زرادشتية

عودة للموسوعة

زرادشتية

فارافاهار شعار الديانة الزرادشتية
زرادشت نبي الديانة الزرادشتية
شعار زرادشتي
بيت النار الزرادشتي في مدينة يزد الايرانية
بارسي نافجوت , مراسم دخول الزرادشتية(التعميد)
بارسي جاشان وهوطقس مجوسي لتبريك البيت الجديد
جزء من سلسلة عن

الزرادشتية


بوابة
الموضوعات الرئيسية

الزرادشتية/ مزدائية
أهورا مزدا
زرادشت (زرادشت)

الملائكة والشياطين

استعراض الملائكة
Amesha Spentas · Yazatas
أهورات · Daevas
Angra Mainyu

النصوص والعبادات

أبستاق · Gathas
Vendidad
The Ahuna Vairya Invocation
بيوت النار

روايات وأساطير

Dēnkard · Bundahišn
أردا ويراف نامه
Book of Jamasp
سيرة سنجان

التاريخ والثقافة

Zurvanism
التقويم · الأعياد
الزواج
Eschatology

الأتباع

الزرادشتيون في إيران
الپارسيون · Iranis
• • •
اضطهاد الزرادشتيين

انظر أيضاً

فهرس مواضيع ذات علاقة

     

الزرادشتية الزرادشتية دين فارسي قديم يؤمن بالثنائية، أسسه زرادشت واكتمل تكوينه في القرن السابع قبل الميلاد. كان له بأثيره البالغ على عقائد الديانة اليهودية والمسيحية، وتتمتع الزرادشتية بأخلاق اجتماعية قوية إيجابية، فالعمل هوملح الحياة ولكن خلق الشخص لا يعبر عنه فقط فيما يعمل ويقول، بل بأفكاره، فلا بد للناس حتى يقهروا بعقولهم الشكوك والرغبات السيئة وأن يقهروا الجشع بالرضا، والغضب بالصفاء والسكينة، والحسد بالإحسان والصدقات، والحاجة باليقظة والنزاع بالسلام، والكذب بالصدق.

ولم يبق من تعاليم زرادشت إلا سبع عشرة ترنيمة تسمى الجاثات GA-THAS.

أما الكتاب المقدس عند الزرادشتيين فهوالابستاق Avesta وهي حدثة فارسية تعني الأصل أوالمتن، والأرجح حتى تدوينه تمَّ بعد القرن الخامس الميلادي، ولم ينج الابستاق من التخريب إذ لم يبق منه إلا الأناشيد والترنيمات المذكورة وترنيمات «اليشتا» Yashts والصلوات.

والله في الزرادشتية هوالموجود الأعظم والأفضل والأسمى، لايصدر عنه إلا الخير أما الشر، فيرجع إلى الشيطان «اهرمان» Ahriman،الروح المسؤولة عن جميع شرور العالم وعن الأمراض والموت والغضب والهمّ. وبهذا تصور الزرادشتية تاريخ العالم أنه تاريخ الصراع بين الله والشيطان الذي ينقسم إلى أربع فترات تمتد جميع منها ثلاثة آلاف سنة... يتأكد في نهايتها دوام الخلق الطيب وهزيمة الشيطان.

وترى الزرادشتية العالم كصراع مستمر بين القوى الكونية المستقلة. وفي معتقدات هذه الديانة فإن أهورامزدا هورب الخير أوالحكمة وخالق العالم المادي، وأنجرامينوهوجميع الموت وروح الشرّ، وأن الإنسان هوكائن حرّ وعليه واجب مساعدة الفوز لأهورامازدا. انتشرت هذه الديانة في إيران خصوصًا بعد ثمانية قرون من موت زرادشت، وبعد حتى انحسرت إلى حد ما، ديانة الماجي المجوسية التي اقتصرت حينها على الملوك والكهنة.

بشّر زرداشت بالقوة الشافية للعمل البنّاء، وقدّم ممضىا أخلاقيا يتألف القسطاس فيه من العدل والصدق والاعمال الجيدة. النار والشمس هما رمزا اهورامزدا، ولذلك ترتبط هذه الديانة بما يشبه عبادة النار.

زرادشتية

افيستا هومختارات من الكتاب المقدس لهذا الدين، ولا تزال باقية حتى الان. خطت هذه المختارات باللغة الأفيستانية، وهي لغة وثيقة بالفارسية القديمة والسنسكريتية الفيدية. جمع هذا الكتاب بعد وفاة زرداشت بزمن طويل، وتعرض للضياع عدة مرات. ويضم خمس قصائد قديمة.

ورغم انحسار الزرداشتية كديانة كانت واسعة الانتشار، إلا حتى آثارها ظلت واضحة على العهد القديم والعهد الجديد.


أصل حدثة مجوس

«المجوس» لا هم شعب، ولا هم إثنية فارسية تعبد النار كما يتصوّر بعض الجهال اليوم. وحدثة «مجوس» أطلقها العرب في جاهليتهم على جيرانهم من أتباع الديانة الزرادشتية في بلاد فارس. وهي حدثة مشتقة من لفظة «مگوس» بالفارسبة التي تعني الحكماء الذين یفسرون الأحلام والمنامات والرؤى.


رموز الزرادشتية

للزرادشتية رموز دينية، كالهنود والسيخ، يعبرون بها عن الإيمان بمعتقداتهم، وتعد جزءاً من زيهم اليومي، أهمها:

1ـ الكوشتي Kushti وهوجعل فيه اثنان وسبعون خيطاً ترمز لأسفار «اليسنا» Yasna وهي تعقد مرات عديدة في اليوم تعبيراً عن تصميم الدين والأخلاقي معاً.

2ـ ارتداء قميص «الساندر» Sandre منذ سن البلوغ، ويرتدي الكهنة رداء أبيض وعمامة بيضاء وقناعاً على الفم أثناء تأدية الطقوس تجنباً لتلويث النار المقدسة بأنفاسهم.

