جاك نكير

عودة للموسوعة

جاك نكير

Jacques Necker

جاك نكير Jacques Necker (و.30 سبتمبر, 1732 -تسعة أبريل, 1804) كان رجل دولة فرنسي من أصل سويسري ووزير مالية لويس السادس عشر.

النشأة

مدام نكير، كان اسمها قبل الزواج سوزان كورشو.

وُلد نكير في جنيڤ, سويسرا. وقد نشأ والده في كوشترين في نويمارك (پروسيا، الآن كوسترين ناد اودرا، پولندا)، وبعد نشره بعض الأعمال في القانون الدولي, تم انتخابه أستاذاً للقانون العمومي في جنيڤ، التي أصبح مواطناً فيها.


وزارة نكير الأولى 1776-1781

خلف طورجوفي رقابة مالية كلوني دنوي، الذي رد السخرة والكثير من النقابات الحرفية، ولم ينفذ مراسيم الغلال.. وألغى المصرفيون الهولنديون موافقتهم على إقراض فرنسا ستين مليوناً من الجنيهات بثمن أربعة في المائة، ولم يكشف الوزير الجديد طريقة لاجتذاب المال إلى خزانة الدولة خيراً من إنشاء يانصيب قومي (30 يونيو1776). فلما توفي كلوني (أكتوبر)، أقنع مصرفيوباريس الملك بأن يستدعي إلى خدمته الرجل الذي كان أكفاء نقاد طورجو.

كان جاك نكير بروتستانتياً، ولد في جنيف عام 1732 وأوفده أبوه-وكان أستاذاً للقانون في أكاديمية جنيف-إلى باريس ليعمل محرراً في مصرف اسحاق فرنيه. فلما تقاعد فرنيه أقرض نكير المال ليفتتح مصرفاً خاصاً به. وضم نكير ماله إلى مال رجل سويسري آخر، فأصابا نجاحاً بتقديم القروض للحكومة والمضاربة في الغلال. وحين ناهز نكير الثلاثين كان غنياً، محترماً، أعزباً. ولم يتمن الآن مزيداً من الثراء بل منصباً رفيعاً، وفرصة للخدمة الممتازة والشهرة القومية، وهذا يقتضيه زوجة وبيناًقد يكون نقطة ارتكاز، أوقاعدة عمليات. ومن ثم تودد إلى المركيزة فرمنوالأرملة، فرفضته، ولكنا اتىت من جنيف بسوزان كورشوا الجميلة الموهوبة التي كانت قبيل ذلك قد أفلتت من الزواج بأدوارد جبون. وسقط نكير في غرام سوزان، وتزوجها في 1764. ويعد وفاؤهما المتبادل طوال الحياة حافلة بالأحداث من ألمع الأضواء في مشكال ذلك العصر المضطرب. وأقاما بيتاً فوق مصرفه، وهناك افتتحت صالوناً (1765) ودعت إليه الكتاب ورجال العمال، أملاً في حتى تعبد هذه الصداقات طريق زوجها وتنيره.

وكان نكير نفسه يتحرق شوقاً للتأليف، فبدأ بكتابة "مديح لكولبير" الذي توجته الأكاديمية الفرنسية. واعتزل الآن عمله ودخل المعهجر السياسي بذلك الموضوع "في قانون الغلال" الذي عارض سياسة طورجوفي عدم التدخل الحكومي. وظفر الكتيب بثناء ديدرو، الذي لعله استمتع بفقرة تحدث فيها المؤلف كما يتحدث الاشتراكيون، وكانت قد قرأ رويو. وقد هاجم نكير:

"قوة الطبقة المالكة التي تمكنها من حتى تدفع نظير جهد العامل أبخس أجر لا يكاد يكفي لغير الحاجات الماسة... إذا جميع المؤسسات المدنية تقريباً أقامها الملاك. ولنا حتى نقول إذا قلة من الناس-بعد حتى قسموا الأرض فيما بينهم-شرعوا القوانين تكتلاً وضماناً لهم ضد الكثرة... ولهؤلاء حتى يتساءلوا. "أي معنى تعنيه لهم قوانين الملكية التي شرعتموها؟-فنحن لا نملك أملاكاً؛ أوقوانينكم في العدالة،يا ترى؟ -فنحن لا نملك شيئاً ندافع عنه. أوقوانينكم في الحرية،يا ترى؟ -فإننا سنموت جوعاً إذا لن نعمل غداً".

