله لنفسه؛ فهومعطل، وتعطيله هذا يشبه تعطيل فرعون، ومن أثبتها مع التشبيه صار مشابهاً للمشركين الذين عبدوا مع الله غيره، ومن أثبتها بدون مماثلة صار من الموحدين.

وهذا القسم من التوحيد هوالذي ضلت فيه بعض الأمة الإسلامية وانقسموا فيه إلى فرق كثيرة؛ فمنهم من سلك مسلك التعطيل، فعطل، ونفى الصفات زاعماً أنه منزه لله، وقد ضل، لأن المنزه حقيقةً هوالذي ينفي عنه صفات النقص والعيب، وينزه كلامه من حتىقد يكون تعمية وتضليلاً، فإذا نطق: بأن الله ليس له سمع، ولا بصر، ولا فهم، ولا قدرة، لم ينزه الله، بل وصمه بأعيب العيوب، ووصم كلامه بالتعمية والتضليل، لأن الله يكرر ذلك في كلامه ويثبته، )سميع بصير(، )عزيز حكيم(، )غفور رحيم(، فإذا أثبته في كلامه وهوخال منه؛ كان في غاية التعمية والتضليل والقدح في كلام الله - عز وجل ـ، ومنهم من سلك مسلك التمثيل زاعماً بأنه محقق لما وصف الله به نفسه، وقد ضلوا لأنهم لم يقدروا الله حق قدره؛ إذا وصموه بالعيب والنقص، لأنهم جعلوا الكامل من جميع وجه كالناقص من جميع وجه.

وإذا كان اقتران تفضيل الكامل على الناقص يحط من قدره، كما قيل:

ألم تر حتى السيف ينقص قدره إذا قيل إذا السيف أمضى من العصا

فكيف بتمثيل الكامل بالناقص؟! هذا أعظم ماقد يكون جنايةً في حق الله - عز وجل ـ، وإن كان المعطوف أعظم جرماً، لكن الكل لم يقدر الله حق قدره.

فالواجب: حتى نؤمن بما وصف الله وسمى به نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف ، ولا تمثيل.



قواعد في أسماء اللَّه تعالى


القاعدة الأولى : أسماء اللَّه تعالى كلها حسنى :

أي بالغة في الحسن غايته ، وفي الجمال ذروته ، نطق اللَّه تعالى : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى .

وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه لا احتمالاً ولا تقديرًا .

ومعنى الحسنى المضافة إلى أسمائه معنيان :

الأول : حُسْنَى في معناها وفي نفسها . فإن أسماء اللَّه كلُّها حُسْنٌ وجمالٌ ، وخيرٌ وكمالٌ ، وقوةٌ وجلالٌ .

مثال ذلك : (( الحي )) اسم من أسماء اللَّه تعالى ، متضمن للحياة الكاملة التي لم تُسْبَق بعدم ولا يلحقها زوال ولا يطرأ عليها خلل . الحياة المستلزمة لكمال الصفات من الفهم والقدرة والسمع والبصر وغيرها . نطق تعالى : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ [ الفرقان : 58 ] ، ونطق النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا اللَّه لا ينام ولا ينبغي له حتى ينام .

مثال آخر : (( العليم )) اسم من أسماء اللَّه تعالى متضمن للفهم الكامل

الذي لم يُسبق بجهل ولا يلحقه نسيان ، نطق اللَّه تعالى : { عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى [ طه : 52 ] .

وفهمه عز وجل هوالفهم الواسع المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً ، نطق تعالى : { وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا .


الثاني : حُسْنَى في أثرها لمن تعبد للَّه بها .

1- : حتى من عهدها فقد عهد الله عز وجل ، فهي حُسنى في المقصد والثمرة التي هي فهم اللَّه عز وجل .

2- : حتى اللَّه عز وجل وَعَد عليها بعظيم الثواب من دخول الجنة لمن أحصاها وحفظها ، فهي حُسنى في العاقبة والأجر لمن تعلَّمها وآمن بها وأدَّى حقَّها ، فقد نطق النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا لله تسعةً وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها ولج الجنة .

ثالثًا : ومن تمام أنها حُسنى حتى اللَّه تبارك وتعالى لا يُدعى إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى ، نطق تعالى : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [ الأعراف : 180 ] .



القاعدة الثانية : أسماء الله تعالى توقيفية :

أي لا مجال للعقل فيها ؛ أي لا بد وأن تكون معهدتُها من خلال الأدلة الشرعية من القرآن وسليم السنة المطهرة .

نطق السفاريني

لكنها في الحق توقيفية لنــا بذا أدلة وفيــة

وهذا لأسباب منها :

1 : أنها من أمور الغيب التي لا يَفهمها الخلقُ إلا حتى يفهمهم اللَّهُ إياها من خلال الوحي إلى الأنبياء والرسل ، نطق تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ

يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا [ الجن : 26، 27 ] .

