شارل الخامس، الامبراطور الروماني المقدس

عودة للموسوعة

شارل الخامس، الامبراطور الروماني المقدس

الإمبراطور شارل الخامس
Emperor Charles V
امبراطور روماني مقدس، ملك أراگون، ملك قشتالة وليون، أرشدوق النمسا، (حامل ألقاب) دوق بورگندي، حاكم الأنطقيم السبعة عشر لهولندا هابسبورگ
العهد امبراطور روماني مقدس
ملك أراگون وقشتالة
دوق برگندي
دوق برابنت
كونت فلاندرز
دوق لوكسمبورگ
لورد البلاد الواطئة
دوق ميلانو
تتويج 1516
سبقه Joanna of Castile (Castile)
Ferdinand II (Aragon)
Maximilian I (Holy Roman Empire, Austrian patrimony)
Philip the Handsome (Burgundian Netherlands)
فيليپ الثاني من إسپانيا (Spain and the Burgundian Netherlands)
فرديناند الأول (Holy Roman Empire, Austrian patrimony)
Burial
الإسكوريال
Issue فيليپ الثاني من إسپانيا
ماريا من اسبانيا
جوان من إسپانيا
جون من النمسا (غير شرعي)
البيت بيت هابسبورگ
الأب فيليپ الوسيم
الأم خوانا من قشتالة
الديانة رومان كاثوليك

شارل الخامس (1500 - 1558) ، بالإنجليزية Charles V ، كان حاكم الامبراطورية الرومانية المقدسة من 1519 وللممالك الاسبانية [1516] حتى تنازله في 1556. قام بتوحيد عدة ممالك من ضمنها الإمبراطورية الرومانية المقدسة إسبانيا ناپولي وصقلية وهولندا البورگونية إضافة لمسعمرات إسبانيا في أمريكا.

النشأة

هوابن فيليب الأول وخوانا ملكة قشتالة. جداه من ناحية الأب هما الإمبراطور ماكسيمليان الأول وماري دوقة بورگونيا، وقد أبرزته العمة مارگريت هابسبورگ. وجداه من ناحية الأم هم فرناندوالثاني من أراگون وإيزابلا الأولى ملكة قشتالة، اللذان وحد زقابلما أراضيهما وهي إسبانيا الحالية، ابنتهما كاترين من أراگون كانت ملكة إنگلترة والزوجة الأولى لهنري الثامن. وكانت بنت عمه ماري الأولى من إنجلترا التي تزوجت ابنه فيليب.

Plus Oultre, Charles' personal motto on the gable of a Flemish house in Ghent, Charles V's birthplace.


ولد شارل في ڤانسان Vincennes. وأصبح وصياً على عرش فرنسا بعد استسلام والده جان الثاني إلى الإنكليز في بواتييه في عام 1356.

بدأ التدرب على الحكم في ظل ظروف شديدة الصعوبة، فقد كان عليه حتى يقابل ثورة مجلس الطبقات بقيادة اتيين مارسيـل، وغزوالإنكليـز لبلاده، وذلك في أثناء حرب المائة عام (1337-1453). وإذا كان قد نجح في القضاء على تلك الثورة وقمع ثورة الفلاحين، فإنه أرغم على توقيع معاهدة سلام بريتيني Brétigny مع إنكلترا في عام 1360، التي أصبح الإنكليز بموجبها يسيطرون على ثلث فرنسا.

وفي عام 1364، توج شارل ملكاً على فرنسا باسم شارل الخامس، ولكي يتجنَّب الاعتماد على النبلاء المشكوك في ولائهم، اعتمد الملك شارل على عدد من المستشارين والإداريين من رجال القانون المهرة مثل: جان وغيوم دي دورمان، وبييردي اورجمون، والخبير في الأمور المالية نقولا أوريسم Oresme، وأحاط نفسه بعدد من قادة الحرب البارعين مثل برتران دوگيكلان B.du Guesclin وبفضل دوگيكلان أنهى شارل الصراع مع ملك نافاره Navarre شارل السييء le Mauvais ت(1364) الذي فكر بالاستيلاء على عرش فرنسا، وخلَّص المملكة من الفرق العسكرية الضخمة من المرتزقة غير الجديرة بالثقة (1367).

تجاهل شارل حق مجلس الطبقات في ممارسة الرقابة على ما يخصص للملك من منح سرية، وهيأ للتاج دخلاً ثابتاً ومنتظماً من الضرائب على المزادات العلنية والعقارات. وأعاد تنظيم الجيش الملكي (1374)، فأصبح يتكون من فرق نظامية تحت إمرة ضباط ملكيين، ويتقاضى أفراده رواتبهم بانتظام، فضمن بذلك ولاء الجيش وإخلاصه له.

بعد حتى أكمل شارل إصلاحاته الداخلية، وعين دوگيكلان قائداً عسكرياً عاماً لفرنسا، استأنف الحرب على إنكلترا في عام 1369. ولدى وفاته في نوجان سور مارن Nogent-sur-Marne عام 1380، لم يعد الإنكليز يسيطرون إلا على بعض المدن الساحلية المحصَّنة (ولاسيما بوردووكاليه).

كان الملك شارل الخامس محباً للآداب والفنون وراعياً لها، فقد أسَّس المخطة الملكية، وجدَّد بناء اللوفر، وشيَّد قلعة الباستيل (التي صارت فيما بعد سجناً)، وفرض ضرائب دائمة، وأعاد للنقد عافيته. وعندما حصل الانشقاق عن الكنيسة الرومانية، وقف الملك شارل إلى جانب البابا كليمان السابع.


الزواج والأبناء

فيعشرة مارس 1526 تزوج شارل الأول من إبنة عمه إيزابيلا أخت جون الثالث ملك البرتغال. وأنجب منها فيليپ الثاني، وماريا وجون.

Habsburg possessions in 1547.

شارل المنتصر 1527-1530

فشا الطاعون في روما عام 1522 ونقص عدد سكانها إلى 55.000، وما من شك في حتى حوادث القتل، والانتحار، والهرب في أثناء الحرب قد أنقصتهم أيضاً إلى أقل من 40.000 في عام 1527. وفي شهر يوليه من هذا العام الأخير اتى الطاعون مرة أخرى في أشد شهور العام قيضاً، وانضم إلى القحط والجحافل المخربة فأصبحت روما مدينة الرعب، والفزع، والخراب. وامتلأت الكنائس والشوارع مرة أخرى بجثث الموتى، هجر الكثير منها يتعفن في الشمس، وكانت الروائح الكريهة المنبعثة من الرمم والأقذار قوية إلى حد لم يطقه السجانون والمسجونون ففروا من أسوار القلعة إلى حجراتهم، وحتى في داخل الحصن توفي الكثيرون من الوباء، وكان من بينهم خدم البابا. ولم يفرق الطاعون بين الأهلين والغزاة. فمات من الالمان 2500 في روما في 22 يوليه سنة 1527، وأهلك الزهري، والملاريا، وسوء التغذية نصف عدد الجيش.

وشرع أعداء شارل يفكرون جدياً في إنقاذ البابا. وكان هنري الثامن يخشى ألا يمنحه الحبر السجين إذناً بتطليق كاترين الأرگونية، فأوفد الكاردينال ولزي إلى فرنسا ليفاوض فرانسس في الوسائل التي تتبع لإطلاق سراح حدثنت، وفي أوائل شهر أغسطس عرض الملكان على شارل الصلح و2.000.000 دوقة على شرط حتى يطلق سراح البابا والأمراء الفرنسيين، وأن ترد الولايات البابوية إلى الكنيسة. فلما رفض شارل هذا العرض، عقد فرانسس وهنري معاهدة أمين (18 أغسطس) التي تعهدا فيها بمحاربة شارل، وما لبثت البندقية وفلورنس حتى انضمتا إلى الحلف الجديد، واستولت القوات الفرنسية على جنوى وبافيا ونهبت المدينة الثانية نهباً يكادقد يكون تاماً، ولا يقل عما أسقطه الجيش الإمبراطوري بروما، وخشيت مانتوا وفيرارا الفرنسيين القريبين منهما أكثر مما كانتا تخشيان البعيد عنهما، فانضمتا أيضاً إلى الحلف؛ غير حتى القائد الفرنسي لوهجر Lautrec عجز عن دفع رواتب جنده ولم يجرؤ على الزحف بهم على روما.

وأمل شارل في حتى يسترد مكانته في العالم المسيحي الكاثوليكي، وأن يهدئ من تحمس الحلف المطرد الزيادة، فوافق على إطلاق سراح البابا مشترطاً ألا يقدم حدثنت أية مساعدة إلى الحلف، وأن يدفع من فوره إلى الجيش الإمبراطوري في روما 112.000 دوقة، وأن يقدم الرهائن ضماناً لحسن سلوكه. وجمع حدثنت المال اللازم، ببيع مناصب الكرادلة. ومنح الإمبراطور عشر أيراد الكنيسة في مملكة نابلي، وفي السابع من ديسمبر، غادر حدثنت سانت أنجيلوبعد حتى قضى في السجن سبعة أشهر وتخفى في زي خادم، واتخذ سبيله وهوذليل خارج روما إلى أرفينو، لا يشك من يراه في أنه رجل محطم.

وفي اوربينوأسكن قصراً مخرباً خر سقفه، وتعرت جدرانه وتشققت، تصفر الريح في جوانبه. ولما قدم عليه السفراء الإنجليز ليحصلوا لهنري على طلاق زوجته، وجدوه مكوماً في الفراش، وقد اختفى نصف وجهه الممتقع الضامر تحت لحية طويلة خشنة. وفي هذا القصر قضى البابا الشتاء، ثم نقل بعده إلى فيتيربو. وفي السابع عشر من يناير جلا الجيش الإمبراطوري عن روما بعد حتى حصل من شارل على جميع ما يستطيع الحصول عليه منه، لأنه كان يخشى فتك الطاعون، واتخذ هذا الجيش سبيله جنوباً إلى نابلي. وزحف لوهجر وقتئذ بجيشه جنوباً، مؤملاً حتى يحاصر نابلي. ولكن الملاريا كانت قد أهلكت عدداً كبيراً من رجاله، وقضى هونحبه، وتقهقرت جيوشه المختلة النظام نحوالشمال (29 أغسطس سنة 1528). وفقد حدثنت جميع أمل في معونة الحلف، فعرض على شارل حتى يستسلم له استسلاماً تاماً، وفي السادس من شهر أكتوبر جاز له بالعودة إلى روما. وروعه حتى رأى أربعة أخماس بيوتها قد هجرها أصحابها، وآلاف المباني قد تخربت؛ وذهل الناس إذ رأوا ما أحدثه الغزوالذي دام سبعة أشهر في عاصمة العالم المسيحي.

ويبدوحتى شارل فكر في وقت ما في خلع حدثنت، وضم الولايات البابوية إلى مملكة نابلي، واتخاذ روما عاصمة لإمبراطوريته، وأنزل البابا منزلته الأساسية وهي حتىقد يكون اسقف روما وخاضعاً للإمبراطور(47). ولكن هذا إذا وقع كان من شأنه حتى يدفع شارل إلى أحضان اللوثرين في ألمانيا؛ ويوقد نار الحرب الأهلية في أسبانيا، ويثير فرنسا، وإنجلترا، وبولندا، والمجر لمقاومته بجميع قواها المتحدة. ولهذا تخلى عن ذلك المشروع، واتجه إلى جعل البابوية حليفته التي تعتمد عليه، وعونه الروحي في تقسيم إيطاليا بينهما. ولهذا عقد مع البابا معاهدة برشلونة (29 يونيه سنة 1529) التي هبط فيها البابا عن أشياء كثيرة هامة: منها حتى يرد للكنيسة الإمارات التي انتزعت منها، وأن يعيد بالسياسة أوبالقوة أقارب البابا الميديتشيين في فلورنس، وحتى فيرارا نفسها وعد حتى يعيدها إلى البابا. ووافق البابا في نظير هذا على حتى يمنح شارل مُلك نابلي بصفة رسمية، وأن يجيز للجيوش البابوية حرية المرور في الولايات البابوية، وأن يلتقي بالإمبراطور في بولونيا في العام التالي ليثبتا قواعد الصلح وينظما إيطاليا.

وبعد قليل من ذلك الوقت التقت مرجريت عمة شارل ونائبته في حكم الأراضي الوطيئة بلويزة أميرة سافوى، وأم فرانسس. واستعانتا بعدد من السفراء والمندوبين، ووضعتا صيغة معاهدة كامپراي (3 أغسطس سنة 1529) بين الإمبراطور والملك. وبمقتضى هذه المعاهدة أطلق شارل الأمراء الفرنسيين نظير فدية مقدارها 1.200.000 دوقة؛ وتخلى فرانسس باسم فرنسا عن جميع مطالبه في إيطاليا، وفلاندرز، وآرتوا، وأراس، وتورناي(48). وبهذا هجر حلفاء فرنسا في إيطاليا تحت رحمة الإمبراطور.

ثم التقى شارل وحدثنت في بولونيا في الخامس من نوفمبر سنة 1529، وكان كلاهما الآن مقتنعاً بأنه في حاجة إلى الآخر. ومن أغرب الأمور حتى هذه كانت أول زيارة لإيطاليا يقوم بها شارل؛ ذلك أنه فتح تلك البلاد قبل حتى يراها. ولما ركع أمام البابا في بولونيا، وقبل قدم الرجل الذي مرغه في الثرى، كان ركوعه هذا هوالمرة الأولى التي أبصر فيها كلا الرجلين صاحبه- الرجل الذي يمثل الكنيسة في عهد اضمحلالها ، والرجل الذي يمثل الدولة الحديثة الناشئة المنتصرة- وفارق حدثنت جميع كبريائه، وغفر جميع ما لحقه من إساءات؛ ولم يكن من ذلك بد؛ فلم يكن في وسعه آنئذ حتى يتطلع إلى عون فرنسا؛ وكان لشارل جيش لا يقاوم في جنوبي إيطاليا وشماليها، ولم يكن يستطيع إعادة فلورنس لآل مديتشي دون مساعدة الجيوش الإمبراطورية؛ وكان في حاجة إلى مساعدة الإمبراطور ضد لوثر في ألمانيا، وضد سليمان القانوني في الشرق. ووقف شارل وقتئذ وقفة الرجل الكريم الحصيف: فقد استمسك بجوهر شروط اتفاق برشلونة الذي عقده حين لم تكن له هذه القوة التي لا تقاوم، فأرغم البندقية على حتى تعيد جميع ما استولت عليه من أملاك الولايات البابوية؛ وسمح لفرانشيسكوماريا اسفوردسا حتى يحتفظ بميلان المخربة تحت رقابة الإمبراطور إذا أدى نظير ذلك غرامة حربية كبيرة؛ وأقنع حدثنت بأن يسمح لفرانتشيسكوماريا دلا روفيري الجبان أوالغادر بأن يحتفظ بأربينو. وغفر لألفنسوانضمامه القريب العهد إلى فرنسا، وكافأه على ما قدم من معونة أثناء الزحف على روما بأن جاز له بالاحتفاظ بدوقيته على حتى تكون إقطاعية بابوية، وأعطاه مودينا ورجيوإقطاعيتين من قبل الإمبراطورية؛ وأدى ألفنسوللبابا في نظير ذلك مائة ألف دوقة كان البابا في أشد الحاجة إليها. وأراد شارل حتى يوطد نادىئم هذه التسويات كلها فنادى جميع الإمارات إلى الانضمام إلى اتحاد من جميع أجزاء إيطاليا للدفاع المشهجر عنها ضد الهجوم الخارجي- ماعدا هجوم شارل نفسه- وهي الوحدة التي سعى إليها دانتي عند الإمبراطور هنري السابع، وبترارك عند الإمبراطور شارل الرابع؛ وها هي ذي الآن تتحقق بالخضوع المشهجر إلى دولة أجنبية. وبارك حدثنت هذا الاتفاق كله، وتوج شارل إمبراطوراً بأن وضع على رأسه تاج لمباردي الحديدي، وتاج الإمبراطورية الرومانية المقدسة الإمبراطوري البابوي (22-24 فبراير سنة 1530).

وسجل حلف البابا والإمبراطور بدماء فلورنس. وتفصيل ذلك حتى حدثنت اعتزم حتى يعيد إلى أسرته ما كان لها من سلطان فدفع 70.000 دوقة إلى فليبرت أمير أورانج (الذي أبقاه سجيناً)، لينشئ بها جيشاً يجتاح به جمهورية الأثرياء التي أقيمت هناك في عام 1527. وسير فليبرت للقيام بهذه المهمة عشرين ألفاً من الجنود الألمان والأسبانيين، الذين اشهجر الكثيرون منهم في نهب روما(49). واحتلت هذه القوة بستويا وبراتوPrato في شهر ديسمبر سنة 1529 وضربت الحصار على فلورنس. وأراد أهل المدينة البواسل حتى يعرضوا المهاجمين لنيران المدفعية الفلورنسية، فدمروا جميع بيت، وحديقة، وجدار، في مسافة تمتد ميلا كاملا حول حصون المدينة؛ وهجر ميكل أنجيلوأعمال الحفر التي كان يقوم بها في قبور آل ميديتشي ليبني الحصون والأسوار أويعيد بناء ما كان قد تهدم منها. ودام الحصار سبعة أشهر قاست فيها لمدينة الأهوال، فقد شح فيها الطعام حتى بيع الفأر أوالقط بما يعادل اثني عشر دولاراً ونصف دولار(50). وسلمت الكنائس آنيتها، وسلم الأهلون صحافهم، وتبرعت النساء بحليهن، كي تحول كلها إلى نقود لابتياع المؤن أوالأسلحة. وأخذ الرهبان الملتهبون وطنية أمثال الراهب بنيديتودا فويانا Benedetto Da Foiana يحملون روح الأهلين المعنوية بعظاتهم الدينية. وفر رجل شجاع من أهل المدينة يدعى فرانچسكوفروتشيوFrancesco Ferruccio إلى خارجها، ونظم قوة قوامها ثلاثة آلاف رجل هاجم بهم المحاصرين لكنه هزم وخسر من جنوده ألفي رجل، وأسر هونفسه، وجيء به أمام فابريزيومارمالادوFabrizio Maramaldo وهوقائد من أهل كلابريا كان على رأس الخيالة في جيش الإمبراطور. وأمر مارمالادوحتى يؤتى بفروتشيوFerruccio مقبوضاً عليه أمامه، وأخذ يدفع الخنجر في صدره حتى فارق الحياة(51). وأخذ القائد الذي استأجرته فلورنس ليتولى قيادة المدافعين عنها، وهومالاتستا بجليوتي، يتفاوض لعقد اتفاق غادر مع المحاصرين، فأدخلهم المدينة، وصوب مدافعه نحوالفلورنسيين. واضطرت المدينة بتأثير الجوع واختلال النظام إلى التسليم (12 أغسطس سنة 1530).

وأصبح ألسندروده مديتشي دوقاً على فلورنسا وجلل أسرته العار بما ارتكبه من أعمال النهب وما أظهره من قسوة، فعذب مئات من الذين حاربوا دفاعاً عن الجمهورية، أونفوا منها، أوقتلوا تقتيلا. وأوفد الراهب بنيديتوإلى حدثنت، فأمر هذا بسجنه في قلعة سانت أنجيلو، وفيها سجن الراهب حتى هلك من الجوع كما تقول إحدى الروايات التي لا يوثق بصحتها(52). وحل مجلس السيادة الذي كان يتولى حكم المدينة، وأطلق من ذلك الوقت اسم بالاتسوفيتشيو(Palazzo Vacchio أي قصر فيتشيو) على بالاتسودلا سنيوريا (Palazzo della Sagnoria أي قصر السيادة)؛ وأنزل الناقوس الضخم العظيم الذي يزن أحد عشر طناً والمسمى بالبقرة La Vacco والذي ظل أجيالا طوالا يدعوالناس من البرج الجميل إلى الاجتماع- أنزل هذا الناقوس من موضعه، وحطم تحطيما؛ "حتى لا تنصت بعدئذ إلى صوت الحرية العذب" كما يقول أحد كتاب اليوميات المعاصرين(53).


