ثورة العجمان

عودة للموسوعة

ثورة العجمان

ثورات العجمان ومصرع فهد الجلوي

وألقى فهد بن جلوي القبض على ضيدان ببن خالد بن حثلين أثر مطاردته له في مكان بالإحساء يطلق عليه اسم ـ عوينة كنهر ـ وقتله ، وكان يقف إلى جانب فهد بن جلوي احد حراسه ويدعى نايف بن حثلين ـ وهومن ابناء العجمان الشجعان ـ فأطلق النار على ابن جلوي ثأرا لابن عمه ضيدان بن حثلين رغم حتى نايفاً كان خصما لابن عمه ضيدان بل انّه خرج مع ابن جلوي في تلك الحملة التأديبية ضد ابن عمه ضيدان ولكن الغيرة الوطنية دفعته لقتل فهد بن جلوي بعد حتى رأى دم أبن عمه فأعرب الثورة على آل سعود في ذلك اليوم 19 ذي القعدة سنة 1347 واستمر يقود قبائل العجمان الثائرة حتّى تمكن السعوديون من القاء القبض عليه بعد ان سلمهم الانكليز وقتله الطاغية عبد العزيز مع رفاقه الدويش وجاسر بني لامي وغيرهم من الثوار عام 1352 فاستشهد نايف بن حثلين، أما عن مقتل فهد بن جلوي على يد هذا البطل نايف فكانت طعنة من اكبر الطعنات التي وجهها العجمان الأبطال لابن سعود وللطاغية عبد الله بن جلوي بقتل ابنه فهد الذي يعتمد عليه أكثر مما يعتمد على الطاغية الابن الثاني سعود الجلوي.

ولم يكن فهد بن جلوي الطاغية هوأول من قتله أبناء العجمان الشجعان فقد قتلوا عام 1333 هـ قبله الأمير سعد بن عبد الرحمن آل سعود شقيق الملك عبد العزيز وحاولوا ان يقتلوا معه شقيقه عبد العزيز ولكنه هرب بعد حتى أصابوه بجرح في بطنه… ولم يكن هذا فقط.. فقد جرت للعجمان ثورات كثيرة ضد طغيان آل سعود وعدوانهم وكان النصر فيها دائماً لقبيلة العجمان على الأعداء آل سعود، ففي عام 1278 هـ غدر الامام فيصل آل سعود (الأول) برئيس قبيلة العجمان بن حثلين، وادخله السجن ثم ارسله "الامام" ابنه عبد الله بن فيصل آل سعود فهجم على العجمان سنة 1278 في مكان اسمه (ملح) قرب الكويت فقتل منهم 57 بعد ان هاجمهم غدراً ولكنهم انتصروا عليه وقتلوا 136 سعوديا وهرب فيصل، واعاد الكرة عليهم عام 1279 في مكان اسمه كاظمة وكان معه عدد يفوق عدد العجمان مما اضطر العجمان إلى اللجوء إلى ساحل البحر فكانت فرصة للسعوديين ان يطوقوا العجمان من جميع مكان مما نتج عنه غرق عدد من العجمان في البحر واطلق على ذلك العام اسم (عام الطبعة) وعندما رأى قائد العجمان الشجاع راكان بن حثلين حتى لا مفر لهم من الموت براً أوبحراً وقف البطل في قومه العجمان وقفة أعادت إلى تاريخ الجزيرة العربية ذكرى طارق بن زياد حينما وقف في العرب والمؤمنين الأول ونطق: (العدوأمامكم والبحر وراءكم فاختاروا بين الموت في البحر أوالنصر) فانتصر المؤمنون الأول على الاعداء رغم قلة المؤمنين وكثرة الاعداء... هكذا عمل راكان بن حثلين حيث ركب ظهر جواده وأردف زوجته وراءه وراح يهتف في قومه يستحثهم: إما على التخلص من الاعداء السعوديين أوالموت الفطيس في البحر، ويردد قولاً اشبه بما نطقه طارق بن زياد تماماً حينما اخذ راكان بن حثلين ينادي ربعه بأعلى صوته في انشودته الشعبية الشهيرة مخترقاً صفوف الاعداء:

يا ربعنا ما من مَطِير جمعين والثالث بَحر بايماننا نفتح طريق لعيون مصقول النّحر هنالك.. التحم العجمان مع السعوديين الاعداء وانتصر العجمان بالحق على اعداء الحق رغم كثرة الاعداء وقلة عدد العجمان آنذاك..

