منصور البهوتي
منصور بن يونس بن صلاح الدين البُهُوتي الحنبلي (1000-1051 هـ/1591-1641م)، نسبة إلى قرية بُهوت من قرى مركز نبروه الدقهلية بمصر. كان فقيهاً متبحراً وأصولياً ومفسّراً، وتعمق في دراسة الممضى الحنبلي حتى صار شيخ الحنابلة بمصر، تولى الإفتاء والتدريس بمصر، وكان غزير الإفادة والاستفادة، عالماً وعاملاً بعمله، ورعاً سخياً كثير العبادة، تأتيه الصدقات فيفرقها على طلبة الفهم ولا يأخذ منها شيئاً. ذاع صيته، ورحل الناس إليه من الشام ونجد والأراضي المقدسيّة وغيرها لأخذ ممضى الإمام أحمد بن حنبل، وأخذ عنه أكثر المتأخرين من فهماء الحنابلة، منهم إبراهيم بن أبي بكر الصالحاني، ومحمد الشامي المِرْدادي ومحمد البهوتي ومحمد بن أبي السرور البهوتي وغيرهم.
ارتحل البُهوتي في طلب الفهم، فأخذ عن طائفة من فهماء عصره، منهم يحيى بن الشرف موسى الحجاوي الدمشقي مفتي الحنابلة بدمشق، والشيخ عبد الله الدنوشري الشافعي (ت.1025هـ)، والجمال عبد القادر الدنوشري الحنبلي، والنور الحلبي (ت 1044هـ) والشهاب أحمد الوراثي وغيرهم.
اتجه البُهوتي إلى تحقيق الممضى الحنبلي وتحرير مسائله، وصنّف فيه عدة خط منها: «الروض المُرْبِع شرح زاد المُستَقْنِع» للشرف الحجاوي (960هـ)، واقتصر فيه على القول الراجح في الممضى الحنبلي. و«كشّاف القناع عن متن الإقناع» للحجاوي أيضاً، وهومن أفضل ما خط في الممضى الحنبلي، وعليه الفتوى والاعتماد في القضاء وقد طبع بمكة في ستة مجلدات. و«دقائق أولي النهى لشرح المنتهى» لابن النجار الفتوحي (974هـ)، في فروع الفقه الحنبلي، و«المنتهى» عمدة المتأخرين في الممضى، وعليه الفتوى أيضاً. و«المنح الشافية في شرح نظم المفردات» لمحمد بن علي المقدسي، وهوفي مسائل الإمام أحمد التي انفرد بها عن الأئمة. و«عمدة الطالب» في الفقه، وقد شرحه عثمان بن أحمد النجدي (القرن 11 هـ) في «هداية الراغب»، ونظمه الشيخ صالح بن حسن البهوتي (القرن 11 هـ) في «وسيلة الراغب». وحاشية على «المنتهى» المذكور باسم «إرشاد أولى النهى لدقائق المنتهى».
توفي البُهوتي بمصر، ودفن في تربة المجاورين بالقاهرة.
المصادر
- محمد الزحيلي. "البُهُوتي (منصور بن يونس ـ)". الموسوعة العربية.
للاستزادة
- المحبّي، خلاصة الأثر (القاهرة1284هـ).
- علي مبارك، الخطط التوفيقية (المطبعة الأميرية ، مصر 1305هـ).