نور محمد تراقي Nur Muhammad Taraki (Pashto: نور محمد ترکۍ‎) (15 يوليو1913 – 14 سبتمبر 1979) كان سياسياً أفغانياً. حزبه، خلق، تمكن من الإطاحة بالملكية الأفغانية، وبعد اغتال الرئيس السابق وعائلته في إنقلاب، تولى السلطة كرئيس أفغانستان التالي من 1978 حتى أطاح به (ثم قتله) حفيظ الله أمين، غريمه في حزب خلق، سنة 1979. وخاض الانتخابات كمرشح في الانتخابات البرلمانية الأفغانية 1965، لكنه فشل في تأمين مقعد لنفسه. وبعد ذلك بعام، في 1966 بعد اغتيال مير أكبر خيبر، قام تراقي، مع حفيظ الله أمين وببرك كارمل بالثورة وأسسوا جمهورية أفغانستان.

وُلد تراقي بالقرب من كابول وتفهم في جامعة كابول، جامعة كلومبيا وجامعة هارڤرد. وقد بدأ مستقبله السياسي كصحفي ولاحقاً التحق بحزب خلق الديمقراطي، حيث شغل منصب الأمين العام في الفترة من 1965 حتى وفاته في 1979.

كما شغل منصب رئيس المجلس الثوري من أبريل 1978- سبتمبر 1979.

رئاسة تراقي، بالرغم من قصرها، شابتها خلافات حادة منذ بدايتها حتى نهايتها، إذ بدأ تراقي في إصلاحاته الشيوعية المتطرفة في منتصف 1978. وانتشرت في عهده انتفاضات واسعة النطاق في جميع أراتى البلاد وبدأت أعداد غفيرة من الجيش الأفغاني في هجر الخدمة وتغيير ولاءاتها.

النشأة وحياته السياسية

ولد نور محمد تراقي لأسرة پشتونية قروية في مقاطعة پغمان في ولاية كابول في 15 يوليو1913. عمل موظفاً في بومباي، الهند حيث التحق بمدرسة مسائية وتفهم الإنگليزية. وكان مؤيداً صلباً لإنشاء پشتونستان وللغة الپشتو. ثم مضى لاحقاً لدراسة الاقتصاد السياسي في جامعة كابول حيث حصل على البكالوريوس ثم مضى بعد ذلك إلى جامعة كلومبيا في نيويورك حيث حصل على الماجستير ثم مضى إلى جامعة هارڤرد حيث حصل على الدكتوراه في الاقتصاد. بعض الناس يقولون حتى لم يمضى قط إلى الولايات المتحدة ولم يفهم فيها. إلا حتى المقربين من تراقي يقولون حتى تأثر سياسياً بدرجة كبيرة أثناء وجوده في پوهانتن كابل، أوجامعة كابول. وانخرط في السياسة الماركسية المتطرفة، وسرعان ما التحق بحزب خلق الديمقراطي، الذي نادى بالقيم والأفكار الشيوعية.

وفي 1 يناير 1965، تأسس حزب خلق الديمقراطي. وكان يتكون من مجموعة صغيرة من الرجال، أتباع نور محمد تراقي وببرك كارمل، وكلاهما ماركسي لنيني ممالئ لموسكو.

وصف معظم المراقبين انتخابات عام 1965 بالنزاهة. اُنتـُخـِب تراقي للبرلمان فيها، وأنشأ واحدة من أوائل الجرائد اليسارية الرئيسية، خلق (الجماهير) في أفغانستان، والتي استمرت أكثر قليلاً من شهر قبل حتى يغلقها حظر حكومي. وفي 1967 انقسم حزب خلق إلى جماعتين: خلق (الجماهير) وپرچم (الراية)، تحت رئاسة تراقي وكارمل، بالترتيب. عكس الانشقاق خلافات عرقية وطبقية وأيديولوجية عميقة. فجماعة خلق كانت أكثر عنفاً في ماركسيتها وغلى حد ما مستقلة عن الاتحاد السوڤيتي بالمقارنة بجماعة پرچم.

الرئاسة

في 19 أبريل 1978 اغتيل اليساري البارز مير أكبر خيبر، وتوجهت أصابع الاتهام إلى حكومة محمد داود خان. وأضحى اغتياله نقطة تجمع للشيوعيين الأفغان. وخوفاً من إنقلاب، أمر داود بإلقاء القبض على بعض قيادات حزب خلق، بما فيهم تراقي وببرك كارمل، بينما تحفظ على آخرين، مثل حفيظ الله أمين، في اعتنطق منزلي.

وفي 27 أبريل 1978 سقط الإنقلاب، بأوامر من حفيظ الله أمين من معتقله المنزلي. محمد داود خان قـُتـِل في اليوم التالي ومعه معظم أفراد أسرته. وسرعان ما سيطر حزب خلق على منطقبد الحكم، وفي 1 مايو، أصبح تراقي رئيساً للجمهورية. وتغير اسم البلد إلى جمهورية أفغانستان الديمقراطية، وأرسى نظاماً سيبقى حتى أبريل 1992.

أصبح تراقي رئيساً، ورئيساً للوزراء وأميناً عاماً لحزب خلق. إلا حتى التنافس بين فصيلي خلق وپرچم استمر. الحكومة تقاسمها الرئيس تراقي ونائب رئيس الوزراء حفيظ الله أمين من فصيل خلق، لقاء زعماء پرچم أمثال ببرك كارمل ومحمد نجيب الله.

في الأشهر التالية للإنقلاب، بدأ تراقي وباقي زعماء الحزب سياسات ماركسية متطرفة استفزت قيم الأفغان التقليدية، وخصوصاً قضايا ملكية الأرض، والزواج بالإكراه وقوانين الشريعة وبنى السلطة التقليدية في الأماكن القروية. فقد كان يحكم أمة ذات ثقافة عميقة التدين والإسلام وذات تاريخ طويل من مقاومة أي نوع من سيطرة حكومة مركزية.

وبعد ثلاثة اشهر، ابتعث تراقي زعماء فصيل پرچم إلى الهند وإيران وهجريا كسفراء. وأصبح ببرك كارمل سفيراً في تشكوسلوڤاكيا وعشيقته، أناهيتا راتب‌زاد كسفير في يوغوسلاڤيا، بينما أصبح محمد نجيب الله سفيراً في إيران. ثم بدأ تراقي في إقصاء أعضاء پرچم من حكومته مع اعتنطق وإعدام عدد منهم.

وقد اُستـُدعِي كارمل إلى كابول، إلا أنه اختبأ مع أناهيتا راتب‌زاد في الاتحاد السوڤيتي خوفاً من الإعدام طالما عودتهما؛ محمد نجيب الله تلاه. جرد تراقي كليهما من جميع مناصبهم الرسمية. وأصبح أمين رئيساً للوزراء في 28 مارس 1979 وبقي تراقي رئيساً. وفيخمسة ديسمبر 1978، تقدم بمعاهدة صداقة مع الاتحاد السوڤيتي (لاحقاً استـُخدِمت كذريعة للتدخل السوڤيتي). نشبت بانتظام انتفاضات كبرى ضد حكومته.

وأثناء أول 18 شهر من حكمه، طبق حزب خلق بعنف برنامج إصلاح على النمط الماركسي، الأمر الذي تعارض مع التنطقيد الأفغانية المتجذرة. قرارات تغيير تنطقيد الزواج وطرح سياسات إصلاح زراعي خاطئة لاقت معارضة جميع الأفغان تقريباً. وإضافة إلى ذلك، فإن ألأفاً من أعضاء الصفوة التقليدية للمجتمع والمؤسسة الدينية والمثقفين ألقي القبض عليهم وحـُبسوا وعـُذِّبوا أوقـُتـِلوا.

