ابن الدهان البغدادي
ابن الدهان النحوي البَغْدَادي (494-569ه = 1100-1174م)، هونحوي عراقي.
اسمه ونسبه
أبومحمد سعيد بن المبارك بن علي بن عبد الله بن سعيد بن محمد بن نصر بن عاصم بن عبادة بن عصام بن الفضل بن ظفر بن غلاب بن حمد بن شاكر بن عياض بن حصن بن راتى بن أبي بن شبل بن أبي اليسر كعب الأنصاري رضي الله عنه، المعروف بابن الدهان النحوي البغدادي.
شيوخه
سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن الحصين ومن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء وغيرهما.
خطه
له في النحوالتصانيف المفيدة منها:
- شرح كتاب الإيضاح والتكملة " وهومقدار ثلاث وأربعين مجلدة.
- الفصول الكبرى " و" الفصول الصغرى ".
- شرح كتاب " اللمع " ل ابن جني شرحاً كبيراً يدخل في مجلدين وسماه "الغرة " نطق ابن خلكان: ولم أر مثله مع كثرة شروح هذا الكتاب.
ومنها كتاب " العروض " في مجلد.
- كتاب " الدروس في النحو" في مجلد، وطبع هذا الكتاب في مطبعة الأمانة في القاهرة، بتحقيق د.إبراهيم محمد أحمد الإدكاوي، الطبعة الاوبى، عام 1991. في مطبعة الأمانة في القاهرة،
- كتاب تذكرته سماه " زهر الرياض " في سبع مجلدات.
- كتاب " الغنية في الضاد والظاء ".
- " المعقود في المقصور والممدود ".
- " الراء ".
- " الغنية في الأضداد "
أخباره
كان في زمن أبي محمد المذكور ببغداد من النحاة ابن الجواليقي وابن الخشاب وابن الشجري ، وكان الناس يرجحون أبا محمد المذكور على الجماعة المذكورين مع حتى جميع واحد منهم إمام. ثم إذا أبا محمد هجر بغداد وانتقل إلى الموصل قاصداً جناب الوزير جمال الدين الأصبهاني المعروف بالجواد، فتلقاه بالإقبال وأحسن إليه، وأقام في كنفه مدة، وكانت خطه قد تخلفت ببغداد فاستولى الغرق تلك السنة على البلد، فسير من يحضرها إليه إذا كانت سالمة، فوجدها قد غرقت، وكان خلف داره مدبغة فغرقت أيضاً، وفاض الماء منها إلى داره، فتلفت الخط بهذا السبب زيادة على إتلاف الغرق، وكان قد أفنى في تحصيلها عمره، فلما حملت إليه على تلك الصورة أشاروا عليه حتى يطيبها بالبخور ويصلح منها ما أمكن، فبخرها باللاذن ولازم ذلك إلى حتى بخرها بأكثر من ثلاثين رطلاً لاذناً فطلع ذلك إلى رأسه وعينيه فأحدث له العمى وكف بصره. وانتفع عليه خلق كثير، ورأيت الخلق يشتغلون في تصانيفه المذكورة بالموصل وتلك الديار اشتغالاً كثيراً.
مولده ووفاته
كانت وفاته يوم الأحد غرة شوال سنة تسع وستين وخمسمائة، ونطق ابن المستوفي : سنة ست وستين بالموصل، رحمه الله تعالى، ودفن بمقبرة المعافى بين عمران بباب الميدان. ومولده عشية الخميس سادس وعشرين رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة ببغداد بنهر طابق، وهي محلة بها، وقيل يوم الجمعة. وله نظم حسن، فمنه قوله:
لا تجعل الهزل دأباً فهومنسيرة | والجد تغلوبه بين الورى القيم |
ولا يغرنك من ملك تبسمه | ما تصخب السحب إلا حين تبتسم |
وله أيضاً:
لا تحسبن حتى بالشع | ر مثلنا ستصير |
فللدجاجة ريش | لكنها لا تطير |
وله أيضاً:
لا غروحتى أخشى فرا | قكم وتخشاني الليوث |
أوترى الثوب الجدي | د من التفرق يستغيث |
وذكره الحظيري في كتاب " زينة الدهر " وأورد له:
بادر إلى العيش والأيام راقدة | ولا تكن لصروف الدهر تنتظر |
فالعمر كالكأس يظهر في أوائله | صفووآخره في قعره الكدر |
وأورد له أيضاً:
نطقوا اغترب عن بلاد كنت تألفها | إن ضاق رزق تجد في الأرض منتزحا |
قلت: انظروا الريق في الأفواه مختزناً | عذباً فإن بان عنها صار مطرحا |
وأورد له أيضاً:
أهوى الخمول لكي أظل مرفهاً | مما يعانيه بنوالأزمان |
إن الرياح إذا توالى عصفها | تولي الأذية شامخ الأغصان |
وأورد له أيضاً:
يا سادتي لا عدمتم استمعوا | قول فتى عارف بمنطقه |
كنت ببيتي كالرخ محترماً | فصرت في غربتي كبيذقه |
وقد ذكره العماد المحرر في " الخريدة " وأثنى عليه، وذكر طرفاً من حاله.
ونطق الحافظ أبوسعد المسعاني: سمعت الحافظ ابن عساكر الدمشقي يقول: سمعت سعيد بن المبارك بن الدهان يقول: رأيت في النوم شخصاً أعهده وهوينشد شخصاً آخر كأنه حبيب له:
أيها الماطل ديني | أملي وتماطل |
علل القلب فإني | قانع منك بباطل |
نطق السمعاني : فرأيت ابن الدهان وعرضت عليه الحكاية فنطق: ما أعهدها ولعل ابن الدهان نسي، فإن ابن عساكر من أوثق الرواة، ثم استملى ابن الدهان من السمعاني هذه الحكاية ونطق: أبلغني السمعاني عن ابن عساكر عني، فروى عن شخصين عن نفسه، وهذا غريب في الرواية. وكان له ولد - وهوأبوذكريا يحيى بن سعيد - وكان أديباً شاعراً، ومولده بالموصل في أوائل سنة تسع وستين وخمسمائة تقديراً، وتوفي سنة ست عشرة وستمائة بالموصل، ودفن على أبيه بمقبرة المعافى بن عمران الموصلي.
المصادر
- وفيات الأعيان 2/382-385، ل ابن خلكان ، تحقيق إحسان عباس .