ولقد كانت للعجمان مواقف مشرّفة ضد الغزاة العثمانيين حينما تعاون آل سعود مع الاتراك وادخلوهم الإحساء… لكن الاتراك تغلبوا بما لديهم من قوة على العجمان وأسروا البطل راكان بن حثلين فنقلوه أسيرا إلى الاستانة في هجريا ولم يهدأ العجمان حتّى اعاد الاتراك قائدهم البطل بن حثلين من هجريا (ولهذا حديث آخر). إلى غير ذلك استمرت ثورات العجمان ضد جميع محتل ودخيل وتواصلت ثوراتهم طيلة مدد الاحتلالات السعودية المتعددة، وكان ثوار العجمان يتعاونون مع جميع قبيلة ثائرة ضد آل سعود، وهوما جعل العجمان يثورون مع الاخوان اخيراً بقيادة ضيدان بن حثلين الذي قتله الطاغية الفاسد فهد بن عبد الله الجلوي مما نادى نايف بن حثلين ليثأر لابن عمه ضيدان فيقتل فهد بن جلوي ويحمل فهم الثورة من ذلك المكان عام 1347 هـ مع قبائل مطير وعتيبة الثائرة على آل سعود اعداء الوطن…

وانتشر الثوار من قبائل مطير وعتيبة والعجمان في انحاء نجد والإحساء والشمال، ورغم ضعف وسائلهم الا انهم اصبحوا يهددون العرش السعودي الآثم، لكن هذا العرش الفاسد استطاع أخيراً حتى يبث الشقاق والتفرقة بين ابناء هذه القبائل الثائرة نفسها.. فارسل قسماً من قبيلة عتيبة الموالية للعرش السعودي لضرب عتيبة الثائرة عليه فتمكن آل سعود بهذا الخداع اليهودي من جعل عتيبة تقتل عتيبة، ومطير تقتل مطير ابناء عمهم الذين ثاروا على العرش الفاسد وسلبوهم جميع ما كانوا يعيشون منه وما كانوا يركبونه من ابل واغنام ثم ارسل الطاغية عبد العزيز آل سعود ـ ابن عمه ـ عبد العزيز بن مساعد ومعه عدد كبير من نجد لمطاردة الثوار "الاخوان" فالتقوا بعبد العزيز الدويش (ابن سلطان الدويش) وعضده الايمن، وكان في طريقه إلى ام ارضمة ـ وفيها مورد ماء كان ينوى الورد منه وقد فهموا به مسبقا فسبقوه إلى الماء واستولوا عليه وما ان وصل عبد العزيز الدويش إلى الماء ظمآنا حتّى منعوه من الماء وهاجموه وجرى تبادل اطلاق النار في معركة كان الخاسر فيها عبد العزيز الدويش الذي قُتل في مجزرة ام ارضمة أومجزرة (المثمني) حيث اغتال السعوديون جميع جند الدويش الابن وكان للظمأ دور كبير في جعل آل سعود وجنودهم يرتكبون تلك المجزرة في احسن مجموعة من رجال مطير الحربيين، وهاتان الضربتان قد جعلتا فيصل الدويش يهتز هزة عنيفة فتقهقر إلى حدود الكويت بعد حتى أخذ السعوديون يضايقونه من الداخل.

وهنا اتى دور الانكليز ليلعبوا لعبتهم القذرة، فاخرجوا السيارات المصفحة والمدافع الرشاشة والطيارات لمحاصرة فيصل الدويش على طول حدود الكويت ـ العراق ـ الأردن، ومن ناحية أخرى هاجمه محسن الفرم رئيس قبيلة حرب، ومعه ابن طواله وابن سويط وعدد من عربان العراق وكانوا موتورين جميعا من الدويش والتقوا به في يوم 30 ديسمبر 1929 قرب الحفر في شمال الجزيرة العربية وهاجموه واشعلوا النار في خيمته فهرب منهم متجها إلى الكويت ولم تهجره القوات الانكليزية بل طاردته حتّى استسلم لها بالجهرة فيتسعة يناير 1930 م. وفي 19 يناير 1930 أوفدت حكومة بريطانيا الكولونيل بيسكورئيس قناصل الخليج يساعده الكولونيل ديكسون قنصل الكويت.