3ـ صلاة الصبح «كاه هاون» وصلاة الظهر «كاه رقون» وصلاة العصر «كاه أزيرن» وصلاة الليل «كاه عيون سرتيرد» وصلاة الفجر «كاه اشهن: وهناك احتفالات وصلوات خاصة لجميع المناسبات الكبرى في الحياة : الميلاد والبلوغ والزواج والإنجاب والموت.

4ـ وضع الجثة فوق «أبراج الصمت» لتأكلها الطيور الجارحة وهناك طقوس وأعمال عبادة وتطهر.

الآلهة

كان أكبر الآلهة في الدين السابق للدين الزردشتي مثرا إله الشمس ، وأنيتا إلهة الخصب والأرض ، وهَوْما الثور المقدس الذي توفي ثم بعث حياً ، ووهب الجنس البشري دمه شراباً ليسبغ عليه نعمة الخلود. وكان الإيرانيون الأولون يعبدونه بشرب عصير الهَوْما المسكر وهوعشب ينموعلى سفوح جبالهم. وهال زردشت ما رأى من هذه الآلهة البدائية ، وهذه الطقوس الخمرية ، فثار على المجوس أي الكهنة الذين يصلون لتلك الآلهة ويقربون لها القرابين ، وأعرب في شجاعة لا تقل عن شجاعة معاصريه عاموس وإشعيا حتى ليس في العالم إلا إله واحد هوفي بلاده أهورا- مزدا إله النور والسماء ، وأن غيره من الآلهة ليست إلا مظاهر له وصفات من صفاته. ولعل دارا الأول حينما إعتنق الدين الجديد رأى فيه ديناً ملهماً لشعبه ، ونادىمة لحكومته ، فشرع منذ تولى الملك يثير حرباً شعواء على العبادات القديمة وعلى الكهنة المجوس ، وجعل الزردشتية دين الدولة. وكان الكتاب المقدس للدين الجديد هومجموعة الخط التي جمع فيها أصحاب النبي ومريدوه أقواله وأدعيته. وسمى أتباعه المتأخرين هذه الخط الأبستا (الأبستاق)، وهي المعروفة عند العالم الغربي بإسم الزند- أبستا ، بناء على خطأ سقط فيه أحد الفهماء المحدثين. ومما يروع القارئ غير الفارسي في هذه الأيام حتى يعهد حتى المجلدات الضخمة الباقية- وإن كانت أقل كثيراً من كتاب التوراة- ليست إلا جزءاً صغيراً مما أوحاه إلى زرثسترا إلهه.

وهذا الجزء الباقي يظهر للأجنبي الضيق الفكر كأنه خليط مهوش من الأدعية ، والأناشيد ، والأقاصيص ، والوصفات، والطقوس الدينية ، والقواعد الخلقية ، تجلوها في بعض المواضع لغة ذات روعة، وإخلاص حار، وسموخلقي، أوأغان تنم عن رقي وصلاح. وهي تشبه العهد القديم من الكتاب المقدس فيما تثيره في النفس من نشوة قوية. وفي وسع الدارس حتى يجد في بعض أجزائها ما يجده في الرج- فدا من آلهة وآراء ، ومن حدثات وتراكيب في بعض الأحيان. وتبلغ هذه من الكثرة حداً جعل بعض فهماء الهنود يعتقدون حتى الأبستاق ليست وحياً من عند أهورا- مزدا ، بل هي مأخوذة من خط الفِدا. ويعثر الإنسان في مواضع أخرى منها على فقرات من أصل بابلي قديم ، كالفقرات التي تصف خلق الدنيا على ست مراحل (السماوات ، فالماء ، فالأرض ، فالنبات ، فالحيوان ، فالإنسان) ، وتسلسل الناس جميعاً من أبوين أولين ، وإنشاء جنة على الأرض ، وغضب الخالق على خلقه ، واعتزامه حتى يسلط عليهم طوفاناً يهلكهم جميعا إلا قلة صغيرة منهم. ولكن ما فيها من عناصر إيرانية خالصة يشتمل على كثير من الشواهد التي تكفي لصبغ الكتاب كله بالصبغة الفارسية العامة. فالفكرة السائدة فيه هي ثنائية العالم الذي يقوم على مسرحه صراع يدوم اثني عشر ألف عام بين الإله أهور- مزدا والشيطان أهرمان ؛ وأن أفضل الفضائل هما الطهر والأمانة وهما يؤديان إلى الحياة الخالدة ؛ وأن الموتى يجب حتى لا يدفنوا أويحرقوا ، كما كان يعمل اليونان أوالهنود القذرون، بل يجب حتى تلقى أجسامهم إلى الكلاب أوالطيور الجارحة. وكان إله زردشت في بادئ الأمر هو: "دائرة السماوات كلها" نفسها. فأهورا مزدا "يكتسي بقبة السماوات الصلبة يتخذها لباساً له؛ ... وجسمه هوالضوء والمجد الأعلى، وعيناه هما الشمس والقمر". ولما حتى انتقل الدين في الأيام الأخيرة من الأنبياء إلى الساسة صُوّر الإله الأعظم في صورة ملك ضخم ذي جلال مهيب. وكان بوصفه خالق العالم وحاكمه يستعين بطائفة من الأرباب الصغار ، كانت تصور أولا كأنها أشكال وقوى من أشكال الطبيعة وقواها- كالنار ، والماء ، والشمس ، والقمر ، والريح ، والمطر. ولكن أكبر فخر لزردشت حتى الصورة التي تصورها لإلهه هي أنه يسموعلى جميع شيء. وأنه عبَّر عن هذه الفكرة بعبارات لا تقل جلالاً عما اتى في سفر أيوب: هذا ما أسألك عنه فاصدقني الخبر يا أهورا مزدا: من ذا الذي رسم مسار الشموس والنجوم؟- ومن ذا الذي يجعل القمر يتزايد ويتضاءل،يا ترى؟ ... ومن ذا الذي حمل الأرض والسماء من تحتها وأمسك السماء حتى تقع؟- من ذا الذي حفظ المياه والنباتات- ومن ذا الذي سخر للرياح والسحب سرعتها- ومن ذا الذي أخرج العقل الخيّر يا أهورا مزدا،يا ترى؟ وليس المقصود "بالعقل الخير" عقلاً إنسانياً ما ، بل المقصود به حكمة إلهية لا تكاد تفترق في شيء عن "حدثة الله" يستخدمها أهورا مزدا واسطة لخلق الكائنات.