— نكير

وفي 22 أكتوبر 1776 عين لويس السادس عشر نكير "مديراً للخزانة الملكية" بناء على تزكية موريبا. وكان تعييناً يشوبه الاعتذار. فقد احتج بعض الأساقفة على السماح لبروتستانتي سويسري بأن يتحكم في مال الأمة، فأجاب موريبا، "في وسع رجال الدين حتى يشاركوا في اختيار الوزراء إذا هم دفعوا ديون الدولة"(91). وستراً لهذا الواقع عين كاثوليكي فرنسي يدعى تابور دريومراقباً عاماً للمالية له الرآسة الاسمية على نكير. وتضاءلت معارضة الأكليروس حين جعل نكير تدينه واضحاً جلياً. وفي 29 يونيو1777 استنطق تابور، وعين نكير مديراً عاماً للمالية. وقد رفض حتى يتقاضى راتباً، بل أقرض مليوني جنيه من ماله الخاص(92). ولكنه ظل محروماً من لقب الوزير، ولم يسمح له بعضوية المجلس الملكي.

وقد وفق في حدود خلقه وسلطته. ذلك أنه درب على علاج مشكلات الصيرفة لا مشكلات الدولة، وكان في قدرته تكثير المال بنجاح أكثر من سياسة الرجال. وقد أرسى في الإدارة المالية نظاماً وحسابات ووفراً أفضل، وألغى أكثر من خمسمائة وظيفة شرفية ومنصب زائد عن الحاجة. وإذ كان حائزاً على ثقة المجتمع المالي، فقد استطاع طرح أسهم بقروض أكسبت الخزانة 148.000.000 جنيه خلال عام واحد. ثم دعم بعض الإصلاحات الصغيرة، فخفف من المظالم في فرض الضرائب، وحسن المستشفيات، ونظم بنوك الرهونات لتقرض الفقراء المال بفائدة منخفضة، وواصل جهود طورجوللحد من نفقات البلاط، والبيت الملكي، والملكة. ورد إلى الملتزمين العموميين جميع الضرائب غير المباشرة (1780)، غير أنه اختزل عددهم وأخضعهم لفحص ورقابة أدق. وقد أقنع لويس السادس عشر بأن يسمح بإنشاء المجالس الإقليمية في بري، وجرينوبل، ومونتوبان، ووضع سابقة هامة إذ اتخذ التدابير لجعل ممثلي الطبقة الثالثة (التي تنتظم الطبقتين الوسطى والدنيا) في هذه المجالس مساوين لمثلى النبلاء والأكليروس مجتمعين. على حتى الملك كان يختار أعضاء هذه المجالس، ولم يسمح بأي سلطة تشريعية. وقد ظفر نكير بنصر هام حين أقنع الملك بأن يعتق من بقي من الأقنان على الأراضي الملكية، وأن يهيب بجميع السادة الإقطاعيين حتى يحذوحذوه. فلما رفضوا أشار نكير عليه بغلاء القنية كلها في فرنسا، مع دفع التعويضات للسادة، ولكن الملك الذي كان حبيس تنطقيده أجاب بأن حقوق الملكية نظام بلغ من الرسخ مبلغاً يعسر معه إلغاءه بمرسوم(93). وفي 1780، وتحت إلحاح نكير أيضاً، أمر الملك بإنهاء التعذيب القضائي، وإلغاء السجون السلفية، وفصل السجناء الذين جرموا عملاً عن أولئك الذين لم يحاكموا بعد، وفصل كلتا الفئتين عن الأشخاص المقبوض عليهم بسبب الدين. هذه وغيرها من إنجازات وزارة نكير الأولى تستحق عهداناً أكثر مما ناله عموماً. فإذا سألنا لم لم يعمل مبضعه بأعمق وأسرع مما أعمله، وجب حتى نتذكر حتى طورجوقد لقي اللوم على تعجله والاستكثار من الأعداء في وقت واحد. وقد انتقد نكير على طرحه القروض بدلاً من جمع الضرائب، ولكنه أحس بأن الشعب قد فرض عليه من الضرائب ما يكفي.