وفي 28 يناير 1930 أقلتهما الطائرة البريطانية فيكتوريا إلى حيث كان ينتظرهم عبد العزيز آل سعود ومجلس الربع في مكان اسمه خبارى واضحة جنوب الكويت حيث عقد مؤتمر بين الانكليز وعبدهم عبد العزيز املوا فيه جميع ما يريدون من شروط بصم عليها عبد العزيز وكان من بين الشروط ضياع فلسطين، وانتهوا على تسليم فيصل الدويش وأبوالكلاب وجاسر بن لامي ورفاقهم إلى عبد العزيز بن سعود، وقد زعم الانكليز انهم قد اتفقوا مع عبدهم عبد العزيز على حتى يبقي على حياتهم، وما اكذب من المستعمرين الانكليز إلاّ عبد العزيز وآل سعود… فماذا وقع في هذا اليوم؟…

وفي يوم 28 يناير 1930 وصل الكولونيل ديكسون وقائد البارجة الحربية في طيارة انكليزية ومعه الدويش ورفاقه المعتقلون، وكان الدويش ورفاقه قد طلبوا اعتبارهم لاجئين سياسيين لحكومة العراق وتظاهر الانكليز لهم بذلك ونطقوا لهم (اننا نرى ان ننقلكم بالطائرة إلى العراق فاركبوا الطائرة) فركبوها ولم تمضى بهم للعراق وانما مضىت بهم إلى مطية الانكليز المستعمرين الذي لا ضمير لهم… وادخل الدويش ورفاقه إلى خيمة الملك المنتظر قدومهم على أحر من جهنم، وتقدم الكولونيل ديكسون ونطق: (بالنيابة عن حكومة بريطانيا اسلم لجلالتكم فيصل الدويش واصحابه)، فنطق الملك عبد العزيز حرفيا: (الف شكر لكم والف الف شكر لبريطانيا العظيمة الحبيبة الصادقة في صداقتها ومودتها، انها جميع يوم تقيم لي برهاناً جديداً على موتها الوطيدة وحبها.

انها صاحبة الفضل الأول في تكوين عرشنا وفضلها دائم علينا) ثم انصرف الكولونيل البريطاني وبقي الدويش ورفاقه دون حتى يسمح له بالقعود!. والان، اقرأوا ما نطقه عبد العزيز بن سعود بكل وقاحة لفيصل الدويش في هذه اللقاءة غير الشجاعة وغير المتكافئة.. نطق: (يا فيصل الدويش، انت تفهم ما قصرت معكم في شئ… فهل تريدون الملك؟! من منكم له الفضل علي،يا ترى؟ من منكم لم آخذه بسيفي ؟! ليس منكم الا من قتلت اباه أوأخاه!، وكيف تطلب الهجرة واللجوء من جلوب والانكليز للعراق. هل تظنون انكم بعيدين عن يدي عندما تكونون تحت حكم الانكليز بالعراق ولم يمكننا إلاً الله والانكليز من هذا الملك؟!)… وتحدث الدويش…

الدويش يخاطب عبد العزيز بشجاعة الثوار نطق فيصل الدويش: (يفهم الله يا عبد العزيز انك لم تقصر معنا في الدراهم والهدايا والعطايا من الأحذية إلى حبال الآبار إلى الجواري…

ولكن يا عبد العزيز الهدايا والعطايا ليست جميع شئ في الحياة وانا أفهم أنك ستذبحني هذه المرة، ولكنني أقول لك أنت تفهم حتى سيوفنا هي التي مكنتك من هذا الملك وليسوا الانكليز.. سليم ان الانكليز اعطوك المال والسلاح والخبراء والخطط الجهنمية ولكنهم لم يعطوك رجالا غيرنا، وكنا نظن اننا نسير معك على ملّة محمد العادلة، ولكنا وجدنا في آخر الطريق الذي سويناه لك ، يا عبد العزيز، اننا نسير، وياللأسف، على ملة الانكليز معك لأنك بعت البلاد للإنكليز، ولم يبدأ خلافنا عندما كنت تحمل لقب الأمير فقط وتأكل مثلما نأكل وتلبس مما نلبس وتعيش كأنك واحداً منا، ولكنا اختلفنا معك عندما أخذ الانكليز يقلدونك قلائد السلطنة ويبدلوا مناصبك ووظائفك من اسم إلى اسم، واشتد الخلاف معك بعد حتى دخلنا مكة وأشار عليك الانكليز بأن تعلن نفسك ملكا على الحجاز وسلطانا لنجد ثم ملكاً للحجاز ونجد، ثم اختلف عبد العزيز الذي كنا نظنه ما يختلف، وعندما كنا نطلب منك الابتعاد عن الانكليز كنت تقول لنا ان الانكليز يريدون الدخول في الإسلام ليساعدونا على جهاد الكفار من أهل حائل والحساء ونجد والكويت والحجاز حتّى اصبحت تعمل للإنكليز وكأنك واحداً منهم، ولقد حاربناك لا من أجل زيادة في الهدايا والعطايا ولكن من أجل ابعاد الانكليز عن بلادنا ومن أجل حتى لا تعلن نفسك ملكاً فنحن نعهد الدين الذي يحارب الملوك ونحن لم نحارب حسين الشريف الا لأنه فاسد ويتعاون مع الانكليز، واشتد حقدنا عليه عندما أعرب نفسه ملكاً على المسلمين، فكيف نحارب حسيناً ونضع مكانه عبد العزيز وانت تعهد اننا نؤمن بالقرآن والقرآن يقول: "ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها" فكيف ترغب حتى نهجر شريعة القرآن ونتبع شريعة الملوك التابعين للانكليز،يا ترى؟ اما طلبنا الهجرة إلى العراق فنحن لم نطلبها الا هربا من وجهك يا عبد العزيز بعد ان قاتلناك اتباعاً لديننا وتغلبت علينا بخطط الانكليز وطيارات وسيارات ومضى وسلاح الانكليز، ولم نطلب الهجرة إلى العراق إلا لأن العراق بلداً من بلاد العرب والاسلام وطلبناها بعد حتى ألقى الانكليز القبض علينا، وقلنا لهم اننا لاجئين عند الشريف فيصل مع حتى بيننا وبين الشريف فيصل

ووالده واخوانه عداوة ولكن هجرتنا إلى بلد عربي وليست هجرتنا للانكليز، ولواننا راكنين للانكليز لرحبوا بنا وساعدونا كما يساعدوك وحافظوا على أرواحنا بدلا من حتى يسلمونا لك يا عبد العزيز، ولكننا لم نركن للانكليز ولعنة الله على من يركن لهم.

لقد حملونا اليك في واحدة من طياراتهم الانكليزية، لعنة الله على الكفار، قاتل الله الانكليز واعوانهم.)!… هنا قاطعه الملك الجبان العميل، بعد حتى جنّ جنون عبد العزيز لهذا القول الذي تجاوز حتى أوفد له الدويش بمثله في عدد من الرسائل قبل ان يقع بين يديه ولم يغير شيئا منه عندما سقط بيد العميل الطاغية… فأمر بربط يدي الدويش ورجليه ومعه جماعته ووضعوهم في خيمة مجاورة له أحاطها بحراسة مشددة أقاموا فيها ثلاثة أيام حتّى اتخذ اجراءات قتلهم بطريقة لا تثير اشتباه انصار الدويش من مطير وعتيبة ممن هم مع ابن سعود، وكان لم يزل ذلك الوقت يخشى منهم، فاتفق مع عبد الله بن جلوي بأن يضرب عدداً من الخيام في رمال الدهناء بين الإحساء والرياض واتفق معه على كيفية التخلص منهم، فأوفدهم من خبارى واضحة مشيعا انهم سيرسلون إلى سجن الرياض، وفي الطريق عدل بهم الحرس إلى حيث يخيم ابن جلوي، وأطلقوا عليهم النار ودفنوهم في حفرة واحدة جمعتهم جميعا في الدهناء، وقد اختلفت الروايات عن طريقة قتلهم البشعة لكنهم قتلوا… وما حتى بلغ الخبر إلى عبد العزيز آل سعود حتّى أخذ يرقص رسيرة العرضة "أوالحرب" ويقول: (سنحيا اليوم حياة جديدة)!.

آمرا بدق الطبول واقامة العرضة، وأخذ يرقص مع حراسه في عرضتهم قائلين: نحمد اللي خذل عدواننا وانتصرنا على قوم الدويش! ذي بريطانيا يا خواننا إشكروها وقولوا له تعيش! نعم!… قولوا لها تعيش!.. انهم يحمدون بريطانيا. انهم يشكرون بريطانيا، ولا سواها عندهم يستحق الحمد والشكر ولتعيش، فلولاها ما عاشوا وما عاثوا وما كان العملاء وما كانت إسرائيل!…

ولا شك حتى الطاغية عبد العزيز وذريته واخوته وآله وحريمهم قد "خطت لهم الحياة من جديد!" كما نطق عبد العزيز ـ بموت الدويش ورفاقه، وبدأت الاجور تدفع لشعراء الاجرة والتملّق، وبدأ نفس الشعراء الذين كانوا يمدحون الدويش حينما كان قائدا للجيش السعودي يذمونه أخيرا!… واستطاعت هذه العائلة السعودية حتى تفرق بين أبناء القبيلة الواحدة كما عملت مع قبائل عتيبة ومطير والعجمان وحرب.