2 : حتى عقل الإنسان قاصرٌ لا يمكنه إدراك ما يستحقه اللَّه تعالى من الأسماء ، نطق تعالى : { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ، ونطق النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا أحصي ثناءً عليك ))([1]) . لذلك يجب الوقوف في فهم أسماء الله على الشرع ، نطق تعالى : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً .

3 : لأن القول على اللَّه بغير فهم من أشد المحرمات :

فتسمية اللَّه تعالى بما لم يُسمِّ به نفسه أوإنكار ما سمَّى به نفسه جناية في حقه تعالى وتَوَعَّدَ اللَّهُ من عمل ذلك بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة ، نطق تعالى : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ . ونطق تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ [ الحج : 3، أربعة ] .

ونطق تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَمٍ لِلْعَبِيدِ [ الحج : 8-عشرة ] . ونطق النبي صلى الله عليه وسلم : (( من تعمَّد عليَّ كذبًا فليتبوأ مقعده من النار )) .

هذا عقاب الكاذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف بمن يكذب على اللَّه عز وجل ؟!



القاعدة الثالثة : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ  :

نطق ابن القيم رحمه اللَّه:

لا شيء يشبه ذاته وصفاته سبحانه عن إفك ذى البهتان

فإن أسماء اللَّه الحسنى ، وصفاته العُلى ليس كمثلها شيءٌ من خلقه ، فينبغي الإيمان بها كما اتىت في الشرع بلا تكييف ، ولا تمثيل ، ولا تشبيه ، نطق تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [ الشورى : 11 ] .

فينبغي إجراء النصوص على ظاهرها من غير إنكار ولا تأويل والإيمان بها كما أراد اللَّه عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم .

نطق الشافعي رحمه اللَّه : (( آمنت باللَّه وبما اتى عن الله ، على مراد الله ، وآمنت برسول الله ، وبما اتى عن رسول اللَّه ، على مراد رسول اللَّه ))

ونطق الإمام أحمد بن حنبل رحمه اللَّه في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا اللَّهَ ينزل إلى سماء الدنيا .. )) ، و(( إذا اللَّه يُرى في القيامة )) وما أشبه هذه الأحاديث : (( نؤمن بها ونصدق بها ، لا كيف من الممكن أن ، ولا معنى ، ولا نرد شيئًا منها ، ونفهم حتى ما اتى به الرسول حق ، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نصف اللهَ بأكثر مما وصف به نفسه بلا حدٍ ولا غاية : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ونقول كما نطق ، ونصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك ، ولا يبلغه وصف الواصفين ، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شُنِّعَت ، ولا نتعدَّى القرآن والحديث ، ولا نفهم كيف من الممكن أن كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القرآن ))

فسبحان اللَّه ، كيف من الممكن أن يشبه المملوكُ مالكَه ، والمرزوقُ رازقَه ، والمخلوق خالقَه ؟!

نطق تعالى : { أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاَ يَخْلُقُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ [ النحل : 17 ] .

مثال ذلك : للَّه سمع ، ولكنه ليس كسمع خلقه ، فسَمْعُ الناسقد يكون بجارحة تطرأ عليها الأمراض ويصيبها الخلل ، ثم إذا سمعت فإنها تسمع الصوت العالي وقد لا تسمع المنخفض وتسمع القريب ولا تسمع البعيد ، وتسمع الجهر ولا تسمع السر وتختلط عليها الأصوات فلا تميز بعضها عن بعض ، ثم يمضى ما تظل منها ويفنى بالموت ، أين هذا من سمع اللَّه جل جلاله وتقدست أسماؤه ، فإنه يسمع ما تحت الأرض كما يسمع ما فوق السماء ، ويسمع الجماعة كما يسمع الفرد ، والقريب والبعيد عنده سواء ، والسر عنده مثل العلن ، نطق تعالى : { وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى [ طه :سبعة ] ، ونطق تعالى : { وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [ الملك : 13 ] .فلا تشغله الأصوات الكثيرة عن الصوت المنفرد ، ولا أصوات صاخبة عن صوت منخفص ، فإن اللَّه تبارك وتعالى يسمع دبة النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء . وانظر إلى عائشة رضي الله عنها وهي تسبِّحُ ربها لِما فهمت من إحاطة سمعه بالأصوات ، فتقول : (( الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد اتىت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تحدثه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول ، فأنزل الله عز وجل : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا [ المجادلة : 1 ] )) .