وقد أحسنت مدام كمبان تلخيص موقف الملك من وزرائه، وهي اللصيقة دائماً بهذه الدراما المتطورة "لقد حكم طورجو، ماليرب، ونكير، بأن هذا الملك المتواضع البسيط في عاداته، لن يتردد في التضحية بحقه الملكي في سبيل عظمة شعبه الحقيقية؛ لقد كان قلبه ينعطف به نحوالإصلاح، ولكن تحيزاته ومخاوفه، ومطالب الأشخاص الأتقياء وأصحاب الامتيازات الملحة جعلته جباناً، وأكرهته على التخلي عن خطط أوحى بها إليه حبه للشعب"(94). ومع ذلك فقد جرؤ على حتى يقول في إعلان عام (1780) لعل نكير كان قد أعده له، إذا "الضرائب المفروضة على أفقر شطر من رعايانا.. وقد زادت بنسبة تفوق كثيراً سائر الرعايا الباقين. "وأعرب عن آماله ألا يحسب الأغنياء أنفسهم مظلومين إذا وجب عليهم، بعد حتى يردوا إلى المستوى العام (الضرائب)، حتى يؤدوا الفروض التي كان لا بد حتى يشاركوا فيها غيرهم منذ زمان بقدر أكبر من المساواة"(95). وكان يرتعد إذا خطر بباله فولتير، ولكن روحه التحررية شكلها على غير وعي منه ذلك العمل الذي قام به فولتير، وروسو، وجماعة الفلاسفة بوجه عام لفضح المفاسد القديمة ولبعث الحياة الجديدة في المشاعر الإنسانية التي ارتبطت من قبل بالمسيحية. ففي هذا النصف الأول من حكمه بدأ لويس السادس عشر إصلاحات كان خليقاً بها لواتصلت واتسعت شيئاً فشيئاً حتى تتفادى الثورة. ثم إنه في عهد هذا الملك الضعيف نرى فرنسا التي سلبتها إنجلترا ممتلكاتها وأذلتها في عهد أسلافه-تكيل الضربات بجرأة وبنجاح لبريطانيا الفخور، وتعين بعملها هذا على تحرير أمريكا.

عودة نكير 1788-1789

في فرنسا. بريطانيا. الحرية. العبودية (1789)، جيمس گيلراي يسخر بالكاريكاتير من فوز نكير (الجالس، إلى الشمال) في 1789، مقارناً باستهزاء أثرها على الحرية بأثر پـِت في إنگلترة.

وطلب الملك إلى نكير على مضض حتى يعود إلى الحكومة (25 أغسطس) ومنحه الآن لقب وزير ومقعداً في المجلس الملكي. وهلل الجميع لهذا التعيين من الملكة والأكليروس إلى المصرفيين وعامة الشعب. وتجمع حشد في فناء قصر فرساي ليرحبوا به، فخرج إليهم ونطق لهم "نعم يا أبنائي، أنا باق، فاطمئنوا" وسقط بعضهم على ركبهم وقبلوا يديه(29) فبكى على طريقة ذلك العصر. على حتى الذي استشرى في الإدارة، وفي الشوارع، وفي الفكر الحكومي والشعبي، وكان قد قارب جداً حالة التحلل السياسي بحيث كان قصارى ما استطاعه نكير هوالاحتفاظ بالاستقرار حتى يجتمع مجلس الطبقات. ثم بلفتة كريمة منه لاستعادة الثقة بالحكومة وضع ملوني فرنك من ماله في الخزانة، وارثهن ثروته الخاصة ضماناً جزئياً لالتزامات الدولة(30). ثم ألغى الأمر الذي صدر في 16 أغسطس بإلزام حملة السندات بقبول البنكنوت بدلاً من النقود، وارتفعت أسعار السندات الحكومية ثلاثين في المائة في السوق، وقدم المصرفيون من المال للخزانة ما يكفي لتجاوز الأزمة عاماً.

