مادية

المادية Materialism نظرة فلسفية ترى حتى الشيء الوحيد الذي يمكن القول بوجوده هوالمادة : بما حتى جميع الأمور مكونة أساسا من المادة. وتمضى الفلسفة المادية إلى حتى المادة أولية والعقل (الوعي) ثانوي. أي حتى الوعي نتاج الماده وليس العكس (حسب تصور الفلسفة المثالية).

ولا يمكن فهم تاريخ تطور هذه المدرسة إلا بلقاءتها مع التوجهات التي تقول بكينونات غير مادية متعلقة بعالم العقل كما في توجهات الفلسفة المثالية.

ومن أشكال الفلسفة المادية الميكانيكية من أبرز ممثليها لودڤيگ أندرياس فويرباخ ودني ديدرو.

والمادية الديالكتيكية (أوالجدلية)التي أوجدها كارل ماركس وفردريك إنگلز مستفيدين من ديالكتيك گيورگ ڤيلهلم فريدريش هيگل المثالي ومن تنظيرات فيورباخ القائلة بالممضى الطبيعي الذي كان ذروة التطور في المادية الميكانيكية آنذاك.

واعتمدت المادية في تطورها على المكتشفات الفهمية لذالك تجدها أكثر النظريات الفلسفية تمسكا بالفهم.وتهدف إلى سيطرت الإنسان على الطبيعة. وشاركت في تجميع المعارف الفهمية المتنوعة لتشكل صورة واقعية للعالم المادي.

تاريخ المادية

ظهر الفكر المادي في أحضان الرؤية النيوتنية للكون، وعالم نيوتن عالم محكم مغلق يتسم بالحتمية الميكانيكية. وتفسير العالم ، حسب نيوتن ، يستند إلى ما يلي: آليات الوجود الفيزيائي للذرة (الجزئي) وقوانين الحركة. وانطلاقاً من هذا ، ظهرت الرؤية الفهمية المادية التي نادت بأنه لا يمكن الحديث عن تأملات خارج معامل البحث ونتائج التجريب . وقد ظلت هذه الرؤية مسيطرة تماماً حتى نهاية القرن التاسع عشر. ومنذ ذلك، بدأت الضربات توجه إلى هذا النظام المغلق والسببية الصلبة. وأدَّت نظرية الكم (الكوانتام) ولا تحدد ڤرنر هايزنبرگ ونظرية النسبية إلى إضعاف قيمة الافتراضات المادية مثل: الجبرية والسببية ، ومطلقية كون الفضاء والزمان ...إلخ، وقد ظهر حتى ثمة وجوداً لا مادياً للطاقة الذرية هوالوجود الموجي. والتعامل مع ظاهرة الضوء أثبت حتى الضوء يتصرف في مواضع تجريبية باعتباره مكوناً من جزيئات وحزم ضوئية (فوتونات) ، وأنه في مواضع تجريبية أخرى يتصرف باعتباره مكوناً من موجات (وقد نطق أحد فهماء الطبيعة متهكماً: في يوم السبت والاثنين والأربعاء نُعرَّف الضوء بأنه جزئيات ، ثم يصبح موجات بقية الأسبوع). وقد أوصلتنا النتائج التجريبية إلى صيغة رياضية لما هومادي بحت في المادة ، وما هوفي الوقت ذاته فوق مادي في المادة نفسها (وهوما يُطلق عليه معادلة دي بروجلى). وهذا ما يعني ببساطة حتى لكل كيان مادي موجة مصاحبة له ، وأن تلك الموجة تزيد حدثا صغرت كتلة ذلك الكيان ، وهى تظهر بوضوح في الأبعاد المجهرية من ذلك العالم ، أي حتى اللامادي موجود في قلب المادي.


