طبقات الشافعية الكبرى, كتاب لتاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي (ت 771 هـ / 1370 م). كتاب يبحث في فهم التراجم في مجال خاص إذ يترجم لجماعة واحدة وهم الفقهاء الشافعيون حسب طبقاتهم، الطبقة الأولى فالثانية إلى غير ذلك يذكر اسم الفقيه ونسبه، وروايته ودرجته بين أهل الفهم وشيئا من مآثره.

تقسيمه

قسّم السبكي الطبقات إلى سبعة أجزاء ويرى حتى كتابه هذا كتاب حديث وفقه وتاريخ وأدب ومجموع فوائد ، ذكر فيه ترجمة الرجل مستوفاة على طريقة المحدثين والأدباء. وكان كلامه حافلا بالأسانيد بذلك جعل كتابه كافيا لمن يقرأه مغنيا ًله عن النظر في كثير من المصادر .

وأحيانا يذكر ـ اسم المترجم ثم يسكت عنه وأحيانا أخرى يذكر ترجمته ناسيرة، ولم يكملها فقد وافته المنية . واعتمد أبونصر في ترتيبه لكل طبقة على حروف المعجم ، وبدأ بذكر الأحمدين ثم المحمدين تبركا وذلك كما عمل في الطبقتين الصغرى والوسطى .

فرتب المترجمين على حروف المعجم مبتدءا بالأحمدين فالمحمدين ولكنه أغفل الترتيب الزمني للطبقات واكتفي بالترتيب على حروف المعجم ما عدا من لقي الشافعية منهم أفرد لهؤلاء بطبقة وذكرهم في صدر الكتاب مرتبين على حروف المعجم.

نشر الكتاب

طبعت هذه الطبقات مرتين بمصر سنة 1324 هـ بالمطبعة الحسينية وهي نسخة مصحفة ورديئة وغير منقحة, وأعيدت طباعتها بتحقيق الأستاذ محمود الطناحى وعبدالفتاح محمد الحلوسنة 1383 هـ ـ 1964 م بمطبعة عيسى الحلبى البابى وصدرت من سبعة أجزاء ولم يكمل بعد وهي طبعة جيدة التحقيق أعادت للكتاب اعتباره .

وأعيد طباعته بنفس المطبعة وصدر منه الجزء الأول في 360 صفحة والثاني في 487 صفحة والثالث في 616 صفحة سنة 1964 -1965 م . وصدر من الجزء الثالث إلى السابع سنة 1966 ـ 1970 بنفس المطبعة والثامن من سنة 1971 م في 616 صفحة والتاسع سنة 1974 ويقع في 596 صفحة ، وطبع الجزء العاشر ( نهاية الكتاب ) بتحقيق الأستاذ محمود الطناحى وعبد الفتاح الحلوفي 780 صفحة سنة 1976 .

مصادر

• أنور محمود زناتي : من خزانة التراث.

مراتب الفهماء في الممضى الشافعي

1- المجتهد المطلق: ويُشترط فيه حتىقد يكون مُكَلَّفاً، مُسلماً، ثقة، مأمونا، متنزها عن مسببات الفسق، وخوارم المرؤة، فقيه النفس، سليم الذهن، رصين الفكر، سليم التصرف والاستنباط، متيقظا ، وأنقد يكون قيِّما بفهم أدلة الاحكام الشرعية، من الكتاب والسنة والاجماع والقياس، وما التحق بها على التفصيل، وأنقد يكون عالما بما يشترط في الادلة، ووجوه دلالتها، وبكيفية اقتباس الاحكام منها، عارفا من علوم القرآن، والحديث، والناسخ والمنسوخ، والنحو، واللغة، والتصريف، واختلاف الفهماء واتفاقهم، بالقدر الذى يتمكن معه من الوفاء بشروط الادلة والاقتباس منها، ذا دربة وارتياض في استعمال ذلك، عالما بالفقه، ضابطا لأمهات مسائله وتفاريعه، فمن جمع هذه الأوصاف: فهوالمجتهد المطلق المستقل، الذى يتأدى به فرض الكفاية، لانه يستقل بالادلة بغير تقليد وتقيد بممضى .

