هدم نظرية التطور فى 20 سؤالا

عودة للموسوعة

هدم نظرية التطور فى 20 سؤالا

هدم نظرية التطور في 20 سؤالا-1


مقدمة

لقد طُرحت نظرية التطور منذ نحو150 سنة، وكان لها تأثير كبير على الكيفية التي ينظر بها الناس إلى العالم. إذ تقترح هذه النظرية كذبة تقوم على حتى الناس قد ظهروا في هذا العالم نتيجة المصادفةوأنهم "نوع من الحيوانات". وفضلا عن ذلك، تعلِّم هذه النظرية الناس حتى القانون الوحيد في الحياة هوالصراع الأناني من أجل البقاء على قيد الحياة. وتتضح آثار هذه الفكرة بشكل جلي في القرنين التاسع عشر والعشرين؛ وذلك من خلال تزايد أنانية الناس، والانحطاط الأخلاقي في المجتمع، وسرعة انتشار المصلحة الذاتية، والقسوة، والعنف، ونشوء أيديولوجيات شمولية ودموية مثل الفاشية والشيوعية، والأزمات الاجتماعية والفردية التي تظهر حدثا ابتعد الناس عن أخلاقيات الدين، ...

وقد تم تناول النتائج الاجتماعية لنظرية التطور في خط أخرى للمؤلف (انظر خط هارون يحيى التي تحمل عناوين "المصائب التي جلبتها نظرية التطور للإنسانية"، "الشيوعية تترقب وتتهيأ"، "السحر المظلم للداروينية"، "الداروينية دين". وقد كشفت تلك الخط حتى هذه النظرية، التي تدعي أنها "فهمية"، ليس لها أي أساس فهمي على الإطلاق، وأنها تعبير عن سيناريويدافع عنه مؤيدوه بتعنت على الرغم من جميع الحقائق، وهولا يعدوحتىقد يكون مجرد خرافات.

ومن الضروري حتى يطلع على هذه الخط أولئك الذين يرغبون في فهم الجوهر الحقيقي لنظرية التطور ووجهة النظر الداروينية "العالمية" التي جَرَّت العالم بشكل منظم نحوالعنف، والوحشية، والقسوة، والصراع خلال السنوات المائة والخمسين الأخيرة.

وسيتناول هذا الكتاب بطلان نظرية التطور من منظور أعم. وسيتصدى الكتاب أيضا لانادىءات أنصار التطور حول موضوعات معينة من خلال أسئلة كثيرا ما تطرح دون حتى تُفهم معانيها فهما كاملا. ويمكنك حتى تجد الإجابات المقدمة في هذا الكتاب بقدر أكبر من التفصيل الفهمي في خط أخرى للمؤلف مثل "خديعة التطور"، و"دحض الداروينية".



1- لما لا تعتبر نظرية التطور نظرية سليمة من الناحية الفهمية؟

تؤكد نظرية التطور حتى الحياة على الأرض وليدة المصادفة، وأنها نشأت من تلقاء نفسها نتيجة ظروف طبيعية. ولكن هذه النظرية ليست قانونا فهميا ولا حقيقة مثبَتة، إذ تكمن تحت هذه القابلة الفهمية الكاذبة وجهة نظر عالمية مادية يحاول الداروينيون فرضها على المجتمع. وتستند أسس هذه النظرية، التي دحضها الفهم في جميع فرع من فروعه، إلى إيحاءات ووسائل نادىئية تقوم على الخداع، والكذب، والتناقض، والغش، والحيل البارعة.

لقد تم تقديم نظرية التطور بوصفها فرضية تخيلية في سياق الفهم الفهمي البدائي الذي ساد القرن التاسع عشر، وحتى يومنا هذا لم يدعم هذه النظرية أي اكتشاف أوتجربة فهمية. بل على العكس، فإن جميع الوسائل التي استخدمت لتأكيد النظرية أثبتت شيئا واحدا ألا وهو: بطلان النظرية.

ومع ذلك، يعتقد كثير من الناس حتى الآن حتى النظرية حقيقة مثبتة مثل قوة الجاذبية أوقانون الطفو. وذلك، كما ذكرنا في البداية، يعود إلى حتى طبيعة نظرية التطور تختلف اختلافا كبيرا في جوهرها عما هومفترض في العادة، لذلك يجهل بعض الناس الأسس الفاسدة التي تقوم عليها هذه النظرية، وكيف حتى الفهم يدحضها في جميع مناسبة، وكيف حتى أنصار التطور يحاولون إبقاءها على قيد الحياة رغم دخولها في طور الاحتضار. ولا يجد أنصار التطور أي أدلة سوى فرضيات غير مؤكدة، وملاحظات مريبة وغير واقعية، ورسوم خيالية، ووسائل إيحاء نفسي، وأكاذيب لا حصر لها، وأساليب احتيال بارعة.

واليوم، أثبتت فروع فهمية مثل فهم الحفريات، والوراثة، والكيمياء الحيوية، والأحياء الجزيئية استحالة حتى تكون الحياة قد نشأت بالمصادفةأوحتى تكون قد ظهرت من تلقاء نفسها نتيجة ظروف طبيعية. وهناك اتفاق سائد في الأوساط الفهمية على حتى الخلية الحية تشكل أعقد هجريب قابلته البشرية حتى الآن. وقد كشف الفهم الحديث حتى التعقيد الموجود في هجريب خلية حية واحدة وفي ترابط نظمها يفوق ذلك الموجود في أي مدينة كبرى. ولا يمكن حتى يعمل هذا الهجريب المعقد إلا إذا نشأت جميع أجزائه المتفرقة في وقت واحد وفي حالة عمل على أكمل وجه، وإلا فسيكون هذا الهجريب بلا جدوى وسينهار بمرور الوقت ويختفي. ولا يمكننا حتى نتسقط ظهور أجزاء هذا الهجريب بمحض المصادفةعلى مدى ملايين السنين كما تدعي نظرية التطور. ولهذا السبب، يتضح بجلاء من خلال التصميم المعقد لخلية واحدة فحسب حتى الله سبحانه وتعالى خلق الحياة (لمزيد من التفاصيل، انظر كتاب هارون يحيى بعنوان "الإعجاز في الخلية"). ومع ذلك، لا يريد أولئك المدافعون عن الفلسفة المادية قبول حقيقة الخلق لأسباب أيديولوجية متنوعة. ذلك حتى ظهور وانتشار مجتمعات تعيش في ظل هذا المبدأ الخلقي الجميل الذي يستمده الإنسان من الدين الحق عن طريق أوامر الله ونواهيه لا يخدم مصالح هؤلاء الماديين. فوجود جماهير مجردة من أي قيم روحية أوأخلاقية يتلاءم أكثر مع أغراض هؤلاء الناس، لأنهم يتمكنون بذلك من التلاعب بتلك الجماهير من أجل تحقيق مصالحهم الدنيوية. ولهذا السبب، يحاول هؤلاء الناس فرض نظرية التطور، وإبقاءها على قيد الحياة مهما كان الثمن، لأنها تروج لكذبة مفادها حتى البشر لم يُخلقوا بل نشأوا بمحض المصادفةوتطوروا عن الحيوانات. وعلى الرغم من جميع الأدلة الفهمية الواضحة التي تقوض أسس نظرية التطور وتؤكد حقيقة الخلق، فإن أنصار التطور يتجردون من جميع مسببات المنطق ويدافعون عن هذا الهراء حدثا سنحت لهم الفرصة.

