صوم الرسل

السنة الطقسية
الغربية
	آحاد المجيء; عيد الميلاد المجيد; عيد الغطاس; Pre-Lent; الصوم الكبير; Easter Triduum; عيد الفصح; عيد الصعود; Pentecost; Ordinary Time;
الشرقية
	Feast of Cross; صوم الميلاد; الميلاد; عيد الغطاس; الصوم الكبير; عيد الفصح; Pentecost; صوم الرسل; Great Feasts; Transfiguration; Dormition; Protection;

صوم الرسل Apostles' Fast، أوصوم الرسل المقدسين، أوصوم بطرس وبولس، وأحياناً، صوم القديس بطرس، هوصوم يحتفي به المسيحيون الأرثوذكس الشرقيون، الأرثوذكس المشرقيون، والكاثوليك الشرقيون. يبدأ الصوم ثاني يوم إثنين بعد عيد العنصرة ويستمر حتى صوم القديسين بطرس وبولس في 29 يونيو، حسب التقويم الطقسي الأرثوذكسي الشرقي.

التاريخ

الأهمية الروحية

صوم الرسل من الأصوام التي تحمل معاني روحية غاية في الأهمية بالنسبة للكنيسة. وبالرغم من أنه ثابت فيها منذ العصر الرسولي كصوم يتعلق بوجودها ذاته وباستمرارها على مدى الزمان، إلا أنه صار أحياناً سواء في الماضي أوفي الحاضر موضوع محادثة ونقاش، وذلك بسبب الجهل بمعناه الأصيل، وبسبب فقدان قيمته الروحية العملية في الكنيسة؛ وهذا مما يؤسف له.

فصوم الرسل كان أول صوم تم فيه وبواسطته أول عمل للكرازة والتبشير؛ فهوالصوم الذي وُلدت فيه الكنيسة وظهرت للوجود وتَحَدَّد شكلها في أورشليم وخارجها، أي حتى صوم الرسل كان، ولا زال وسيظل أبداً، هوصوم الكرازة والخدمة والإرسالية؛ فهومتعلق أساساً بالشهادة للمسيح. لذلك اتى توقيته بعد حلول الروح القدس، باعتبار حتى حلول الروح القدس إشارة لبدء حركة الخدمة: «وفيما هومجتمع معهم أوصاهم حتى لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني . . . ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي جميع اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض.» (أع 4:1 و8)

هنا اقتران الروح القدس مع صوم الرسل يكوِّن في الحقيقة صُلب الشهادة وقوتها، ويصوِّر أول صورة حية للكنيسة في معناها ومبناها: كرازة وشهادة بالروح: «ومتى اتى المُعزِّي الذي سأوفده أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهويشهد لي. وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء.» (يو26:15 و27) أما المصدر الذي نعتمد عليه اعتماداً كلياً في كون الرسل صاموا عملاً بعد حلول الروح القدس حتى يباشروا الشهادة والخدمة وهم صيام، فهوقول الرسل أنفسهم في الدسقولية، حيث تقول في هذا الصدد:

[ومن بعد عيد الخمسين (العنصرة) عيِّدوا أيضاً أسبوعاً آخر… ثم نصوم بعد الراحة (أي بعد راحة يوم الأحد سابع يوم بعد العنصرة) … ومن بعد هذا (أي بعد صوم الرسل) نأمركم حتى تصوموا جميع أربعاء وكل جمعة وما أمكنكم أكثر من هذا فصوموا] (مج 20:15).

إذاً، فصوم الرسل حقيقة تاريخية تستمد قوتها وديمومتها من كيان الكنيسة القائم الآن، وليس ذلك فحسب، بل إذا كيان الكنيسة نفسه يستمد بداية وجوده تاريخياً وروحياً من هذا الصوم عينه! فالكنيسة كلها وفي جميع العالم مديونة لصوم الرسل كيوبيل حي دائم، تعيِّد له على ممر الأجيال ونقطة انطلاق مضيئة تبدأ منها رحلتها لتجديد نشاطها وكرازتها جميع عام.