الأراضي المنخفضة

كانت تجارة نافقة في بلاد الفلاندرز إبان نضج شارل أفضل من الانصراف إلى صناعة ضعيفة مشتتة. وساد الكساد في بروجس وغنت، وعاشت بروكسل باعتبارها قصبة فلمنكية، وكانت لوفان تشكل اللاهوت وتصنع الجعة وأنتورب تتحول - وسوف تكون عند حلول عام 1550 - أغنى مدينة في أوربا وأكثرها حركة وعملاً. وحولت التجارة الدولية والمال ذلك الميناء الهزيل على نهر شلدت العريض الصالح للملاحة بفضل انخفاض المكوس الجمركية على الواردات والصادرات والارتباط السياسي مع أسبانيا وبورصة متخصصة، وشعارها يقول بأنها أنشئت ad usum mercatorum cuiusque gentis ac linguae (ليفيد منها التجار القادمون من جميع البلاد والمتحدثون بجميع الألسنة(11)". وكان القيام بمشروع أي عمل حراً من قيود الطائفة الحرفية والحماية البلدية، التي أبقت الصناعة القروسطية غير متقدمة لحسن الحظ. وفتح المصرفيون الإيطاليون هناك وكالات وأقام "التجار المغامرون" الإنجليز مستونادىً وركز آل فوجر وجوه نشاطهم التجاري، وبنى الهانز مؤسستهم العظيمة بيت الشرقيين (1564). وشهد الميناء 500 سفينة تدخل إليها أوتغادرها جميع يوم و5.000 تاجر يشتغلون بتبادل السلع. وكانت حوالة مالية مسحوبة على أنتورب وقتذاك أشيع شكل للعملة الدولية. وفي هذه الفترة حلت أنتورب بالتدريج محل لشبونة، وأصبحت أكبر ميناء أوربي لتجارة التوابل، وكان الوكلاء الفلمنكيون يشترون حمولات السفن الداخلة إلى لشبونة قبل حتى تفرغ ثم ترسل مباشرة إلى أنتورب لتوزيعها في شمالي أوربا. وخط سفير البندقية يقول: "لقد حزنت لرؤية أنتورب لأني شهدت مدينة تبز البندقية(12)"، وكان يشهد التحول التاريخي للزعامة التجارية من البحر الأبيض المتوسط إلى شمال الأطلنطي. وحفزت هذه التجارة الصناعة الفلمنكية فانتعشت حتى في غنت، وأمدت الأراضي المنخفضة شارل الخامس بمبلغ 1.500.000 جنيه (37.500.000 دولار) سنوياً، وهويعادل نصف دخله الكلي(13).

واستجاب بمنح الفلاندرز وهولندة حكماً صالحاً معتدلاً، اللهم إلا في مجال الحرية الدينية - وهي هبة لم يكد يدركها أصدقاؤه أوأعداؤه. وكانت سلطته من الناحية الدستورية مقيدة بتعهده الذي أقسم على تطبيقه بمراعاة مواثيق المُدن والمقاطعات وقوانينها المحلية، وبالحقوق الشخصية والعائلية، التي حافظ عليها سكان المُدن بشجاعة، وبمجالس الدولة والمالية، ومحكمة للاستئناف أنشئت لتكون جزءاً من الإدارة المركزية. وكان شارل بوجه عام يحكم الأراضي المنخفضة حكماً غير مباشر عن طريق نواب يقبلهم المواطنون: أولاً عمته، وحاضنته ومربيته مرجريت النمساوية، ثم شقيقته ماري، ملكة هنغاريا السابقة، وهما امرأتان تتمتعان بكفاءة وإنسانية ومهارة. ولكن شارل أصبح أشد استبدادً باتساع رقعة الإمبراطوريّة وأقام حرساً أسبانياً في المُدن المتكبرة، وقمع بقسوة أي مخالفة خطيرة لسياسته الدولية، فعندما رفضت غنت حتى تصوت على قرار بالاعتمادات العسكرية التي طلبها ومنحتها له المُدن الأخرى، أخمد شارل الثورة باستعراض قوة لا جدال فيها، واقتضى إعانة مالية وتعويضاً، وألغى الحريات التقليدية التي كانت تتمتع بها البلدية، واستُبْدِل بالحكومة المختارة محلياً موظفون معينون من قبل الإمبراطور (1540)(14). ولكن لم يكن هذا المتبع في الأغلب. وعلى الرغم من هذه القسوة العارضة فقد ظل شارل يحظى بشعبية بين رعاياه في الأراضي المنخفضة، ونال الثقة لما حققه من استقرار سياسي ونظام اجتماعي، وطدا نادىئم الرخاء الاقتصادي، وعندما أعرب تنازله عن العرش حزن جميع المواطنين تقريباً(15).

وسلم شارل بالنظرية المتداولة القائلة بأن السلام القومي والقوى يتطلبان حدة المعتقد الديني، وخشي حتى تؤدي البروتستانتية في الأراضي المنخفضة إلى تعريض جناحه للخطر في نزاعه مع فرنسا وألمانيا اللوثرية، فأيد الكنيسة تأييداً كاملاً في قمع الهرطقة في الفلاندرز وهولندة. وكانت حركة الإصلاح الديني هناك معتدلة قبل لوثر، ودخلت بعد عام 1517، مثل ما دخلت اللوثرية وممضى المنكرين للتعميد من ألمانيا، والزونجيلية والكالفينية من سويسرة والألزاس وفرنسا. وسرعان ما ترجمت رسائل لوثر إلى الهولندية وشرحها وعاظ في انتورب وغنت ودوردرخت واترخت وتسفولى ولاهاي. وتزعم الأخوة الرهبان الدومنيكان حركة معارضة نشيطة دحضوا فيها آراء خصومهم، ونطق أحدهم إنه يود لواستطاع حتى ينشب أسنانه في زور لوثر، وإنه لن يتردد في حتى يمضى لتناول العشاء الرباني والدم يلطخ فمه(16). ورأى الإمبراطور، وهولا يزال شاباً، حتى يخمد الهياج بنشر "إعلان ملصوق" بناء على طلب البابا، يحرم طباعة مصنفات لوثر أوقراءتها. وفي العام نفسه أمر الحاكم الفهمانية بتطبيق منشور ورمس في سائر الأراضي المنخفضة ضد جميع مَن يعرض آراء لوثر. وفي اليوم الأول من يوليوعام 1523 أوفد هنري فوس وجوهان إيك، وهما راهبان أوغسطينيان إلى المحرقة في بروكسل، فكانا أول شهيدين من البروتستانت في الأراضي المنخفضة. وسجن هنري الزتفيني، وهوصديق وتلميذ للوثر، ورئيس الدير الأوغسطيني في أنتورب، وفر، وقبض عليه في هولستاين وأحرق هناك (1524) وكان تطبيق هذه الأحكام بالإعدام بمثابة إعلان لآراء المصلحين الدينيين.

وعلى الرغم من الرقابة فإن ترجمة لوثر للعهد الجديد انتشرت على نطاق واسع، وتداولها الناس في هولندة بحماسة أكثر من الفلاندرز الغنية. وكانت هناك أمنية لإعادة المسيحية إلى بساطتها الأولى، فنشأ عنها أمل، بعد مرور ألف عام، في عودة المسيح مبكراً، وإنشاء أورشليم جديدة لا تكون فيها حكومة، ولا زواج ولا ملكية، وامتزجت بهذه الأفكار نظريات شيوعية عن المساواة وتبادل العون بل "والحب الحر(17)". وتكونت جماعات تنكر التعميد في أنتورب وماسترخت وأمستردام. واتى ملشيور هوفمان من أمدن إلى أمستردام عام (1531) وأعاد جون الليدني عام 1534 الزيارة يحمل معه يحمل معه عقيدة المنكرين للتعميد من هارلم إلى منستر. وقدر حتى ثلثي السكان في بعض المُدن الهولندية كانوا من المنكرين للتعميد. بل إذا العمدة في ديفنتز تحول لنصرة القضية. وشحذت المجاعة الحركة، فأصبحت ثورة اجتماعية. وخط صديق لأرازموس عام 1534 يقول "إن اشتعال حماسة المنكرين للتعميد في هذه المقاطعات يجعلنا نشعر بقلق بالغ لأنه يتصاعد مثل ألسنة اللهب ولا تكاد توجد بقعة أومدينة لا تتأجج فيها سراً شعلة التمرد(18"). وحذرت ماري الهنغارية الإمبراطور؛ وكانت وقتذاك نائبة له، من حتى الثوار قد وضعوا خطة لانتهاب جميع ضروب الملكية من النبلاء ورجال الأكليروس والأرستقراطية التجارية، وتوزيع الغنائم على جميع رجل حسب حاجته(19). وفي عام 1535 أوفد جون الليديني مبعوثين لتدبير ثورة في نفس الوقت يقوم بها المنكرون للتعميد في عدة محلات هولندية، وبذل الثوار جهود الأبطال، فقد استولت جماعة على دير في فريزلاند الغربية، وحصنته، وحاصرهم الحاكم بالمدفعية الثقيلة، ومات 800 وهم يدافعون دفاعاً لا أمل فيه، (1535) وفي 11 مايواقتحم بعض المنكرين للتعميد المسلحين قاعة المدينة في أمستردام واستولوا عليها، فطردهم سكان المدينة، ونكلوا بالزعماء، وانتقموا منهم انتقاماً مفزعاً من رجال مفزعين، فاستلت الألسنة، ومزقت القلوب من أجساد الأحياء، وألقي بها في وجوه المحتضرين أوالموتى(20).

وظن شارل حتى ثورة شيوعية تتحدى البناء الاجتماعي بأكمله، فاستقدم محكمة التفتيش إلى الأراضي المنخفضة، وخول موظفيها سلطة سحق الحركة وكل الهرطقات الأخرى، مهما قضى ذلك على الحريات المحلية. وأخذ بين عامي 1521 و1555 يصدر الإعلان الملصق بعد الإعلان ضد الانقسام بين الطبقات الاجتماعية أوالانشقاق الديني. وقد كشف أعنف هذه الإعلانات (25 سبتمبر سنة 1550) عن تدهور الإمبراطور، ووضعت الأسس التي قامت عليها ثورة الأراضي المنخفضة ضد ابنه:

لا يحق لأحد حتى يطبع أويخط أوينسخ أويخفي أويبيع أويشتري أويعطي في الكنائس أوفي الشوارع أوغير ذلك من الأماكن أي كتاب أورسالة من تأليف مارتن لوثر، أوجون أويكولا مباديوس، أوأولريخ زونجلى، أومارتن بوسر، أوجون كالفن، أوغيرهم من الهراطقة، الذين استهجنت أعمالهم الكنيسة المقدسة... ولا يحق له حتى يحطم أويؤذي بأي صورة أخرى تماثيل العذراء المقدسة، أوالقديسين الذين اعترفت بهم الكنيسة... وليس له حتى يعقد اجتماعات سرية أواجتماعات غير قانونية، أويحضر أي اجتماع من هذه الاجتماعات، التي يدعوفيها أنصار الهراطقة المذكورين ويعمدون ويدبرون مؤامرات ضد الكنيسة المقدسة والصالح العام... ونحن نمنع جميع الأشخاص الفهمانيين من حتى يتحدثوا أويجادلوا في أمر يتعلق بالخط المقدسة جهراً أوسراً... أوحتى يقرأوا أويفهموا أويفسروا الخط المقدسة، ما لمقد يكونوا قد درسوا اللاهوت في حينه، أواعترفت بهم إحدى الجامعات المشهورة، أويرحبوا بأي رأي من آراء الهراطقة المذكورين... وإلا تعرضوا للعقوبات المنصوص عليها فيما يلي... الرجال (تبتر رؤوسهم) بالسيف والنساء يدفن أحياء إذا لم يصررن على أخطائهن، وإذا أصررن عليها فإنهن يعدمن حرقاً، وفي كلتا الحالتين تصادر أملاكهن كلها لمصلحة التاج.

وتمنع جميع الأشخاص حتى ينزلوا عندهم أويستضيفوا أويزودوا بالطعام أوالدفء أوالملابس أويؤيدوا بأية طريقة أخرى أي امرئ يعتقد أنه هرطيق، أويشتبه في حتى له سمعة سيئة كهرطيق، وكل من يتخلف عن التنديد بأي واحد من هؤلاء الذين نأمر بإدانتهمقد يكون عرضة للعقوبات المذكورة آنفاً... وكل مَن يعهد شخصاً موصوماً بالهرطقة يجب حتى يبلغ عنه ويسلمه... ويكون للمبلغ، في حالة الإدانة، الحق في نصف أملاك المتهم... ولكي لاقد يكون لدى القضاء والموظفين أي ذريعة - بحجة حتى العقوبات جسيمة جداً وشديدة، ولم ينص عليها إلا لإثارة الفزع في قلوب المجرمين - ليسقطوا عليهم عقوبة أقل مما يستحقون (نأمر) بأن يعاقب المجرمون حقاً بالعقوبات التي أعربا عنها سابقاً، ونحظر على جميع القضاة حتى يغيروا أويخففوا العقوبات بأية طريقة، ونحظر على أي أحد، في أي ظرف حتى يطلب منا، أومن أي أحد أوسلطة، حتى يمنح عفواً عن، أوحتى يقدم التماس في صالح، هؤلاء الهراطقة أوالمنفيين أوالهاربين، وإلا تعرض للحكم عليه إلى الأبد بعدم الأهلية لتولي الوظائف المدنية أوالعسكرية، ولأن يعاقب بعقوبة يقضى بها عليه بكيفية تحكمية(21).

وعلاوة على هذا كان يطلب من أي إنسان يدخل البلاد المنخفضة حتى يسقط على تعهد بالولاء للعقيدة المحافظة بحذافيرها(22). وتحولت الأراضي المنخفضة عن طريق هذه المنشورات اليائسة، إلى ساحة قتال بين الشكلين للقديم والجديد من المسيحية، وقدر سفير البندقية في بلاط شارل حتى 30.000 شخص، وهم جميع المنكرين للتعميد تقريباً، هلكوا عام 1546 في هذه المذبحة الإمبراطوريّة الطويلة(23)، التي اغتال فيها الآمنون من المواطنين، وخفض تقدير آخر أقل إثارة عدد الضحايا إلى 10.000 شخص(24). وبقدر ما كان الهولنديون المنكرون للتعميد مهتمين، بقدر ما نجحت محكمة التفتيش الكارولينية، وظل بقية منهم على قيد الحياة في هولندة بإبداء عدم المقاومة، وهرب بعضهم إلى إنجلترا، حيث أصبحوا من أنصار البروتستانتية النشطين في عهد إدوارد السادس وإليزابث. وانهارت الحركة الشيوعية في الأراضي المنخفضة بعد حتى روعها الاضطهاد وخنقها الرخاء.

ولكن عندما انحصرت موجة المنكرين للتعميد تدفق نهر من الهوجينوت المطاردين إلى الأراضي المنخفضة من فرنسا، واتىوا معهم بإنجيل كالفن، وراقت الحماسة الصارمة القائلة بالحكم الديني للهرطقة الجديدة، لمن ورثوا تنطقيد المتصوفة وإخوان الحياة المشهجرة، وكان قبول كالفن للعمل باعتباره كرامة بدلاً من حتى يعد لعنة، وللثورة باعتبارها بركة بدلاً من حتى تعد جريمة، وللنظم الجمهورية باعتبارها أكثر موافقة من الملكية للمطامح السياسية لطبقة رجال الأعمال، يحتوي على أجزاء تلقى ترحيباً متفاوتاً من كثير من العناصر بين السكان. وما حتى حل عام 1555 حتى كانت هناك جماعات كالفينية للمصلين في إيبرس وتورناي وفالنسينس وبروجس وغنت وأنتروب، وكانت الحركة تنتشر في هولندة ويرجع الفضل إلى الكالفينية لا إلى اللوثرية، أوممضى المنكرين للتعميد، في حتى ابن شارل يفترض أن يحصر خلال جيل مرير، في صراع قدر له حتى يشطر الأراضي المنخفضة إلى قسمين، ويحرر هولندة من السيطرة الإسبانية، ويجعلها موطناً وملجأ من أعظم المواطن والملاجئ للفكر الحديث.

وفي عام 1555 طرح شارل الخامس جميع أحلامه ما عدا حلمه بأن يموت في طهارة، وتخلى عن أمله في قمع البروتستانتية في ألمانيا والأراضي المنخفضة أومهادنة الكاثوليكية في مجلس ترنت، وتخلى عن طموحه في زعامة البروتستانت والكاثوليك والألمان والفرنسيين، في زحف رائع يقوم به ضد سليمان والقسطنطينية والتهديد الهجري للعالم المسيحي. وقد أدى إفراطه في الطعام والشراب والعلاقات الجنسية وحملاته المنهكة وأعباء منصب قابل صدمة تغيير ثوري إلى تحطيم جسده وتبلد سياسته وتحطيم إرادته. وكان يشكومن قروح، وهوفي الثالثة والثلاثين، واكتهل في الخامسة وأصيب وهوفي الخامسة والأربعين بالنقرس والربووسوء الهضم والتأتأة، وكان وقتذاك يقضي نصف وقت يقظته في ألم، ووجد أنه من الصعب عليه حتى ينام، وكثيراً ما كانت الصعوبة التي يجدها في التنفس تجعله يجلس منتصباً طوال الليل، وكانت أصابعه مشوهة بداء المفاصل، إلى درجة أنه لم يكد يستطيع حتى يقبض على القلم، الذي سقط به على صلح كريبي. وعندما قدم كوليني رسالة من هنري الثاني، لم يستطع شارل حتى يفتحها إلا بصعوبة ونطق متسائلاً: "ما رأيك في يا سيدي أمير البحر،يا ترى؟ ألست فارساً رائعاً يستطيع حتى يهاجم ويحطم حربة، أنا الذي لا أستطيع حتى أفتح خطاباً إلا بعد مشقة كبيرة؟(25)". ولعل قسوته العارضة وشيئاً من الوحشية التي هاجم بها البروتستانتية في الأراضي المنخفضة، ترجع إلى نفاد صبره بسبب آلامه. وأمر ببتر أقدام الأسرى من الجنود الألمان المرتزقة، الذين حاربوا في صفوف فرنسا، على الرغم من حتى ابنه الذي قدر له حتىقد يكون فيليب الثاني الصلب الرأي، طلب لهم الرحمة(26)، وقد حزن حزناً مريراً دام طويلاً لوفاة زوجته الحبيبة إيزابلا (1539)، ولكنه جاز في حينه بحضور عذارى لا حول لهن ولا طول إلى مخدعه(27).

ونادى في خريف عام 1555 إلى عقد اجتماع لمجلس الطبقات في الأراضي المنخفضة، يوم 25 أكتوبر، واستدعى إليه فيليب من إنجلترا. وفي قاعة دوقات برابانت الواسعة المغطاة بالسجاجيد في بروكسل حيث اعتاد فرسان الجزة المضىية حتى يعقدوا اجتماعاتهم، اجتمع النواب والنبلاء والحكام من سبع عشرة مقاطعة في نطاق حرس من الجند المدججين بالسلاح. ودخل شارل يستند على كتف وليام أف أورانج، الذي قدر له حتىقد يكون عدواً لابنه في المستقبل. وتبعه فيليب مع نائبة الإمبراطور ماري الهنغارية، ثم أمانويل فيليبرت أف سافوي، ومستشاروالإمبراطور، وفرسان الجزة المضىية، وكثير من الأعيان الآخرين الذين أقبلت عليهم الدنيا يوماً قبل حتى تنساهم. وعندما جلس الجميع نهض فيليبرت وشرح في إسهاب ووضوح اغتبط لهما شارل، الأسباب الصحية والعقلية والسياسية التي حدت بالإمبراطور إلى إبداء رغبته في حتى يتنازل عن حكم الأراضي المنخفضة لابنه. ثم وقف شارل نفسه وهويتكئ من حديث على أمير أورانج الوسيم فارع القامة، وتحدث ببساطة، وفي صميم الموضوع، ولخص كيف من الممكن أن ارتقى إلى حتى بلغ آفاقاً متسعة من السلطان على التعاقب وتحدث عن ذوبان حياته في الحكم. وتذكر أنه زار ألمانيا تسع مرات وإسبانيا ستاً وفرنسا أربعاً وإنجلترا وأفريقية مرتين، وقام بإحدى عشرة رحلة بالبحر واستأنف كلامه قائلاً:

هذه هي المرة الرابعة التي أفكر فيها في الذهاب لإسبانيا من الآن... ولم يسبق حتى جربت شيئاً سبب لي مثل هذا الألم العظيم... الذي أشعر به وأنا أفترق عنكم من اليوم دون حتى أهجر خلفي ذلك السلام والهدوء اللذين طالما رغبت في تحقيقهما... ولكني لم أعد قادراً على مباشرة شئوني دون حتى أشعر بتعب شديد يسري في بدني، وبالتالي ألحق بالدولة الضرر... وإن ما يتطلبه تحمل المسؤولية من اهتمام عظيم، وما تسببه خور بالغ للعزيمة، وصحتي التي تدهورت من قبل، جميع هذه لم تعد تهجر لي القوة اللازمة للحكم... وينبغي لي في حالتي هذه حتى أقدم لله والانسان حساباً خطيراً إذا لم أطرح السلطة عن كاهلي... وأن ابني، الملك فيليب قد وصل إلى سن تكفي لأنقد يكون قادراً على حكمكم، وهو، كما ارجو، أمير صالح لكل رعاياي المحبوبين(28).

وعندما تهالك شارل متألماً في مقعده نسى الحاضرون خطاياه واضطهاده وهزائمه، رثاء لرجل عمل جاهداً مدى أربعين عاماً، حسب ما أملته عليه آراؤه وسمحت به قدرته، تحت وطأة أثقل الالتزامات في عصره، وبكى كثير من السامعين. ونصب فيليب رسمياً حاكماً للأراضي المنخفضة، وحلف يميناً مغلظة (كما يفترض أن يذكر بها فيما بعد) حتى يراعى جميع القوانين والحقوق التقليدية للمقاطعات. وفي أوائل عام 1556 سلم له شارل تاج إسبانيا، بكل ممتلكاته في العالم القديم والعالم الجديد، واحتفظ شارل باللقب الإمبراطوري، وكان يأمل حتى ينقله لابنه قريباً، ولكن فرديناند احتج، وفي عام 1558 تنازل الإمبراطور عن لقبه لأخيه. وسافر شارل بحراً في السابع عشر من سبتمبر سنة 1556 من فشلنج إلى أسبانيا.


الصراعات مع فرنسا

هزم شارل الخامس القوات الفرنسية وأسر الملك فرنسوا الأول في معركة بافيا عام 1525 .

نقود شارل الخامس. النقش: IMP CAES CAROLVS V AVG

الصراعات مع الدولة العثمانية

Silver أربعة real coin of Charles V, struck ca. 1542-1555
Obverse: CAROLVS ET IOHANA, REGES (Charles and Johanna, Monarchs). Depicts the crest of Castile and León. The strike date was determined by the Assayer L. Reverse: HISPANIARVM ET INDIARVM (للاسبانْيَات [الممالك الإسبانية] وبلاد الهند." Depicts the Strait of Gibraltar between the Pillars of Hercules. Center Latin motto is or "Further Beyond."

الإمبراطور يموت 1556-1558

وقام شارل الخامس في الثامن والعشرين من سبتمبر سنة 1556 بالدخول إلى إسبانيا لآخر مرة. واستغنى في برجوس عن خدمات معظم الذين كانوا قد عملوا معه ومنحهم مكافآت، وودع شقيقته، ماري الهنغارية والينورا، أرملة فرانسيس الأول. وأبديا رغبتهما في مشاركته اعتزاله في الدير، ولكن القواعد منعتهما، فاتخذا لهما مسكناً في موضع لا يبعد كثيراً عن هذا الشقيق الذي يظهر أنه لم يكن هناك مَن يحبه وقتذاك سواهما. وبعد حتى أقيمت له عدة احتفالات في الطريق، وصل قرية جوانديلا في وادي بلازنسيا، على مسيرة نحو120 ميلاً غربي مدريد، ولبث هناك عدة شهور، ريثما أكمل العمال الحجرات التي أمر بتجهيزها وتأثيثها في دير يوستى (سانت جوستوس) على مسيرة ستة أميال. وعندما قام بالفترة الأخيرة من رحلته (3 فبراير سنة 1557)، لم ينتقل إلى خلوة في دير بل إلى قصر ريفي فسيح، اتسع لإقامة المقربين من تابعيه الخمسين. وابتهج الرهبان بوجود ضيف عظيم مثله، بيد أنهم اكتأبوا عندما وجدوا أنه ليس لديه النية في حتى يشاركهم حميتهم ونظامهم، فقد كان يأكل ويشرب كميات كبيرة، كما كان يعمل من قبل - أي بإفراط، وكانت عجات السردين وسجق الأسترمادورا وفطائر ثعبان السمك، ولحم الحجل المملح والديوك الخصية السمينة وأنهار من النبيذ والجعة، تختفي في كرشه الإمبراطوري، واضطر أطباؤه إلى حتى يصفوا له كميات كبيرة من السنامكي والراوند للتخلص من الزيادة في وزنه.

وبدلاً من حتى يتلوشارل تسابيحه وأوراده ومزاميره كان يقرأ رسائل من ابنه أويملي رسائل له، وكان يعرض عليه النصيحة في جميع وجه من وجوه الحرب واللاهوت والحكم. وأصبح في العام الأخير من عمره متعصباً متطرفاً قاسياً، وأوصى بتوقيع عقوبات وحشية "لاستئصال جذور" الهرطقة، وأسف لأنه كان قد جاز للوثر بالهرب منه في ورمس. وأمر بجلد أي امرأة مائة جلدة إذا اقتربت من أسوار الدير قاب قوسين أوأدناه(37). وراجع وصيته لكي ينص فيها على إقامة 30.000 قداس من أجل طمأنينة روحه. ويجب ألا نحكم عليه من أعماله في أيام الشيخوخة هذه، ولعل لوثة خبل قد انتقلت إليه بالوراثة من أمه.

وفي أغسطس عام 1558 انقلب النقرس الذي يشكومنه إلى حمى ملتهبة. وعاودته هذه بصورة متبترة، وأخذت تشتد يوماً بعد يوم، وظل شهراً يتعذب بكل آلام النزع الأخير قبل حتى تزهق روحه (21 سبتمبر سنة 1558). وفي عام 1574 أمر فيليب بنقل الجثة إلى الأسكوريان حيث يرقد تحت نصب تذكاري فخم.

وكان شارل الخامس أكبر فاشل في عصره، بل إذا فضائله كانت أحياناً بؤساً وشقاء للإنسانية. ومنح إيطاليا السلام، ولكن لم يتم هذا إلا بعد مرور عقد من الزمان. تعرضت فيه للتخريب، وبإخضاعها هي والبابوية لإسبانيا، وجف عود النهضة الإيطالية تحت رئاسته الكئيبة، وهزم فرانسيس وأسره، ولكن ضاعت منه في مدريد فرصة ملكية ليبرم معه معاهدة كانت حرية بأن تنقذ ما جميع الوجوه ومائة ألف روح. وعاون في إعادة سليمان إلى بلاده في فيينا، وصد بارباروسا في البحر الأبيض المتوسط، وقوى مركز آل هايسبورج، ولكنه أضعف الإمبراطوريّة، وفقد اللورين وسلم بورغنديا، وأحبط أمراء ألمانيا محاولة لهجريز السلطة هناك، وكانت الإمبراطوريّة الرومانية المقدسة منذ عهده نسيجاً واهياً، تنتظر نابليون ليحكم بإعدامها، وفشلت جهوده لسحق البروتستانتية في ألمانيا، وهجر الأسلوب الذي انتهجه في قمعها في الأراضي المنخفضة تراثاً محزناً لابنه. وكان قد عثر المُدن الألمانية مزدهرة وحرة، وهجرها ترزح ألماً تحت وطأة إقطاع رجعي، وعندما اتى إلى ألمانيا كانت تنبض بالحياة، فيها أفكار ونشاط تبز بهما أية أمة أخرى في أوربا وعندما تنازل عن عرشه كانت ضعيفة واهنة روحياً وفكرياً، وظلت جدباء مدى قرنين. وكانت السياسة التي انتهجها في ألمانيا وإيطاليا سبباً واهياً لما لحقهما من ضعف، أما في إسبانيا فكان عمله هوالذي سحق حرية البلديات وقوتها، وكان حرياً بأن يبقي إنجلترا في حظيرة الكنيسة بإقناع كاثرين حتى تسلم بحاجة هنري إلى وريث، وبدلاً من حتى يعمل ذلك أجبر كليمنت على اتخاذ موقف فيه تذبذب، يؤدي إلى الخراب.

ومع ذلك فإن استبصارنا المتأخر هوالذي يرى أخطاءه وجسامتها، وفي وسع حسنا التاريخي حتى يصفح عنها باعتبارها متأصلة بجذورها في قيود بيئته العقلية وفي أوهام العصر العاتية. وكان اقدر سياسي بين معاصريه، ولكنه لم يكن كذلك إلا بمعنى أنه عالج بشجاعة أعمق موضوعات النزاع في أوسع مدى وصلت إليه. وكان رجلاً عظيماً حطت من شأنه مشكلات عصره وحطمته.

ونفذت إلى حكمه الطويل حركتان أساسيتان، وكانت أعظمهما نموالقومية في عهد ملكيات تنزع إلى المركزية، وفي هذه لم يكن له فيها نصيب. وأعظمها من الناحية الدرامية ثورة دينية، حفزت إليها الانقسامات والمصالح القومية والإقليمية. وقبلت شمالي ألمانيا وإسكنديناوة اللوثرية، أما جنوب ألمانيا وسويسرة والأراضي المنخفضة فقد انقسمت إلى طائفتين بروتستانتية وكاثواليكية، وأضحت إسكوتلندة كاللفينية مشيخية، وإنجلترا كاثوليكية أنجيلكانية أوبيوريتانية كالفينية. وظلت إيرلندة وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال موالية لبابوية بعيدة أومهذبة. ومع ذلك نشأ تكامل واهٍ، وسط ذلك الانقسام المزدوج: فقد وجدت الولايات المستقلة المعتزة بنفسها أنها في حاجة إلى بعضها البعض، لضمان استقلالها، كما لم يحدث من قبل، وأنها مرتبطة بصورة متزايدة في نسيج اقتصادي، وأنها تؤلف مسرحا رحيباً لمناهج سياسية متشابكة العلاقات، وحروب وقانون بأدب وفن. كانت أوربا التي عهدها شبابنا تتخذ شكلها.

أجداده

شعار الإمبراطورية الرومانية المقدسة

الألقاب

  • 25 سبتمبر 1506-16 يناير 1556: Titular Duke of Burgundy as شارل الثاني
  • 25 سبتمبر 1506-16 يناير 1556: Duke of Brabant as شارل الثاني
  • 25 سبتمبر 1506-16 يناير 1556: Duke of Limburg as Charles II
  • 25 سبتمبر 1506-16 January 1556: Duke of Lothier as Charles II
  • 25 سبتمبر 1506-16 January 1556: Duke of Luxemburg as Charles III
  • 25 سبتمبر 1506-16 January 1556: Margrave of Namur as Charles II
  • 25 سبتمبر 1506-16 January 1556: Count Palatine of Burgundy as Charles II
  • 25 سبتمبر 1506-16 January 1556: Count of Artois as Charles II
  • 25 سبتمبر 1506-16 January 1556: Count of Charolais as Charles II
  • 25 سبتمبر 1506-16 January 1556: Count of Flanders as Charles III
  • 25 سبتمبر 1506-16 January 1556: Count of Hainault as Charles II
  • 25 سبتمبر 1506-16 January 1556: Count of Holland as Charles II
  • 25 سبتمبر 1506-16 January 1556: Count of Zeeland as Charles II
  • 12 سبتمبر 1543-16 January 1556: Duke of Guelders as شارل الثالث
  • 12 سبتمبر 1543-16 January 1556: Count of Zutphen as Charles II
  • أربعة نوفمبر 1517-16 يناير 1556: King of Castile and Leon as شارل الأول (with Joanna أربعة نوفمبر 1517 - 12 April 1555)
  • 23 يناير 1516-16 يناير 1556: King of Aragon and Sicily as Charles I
  • 23 يناير 1516-1554: King of Naples as Charles IV
  • : 28 يونيو1519-24 فبراير 1530: King of the Romans and Holy Roman Emperor elect
  • : 24 فبراير 1530-21 سبتمبر 1556: Holy Roman Emperor as Charles V
  • 12 يناير 1519-1521: Archduke of Austria as شارل الأول
ساحة المحاكمة في قصر غرناطة في عهد شارل الخامس
Emperor Charles V at Mühlberg, painted in 1548 by Titian.

النهاية

في عهد الإمبراطور شارل الخامس اتسعت رقعة الإمبراطورية في أوروبا واتسعت رقعة إسبانيا خاصة في المكسيك والبيرو. قسم ملكه على ولديه فرديناند الأول وفيليب الثاني . وتنازل عن العرش عام 1556 واعتزل في أحد الأديرة الإسبانية. وتوفي شارل الخامس في سنة 1558.

انظر أيضا

  • الإمبراطورية الرومانية المقدسة

المصادر

  • ويكيبديا الإنجليزية


تاريخ النشر: 2020-06-04 16:37:28
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, Pages using infobox royalty with unknown parameters, أباطرة رومان مقدسون, هابسبورج, ملوك ألمانيا, ملوك اسبانيا, ملوك كاثوليك, ملوك صقلية, ملوك ناپولي, حكام النمسا, حكام ستيريا, دوقات كارينتيا, دوقات ميلانو, كونتات تيرول, دوقات بورغونيا, دوقات برابانت, دوقات لوتير, دوقات غيلدرس, دوقات لوكسمبورگ, كونتات فلاندرس, كونتات أرتوا, مرغريفات نامور, كونتات هينو, كونتات هولندا, كونتات زيلند, كونتات شاروليه, كونتات بورغونيا, أمراء أستورياس, مارتن لوثر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

منح حجاج الجمعيات الفائزين في القرعة مهلة 7 أيام لسداد التكلفة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-09 00:20:48
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 52%

جمال أبوالفتوح: المجتمع الدولي عليه التحرك لوقف التصعيد المتكرر بغزة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-09 00:20:10
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

بوليف: التضخم غير مستورد ويجب إيجاد حل عاجل لـ”سامير”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-09 00:20:22
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 77%

وضعية المرأة في المجتمع.. النساء المعيلات والالتزام المجتمعي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-09 00:20:25
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 80%

حصاد وزارة التضامن الاجتماعي اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-09 00:21:16
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

6 إصابات فى حادث إطلاق نار جنوب القدس المحتلة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-09 00:21:08
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

يسرا تعلن انتهاء تصوير مسلسل 1000 حمد الله على السلامة - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-09 00:20:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 50%

مثل بجثتها وأخفاها في ثلاجة.. توقيف قاتل سيدة بالدار البيضاء

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-09 00:20:19
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 82%

حزب سياسي يهاجم برلمانيا من الاحرار نسب تحلية مياه أكادير لأخنوش

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-09 00:20:15
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 74%

تحميل تطبيق المنصة العربية