مثال آخر : للَّه وجه ، ولكنه ليس كوجوه الخلق ، فمن وجوه الخلق ماقد يكون دميمًا ، ولوكان جميلاً ، فهوجمالٌ بشريٌ ناقصٌ تأتي عليه الأغيار ، والحوادث ، فالسقم يُذْبلُ نضرَته ، والهِرَم يطفئ وضاءته ، ثم هوعلى كُلِّ الأحوال إلى فناء ، أين هذا من وجه اللَّه تبارك وتعالى الذي يفيض بالجلال ويستحى من جماله الجمال ، فقد نطق النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا اللَّهَ جميلٌ يحب الجمال )). ونطق النبي صلى الله عليه وسلم وهويصف جمال وجه اللَّه : (( حجابه النور ، لوكشفه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )) ، وجماله ثابتٌ لا يتغير ، ودائمٌ لا يفنى ، نطق تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُوالْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ [ الرحمن : 26، 27 ] .



القاعدة الرابعة : الأسماء الحسنى ليست أعلامًا فقط ، ولكنها تحمل صفات ومعاني :

الاسم الفهم هوما دل على صاحبه وعرَّفه وميَّزه عن غيره ، كأن يُسمى رجلٌ (( صادق )) أو(( كريم )) ، ولكنه ليس بالضرورة حتى تكون صفتُه (( الصدق )) أو(( الكرم )) ، فقد يُسمى كريمًا ويكون بخيلاً في صفته ، أوقد يكون اسمه (( صادقًا )) ، والكذب من صفاته .

أما أسماء اللَّه الحسنى فهي أعلام وأوصاف معًا ، تحمل معاني وتعبر عن صفات اللَّه التامَّة الكمال والجمال . فمثلاً : من أسماء اللَّه تعالى : الغفور ، والرحيم . نطق تعالى : { وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .

(( فهوالغفور )) فإنه يغفر الذنوب جميعًا ، نطق تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .

(( وهوالرحيم )) فرحمته وسعت جميع خلقه ، نطق تعالى : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ .

مثال آخر : اسمه الخالق جل جلاله فإنه يحمل صفة الخلق ، نطق تعالى : { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ، ونطق تعالى : { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا [ الفرقان : 2 ] ، وكذلك اسمه (( الكريم )) عز وجل ، فإن الخلق جميعًا يحيون من نعمه ويُرزقون من كرمه .

نطق النبي صلى الله عليه وسلم : (( يد الله ملأى لا تغيضها([1] نفقة سَحَّاء([2الليل والنهار )) . ونطق : (( أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده



القاعدة الخامسة : باب الصفات أوسع من باب الأسماء :

أي حتى الصفات أكثر من الأسماء ، وذلك لأن جميع الأسماء تحمل صفات - كما تقدم شرحه - فكل اسم تشتق منه الصفة التي يحملها ، ولكن لا يصح اشتقاق اسم من أسماء اللَّه تعالى من الصفات ، فكل اسمٍ يحمل صفة وليس جميع صفة تحمل اسم .

مثال ذلك : اسم اللَّه (( الرحمن )) يحمل صفة الرحمة ؛ لقوله تعالى : { فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُورَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ ، وكذلك اسمه (( العزيز )) يحمل صفة العِزة ؛ لقوله تعالى : { إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا [ يونس : 139 ] ، إلى غير ذلك .


ولكن في الصفات ليس كذلك .

مثال ذلك : حتى للَّه صفة الكلام ؛ لقوله تعالى لنبيه موسى : { إِنِّي

اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي [ الأعراف : 144 ] ، فهل يصح الانادىء بأن من أسماء اللَّه تعالى اسم (( المتحدث )) ،يا ترى؟ لا يصح من طبيعة الحال ، وكذلك صفة (( المكر )) و(( الكيد )) ، فقد ثبتت بالدليل من كتاب اللَّه ، فنطق تعالى : { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [ الأنفال : 30 ] ، ونطق تعالى : { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا [ الطارق : 15، 16 ] ، فلا يصح حتى يُنطق حتى من أسماء اللَّه (( الماكر )) أو(( الكائد )) . وذلك لأن أسماء اللَّه كلها حُسْنَى ، فكل ما تحمله من الصفات العُلَى ، أما الصفات في اللغة فهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

1 : حتى تكون صفات كمالٍ مطلق كالحياة ، والفهم ، والقدرة ، فهي تثبت لله كلها ويُنفى عنه ما يضادها من صفات النقص مثل إثبات صفة الحياة ونفي صفة الموت ، كقوله تعالى : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ [ الفرقان : 58 ] .

2 : نقص مطلق كالعجز ، والموت ، والفقر ، فهي تُنْفَى عن اللَّه كلها ، ولكن يثبت لله تعالى ما يضادها .

(( مثال ذلك )) : صفة الظلم فإنها تُنفى كلها عن اللَّه تبارك وتعالى ويثبت له العدل بل الكرم ؛ لقوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [ النساء : 40 ] ؛ لأن نفي النقص وحده لا يعني الكمال ، فلابد من نفي النقص وإثبات لضده .