لقد برهنت التجارب الفهمية في الواقع استحالة حتى تكون أول خلية حية، أوحتى جزيء واحد من ملايين جزيئات البروتين في تلك الخلية، قد نشأت بالمصادفة. ولم يثبت ذلك من خلال التجارب والملاحظات فحسب، بل أيضا من خلال حسابات الاحتمالية الرياضية. وبعبارة أخرى، تنهار نظرية التطور عند المستوى الأولى ألا وهي: تفسير نشوء أول خلية حية.

ويستحيل حتى تكون الخلية، أصغر وحدة للحياة، قد ظهرت مصادفة في الظروف البدائية غير الخاضعة لأي ضوابط في الأيام الأولى لتكوين الأرض، كما يريدنا أنصار التطور حتى نصدق، ولا تقتصر الاستحالة على هذا الفرض فحسب، ذلك حتى تصنيع هذه الخلية غير ممكن حتى في أكثر معامل القرن العشرين تقدما. إذا الأحماض الأمينية، التي تمثل وحدات بناء البروتينات المكوِنة للخلية الحية، تعجز عن تكوين الجزيئات العضوية organelles في الخلية مثل الفتيلات الخيطية mitochondria ، أوالريبوسومات ribosomes ، أوأغشية الخلايا cell membranes ، أوشبكة الخلية الباطنية endoplasmic reticulum ، ناهيك عن تكوين خلية كاملة. ولهذا السبب، يظل الانادىء بأن التطور قد أوجد أول خلية حية بمحض المصادفةنتاجا لوهم قائم كليا على الخيال. وتشكل الخلية الحية، التي ما زالت تحوي كثيرا من الأسرار غير المفسَّرة، إحدى أكبر العقبات التي تقابل نظرية التطور. وهناك مأزق آخر كبير من وجهة نظر التطور ألا وهوجزيء (د ن أ) الموجود في نواة الخلية الحية، وهوتعبير عن نظام تشفير يتكون من 3.5 بليون وحدة تتضمن جميع تفاصيل الحياة. وفي أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات، تم اكتشاف جزيء (د ن أ) لأول مرة عند دراسة البلّورات بالأشعة السينية، وهوتعبير عن جزيء ضخم يتسم بقدر عال من التميز من ناحيتي التخطيط والتصميم. ولسنوات عديدة، آمن فرانسيس كريك Francis Crick ، الحائز على جائزة نوبل، بنظرية التطور الجزيئي، ولكن حتى هواضطُّر في النهاية للاعتراف لنفسه بأن مثل هذا الجزيء المعقد لا يمكن حتىقد يكون قد نشأ تلقائيا بمحض المصادفةنتيجة عملية تطورية:

"لا يسع الإنسان الصادق، المزوَّد بكل الفهم المتاحة لدينا الآن، إلا حتى يعلن أنه، من بعض النواحي، يظهر أصل الحياة في الوقت الحاضر أقرب ماقد يكون إلى المعجزة". 1

وقد اضطر الأستاذ الهجري نصير التطور، علي دِميرسوي Ali Demirsoy ، إلى تقديم الاعتراف التالي حول هذا الموضوع:

"في الواقع، إذا احتمال تكوُّن بروتين وحمض نووي (د ن أ – ر ن أ) احتمال أبعد من حتى يخضع للتقييم. وعلاوة على ذلك، فإن فرصة نشوء سلسلةٍ بروتينيةٍ معينةٍ ضئيلةٌ للغاية بحيث يمكن اعتبارها فرصة فلكية". 2

ويسلم هومر جاكوبسون Homer Jacobson ، أستاذ كرسي في الكيمياء، باستحالة تكوُّن الحياة بمحض المصادفة:

"إن التعليمات اللازمة لإعادة إنتاج التصميمات، والطاقة، واستخلاص أجزاء من البيئة الحالية، وتسلسل النمو، وقيام آلية الاستجابة للتأثير effector mechanism بتحويل الأوامر إلى نمو– جميع هذا كان لا بد حتى يوجد في آن واحد في تلك اللحظة (عند بدء الحياة). وقد بدا حتى توافق هذه الأحداث مصادفة غير محتملة على الإطلاق".3

ويمثل سجل الحفريات هزيمة أخرى ساحقة لنظرية التطور. ذلك أنه من بين جميع الحفريات التي اكتشفت على مدار السنين، لا يوجد أي أثر لأي أشكال وسيطة لا بد من توافرها لوكانت الكائنات الحية قد تطورت من طور إلى آخر من أنواع بسيطة إلى كائنات أكثر تعقيدا، كما تدعي نظرية التطور. ولوكانت هذه الكائنات قد وُجدت في الحقيقة، لكانت هناك الملايين، بل البلايين، منها. والأهم من ذلك، كان يجب حتى تكون بقايا هذه الكائنات موجودة في سجل الحفريات. ولوكانت هذه الأشكال الوسيطة قد وجدت حقا، لكانت أعدادها أكبر بكثير من أعداد أنواع الحيوانات التي نعهدها اليوم، ولَما خَلا مكان في العالم من بقاياها الحفرية. ويبحث أنصار التطور عن هذه الأشكال الوسيطة في جميع البحوث المحمومة التي أجريت على الحفريات منذ القرن التاسع عشر. ومع ذلك، لم يجدوا أي أثر لهذه الأشكال الوسيطة، على الرغم من سعيهم الحثيث لإيجادها طوال المائة والخمسين سنة الماضية.