وعملاً بنصيحة نكير نادى الملك البرلمان ثانية (23 سبتمبر). واقترف البرلمان في نشوة فوزه خطأ التصريح بأن مجلس الطبقات القادم ينبغي حتى يعمل كما عمل سابقه في 1714-أي منعقداً بطبقات منفصلة ومصوتاً في وحدات طبقية، وهذا كفيل بأن يصيب الطبقة الثالثة أوتوماتيكياً بالعجز السياسي. أما جماهير العامة التي كانت قد صدقت دعوى البرلمان بأنه يدافع عن الحرية ضد الطغيان، فقد أدركت حتى الحرية المقصودة هي حرية الطبقتين المميزتين في التسيد على الملك. إلى غير ذلك حرم البرلمان نفسه، بانضمامه على هذا النحوإلى وصف النظام الإقطاعي، من تأييد الطبقة الوسطى القوية، ولم بعد منذ الآن عاملاً مؤثراً في تشكيل الأحداث. وبلغ "التمرد النبيل" وبهذا حدوده وأنهى شوطه، ثم أخلى الآن مكانه للثورة البورجوازية.

وقد زاد مهمة نكير عسراً ما حل بالبلاد عام 1788 من قحط انتهى بعواصف ثلجية أتلفت المحاصيل الهزيلة. وكان شتاء 1788-89 من أقسى ما غفره تاريخ فرنسا، ففي باريس هبط الترمومتر إلى 18o تحت الصفر الفارنهيتي، وتجمد السين تماماً من باريس إلى الهاڤر. وارتفع ثمن الخبز من تسعة سنتات في أغسطس 1788 إلى أربعة عشر في فبراير 1789. وبذلت الطبقات العليا قصارى جهدها للتخفيف عن الشعب، وأنفق بعض النبلاء، كالدوق أورليان، مئات الألوف من الجنيهات في إطعام الفقراء وتدفئتهم، وتبرع رئيس الأساقفة بأربعمائة ألف جنيه، وظل دير للرهبان يطعم ألفاً ومائتي يومياً على مدى ستة أسابيع(32). وحظر نكير تصدير الغلال، واستورد منها ما قيمته سبعون مليون جنيه، فأمكن تفادي المجاعة، ولكنه هجر لخلفائه أولمجلس الطبقات مهمة سداد القروض التي اقترضها.

ثم اقنع الملك أثناء ذلك (27 ديسمبر 1788) بأنه يجب في مجلس الطبقات القادم حتىقد يكون نواب الطبقة الثالثة مساوين في العدد لنواب الطبقتين الأخيرتين مجتمعتين، وذلك رغم النصيحة المضادة التي أشار بها النبلاء الأقوياء. وفي 24 يونيو1789 أذاع على جميع فرنسي في الطبقة الثالثة يزيد عمره على أربعة وعشرين عاماً ويدفع أي ضريبة، ومن حقه-بل أنه مأمور-بأن يدلي بصوته، وكذلك جميع المهنيين، ورجال الأعمال، وأعضاء الطوائف الحرفية، أي حتى جميع العامة-باستثناء المعدمين وأفقر العمال-كان عليهم حتى يدلوا بأصواتهم(32). واجتمع المرشحون الناجحون على هيئة لجنة انتخابية اختارت نائباً عن القسم. أما في الطبقة الأولى (الأكليروس) فكان جميع كاهن أوخوري، وكل دير للرهبان أوالراهبات، يدلي بصوته لاختيار ممثل في الجمعية الانتخابية للقسم، وكان رؤساء الأساقفة، والأساقفة، ورؤساء الأديرة، أعضاء في تلك الجمعية بحكم وظائفهم، واختارت الجمعية مندوباً في مجلس الطبقات. أما في الطبقة الثانية (الأشراف) فقد كان جميع نبيل فوق الرابعة والعشرين تلقائياً عضواً في الجمعية الانتخابية التي اختارت مندوباً يمثل نبلاء قسمه. وفي باريس وحدها قصر حق التصويت على من يدفعون فرضة رؤوس قدرها جنيهات أوأكثر، وقد أسقط بذلك معظم أفراد الطبقة العاملة(33).

