المعاهدة السورية-الفرنسية 1936
المعاهدة السورية-الفرنسية تم التوصل إليها في ٩ أيلول 1936، ونصت على إنهاء الانتداب خلال ثلاث أعوام واستقلال سوريا التام وانضمامها إلى عصبة الأمم وإعادة ضم دولة العلويين وجبل الدروز ولواء اسكندرونة إلى الدولة السورية. لم تنص المعاهدة على إعادة ضم لبنان أوالأقضية، فاعتبر ذلك اعترافاً ضمنياً باستقلال لبنان من قبل الوطنيين السوريين.
استمرت المفاوضات حول المعاهدة ستة أشهر، من مارس وحتى سبتمبر 1936، وترأس الوفد السوري رئيس الكتلة الوطنية، والرئيس المقبل للجمهورية، هاشم الأتاسي.
اعتبرت المعاهدة نصراً كبيراً للوطنيين السوريين وحظي الوفد السوري المفاوض العائد من باريس برئاسة هاشم الأتاسي باستقبال شعبي حافل في دمشق.
بالرغم من تصديق البرلمان السوري في ديسمبر 1936 على الاتفاقية، إلا حتى المعاهدة لم ترَ النور إذ ماطلت فرنسا في تطبيقها ورفض البرلمان الفرنسي المصادقة عليها.
ثم حالت الحرب العالمية الثانية من أي نشاط سياسي يفضي إلى إقرارها النهائي من قبل فرنسا؛ غير حتى الجنرال شارل ديغول قد أعرب استقلال سوريا عام 1941 بعد حتى ولج دمشق طاردًا قوات حكومة فيشي منها. وتعتبر المعاهدة إحدى ثمار التفاهم المعقود بين الكتلة الوطنية وسلطة الانتداب في دمشق بعد الإضراب الستيني الذي عمّ البلاد بدءًا من فبراير 1936. وقد شجعت المعاهدة السورية الفرنسية على توقيع اتفاق شبيه بين لبنان وفرنسا في نوفمبر 1936، غير حتى البرلمان الفرنسي لم يقرّه أيضًا، تمامًا كما حصل مع سوريا، ولن يتم الاعتراف باستقلال لبنان حتى 1943.
المعاهدة مكونة من تسعة مواد، مع ملحق عسكري من ثمانية مواد، تعزز "السلم والصداقة والتحالف بين فرنسا وسوريا" و"سياسة التشاور بين الحكومتين في جميع أمر يمسّ مصالحهما المشهجرة". وعلى الرغم من عدم إقرار المعاهدة من قبل فرنسا نهائيًا، فقد كان للمعاهدة آثار إيجابية من ناحية توحيد البلاد بالشكل المعروفة عليه اليوم، وكما يقول المؤرخ يوسف الحكيم: "وقوف مندوب المفوض السامي ومعاونيه في دمشق وسوريا، بعيدين جميع البعد عن التدخل في شؤون الحكومة، واقتصار المستشارين لدى الوزارات، على إبداء الرأي إذا ما استشيروا، بخلاف ما كانوا عليه من تدخل في جميع كبيرة وصغيرة".
الوفد السوري
| العضو | الصفة |
|---|---|
| هاشم الأتاسي | رئيس الوفد، عميد الكتلة الوطنية |
| فارس الخوري | ممثل عن الكتلة الوطنية |
| جميل مردم | ممثل عن الكتلة الوطنية |
| سعد الله الجابري | ممثل عن الكتلة الوطنية |
| مصطفى الشهابي | وزير المعارف، ممثل الحكومة السورية |
| إدمون الحمصي | وزير المالية، ممثل الحكومة السورية |
| نعيم أنطاكي | مستقل، أمين سر الوفد |
| إدمون رباط | مستقل، أمين سر الوفد |
المراجع
- سورية والانتداب الفرنسي، يوسف الحكيم، دار النهار، بيروت 1983.