وباختصار، يبين سجل الحفريات حتى أنواع الأحياء ظهرت فجأة وبكامل تكوينها، ولم تتطور من أشكال بدائية إلى أشكال متقدمة كما تدعي نظرية التطور.

لقد حاول أنصار التطور جاهدين حتى يجدوا أدلة تدعم نظريتهم المزعومة، ولكنهم في الواقع أثبتوا بأيديهم استحالة حدوث أي عملية تطورية. وختاما، يكشف الفهم الحديث عن الحقيقة التالية غير القابلة للجدل: لم تنشأ الكائنات الحية نتيجة مصادفة عمياء، بل خلقها الله جل جلاله.

2- كيف من الممكن أن يثبت انهيار نظرية التطور حقيقة الخلق؟

عندما نتساءل عن كيفية نشأة الحياة على الأرض، نحصل على إجابتين مختلفتين: الأولى هي حتى الكائنات الحية نشأت من خلال التطور. ووفقا لنظرية التطور، التي تتبنى هذا الانادىء، فقد بدأت الحياة مع أول خلية تكونت هي ذاتها بمحض المصادفةأووفقا لقوانين طبيعية افتراضية قائمة على "التنظيم الذاتي". ومرة أخرى، نتيجة للمصادفة والقوانين الطبيعية، نمت هذه الخلية الحية وتطورت، وعن طريق اتخاذها أشكالا مختلفة نشأ على الأرض ملايين الأنواع من الأحياء.

أما الإجابة الثانية فهي "الخلق". فقد اتىت جميع الكائنات الحية إلى حيز الوجود بعد حتى خلقها خالق مبدع. وعندما خُلقت لأول مرة الحياة وملايين الأشكال التي تتخذها، والتي لا يمكن حتى تكون قد ظهرت بمحض المصادفة، كان لها نفس التصميم الكامل المتميز الخالي من العيوب الذي يميزها اليوم. وهناك برهان واضح على ذلك يتجسد في حقيقة أنه حتى أبسط أشكال الحياة تتضمن هذه التراكيب والنظم المعقدة التي لا يمكن أبدا حتى تكون قد اتىت وليدة المصادفةوالظروف الطبيعية.

وبعيدا عن هذين البديلين، لا يوجد اليوم انادىء أوفرضية ثالثة فيما يتصل بكيفية نشأة الحياة. ووفقا لقواعد المنطق، إذا ثبت خطأ إحدى إجابتين محتملتين بديلتين لسؤال ما، فلا بد حتى تكون الإجابة الأخرى هي الإجابة السليمة. ويطلق على هذه القاعدة، التي تعتبر إحدى القواعد الأساسية في فهم المنطق، اسم الاستدلال التخييري disjunctive inference (modus tollendo ponens) .

وبعبارة أخرى، إذا ثبت حتى أنواع الأحياء على الأرض لم تتطور بمحض المصادفة، كما تدعي نظرية التطور، فإن ذلك يعد دليلا واضحا على أنها تشكلت على يدي خالق. ويتفق الفهماء الداعمون لنظرية التطور على عدم وجود بديل ثالث. وقد صدر عن أحد هؤلاء الفهماء، دوجلاس فوتويما Douglas Futuyma ، التصريح التالي: إما حتى تكون الكائنات الحية قد ظهرت على الأرض كاملة التطور وإما ألا تكون. وإذا لم تكن قد ظهرت كاملة التطور، فلابد أنها تطورت من خلال إحدى عمليات التحوير عن أنواع كانت موجودة من قبل. وإذا كانت قد ظهرت كاملة التطور، فلا بد أنها قد خُلقت بالعمل بواسطة قوة عاقلة غير محدودة القدرة."4

ويجيب سجل الحفريات على فوتويما نصير التطور، إذ بيّن فهم الحفريات حتى جميع مجموعات الأحياء ظهرت على الأرض في أزمنة مختلفة، وعلى نحومفاجئ، وفي شكل كامل.

وجدير بالذكر حتى جميع الاكتشافات الناتجة عن الدراسات وعمليات الكشف عن الحفريات التي أجريت على مدار المائة عام الماضية تقريبا بيّنت، خلافا لتسقطات أنصار التطور، حتى الكائنات الحية ظهرت فجأة وفي شكل تام وخال من العيوب. وبعبارة أخرى، فإن هذه الكائنات قد "خُلقت". فالبكتيريا، والحيوانات وحيدة الخلية، والديدان، والرخويات، والكائنات البحرية الأخرى اللافقارية، والمفصليات، والأسماك، والبرمائيات، والزواحف، والطيور، والثدييات ظهرت كلها فجأة بأعضائها وأجهزتها المعقدة. ولا توجد أي حفريات تبين أيا من الأشكال "الانتنطقية" المزعومة التي تربط بينها. وينطوي فهم الحفريات على نفس المغزى شأنه في ذلك شأن فروع الفهم الأخرى: لم تتطور الكائنات الحية بل خُلقت. ونتيجة لذلك، بينما كان أنصار التطور يحاولون إثبات نظريتهم غير الواقعية، قدموا بأيديهم الدليل على الخلق.

وقد اعترف روبرت كارول Robert Carroll ، الخبير في حفريات الفقاريات وأحد أنصار التطور المتعصبين، بأن الأمل الدارويني لم يتحقق من خلال الاكتشافات الحفرية: "على الرغم من انقضاء مائة عام على الجهود الحثيثة التي بذلت لجمع الحفريات وعلى وفاة داروين، فسنجد حتى سجل الحفريات لم يقدم حتى الآن الصورة التي تسقطها داروين للروابط الانتنطقية المتنوعة التي لا حصر لها". 5 الانفجار الكمبري كفيل بهدم نظرية التطور


- ماريللا Marella : أحد الكائنات الحفرية المثيرة التي عُثر عليها في طَفْل بيرجِس Burgess Shale ، وهوتكوين صخري كمبري. - حفرية من العصر الكمبري
الهالوسيجينيا Hallucigenia : أحد الكائنات التي ظهرت فجأة في العصر الكمبري. وتتميز هذه الحفرية وكثير من حفريات العصر الكمبري الأخرى بأشواك قاسية حادة تحميها من الهجوم. والشيء الذي يعجز أنصار التطور عن تفسيره هوكيف من الممكن أن يمكن حتىقد يكون لهذه الكائنات مثل هذا النظام الدفاعي الفعال في حين لم تكن هناك حيوانات مفترسة حولها. ولا شك في حتى عدم وجود حيوانات مفترسة يجعل تفسير هذه الأشواك بواسطة الانتقاء الطبيعي أمرا محالا.

