صبري أبوفهم
محمد صبري أبوفهم (21 مارس 1893 - 14 أبريل 1947) رجل قانون وسياسي مصري وسكرتير عام حزب الوفد. وصاحب قانون استقلال القضاء.
النشأة
صبرى أبوفهم ولد في 21 مارس 1893 في مدينة منوف، بمحافظة المنوفية، ومن مدرسة المساعي المشكورة هناك حصل على الابتدائية، ثم هبط إلى القاهرة ليتم تعليمه الثانوي والعالي. وبعد حتى تخرج في مدرسة الحقوق عمل محاميا في منوف وأشمون.
وكان سعد زغلول باشا في زيارة لمنوف لحضور احتفال لجمعية المساعي المشكورة بعيد الجلاء عام ١٩٢٣، وأشار إلى علوى الجزار ليتحدث، إلا حتى الجزار أشار إلى المحامى الشاب آنذاك صبرى أبوفهم ليتحدث، فوقف وخطب خطبة وطنية رفيعة بين يدى سعد باشا، الذى أحب بمنطقه وبلاغته ووطنيته، وطلب منه حتى ينقل عمله إلى القاهرة.
معهجر السياسة
وفى مخط مرقص باشا حنا عمل صبرى أبوفهم، وفى الانتخابات البرلمانية في ديسمبر رشحه الوفد عن دائرة منوف أمام أحد كبار الملاك، وفاز أبوفهم، وكان أصغر النواب سنا.
هذا هومحمد صبرى أبوفهم، الذى شغل مسقط سكرتارية الوفد من ١٩٤٣ حتى وفاته في ١٩٤٧، وتعد هذه الفترة من أخصب فترات العمل الشبابى في الوفد، الذى شهد زخما شبابيا للحزب وتفاعلا اجتماعيا.
وبعد حتى عصفت حكومة إسماعيل صدقي بالصحف الوفدية عام ١٩٤٦، واعتقل الكثير من كتابها، أصدر صبرى أبوفهم صحيفة «صوت الأمة»، وكان صاحب الامتياز، فيما كان حامد طلبة صقر مديرا لها، وحافظ شيحة رئيساً لتحريرها، واستمرت الصحيفة في الحفاظ على التراث الليبرالى للوفد والنضال من أجل الدفاع عن الاستقلال والديمقراطية والعدل الاجتماعي.
وفى صيف ١٩٤٥ كان «أبوفهم» و«النحاس» قد أسسا اللجنة الوطنية للطلاب والعمال، والتى ضمت ممثلين لطلاب الجامعة والأزهر والعمال والمدارس الثانوية، وكانت اللجنة نواة لجبهة عريضة للكفاح ضد الاحتلال، ونشط شباب الوفد في اللجنة، التى حظيت بكل الدعم من حزب الوفد.
وعندما شكل النحاس وزارته السادسة، اختار صبرى أبوفهم وزيرا للعدل، وكانت هذه الوزارة هى أطول وزارات النحاس وأشدها خصومة مع القصر الملكى.
وأعد أبوفهم مشروع استقلال القضاء، الذى أصدرته حكومة الوفد في ١٠ يوليو١٩٤٣، ومنحت حكومة الوفد رجال القضاء بترة أرض مساحتها نحوألفى متر، وعشرة آلاف جنيه، لبناء وتأسيس نادى القضاة.
ومما يذكر لصبرى أبوفهم من سجله الوطني أنه فصل من مدرسة الحقوق لمدة عام حينما كان طالبا لمشاركته في مظاهرة ضد السلطان حسين كامل، حينما زار مدرسة الحقوق، وكان أبوفهم في الثالثة والعشرين من عمره، وتأخر تخرجه عام ١٩١٧.
كما شغل في يوم ما مسقط نقيب المحامين.
اختير أميرا للحج، وسلمه الملك عبد العزيز آل سعود حزام الكعبة، فيما يمثل استثناء شرفيا، لأن هذا الحزام لا يسلم إلا للملوك والرؤساء.
كما عين في الكثير من اللجان التشريعية وسن القوانين، ومنها اللجنة التى أعدت مشروع إلغاء الامتيازات الأجنبية، كما كان له الفضل في إصدار قوانين مهمة، مثل قانون المرافعات والعقوبات والمحاماة والطوائف والوقف والوصية.
تم اختياره زعيما للمعارضة بمجلس الشيوخ بالإجماع، ومثل مصر في الكثير من المؤتمرات البرلمانية، وأطلق عليه المحامون لقب «فخر المحاماة»، وكان الساعد اليمنى لمصطفى النحاس والوزير الأول في وزارته، حتى إنه كان يصفه بالوزير (صفر)، وشارك في تطبيق معاهدة مونترو.
وفاته
فى الرابع عشر من أبريل 1947، وفى عهد وزارة محمود فهمي النقراشي، كانت الجماهير مكتظة في ميدان إسماعيل (ميدان التحرير حاليا) إلى جامع الكخيا على مشارف العتبة، وقد احتشدت لوداع محمد صبرى أبوفهم، سكرتير عام حزب الوفد، والأسى يعتصر قلوبهم، وهم يطلبون من صبرى أبوفهم حتى يشكولله ما يقع عليهم من ظلم.
وخرج مصطفى النحاس، زعيم الوفد، مع زعماء الأحزاب ورؤسائها للمشاركة في جنازة «أبوفهم»، الذى تميز بعلاقات طيبة مع غالبية الساسة وقادة الرأى، وأقبل مكرم عبيد، سكرتير عام الوفد السابق، على النحاس يحتضنه ويقبله وهويقول: «إذا توفي صبرى فإن حب مكرم للناس لا يموت»، ثم يشيعه النحاس خاطبا في الجماهير: «كان صديقاً وفياً، ورجلاً أبياً، وعلى المساومين في حقوق الوطن جباراً عصياً».
مات على مبادئ الوفد وانتمائه له، بخلاف غيره ممن تحولوا عن الحزب، وكان مشهودا له بالتدين، حتى إنه كان يحرص على الاعتكاف، وكان بعيدا عن المهاترات السياسية.
أقاربه
- ابنه المستشار يحيى محمد صبرى أبوفهم، الذى أحيل إلى المعاش وهونائب رئيس هيئة قضايا الدولة. غير أنه في سياق مذبحة القضاء عام ١٩٦٩ تم فصل يحيى صبري أبوفهم.
- أقرباء صبرى أبوفهم: توفيق أبوفهم.
تكريمه
كثيرون لا يعهدون صبرى أبوفهم إلا من خلال شارع يحمل اسمه في وسط القاهرة، متفرعا من ميدان طلعت حرب (سليمان باشا سابقا)، لكنهم لا يفهمون سيرته، التى نفتتحها بمشهد وداعه، الذى وافق عيد الربيع أو«شم النسيم».
كان أبوفهم مشرعا رفيعا وباحثا ومحاورا ومساجلا وخطيبا وأديبا ومحبوبا من معاصريه، وانتخب نقيبا للمحامين قبل وفاته بثلاثة أشهر، ولذلك كرمته نقابة المحامين كنقيب سابق، بعد وفاته، وبالتدقيق في ٣٠ سبتمبر ٢٠٠١ ضمن تقليد أرسته النقابة في تكريم النقباء السابقين.
وهناك قرية في محافظة الدقهلية تحمل اسمه، منشأة صبرى أبوفهم.
المصادر
- المصري اليوم