تويوشيباتا (柴田トヨ, ‏Toyo Shibata) ‏(26 يونيو1911 - 20 يناير 2013) كانت شاعرة يابانية تتصدر قوائم مبيعات الخط؛ أول مجموعاتها الشعرية كوجي‌كنايدى (″لا تفقد الأمل″)، المنشور في 2009، باع 1.58 مليون نسخة. وبالمقارنة، فإن مبيعات كتاب قصائد لعشرة آلاف نسخة يعتبر نجاحاً كبيراً في اليابان. تصدرت مجموعتها الشعرية قائمة أوريون لأكثر الخط مبيعاً في اليابان. وقد نشرتها بنفسها في الأصل، ولكن بعد حتى رأى نجاحها قرر الناشر أسوكا شينشا حتى يعيد نشرها، برسوم جديدة، في 2010. It contains 42 poems. وبعد حتى أجبرها ألم في الظهر على التخلي عن هواية الرقص الياباني التقليدي، انتقلت إلى قرض الشعر في عمر 92، بناء على اقتراح من ابنها كتخصصي. وحتى 2011 فقد كانت تقرض أشعاراً لمجموعتها الثانية، وقد عاشت وحدها في إحدى ضواحي طوكيو، وكانت أرملة.

سيرتها

ولدت تويوشيباتا لتاجر أرز ثري في 26 يونيو1911 في توچيگي، محافظة توچيگي. تزوجت في عمر 33، وتوفي زوجها في عام 1992.

وثمة برنامج تسجيلي تلفزيوني عن شيباتا أذيع في ديسمبر 2010.

وقد توفيت شيباتا في 20 يناير 2013 في دار مسنين في اوتسونومي‌يا، شمال طوكيو، عن عمر 101 سنة.

منطق عبير ياسين

تعد تويوشيباتا الشاعرة اليابانية التي رحلت عن الحياة في 20 يناير 2013، عن 101 سنة، واحدة من الشخصيات الإنسانية المتميزة لما تبثه من أمل في الحياة التي لا تتوقف ما دام الشخص لم يتوقف بنفسه عن التأمل فيها والبحث عن معنى لما يعمله.

ويطلق على شيباتا الكثير من الأسماء لعل أبرزها الجدة الشاعرة، والشاعرة التي أزهرت في وقت متأخر، في إشارة إلى زهرة الساكورا-زهور الكرز- التي ترتبط وبشدة باليابان، فكأن التفتح أوالازدهار يمكن حتى يحدث في أي سن وأي فترة بدون حتى يفقد الزهرة قيمتها وقدرتها على نشر الجمال. مسميات يمكن إدراك ما تعنيه بالنظر إلى سيرة شيباتا وعلاقتها بالشعر الذي بدأت كتابته في التسعينيات من عمرها، لتصدر كتابها الأول، الذي تحول إلى واحد من الخط الأكثر مبيعا في اليابان، وعمرها 99 سنة، ولتستمر في الكتابة حتى المئة من عمرها. عاشت شيباتا حياة عادية، حاولت حتى تشغل وقتها بعد وفاة زوجها وشعورها بالوحدة باتباع نصيحة ابنها وكتابة الشعر، الذي أثار أعجاب الجميع عندما ظهر للعلن. ويعبر شعرها عن الحياة والمعاناة التي مرت بها، وعن الوحدة وقيمة الذكريات الدافئة التي يمكن حتى تساعد البشر في الأوقات القاسية التي تمر بهم، وعن الصمود في وجه تلك المعاناة. حدثاتها ذاتية من مشاهداتها، ولكنها قادرة على المرور عبر المسام، والوصول إلى القلب ومحاورة المشاعر. حدثاتها قادرة على حتى تعبر عما ترغب حتى تقوله، وما تتمناه، وما تشعر به.

يأتى حديثها مفعما بالإنسانية، وبالمشاعر العادية المفتقدة التي تعبر عنها بصيغ شديدة السهولة والعمق. وضع كان من الطبيعى حتى يصل بها إلى الشهرة وإلى الكتاب الأكثر مبيعا، بالإضافة إلى الاهتمام الإعلامي الذي جعل حياتها ووفاتها خبرا وحدثا مهما. كتابها الذي وصلت مبيعاته إلى 1.6 مليون نسخة في وقت أعتبر الناشر حتى توزيععشرة آلاف نسخة من كتاب شعر في اليابان هوإنجاز كبير، يعبر عما مثله كتابها أوبمعنى أدق حدثاتها وما حملته من دفء وقيمة للقارئ.