إذن، كيف من الممكن أن حدثت هذه الاختلافات،يا ترى؟


يقسِّم فهماء الأحياء عالم الأحياء إلى مجموعات أساسية مثل النباتات، والحيوانات، والفطريات، إلخ. وتنقسم هذه المجموعات بدورها إلى "شعب" phyla” “ مختلفة. وعند تصنيف هذه الشعب، يجب حتى يؤخذ في الاعتبار حقيقة حتى جميع شعبة من هذه الشعب تتميز بهجريب جسماني يختلف اختلافا كاملا عما سواه. عملى سبيل المثال، تعتبر شعبة المفصليات Arthropoda (التي تتضمن الحشرات، والعناكب، وكائنات أخرى ذات أرجل مفصلية)، شعبة قائمة بذاتها، وتتسم جميع الحيوانات المندرجة تحتها بنفس الهجريب الجسماني الأساسي. وتتضمن شعبة الحبلياتChordata كائنات لها حبل ظهري، أوحسب التسمية الشائعة، عمود فقري. وجدير بالذكر حتى جميع الحيوانات الكبيرة مثل الأسماك، والطيور، والزواحف، والثدييات التي نألفها في حياتنا اليومية تندرج تحت شعبة فرعية من الحبليات تعهد باسم الفقاريات. وتوجد نحو35 شعبة مختلفة من الحيوانات، منها شعبة الرخوياتMollusca التي تتضمن كائنات رخوة مثل القواقع والأخطبوطات، أوشعبة الخيطياتNematoda التي تتضمن ديدانًا متناهية الصغر. وأهم خاصية في هذه الشعب، كما ذكرنا آنفا، هي اختلاف سماتها الجسمانية اختلافا كاملا عما سواها. إذ تتميز الفئات المندرجة تحت الشعبة الواحدة بتشابه التصميم الجسماني الأساسي، ولكن الشعب تختلف اختلافا تاما فيما بينها.

ظهرت الكثير من اللافقاريات المعقدة كنجم البحر وقنديل البحر فجأة قبل نحو500 مليون سنة دون حتى يوجد قبلها السلف التطوري المزعوم. وبعبارة أخرى، لقد خُلقت. وهي لا تختلف عن مثيلاتها التي تعيش اليوم.

دعونا أولا نتناول الفرضية الداروينية. كما نفهم، فإن الداروينية تفترض حتى الحياة قد نشأت عن سلف واحد مشهجر، واتخذت جميع أشكالها المتنوعة من خلال سلسلة من التغييرات الطفيفة. وفي هذه الحالة، لا بد حتى تكون الحياة قد نشأت أولا في أشكال متشابهة وبسيطة للغاية. ووفقا لنفس النظرية، لا بد حتى تكون الاختلافات بين الكائنات الحية والتعقيدات المتزايدة فيها قد حدثت بالتوازي مع مرور الوقت. ووفقا للداروينية، ينبغي حتى تكون الحياة مثل الشجرة، لها جذر مشهجر يتفرع لاحقا إلى غصون مختلفة. ويتم التأكيد على هذه الفرضية باستمرار في المصادر الداروينية، حيث يكثر استخدام مبدأ "شجرة الحياة". ووفقا لمبدأ الشجرة هذا، لا بد أولا حتى تنشأ شعبة ما، ثم تظهر شعبة أخرى ببطء مع حدوث تغييرات دقيقة على مدار فترات زمنية طويلة جدا.

هذا ما تدعيه نظرية التطور. ولكن هل هذه هي الكيفية التي سارت بها الأحداث حقا،يا ترى؟ 

بترا لا. بل على العكس تماما، كانت الحيوانات شديدة الاختلاف والتعقيد منذ اللحظة الأولى لنشأتها. فقد ظهرت جميع شعب الحيوانات المعروفة اليوم في نفس الوقت، في منتصف الحقبة الجيولوجية المعروفة باسم العصر الكمبري. والعصر الكمبري تعبير عن حقبة جيولوجية يُقدر أنها استمرت لنحو65 مليون سنة، أي ما بين نحو570 إلى 505 مليون سنة ماضية. ولكن الظهور المفاجئ لمجموعات الحيوانات الرئيسية قد استغرق فترة زمنية قصيرة من العصر الكمبري، وتعهد هذه الفترة غالبا باسم "الانفجار الكمبري". وقد ذكر ستيفان سي. مِيِر Stephen C. Meyer ، وبي. إيه. نِلسون P. A. Nelson ، وبول شين Paul Chien ، في منطقة تستند إلى دراسة مفصلة للأدبيات في هذا المجال بتاريخ 2001، ذكروا حتى "الانفجار الكمبري وقع خلال فترة زمنية قصيرة للغاية من الزمن الجيولوجي، لم تدم لأكثر منخمسة ملايين سنة".ستة

وقبل ذلك، لم يكن هناك أي أثر في سجل الحفريات لأي شيء باستثناء الكائنات وحيدة الخلية وبضع كائنات بدائية للغاية من متعددات الخلايا. ونشأت جميع الشعب الحيوانية في أكمل شكل وعلى نحوفجائي خلال فترة زمنية قصيرة للغاية تعهد بالانفجار الكمبري. (خمسة ملايين سنة فترة قصيرة للغاية من الناحية الجيولوجية!).


3- إلى أي مدى تمتد آثار الإنسان،يا ترى؟ ولماذا لا تدعم هذه الآثار نظرية التطور؟

يجب حتى نتحول إلى سجل الحفريات كي نعثر على إجابة للسؤال التالي: متى ظهر الإنسان على الأرض،يا ترى؟ ذلك حتى هذا السجل يبين حتى ظهور الإنسان يمتد إلى ملايين السنين الماضية. وتتكون هذه الاكتشافات من هياكل عظمية، وجماجم، وبقايا أناس عاشوا في مختلف الأزمنة. ويتمثل أحد أقدم آثار الإنسان في "آثار الأقدام" التي عثرت عليها عالمة الحفريات الشهيرة ماري ليكي Mary Leakey في سنة 1977 بمنطقة ليتولي Laetoli في تنزانيا.