2- المجتهد المنتسب : حتى لاقد يكون مُقلّدا لإمامه لا في الممضى ولا في دليله، لاتصافه بصفة المستقل، وإنما ينسب إليه لسلوكه طريقه في الاجتهاد، لما طريقه في الاجتهاد والقياس أسد الطرق .

3- أصحاب الوجوه : حتىقد يكون مجتهدا، مقيدا في ممضى إمامه، مستقلا بتقرير اصوله بالدليل، غير أنه لا يتجاوز في أدلته أصول امامه وقواعده، وشرطه: كونه عالما بالفقه وأصوله وأدلة الأحكام تفصيلا، بصيرا بمسالك الأقيسة والمعاني، تام الارتياض في التخريخ والاستنباط قيما بالحاق ما ليس منصوصا عليه لإمامه بأصوله، ولا يعرى عن شَوبِ تقليد له، لا خلافه ببعض أدوات المستقل بان يخل بالحديث أوالعربية . وكثيرا ما أخل بهما المقيد ثم يتخذ نصوص إمامه أصولا يستنبط منها كعمل المستقل بنصوص الشرع، وربما اكتفى في الحكم بدليل إمامه، ولا يبحث عن معارض كعمل المستقل في النصوص .

4- مجتهد الفتوى : حتى لا يبلغ رتبة أصحاب الوجوه، لكنه فقيه النفس، حافظ ممضى إمامه، عارف بأدلته، قائم بتقريرها، يصور، ويحرر، ويقرر، ويمهد، ويزيف، ويرجح، لكنه قصر عن أولئك لقصوره عنهم في حفظ الممضى، أوالارتياض في الاستنباط، أوفهم الأصول، ونحوها من أدوانهم، وهذه صفة كثير من المتأخرين إلى أواخر المائة الرابعة، المصنفين الذين رتبوا الممضى وحرروه، وصنفوا فيه تصانيف فيها معظم اشتغال الناس اليوم، ولم يلحقوا الذين قبلهم في التخريج ، وأما فتاويهم فكانوا يتبسطون فيها تبسط أولئك أوقريبا منه، ويقيسون غير المنقول عليه، غير مقتصرين على القياس الجلي، ومنهم من جمعت فتاويه، ولا تبلغ في التحاقها بالممضى مبلغ فتاوى أصحاب الوجوه .

5- نظار الممضى : وهم النظار في ترجيح ما اختلف فيه الشيخان النووي والرافعي.

6- نقلة الممضى: ومراتبهم مختلفة بحسب أحوالهم .

انظر المجموع 1/42-47 ، والمرتبتان الأخيرتان زادهما بعض المتأخرين .

طبقات الشافعية :

الطبقة الأولى :طبقة الأصحاب وسأقتصر على ذكر أشهرهم ، وأكثرهم ملازمة للشافعي .

أصحابه في مصر : 1- أبوإبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمروبن إسحاق المُزَني: توفي بمصر سنة أربع وستين ومائتين، وكان زاهداً ، عالماً ، مجتهداً ، مناظراً ، محجاجاً ، غواصاً على المعاني الدقيقة. صنف خطاً كثيرة: "الجامع الكبير" و"الجامع الصغير" و"مختصر المختصر" و"المنثور" و"المسائل المعتبرة" و" الترغيب في الفهم" و" كتاب الوثائق" .

كان جبل فهم مناظرا محجاجا . وكان زاهد ورعا متقللا من الدنيا ، مجاب الدعوة . وكان إذا فاتته صلاة في جماعة صلاها خمسا وعشرين مرة . وكان يغسل الموتى تعبدا واحتسابا ويقول أعمله ليرق قلبي .

نطق الشافعى في وصفه : "لوناظره الشيطان لغلبه" .

نطق الشافعي: "المزني ناصر ممضىي".

طبقات الفقهاء للشيرازي 97 ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 93- 109 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/58 السير 12/492 وفيات الأعيان 1/217

2- أبومحمد الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المؤذن المرادي، مولى لهم: توفي بمصر سنة سبعين ومائتين، صاحِبُ الشافعي ، وراوية خطه ، والثقة الثبت فيما يرويه . ولد سنة أربع وسبعين ومائة ،واتصل بخدمة الشافعي وحمل عنه الكثير .