كما كان تراقي مسئولاً عن تقديم المرأة إلى الحياة السياسية. والمثال البارز على ذلك كان أناهيتا راتب‌زاد، التي كانت زعيمة ماركسية كبيرة وعضوفي المجلس الثوري. وقد خطت راتب‌زاد افتتاحية جريدة كابول تايمز (28 مايو1978) معلنةً: “الحقوق التي يجب حتى تحصل عليها المرأة هي المساواة في التعليم والتوظيف والفي الخدمات الصحية وفي وقت حر لتنشـِّئ جيلاً صحياً لبناء مستقبل البلد .... تعليم وتنوير النساء أصبح الآن موضع اهتمام فائق من الحكومة.”

وكرئيس أفغانستان جاء تراقي مؤتمر حركة عدم الانحياز في هاڤانا، كوبا. وفي طريق عودته، توقف في موسكوليقابل ليونيد برژنيڤ. وصل تراقي موسكوفي 20 مارس 1979 ومعه طلب رسمي لقوات برية سوڤيتية. إلا أنه، حسب الماركسيين اللنينيين الأفغان فإن تراقي لم يربطه بالاتحاد السوفيتي سوى رباط أيديولوجي.

ألكسي كوسيگن، الذي كان آنئذ رئيس وزراء الاتحاد السوڤيتي، نطق له:

ويقول البعض حتى الاقتباس الآنف قد سـُلـِّم إلى كارمل وليس للرئيس تراقي. وبالرغم من ذلك التصريح، فقد تفاوض تراقي حول بعض الدعم العسكري: طائرات هليكوپتر بطيارين وأطقم صيانة سوڤيتية، 500 مستشار عسكري، 700 مظلي متخفين كفنيين لحماية مطار كابول، وكذلك معونة غذائية ضخمة (300,000 طن قمح).

واستطرد برجنيڤ محذراً تراقي حتى تدخلاً سوفيتياً كاملاً “سيستغله أعداؤكم وأعداؤنا.” كما نصح برجنيڤ تراقي حتى يخفف من الإصلاحات الإجتماعية الصارمة ولأن يسعى لبناء تأييداً أوسع لنظامه. وأخيراً، فقد نصح تراقي حتى يزيح رئيس الوزراء أمين، محذراً إياه حتى أمين كان غالباً يعد محاولة لإغتيال تراقي.

استعر التنافس المحموم بين تراقي وأمين داخل فصيل خلق. وبحلول سبتمبر 1979، كان أعوان تراقي قد قاموا بعدة محاولات لإغتيال أمين. وفاة تراقي ذُكـِرت لأول مرة في نيوكابول تايمز فيعشرة أكتوبر، حيث ذكرت حتى الزعيم السابق الذي كان يـُلقـَّب “المفهم الأعظم ... العبقري الأعظم ... الزعيم الأعظم” قد توفي بهدوء “بسبب سقم خطير، كان يعاني منه لفترة من الزمن.” وقد حل أمين محل تراقي كرئيس.

وبعد أقل من ثلاثة أشهر بعد ذلك، بعد الإطاحة بحكومة أمين، منح المسئولون الجدد من أتباع ببرك كارمل رواية مختلفة تماماً عن وفاة تراقي. فحسب تلك الشهادة، فقد أمر حفيظ الله أمين قائد حرس القصر حتى يعدم تراقي. وحسب الرواية فإن تراقي قد خـُنـِق بوسادة فوق رأسه.

صعود أمين منتصراً في الصراع على السلطة داخل الحزب الشيوعي الأفغاني الصغير أزعج السوفيت وأذن بسلسلة من الأحداث أدت إلى الغزوالسوڤيتي.

الهامش

وصلات خارجية

• History of the brief period of Communist-controlled Government in Afghanistan
• Biography of President Taraki at Afghanland.com
• Telephone Conversation Between Kosygin and Taraki