ودعت الحكومة جميع جمعية انتخابية في جميع طبقة لوضع "كراسة بالشكاوى والمظالم" لإرشاد ممثلها. ولخصت كراسات الأقسام لكل طبقة في كراسات إقليمية، ثم قدمت هذه للملك، كاملة أومختصرة، وأجمعت الكراسات كلها على إدانة الحكم المطلق، والمطالبة بملكية دستورية تتقيد فيه سلطات الملك ووزرائه بالقانون وبمجلس منتخب على نطاق قومي يجتمع دورياً وله وحده حق تقرير الضرائب الجديدة واعتماد القوانين الجديدة. وطلب إلى جميع النواب تقريباً عدم الموافقة على اعتماد أموال للحكومة حتى تحصل في شئون المال، والمظالم المقترنة بالضرائب غير المباشرة، وشطط السلطة الملكية كما يتمثل في أوامر القبض الملكية. وطالب الجميع بالمحاكمة وفق نظام المحلفين، وبسرية الرسائل، وبإصلاح القانون. ونادى الجميع للحرية، ولكن على طريقتهم الخاصة: فالنبلاء لاستعادة السلطات التي كانت لهم قبل حكم ريشليو، والأكليرس والبرجوازيون للتحرر من جميع تدخل للدولة،والفلاحون لتحرر من الضرائب الظالمة والرسوم الإقطاعية. وقبل الجميع من حيث المبدأ المساواة في الضرائب على جميع أنواع الملكية. وأعرب الجميع عن الولاء للملك، ولكن أحداً لم يذكر "الحق الإلهي" في الحكم(34)، فقد كان هذا الحق بإجماع الآراء في عداد الموتى.

واشترطت كراسات النبلاء حتى تجتمع جميع طبقة من الطبقات الثلاث في مجلس الطبقات منفصلة وتصوت بوصفها طبقة متحدة. أما كراسات الأكليروس فقد رفضت التسامح الديني، وطلبت إلغاء الحقوق المدنية الممنوحة للبروتستانت مؤخراً. وطالبت بعض الكراسات بهجر شطر أكبر من ضريبة العشور للأبرشية، وبفتح المناصب في السلم الكهنوتي أمام جميع القساوسة على السواء. وأسلفت معظم الكراسات الكنسية على ما شاب العصر من فساد أخلاقي في الفن والأدب والمسرح، وعزت هذا التدهور إلى حرية النشر المفرطة، وطالبت بقصر الأشراف على التعليم على الأكليروس الكاثوليكي دون سواه.

أما كراسات الطبقة الثالثة فأعربت أكثر ما أعربت عن آراء الطبقة الوسطى والفلاحين الملاك. فطالبت بإلغاء الحقوق الإقطاعية ومكوس النقل، وبفتح الطريق للمواهب لجميع الطبقات ولجميع المناصب. ونددت بثراء الكنيسة وتبطل الرهبان الغالي التكلفة. واقترحت إحدى الكراسات على الملك إذا أراد تغطية العجز حتى يبيع أراضي الأكليروس وايجاراتهم، واقترحت كراسة أخرى مصادرة جميع الأملاك الديرية(35). وشكت كراسات كثيرة من العبث المنكر الذي تحدثه بالمزارع حيوانات النبلاء ومطاردتها لصيدهم. وطلبت التعليم المجاني للجميع، وإصلاح المستشفيات والسجون، والقضاء المبرم على القنية وتجارة الرقيق.وأكدت كراسة نموذجية للفلاحين "أننا ركيزة العرش الرئيسية، وسند الجيوش الصادق... إننا مصدر الثراء للآخرين، بينما نظل فقراء"(36).