حاولت حتى أبحث عن التغطية التي نالها خبر وفاة شيباتا في يوم الوفاة فوجدت بعض الأخبار باليابانية والإنكليزية، وهي الجهات التي كانت تتابع شيباتا في حياتها، خاصة في اليابان بلدها وحاضن تلك المشاعر واللغة التي تظل دوما يى الأقدر على التعبير عن المشاعر التي قصدها محررها. ولكن عند البحث عن خبر وفاتها باللغة العربية لم أجد إلا القليل، وبالإضافة لقلة ما وجدته من أخبار قصيرة بدورها، اتىت بعض البيانات التي تمت الإشارة إليها غير دقيقة، وضع وصل إلى الخطأ في نقل اسم كتابها الأكثر شهرة وتحويله لاسم آخر لا يعبر عن المعنى الإنساني للمحتوى.

وضعية تتماس مع تعاملنا العام مع اليابان، بوصفها موجودة وغير موجودة في الوقت نفسه، فهي موجودة عندماقد يكون الحديث عن التكنولوجيا والمباني الضخمة والصور التي تعبر عن النظام والطوابير، وضعيفة أوغائبة عندما يتعلق الأمر بالكثير من الأمور الصغيرة في المجتمع، التي لا تنفصل عن المبانى الضخمة وبناء يابان متقدم عبر سنوات ومعاناة تتشابه مع العنقاء في قدرتها على التجدد والميلاد من حديث بعد جميع كارثة، وكأن الكارثة تعيد تجديد الجناح على طريقة النسر لتستطيع الطيران بشكل أفضل. ولكننا نظل نركز على شكل المبنى بدون الاهتمام بتفاصيل الأحجار التي تشكله والتي لا يمكن حتى يقوم بدونها. وفي كتابها الأشهر، الذي يحمل اسم «لا تفقد القلب» والمترجم أحيانا إلى «لا تفقد الأمل» والصادر عام 2009 وأعيدت طباعته عام 2010، قصيدة بعنوان «الخزينة» أو«الوديعة» تقول فيها:

عندما أحصل على بعض الطيبة من البشر

أقوم بحفظها في قلبي

وعندما أشعر بأنني وحيدة

أخذ من تلك الخزينة وأشعر بأنني أصبحت حية

وأنت أيضا… عليك حتى تبدأ في الادخار من الآن

فهذا أفضل من أي معاش تقاعدي

كانت تلك هى القصيدة التي استوقفتني وبشدة وظلت في الذاكرة، وكانت أول ما عاد للذاكرة عندما فهمت بخبر وفاة شيباتا، كونها تعبر عن قيمة الطيبة والعلاقات الإنسانية، وعما يبقى في العمر بعيدا عن الماديات التي لا يمكن حتى تعيد الحياة لقلب وحيد. ففي تلك اللحظات تكون الذاكرة وما تحمله في قلبك من دفء وذكريات هي الثروة الوحيدة التي يمكن حتى تنفع، والعملة الوحيدة الممكن استخدامها في الوحدة، رغم ما تثيره من شجن. ففي الوحدة يمكن حتى ندرك بالعمل كم نحتاج لتلك الوديعة التي يمكن حتى نعود إليها وأن نأخذ منها ما يساعد على الحياة. طريق مرت به شيباتا في حياتها، وحدثات حملت حكمه السنين وقيمة التجربة.

أما في قصيدتها «لا تفقد الأمل» التي حمل الكتاب عنوانها فتقول:

أوه، من فضلك، لا تتنهد بأنك غير سعيد

فأشعة الشمس والنسيم لا تتحيز لأحد

والأحلام يمكن حتى يحلم بها الجميع بشكل متساو

لقد مرت بي أوقات صعبة، ولكنني سعيدة بأنني حية

وأنت أيضا، لا تفقد الأمل

قصيدة تدعوللتمسك بالأمل وعدم القبول بالاحباط ما جعل البعض يطلق منها دعوات مثل، لا تستسلم للإحباط وتمسك بالحياة وما شابه. ولكنها تظل قريبة للفكرة الأساسية فكل ما يحيط بنا متساوورؤيتنا هي التي يمكن حتى تمنعنا من التمتع بضوء الشمس والأحلام. من طبيعة الحال في الحياة العادية هناك صعوبات كثيرة، ولا يحصل البشر على فرص متساوية، ولكنها أيضا تتحدث من واقع مشاهدات ومعاناة، وبعيون شخصية ظلت قادرة على بث الأمل عبر حدثاتها التي اتىت فيما يشبه نهاية العمر لتؤكد على حتى النهاية لا تعلن مسبقا، وحتى تأتي يمكن حتى تعمل من أجلها ومن أجل الحياة.

تحليل عبير

منذ سنوات انتشر في المنطقة العربية مشاهدة المسلسل اليابانى أوشين، واهتم العدد الأكبر بمتابعة المعاناة التي مرت بها بطلة العمل والربط بين حياتها وتجربة اليابان نفسها. وفي سيرة شيباتا رسالة خاصة بدورها سواء فيما يتعلق باليابان وما تشهده من تزايد نسبة كبار السن في المجتمع، وتغير الكثير من الأوضاع الاقتصادية وما تضعه من تحديات على الجميع، إلى جانب ما يرتبط بالحياة والإنسانية عموما، حيث الحديث عن الحياة التي تغلب عليها الطبيعة المادية للأشياء، وتقلص المساحات الانسانية في الكثير من الأحيان باختلاف الأسباب والصور. وفي هذا السياق تعبر سيرة شيباتا، على حتى الحياة لا تنتهي عند سن معينة، وأن سن البداية غير محددة بشهادة الميلاد، وسن النهاية غير محددة بسن معاش أوانتهاء مدة عمل ورؤية مجتمع، وأن الأحلام ليس لها سقف أوحدود فهي ممتدة بامتداد الحياة وبامتداد الأمل نفسه. تعبر شيباتا عن الإنسانية التي تتعمق مع المعاناة فتكون كالماس بعد صقله أكثر قيمة وجمالا عن صورته الأولى. عملى الرغم مما نشر عن حياتها وما مرت به من القيام بأعمال متنوعة خلال حياتها، والزواج والانفصال، والزواج ووفاة الزوج والحياة في وحدة لسنوات، رغم زيارة ابنها المتكررة لها، استطاعت شيباتا حتى تضع حدثاتها وتلون بها وحدتها وتحولها لحدثات تشجع غيرها وتلون حياتهم. من الممكن تقول في بعض حدثاتها لغيرها ممن يشعر بالوحدة أومر بصور أخرى من المعاناة، إذا هناك من يشاركهم الهم نفسه برؤية مختلفة. وكأنها تخاطب جميع إنسان وتقول له أنت لست وحدك ولكن الفارق حتى عليك حتى تخرج من وضعك وشعورك بالوحدة بصورة ما، قد تكون بالكتابة وقد تكون بخزين المشاعر الطيبة التي تقوم بتكوينها عبر الحياة، أوبالأحلام التي لا يمكن لأحد حتى يسيطر عليها.

تلفت شيباتا النظر لقيمة الإنسانية والعلاقات الطيبة القائمة على الصداقة وتكوين خزان الطيبة بدلا من العلاقات القائمة على المصلحة، التي تنتهي بانتهاء المصلحة، ولا يبقى منها ما يمكن الحفاظ عليه في خزين الحياة، وبالتالي لا تستحق المعاناة من أجلها لأنها فارغة من البداية. تعبر شيباتا بحياتها وحدثاتها على حتى الأمل لا يموت ولا يولد إلا من الداخل، من طبيعة الحال نحتاج في الكثير من الأحيان لمن يشجع ويدعم، أويلفت النظر لما يمكن حتى نقوم به أونبدع فيه، كما عمل ابنها، وكما منحها نشر أول وثاني قصيدة من ثقة ودافع للاستمرار كما نقل عنها، ولكن بدون طرق الباب والقيام بالمبادرة لن يحدث شيء. قد نتحرك ونكسب أونخسر، ولكننا إذا لم نتحرك لن نكسب أي شيء. من جانبها تحركت شيباتا، وخطت وأعربت عن مشاعرها فساندت غيرها وهجرت وراءها خزينا طيبا من الحدثات والمشاعر يمكن العودة إليها ووضعها في خزينتنا الشخصية مع ما نصنعه بأنفسنا، وبهذا تؤكد شيباتا حتى السعادة والطيبة مثل زهور الساكورا تموت مع نهاية موسمها القصير، ولكن جمالها لا يرحل ويبقى أثره مهما مر الوقت.

الهامش