العصر المحوري

Common Era

العصر الحديث

وقد أسقط الفهم الحديث تدريجيًّا فكرة السببية الصلبة القديمة ، ولم يعد يطمح إلى فهم الكون فهم كاملة كما كان يطمح فهماء القرن التاسع عشر. فبعد مئة عام من التجارب الفهمية ، اكتشف الإنسان أنه حدثا اكتشف وسيطر على شىء ما ظهرت له آلاف الأمور الجديدة التى لايعهدها ، ولايمكنه السيرطة عليها ، من ذلك تجربتنا مع الذرة ، هذا الشىء الذى يتحرك دون قانون والذى يصعب رصده ، وحدثا رصدناه اكتشفنا عناصر جديده فيه تحيرنا، ثم حطمناه لنؤسس الفردوس الأرضى ، وانتهى بنا الأمر إلى أنه قد يدمرنا وكرتنا الأرضية تماماً وها نحن نمسك بكرة اللهب ، أى العادم النووى والأسلحة النووية التى يمكنها تدمير العالم عشرات المرات، وكأننا بروميثيوس أبله سرق النار من الآلهة ولا يعهد ماذا يعمل بها بعد ذلك ، وبدلاً من الاستفادة من النار فإنها تحرق أصابعه. وقد اكتشفنا مؤخراً أيضاً حدود الحاسوب (الحاسوب) وأنه لن يأتى لأحد بالخلاص ، بل أننا بدأنا نكتشف مخاطره على عقل الأطفال الذين يستخدمونه وعلى عيون من يقضون سحابة (أوسواد ) يومهم يتطلعون إلى شاشته . وينطق الشيء نفسه بالنسبة إلى الهندسة الوراثية، فكثير من الفهماء (من الذين حققوا أكتشافات في هذا المجال ) يقفون ضد إجراء التجارب الفهمية خوفاً من عواقبها الوخيمة. قد نطق أحدهم : حتى الأخطاء في التجارب الفهمية في الماضى، كأن يحدث أنفجار أوما شابخ ، كانت تتم داخل دورة الطبيعه لا تتحدى قوانينها ، ولهاذ يمكن حتى تهجر بضع سنوات لتقوم العوامل الطبيعيه بإصلاح ما أفسدت يد الإنسان . بل إذا التلوث الإشعاعى قد يستمر لمدة 520 ألف سنة، ولكنه مع هذا يظل داخل الزمان ودورة الطبيعة. أما التجارب في الهندسة الوراثية فهى قد تأتى بمخلوقات لا يمكن لدورة الطبيعة حتى تتعامل معها، فهى مخلوقات تقع خارج نطاق حلقة التطور الطبيعية.

ولعل اكتشاف الثقوب (الثغرات) السوداء في الكون له دلالة فهمية ورمزية في الوقت ذاته. فداخل هذه الثقوب تتحطم قوانين فهم الطبيعة والأحياء ويتحطم الزمان والمكان ويتم التهام الضوء ( العنصر الثابت في الطبيعة). والثقوب السوداء يمكننا حتى نرى أثرها على ما حولها ، ولكننا لا نعهد كنهها تماماً فهي موجودة وأساسية لا يمكن تفسير الظواهر دونها ، ولكنها مع هذا غير خاضعة للتحكم الإنساني ولا نفهم كنهها تماماً . وقد ظهرت مؤخراً نظرية الفوضى (شواش chaos) وهى ضربة أخرى للعالم المادي المغلق المصمت.

إن السببية الصلبة المطلقة التي لا يزال يتمسك بها بعض فهماء الإنسانيات في القرن العشرين ، خصوصاً في عالمنا العربي ، لم يعد لها سند فهمي، فهي نتاج فهم القرن التاسع عشر ، الذي أكتشف الجميع كبرياءه الساذج وإنادىءه الأجوف بأن ما غير معروف سيتم معهدته ، وأنه في خلال ثلاثين عاماً- كما نطق أحد الفهماء آنذاك –سيعهد الإنسان جميع شيء .ولكن الإله ستر وحمى الإنسان من الاختفاء (كما يبشر الفلاسفة الماديون من البنيويين وفلاسفة ما بعد الحداثة).

الماديون الإغريق

لقد كان إنكار پارمنيدس للحركة والتغير بمثابة ثورة على ميتافيزيقية هرقليطس المائعة المزعزعة، وكذلك كانت عقيدة وحدة الكون ثورة عنيفة على عقائد الفيثاغوريين المتأخرين. ذلك حتى هؤلاء الفلاسفة قد حولوا نظرية الأعداد التي نطق بها كبيرهم إلى المبدأ القائل بأن الأمور جميعها تتكون من أعداد أي من وحدات غير قابلة للانقسام. ولما حتى أضاف فيلولوس الطيبي إلى هذا المبدأ حتى "الأمور جميعها تحدث بالضرورة والتوافق" كان جميع شي قد أعد لظهور الممضى الذري أوممضى الجوهر الفرد في الفلسفة اليونانية.

ففي عام 435 اتى لوقيبوس الملطي إلى إليا وتلقى الفهم على زينون. ولعله قد سمع هناك بالذرية العددية التي يقول بها الفيثاغوريون، ذلك حتى زينون كان قد وجه بعض متناقضاته الدقيقة إلى عقيدة التعدد. واستقر لوقيبوس آخر الأمر في أبدرا وهي مستعمرة أيونية مزدهرة في تراقية. وقد ضاعت تعاليمه المباشرة فلم يبق منها إلا هتامة صغيرة هي قوله : "لا شي يحدث من غير علة، بل إذا الأمور كلها تحدث لعلة، وبالضرورة".

ولعل لوقيبوس قد أوجد فكرة الفراغ ليرد بها على أقوال زينون وپارمنيدس، وكان يأمل بهذه الطريقة حتى يجعل الحركة مستطاعة من الوجهة النظرية كما هي واقعية من الناحية الحسية. ويقول: إذا العالم يحتوي على جواهر فردية وعلى فراغ ولا شي غيرهما، وإن هذه الجواهر التي تتساقط في دوامة كبرى تسقط بالضرورة إلى الصور الأولية للأشياء جميعها، وينضم جميع شي إلى مثيله، وبهذه الطريقة وجدت الكواكب والنجوم، والأمور جميعها بما فيها النفس البشرية مكونة من جواهر فردية(ذرات).

وكان دمقريطس تلميذ لوقيبوس أوزميله في تحويل فلسفة الجوهر الفرد إلى نظرية مادية كاملة. وكان والده من ذوي المكانة الإشارة والثراء العظيم في أثينا، وينطق إنه ورث منه مائة وزنة من المال (000ر800 ريال أمريكي) أنفق معظمها في الأسفار. وتقول بعض الروايات التي لا نجد ما يؤيدها إنه سافر إلى مصر وبلاد الحبشة وبابل وفارس والهند، ويقول هونفسه في ذلك : "لقد طفت بين معاصري في أكبر جزء من الأرض للبحث عن أبعد الأمور، ورأيت أكثر الجواء والأقطار، وسمعت إلى أكبر عدد من المفكرين". وأقام في بؤوتية الطيبية زمناً يكفي لتشبعه بنظرية فيلولوس في الذرية العددية، ولما فرغت منه نقوده لجأ إلى الفلسفة، واخشوشن في معيشته، ووجه جهوده كلها إلى الدرس والتفكير، ونطق : "إن الكشف عن برهان واحد (في الهندسة) خير لي من الحصول على عرش فارس". وكان على شيء من التواضع لأنه كان يبتعد عن الجدل والنقاش، ولم يوجد مدرسة خاصة، وأقام في أثينا من غير حتى يتعهد إلى أحد من فلاسفتها. وقد ذكر ديوگين ليرتيوس Diogenese Laertius (ديوگانس) ثبتاً طويلاً من خطه في علوم الرياضة والطبيعة والفلك والملاحة، والجغرافية، والتشريح، ووظائف الأعضاء، وفهم النفس، والعلاج النفساني، والطب، والفلسفة، والموسيقى. ويسميه ثراسيلس Thrasyllus صاحب التمارين الخمسة في الفلسفة، ويطلق عليه بعض معاصريه اسم الحكمة (Sophia) نفسها. وقد بلغت معارفه من السعة والتعدد ما بلغته معارف أرسطوطاليس نفسه، ونال أسلوبه من الإعجاب ما ناله أفلاطون، ووصفه فرانسيس بيكون Francis Bacan في ساعة تخلى فيها عن عناده بأنه أعظم الفلاسفة الأقدمين على بكرة أبيهم.

وهويبدأ كما يبدأ پارمنيدس ببحث تحليلي في الحواس فيقول إنه لا بأس علينا من الوثوق بها في الأغراض العملية، ولكننا لا نكاد نحلل ما تمدنا به من المعلومات حتى نجد أنفسنا ننتزع من العالم الخارجي طبقة بعد طبقة مما تضفيه عليه الحواس من اللون، والحرارة، والطعم، والنكهة، والحلاوة، والمرارة، والصوت. وهذه "الصفات الثانوية" كائنة فينا نحن أوفي عملية الإدراك الكلية، لا في الشيء الموضوعي، وفي العالم الخالي من الآذان لا تحدث الغابة الساقطة صوتاً، ولاقد يكون لماء البحر مهما غضب هدير "والعهد (Nomos) هوالذي يجعل الحلوحلواً والمر مراً، والحار حاراً، والبارد بارداً، أما الحقيقة فهي أنه لا وجود إلا للجواهر الفردية (الذرات) والفراغ"(29). ومن ثم فإن الحواس لا تمدنا إلا بالمعلومات أوالآراء العامة، أما الفهم الحقة فلا سبيل إليها إلا البحث والتفكير". والواقع أننا لا نعهد شيئاً، فالحق مدفون على بعد منا عظيم... ولسنا نعهد شيئاً فهم أكيدة، بل جميع ما نعهده هوما يحدث في جسمنا من تغيرات بتأثير القوى التي تصطدم به". وكل الأحاسيس ناشئة من الجواهر الفردية التي يقذف بها الجسم الخارجي فتقع على أعضاء الحواس، وليست الحواس كلها إلا أشكالاً من اللمس.

وتختلف الجواهر الفردية التي يتكون منها العالم في شكلها وحجمها ووزنها، وكلها تنزع إلى السقوط إلى أسفل، وتنتج من هذا حركة دائرية تتحد فيها الجواهر المتماثلة بعضها ببعض فتنتج من اتحادها الكواكب والنجوم. وهذه الجواهر لا يقودها فكر (Nous) أوذكاء، ولا يرتبها "حب" أو"كراهية" كما يقول إمپدوكليس، بل إذا الضرورة- أي الأثر الطبيعي للعلل الكامنة فيها هي التي تسيطر عليها جميعاً. وليس ثمة مصادفة، بل المصادفة خرافة اخترعت لتبرير جهلنا. وكمية المادة تظل على حالها، لا يضاف إليها شيء جديد، ولا يفنى منها شيء، وكل الذي يحدث هوتغير في اتحاد الجواهر الفردية. لكن صور الأمور مع هذا لا حصر لها، وحتى العوالم نفسها يوجد منها في أكبر الظن عدد "غير محدود"، وهي تنشأ وتزول في موكب لا نهاية له. وقد نشأت الكائنات العضوية في مبدأ أمرها من التراب المبلل، وكل شيء في الإنسان مصنوع من جواهر فردية، والروح نفسها مكونة من جواهر جد صغيرة ملساء مستديرة كجواهر النار، والعقل، والنفس، والحرارة الحيوية، والمبدأ الحيوي، كلها شي واحد، لا يختص بها الإنسان أوالحيوان بل هي منتشرة في العالم كله موزعة عليه، والجواهر الفردية العقلية الكائنة في الإنسان وغيره من الحيوانات التي بها نفكر في جميع أجزاء الجسم.

بيد حتى هذه الجواهر الفردية الدقيقة التي تتكون منها النفس هي أكثر أجزاء الجسم نبلاً وأعظمها إثارة للدهشة. والرجل العاقل ينمي فكره، ويحرر نفسه من الانفعالات، والخرافات، والمخاوف، ويبحث بالتأمل والإدراك عن السعادة العقلية التي في متناول الحياة البشرية. والسعادة لا تنشأ من الطيبات الخارجية، بل ينبغي للإنسان حتى يتعود على حتى يجد في داخل نفسه مصادر متعته وسعادته". والثقافة خير من الغنى...ولا تستطيع قوة أوثروة حتى ترجح اتساع دائرة الفهم". والسعادة تأتي متبترة، و"اللذائذ المادية لا تشبع صاحبها إلا زمناً قصيراً"، لكن الإنسان ينال سروراً أدوم إذا حصل على سلام النفس وصفائها (أتاركسيا Ataraxia) وعلى البهجة (Euthumia). والاعتدال (Metriotes) قدر من النظام والتناسب في الحياة (Biou Symmetria). وفي وسعنا حتى نتفهم الشيء الكثير من الحيوانات - "الغزل من العنكبوت، والبناء من العصفور، والغناء من العندليب والتَّمَّ" ، و"قوة الجسم لا تكون من مسببات النبل إلا في دواب النقل، أما قوة الخلق فهي سبب النبل في الإنسان". إلى غير ذلك يعمل ديمقريطس ما عمله من بعده الضالون في إنگلترا في عصر الملكة ڤكتوريا فيقيم على ميتافيزيقاه الشائنة صرحاً من المبادئ الخلقية الخلابة الظاهرة. "والأعمال الحسية يجب حتى تصدر عن عقيدة لا عن قسر، ويجب حتى يعملها الإنسان للرغبة فيها لا أملاً فيما يناله عليها من جزاء..." ومن واجب الإنسان حتى يشعر بالعار أمام نفسه إذا عمل الشر أكثر مما يشعر به أمام العالم كله". وقد أوضح حكمته، ولعله برر أيضاً نصائحه، بأن عاش حتى بلغ من السن مائة عام وتسعة أعوام، أوتسعين عاماً كما يقول بعضهم. ويروي ديوجين ليرتيوس أنه لما قرأ دبمقريطس على الجماهير أبرز مؤلفاته كلها وصور كتاب العالم الأكبر Megas Diakosmos أهدت إليه مدينة أبدرا مائة وزنة (000ر600 ريال أمريكي)، ولكن لعل أبدرا كانت وقتئذ قد خفضت قيمة نقدها. ولما سأله بعضهم عن سر عمره الطويل أجاب بأنه كان يأكل عسل النحل في جميع يوم وأنه كان يستحم بالزيت. ولما رأى آخر الأمر أنه قد عاش من العمر ما يشتهي أخذ يقلل من طعامه يوماً عن يوم يريد بذلك حتى يميت نفسه جوعاً شيئاً فشيئاً، ويقول ديوجين "إنه بلغ أرذل العمر وإنه خيل إلى الناس أنه يحتضر. وحزنت أخته لأنه سيموت في أثناء عيد تسموفوريا Thesmophoria فيحول موته دون قيامها بما يجب عليها نحوالإلهة، فما كان منه إلا حتى أمرها بأن تخفف من لوعتها، وأن تأتيه جميع يوم ببضعة أرغفة من الخبز الساخن (أوبقليل من عسل النحل. وأخذ يضع هذا الطعام فوق منخريه، واستطاع بذلك حتى يطيل حياته خلال أيام العيد. فلما حتى انقضت ثلاثة أيام العيد لفظ آخر أنفاسه دون أي ألم، كما يؤكد لنا هباركس وذلك بعد حتى عاش مائة عام وتسعة أعوام".

واحتفلت مدينته بجنازته احتفالاً عاماً، وأثنى عليه تيمن الأثيني Timon of Athens. ولم ينشئ دمقريطس مدرسة خاصة، ولكنه صاغ أبرز فرض من الفروض الفهمية وأوجد للفلسفة نظاماً بقي بعد حتى عفا الزمان على غيره من النظم التي ظلت تندد به، ولا يزال يظهر في العالم جيلاً بعد جيل.


الماديون الفهميون

تعريف المسألة

المادية والفيزيائية

النقد والبدائل

الاعتراضات الفهمية للمادية

ادعت الفلسفة المادية ، في البداية، حتى المادي هوما تدركه الحواس، وأن ما لا تدركه غير مادي وبالتالي غير موجود ولكن الذرات وجزيئاتها لا تُدرَك بالحواس ، وبعضها لا كتلة له ، وحركة الذرة لا تتبع نمطاً محدداً ، والثقوب السوداء تحطم قوانين الزمان والمكان . ومن ثم، أعيد تعريف المادي بأنه جميع شيء يوجد وجوداً موضوعياً ، أي إنه الشيء الذي لا يعتمد في وجوده على عقلنا أووعينا به ( وبهذا المعنى ، فإن الفلسفة المادية لا يمكنها حتى تستبعد العناصر الغير مادية إذا تجلت موضوعياً في واقعنا )، وهوما يعود بنا إلى نقطة البداية .

مسألة أزلية المادة أصبحت مسألة مشكوكاً فيها فهميًّا . فالمادة تتحول إلى طاقة والطاقة تتحول إلى مادة . وقابليتها للتحول تعنى حتى بقاءها في هيئتها المعَّينة كان معتمداً على ظروف خارجة عن ذاتها ، فلما زالت تلك الظروف زالت تلك الهيئة.إذن ، فهي ليست معتمدة في وجودها على نفسها ومن ثم تستحيل حتى تكون آلية. وكل ما يتحلل ويتحول فليس بأزلي غير حادث بل هوبالضرورة حادث .فما المادة الأزلية إذن،يا ترى؟ أنها المادة التي لا خصائص لها ولا صفات. وهى مادة لا توجد إلا في الأذهان ، فهي مقولة فلسفية يرى أصحابها حتى لها مقدرة تفسيرية عالية.

تدعي الفلسفة المادية أنها ليست أيديولوجية وإنما فهم طبيعي ، وهذا يفترض حتى الفلسفة المادية قد قامت بحصر جميع المتغَّيرات المادية والموضوعية ورصدها في علاقاتها المتشعبة وأثبتت صحة مقولاتها. وهوأمر محال فهميًّا.

كما حتى الواجب الفهمي يحتاج ، بعد حصر جميع المتغيرات والعناصر والأسباب وعلاقتها بعضها ببعض، إقرار غلبة عنصر ما على العناصر الأخرى وإعطاءه أسبقية سببية ،على حتى تتم هذه العملية جميع مرة ، وهذا أمر محال من الناحية الفهمية .ولذا فإن ما يحدث في واقع الأمر ، هوحتى الفلسفة المادية تقابل الواقع مسلحة بميتافيزيقا مادية غير واعية ، فهي واعية أوتؤمن بوجود كليات وتعميمات تستند إلى الإيمان بوجود جميع مادي ثابت متجاوز للأجزاء له هدف وغاية ، وبوجود عقل إنساني قادر على رصد جميع هذا. وهى أطروحات نبيلة،ولكنها ميتافيزيقية. فالثبات والتجاوز والهدف ليس من صفات المادة ، ومقدرات العقل على التعميم والتجاوز من الصعب تفسيرها ماديًا. وهذا ما أدركه تخصصه من البداية، حين بَّين ان الأنطولوجيا الغربية، حتى بعد موت الإله ، أي بعد ظهور العقلانية المادية، احتفظت بظلال الإله على هيئة هذا الإيمان بالكل المادي الثابت المتجاوز ذي الهدف، وحين نادى بإزالة ظلال الإله تماماً والتخلي عن الميتافيزيقا ، التي تعني التخلي عن البحث عن الحقيقة ذاتها ، فالحقيقة تستدعى الثبات والكلية ، وعالماً متجاوزاً لعالمنا المادي، عالم الصيرورة المادية الدائمة والحلول والكمون الكامل. وبعد حتى انطلقت الفلسفات المادية من إيمانها الراسخ هذا ، فإنها تعطي أولوية سببية للعناصر المادية (قوانين الحركة). وفى حالة الإنسان ، تترجم السببية المادية الصلبة المطلقة نفسها إلي تفسير ظاهرة الإنسان في أطار عنصر مادي واحد (ماركس والعنصر الاقتصادي، فوريد والعنصر الجنسي ... إلخ). وغنى عن القول حتى من يقوم بالتجريب والرصد ، في الإطار المادي، لا يعيد اختبار مقولاته جميع مرة . ولذا فهويفترض صدقها بشكل دائم ومما يجدر ذكره حتى الحقيقة العملية تقريبية.

الفهم التجريبي محدود ولا يستطيع حتى يتعامل مع جميع أنواع الخبرات وجوانبها، والكيفية التجريبية ذاتها تقريبية، وهى نتائج تنطبق في المتوسط أي على المجموعات الكبيرة ، وليس على جميع مفردة بذاتها.


الاعتراضات الدينية والروحية

الاعتراضات الفلسفية

المثالية

المادية والمنهجية

انظر أيضاً

  • Atheism
  • بوذية
  • Cārvāka
  • Jainism
  • Christian materialism
  • Critical realism
  • Cultural materialism
  • Dialectical materialism
  • Dualism
  • Economic materialism
  • Eliminative materialism
  • Existence
  • French materialism
  • Grotesque body
  • Historical materialism
  • إنسانية
  • Hyle
  • Idealism
  • Immaterialism
  • Madhyamaka - a philosophy of middle way
  • Material feminism
  • Materialistic
  • Marxist philosophy of nature
  • Matter
  • Metaphysical naturalism
  • Model-dependent realism
  • Naturalism (philosophy)
  • Postmaterialism
  • Physical ontology
  • Philosophy of mind
  • Quantum energy
  • Rational egoism
  • Reality in Buddhism
  • Substance theory
  • Theravada
  • Transcendence (religion)

الهوامش

a.   Indeed it has been noted it is difficult if not impossible to define one category without contrasting it with the other.

المصادر

  1. ^ "الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان". منتدى التوحيد.
  2. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Priest1991
  3. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Novack1979

للإستزادة

  • Buchner, L. (1920). [books.google.com/books?id=tw8OuwAACAAJ Force and Matter]. New York, Peter Eckler Publishing Co.
  • Churchland, Paul (1981). Eliminative Materialism and the Propositional Attitudes. The Philosophy of Science. Boyd, Richard; P. Gasper; J. D. Trout. Cambridge, Massachusetts, MIT Press.
  • Field, Hartry H. (1981), "Mental representation", in Block, Ned Joel, Readings in Philosophy of Psychology, 2, Taylor & Francis, ISBN 9780416746006 
  • Owen J. Flanagan (1991). . MIT Press. ISBN . Retrieved 19 December 2012.
  • Fodor, J.A. (1974). Special Sciences, Synthese, Vol.28.
  • Gunasekara, Victor A. (2001). "Buddhism and the Modern World". Basic Buddhism: A Modern Introduction to the Buddha's Teaching". 18 January 2008
  • Kim, J. (1994) Multiple Realization and the Metaphysics of Reduction, Philosophy and Phenomenological Research, Vol. 52.
  • La Mettrie, La Mettrie, Julien Offray de (1748). L'Homme Machine (Man a Machine)
  • Lange, Friedrich A.,(1925) The History of Materialism. New York, Harcourt, Brace, & Co.
  • Moser, Paul K.; Trout, J. D. (1995). . Psychology Press. ISBN . Retrieved 19 December 2012.
  • Priest, Stephen (1991), Theories of the Mind, London: Penguin Books, ISBN 0-14-013069-1  Alternative ISBN 978-0-14-013069-0
  • Schopenhauer, Arthur (1969). The World as Will and Representation. New York, Dover Publications, Inc.
  • Seidner, Stanley S. (June 10, 2009). "A Trojan Horse: Logotherapeutic Transcendence and its Secular Implications for Theology". Mater Dei Institute
  • Turner, MS (2007 Jan 5). "Quarks and the cosmos". Science (New York, N.Y.). 315 (5808): 59–61. PMID 17204637. Check date values in: |date= (help)
  • Vitzthum, Richard C. (1995) Materialism: An Affirmative History and Definition. Amhert, New York, Prometheus Books.

وصلات خارجية

Wikisource has the text of the 1911 Encyclopædia Britannica article مادية.
  • Stanford Encyclopedia:
    • Physicalism
    • Eliminative Materialism
  • Philosophical Materialism (by Richard C. Vitzthum) from infidels.org
  • Dictionary of the Philosophy of Mind on Materialism from the University of Waterloo
تاريخ النشر: 2020-06-04 16:21:35
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, CS1 errors: dates, مادية, نظريات ميتافيزيقية, حركات فلسفية, مدارس فلسفية, فلسفة العقل

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

قاتل الأكراد في باريس اعترف بكرهه للأجانب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-26 00:25:54
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

واشنطن تحذر من هجوم محتمل في باكستان

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-26 03:16:58
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 95%

هل يعود إلى برشلونة؟.. تقرير يكشف مستقبل ميسي مع سان جرمان

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-26 03:15:27
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 35%

موسكو: لا نرفض التسوية السياسية في أوكرانيا ولكن ليس بشروط كييف

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-26 03:17:03
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 91%

دوري يلو.. انتصارات الرياض أمام سلسلة تعادلات أحد

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-26 00:25:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

عشرات القتلى جراء العاصفة الثلجية في الولايات المتحدة وكندا

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-26 03:16:38
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 95%

دوري يلو.. الفيصلي يسعى لتعزيز صدارته أمام القادسية

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-26 00:25:40
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

دوري يلو.. نجران والساحل والهروب من مناطق الهبوط

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-26 00:25:43
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

بوتين: روسيا مستعدة للتفاوض بشأن أوكرانيا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-26 03:15:28
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 37%

قاتل الأكراد في باريس اعترف بكرهه للأجانب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-26 00:25:58
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 68%

ارتفاع كبير في عدد قتلى أسوأ عاصفة ثلجية تضرب الولايات المتحدة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-26 03:16:55
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 92%

مطلق النار على الأكراد في باريس اعترف بـ “كره الأجانب”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-26 03:15:29
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 40%

تحميل تطبيق المنصة العربية