وأثارت هذه البقايا ضجة كبيرة في دنيا العلوم. فقد أشارت البحوث إلى حتى تلك الآثار كانت موجودة في طبقة عمرها 3.6 مليون سنة. وخط راسل تاتل Russle Tuttle ، الذي شاهد آثار الأقدام، ما يلي:

"من الممكن حتىقد يكون هوموسابيانس صغير حافي القدمين قد خلَّف هذه الآثار ... وعند دراسة جميع السمات التشكلية القابلة للتمييز، لا يمكن التمييز بين أقدام الأفراد الذين خلفوا تلك الآثار وبين أقدام البشر العصريين".9


وكشفت الدراسات المحايدة التي أجريت على آثار الأقدام عن أصحابها الحقيقيين. وفي الواقع، تألفـت آثار الأقدام هذه من 20 أثرا متحجرا لإنسان عصري في العاشرة من عمره و27 أثرا لإنسان يصغره عمرا. وأيد هذه النتيجة مشاهير فهماء الأنثروبولوجيا القديمة من أمثال دون جونسون Don Johnson وتيم وايت Tim White ، اللذين فحصا الآثار التي اكتشفتها ماري ليكي. وكشف وايت عن أفكاره قائلا: "لا يوجد أدنى شك ... في حتى هذه الآثار تشبه آثار أقدام الإنسان العصري . فإذا تُرك أحد هذه الآثار اليوم على رمال أحد شواطئ كاليفورنيا، وسئل طفل في الرابعة من عمره عن ماهيتها، سيجيب على الفور حتى شخصا ما سار هناك. ولن يستطيع هذا الطفل، ولا أنت كذلك، التمييز بينها وبين مئات الآثار الأخرى المطبوعة على رمال الشاطئ. ".10

أثارت آثار الأقدام هذه جدلا مهما في أوساط أنصار التطور. ذلك أنهم إذا قبلوا حتى هذه الآثار هي آثار أقدام آدمية فسيعني ذلك حتى التطور الخيالي الذي صاغوه في أذهانهم من القرد إلى الإنسان لم يعد من الممكن الاعتداد به بعد الآن. ومع ذلك، بدأ المنطق التطوري الدوغماتي يبرز من حديث في تلك الفترة. ومرة أخرى، تخلى معظم الفهماء المناصرين للتطور عن الفهم من أجل أهوائهم، وادعوا حتى آثار الأقدام التي عثر عليها في ليتولي تخص كائنا شبيها بالقرد. وخط راسل تاتل، أحد أنصار التطور الذين دافعوا عن هذا الانادىء، قائلا:

"خلاصة الأمر هي حتى آثار الأقدام البالغة من العمر 3.5 مليون سنة والتي عثر عليها في المسقط G بمنطقة ليتولي تشبه آثار الأقدام المعتادة لإنسان عصري لا ينتعل حذاء. ولا توحي أي من سماتها حتى هومينيدات (بشريات) ليتولي كانت حيوانات ثنائية القدمين أقل قدرة منا. ولولم يكن معروفا حتى آثار الأقدام التي اكتشفت في المسقط G قديمة جدا، لاستنتجنا على الفور حتى فردا من أفراد جنسنا الهوموقد خلفها وراءه... وعلى أي حال، يجب حتى نصرف النظر عن الافتراض غير الدقيق بأن آثار أقدام ليتولي قد خلفها فرد من نوع لوسي ، أي أسترالوبيثيكوس عفارنسز Australopithecus afarensis *"" .11

ومن بين أقدم المخلفات الإنسانية بقايا كهف حجري عثر عليه لويس ليكي Louis Leakey في ممر ألدوفاي Olduvai Gorge في السبعينيات. وقد عثر على بقايا الكوخ في طبقة عمرها 1.7 مليون سنة. ومن المعروف حتى مثل هذا النوع من البنيان، الذي ما زالت هناك نماذج شبيهة له تستخدم في إفريقيا حتى يومنا هذا، لا يمكن حتى يبنيه غير الهوموسابيانس (الإنسان الحكيم) Homo Sapiens ، وبعبارة أخرى الإنسان العصري. وتتمثل أهمية هذه البقايا في أنها تكشف حتى الإنسان عاش في نفس الوقت الذي عاشت فيه أشباه القردة المزعومة التي يصورها أنصار التطور على أنها أسلافه.


وكان لفك الإنسان العصري البالغ من العمر 2.3 مليون سنة، الذي عثر عليه في منطقة هدار Hadar بإثيوبيا، أهمية كبيرة لأنه بيّن حتى الإنسان العصري وُجد على الأرض قبل فترة أطول مما تسقطه أنصار التطور.12

وتتمثل إحدى أقدم وأكمل الحفريات البشرية في الحفرية KNM-WT 1500 ، المعروفة أيضا باسم الهيكل العظمي "لطفل توركانا" “Turkana Child” . وقد وصف نصير التطور دونالد يوهانسون Donald Johanson الحفرية البالغ عمرها 1.6 مليون سنة بالعبارات التالية:

"كان طويلا ونحيفا، ويشبه في شكله الجسماني ونسب أوصاله الأفارقة الحاليين الذي يعيشون عند خط الاستواء. وعلى الرغم من صغر سنه، فإن أوصاله تضاهي في مقاييسها تقريبا متوسط مقاييس الذكور البيض البالغين في أمريكا الشمالية".13

وقد تأكد حتى الحفرية خاصة بصبي في الثانية عشرة من عمره، كان سيبلغ طوله 1.83 متر في فترة المراهقة. ونطق عالم الأنثروبولوجيا القديمة الأمريكي آلان ووكر Alan Walker إنه يشك في حتى "بمقدور عالم الحفريات العادي حتى يفرق بين الهيكل العظمي الأحفوري وبين الهيكل العظمي لإنسان عصري". وخط ووكر فيما يتعلق بالجمجمة أنه ضحك عندما رآها لأنها "تشبه كثيرا جمجمة الإنسان النياندرثالي".14

ومن الحفريات البشرية التي حظيت بأكبر قدر من الاهتمام تلك التي عثر عليها في أسبانيا في سنة 1995. وقد تم اكتشاف الحفرية موضع النقاش في كهف يدعى جران دولينا Gran Dolina في منطقة أتابويركا Atapuerca بأسبانيا على يد ثلاثة فهماء أسبان من جامعة مدريد متخصصين في الأنثروبولوجيا القديمة. وكشفت الحفرية عن وجه صبي في الحادية عشرة من عمره كان يظهر مثل الإنسان العصري تماما، على الرغم من مرور800.000 سنة على وفاته. وقد هزت هذه الحفرية أيضا ما كان مقتنعا به خوان لويس أرساجا فريراس Juan Luis Arsuaga Ferreras نفسه، الذي قاد عمليات الكشف في جران دولينا. ونطق فريراس:

"لقد تسقطنا حتى نجد شيئا كبيرا، شيئا ضخما، شيئا منتفخا... كما تفهم، شيئا بدائيا. لقد تسقطنا حتىقد يكون غلام عمره 800.000 سنة مشابها لطفل توركانا. ولكن ما عثرنا عليه كان وجها عصريا تماما... بالنسبة لي كان الأمر مثيرا للغاية... إذا العثور على شيءٍ كهذا غيرِ متسقط على الإطلاق لهُوَ من الأمور التي تهز كيانك. فعدم العثور على حفريات أمر غير متسقط، تماما مثل العثور عليها، ولكن لا بأس. إلا حتى أروع ما في الأمر هوحتى تجد شيئا في الماضي كنت تعتقد أنه ينتمي إلى الحاضر. إذا الأمر أشبه بالعثور على شيء مثل... مثل جهاز تسجيل في كهف جران دولينا. سيكون ذلك مدهشا للغاية، لأننا لا نتسقط العثور على أشرطة كاسيت وأجهزة تسجيل في العصر البلستوسيني الأدنى. وينطبق ذات الشيء على اكتشاف وجه عصري عمره 800.000 سنة. لقد اندهشنا جدا عندما رأينا هذا الوجه".15

صورة للنياندرثاليين (1975) – Geheimnisse der Urzeit, Deutsche Ubersetzung, 1975
صورة للنياندرثاليين (2000)– ناشونال جيوجرافيك، تموز/ يوليو2000

وكما رأينا، فإن الاكتشافات الحفرية تدحض انادىء "تطور الإنسان". ولكن بعض وسائل الإعلام تقدم هذا الانادىء كأنه حقيقة مثبتة، في حين حتى جميع ما موجود في الواقع ليس سوى نظريات زائفة. وفي الواقع، يقبل فهماء التطور هذه الحقيقة، ويعترفون بأن انادىء "تطور الإنسان" يفتقر إلى الدليل الفهمي.

فمثلا، حينما يقولون "نحن ظهرنا فجأة في سجل الحفريات" يعترف أنصار التطور من فهمـاء الحفريات من أمثال سي. إيه فيلي C. A. Villie ، وإي. بي. سولومان E. P. Solomon ، وبي. دبليو. دافيس P. W. Davis بأن الإنسان نشأ فجأة، وبعبارة أخرى بدون سلف تطوري.16

وقد اضطر مارك كولارد Mark Collard وبرنارد وود Bernard Wood ، عالما الأنثروبولوجيا ونصيرا التطور، إلى الاعتراف في منطقة خطاها في سنة 2000 بأن "فرضيات تاريخ تطور السلالات الحالية حول تطور الإنسان لا يمكن الاعتداد بها".


4- لما لا تعد نظرية التطور "الأساس لفهم الأحياء"؟

إبان حكم ستالين للاتحاد السوفييتي، كان يجب على جميع البحوث الفهمية حتى تتسار مع "المادية الجدلية" لماركس وإنجلز. ويتميز أولئك الذين يصورون الداروينية بوصفها أساسا لفهم الأحياء بنفس العقلية الدوغماتية.


من بين أحد الانادىءات التي يكثر أنصار التطور ترديدها تلك الكذبة القائلة بأن نظرية التطور هي الأساس لفهم الأحياء... ويقترح أولئك الذين قدموا هذا الانادىء حتى فهم الأحياء لا يمكن حتى يتطور، بل حتى حتى يوجد، بدون نظرية التطور. وينبع هذا الانادىء في الواقع من عمومية منشَؤها اليأس. وجدير بالذكر حتى الأستاذ الفيلسوف أردا دينكل Arda Denkel ، أحد أبرز الأسماء في ميدان العلوم الهجري، قد علق على هذا الموضوع قائلا:

"على سبيل المثال، من الخطأ الفادح حتى يقترح المرء حتى "رفض نظرية التطور يعني رفض العلوم الحيوية والجيولوجية والاكتشافات الفيزيائية والكيميائية". ذلك أنه للوصول إلى مثل هذا الاستدلال (استدلال تخييري هنا)، لا بد حتى توجد بعض الافتراضات حول الاكتشافات الكيميائية، والفيزيائية، والجيولوجية، والحيوية تلمح إلى نظرية التطور. ومع ذلك، نجد حتى الاكتشافات، أولسان حالها، لا تلمح إلى النظرية. ومن ثم، فإنها لا تثبتها".23

وحسبُ المرء حتى يتأمل في تاريخ الفهم حتى يدرك مدى بطلان وعدم منطقية الانادىء القائل بأن "نظرية التطور هي الأساس لفهم الأحياء". ولوصح هذا الانادىء، لكان معنى ذلك حتى العالم لم يعهد العلوم الحيوية إلا بعد ظهور نظرية التطور، وأن جميع هذه العلوم وليدة تلك النظرية. ومع ذلك، فالكثير من فروع فهم الأحياء، مثل علوم التشريح، ووظائف الأعضاء، والحفريات، نشأت وتطورت قبل نظرية التطور. ومن ناحية أخرى، فنظرية التطور فرضية نشأت بعد هذه العلوم، يحاول الداروينيون فرضها عليها بالقوة.

وقد استخدم أنصار التطور أسلوبا مشابها لذلك في الاتحاد السوفييتي إبان عهد ستالين. ففي تلك الفترة، اعتبرت الشيوعية، الأيديولوجية الرسمية للاتحاد السوفييتي، حتى فلسفة "المادية الجدلية" dialectical materialism” “ هي الأساس لكل العلوم. وأمر ستالين بأن تتسار جميع البحوث الفهمية مع المادية الجدلية. وبهذه الطريقة، كانت جميع خط فهم الأحياء، والكيمياء، والفيزياء، والتاريخ، والسياسة، بل حتى الفنون تحتوي على أقسام تمهيدية مفادها حتى جميع هذه العلوم تستند إلى المادية الجدلية وآراء ماركس، وإنجلز، ولينين.

ومع ذلك، تم حمل هذا الالتزام عند انهيار الاتحاد السوفييتي، وعادت الخط إلى كونها نصوصا فهمية فنية عادية تحتوي على نفس المعلومات. وتجدر الإشارة هنا إلى حتى التخلي عن سخافات مثل المادية الجدلية لم يتسبب في تخلف الفهم، بل أزال عن كاهله الضغوط والالتزامات المفروضة عليه.

وفي الوقت الحاضر، لا يوجد سبب يدعوإلى ربط الفهم بنظرية التطور. فالفهم يقوم على الملاحظة والتجريب، بينما تعبر نظرية التطور، من ناحية أخرى، عن فرضية متصلة بماض لا يمكن إخضاعه للملاحظة. وفضلا عن ذلك، فالفهم وقوانين المنطق يدحضان دائما انادىءات النظرية وافتراضاتها. ولن يتكبد الفهم، بالطبع، أي خسارة عند تخليه عن هذه الفرضية. وقد عبر عالم الأحياء الأمريكي جي. دبليو. هاربر G. W. Harper عن رأيه حول هذا الموضوع قائلا: "كثيرا ما يدعي البعض حتى الداروينية محورية بالنسبة لفهم الأحياء الحديث. ولكن على العكس، إذا اختفت فجأة جميع الإحالات إلى الداروينية، سيظل فهم الأحياء دون أي تغيير يذكر..."24

وفي الواقع، سيحدث العكس تماما، إذ سيتقدم الفهم على نحوأسرع وأسلم بكثير عندما يتحرر من إلحاح نظرية مليئة بالدوغماتية، والتحيز، والسخافة، والتلفيق.


5- لما لا يعد وجود أجناس مختلفة دليلا على نظرية التطور؟

يحاول بعض أنصار التطور حتى يتخذوا من وجود أجناس مختلفة دليلا على صحة نظرية التطور. وفي الواقع، كثيرا ما يصدر هذا الانادىء عن أنصار التطور الهواة الذين لا يملكون قدرا كافيا من الفهم عن النظرية التي يدافعون عنها.

وتقوم الفرضية التي يقترحها أولئك المدافعون عن هذا الانادىء على السؤال التالي: "إذا كانت الحياة قد بدأت، حسبما تقول المصادر الإلهية، برجل واحد وامرأة واحدة، فكيف نشأت مختلف الأجناس؟" وبعبارة أخرى، "إذا كان طول قامة آدم وحواء، ولونهما، وسماتهما الأخرى هي سمات شخصين فقط، فكيف نشأت أجناس ذات سمات مختلفة تماما؟"

في الواقع، فإن المشكلة الكامنة وراء جميع هذه الأسئلة أوالاعتراضات هي نقص الفهم بقوانين الوراثة، أوتجاهلها. ولفهم السبب وراء الاختلافات الموجودة بين الأجناس في عالمنا اليوم، لا بد حتى نأخذ فكرة عن موضوع "التغاير" variation” “، الذي تربطه صلة وثيقة بهذه المسألة.

بما حتى المادة الوراثية في الإنسان الأول احتوت على جميع صفات الأجناس المتنوعة، فقد أصبح جزء من هذه المادة سائدًا في المجتمعات المتنوعة، وبالتالي تشكلت الأجناس البشرية.

التغاير هومصطلح يستخدم في فهم الوراثة للإشارة إلى وقع وراثي يتسبب في اختلاف الصفات التي يحملها الأفراد أوالمجموعات المنتمية لنوع أوجنس معين من فرد إلى آخر. ويعود مصدر هذا التغاير إلى المعلومات الوراثية الخاصة بأفراد ذلك النوع. ونتيجة التزاوج بين أفراد النوع، تتجمع تلك المعلومات الوراثية في الأجيال التالية بمختلف التوليفات. إذ يحدث تبادل للمادة الوراثية بين صبغيات chromosomes الأم والأب. إلى غير ذلك، تختلط الجينات ببعضها البعض وينتج عن ذلك تنوع واسع في السمات الفردية.

وترجع مختلف السمات الجسمانية بين الأجناس البشرية إلى تغايرات داخل الجنس البشري. وفي الأساس، يحمل جميع الناس على كوكب الأرض نفس المعلومات الوراثية، ولكن لبعضهم عيون مائلة، ولبعضهم شعر أحمر، ولبعضهم أنف طويل، ولبعضهم قامة قصيرة، ويتوقف جميع ذلك على إمكانية تغاير هذه المعلومات الوراثية.

ولفهم إمكانية التغاير، دعونا نتخيل مجتمعا يغلب فيه الأفراد السمر ذووالعيون البنية على الأفراد الشقر ذوي العيون الزرقاء. ونتيجة لاختلاط أفراد الجماعتين والتزاوج فيما بينهم، يفترض أن تظهر بمرور الوقت أجيال جديدة سمراء ولكن عيونها زرقاء. وبعبارة أخرى، يفترض أن تتجمع الصفات الجسمانية لكلتا المجموعتين في أجيال لاحقة وسينتج عنها أفراد بأشكال جديدة. وعندما يتخيل المرء اختلاط صفات جسمانية أخرى بنفس الطريقة، سيتضح حتى تنوعا كبيرا سينشأ عن ذلك.

والنقطة المهمة التي ينبغي حتى نفهمها هنا هي كالتالي: هناك جينان genes يحكمان جميع سمة جسمانية. وقد يسود أحدهما على الآخر، أوقد يؤثران كلاهما على مجريات الأمور بشكل متساو. عملى سبيل المثال، هناك جينان يحددان لون عيون الشخص؛ أحدهما من الأم والآخر من الأب. وأيا كان الجين السائد، فسوف يتحدد لون عيون الشخص بواسطة هذا الجين. وبشكل عام، تسود الألوان الداكنة على الألوان الفاتحة. وبهذه الطريقة، إذا كان لدى الشخص جينات للعيون البنية والعيون الخضراء، ستكون عيناه بنيتين لأن جين العيون البنية هوالسائد. ومع ذلك، يمكن حتى يُورَّث اللون الأخضر المتنحي عبر الأجيال ويظهر في وقت لاحق. وبعبارة أخرى، يمكن حتى ينجب والدان عيونهما بنية طفلا أخضر العينين، لأن جين اللون الأخضر متـنحٍّ في كلا الوالدين.