وكان مؤذنا بالمسجد الجامع بفسطاط مصر المعروف بجامع عمروبن العاص ، وكان يقرأ بالألحان ، وكان الشافعي يُحِبّه .

ونطق له يوما : "ما أحبك إلي ".

ونطق : "ما خدمني أحد قط ما خدمني الربيع بن سليمان" .

ونطق له يوما : "يا ربيع لوأمكنني حتى أطعمك الفهم لأطعمتك" .

نطق الشافعي: "الربيع راويتي".

طبقات الفقهاء للشيرازي 98 ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 132 – 139، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/65 السير 12/587 تذكرة الحفاظ 2/586

3- أبويعقوب يوسف بن يحيى البويطي المصري الصعيدي الامام الجليل . وهوأكبر أصحاب الشافعى المصريين . كان إماما جليلا ، عابدا ، زاهدا ، فقيها ، عظيما ، مناظرا ، جبلا من جبال الفهم والدين ، غالب أوقاته الذكر والتشاغل بالفهم ، غالب ليله التهجد والتلاوة سريع الدمعة . تفقه على الشافعى واختص بصحبته . مات ببغداد في السجن والقيد في رجله، وكان حمل من مصر في فتنة القرآن ، فأبى حتى يقول بخلقه ، فسجن ، وقيد حتى توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

نطق الساجي في كتابه: كان أبويعقوب إذا سمع المؤذن وهوفي السجن يوم الجمعة ، اغتسل ولبس ثيابه ، وسار حتى يبلغ باب الحبس ، فيقول له السجان: أين تريد،يا ترى؟ فيقول: حيث داعي الله . فيقول: ارجع عافاك الله. فيقول أبويعقوب : اللهم إنك تفهم أني قد أجبت داعيك فمنعوني.

ونطق أبوالوليد ابن أبي الجارود: "كان البويطي جاري ، فما كنت أنتبه ساعة من الليل إلا سمعته يقرأ ويصلي".

ونطق الربيع بن سليمان: "كان البويطي أبداً يحرك شفتيه بذكر الله تعالى، وما رأيت أحداً أنزع بحجة من كتاب الله تعالى من أبي يعقوب البويطي".

ونطق الشافعي: "ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف بن يحيى، وليس أحد من أصحابي أفهم منه". وروي عنه أنه نطق: " أبويعقوب لساني".

طبقات الفقهاء للشيرازي 98 طبقات الشافعية الكبرى 162 – 170 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/70 السير 12/58

4- أبوحفص حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التُجِيْبي ، ولد سنة ست وستين ومائة كان إماما جليلا رفيع الشأن . وكان من أكثر الناس رواية عن ابن وهب .

نطق أبوعمر الكندي : " لم يكن بمصر أحدٌ أَكْتَبُ منه عن ابن وهب ، وذلك لأن ابن وهب أقام في منزلهم سنة وستة أشهر مستخفيا من عباد لما طلبه يوليه قضاء مصر ".

وتوفي بمصر سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وكان حافظاً للحديث، صنف "المبسوط" و"المختصر".

طبقات الفقهاء للشيرازي 99 طبقات الشافعية الكبرى 127 – 131 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/61

5- أبوموسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري المقري ، الامام الكبير ، ولد سنة 170 . انتهت إليه رياسة الفهم بديار مصر .

ورُويَ عن الشافعي أنه نطق : " ما رأيت بمصر أحدا أعقل من يونس ابن عبد الأعلى " .

ونطق يحيى بن حسان : "يُونُسكُم هذا من أركان الإسلام " .

وكان يونس من جملة الذين يتعاطون الشهادة ، أقام يشهد عند الحكام ستين سنة. نطق النسائي : "يونس ثقة "

مات سنة أربع وستين ومائتين، السنة التي توفي فيها المزني.

طبقات الفقهاء للشيرازي 99 طبقات الشافعية الكبرى 170 – 180 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/72 السير 12/348 تذكرة الحفاظ 2/527 تهذيب التهذيب 4/194

6- أبوعبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري. ولد سنة 182 ، وسمع من ابن وهب وأشهب من أصحاب مالك، وصحب الشافعي وتفقه به. ولازم الشافعى رضى الله عنه مدة ، وقيل : إذا الشافعي كان معجبا به لفرط ذكائه ، وحرصه على الفقه .

