أحمد ابراهيم حجازي
أحمد ابراهيم حجازي (و. 1936 - ت. 21 أكتوبر 2011)، هوفنان تشكيلي مصري، ومن رواد فن الكاريكاتير في مصر.
حياته
[[صورة: ولد الفنان أحمد إبراهيم حجازي في مدينة الإسكندرية عام 1936 من أب ريفي يعمل سائقا للقطار، وعاش بداياته الأولى في مدينة طنطا، فتفتح وعيه على الحياة من خلال والده الذي يقول عنه في محبة خالصة "كان صامتا مثلي، لكنه كان أحيانا ما يحدثني عن الأوضاع في عمله، وكيف أنهم عاقبوه ذات يوم لأنه تأخر عن دخول المحطة بقطاره دقيقتين".
التحق حجازي بكلية الفنون الجميلة إلى حتى رشحه المحرر الراحل الكبير أحمد بهاء الدين للعمل ضمن الكتيبة المؤسسة لمجلة "صباح الخير" التي حملت شعارها الشهير مجلة القلوب الشابة والعقول المتحررة "وظل يرسم يها ويقدم أعماله لصحف المعارضة المصرية إلى حتى قرر التفرغ لرسومات الأطفال في عمل من أفعال الاحتجاج على ما آلت إليه الأوضاع في مصر وهوعمل شارك فيها أخرون من بينهم بهجت عثمان ومحيي الدين اللباد الذي منح بشكل لافت في مجال تصميم الخط.
أعماله
في حب مصر.
عهد حجازي من خلال رسومات "تنابلة السلطان" والشخصيات الصغيرة المنسحقة التي يرسمها ويسخر من أوضاعها كصورة من صور الاحتجاج، ولمعت أعماله في مدرسة روزاليوسف التي كان المحرر الراحل تام زهير يسميها مدرسة الهواء الطلق، إذ جاور الفنانين الكبار صلاح جاهين وبهجت عثمان وصلاح الليثي وجوروج البهجوري ورجائي ونيس ونبيل السلمي وتميزت ريشته بين جميع هؤلاء الكبار وجاورت كذلك كتابات متميزة ليوسف إدريس وصلاح عبدالصبور وفتحي غانم وإحسان عبد القدوس وأحمد عبد المعطي حجازي وهي المجموعة التي أسماها بهجت عثمان "الجناج المدني" لثورة يوليو1952 في إشارة إلى ارتباطها بالمشروع القومي الذي بشرت به الناصرية.
تميزت أعمال حجازي عن بقية زملائه من فناني "روز اليوسف الكبار" بالانتقادات اللاذعة مخالفا، بذلك فكرة الكاريكاتير والتى كانت تقوم على المبالغة في إضحاك الناس، فقد كان يعتقد حتى المبالغة في الاضحاك تنهي موضوع الكاريكاتير وتحوله إلى نكتة وليس لوجهة نظر.
وحسب نقاد الكاريكاتير "تتميز خطوط حجازي بانسيابية كبيرة وتناسق بديع في الألوان، واعتمد في مدرسته الجديدة التي أسسها وسار على دربها كثيرون على فكرة الواقع المعكوس، التي كانت تنطلق من رصد الواقع كما هومن دون تدخل، استنادًا على ما ينطوي عليه هذا الواقع من مفارقات مضحكة للغاية مما جعل رسومه موجهة أيضا للأطفال، حيث كانت شخصياته الكرتونية في القصص المصورة الأكثر تأثيرًا في الأطفال على المستوى العربي "وظل يرسم في مجلة ماجد الإماراتية منذ صدورها وحتى أيامه الأخيرة ونال منها جائزة الصحافة العربية في دوراتها الأولى وطوال حياته رفض التقدم لأية مسابقة أوجائزة مكتفيا بالتواصل من أصدقائه وتلاميذه من مختلف الأجيال، كما كان عزوفا عن التعامل مع وسائل الإعلام بمختلف أنواعها.
وكانت أعماله موضوعا لدراسات أكاديمية كثيرة إذ يحتل مسقطا متميزا في تاريخ الكاريكاتير المصري وكذلك الرسم الصحفي. وكرس له الناقد والشاعر محمد بغدادي كتابا توثيقيا عن أعماله صدر بعنوان "فنان الحارة المصرية " ويرى كثيرون حتى اعماله تمثل ذروة انتاج جيله من حيث قدرتها على التعامل مع الفكرة ببساطة وبخطوط غاية في الاختزال وقد اعتبر الراحل بهجت عثمانفي كتابه " رفاق سلاح " ان حجازي هوالبساطة المذهلة سواء في الرسم أوالفكرة ، كما كانت خطوطه تدق باب القلب قبل ان تقدم فكرة أقرب الى اللؤلؤة في نطقبها الساخر.
اعتزاله
غير أنه ومنذ سنوات قاربت العشر، وبينما هوفي قمة تألقه ونضجه الفني، انسحب حجازي في هدوء، وانزوى في شقته الكائنة بضاحية المنيل الهادئة، مكتئبا ومحبطا ومكتفيا بأحزانه، التي تنوء عن حملها الجبال، فلم يحمل سماعة هاتفه ليرد على سائل أوصديق - إلا نادرا - وانبتر عن الرسم فلم يرسل رسومه إلى مجلة أوجريدة إلا بين الحين والآخر عبر جريدة العربي الناصرية، أومجلة الأطفال «علاء الدين»، مفاجئا عشاق خطوطه الساحرة ونكاته الموجعة، برسمة صغيرة هنا أوهناك، قبل حتى يتخذ قراره الأخير بالعودة من حديث إلى مدينته طنطا، تاركا العاصمة بصخبها وجدلها العقيم، متوحدا بذكريات سني عمره الأولى، ودفء الملايين من محبيه. وقيل إذا اعتزاله هذا بسبب الإحباط أواليأس من التغيير، وقيل أيضا إذا خجل الفنان الطبيعي تغلب عليه.
المصادر
- ^ رحيل فنان الكاريكاتير أحمد حجازي مبدع "تنابلة السطان"، جريدة الأهرام المصرية