صفات أهورا مزدا

وكان أهورا مزدا كما وصفه زردشت سبعة مظاهر أوسبع صفات هي: النور ، والعقل الطيب ، والحق ، والسلطان ، والتقوى ، والخير ، والخلود. ولما كان أتباعه قد إعتادوا حتى يعبدوا أرباباً متعددة فقد فسروا هذه الصفات على أنها أشخاص (سموهم أميشا إسبننا أوالقديسين الخالدين) الذين خلقوا العالم ويسيطرون عليه بإشراف أهورا مزدا وإرشاده. وبذلك وقع في هذا الدين ما وقع في المسيحية فانقلبت الوحدانية الرائعة التي اتى بها مؤسسه شركا لدى عامة الشعب.

الملائكة والشياطين

الملائكة

الزرادشتيون هم أوّل من افترض بأنّ لله ملائكة، أومساعدين للاله اهورامزدا. واعتبروا أنّ عددهم ستة، ويعهدون بـ «أميشا سبنتاس»، ومعناها «الخالدون المقدسون».

الملاك الحارس

وكان لديهم فضلاً عن هذه الأرواح المقدسة كائنات أخرى هي الملائكة الحرّاس. وقد إختص جميع رجل وكل امرأة وكل طفل - حسب أصول اللاهوت الفارسي- بواحد منها. وكان الفارسي التقي يعتقد (ولعله كان في هذا الاعتقاد متأثراً بعقيدة البابليين في الشياطين) أنه يوجد إلى جانب هؤلاء الملائكة والقديسين الخالدين الذين يعينون الناس على التحلي بالفضيلة سبعة شياطين (ديو) أوأرواح خبيثة تحوم في الهواء ، وتغوي الناس على الدوام بإرتكاب الجرائم والخطايا. وتشتبك أبد الدهر في حرب مع أهورا- مزدا ومع جميع مظهر من مظاهر الحق والصلاح.

وكان كبير هذه الزمرة من الشياطين أنكرا-مينبوما أوأهرمان أمير الظلمة وحاكم العالم السفلي. وهوالطراز الأسبق للشيطان الذي لا ينبتر عن عمل الشر ، والذي يلوح حتى اليهود أخذوا فكرته عن الفرس ثم أخذتها عنهم المسيحية. مثال ذلك حتى أهرمان أمير الظلمة وحاكم العالم السفلي. وهوالطراز الأسبق للشيطان الذي لا ينبتر عن عمل الشر ، والذي يلوح حتى اليهود أخذوا فكرته عن الفرس ثم أخذتها عنهم المسيحية. مثال ذلك حتى أهرمان هوالذي خلق الأفاعي ، والحشرات المؤذية ، والجراد ، والنمل ، والشتاء ، والظلمة ، والجريمة ، والخطيئة ، واللواط ، والحيض ، وغيرها من مصائب الحياة. وهذه الآثام التي أوجدها الشيطان هي التي خربت الجنة حيث وضع أهورا مزدا الجدين الأعليين للجنس البشري.

ويبدوحتى زردشت كان يعد هذه الأرواح الخبيثة آلهة زائفة، وأنها تجسيد خرافي من عمل العامة للقوى المعنوية المجردة التي تعترض رقى الإنسان. ولكن أتباعه رأوا أنه أيسر لهم حتى يتصوروها كائنات حية فجسدوها وجعلوا لها صوراً مازالوا يضاعفونها حتى بلغت جملة الشياطين في الديانة الفارسية عدة ملايين.

الحور

أصل الاعتقاد بوجود هؤلاء الحوريات اللي بيشتغلوا مضيّفات استقبال في الجنة، مقتبس مما زعمه الزرادشتيون القدماء عن وجود نسوة غانيات حسناوات بيضاوات البشرة منيرات في السماء. وأن ممارسة الجنس معهنّ ( ومع ولدانهنّ.. أي «الولدان المخلّدون») ستكون مكافأة أبطال الحرب بعد مقتلهم في ساحة الوغى. - حدثة «حوري» في لغة أوستا (وهي من لغات الفرس القديمة) تعني النور، وكذلك المرأة المنيرة لشدة بياضها. والحدثة تنطق في اللغة الفارسية الحديثة «حُنور».

واستلهاما من هذه العقيدة الزرادشتية ( أوالمجوسية ، كما يسميها المسلمون)، وأيضا اقتباسا من اللغة الفارسية، صاغ اجدادنا العرب تعبير «حور»، ويقصدون بها النساء الشديدات البياض. وقد استخدم القرآن هذا اللفظ ( في سورة الرحمن آية 72) {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيَامِ .. {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ المَكْنُون (سورة الواقعة آية22)

الثنائية

ولقد كانت هذه العقائد وقت حتى اتى بها زردشت قريبة جميع القرب من عقيدة التوحيد ، بل إنها حتى بعد حتى أقحموا فيها أهرمان والأرواح ظل فيها من التوحيد بقدر ما في المسيحية بإبليسها وشياطينها وملائكتها. والحق حتى الإنسان ليسمع في الديانة المسيحية الأولى أصداء كثيرة للثنائية الفارسية ، لا تقل عما يسمع فيها من أصداء التزمت العبراني ، أوالفلسفة اليونانية. ولعل الفكرة الزردشتية عن الإله كانت ترضى عقلاً يهتم بدقائق الأمور وتفاصيلها كعقل ماثيوآرنلد. ذلك حتى أهورا مزدا ، كان جماع قوى العالم التي تعمل للحق ؛ والأخلاق الفاضلة لا تكون إلا بالتعاون مع هذه القوى. هذا إلا حتى في فكرة الثنائية بعض ما يبرر ما تراه في العالم من تناقض والتواء وانحراف عن طريق الحق لم تفسره قط فكرة التوحيد وإذا كان رجال الدين الزردشتيون يحاجون أحياناً كما يحُاجّ متصوفة الهنود والفلاسفة المدرسيون، بأن الشر لا وجود له في حقيقة الأمر ، فإنهم في الواقع يعرضون على الناس ديناً يصلح جميع الصلاحية لأن يمثل لأوساط الناس ما يصادفهم في الحياة من مشاكل خلقية تمثيلاً يقربها إلى عقولهم وتنطبع فيها انطباع الرواية المسرحية ، وقد وعدوا أتباعهم بأن آخر فصل من هذه المسرحية سيكون خاتمة سعيدة- للرجل العادل. ذلك حتى قوى الشر ستُغلب آخر الأمر ويكون مصيرها الفناء بعد حتى يمر العالم بأربعة عهود طول جميع منها ثلاثة آلاف عام يسيطر عليه فيها على التوالي أهورا مزدا وأهرمان. ويومئذ ينتصر الحق في جميع مكان وينعدم الشر فلاقد يكون له من بعد وجود. ثم ينضم الصالحون إلى أهورا مزدا في الجنة ويسقط الخبيثون في هوة من الظلمة في خارجها يطعمون فيها أبد الدهر سُمَّاً زعافاً.

الطقوس

هناك نوعان من الطقوس المركزية: طقوس النار وطقوس القربان «الهوما» Haoma والنار رمز أهورامازدا وابنه، ولابد حتى تحفظ بعيداً عن التلوث في معبد النار، فلا تراها الشمس ولاعيون غير المؤمنين، وهناك عدد من النيران المقدسة يسهر عليها أوعلى خدمتها الكهنة. والنار الرئيسة هي «بهرام» Bahram أوملك النيران الذي يتوج على العرش وعند زيارة النار يضعون على جباههم علامة بالرماد رمزاً للتواضع والمساواة والقوة. والهوما نبات وإله على الأرض، وفي طقوس الهوما يسحق هذا الإله ومن عصيره يستخرج شراب الخلود. وفي هذه القرابين الخالية من الدماءقد يكون القربان في آن معاً هوالإله والكاهن والضحية يقوم المؤمن بتناوله مستبقاً بذلك القربان الذي سيقام في نهاية العام ويجعل جميع البشر خالدين.

ولما كان زرادشت من عبدة النار، فقد انتشرت بيوت النار في جميع أنحاء الإمبراطورية الفارسية، ومن ثم أصبحت المجوسية اسماً لكل الديانات الفارسية ومنها الزرادشتية.

وقد قضى الإسلام على الزرادشتية في القرن السابع الميلادي، فمع الفتح الإسلامي (635م) تبنى الإيرانيون ديانة الفاتحين،ولكن مجموعة من النبلاء لاذوا بالجبال والتصقوا بالعقيدة الوطنية ـ الزرادشتية رمزاً للاستقلال، وقد هاجر بعضهم إلى الهند ويصل عددهم إلى أكثر من مئة ألف يعيشون في قسمها الشرقي وحول بومباي ويدعون البارسيين، وهوتحريف لاسمهم الأصلي الفارسيين.

وكان للزرادشتية تأثير عميق على تطور اليهودية منذ الخروج وما بعده، إضافة إلى تطوير بعض المعتقدات حول مملكة الله والحساب الأخير، والقيامة وابن الإنسان وأمير العالم والمخلص والحدثة وموت يسوع.. وقد أدت الزرادشتية في الواقع دوراً رئيسياً على مسرح التاريخ الديني للعالم، فقد عهدت اليونان زرادشت واحترمته في عصر أفلاطون، وانتشرت عبادة «مترا» وأثارت الزرادشتية فكرة المخلص في الديانة البوذية في صورة «مترا بوذا»، كما أثرت في تطور الإيمان اليهودي والمسيحي وصبغته بصبغتها، كما كان للزرادشتية تاثير كبير في الطوائف الباطنية من قرامطة وغيرهم، واعترفت بها البهائية وادعت أنها عثرت في «الزندافستا» على بشارات بظهور الباب والبهاء.

ولابد من التنويه إلى حتى كتاب تخصصه «هكذا تحدث زرادشت» لايحوي آراء زرادشت، وإنما يعبر عن آراء الفيلسوف الألماني، أوردها على لسان زرادشت.

الفلسفة الأخلاقية

لمّا صوّر الزردشتيون العالم في صورة ميدان يصطرع فيه الخير والشر ، أيقظوا بعملهم هذا في خيال الشعب حافزاً قوياً مبعثه قوة خارجة عن القوى البشرية ، يحض على الأخلاق الفاضلة ويصونها. وكانوا يمثلون النفس البشرية ، كما يمثلون الكون ، في صورة ميدان كفاح بين الأرواح الخيّرة والأرواح الشريرة ؛ وبذلك كان جميع إنسان مقاتلاً ، أراد ذلك أولم يرده ، في جيش الله أوفي جيش الشيطان ، وكان جميع عمل يقوم به أويغفله يرجح قضية أهورا مزدا أوقضية أهرمان. وتلك فلسفة فيها من المبادئ الأخلاقية ما يعجب به المرء أكثر مما يعجب بما فيها من مبادئ الدين - إذا سلمنا بأن الناس في حاجة إلى قوة غير القوى الطبيعية تهديهم إلى طريقهم الخُلق الكريم. فهي فلسفة تضفي على الحياة الإنسانية من المعنى ومن الكرامة ما لا تضفيه عليه النظرة العالمية القائلة بأن الإنسان ليس إلا حشرة دنيئة لا حول لها ولا طول (كما كان يقول أهل العصور الوسطى) ، أوآلة تتحرك بنفسها كما يقول أهل هذه الأيام. ذلك حتى بني الإنسان حسب تعاليم زردشت ليسوا مجرد بيادق تتحرك بغير إرادتها في هذه الحرب العالمية؛ بل كانت لهم إرادة حرة ، لأن أهورا مزدا ، كان يريدهم شخصيات تتمتع بكامل حقوقها، وفي مقدورهم حتى يختاروا طريق النور أوطريق الكذب. فقد كان أهرمان هوالكذبة المخلدة، وكان جميع كذاب خادماً له.