لقد كان انتخاب مجلس الطبقات هذا،وفي جملته، لحظة نبيلة باعثة على الفخر في تاريخ فرنسا. وكادت فرنسا البوربونية، ولوللحظة، حتى تصبح ديموقراطية، على الأرجح بنسبة من السكان تدلي بأصواتها تفوق نسبة من يدلون لأصواتهم في انتخاب أمريكي يجري اليوم. وكان انتخاباً عادلاً، لا يشوبه الخلل الذي قد يتسقط في عملية بهذه الجدة، وواضح أنه كان أقل فساداً من معظم الانتخابات التي أجريت في ديموقراطيات أوربا اللاحقة(37). ولم يحدث قط من قبل، على قدر فهمنا، حتى أصدرت حكومة من الحومات دعة عريضة كهذه لشعبها لتحيطه فهماً بالإجراءات، ولتتعهد إلى شكاوى الشعب ورغباته، وقد أتاحت هذه الكراسات في جملتها للحكومة نظرة للأحوال في فرنسا أضم من أي نظرة أتيحت لها في أي عهد قبل ذلك. فالآن امتلكت فرنسا، إذا كانت قد امتلكت في أي عهد، لمواد المؤهلة لفن الحكم، والآن اختارت خيرة رجالها بمحض حريتها من جميع طبقة، ليلتقوا بملك كان قد قام عملاً بمقدمات شجاعة للتغيير. وملأ الأمل فرنسا كلها حين اتخذ هؤلاء الرجال القادمون من جميع فج الدولة سمتهم إلى باريس وفرساي.


نكير في الثورة

التقاعد

أعماله

كتابات نكير تم جمعها في الأعمال الكاملة لسيد نكير التي نشرها البارون دى ستال، ابنه الصغير…، پاريس، Treuttel et Wurtz، 1820-1821، 15 جزء، ببتر: 8°.

النسخة الأصلية
  • Réponse au mémoire de M. l’abbé Morellet sur la Compagnie des Indes, 1769
  • Éloge de Jean-Baptiste Colbert, 1773
  • Sur la Législation et le commerce des grains, 1775
  • Mémoire au roi sur l’établissement des administrations provinciales, 1778
  • Lettre au roi, 1777
  • Compte rendu au roi, 1781
  • De l’Administration des finances de la France, 1784, ثلاثة vol. in-8°
  • Correspondance de M. Necker avec M. de Calonne. (29 janvier-28 février 1787), 1787
  • De l’importance des opinions religieuses, 1788
  • De la Morale naturelle, suivie du Bonheur des sots, 1788
  • Supplément nécessaire à l’importance des opinions religieuses, 1788
  • Sur le compte rendu au roi en 1781 : nouveaux éclaircissements, 1788
  • Rapport fait au roi dans son conseil par le ministre des finances, 1789
  • Derniers conseils au roi, 1789
  • Hommage de M. Necker à la nation française, 1789
  • Observations sur l’avant-propos du « Livre rouge », v. 1790
  • Opinion relativement au décret de l’Assemblée nationale, concernant les titres, les noms et les armoiries, v. 1790
  • Sur l’administration de M. Necker, 1791
  • Réflexions présentées à la nation française sur le procès intenté à Louis XVI, 1792
  • Du pouvoir exécutif dans les grands États, 1792
  • De la Révolution française, 1796
  • Cours de morale religieuse, 1800
  • نظرات أخيرة في السياسة والمالية Dernières vues de politique et de finance, offertes à la Nation française، ‏1802 - عرض فيه آخر أفكاره في السياسة والاقتصاد. وفي هذا الكتاب التمس الأعذار لدكتاتورية نابليون لكن باعتبارها شراً لا بُد منه، وافترض حتى هذه الدكتاتورية مؤقتة وحذر من استمرار هجرز السلطة في أيدي العسكريين وعبَّر عن أسفه لأن مالية الحكومة الجديدة تعتمد اعتمادا كبيرا على تعويضات الحرب، واقترح دستوراً أكثر ليبراليةقد يكون نابليون حارسا Guardian عليه. وقد أطلع ليبرون Lebrun نابليون على هذا الكتاب وكان نابليون وقتها قد أصبح بالعمل نصف إمبراطور (على وشك حتىقد يكون إمبراطوراً) فامتعض - أي نابليون - من فكرة تقليص سلطاته. ولأن نابليون كان مُقتنعاً حتى مدام دي ستيل هي التي وجهت أفكار أبيها، فقد أصدر أمراً بإبعادها عن باريس مما يعني إغلاق صالونها المزعج ونسي نابليون أنها كانت تستطيع الكتابة بالمهارة نفسها التي تتحدث بها.
  • Histoire de la Révolution française, depuis l’Assemblée des notables jusques et y compris la journée du 13 vendémiaire an IV (18 octobre 1795), 1821

