سامي الحناوي

عودة للموسوعة

سامي الحناوي

اللواء سامي الحناوي (يسار) رئيس الأركان العامة للجيش السوري والحاكم العملي لسوريا أثناء إستقباله للملك فيصل الثاني ملك العراق

محمد سامي حلمي الحناوي (1898- 30 اكتوبر/تشرين أول 1950)، عسكري سوري ورئيس سوريا وصانع ملوك.

ولد في مدينة إدلب وتخرج من مدرسة دار المفهمين بدمشق سنة 1916 ودخل المدرسة العسكرية في إسطنبول فأقام فيها سنة. خاض معارك قفقاسيا وفلسطين في الحرب العالمية الأولى، ثم ولج المدرسة الحربية بدمشق سنة 1918 م وتخرج بعد عام برتبة ملازم ثان، وألحق بالدرك الثابت في سنجق الإسكندرونة، وكان من قوات الجيش السوري في معركة فلسطين سنة 1948 م حيث رقي إلى رتبة عقيد.

عندما ثار حسني الزعيم على شكري القوتلي وأبعده عن الحكم، أبرق الحناوي يؤيد الانقلاب ويعلن ولاءه لحسني الزعيم، فجعله هذا زعيماً (كولونيل) وقائداً للواء الأول، ولما ضج الناس من سيرة حسني الزعيم، اتفق الحناوي مع جماعة كان بينهم ثلاثة من حزب أنطون سعادة فاعتقلوا الزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازي، وأعدموهما بعد محاكمة عسكرية سريعة يوم 14 أغسطس/آب 1949، وأقاموا حكومة مدنية يشرف على سياستها العسكريون وفي مقدمتهم سامي الحناوي، وقد لعب فيها عديله الدكتور أسعد طلس (من حلب ومن كبار موظفي وزارة الخارجية حينئذ دوراً مهماً للاتجاه نحوالوحدة مع العراق).

وبعد يومين على الانقلاب سلم الحناوي السلطة رسمياً إلى هاشم الأتاسي الرئيس الأسبق الذي أذاع فوراً تشكيل الوزارة، ثم أعرب الحناوي حتى مهمته الوطنية المقدسة قد انتهت، وأنه سيعود إلى الجيش، وكانت تشكلت لجنة بعد ساعات من وقوع الانقلاب ضمت هاشم الأتاسي وفارس الخوري، ورشدي الكيخيا، وناظم القدسي وأكرم الحوراني، أوصت بتشكيل حكومة مؤقتة يرأسها هاشم الأتاسي تعيد للبلاد الحياة الدستورية، وقد سيطر حزب الشعب على شؤون الحكومة الجديدة، واحتل أعضاؤه الوزارات التي اشترط الحزب احتلالها باستمراره (الخارجية والداخلية) بناء على توصيات صاحب الانقلاب سامي الحناوي.

استمرت الوزارة برئاسة هاشم الأتاسي من 14 آب/1949 حتىعشرة كانون أول/1949 دون حتى يحصل تبديل بين أعضائها، وكان من بين الموضوعات التي عالجتها:-

  1. استمرار العمل بالأحكام الصادرة في عهد حسني الزعيم: فقد أعربت الحكومة احترامها للاتفاقيات المعقودة في عهد الزعيم وأبرزها اتفاق شركة التابلاين لإمرار النفط السعودي عبر سورية، واتفاق شركة أنابيب العراق لإمرار الزيت العراقي عبر سورية، واتفاقيات التصفية للمسائل المعلقة بين سورية وفرنسا، ويأتي في مقدمتها الاتفاق النقدي. اضطرت الحكومة لاتخاذ هذا الموقف بعد اتصالات مع الوزراء المفوضين لكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الذين أكدوا موقف حكوماتهم بعدم الاعتراف بالانقلاب الجديد ما لم يعتبر تلك الاتفاقيات نافذة.
  2. تطهير الجهاز الحكومي: فبعد أسبوع من تولي حكومة الأتاسي مهامها تلقت مجموعة من المراسيم بعزل بعض الموظفين وإحالة البعض الآخر على التقاعد مسقطة من الزعيم سامي الحناوي ومؤرخة بتاريخ 13 آب/1949. وجرت مداولات بين الحكومة وصاحب الانقلاب الحناوي، لكنه أصر على عزلهم لأن وزراء حزب الشعب لا يميلون إليهم.
  3. انتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور حديث للبلاد، وهدف حزب الشعب من ذلك هواستبعاد عودة السيد شكري القوتلي لاستلام منصب رئيس الجمهورية، لهذا أقرت الوزارة المراسيم التي أصدرها حسني الزعيم ومن ضمنها مرسوم قبول استنطقة القوتلي وحل مجلس النواب. وكانت النتيجة انتخاب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية، وأهم المواضيع التي ركز عليها في اجتماعات الجمعية التأسيسية: الوحدة السورية العراقية والتي عكسها نص قسم رئيس الجمهورية الذي جرت الموافقة عليه

(أقسم بالله العظيم حتى أحترم قوانين الدولة وأحافظ على استقلال الوطن وسيادته وسلامة أراضيه، وأصون أموال الدولة، وأعمل لتحقيق وحدة الأقطار العربية) وكان الحناوي أقرب إلى الجهات التي حبذت هذا الاتجاه.

نجحت حكومة حزب الشعب في الحقلين المالي والاقتصادي عندما أقر مجلس الوزراء السماح بتصدير القطن فارتفعت أسعاره، وكذلك جاز بتصدير كمية من الحنطة إلى الخارج فحققت أرباحاً تحولت نحوشراء كمية من المضى فازدادت نسبة التغطية المضىية للعملة السورية.

وبعد النكسات التي أصابت جهود زعامة حزب الشعب لإقرار الصيغ الدستورية الكفيلة بإعلان الاتحاد مع العراق، اتفق أقطاب الحزب مع اللواء (سامي الحناوي) على قيام الجيش باعتباره الورقة الأخيرة المتاحة في أيديهم، بالتحرك لتحقيق هذا الهدف، وبتاريخ 16 كانون الأول/ 1949 وجه اللواء سامي الحناوي دعوة إلى خمسة من كبار الضباط للاجتماع به لمناقشة موضوع الاتحاد السوري ـ العراقي، فشعر هؤلاء بأن حضورهم يعني وضعهم تحت سلطة قائد الجيش فيفرض عليهم ما يريد، فاتخذوا التدابير اللازمة لاعتنطقه، وبالعمل اعتقل الحناوي وأسعد طلس وآخرين من أنصارهما، وكان هذا الانقلاب الثالث بقيادة أديب الشيشكلي.   سُجن الحناوي مدة ثم أُطلق سراحه فيثمانية أيلول 1950. وكان الحناوي قائد الانقلاب العسكري الثاني في تاريخ سوريا في آب ١٩٤٩، حيث قام باعتنطق الرئيس حسني الزعيم ورئيس الحكومة محسن البرازي وإعدامهما رمياً بالرصاص. نقل الحناوي السلطة إلى المدنيين. كان مقرباً من الحزب السوري القومي الاجتماعي. سُجن لفترة قصيرة بعد انقلاب أديب الشيشكلي آخر عام ١٩٤٩. انتقل بعد إطلاق سراحه إلى بيروت لكنه اغتيل بعد أقل من شهرين من قبل حرشوالبرازي قريب محسن البرازي في 30 تشرين أول 1950، انتقاماً لمحسن البرازي ونقل جثمانه من بيروت إلى دمشق فدفن فيها.


مصادر

  • سامي الحناوي - من مسقط يا بيروت.
تاريخ النشر: 2020-06-04 17:11:49
التصنيفات: سياسيون سوريون, عسكريون سوريون, سوريون, اغتيالات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بعد احتفال جوجل بمذيع «عالم البحار».. تعليق نارى لـ تامر أمين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 21:23:59
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 60%

حسين عثمان: «محفوظ والسحار» يتضمن ملامح السيرة بين اثنين من المبدعين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 21:24:06
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

اتفاقية عمل مع شركة عالمية في مشاريع الهيدروجين الأخضر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 21:23:55
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

«أكوا باور» وصندوق مصر السيادى يوقعان مذكرة للشراكة فى محطة رياح

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 21:23:56
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

جميل عفيفى: أوروبا ستكون الشاهد الأخير على سقوط الجماعة الإرهابية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 21:23:58
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

«مستقبل وطن» ينظم فعاليات مكثفة في المحافظات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 21:23:52
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

وزيرة البيئة: لابد أن تراعى عمليات صناعة الملابس البعد البيئى

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-15 21:24:15
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

بالصور.. وفد من إكليريكية المحرق يزور جامعة أسيوط

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-15 21:24:14
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

7 ملايين منزل أوكرانى محروم من التيار الكهربائى بعد الضربات الروسية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 21:23:48
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 54%

«ماعت» توصى بضرورة ألا يقتصر العمل المناخى على النخب فقط

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 21:23:51
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

الجباس: «محفوظ والسحار» ورقة من مشروع كبير رفض من دار نشر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-15 21:24:06
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

بالفيديو.. “وطني” من قلب مؤتمر المناخ مع الدكتورة أميرة هريدي

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-15 21:24:14
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 57%

تحميل تطبيق المنصة العربية