ونشأ من هذه الفكرة قانون أخلاقي مشروح رغم بساطته يدور كله حول القاعدة المضىية وهي حتى "الطبيعة لا تكون خيّرة إلا إذا منعت صاحبها حتى يعمل بغيره ما ليس خيراً له هونفسه" . وتقول الأبستاق حتى على الإنسان واجبات ثلاثة. "أن يجعل العدوصديقاً وأن يجعل الخبيث طيباً ، وأن يجعل الجاهل عالماً". وأعظم الفضائل عنده هي التقوى ، ويأتي بعدها مباشرة الشرف والأمانة عملاً وقولاً. وحرّم أخذ الربا من الفرس، ولكنه جعل الوفاء بالدين واجباً يكاد حتىقد يكون مقدساً. ورأس الخطايا كلها (في الشريعة الأبستاقية كما هي في الشريعة الموسوية) هوالكفر. ولنا حتى نحكم من العقوبات الصارمة التي كانت تسقط على الملحدين بأن الإلحاد كان له وجود بين الفرس ، وكان المرتدون عن الدين يعاقبون بالإعدام من غير توان. لكن ما أمر به السيد من إكرام ورحمة لم يكن يطبق من الوجهة العملية على الكفار ، أي على الأجانب ، لأن هؤلاء كانوا صنفاً منحطاً من الناس أظلهم أهورا- مزدا فلم يحبوا إلا بلادهم وحدها لكي لا يغزوبلاد الفرس ، ويقول هيرودوت حتى الفرس: "يرون أنهم خير الناس جميعاً من جميع الوجوه". وهم يعتقدون حتى غيرهم من الأمم تدنوا من الكمال بقدر ما يقرب مسقطها الجغرافي من بلاد فارس ، وأن " شر الناس أبعدهم عنها". إذا لهذه الألفاظ نغمة حديثة وإنها لتنطبق على جميع الأمم في هذه الأيام. ولما كانت التقوى أعظم الفضائل على الإطلاق فإن أول ما يجب على الإنسان في هذه الحياة حتى يعبد الله بالطهر والتضحية والصلاة. ولم تك فارس الزردشتية تسمح بإقامة الهياكل أوالأصنام، بل كانوا ينشئون المذابح المقدسة على قمم الجبال، وفي القصور ، أوفي قلب المدن ، وكانوا يوقدون النار فوقها تكريماً لأهورا- مزدا أولغيره من صغار الآلهة. وكانوا يتخذون النار نفسها إلهاً يعبدونه ويسمونها أنار ، ويعتقدون أنها إبن إله النور. وكانت جميع أسرة تجتمع حول موقدها ، تعمل على حتى تظل نار بيتها متقدة لا تنطفئ أبدا ، لأن ذلك من الطقوس المقررة في الدين. وكانت الشمس نار السماوات الخالدة تعبد بوصفها أقصى ما يتمثل فيها أهورا- مزدا أومثرا كما عبدها إخناتون في مصر. وقد اتى في كتابهم المقدس: "يجب حتى تعظم شمس الصباح إلى وقت الظهيرة وشمس الظهيرة يجب حتى تعظم إلى العصر ، وشمس العصر يجب حتى تعظم حتى المساء ... والذين لا يعظمون الشمس لا تحسب لهم أعمالهم الطيبة في ذلك اليوم" ، وكانوا يقربون إلى الشمس ، والى النار ، والى أهورا- مزدا القرابين من الأزهار ، والخبز ، والفاكهة ، والعطور ، والثيران ، والضأن ، والجمال ، والخيل ، والحمير ، وذكور الوعول. وكانوا في أقدم الأزمنة يقربون إليها الضحايا البشرية شأن غيرهم من الأمم. ولم يكن ينال الآلهة من هذه القرابين إلا رائحتها ، أما ما يؤكل منها فقد كان يبقى للكهنة والمتعبدين ، لأن الآلهة- على حد قول الكهنة- ليست في حاجة إلى أكثر من روح الضحية. وظلت العادة الآرية القديمة عادة تقديم عصير الهوما المسكر قرباناً إلى الآلهة باقية بعد إنتشار الدين الزردشتي بزمن طويل ، وإن كان زردشت نفسه جهر بسخطه على هذه العادة ، وإن لم يرد لها ذكر في الأبستاق. وكان الكهنة يحتسون بعض هذا العصير المقدس، ويوزعون ما بقي منه على المؤمنين المجتمعين للصلاة. فإذا حال الفقر بين الناس وبين تقديم هذه القرابين الشهية ، إستعاضوا عنها بالزلفى إلى الآلهة بالأدعية والصلوات. وكان أهورا مزدا كما كان يهوه يحب الثناء ويتقبله ، ومن ثم فقد وضع للمتقين من عباده طائفة رائعة من صفاته أضحت من الأوراد المحببة عند الفرس. فإذا ما وهب الفارسي حياة التقى والصدق كان في وسعه حتى يلقى الموت في غير خوف ؛ ومهما يكن من الأغراض التي يهدف إليها الدين فإن هذا المطلب كان أحد مطالبه الخفية. وكان من العقائد المقررة حتى أستواد إله الموت يعثر على جميع إنسان أيا كان مقره ؛ فهوالباحث الواثق، الذي لا يستطيع الإفلات منه آدمي ولوكان من أولئك الذين يغوصون في باطن الأرض. كما عمل أفرسياب الهجري الذي شاد له تحت أطباق الثرى قصراً من الحديد يبلغ إرتفاعه قدر قامة الإنسان ألف مرة ، وأقام فيه مائة من الأعمدة ، تدور في سمائه النجوم والقمر والشمس تغمره بأشعة النهار. وكان في هذا القصر يعمل جميع ما يحلوله ويحيا أسعد حياة. ولكن لم يستطع رغم قوته وسحره حتى يفر من أستواد ... كذلك لم يستطع النجاة منه من حفر الأرض الواسعة المستديرة التي تمتد أطرافها إلى أبعد الحدود كما عمل دهاق إذ طاف بالأرض شرقاً وغرباً يبحث عن الخلود فلم يعثر عليه. ولم يفده بأسه وقوته في النجاة من أستواد...ذلك حتى أستواد المخاتل يأتي متخفياً إلى جميع إنسان ، لا يعظّم شخصاً ، ولا يتقبل الثناء ولا الإرتشاء ، بل يهلك الناس بلا رحمة. ولما كان من طبيعة الأديان حتى ترهب وتنذر ، كما تأسووتبشر ، فإن الفارسي رغم هذا كله لم يكن ينظر إلى الموت في غير رهبة إلا إذا كان جندياً يدافع عن قضية أهورا مزدا. فقد كان من وراء الموت ، وهوأشد الخفايا كلها رهبة ، وجحيم ، وأعراف ، وجنة. وكان لا بد لأرواح الموتى بأجمعها حتى تجتاز قنطرة تصفى فيها، تجتازها الأرواح الطيبة فتصل في جانبها الثاني إلى "مسكن الفناء" حيث تلقاها وترحب بها "فتاة عذراء ، ذات قوة وبهاء ، وصدر ناهد ، مليء" ؛ وهناك تعيش مع أهورا- مزدا سعيدة منعمة إلى أبد الدهر. أما الروح الخبيثة فلا تستطيع حتى تجتاز القنطرة فتتردى في درك من الجحيم يتناسب عمقه مع ما اقترفت من ذنوب. ولم يكن هذا الجحيم مجرد دار سفلى تمضى إليها جميع الأرواح طيبة كانت أوخبيثة كما تصفها الأديان الأقدم عهداً من الدين الزردشتي ، بل كانت هاوية مظلمة مرعبة تعذب فيها الأرواح المذنبة أبد الآبدين. فإذا كانت حسنات الإنسان ترجح على سيئاته قاسى عذاباً مؤقتاً يطهره من الذنوب ، وإذا كان قد إرتكب كثيراً من الخطايا ولكنه عمل الخير ، لم يلبث في العذاب إلا إثني عشر ألف عام يحمل بعدها إلى السماء. ويحدثنا الزردشتيون الصالحون بأن العالم يقترب من نهايته المحتومة ؛ ذلك بأن مولد زردشت كان بداية الحقبة العالمية التي طولها ثلاثة آلاف سنة ، وبعد حتى يخرج من صلبه في فترات مختلفة ثلاثة من النبيين ينشرون تعاليمه في أطراف العالم ، يحلّ يوم الحساب الأخير ، وتقوم مملكة أهورا- مزدا ، ويهلك أهرمان هووجميع قوى الشر هلاكاً لا قيام لها بعده. ويومئذ تبدأ الأرواح الطيبة جميعها حياة جديدة في عالم خال من الشرور والظلام والآلام: "فيُبعث الموتى ، وتعود الحياة إلى الأجسام ، وتترد فيها الأنفاس ... ويخلوالعالم المادي كله إلى أبد الدهر من الشيخوخة والموت والفساد والإنحلال". وهنا أيضاً نستمع ، كما نستمع في كتاب الموتى المصري ، إلى التهديد بيوم الحساب الرهيب ، وهوتهديد يلوح أنه انتقل من فلسفة الحشر الفارسية إلى الفلسفة اليهودية أيام حتى كانت للفرس السيادة على فلسطين - ألا ما أروعه من وصف خليق بأن يرهب الأطفال فيصدعوا أوامر آبائهم! ولما كان من أغراض الدين حتى ييسر ذلك الواجب الصعب الضروري ، واجب تذليل الصغار على يد الكبار ، فإن من حق الكهنة الزردشتيين حتى نقرّ لهم بما كانوا عليه من مهارة في وضع قواعد الدين. وإذا ما نظرنا إلى هذا الدين في مجموعهِ ألفيناه ديناً رائعاً أقل وحشية ونزعة حربية، وأقل وثنية وتخريفاً من الأديان المعاصرة له، وكان خليقاً بألا يُقضى عليه هذا القضاء العاجل. وأتى على هذا الدين حين من الدهر في عهد دارا الأول كان فيه المظهر الروحي لأمة في أوج عزها. ولكن بني الإنسان يولعون بالشعر أكثر من ولعهم بالمنطق ، والناس يهلكون إذا خلت عقائدهم من بعض الأساطير. ومن أجل هذا ظلت عبادة مثرا وأنيتا- إله الشمس وإلهة الإنبات والخصب والتوالد والأنوثة- ظلت هذه العبادة قائمة إلى جانب دين أهورا- مزدا الرسمي تجد لها أتباعاً مخلصين ، وعاد إسماهما إلى الظهور من حديث في النقوش الملكية أيام أرت خشتر الثاني ، وأخذ إسم مثرا بعدئذ يعظم ويقوى ، كما أخذ أهورا- مزدا يضمحل. وما حتى وافت القرون الأولى من التاريخ الميلادي حتى انتشرت عبادة مثرا الإله الشاب ذوالوجه الوسيم- الذي تعلووجهه هالة من نور ترمز إلى الوحدة القديمة بينه وبين الشمس- في جميع أنحاء الدولة الرومانية ، وكان إنتشارها هذا من مسببات الإحتفال بعيد الميلاد عند المسيحيين. ولوحتى زردشت كان من المخلدين لتوارى خجلاً حين يرى تماثيل أنيتا أفرديتي الفرس ، تقام في كثير من مدن الإمبراطورية الفارسية بعد بضعة قرون من وفاته. وما من شك في أنه كان يسوئه حتى يجد صحفاً كثيرة من صحف وحيه قد خصها المجوس بطلاسم لشفاء السقمى والتنبؤ بالغيب والسحرز وذلك حتى "الرجال العقلاء" أي كهنة المجوس قد غلبوا زردشت على أمره ، كما يغلب الكهنة في آخر الأمر جميع عاتٍ عاصياً كان أوزنديقاً ، وذلك بأن يضموه إلى دينهم أويستوعبوه فيه ؛ فسلكوا أولاً في عداد المجوس ، ثم لم يلبثوا حتى نسوا ذكره. وما لبث هؤلاء المجوس بزهدهم وتقشفهم ، وإقتصارهم على زوجة واحدة ، ومراعاتهم لمئات من الطقوس المقدسة ، ومن تطهرهم بمئات الأساليب اتباعا لأوامر الدين وطقوسه ، وبإمتناعهم عن أكل اللحوم ، وبملبسهم البسيط الذي لا تكلف ولا تظاهر فيه ، ما لبث هؤلاء حتى إشتهروا بالحكمة بين الشعوب الأجنبية ، ومنهم اليونان أنفسهم ، كما أصبح لهم على مواطنيهم سلطان لا تكاد تعهد له حدود. لقد أصبح ملوك الفرس أنفسهم من تلاميذهم ، لا يقدمون على أمر ذي بال إلا بعد إستشارتهم فيه ، فقد كانت الطبقات العليا منهم حكماء ، والسفلي متنبئين وسحرة ، ينظرون في النجوم ويفسرون الأحلام ؛ وهل ثمة شاهد على كعبهم اكبر من حتى اللفظ الإنجليزي اللقاء لحدثة "السحر" Magic مشتق من إسمهم. وأخذت العناصر الزردشتية في الديانة الفارسية تتضاءل عاماً بعد عام ؛ نعم إنها إنتعشت وقتاً ما أيام الأسرة الساسانية (226- 651 ب. م) ، ولكن الفتح الإسلامي وغزوالتتار قضيا عليها القضاء الأخير. ولا يوجد أثر للديانة الزردشتية في هذه الأيام إلا بين عشائر قليلة العدد في ولاية فارس، وبين البارسيين من الهنود الذين يبلغ عددهم تسعين ألفاً. ولا تزال هذه الجماعة حفيظة على خطها المقدسة ، تخلص لها وتدرسها ، وتعبد النار والتراب ، والأرض والماء ، وتقدسها ، وتعرض موتاها في "أبراج الصمت" للطيور الجارحة كي لا تدنس العناصر المقدسة بدفنها في الأرض أوحرقها في الهواء. وهم قوم ذووأخلاق سامية وآداب رفيعة، وهم شاهد حي على فضل الدين الزردشتي وما له من أثر عظيم في تهذيب بني الإنسان وتمدينهم.


تواجد الديانة الزرادشتية المعاصر

انحسرت الديانة الزرادشتية بشكل كبير حيث لم يبقى من أتباعها في العالم سوى 200 الف نسمة, ينتشرون في:

  • 69,601 زرادشتي في الهند حسب احصاء 2001.
  • 5000 زرادشتي في باكستان يهجرزون في مدينة كراتشي.
  • مابين 18 إلى 25 الف زرداشتي في قارة أمريكا الشمالية.
  • جالية كبيرة في ايران, حيث يتواجدون بشكل خاص في مدن يزد وكرمان أضافة إلى العاصمة طهران كما يوجد لهم نائب في البرلمان الأيراني.
  • جالية صغيرة ان لم تكن معدومة في منطقة أسيا الوسطى(بلخ , وطاجيكستان) والتي كانت موطن الديانة الرادشتية سابقا.
  • كان يوجد تواجد زرادشتي في اليمن في منطقة عدن خصوصا .

أعياد الديانة الزرادشتية

لدى الديانة الزرادشتية الكثير من الاعياد منها:

  • النوروز .

الزواج في الزرادشتية

يعتبر الزرادشتيون ان زرادشت يفضل المتزوج على الأعزب والوالد على من ليس لديه أولاد.كما ان الطلاق محرم في الديانة الزرادشتية.

الموت في الزرادشتية

يعتبر الزرادشتيون ان الروح تهيم لمدة ثلاثة ايام بعد الوفاة قبل ان تنتقل إلى العالم الأخر , يؤمن الزرادشتيون بالحساب حيث انهم يعتقدون ان الزرادشتي الصالح سيخلد إلى جانب زرادشت في حين ان الفاسق سيخلد في النار إلى جانب الشياطين.

للزرادشتيين طقوس خاصة عند الوفاة حيث انهم يعتبرون الجسد نجسا لذا يفضل عدم اختلاطه مع عناصر الحياة الثلاثة : الماء , التراب والنار حتى لا يلوثها , لذا وجب على الزرادشتيين عند وفاتهم ان يهجروا للطيور الجارحة على أبراج خاصة تسمى أبراج الصمت أو(دخنه) باللغة الفارسية حيث يقوم بهذه الطقوس رجال دين معينون ثم بعد ان تاكل الطيور جثة الميت يتم رمي العظام في فجوة خاصة في هذا البرج دون دفنها. ألا انه مؤخرا منذ نحو50 عاما وعملا بنصيحة زرادشت وهي حتى يتكيف الزرادشتيون مغ أي مجتمع يعيشون فيه فقد أبتكر الزرداشتيون طريقة جديدة في دفن موتاهم وهي ان يوضع جثمان الميت في صندوق معدني محكم الاغلاق ويدفن في قبر عادي مما يضمن عدم تلويثه لعناصر الحياة الثلاثة.

لغات الزرادشتيين

يستعمل الزرادشتيون لغة الداري (مختلفة عن الداري الأفغانية) والتي تسمى أحيانا في إيران لغة "غابري" أو"بيهديان"، كما حتى الزرادشتيون في الهند يتحدثون اللغة الگجراتية أيضا ويسمون في الهند بالپارسيين.

شرب بول البقر في الزرادشتية

يحدثنا الفصل التاسع من الونديداد، وهوالجزء الذي يتناول الحلال والحرام، والطاهر والنجس، والأرواح الشريرة في كتاب الأبستاق (الأڤستا Avesta) المقدس عند الزرادشتيين عن أهمية التداوي بشرب بول البقر، وكيف يقوي استهلك بول البقرة جسم الانسان ويحميه من الأمراض والأرواح الشريرة، وأهمية التطهر ببول البقر. كما أكد زرادشت النبي على ضرورة تطهر المرأة الحائض ببول البقر، نفس الامر ينطبق على المرأة التي توفي الجنين في بطنها.

المصادر

  1. ^ عبد الحميد صالح. "زرادشــت". الموسوعة العربية. Retrieved 2011-07-14.

مراجع

  • كتاب موسوعة الفولكلور والأساطير العربية.
  • دليل القارئ إلى الادب العالمي. ليليان هيرلاندز، ج.د.بيرسي.، ستيرلنج.أ. براون
  • Kulke, Eckehard: The Parsees in India: a minority as agent of social change. München: Weltforum-Verlag (= Studien zur Entwicklung und Politik 3), ISBN 3-8039-00700-0
  • Ervad Sheriarji Dadabhai Bharucha: A Brief sketch of the Zoroastrian Religion and Customs
  • Dastur Khurshed S. Dabu: A Handbook on Information on Zoroastrianism
  • Dastur Khurshed S. Dabu: Zarathustra an his Teachings A Manual for Young Students
  • Jivanji Jamshedji Modi: The Religious System of the Parsis
  • R. P. Masani: The religion of the good life Zoroastrianism
  • P. P. Balsara: Highlights of Parsi History
  • Maneckji Nusservanji Dhalla: History of Zoroastrianism; dritte Auflage 1994, 525 p, K. R. Cama, Oriental Institute, Bombay
  • Dr. Ervad Dr. Ramiyar Parvez Karanjia: Zoroastrian Religion & Ancient Iranian Art
  • Adil F. Rangoonwalla: Five Niyaeshes, 2004, 341 p.
  • Aspandyar Sohrab Gotla: Guide to Zarthostrian Historical Places in Iran
  • J. C. Tavadia: The Zoroastrian Religion in the Avesta, 1999
  • S. J. Bulsara: The Laws of the Ancient Persians as found in the "Matikan E Hazar Datastan" or "The Digest of a Thousand Points of Law", 1999
  • M. N. Dhalla: Zoroastrian Civilization 2000
  • Marazban J. Giara: Global Directory of Zoroastrian Fire Temples, 2. Auflage, 2002, 240 p, 1
  • D. F. Karaka: History of The Parsis including their manners, customs, religion and present position, 350 p, illus.
  • Piloo Nanavatty: The Gathas of Zarathushtra, 1999, 73 p, (illus.)
  • Roshan Rivetna: The Legacy of Zarathushtra, 96 p, (illus.)
  • Dr. Sir Jivanji J. Modi: The Religious Ceremonies and Customs of The Parsees, 550 Seiten
  • Mani Kamerkar, Soonu Dhunjisha: From the Iranian Plateau to the Shores of Gujarat, 2002, 220 p
  • I.J.S. Taraporewala: The Religion of Zarathushtra, 357 p
  • Jivanji Jamshedji Modi: A Few Events in The Early History of the Parsis and Their Dates, 2004, 114 p
  • Dr. Irach J. S.Taraporewala: Zoroastrian Daily Prayers, 250 p
  • Adil F.Rangoonwalla: Zoroastrian Etiquette, 2003, 56 p
  • Rustom C Chothia: Zoroastrian Religion Most Frequently Asked Questions, 2002, 44 p
  • UNESCO Parsi Zoroastrian Project
  • http://parsiana.com/

تاريخ النشر: 2020-06-04 17:57:42
التصنيفات: صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, بذرة دين, زردشتية, ديانات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وسائل إعلام: مصرع 6 أشخاص بحادث سير في البرازيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:20
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 94%

انطلاق أولى فعاليات المهرجان الإقليمي لتجارب نوادي المسرح بأسيوط

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:17:27
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

ماكرون بصدد الاتصال مع بوتين الثلاثاء

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:25
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 100%

بسبب إهانات جنسية.. الحكم على الرئيس البرازيلي بتعويض صحفية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:20
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 90%

مقتل امرأتين سوريتين في النرويج بهجوم عنيف

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:21
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 86%

بيسكوف: روسيا تشعر بأنها "في خضمّ حرب اقتصادية"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:21
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 92%

الكرملين يرد: تصريحات بايدن بشأن بوتين إهانة شخصية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:46
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 85%

الكرملين: روسيا ليست جمعية خيرية ولن نزود أوروبا بالغاز مجّانا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:23
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 93%

بلينكن يصل الرباط.. ودعم أميركي لمبادرة حل نزاع الصحراء

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:51
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 86%

المكسيك.. مصرع وإصابة 7 أشخاص بتحطم طائرة خاصة في موريلوس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:25
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 88%

الكرملين: الناتو "آلة مواجهة"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:22
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 91%

ويل سميث يعتذر عن الصفعة الشهيرة: سلوك لا يغتفر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:56
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 98%

S&P Global تتوقع أن ينكمش اقتصاد روسيا 8.5% في 2022 | آخر الأخبار

المصدر: CNBC عربية - الإمارات التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:17:12
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 80%

فقرات فنية متنوعة بمدرسة أحمد أبن طولون لثقافة الطفل 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:17:28
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 70%

الأمم المتحدة تدعو للتحقيق بحوادث تعذيب الأسرى في أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:22
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 92%

أوكرانيا.. مشروع قانون لحظر الأحزاب الموالية لروسيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:24
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 92%

تقارير: مدرب جنوب إفريقي يعاون موسيماني

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:17:20
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 35%

الرئيس التونسي: الجيش سيتصدى لمن يريد العبث بالبلاد

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:16:52
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 90%

أهلا رمضان والوعي والولاء.. ورش فنية ومحاضرات بالمنيا 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 03:17:28
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

تحميل تطبيق المنصة العربية