أماكن سـُميت على اسمه

  • جزيرة نكير (جزر هاواي الشمالية الغربية)

الهامش


المصادر

  • Jacques Necker Bibliography of Necker's publications.
  • Barber, Nicola. The French Revolution. London: Hodder Wayland, 2004.
  • Furet, Francois, and Mona Ozuof. A Critical Dictionary of the French Revolution. Translated by Arthur Goldhammer. Cambridge: Belknap Press, 1989.
  • Jacques Necker, http://www.english.upenn.edu/Projects/knarf/People/necker.html.
  • Lefebvre, Georges. The French Revolution: From its Origins to 1793. Translated by Elizabeth Moss Evanson. London: Routledge Classics, 2001.
  • Schama, Simon. Citizens: A Chronicle of the French Revolution. New York: Random House, 1989.
  • Swanson, Donald F, and Andrew P. Trout. “Alexander Hamilton, the Celebrated Mr. Neckar,’ and Public Credit.” The William and Mary Quarterly 47, no. ثلاثة (1990): 422-430.
  • Taylor, George. Review of Jacques Necker: Reform Statesman of the Ancien Regime, by Robert D. Harris. Journal of Economic History 40, no. أربعة (1980): 877-879.
  • ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
تاريخ النشر: 2020-06-04 17:57:46
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Articles containing non-English-language text, وزراء مالية فرنسا, وزراء النظام القديم في فرنسا, أشخاص من الثورة الفرنسية, مهاجرون سويسريون إلى فرنسا, فرنسيون من أصل سويسري, أشخاص من جنيڤ, مواليد 1732, وفيات 1804, Victims of lettre de cachet

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مسلحون يخطفون 13 شخصا من مسجد تجمعوا فيه لأداء الصلاة في نيج

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:26
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

من هو غوتام أداني الذي ترك المدرسة في سن الـ 16 وأصبح ثالث أ

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:22
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

عمال الإنقاذ يواصلون جهود البحث عن ضحايا بركان سيميرو في إند

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:33
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

الأرصاد: تكاثر السحب على مناطق بشمال البلاد والقاهرة الآن 21 درجة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:04
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 43%

أسعار الذهب تقفز 70 جنيها.. وعيار 21 يسجل 1800 جنيه لأول مرة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:01
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 43%

سيول: كوريا الشمالية تطلق قذائف مدفعية باتّجاه المنطقة العاز

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:29
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 55%

مصر ترحب بالتوقيع على الاتفاق السياسى الإطارى فى السودان

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:21:58
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 42%

خطاب الاتحاد في الذكرى 70 لاغتيال حشاد: المنعرج

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:11
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

ولي العهد السعودي يعلن تطوير أولى الوجهات البحرية الفاخرة في

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:11
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

الرئيس السيسى: نفذنا مشروعات إسكان للمناطق الخطرة بـ 150 مليار جنيه

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:21:56
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 37%

مصر ترحب بالتوقيع على الاتفاق الإطاري في السودان

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

القوى العاملة: الحكومة تولى اهتماما كبيرا للقضاء على عمل الأطفال

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:00
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 37%

أسعار الغاز فى أوروبا تقفز بنحو 10%

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:08
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 35%

«السيسي»: رفضنا زيادة الأسعار رغم ارتفاعها عالميًا

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:21:46
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

قهوة الأحد: في تقاطعات المشروع السياسي بالفن والإبداع في بلادنا

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:18
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

الزراعة: الإفراج عن 960 ألف طن "ذرة وفول صويا" بـ483 مليون دولار

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:21:59
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 50%

الجيش السوداني يوقع اتفاقا مع قوى معارضة في مسعى للخروج من ا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 12:22:19
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية