بهمن (بطل)

بهمن بن اسفنديار السادس عشر من ملوك الشاهنامه، والسادس من الملوك الكيانيين وذكر اسمه في الأساطير الإيرانية الدينية والتاريخية وفي بهمن نامه أيضاً.

في الأفستا

وأصل بهمن في الأفستا قهو- مانو أى الفكر الطيب. وهوأحد القوى الست (أمِشَسپنتا) التي تلى إله الخير أهرامزدا. ويسمى اليوم الثانى من جميع شهر من المشهور الفارسية باسم بهمن لأنه الملك المسيطر عليه. وفي الأفستا فصل مسمى باسمه. وله في أدعية الثلاثين يوما(سى روزه) نادىء أوّله : « نقرّب إلى بهمن، الأمشسپنتا، نقرّب إلى السلام الودود النفَس، والذى هوأقوى على الإهلاك من المخلوقات الأخرى كلها».

التشابه بين الكيانيين والأخمينين

وفي عهد بهمن يزيد التشابه بين ملوك الشاهنامه، والأخمينيين الذين يعهدهم التاريخ. فالتشابه بين بهمن أردشير وبين الملك الخامس من الأخمينيين الذي يسميه أرتخشتاي الملك.

أبين وأقوى مما بين كشتاسب ودارا. ويرى مؤلف باستان نامه، ويوافقه جول مول، حتى بهمن أردشير هوأرتخشتاي. ويقول نلدكه حتى الإيرانيين سمعوا بأرتخشتاي الملك من بعض المؤلفين السريان الذى كان ينقل عن مؤرّخى اليونان، فادعوا أنه بهمن.وكان الأوّل يلقب عند اليونان« طويل اليد» فترجموها ولقبوا بها الثانى فنطقوا« درازدست».

ويؤيد قول الأستاذ نلدكه حتى البيروني يلقب بهمن بحدثة مقروشر، وهى الحدثة اليونانية. ويفسرها بطويل اليد. ولا يقلبه بالحدثة الفارسية.

اتفاق الاسم واللقب في الفارسية واليونانية. فأردشير هوباللغة القديمة أرتخشِيرشَا وقد حرفها اليونان إلى اتختيريته. ودرازدست هومعنى سوناميرون التي لقب بها هذا الملك عند مؤرّخى الغرب ترجمةً للحدثة اليونانية. والخط العربية كذلك تلقبه طويل اليد أوالباع.وتفسيره بنفوذ أمره وبعد مغازيه.

وقول البيروني عن بهمن أردشير أنه ابن أخشويرش.

وأخشويرش هوخشَيرشا أى إكزِرِكس فأردشير بن أخشويرش يقابل أرتكزركس ابن إكزركس.

وقول المسعودى عن أبقراط:« كان قبل الاسكندر بقريب من مائة سنة، في أيام أرطخشست من ملوك الفرس الأولى. وأرى أنه بهمن بن إسفنديار بن كيبِشاسب ابن كيلهراسب.

وقد ذكر ذلك جالينوس الخ». وأرطخشست هوأرتخشتر أوأرتخشيرشا أعنى أرتكزِرِكس. وقد حكم ما بين سنتى 425، و465 وذلك قبل الاسكندر بقريب من مائة سنة كما يقول المسعودى.

وقد استوعب بعض الكتاب شبها بين حوادث رستم واسفنديار وبهمَن كما ترويها الشاهنامه، وبين ما عهد في التاريخ من اغتال ارتبانوس قائد حرس إكزِرِكس إياه، وتوليته أرتكزركس مكان أبيه، ثم بطش هذا بأرتبانوس. كما اغتال رستمُ إسفنديار وربى ابنه بهمن حتى ولى الملك ثم بطش بهمن بأسرة رستم.

على حتى في الخط العربية حتى بهمن هوكورش أوأنه الذى أمر كورش برد الإسرائيليين إلى بيت المقدس، إلى غير هذا من الخلط واللبس. ويقول المسعودى في الاشراف: والإسرائيليون يزعمون حتى بهمن يسمى بلغتهم في خط أخبارهم كورش. وفي الطبرى ومروج المضى والأخبار الطوال وغيرها حتى أم بهمن من نسل طالوت وزوجه من ذرّية سليمان. وهذا مثال من اللبس بين أساطير الفرس والساميين. ثم أولاد بهمن، كما في فارس نامه والطبرى، وهم ساسان ودارا وخماى وفرنك وبهمن دخت.

ومن آثاره، فيما زعموا، مدينة آباد أردشير وهى همينيا، وبهمن أردشير وهى الأبلة، وعمارة هراة وهمدان وعسكر مكرم.

بهمن في سيرالملوك للبلخي

ونطق البلخي في سيرالملوك: كانت أم بهمن تنتسب إلى بنيامين بن يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم خليل الرحمن صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين، وكانت زوجته أم ولده ساسان تنتسب إلى سليمان بن داود عليهما السلام.

وتفسير بهمن بالعربية« الحسن النية». وكان متواضعا تخرج خطه. من أردشير عبد اللّه وخادم اللّه السائس لأموركم. وينطق أنه عزا الرومية الداخلة في ألف ألف مقاتل. وكان فيما نطقوا من أعظم ملوك الفرس شأنا وأفضلهم تدبيرا. ومن آثاره الباقية القرية المعروفة بهمينيا من الزاب الأعلى، والأبلّة، وكان سماها حين بناها بهمن أردشير.

أخبار بهمن في الشاهنامة

إرسل إسفنديار ابنه بهمن إلى زابلستان‏ ومعه رسالة حملها من أبيه إسفنديار إلى رستم بطل الأبطال في الشاهنامة. فوصي اسفنديار إلى رستم بتربية ولده بهمن، وإقامته بزابلستان. فربّي رستم بهمن كما ربّي سياوش من قبل. سلم كشتاسب إليه مفاتيح الكنوز والخزائن فتسلم اليه سرير الملك والتاج السلطنة وكذلك أصبح بهمن ملكاً في إيران بعد كشتاسب. وقصد بهمن انتقام لإسفنديار والأخذ بثأره‏. وسار حتى هبط على هيرمند فأوفد إلى دستان وأعمله أنه قد اتى طالبا لثأر أبيه وإخوته. فأوفد زال رسالة إلي بهمن، فغضب بهمن من كلامه، وأمر بفمه فقيد وحبس، ولم يسمع فيه شفاعة أحد من أصحابه.وقاتل بهمن لفرامرز بن رستم ولزائريه فقتلا. وكان لبهمن ابن شجاع يسمى ساسان، وبنت تسمى هماى ذات رأى وعقل، وكانت تلقب جهرآزاد. وتزوج بهمن من ابنته هماي وكان يحبها كثيراً لفرط حسنها وجمالها. توفي بهمن وكانت مدّة ملكه ستين سنة.