نطق أبوعمر الصدفى : "رأيت أهل مصر لا يعدلون به أحدا ، ويصفونه بالفهم والفضل والتواضع ".

ونطق أبوبكر بن خزيمة : " ما رأيت في فقهاء الإسلام أعهد بأقاويل الصحابة والتابعين من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ".

قلت :رجع محمد بن عبد الحكم الى ممضى الامام مالك بعد وفاة الشافعي لخلاف سقط بينه وبين البويطي .

وحمل في المحنة إلى بغداد ، ولم يُجب إلى ما طلب منه ، وَرُدَّ إلى مصر، وانتهت إليه الرياسة بمصر، ومات في سنة نيف وستين ومائتين.

طبقات الفقهاء للشيرازي 99 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 67 - 171 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/69 السير 12/497 تذكرة الحفاظ 2/546 الوافي بالوفيات 3/338 الديباج الممضى 231

7- الربيع بن سليمان بن داود الجيزي ، أبومحمد الأزدي مولاهم المصري . كان رجلا فقيها صالحا . توفي سنة 256 وقيل 257 .

طبقات الفقهاء للشيرازي 99 طبقات الشافعية الكبرى 132 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/64 السير 12/591 وفيات الأعيان 2/292 - 294

ومن أصحابه المكيين :

8- أبوبكر عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الأسدي الحميدي المكي ، محدث مكة وفقيهها .

كان قد أخذ عن مسلم بن خالد الزنجي ، والدراوردي ، وابن عيينة شيوخ الشافعي، ورحل مع الشافعي إلى مصر ، ولزمه حتى توفي الشافعي ، ثم عاد إلى مكة.

نطق أحمد بن حنبل: "الحميدي عندنا إمام جليل " . ونطق أبوحاتم : "أثبت الناس في ابن عيينة الحميدي " .

ونطق محمد بن إسحاق المروزي : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : "الأئمة في زماننا الشافعي والحميدي وأبوعبيد " .

ونطق علي بن خلف : سمعت الحميدى يقول : "ما دمت بالحجاز ، وأحمد بالعراق ، وإسحاق بخراسان لا يغلبنا أحد " .

نطق الحاكم أبوعبد الله : "الحميدي مفتي أهل مكة ومحدثهم ، وهولأهل الحجاز في السنة كأحمد بن حنبل لأهل العراق " .

مات بمكة سنة تسع عشرة ومائتين،

ونطق يعقوب بن سفيان الفسوي: ما رأيت أنصح للإسلام وأهله من الحميدي.

طبقات الفقهاء للشيرازي 99 و100 طبقات الشافعية الكبرى 140 – 143 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/66 السير 10/616 تذكرة الحفاظ 2/413 العقد الثمين 5/160

9- أبوالوليد موسى بن أبي الجارود المكي ، راوي كتاب الأمالي عن الشافعي ، وأحد الثقات من أصحابه والفهماء . كان فقيها جليلا أقام بمكة يُفتى الناس على ممضى الشافعى .

نطق أبوعاصم : "يرجع إليه عند اختلاف الرواية " .

طبقات الفقهاء للشيرازي100 ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 161 – 162 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/70

ومن أصحابه البغداديين :

10- الامام أبوعبد الله أحمد بن محمد بن حنبل إمام الممضى الحنبلي أمير المؤمنين في الحديث . ومناقبه لا تُحَد ولا تُحصر

نطق الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني: "ما قرأت على الشافعي حرفاً إلا وأحمد حاضر، وما مضىت إلى الشافعي مجلساً إلا وجدت أحمد فيه".

ونطق إبراهيم الحربي: "الشافعي أستاذ الأستاذين، أليس هوأستاذ أحمد،يا ترى؟ "

ونطق صالح بن أحمد: "سار أبي مع بغلة الشافعي فبعث إليه يحيى بن معين فنطق: أما رضيت إلا حتى تمشي مع بغلته،يا ترى؟ فنطق: يا أبا زكريا، ولومشيت إلى الجانب الآخر كان أنفع لك".

قلت : كلاهما استفاد من الآخر .