3 : صفات تحتمل كمالاً من وجه ونقصًا من وجه آخر ، فيُثْبَتُ لله تعالى فيها وجوه الكمال ، ويُنْفَى عنه منها وجوه النقص .

مثال : (( المكر )) و(( الخداع )) فإنها لوكانت من ضعيف لا يقوى على أخذ حقه فهونقص ، وإن كانت من منافق خبيث يمكر بالمؤمنين ويخادعهم لتحقيق غرض خبيث في نفسه فهونقص وهومن مذموم الصفات وهذا وأمثاله يُنْفَى كلُّه عن اللَّه جل جلاله .

أما إذا كان (( المكر )) عقوبة بالماكرين وانتقامًا من المخادعين فهومن

الكمال ، وإن كان بغير ظلم ولا ضعف فهومن الكمال ، وإن كان بعد التحذير والانذار والإمهال فهوتمام العدل والرحمة ، فهذا وأمثاله يُثْبَتُ لله جل جلاله { وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدً [ الكهف : 49 ] ، { وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ [ فاطر : 43 ] .



القاعدة السادسة : الأسماء الحسنى لا تزيد ولا تنقص :

فإن أسماء اللَّه الحسنى بالغة في الحسن ذروته ، وفي الكمال غايته ، كمالاً لم يسبقه نقصان ولا يأتي عليه الأغيار في الأزمان ، فالزيادة تكون أحد أمرين :

الأول : إما حتى تكون الزيادة من أسماء الله حسنى أيضًا ، وهذا يستحيل في حق الله عز وجل ؛ إذ حتى الأسماء الحسنى قد صُرفت كلُّها لله وحده سواءً التي سمَّى بها نفسه أوالتي أنزلها في شرعه أواستأثر بها في فهم الغيب عنده ، أوعلَّمها لأحدٍ من خلقه .

والثاني : حتى تكون الزيادة ليست من الأسماء الحسنى ، وهذا لا يليق باللَّه جل جلاله وتقدَّست أسماؤه ، وأن الشر لا يصح صرفُه لله ، فقد نطق النبي صلى الله عليه وسلم : (( والشر ليس إليك ))([1]) .

القاعدة السابعة : أسماء اللَّه تعالى غير محصورة بعدد معين

أسماء اللَّه تعالى غير محصورة بعدد معين ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور : (( أسألك بكل اسم هولك ، سميت به نفسك ، أوفهمته أحدًا من خلقك ، أوأنزلته في كتابك ، أواستأثرت به في فهم الغيب عندك ... ))([2) .

وما استأثر اللَّه تعالى به في فهم الغيب لا يمكن لأحد حصره ولا الإحاطة به ، فأما قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا للَّه تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا

واحدًا، مَن أحصاها ولج الجنة ) . فلا يشير على حصر الأسماء بهذا العدد، ولوكان المراد الحصر لكانت العبارة : إذا أسماء اللَّه تسعة وتسعون اسمًا من أحصاها ولج الجنة ، أونحوذلك . ونظير ذلك حتى تقول : عندي مائة درهم أعددتُها للصدقة ، فإنه لا يمنع حتىقد يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة.

ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء ، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف


تاريخ النشر: 2020-06-04 15:59:50
التصنيفات: الله, دين, إسلام, عقيدة, قرآن

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بلايلي يشعل حربا كلامية بين أنصار بريست وأنصار الخضر

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-08 15:24:14
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

براهيمي وزدادكة يبصمان على انطلاقة موفقة في افتتاح الدوري الفرنسي

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-08 15:24:08
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 55%

إيطاليا: بدء التطعيم ضد جدري القرود وسط زيادة الإصابات

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-08 15:24:49
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

بدء تأهيل الشركات من طرح «الشاطئ المعياري» بحاضرة الدمام

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-08 15:24:53
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

العناصر الجزائرية تحقق انجازا تاريخيا في كولومبيا

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-08 15:24:10
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 54%

ياسين عدلي يحسم مستقبله الدولي ويختار الجزائر

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-08 15:24:16
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 50%

تقطع السبل بعشرات الآلاف من السائحين بـ «هاواي الصينية»

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-08 15:24:51
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

الشروع في ترحيل 91 مستفيد  من سكن اجتماعي بالبوني يوم الاربعاء

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-08 15:24:19
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

«فلكية جدة»: اصطفاف كوكب الزهرة مع ألمع نجمين بـ «التوأمان»

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-08 15:24:46
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

«مدني صبيا»: انتشال جثة شخص غرق في تجمع لمياه الأمطار

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-08 15:24:42
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 55%

«سكني»: إصدار 15 ألف عقد للأراضي المجانية حتى يوليو

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-08 15:24:44
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 58%

بن رحمة في طريقه للرحيل عن وست هام والوجهة نوتنغهام فوريست

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-08 15:24:12
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية