معركة سيدي عبد الجليل
معركة سيدي عبد الجليل أومعركة جنزور أوكما يعهدها الإيطاليون بإسم معركة زنزور (بالإيطالية: La battaglia di Zanzur)، هي معركة سقطت في جنزور في عام 1912 في اليوم الثامن من يونيو، سقطت المعركة بين الإيطاليون والعثمانيين والمقاومة الليبية، وتعتبر هذه المعركة من المعارك الكبري في المراحل الأولى من الإستعمار الإيطالي.
الأحداث
ظلت القوات الإيطالية، بعد نزولها بمدينة طرابلس، واصطدامها بالمقاومة الوطنية، في سلسلة معارك التي جرت بضواحيها حينداك ( الهاني - سيدي المصري - أبي مليانة - شارع الشط - عين زارة)، ترابط داخل تلك الدائرة الضيقة، ولم تستطع حتى تحقق مخططاتها في التوسع السريع الذي كان من المخططات الرئيسية للعمل الحربي، ولم تكن القوات الإيطالية قد وضعت في تقديرها بأن تقابل مقاومة عنيفة، أشعرتهم بإستحالة تنفيد المشروعات التوسعية بالسرعة التي كان يتسقطها، عند بداية الحملة. وقد اضطرته هذة المقاومة إلى حتى يعطل كثيراً من العمليات التي كان ينوي القيام بها، على السواحل الليبية، مثل النزول بزائرية وغيرها من الأماكن.
فاحتاج الأمر، إلى مضى أكثر من تسعة أشهرعلى النزول، حتى تحاول القوات الإيطالية الخروج من ذلك النطاق الضيق أوتستعد لعمليات حربية، لتهدف إلى توسيع دائرة الأرض المحتلة، والسيطرة مبدئياً على الشريط الساحلي الغربي، من زائرية إلى طرابلس, وبدأت في تنفيد هذة الخطة، بإحتلال فروة وأبوكماش، في محاولة للزحف على زائرية، ومنها إلى بقية البلدان الغربية المجاورة وفي نطاق هذة الخطة أعدت قوة كبيرة للهجوم على مواقع وطنية بجنزور، بحيث يتم الزحف على القوة المرابطة في المنطقة الغربية. من الجهتين، وبحيث تقابل حرباً على جبهتينقد يكون من شأنها حتى تستنزف قواها وتشتت مجهودها وتمكن القوات الإيطالية منها في سهولة ويسر.
وقد أخذت القوات الإيطالية تعد للحملة على جنزور منذ بداية يونيو(1912) وكانت ترى حتى الوقت قد حان، لضرب القوى الوطنية المتجمعة في المنطقة والتي كان يشكل وجودها وإنتشارها حول المدينة خطراً متزايداً على المواقع الإيطالية، خاصة بعد تردد نبأ الإصرار على إستردادها من الإيطاليين، وكانت القوات الإيطالية تري إذا هذة المحلات تطوق المدينة ولا تسمح لهم بحرية الحركة وقد رابطت هذه المحلات طبقاً لتقارير المخابرات الإيطالية على النحوالتالي:
- جنزور ( 2500 إلى 3000 مسلح )
- سواني بن آدم ( من 4000 إلى 5000 مسلح )
- فندق بن غشير وبئر طبراز ( من 4000 إلى 5000 مسلح )
- الجفارة (وادي الرملة) ( 600 مسلح )
والمرابطة بهذه الطريقة، تتسار مع التكتيك الحربي الذي ألتزمه المجاهدون في حروبهم ، وهويقوم على إستخدام قوات قليلة في اللقاءة، والعمل ببقية القوات الكبيرة، ضد المؤخرة والأجنحة.
وكانت الخنادق التي إقيمت في جنزور لللقاءة الأمامية، محصنة تحصيناً تاماً، وتقول التقارير الرسمية الإيطالية (إن هجوماً أمامياً، ضذ هذه الخنادق القوية، من شأنه حتى يكلف - بوضوح - خسائر فادحة جداً) أم القوات المرابطة في سواني بني أدم، فقد أسندت إليها مهمة التدخل ، لضرب الجناح الأيسر الإيطالي ، كما تتولى المؤخرة، بقية القوات المرابطة في فندق بن غشير، وسواني أبي غمجة.
واستعدت القوات الإيطالية بدورها للقاءة هذه الإحتمالات وكانت تخشى إحتمالات الهجوم على مدينة طرابلس، أثناء إنشغال القوة الإيطالية بالعمل الحربي في جبهة جنزور فوضع قوات إحتياطية في قرقارش لدعم المؤخرة ولقاءة تدخل المجاهدين المرابطين في سواني بني أدم وقوة أخرى في أبي مليانة ، للقاءة القوة المرابطة في فندق بن غشير وبئر طبراز مع مظاهرة القوة الأولى عند اللزوم.
وكان الهدف الرئيسي للهجوم الإيطالي الإستيلاء على المواقع التي كانت بيد المجاهدين، وإحتلال مرتفع (سيدي عبدالجليل) الذي يسيطر على بلدة جنزور . وتقرر حتى يتم الهجوم بفرقتين كبيرتين، واحدة تسير بمحاذاة الشاطيء، وتساندها السفن والمدفعية البحرية وتنحصر مهمتها في إحتلال مرتفع سيدي عبدالجليل. أما الثانية فتتوغل أكثر إلى الداخل، وفي خط مواز للأولى، مع شيء من التأخر لحماية الجناح الأيسر.
وقد بدأ الإستعمار الإيطالي هذه المعركة منذ يومسبعة يونيوبتحريك القوات وإعدادها، وتهيئة الخدمات الضرورية، وحشد كافة الإمكانيات في منطقة قرقارش، وربط خط حديدي بينها وبين مدينة طرابلس، لنقل الجرحى، كما أعد اسطول من المراكب لنقل المؤن إلى مرسى جنزور حال سقوطها في أيدي الإيطاليين. واسندت مهمة الهجوم المباشر إلى الفرقة الأولى بقيادة الجنرال (كاميرانا) ووضعت تحت تصرفه بالإضافة إلى القوات الإحتياطية، السفن الحربية التاليـة ( مدينة سيراكوزة ) ( كارل البرت ) ( أرديا ) التي كان عليها حتى تدعم بمدفعيتها زحف هذه القوات، نحوسيدي عبد الجليل.
وفي الساعة الرابعة من يومثمانية يونيو1912 بدأت القوات الإيطالية في الزحف، وفي الساعة 4.40 فتح المجاهدون النار، على القوة الزاحفة، وبدأت المعركة التي استمرت عنيفة حامية الوطيس، تتخللها فترات من الإنقطاع البسيط. حتى الساعة الرابعة مساء وهجرزت الفترة الأولى من المعركة حول منطقة (سيدي عبدالجليل) وأبدى المجاهدون مقاومة شديدة في سبيل الإحتفاظ بها، وعدم سقوطها في أيدي الأعداء، إلا حتى تدخل السفن الحربية، وقصفها العنيف لمواقع المجاهدين ، وتغطيتها لزحف القوة المعادية، مكنها في النهاية من السيطرة على هذا المسقط، واحتلال مرتفع سيدي عبدالجليل، وأستمر الدفاع قوياً عنيفاً في المواقع الأخرى غربي وجنوبي المسقط المحتل، وتمكن المجاهدون من عزل بعض الوحدات الإيطالية والفتك بها.
أما الفترة الثانية من المعركة، فقد جرت قرب منطقة قرقارش ضد القوات الإحتياطية، ونشبت هذه المعركة التي تعتبر جزءاً مكملاً للمعركة الأولى، ولأحداث هذا اليوم المشهود، حين تحركت قوات المجاهدين عند الساعة الخامسة والنصف من فندق الطوغار، نحوأرض المعركة مسلطة هجومها على ميسرة القوة الإحتياطية الإيطالية، في محاولة للتطويق، وضرب المؤخرة الإيطالية، ولم يستطع الجيش الإيطالي، الإستفادة من تغطية المدفعية المنصوبة بقرقارش، وقد سيطر المجاهدون على المواقع المرتفعة الممتازة في أرض المعركة، مما دفع القائد العام الإيطالي، إلى إصدار أمره إلى هذه القوة، بالإنسحاب والتراجع إلى قرقارش.
يقول الجنرال (فروجوني) في تقريره عن هذه المعركة:
وإضطرت القوة الإيطالية - وهذه هي الفترة الثالثة من المعركة - إلى تحريك قواتها في أبي مليانة، لمهاجمة الجناح الأيمن، من القوة السابقة للمجاهدين، المشتبكة مع الإيطاليين في قرقارش، وبذلك استطاعت حتى تخفف شيئا من الضغط على قواتها وتساعدها في الإنسحاب إلى مواقعها، وقد اندفع المجاهدون إلى ملاحقتها، حتى مواقع رمي المدفعية الإيطالية ولم تسلم ميسرة القوة الإيطالية، المحركة من أبي مليانة، من التعرض للهجوم المستمر إلا حتى ضعف القوة الموجودة في هذه المنطقة، حال دون النجاح في عمليات الإلتفاف والتطويق.
المراجع
- ^ Jaques, Tony (2007). Dictionary of Battles and Sieges: P-Z. United States of America.
- ^ "30 Sep 1912 - TURCO-ITALIAN WAR. THE BATTLE OF ZANZUR. OVER 1". Trove.nla.gov.au. 1912-09-30. Retrieved 2015-05-21.
- ^ كتاب مُعجم معارك الجهاد في ليبيا 1911-1931، المؤلف خليفة محمد التليسي، دار العربية للكتاب 1983