طبقات الفقهاء للشيرازي 100 ، طبقات الشافعية الكبرى 27 - 63 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/56 ستكون له ترجمة مفصلة ان شاء الله في ملتقى الممضى الحنبلي

11- الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي الامام أبوعلي الزعفراني: أحد رواة القديم كان إماما جليلا فقيها محدثا فصيحا بليغا ثقة ثبتا .

نطق الماوردي : "هوأثبت رواة القديم" .

نطق ابن حبان : "كان أحمد بن حنبل وأبوثور يحضران عند الشافعي وكان الحسن الزعفرانى هوالذى يتولى القراءة " .

نطق زكريا الساجي : سمعت الزعفراني يقول: " قدم علينا الشافعي فاجتمعنا إليه فنطق : التمسوا من يقرأ لكم فلم يجترئ أحد حتى يقرأ عليه غيري ، وكنت أحدثُ القوم سنا، ما كان في وجهى شعرة ، وإني لأتعجب اليوم من انطلاق لسانى بين يدى الشافعى ، وأتعجب من جسارتى يومئذ ، فقرأت عليه الخط كلها إلا كتابين ، فإنه قرأهما علينا : "كتاب المناسك" و"كتاب الصلاة"

ونطق أحمد بن محمد بن الجراح : سمعت الحسن الزعفراني يقول : "لما قرأت كتاب "الرسالة" على الشافعي ، نطق لي : من أي العرب أنت ،يا ترى؟ قلت : ما أنا بعربى ، وما أنا إلا من قرية ينطق لها الزعفرانية ، نطق : فأنت سيد هذه القرية " .

مات سنة ستين ومائتين، وهوالذي ينسب إليه درب الزعفراني ببغداد، وفيه مسجد الشافعي. نطق الشيخ أبوإسحاق الشيرازي رحمه الله: " وهوالمسجد الذي كنت أدرس فيه بدرب الزعفراني ولله الحمد والمنة" .

طبقات الفقهاء للشيرازي 100 ، طبقات الشافعية الكبرى 114 – 117 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/62 السير 12/262 تذكرة الحفاظ 2/525 وفيات الأعيان 2/74

12-أبوثور إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان ، أبوثور الكلبي البغدادي . الإمام الجليل أحد أصحابنا البغداديين قيل كنيته أبوعبد الله ولقبه أبوثور .

نطق أبوبكر الأعين : " سألت أحمد بن حنبل ما تقول في أبي ثور ،يا ترى؟ نطق : أعهده بالسُّنَّة منذ خمسين سنة ، وهوعندى في مسلاخ سفيان الثوري" .

ونطق ابن حبان : "كان أحد أئمة الدنيا ، فقها ، وفهما ، وورعا ، وفضلا ، وخيرا ، ممن صنف الخط وفرع على السنن وَذَبَّ عنها ، وَقَمَعَ مُخالفيها " .

ونطق أبوثور : "كنت من أصحاب محمد بن الحسن ، فلما قدم الشافعي علينا جئت إلى مجلسه شبه المستهزئ ، فسألته عن مسألة من الدور فلم يجبني . ونطق: كيف من الممكن أن تحمل يديك في الصلاة؟ فقلت: هكذا. فنطق: أخطأت. فقلت: هكذا . نطق: أخطأت، قلت: فكيف أصنع،يا ترى؟ فنطق: حدثني سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان يحمل يديه حذومنكبيه ، وإذا ركع وإذا حمل" . نطق أبوثور: فسقط في نفسي ذلك ، فجعلت أزيد في المجيء ، وأقصر من الاختلاف إلى محمد بن الحسن . فنطق محمد لي يوماً: يا أبا ثور أحسب هذا الحجازي قد غلبنا عليك . قلت: أجل، الحق معه. نطق: فكيف ذاك ،يا ترى؟ قلت: كيف من الممكن أن تحمل يديك في الصلاة،يا ترى؟ فأجابني على نحوما أجبت الشافعي . فقلت: أخطأت . نطق: كيف من الممكن أن أصنع ،يا ترى؟ قلت: حدثني الشافعي عن سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه حتى النبي صلى الله عليه وسلم " كان يحمل يديه حذومنكبيه ، وإذا ركع وإذا حمل ". نطق أبوثور: فلما كان بعد شهر ، وفهم الشافعي أني قد لزمته للتفهم منه نطق: يا أبا ثور، خذ مسألتك في الدور فإنما منعني حتى أجيبك يومئذ لأنك كنت متعنتاً.

طبقات الفقهاء للشيرازي101 ، طبقات الشافعية الكبرى 174 – 180 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/55 السير 12/72 تذكرة الحفاظ 2/512 الوافي بالوفيات 5/344

13- الحارث بن سُرَيج الننطق: توفي سنة ست وثلاثين ومائتين، وهوالذي حمل كتاب الرسالة إلى عبد الرحمن بن مهدي الإمام ، ولهذا قيل له الننطق .

طبقات الفقهاء للشيرازي 102 طبقات الشافعية الكبرى 112 – 113 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/60

14- أبوعلي الحسين بن علي الكرابيسي . كان إماما جليلا جامعا بين الفقه والحديث . تفقه أولا على ممضى أهل الرأي ، ثم تفقه للشافعي

نطق الخطيب : "حديث الكرابيسي يَعِزُّ جدا ، وذلك حتى أحمد بن حنبل كان يتحدث فيه بسبب مسألة اللفظ ، وهوأيضا كان يتحدث في أحمد ، فتجنب الناس الأخذ عنه لهذا السبب " .

نطق السبكي : " كان أبوعلي الكرابيسي من متحدثي أهل السنة ، أستاذا في فهم الكلام ، كما هوأستاذ في الحديث والفقه ، وله كتاب في الموضوعات " .

مات سنة خمس وقيل ثمان وأربعين ومائتين، له تصانيف كثيرة في أصول الفقه وفروعه. طبقات الفقهاء للشيرازي 102 ، طبقات الشافعية الكبرى 117 – 126 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/63 سير أعلام النبلاء 12/79

15- عبد العزيز بن يحيى بن عبدالعزيز الكناني: المكي المتحدث، وهوالذي ناظر بشراً المريسي عند المأمون في نفي خلق القرآن.

نطق داود بن علي: "هوأحد أصحاب الشافعي، أخذ عنه وطالت صحبته واتباعه له ، وخرج معه إلى اليمن ".

نطق الخطيب : "وكان من أهل الفهم والفضل ، وله مصنفات عدة ، وكان ممن تفقه بالشافعى ، واشتهر بصحبته " .

نطق السبكي : " وعلى أنه كان ناصرا للسنة في نفي خلق القرآن ، كما دلت عليه مناظرته مع بشر ، وكتاب "الحيدة" المنسوب إليه فيه أمور مستشنعة ، لكنه كما نطق شيخنا المضىى : لم يصح إسناده إليه ، ولا ثبت أنه من كلامه ، فلعله وضع عليه " .

طبقات الفقهاء للشيرازي103 ، طبقات الشافعية الكبرى 144 – 145

16- علي بن عبد الله بن جعفر المَدِيني . أحد أئمة الحديث وحملائهم، ومن انعقد الإجماع على جلالته وإمامته وله التصانيف الحسان. مولده سنة إحدى وستين ومائة . خط عن الشافعي كتاب "الرسالة " وحملها إلى عبد الرحمن بن مهدي فأعجب بها. نطق أبوحاتم : "كان ابن المدينى فهما في الناس في فهم الحديث والعلل ، وما سمعت أحمد سماه قط إنما كان يكنيه ، تبجيلا له " .

وعن ابن عيينة: "يلوموننى على حُبِّ ابن المديني،والله لما أتفهم منه أكثر مما يتفهم مني".

وعنه : "لولا ابن المديني ما جلست " .

وعن عبد الرحمن بن مهدي أنه نطق : "ابن المديني أفهم الناس بحديث رسول الله وخاصة بحديث ابن عيينة " .

طبقات الفقهاء للشيرازي 103 طبقات الشافعية الكبرى 145 – 150 تاريخ بغداد 11 / 458، السير 11/41 473 ، طبقات الحنابلة 1 / 225، 228، تذكرة الحفاظ 2 / 428، 429، العبر 1 / 418، البداية والنهايةعشرة / 312، تهذيب التهذيبسبعة / 349، 357، النجوم الزاهرة 2 / 276، 277، طبقات الحفاظ: 184، خلاصة تذهيب الكمال: 275، شذرات المضى 2 / 81.

المصادر

• الملتقى الفقهي