وينطبق هذا القانون على جميع السمات الجسمانية الأخرى والجينات التي تحكمها. إذ إذا مئات، بل آلاف السمات الجسمانية، مثل الأذنين، والأنف، وشكل الفم، وطول القامة، وبنية العظام، وبنية العضووشكله وصفاته، كلها يتم التحكم فيها بنفس الطريقة. ونتيجة لذلك، يمكن حتى تُورَّث جميع المعلومات اللامحدودة الموجودة في الهجريب الوراثي إلى الأجيال اللاحقة دون حتى تظهر للعيان. واستطاع آدم، أول إنسان، وحواء حتى ينقلا المعلومات الغنية الموجودة في هجريبهما الجيني إلى الأجيال اللاحقة على الرغم من حتى جزءا فقط من هذه المعلومات قد انعكس في هيئتها الجسمانية. وقد أدت العزلة الجغرافية التي حدثت على مدار التاريخ البشري إلى خلق جوتجمعت فيه مختلف السمات الجسمانية في مجموعات متنوعة. وعلى مدار فترة زمنية طويلة، أدى ذلك إلى ظهور مجموعات مختلفة تتميز بتنوع في هجريبها العظمي، ولون بشرتها، وطول قامتها، وحجم جمجمتها. وأدى ذلك بدوره في النهاية إلى ظهور أجناس مختلفة.

ومع ذلك، هناك شيء واحد، بالطبع، لم تغيره هذه الفترة الزمنية الطويلة: مهما كان طول قامتها، ولون بشرتها، وحجم جمجمتها، فكل الأجناس جزء من النوع البشري.


ملف مرئي يحكى سيرة الخلق ويدحض نظرية التطور باللغة العربية.


مراجع: 1. Francis Crick, Life Itself: Its Origin and Nature, New York, Simon & Schuster, 1981, p. 88 2. Ali Demirsoy, Kalitim ve Evrim (Inheritance and Evolution), Meteksan Publishing Co., Ankara, 1984, p. 39 3. Homer Jacobson, "Information, Reproduction and the Origin of Life," American Scientist, January 1955, p. 121. 4. Douglas J. Futuyma, Science on Trial, Pantheon Books, New York, 1983, p. 197. 5. Robert L. Carroll, Patterns and Processes of Vertebrate Evolution, Cambridge University Press, 1997, p. 25. (emphasis added) 6. Stephen C. Meyer, P. A. Nelson, and Paul Chien, The Cambrian Explosion: Biology's Big Bang, 2001, p. 2. (This piece has been updated and gone to print as part of an anthology by Michigan State University Press. For details, please visit http://www.darwinanddesign.com/excerpts.php). 7. Richard Monastersky, "Mysteries of the Orient," Discover, April 1993, p. 40. (emphasis added) 8. Phillip E. Johnson, "Darwinism's Rules of Reasoning," in Darwinism: Science or Philosophy by Buell Hearn, Foundation for Thought and Ethics, 1994, p. 12. (emphasis added) 9. Ian Anderson, "Who made the Laetoli footprints?" New Scientist, vol. 98, 12 May 1983, p. 373. 10. D. Johanson & M. A. Edey, Lucy: The Beginnings of Humankind, New York: Simon & Schuster, 1981, p. 250 11. R. H. Tuttle, Natural History, March 1990, pp. 61-64 12. D. Johanson, Blake Edgar, From Lucy to Language, p.169 13. D. Johanson, Blake Edgar, From Lucy to Language, p.173 14. Boyce Rensberger, Washington Post, 19 October 1984, p. A11. 15. "Is This The Face of Our Past," Discover, December 1997, pp. 97-100 16. Villee, Solomon and Davis, Biology, Saunders College Publishing,1985, p. 1053 17. Hominoid Evolution and Climatic Change in Europe, Volume 2, Edited by Louis de Bonis, George D. Koufos, Peter Andrews, Cambridge University Press 2001, chapter 6, (emphasis added) 18. Daniel E. Lieberman, "Another face in our family tree," Nature, March 22, 2001, (emphasis added) 19. John Whitfield, "Oldest member of human family found," Nature, 11 July 2002 20. D.L. Parsell, "Skull Fossil From Chad Forces Rethinking of Human Origins," National Geographic News, July 10, 2002 21. John Whitfield, "Oldest member of human family found," Nature, 11 July 2002 22. The Guardian, 11 July 2002 23. Arda Denkel, Cumhuriyet Bilim Teknik Eki (Science and Technology Supplement of the Turkish daily Cumhuriyet), February 27, 1999 24. G. W. Harper, "Alternatives to Evolution," School Science Review, vol. 61, September 1979, p. 26.


أنظر أيضا

هدم نظرية التطور في 20 سؤالا-2

هدم نظرية التطور في 20 سؤالا-3

هدم نظرية التطور في 20 سؤالا-4


  • هارون بحي .. دعوة إلى الحقيقة
تاريخ النشر: 2020-06-04 16:17:01
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

النصيري ينهي صيامه عن التهديف بعد 216 يوما(فيديو)

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:23:29
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 83%

فيديو.. مواطنون يحاصرون شرطيا بتهمة قتل شاب

المصدر: طنجة 7 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:23:17
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 50%

لأول مرة.. روسيا تستخدم غواصات لمهاجمة أهداف أوكرانية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:22:25
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

السعودية: «توكلنا خدمات» يجمع 140 خدمة للمواطن والمقيم

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:22:17
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 95%

أمير مكة يهنئ القيادة بنجاح خطط العمرة ويشكر الجهات لجهودها

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:23:30
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

مصر: منع تطبيق «نبض» بعد تعرضه للاختراق ونشر أخبار كاذبة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:22:20
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 86%

جولات رقابية على منافذ بيع زكاة الفطر ومحلات الملابس والحلويات

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:23:37
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

مبابي يسجل هدفين في تعادل سان جيرمان مع ستراسبورج

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:23:36
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 52%

البنتاغون: الهجوم الروسي في منطقة دونباس تأخّر عن موعده المحدد

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:22:18
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 89%

"سدايا" تُطلق تطبيق "توكلنا خدمات" لتقديم أكثر من 140 خدمة 

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:23:38
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

أمير مكة يعلن نجاح خطط العمرة في رمضان السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:22:27
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

خادم الحرمين يصل إلى مكة المكرمة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:22:26
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 69%

ضبط 5 مخالفين لنظام البيئة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:22:28
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

مشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب يشهد تطورا مهما

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:23:28
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 74%

رئيس تركيا يغادر جدة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:22:27
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 58%

لأول مرة.. «الأزهر» يعيّن سيدة في منصب «رئيس منطقة» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:22:24
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

إطلاق تطبيق توكلنا خدمات لتقديم 140 خدمة إلكترونية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:22:26
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

قرعة كأس أفريقيا-المغرب 2022: المنتخب الوطني في المجموعة الأولى

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:23:30
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 82%

في أجواء روحانية.. المصلون يشهدون ختم القرآن بالمسجد النبوي

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-30 00:23:32
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية