لويس الخامس عشر من فرنسا

عودة للموسوعة

لويس الخامس عشر من فرنسا

لويس الخامس عشر
Louis XV
ملك فرنسا وناڤار (المزيد...)
'لويس الخامس عشر، بريشة لوي ميشل ڤان لو
فترة الحكم 1 سبتمبر 1715 -عشرة مايو1774
التتويج 25 اكتوبر 1722, ريمز
سبقه لويس الرابع عشر
تبعه لويس السادس عشر
Consort ماريا ليشنسكا
الأنجال
Louise-Élisabeth, Duchess of Parma
Henriette-Anne de France
Louis, Dauphin of France
Marie Adélaïde de France
Victoire-Louise de France
Sophie-Philippine de France
Louise-Marie de France
Titles and styles
HM The King
HRH The Dauphin of Viennois
The Duke of Anjou
البيت الملكي بيت البوربون
الأب لوي، ولي عهد فرنسا
الأم Marie-Adélaïde of Savoy
وُلـِد (1710-02-15)15 فبراير 1710
قصر ڤرساي، فرنسا
توفي 10 مايو1774(1774-05-10) (عن عمر 64 عاماً)
قصر ڤرساي، فرنسا
المدفن Saint Denis Basilica, Saint-Denis, France

لويس الخامس عشر ..بالفرنسية ( Louis XV de France ) ملك فرنسا منذ الأول من سبتمبر العام 1715 م. اليعشرة مايوالعام 1774 م.

ولد لويس الخامس عشر باسم ( Louis, duc d'Anjou ) وهوالابن الثاني للدوق " لوي دافو" دوق برگندي والدوقة " ماري أدليد " دوقة ساڤوا .

تولي لويس الخامس عشر العرش الفرنسي بعد وفاة الملك لويس الرابع عشر أحد أعظم ملوك فرنسا حيث حكم فرنسا ومنطقة ناڤار ذات الحكم الذاتي منذ العام 1715. وحتي وفاته، عاني الملك الفرنسي من وفاة جميع أفراد أسرته، كما تمتع بسمعة طيبة في بداية فترة حكمه لفرنسا وبالرغم من هذا فان سياسته الخاصة بالاصلاح في النظام الملكي الفرنسي وسياسته الخارجية علي الساحة الأوروبية أفقدتاه دعما شعبيا وجعلته أحد أقل الملوك شعبية في فرنسا.

فيما عامل المؤرخون لويس الخامس عشر بقسوة في كتاباتهم، إلا حتى كتاباً في العصر الحديث تحدثوا عن كونه من أفضل من حكم فرنسا في وقته كما كان ذكيا ليحكم جيدا أكبر مملكة في أوروبا وقتذاك.

ورغم القناع الذي ارتداه كملك " جبار " إلا أنه يحسب له أعمال لحساب الفقراء والتي ظهرت لاحقاً من فترة حكمه.

سيرته

عجباً: ماذاقد يكون شعور الإنسان عندماقد يكون ملكاً وهوفي سن الخامسة،يا ترى؟ حتى الصبي الذي قدر له حتى يحكم فرنسا تسعة وخمسين عاماً، كان لا يكاد يسترعي الانتباه أوالملاحظة في طفولته المبكرة، كان ضعيفاً هزيلاً، يتسقطون حتى يعاجله الموت بين آونة وأخرى. وفجأة في 1712 توفي والداه دوق ودوقة برجندي بالجدري، وأصبح الصبي وريث العرش، وبعد ثلاث سنوات كان هوالملك.

واتخذت جميع الاحتياطات لجعله غير صالح للحكم. وقلقت مربيته مدام دي فنتادور أشد القلق على صحته، وعملت على وقايته من قسوة الجو، وغرس فيه كاهن اعتراف يسوعي احتراماً رهيباً للكنيسة. وكان فليري، مفهمه ومؤدبه، كيساً متسامحاً، ويبدوأنه فكر في أنه من الخير لفرنسا حتىقد يكون مليكها كسولاً بليداً. أما مفهمه الخاص ماريشال دي فيلروا فقد دبر سماً عكسياً، حيث قاده إلى نافذة في قصر التويلري ليرى الجماهير التي احتشدت لتصفق وتهلل وتهتف له، وهويقول "أنظر يا مولاي، هذا الجمع وهؤلاء الناس كلهم لك تابعون لك. أنت مليكهم وسيدهم.(89)واقترنت القدرة على جميع شيء بالعجز وعدم الأهلية لأي شيء. لقد افسد لويس هالة القداسة التي أضفوها عليه، وكان أنانياً في سلطته بليداً عنيداً، ومن ثم نشأ شاباً ضجراً صموتاً، مع التجاوز عن تجنبه مراقبة حراسه وفيما بعد تجنبه مراسم حاشيته وخنوعها ليجد متنفساً في الحفر على الخشب وشغل الإبرة وحلب البقر واللعب مع الكلاب.(90)إن عناصر القسوة التي تكمن فينا جميعاً تمكنت عنده من حتى تظهر إلى السطح من خلال جبنه. ويروى أنه كان في صباه يجد لذة في صيد الحيوانات بل قتلها.(91)وفي سني نضجه هذب من هذه القسوة إلى مجرد الصيد، وربما برزت في سوء معاملته، وسرعة نبذه للبنات اللائى شاركنه فراشه بعد تدريبهن على ذلك في "متنزه الظباء" على حتى معاملته لأصدقائه تميزت بقدر من الحساسية المقرونة بالحذر والخجل ومراعاة شعورهم وحقوقهم. وكان له ذهن سليم، كان من الممكن حتى يتفوق لوحتى الأخلاق ساندته ودعمته. وأدهش الجميع بقوة ذاكرته وسرعة بديهيته. وكان بطبيعته يؤثر الألعاب على الدرس. ولكنه استوعب بعض التعليم السليم في اللاتينية والرياضيات والتاريخ وفهم النبات والفنون العسكرية. وشب فارع الطول نحيل القوام، ولكن عريض المنكبين، مع بشرة جميلة وشعر مضىي متجعد. ونطق عنه ماريشال دي ريشيليوأنه "أكثر الصبية وسامة وملاحة في مملكته"(92)يحتفظ متحف فرساي بصورة رسمها له فانلر، وهوفي الثالثة عشرة بالسيف والدرع، مما يكاد يتلاءم مع الوجه الصبياني. وقارنه رينيه لوس دي آرجنسون بإله الحب عند اليونان "ايروس" (كيوبيد عند الرومان). وسقطت النساء في غرامه لأول نظرة. وحين سقم في 1722 صلت جميع فرنسا من أجله، وعندما أبل من سقمه بكت جميع فرنسا فرحاً وابتهاجاً. إذا هذا الشعب الذي كثيراً ما عانى وقاسى من ملوكه طرب وابتهج لما رواده من أمل في حتى الشاب سرعان ما يتزوج وينجب ابناً يحفظ العرش في الأسرة الكريمة العريقة.

والحق إنه كان قد خطب (1721) وهوفي سن الحادية عشرة، ماريا آنا فكتوريا، وعمرها عامان، ابنة فيليب الخامس ملك أسبانيا. وكانت قد انتقلت إلى باريس، وكانت الآن تنتظر حتى تبلغ سن الزواج. ولكن مدام دي بري رأت أنها قد تستطيع الاحتفاظ بنفوذها المتزايد بفسخ هذا القران المرتقب، وتزويج لويس من ماري لزكزنسكي ابنة ملك بولندة المخلوع. وشرعت في تطبيق خطتها، وأعيدت الأميرة إلى أسبانيا (1725) وتلك إهانة لم يغتفرها البلاط الأسباني قط. وكان ستانسلاس في مأواه في ويزمبرج في الألزاس حين تلقى طلب ملك فرنسا يد أبنته، فدخل إلى الحجرة الني كانت أبنته وأمها تعملان فيها ونطق "فلنسجد شكراً لله". فتعجبت ماري فرحة مبتهجة ونطقت "أبي العزيز، هل دعيت ثانية لارتقاء عرش بولندة،يا ترى؟ "فأجاب ستانسلاس" بل إذا الله من علينا بنعمة مذهلة أكثر. لقد أصبحت ملكة فرنسا"(93)إن ماري لم تكن تحلم قط بارتقاء أعظم عرش في أوربا. وكانت قد رأت صور لويس الخامس عشر، شاباً يكلله المجد والحملة، وسيماً قوياً، إلى أبعد حد. وأوفدت إليها الخزانة الفرنسية الأردية والثياب والملابس الداخلية والأحذية والقفازات والمجوهرات، ووعدتها بمائتين وخمسين ألف جنيه لدى وصولها إلى فرساي، وبراتب سنوي قدره عشرون ألف كراون مضىاً مدى الحياة. وتلقت ماري هذا كله في ذهول وهي لا تكاد تصدق، واتجهت إلى الله بالشكر على حظها السعيد. وفي 15 أغسطس 1725 عقد قرانها على الملك بتوكيل في ستراسبورج، وسارت فرحة إلى باريس من السبل تجتاحها العواطف لعدة أيام قاسية. وزفت إلى الملك في فونتنبلوفيخمسة سبتمبر. وكان هوفي الخامسة عشرة، وكانت هي في الثالثة والعشرين من العمر، ولم تكن جميلة، بل طيبة فقط.

أما لويس الذي قد أبدى بعد ولعاً بالنساء، فإنه أفاق عندما مس عروسه المتواضعة، وعانقها في حرارة أدهشت حاشيته، وكانت حياتهما لبعض الوقت مثالاً للحب والسعادة، وحظيت باحترام الناس وولائهم، ولكنها لم تكن يوماً ذات شعبية أومحبوبة. وكانت لطيفة ودودة رقيقة حساسة، لا تعوذها النادىبة المرحة، ومع ذلك افتقدت فرساي فيها الذهن المتوقد والحديث المرح المفعم بالحيوية، مما أصبح لزاماً حتى تتحلى به سيدات البلاط. وصعقت ماري لأخلاقيات الأرستقراطية الفرنسية، ولكن نقدها لها لم يجاوز أنها ضربت مثلاً للزوجة الأمينة المخلصة الحريصة على إسعاد زوجها وعلى إنجاب وريث له. وعلى مدى اثني عشر عاماً وضعت عشرة أطفال، وفي سنوات أخرى عانت كثيراً من الإجهاض. وكان إشباع شهوة الملك معضلة قابلت الملكة. أنها توسلت إليه حتى يتعفف ويستعصم، على الأقل أيام الاحتفال بأعياد كبار القديسين، وأصيبت في غمرة جهودها وواجباتها "بناسور" خبيث، والتمست "الحرارة" التي تضطرم بين جنبي الملك منافذ أخرى. وكان عهدانها بحسن صنيع مدام دي بري والدوق دي بوربون محنة ابتليت بها وأصغت في صبر ناقد حين هاجم الدوق بوربون فليري في حضرة الملك. وعندما تولى زمام السلطة أوفد بناتها إلى دير ناء بحجة الاقتصاد في النفقات. ورجح نفوذه المتزايد من كفة أعدائها. ولما زاد فتور الملك نحوها آوت إلى حلقة محدودة من أصدقائها، ولعبت الورق ونسجت البسط، وحاولت الرسم، ووجدت بعض السلوى والعزاء في التقوى وأعمال البر. "وعاشت حياة الدير والرهبنة وسط انفعالات الحاشية وعبثها"(94).

وكان ينبغي للملك حتى يلهوويتسلى، ولكن مدام دي بري كانت قد اختارت له زوجة غير مسلية. على أنه لم يتخذ خليلة إلا بعد سبعة أعوام من زقابل، وعند ذاك اتخذ أربعاً على التعاقب، مع قدر محدود من الإخلاص، لأنهن كن أخوات. ولم يكن رائعات الجمال، ولكن كن جميعاً نشيطات مسليات مفعمات بالحيوية، وكن جميعاً ما عدا واحدة ذوات خبرة بأساليب الغنج والدلال والعبث. وواضح أنه كان للويزا دي نسل كونتيسة دي مللي الشرف في حتى تكون سباقة إلى إغراء الملك وإغوائه (1732). إنها، مثل لويزا دي لآفالبير، أخلصت في حبها لعشيقها الملكي، ولم تكن تسعى للثراء أوالسلطة، وكل ما سعت إليه هوحتى تسعده. فلما زاحمتها أختها فليسيتيه، وكانت لتوها قد غادرت الدير، على مخدع الملك، فإن لويزا شاركتها في لويس (1739) في قران رباعي مهرطق-لأنه ظل يتردد على الملكة. وأزعج هذا التعقيد ضمير الملك، وتجنب تناول القربان المقدس، لفترة من الوقت، بعد حتى سمع قصصاً رهيبة مفزعة عن أناس كانوا قد تناولوا القربان في فم آثم خاطئ.(95)إن هذه المرأة المغوية الخطرة (السيرانه: عند الإغريق كائن أسطوري له رأس امرأة وجسم طائر، كانت تسحر الملاحين بغنائها فتوردهم موارد الهلاك)-كما تروي إحدى أخواتها "كان لها شكل الغرناد (سمك بحري) وعنق الغرنوق (طائر ذوعنق طويل) ورائحة القرد"(96). ومع ذلك احتالت التحمل. وحفاظاً على ماء الوجه وآداب المجتمع أوجد لها لويس زوجاً، وعينها مركيزة فنتميل. وفي 1740 آوت مدام دي ميللي إلى أحد الأديار، ولكنها غادرت بعد عام واحد لترعى منافستها المنتصرة التي كانت تعاني سكرات الموت أثناء الولادة (1741). وبكى الملك وبكت مدام دي ميللي معه. ووجد بعض العزاء بين ذراعيها، وعادت عشيقة له من جديد.

وثمة أخت ثالثة، أدليد نسل، البدينة الدميمة، وكانت بارعة ذكية، عملت على تسلية الملك بحركاتها الجسدية وسرعة بديهتها وأجوبتها السريعة. واستمتع الملك بها، ووجد لها زوجاً، وظل على علاقة بها. أما الأخت الرابعة، مدام دي فلافاكور، فإنها صدت الملك وصادقت الملكة. ولكن الأخت الخامسة، أقدرهن جميعاً، هي ماري آن دمي نسل دي لاتورنل، أقنعت مدام دي ميللي بأن تقدمها للملك. ولم تغز ماري قلب الملك فحسب، بل أنها أصرت كذلك على حتى تكون المحظية الوحيدة، وأقصيت ميللي فقيرة معدمة، وهوت بين عشية وضحاها من أبهة الملكية إلى كآبة الدير. إلى غير ذلك أزاحت جميع من الأخوات من بنات نسل أختاً لها. وبعد ذلك بقليل كانت ماري تشق طريقها لتصل إلى مقعدها في كنيسة نوتردام، فكان في هذا إزعاجاً لجماعة من المصلين، وتذمر أحدهم قائلاً: "كل هذه الضجة من اجل بغي فاجرة" فنطقت هي: "سيدي، مادمت عهدتني جيداً فأرجوحتى تمن علي بالصلاة لله من اجلي.(97)" ولا بد من حتى الله سبحانه عثر من اليسير حتى يغفر لها. وكانت السيدة نسل الجديدة أجمل الأخوات. إذا الصورة التي رسمها لها ناثييه-وجه وسيم، صدر بارز منتفخ، قوام رشيق، في ثوب من حرير مهفهف متموج يكشف عن قدمين صغيرتين رقيقتين-لتفسر شدة اندفاع الملك نحوها وميله إليها. وإلى هذا كله كانت تجمع ذكاء متقداً قدر بريق عينيها. وعلى النقيض من دي ميللي كانت ماري تتلهف على الثروة والسلطان. وقدرت حتى نفقاتها تستحق حتىقد يكون لها دوقية شاتوروالتي تدر 85 ألف فرنك في العام، فحصلت عليها وعلى لقب دوقة (1743). ودخلت التاريخ لمدة عام.

وتحيز لها وساندها حزب قوي في البلاط، كان يأمل في استخدام نفوذها في كسب الملك إلى جانب سياسة عسكرية فعالة، تعود فيها سلطة الحكومة من البيروقراطية البرجوازية إلى النبالة العسكرية (نبلاء السيف) وكان لويس في بعض الأحيان، شعوراً منه بالواجب، ينهمك في العمل مع وزرائه، ولكنه على الأغلب كان يفوض إليهم سلطاته وواجباته. ونادراً ما اجتمع بهم، أوعارضهم، وأحياناً سقط مراسيم اقترحها أوعرضها عليه أعوان متنافسون. وهرب من قواعد التشريفات في البلاط إلى كلابه وجياده وإلى الصيد والقنص. فإذا لم يخرج يوماً للصيد نطق رجال الحاشية "أن الملك لا يعمل شيئاً اليوم". وعلى الرغم من انه لم تعوزه الشجاعة، فإنه لم يكن يميل إلى الحرب، وكان يؤثر الفراش على الخندق.

وفي المخدع وفي حجرة الجلوس حرضت الدولة الشهوانية اللعوب-مستعيدة ذكرى أجنيس سوريل-الملك على القيام بدور فعال في الحرب ضد إنجلترا والنمسا. وصورت له لويس الرابع عشر يقود جيشه إلى المجد والعظمة في مونزونامور، وتساءلت: لما لا يتألق لويس الخامس عشر الوسيم الشجاع في درعه وسيفه وعلى رأس جيشه، مثلما كان يعمل جده العظيم. ونجحت الخطة، وماتت الدوقة منتصرة. وأفاق الملك الكسول لحظة من سباته. وربما كان نتيجة لاستحثاثها وتحريضها، إنه عندما حانت منية فليري المسالم، أعرب لويس أنه سيحكم ويملك معاً. وفي 26 أبريل 1744 استأنفت فرنسا الحرب العملية ضد النمسا، وفي 22 مايوتجدد التحالف مع فردريك ملك بروسيا الذي بعث بشكره وامتنانه إلى مدام شاتوره. وتقدم لويس إلى الجبهة في أبهته الملكية وتبعه بعد يوم واحد خليلاته وسائر سيدات البلاط، تحيط بهن جميع كظاهر البذخ والترف المألوفة، وكسبت القوات الفرنسية الرئيسية التي يقودها الملك، ولكن يخطط عملياتها أدريان موريس دي نواي وموريس دي ساكس، فوزات يسيرة في كورتراي ومنان وأبيرس وفورنيس. وبدا وكان لويس الرابع عشر والقرن العظيم ولدا من جديد.

ووسط المهرجانات والإبتهاجات ترامت الأنباء بأن قوة فرنسية تخلي عن مساندتها إلى حد كاف حلفاءها البافاريون، كانت قد هيأت الفرصة لجيش نمساوي مجري حتى يحتل أجزاء من الألزاس واللورين، مما اضطر معه ستانسلاس الذي لم يفارقه سوء الطالع، إلى الهرب من لونفيل. وهجر لويس فلاندرز وأسرع إلى متز أملاً في استثارة همم الجيش المنهزم بوجوده. ولكنه، هناك، نتيجة المشاغل المتنوعة وسوء الهضم وحرارة أواسط الصيف، انتابه سقم شديد، وازدادت الحالة سوءاً بسرعة إلى حد أنه في 11 أغسطس افترض حتى في خطر من حتى يهلك، وكانت خليلته قد لحقت به، وهي الآن تسهر على العناية به ورفض أسقف سواسون حتى يناوله الأسرار المقدمة الأخيرة إلا إذا طردت الدوقة. واستسلم لويس، وأقصاها إلى نحو150 ميلاً بعيداً عن الحاشية (14 أغسطس 1744) وشيعها الأهالي بصيحات الاحتقار والاستنكار وهي تغادر المدينة.

وفي الوقت نفسه كانت ماري لزكزنسكي قد عجلت بالسفر عبر فرنسا لتكون إلى جانب زوجها وهوطريح الفراش. وعلى الطريق التقى ركبها بعربة شاتور وبطانتها. وعانق الملك الملكة قائلاً "لقد سببت لك ما لا تستحقين من الحزن والأسى، وأرجوحتى تغتفري لي هذا كله". فكان جوابه "ألا تعهد أنك لست في حاجة أبداً إلى الصفح من جانبي. إذا الخطأ في حق الله وحده". وعندما بدأ الملك يسترد صحته خطت الملكة إلى مدام دي موريا بأنها "أسعد مخلوقة على وجه الأرض". واغتبطت فرنسا كلها أيما اغتباط بشفاء الملك وندمه على ما فات، وعانق المواطنون بعضهم بعضاً في الشوارع، وعانق بعضهم جواد الرسول الذي حمل هذه الأنباء السارة. وأطلق بعضهم على الملك "لويس المحبوب جداً" ورددت الأمة هذه العبارة. وعندما سمع بها لويس تعجب قائلاً "ماذا عملت لأجعلهم يحبونني إلى هذا الحد؟"(98)إنه كان رمز الوالد لشعبه.

وأنقذ فردريك الألزاس بغزوبوهيميا، فإن الجيش النمساوي المجري هجر الألزاس لإنقاذ براج. وأنضم لويس، وهولا يزال ضعيفاً إلى جيشه المتقدم نحوألمانيا، ورآه يستولي على فريبورج-أم بريسجو. وفي نوفمبر عاد الملك إلى فرساي، وأعاد مدام دي شاتوروإلى سابق حظوتها ومكانتها، ونفي أسقف سواسون. ولكن فيثمانية ديسمبر، وبعد حتى عانت من الحمى والهذيان لعد أيام، قضت الخليلة نحبها. ودفنت في ظلام الليل، تفادياً لامتهان الجمهور لرفاتها. واستاء الملك من رجال الدين فامتنع عن تناول الأسرار المقدسة في عيد الميلاد، وظل يترقب غراماً جديداً.

ونسيت الأمة لبعض الوقت خطايا "المحبوب جداً" وسط فوزات جيشه، وكان قائد ألماني بروتستانتي هوبطل فرنسا. ذلك حتى موريس دي ساكس كان ابن أوغسطس القوي ناخب مكسونيا وملك بولندة. وكانت أمه هي الكونتيس ماريا أورورا فون كونجز مارك التي اشتهرت بين محظيات الملك بالجمال والذكاء إلى حد أطلق معه فولتير عليها "أنها أشهر امرأة على مدى قرنين من الزمان"(99). وفي سن الثانية عشرة تزوج موريس من جرهانا فكتوريا، كونتيس فون لوين، وكانت سيئة الخلق مثل أبيه. وبدد ثروتها واستنكر نادىرتها وفجورها وطلقها (1721). وبعد حتى أظهر شجاعته في حملات كثيرة قصد باريس لدراسة الرياضيات. وفي 1720 حصل على منصب في الجيش الفرنسي. وبعد حتى نجا من جميع محاولات زوجته لقتله بالسم، عثر على خليلة مخلصة في إنسان أدريين لكوفرير التي برزت مكانتها في الكوميدي فرانسيز آنذاك (1721). وفي 1725 غادر فرنسا ليؤسس له مملكة في كورلند (جزء من لتفيا الحالية). أما الممثلة العظيمة، فإنها على الرغم من حزنها الشديد على فقد حبيبها، منحته، عوناً على تطبيق مشروعه، جميع ما لديها من فضة وحلي ومصوغات، قيمتها أربعون ألف جنيه. وبهذا المبلغ، بالإضافة إلى سبعة آلاف طالير (عملة فضية ألمانية قديمة) من والدته، قصد إلى كورلند، وانتخب لعرش الدوقية (1726). ولكن كاترين الأولى قيصرة روسيا وأياه ساندا مجلس الديت البولندي في مناهضة ارتقائه العرش، وطردت القوات البولندية من كورلند، الجندي الذي لم يكن ليقهر لولا هذه المقاومة، ولما عاد إلى باريس (1728) عثر حتى الممثلة الكبيرة كانت تنتظره مخلصة له، ولكنه كان قد ورث عن أبيه خلقه وتقلبه، ورضى بها صاحبة الحظوة الأولى بين عشيقاته.

ومع هذا الانحلال الخلقي الجدير بالازدراء وتقلبه بين أحضان النساء الواحدة بعد الأخرى دون حتى يبادلهن إخلاصهن، أصبح موريس في ميدان القتال عبقرياً لا يجارى في استراتيجية الحرب، جريئاً في تفكيره، يقظاً لأي خطر يتهدده، وأية فرصة تسنح له. ونطق عنه فردريك الأكبر منافسه الوحيد في ذاك العصر إنه "قادر على تلقين الدروس لأي قائد في أوربا"(100)وفي ربيع 1745 عين قائداً عاماً للجيش الفرنسي، وصدرت إليه الأوامر بالتقدم نحوالجبهة. وكان على شفا الموت آنذاك في باريس، حيث أنهكه إفراطه في الشراب وآلام داء الاستسقاء المبرحة، وسأله فولتير كيف من الممكن أن يمضى إلى ميدان القتال في مثل هذه الحالة، فأجابه موريس "ليس المهم حتى أعيش ولكن المهم حتى أبدأ"(101). وفي 11 مايوالتحم بجيشه البالغ 52 ألف رجل مع قوات الإنجليز والهولنديين البالغ عددهم 46 ألفاً من الرجال الأشداء، في فونتنوي. وكان لويس والدوفين يتابعان سير المعركة الشهيرة على ربوة قريبة، أما موريس الذي أقعده الاستسقاء عن ركوب الخيل، فكان يديرها وهوعلى كرسي من الأغصان المجدولة. ويروي لنا فولتير، فيما كان يمكن حتى يتطور إلى أسطورة وطنية،(102)أنه عندما أصبح مشاة العداء وجهاً لوجه على مرمى البنادق، صاح لورد تشارلز هاي قائد الحرس الإنجليزي "أيها الفرنسيون أطلقوا النار" فأجابه كونت دي أنتروخ عن الفرنسيين "أيها الرجال، نحن لن نبدأ بإطلاق النار، فهل تبدءون أنتم"(103)وأياً كان الأمر كياسة أوخدعة حربية، فإن الثمن كان غالياً، حيث اغتال بالطلقات الأولى تسعة ضباط و434 من المشاة، وجرح 35 ضابطاً و430 جندياً.(104)واضطرب المشاة الفرنسيون وتفرقوا وولوا الأدبار. وأوفد موريس إلى الملك يعرض عليه الانسحاب، فأبى لويس، حتى حين وصل إلى مكانه الجنود العائدون، وربما أخجلهم تصميمه. فما كان من موريس إلا حتى امتطى صهوة جواد، وأصدر أوامره إلى قوته من حديث وأعاد تنظيمها، وأطلق القوات الملكية الخاصة على العدو. وقد رأى الفرنسيون مليكهم في خطر الأسر أوالهلاك، وحيث شجعهم وجود ماريشال دي ساكس المتهور تحيط به طلقات النار من جميع مكان في أية لحظة، فإنهم جددوا القتال، وأبدى النبلاء والعامة بطولة عظيمة مشربة بروح الانتقام في ساحة المجد. وأخيراً هزم الإنجليز واختلت صفوفهم، وأوفد موريس إلى الملك يبشره بالفوز في هذا الالتحام المرير. وفقد الإنجليز والهولنديون 7500 رجل، والفرنسيون 7200. وحنى لويس رأسه خجلاً حين حياه الجنود الباقون على قيد الحياة. والتفت إلى الدوفين ولي العهد قائلاً "انظر يا بني كم يكلف النصر، احرص على حتى تكون ضنيناً بدماء رعاياك"(105). وبينما عاد الملك ومرافقوه إلى فرساي، تقدم موريس للاستيلاء على غنت وبروجز وأودينارد وأوستند وبروكسل. ودانت الفلاندرز كلها فترة من الزمن. وضيع فردريك نتائج فونتنوي بتوقيعه صلحاً منفرداً مع النمسا (ديسمبر 1745) وهجرت فرنسا تقاتل وحدها على ست جبهات من الفلاندرز إلى إيطاليا. وبمقتضى معاهدة إكس لاشبال (1748) تخلت عن الفلاندرز، وكان عليها حتى تقنع بالحصول على دوقيات بارما وبياشنزا وجوستللا لصهر لويس الجديد (زوج ابنته) الأمير دون فيليب الأسباني. وعاش موريس أوف سكوسونيا حتى عام 1750، غنياً معززاً مكرماً، ومثقلاً بالأمراض. وكان يجد فسحة من الوقت، بين الغواني، ليدون بعض نظرات فلسفية حالمة: "ماذا نرى اليوم في الأمم! نفر من الناس يعيشون في فراغ وسرور وجدة على حساب الجماهير التي لا تعيش إلا على توفير ملذات جديدة دوماً لهذه القلة من الناس. إذا هذه المجموعة من الظالمين والمظلومين تشكل ما نسميه مجتمعاً"(106).

وتجاسر رجل آخر من القلة المرموقة المنعمة على حتى يحلم بنظام أرحم وأكرم. ذلك حتى ريننيه لويس دي فواييه، مركيز أرجنسون الذي تولى منصب وزير الخارجية لمدة ثلاث سنوات (1744-1747)، خط في 1739 "تأملات في حكومة فرنسا"، ولم يجرؤ على نشره إلا في 1765. واتى فيه حتى هؤلاء الذين يفلحون الأرض هم أعظم قطاع من السكان قيمة، وينبغي حتى يتحرروا من جميع الرسوم والالتزامات الإقطاعية، والحق أنه يجدر بالحكومة، حتى تقرض صغار الفلاحين أموالاً لتساعدهم على الإنفاق على زراعاتهم(107). والتجارة حيوية لازدهار الأمة ويجب تحريرها من المكوس والرسوم الداخلية، بل من رسوم التصدير والاستيراد حدثا أمكن ذلك. والنبلاء هم أقل العناصر قيمة في الدولة، أثبتوا عجزهم في الإدارة، وهم عالة على المجتمع". وإذا نطق أحد بأن هذه المبادئ تتفق مع الديموقراطية، وتميل إلى القضاء على طبقة النبلاء فلنقد يكون مخطئاً". وإنه ليجدر بالتشريع حتى يهدف إلى أكبر قدر ممكن من المساواة. وينبغي حتى يحكم الكوميونات موظفون ينتخبون محلياً، على ان تظل السلطة المطلقة الرئيسية في يد الملك، لأن الملكية المطلقة وحدها هي القادرة على حماية الناس من ظلم (108). واستبق دي آرجنسون الفلاسفة في التطلع إلى الإصلاح على يد ملك مستنير، وقص على النبلاء ما لم يعترفوا به إلا في أربعة أغسطس 1789 حين تنازلوا عن امتيازاتهم الإقطاعية، ومن ثم كان فترة في طريق فرنسا إلى روسووإلى الثورة.

وفي 1747 استسلم لويس لتحريض نواي ومورياس وبمبادور وعزل دي آرجنسون. وفقد المركيز ثقته في الملوك.وفي 1753 تنبأ بما وقع في عام 1789: "إن المساوئ والشرور الناجمة عن الحكومة الملكية الاستبدادية لتقنع جميع فرنسا وكل أوربا بأنها أسوأ الحكومات.... وإن هذه الفكرة لتبرز وتنتشر وتزداد قوة، وقد تؤدي إلى ثورة وطنية... وكل شيء يمهد الطريق إلى حرب أهلية.. وأذهان الناس مهيأة للتمرد والعصيان، ويبدوحتى جميع شيء يتجه إلى ثورة كبرى في الدين والحكومة معاً(109)". أوكما نطقت خليلة الملك الجديدة "من بعدي الطوفان".


خطوبته

لويس الخامس عشر، كمراهق، پورتريه من ألكسي سيمون بل (ح. 1723).
إنفانتا ماريانا ڤيكتوريا من إسپانيا التي خطبها لويس
لوحة للملكة ماري ليشينسكا زوجة لويس الخامس عشر وابنه دوفين لويس

تزوج لويس الخامس عشر من ماري ليزينسكا وابنة ملك بولندا ستانسلاف ليشينسكي وأنجب منها عشرة أولاد منهم دوفين لويس الذي توفي لاحقا وماري اليزابيث دوقة بارما لاحقا .

كما كانت له علاقة عاطفية في الخفاء مع مدام دوبومبادور جلبت له انتقادات واسعة.

وصلت مراحل دعم الفنون والآداب والحرفيين في عصره الي ذروتها وكانت فرنسا من أكثر الدول الأوروبية وقتها اضافة إلي روسيا في دعم الفنون والآداب إلا حتى التجربة الفرنسية نالت اعجاب وحسد الأوروبيين وقتها.

وحتي اليوم بعد ما يزيد عن 250 عاما لا يزال أسلوب الفن والتصميم الذي اتبع في عصر لويس الخامس عشر هوالأسلوب المفضل في البلدان الغنية والمعروفة في جميع انحاء العالم.

وزارة دوق البوربون

لم يشارك الملك في اتخاذ أية قرارات حكومية في عهد دوق البوربون. وكانت الحكومة واقعة سراً تحت نفوذ جماعة من المضاربين ورجال الصفقات السريعة، مثل إ. برتلوده پلينوف والمصرفي ج. پاري-دوڤرني.



السياسة الخارجية وحرب وراثة العرش النمساوي

خاضت فرنسا في عهده حرب وراثة العرش النمساوي (1740-1748) إلي جوار پروسيا ضد النمساويين والبريطانيين والهولنديين أدت لعدة فوزات فرنسية وكان من نتائجها احتلال فرنسا ل"هولندة النمساوية" (بلجيكا الحالية)، كما توسعت حدود فرنسا لتتخطي نهر الراين وزاد نفوذها في أوروبا.


الأنجال

  • في أربعة سبتمبر 1725 تزوج ماري ليشنسكا، أميرة پولندا (1703-1768). وأنجبا أحد عشر طفلاً:
الاسم الميلاد الوفاة ملاحظات
Louise-Elisabeth 14 August 1727 6 ديسمبر 1759 Duchess of Parma, had issue
هنرييت-آن 14 أغسطس 1727 10 فبراير 1752 ماتت عزباء، دون خلف.
Marie-Louise de France 28 يوليو1728 19 February 1733 توفيت في طفولتها
Louis, Dauphin of France 4 September 1729 20 December 1765 married, had issue
Philippe de France 30 أغسطس 1730 17 April 1733 توفي في طفولته
Adélaïde 23 March 1732 27 February 1800 ماتت عزباء، دون خلف.
Victoire-Louise 11 May 1733 7 June 1799 ماتت عزباء، دون خلف.
صوفي-فلپين 17 July 1734 3 March 1782 ماتت عزباء دون خلف
Stillborn Child 28 March 1735 28 March 1735 وُلدت ميتة
Thérèse-Félicité 16 May 1736 28 September 1744 ماتت في طفولتها
Louise-Marie 5 July 1737 23 ديسمبر 1787 كانت راهبة، توفيت عزباء، دون خلف

أنجب لويس الخامس عشر عدداً من الأطفال غير الشرعيين وكان زوج أم لوحيدة مدام ده پومپادور:

  • ألكسندرين-جين ديتوال (10 August 1744 - 14 June 1754).

من عشيقته ماري-لويز اومرفي أنجب لويس الخامس عشر الابنة التالية:

  • Agathe Louise de Saint-Antoine (1754 – 1774).


وزارة الكاردينال ده فلوري

الكاردينال فلوري

معاهدة ڤيينا

السفير العثماني يرمسكز محمد چلبي افندي في پاريس، عام 1721.


مدام ده پومپادور

مدام ده پومپادور


محاولة الاغتيال

لويس الخامس عشر بريشة كارل ڤان لو
روبير-فرانسوا داميان، بريشة أنج-جاك گابرييل (1757)

تعرض لمحاولة اغتيال في يناير 1775، حيث قام القاتل بدخول قصر فرساي كما يعمل الآلاف من الناس يوميا آنذاك لتقديم التماسات للملك الا حتى المنفذ اختفي داخل حدائق القصر وانتظر إلي حتى أطل الليل حيث كان الملك يقوم جميع ليلة بنزهة منفرداً في حدائق القصر علي ضوء القناديل، ومالبث حتى انقض منفذ الهجوم علي الملك وباغته بطعنة في أضلعه بسكين .

ويعتقد حتى الحملة التي تعرض لها الملك من منتقديه وقتئذ كانت قد أثرت في الشخص الذي قام بالجريمة، وقيل أنه وقتها طلب الصفح من زوجته " لسوء سلوكه " بينما كان ينزف، إلا حتى الملك نجا من الموت ويرجع السبب للملابس الثقيلة التي كان يرتيها في تلك الليلة الباردة والتي حمت أعضاؤه الداخلية، وقد علق ڤولتير وقتها علي الأمر ساخراً وواصفا الطعنة " بوخزة الدبوس ".


آخر عمره

إيكوفضي للويس الخامس عشر، سك في 1764
الوجه: (باللاتينية) LUD[OVICUS] XV D[EI] G[RATIA] FR[ANCORUM] ET NAV[ARRAE] REX، أوبالعربية: "لويس XV، بفضل الرب، ملك فرنسا وناڤار" الخلف: (باللاتينية) SIT NOMEN DOMINI BENEDICTVM 1764، أوبالعربية: "مبارك اسم الرب، 1764"

أما لويس الخامس عشر فقد ابتسم سخرية من هؤلاء الشيوعيين-على قدر فهمه بهم-لأنهم قوم حالمون لا وزن لهم، وراح يتنقل في ود من فراش إلى فراش. وأما البلاط فواصل قماره المستهتر وزهوه المسرف، من ذلك حتى أمير سوبيز أنفق 200.000 جنيه على توفير مسببات اللهوللملك في يوم واحد، وكان جميع انتنطق لجلالته إلى أحد مقاره الريفية يكلف دافعي الضرائب 100.000 جنيه. وكان خمسون من كبار القوم يملكون "أوتيلات" أي قصوراً في فرساي أوباريس؛ وكان عشرة آلاف خادم يبذلون العرق في كبرياء وفخر لتلبية حاجات النبلاء؛ والأحبار، والخليلات والأسرة المالكة وإشباع غرورهم. وكان للويس نفسه ثلاثة آلاف جواد و217 مركبة، و150 غلام يرتدون حللاً من المخمل والمضى، وثلاثون طبيباً يقصدونه وينظفون أمعاءه ويسممونه. وقد أنفق البيت المالك في سنة واحدة (سنة 1751) 68.000.000 جنيه-وهوما يقرب ربع إيراد الحكومة(71). وشكا الشعب ولكن أكثر شكاواهم كانت غفلاً من التوقيع، وفي جميع عام كشفت عشرات النشرات والملصقات، وأغاني الهجو، عن كراهية الملك. وقد اتى في أحد الكتيبات "إذا كنت يا لويس مرة موضع حبنا فما ذلك إلا لأن رذائلك كانت لا تزال مجهولة لنا. وفي هذه المملكة، التي نضبت من أهلها بسببك، وأسلمت نهبها للمشعوذين الذين يحكمون معك، إذا بقي فرنسيون، فإنما يبقون ليكرهوك(72)".

فكيف انقلب لويس المحبوب ملكاً محتقراً مهاناً،يا ترى؟ أننا لوصرفنا النظر عن إسرافه، وإهماله، وفواحشه، لن نجده في ذاته بالسوء الذي صوره به التاريخ الحقود. كان في بنيته رجلاً وسيماً، طويلاً، قوياً، قادراً على الصيد طوال المساء واللهومع النساء في الليل. أفسده مفهموه، فأفهمه فيلروحتى فرنسا كلها ملكه بالوراثة والحق الإلهي. وقد خفف من كبرياء الملكية وشهوتها الظل الذي خلفه لويس الرابع عشر وتنطقيده، إذ ألح على الملك الحدث إلحاح الهاجس، وأورثه الجبن، إحساسه بالعجز عن الارتفاع إلى ذلك المستوى الجليل من الفخامة وقوة الإرادة؛ فأصبح عاجزاً عن البت في الأمور، وهجر مهمة اتخاذ القرارات لوزرائه مغتبطاً. وأتاحت له قراءاته وهوغلام، وذاكرته القوية، بعض الإلمام بالتاريخ، واكتسب مع الوقت فهم لا يستهان بها بالشؤون الأوربية؛ واحتفظ سنوات كثيرة بمراسلاته الدبلوماسية السرية. كان ذكياً في تراخٍ وفتور، يحكم حكماً شديداً ولا رحمة فيه على أخلاق من أحاط به من الرجال والنساء؛ في وسعه حتى يجاري خير العقول في بلاطه حديثاً ونكته، ولكن يظهر أنه قبل حتى أسخف العقائد اللاهوتية التي تبثها فيه فلوري وهرصي. وبات الدين عنده أشبه بالحمى المتبترة إذ راح يتذبذب بين التقوى والفجور. فكان يعاني من خوف الموت والجحيم، ولكنه يقامر على غفران خطاياه وهوفي النزع الأخير. وقد أوقف اضطهاد الجانسنيين، وإذ نستحضر تاريخ تلك الحقبة نتبين حتى جماعة الفلاسفة استمتعوا في حكمه بين الحين والحين بقدر كبير من التسامح.

كان يقسوأحياناً، ولكنه في الأكثر رحيم. درست بومبادور ودورباري حتى تحباه من أجل شخصه كما أحبتاه من أجل السلطة التي منحهما إياها. وكانت برودة عاطفته وتحفظه جزءً من حياته وانعدام ثقته بنفسه، ولكن وراء ذلك التحفظ عناصر من الحنان والرقة أعرب عنها خاصة في محبته لبناته، وقد أحببنه أباً منحهن جميع شيء إلا القدوة الحسنة. وكان في سلوكه عموماً تلطف وكياسة ولكنه كان قاسي الفؤاد أحياناً، ويتحدث في هدوء مفرط على أمراض أفراد حاشيته أوموتهم الوشيك. وقد نسي تماماً حتى يسلك مسلك الرجل المهذب وهويقيل فجأة دارجانسون، وموريا، وشوازيل؛ ولكن هذا أيضاً من الممكن كان نتيجة عدم ثقته بنفسه. فقد شق عليه حتى يقول لا لإنسان في وجهه. ومع ذلك كان قادراً على حتى يقابل الخطر بشجاعة كما كان يعمل في الصيد أوفي فونتنوا.

وكان على ظهوره بمظهر الوقار أمام الناس لطيفاً حلوالعشرة بين أخصائه، يعد لهم القهوة بيديه الكريمتين. وقد راعى قواعد السلوك المعقدة التي أرساها لويس الرابع عشر للملكية ولكنه أنكر الشكلية التي فرضتها على حياته. وكثيراً ما كان يستيقظ قبل تقليد "الاستيقاظ" المقرر رسمياً ويوقد ناره بنفسه لكي لا يوقظ خدمه، ويغلب عليه حتى يلبث في فراشه حتى الحادية عشرة. أما في الليل، فإنه بعد حتى يحتفل رسمياً بذهابه إلى فراشه، قد يتسلل ليلهوبمحظيته أوحتى ليتفقد مدينة فرساي متنكراً وكان يلوذ بالصيد من مراسم البلاط المتكلفة، وفي الأيام التي لا يهرب فيها للصيد كانت بطانته تقول "أن الملك لا يعمل اليوم شيئاً(73)". وكان يعهد عن كلاب صيده أكثر مما يعهد عن وزرائه؛ إذ رأى حتى في قدرة وزرائه حتى يعنوا بشؤون الدولة خيراً منه، فلما نبه إلى حتى فرنسا في طريقها إلى الإفلاس الثورة؛ عزى نفسه بهذه الفكرة "ستسير الأمور على هذه الوتيرة حتى ينتهي أجلي".

أما من الناحية الجنسية فقد كان وحشاً فاسقاً. ولقد تغتفر له اتخاذه المحظية التي اتخذها حين ضاقت الملكة ذرعاً بفحولته، وقد نفهم اقتناءه ببومبادور؛ وحساسيته لجمال المرأة وظرفها وحيويتها المشرقة، ولكن قل في تاريخ الملوك ما أشبه حقارة تنقله بين الفتيات اللاتي أعددهن لفراشه في البارك أوسير واحدة تلوأخرى. وكان مجيء دوياري بالقياس إلى هذا رجوعاً إلى الحالة السوية.

وفاته

لم يؤتَ لويس الخامس عشر كما لم يؤتَ من قبله لويس الرابع عشر فن الموت في الوقت المناسب. لقد كان عليماً بأن فرنسا تترقب زواله، ولكنه لم يطق التفكير في الموت. خط السفير النمساوي "أن الملك يبدي الملاحظات بين الحين والحين عن سنهِ، وصحتهِ والحساب العسير الذي لا بد حتى يقدمه يوماً ما للخالق الأعظم"(108). وقد يتأثر لويس تأثراً عابراً باعتكاف ابنته لويز-ماري في دير كرملي تكفيراً عن ذنوب أبيها فيما زعموا؛ وقيل إنها كانت تدعك أرض الحجرات وتغسل الملابس. فلما مضى لزيارتها وبخته على عيشته وتوسلت إليه حتى يطرد دوباري ويتزوج الأميرة دلامبال ويصلح ما فسد بينه وبين الله.

وقد توفي عدة أصدقاء له في أخريات عهده، سقط اثنان منهم صريعين تحت قدميه بهبوط في القلب(109). ومع ذلك بدا أنه يجد لذة رهيبة في تذكير الشيوخ من حاشيته بقرب موتهم. نطق مرة لأحد قواده. "إنك تشيخ يا سوفريه، فأين ترغب حتى تدفن؟" فأجاب سوفريه "عند قدمي جلالتك يا مولاي". وقيل حتى هذا الجواب "جعل الملك واجماً كثير التفكير(110)". ونطقت مدام دؤوسيه أنه "لم يُخلق رجل أكثر منه اكتئاباً وغماً(111)".

وكان موت الملك انتقاماً طال انتظاره، انتقمه على غير عمد جنس النساء الذي هام به وحط من كرامته، فحين لم تكفِ حتى دوباري لإشباع شهوته، اتى إلى فراشه بفتاة يبلغ من حداثتها أنها لم تكد تبلغ سن الزواج. وكانت تحمل جراثيم الجدري، فنقلت عدواه إلى الملك. وفي 29 إبريل 1774 بدأ هذا السقم يهاجمه. وأصرت بناته الثلاث على ملازمته وتمريضه مع أنهن لم يسبق لهن التحصين ضد الجدري (وقد أصبن بالسقم جميعهن ولكنهن شفين) وكن يهجرنه في الليل فتحل دوباري محلهن. غير حتى الملك صرفها برفق حين رغب في تناول الأسرار المقدسة فيخمسة مايوقائلاً:

"أفهم الآن أنني مريض سقماً خطيراً. حتى فضيحة متز يجب ألا تتكرر.

أني أدين بنفسي لله ولشعبي. وإذن يجب حتى نفترق. فامضىي إلى قصر الدوق ديجون الريفي في روبيل وانتظري أوامر جديدة. وصدقيني إنني سأظل على الدوام أحتفظ لك بشعور المحبة العميقة(112)".

وفيسبعة مايوصرح الملك في حفل رسمي أمام البلاط بأنه نادم على ما فرط منه من فضائح أمام رعاياه، ولكنه أصر على أنه لا يدين بأي مؤاخذة على سلوكه إلا لله وحده(113). وأخيراً رحب بالموت. فنطق لابنته لم أشعر في حياتي بمثل هذه السعادة(114). ولفظ أنفاسه فيعشرة مايو1774 وهوفي الرابعة والستين، بعد حتى حكم تسعة وخمسين عاماً. وحمل جثمانه الذي لوث الهواء على عجل إلى المدافن الملكية في سان دنيس دون أبهة وسط تهكم الجميع الذي اصطف على الطريق. واغتبطت فرنسا مرة أخرى بموت ملكها كما اغتبطت من قبل عام 1715.

ودُفِن في مقبرة كنيسة بازيليك سان دينيس والتي دفن بها ملوك وملكات فرنسا، وبما حتى ابنه ولي العهد دوفين لويس توفي قبله فقد خلفه حفيده لويس السادس عشر والذي شهد عهده الثورة الفرنسية.

أجداده

انظر أيضاً

  • Cabriole leg
  • Étienne François, Duc de Choiseul
  • Suppression of the Jesuits
  • Louis heel, a shoe heel shape named after Louis XV.
  • The French Army 1600-1900

Notes

  1. Duke of Saint-Simon, Mémoires, Book 12, Chapter 15. [1]
  2. Marquis Philippe de Dangeau, Journal; 1856-60, Paris; XVI, 136; in Olivier Bernier, Louis the Beloved, The Life of Louis XV: 1984, Garden City, New York: Doubleday and Company. p.3.
  3. The scene is described in Olivier Bernier, Louis the Beloved, The Life of Louis XV: 1984, Garden City, New York: Doubleday and Company. p.17.

وصلات خارجية

  • الجيش الفرنسي ( 1600 - 1900 ) بالانجليزية

للاستزادة

  • Zieliński, Ryszard (1978). Polka na francuskim tronie. Czytelnik.
لويس الخامس عشر من فرنسا
بيت بوربون
فرع أصغر من أسرة كاپيه
وُلِد: 15 فبراير 1710 توفي:عشرة مايو1774
ألقاب ملكية
سبقه
لويس الرابع عشر
ملك فرنسا وناڤار
1 سبتمبر 1715 –عشرة مايو1774
تبعه
لويس السادس عشر
العائلة الملكية الفرنسية
سبقه
لوي
Dauphin of France
8 مارس 1712 – 1 سبتمبر 1715
تبعه
لوي
تاريخ النشر: 2020-06-04 16:24:47
التصنيفات: Portal templates with all redlinked portals, Articles needing additional references from October 2008, Articles with invalid date parameter in template, All articles needing additional references, بيت بوربون (فرنسا), ملوك فرنسا, دوفانات فرنسا, أمراء فرنسا (بوربون), حكام أطفال حديثون, ملوك كاثوليك, أمراء أندورا, دوقات أنجو, دوفانات ڤيينوا, فرسان الوبر الذهبي, وفيات بالجدري, وفيات بأمراض معدية في فرنسا, أشخاص من ڤرساي, مواليد 1710, وفيات 1774

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

صحيفة أرجنتينية: بيتي أصبح ليس له مكانًا في النصر

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 00:25:15
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

فرنسا تنقذ 166 مهاجرا خلال محاولتهم عبور المانش إلى بريطانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 03:16:43
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 95%

الركراكي: احتلال المركز الرابع إنجاز تاريخي ومشرف

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 00:25:33
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 69%

حكيمي يوضح ما جرى بينه وبين رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 00:25:25
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

ذهبيتان وبرونزيتان للاعبي الاتحاد في بطولة المملكة للملاكمة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 00:25:17
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 54%

حكيمي يوضح ما جرى بينه وبين رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 00:25:31
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

انتخابات تونس.. النسبة العامة للمشاركة بلغت 8,8 (نتائج أولية)

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 00:25:46
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

حلم اللقب الثالث يغازل الأرجنتين وفرنسا في نهائي مونديال قطر

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 03:15:25
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 47%

انتخابات تونس.. النسبة العامة للمشاركة بلغت 8,8 (نتائج أولية)

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 00:25:42
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

ماسك يقرر إعادة حسابات الصحافيين المعلقة على “تويتر”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 03:15:23
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 47%

لتجنب النوبات القلبية.. فواكه تزيد الشعيرات الدموية بالجسم

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 00:25:19
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

الركراكي: احتلال المركز الرابع إنجاز تاريخي ومشرف

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 00:25:36
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

زيدان يرفض طلبا للاتحاد الفرنسي قبل لقاء فرنسا والأرجنتين

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-18 03:15:24
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 37%

تحميل تطبيق المنصة العربية