وكما عملت مع بقية القبائل وأبناء الشعب معتمدين على المخابرات الانكليزية أولا والمخابرات الامريكية أخيرا… لقد عاش السعوديون حياة جديدة!. ولكن على حساب الشعب وموت القبائل… لقد عاشت عائلة آل سعود ـ مالكة جميع شئ ـ لتعيث فسادا في أرضنا، بينما قتلت قبائلنا.. القبائل التي حاربت حتّى سلمت آل سعود هذا المُلك الفاسد!… وليس هذا وحده ما عمله آل سعود بقبائل عتيبة ومطير وحرب وقحطان والدواسر وسبيع وكل القبائل التي حاربت من أجلهم حتّى ركبوا على أمنانها صهوات المظالم!.. لقد أمات بآل سعود هذه القبائل بمجرد حتى انتهوا منهم… لقد أهملوا هذه القبائل، وما حتى راحت هذه القبائل تشكوالفقر والجوع لابن السعود… حتّى شاور الانكليز عما يعمل بها؟.. فأشاروا عليه بارسال بعثات انكليزية تسمى "بعثة مكافحة الجراد" فأخذت تبث السموم في المراعي بحجة مكافحة حشرة الجراد، وتكّب هذه المادة السامة بكثرة على مراعي الابل والاغنام، وبما حتى هذه المادة تتكون من نخالة الحبوب المسمومة فقد أخذت الابل والاغنام تقبل على التهامها وتموت بمجرد التهامها لهذه المادة…

فأقعدت هذه القبائل على بساط الفقر وراحت تصرخ من الفقر… فأمر عبد العزيز الطاغية باحضارها إلى المدن، وأخذ يوزع الطحين على هذه القبائل ويضع في هذا الطحين السم… فمات معظم هذه القبائل قتلا بالسم الزعاف بعد حتى ماتت مواشيهم… وهرب من تظل منهم إلى الصحراء ليجدوا في فقر الصحراء وجهلها وجوعها وعرائها كرامة لهم ورحمة أكثر من خونة آل سعود الوحوش معدومي الكرامة والرحمة. ولكن كيف من الممكن أن يرجوالعرب من آل سعود اليهود رحمة بالعرب… وهم الذين اتخذوا لهم من مبادئ عبد العزيز وأهله وسيلة للغدر،يا ترى؟ ومنها: "قل ما لا تعمل واعمل ما لا تقول"، " ومن يعادي آل سعود يعادي الله، فخذ عدوالله بعهد الله واغدر به"… الخ..

قبيلة العجمان الشجاعة هي التي انجبت أبنها القائد الشجاع راكان بن حثلين.

راكان بن حثلين … بطل انجبته العجمان… والعجمان قبيلة شجاعة أنجبت الكثير من الابطال ولعبت أدواراً بارزة في حياتها الطويلة وكفاحها الشجاع ضد الاستعمار العثماني والانكليزي والسعودي وكان من قادتها البارزين الشجاع المعروف راكان بن حثلين، الذي قاوم مع قبيلته أنواع الاحتلال، فبعد حتى استولى الاحتلال العثماني على منطقة الإحساء قام الاحتلال بتعيين (فيصل بن سعود الأول) اماما!

وألقوا القبض على (الشيخ راكان بن حثلين) ثم نفوه إلى هجريا واعتقلوه في سجن استانبول، وكان ضابط السجن اسمه حمزة فمكث راكان بن حثلين بين جدران السجن 12 سنة، فربطته سنوات السجن هذه وذلك السجان (حمزة) بصلة شبه وثيقة! وفي احدى الليالي رأى الشيخ راكان برقاً يلوح بعيداً من خلف نوافذ سجنه فترنح بقصيدة شعبية يظهر بها مواجع ألمه على وطنه المستباح، وأكد في قصيدته (أن ذلك البارق قد يمطر على مراعي بلاده ليسقي ربوعها، وتفاءل راكان بن حثلين بذلك البارق خيراً ـ فيمطر ناراً تطهر البلاد من رجسها السعودي واحتلالها العثماني كما توعد راكان بن حثلين أولئك المعتدين بأنه لن يهجرهم طالما الافراج عنه)!…

وأثناء ما كان راكان بن حثلين ينشد قصيدته بأعلى صوته كانت دموع الامل والالم على وطنه تمطر خديه، مما لفت ضابط السجن (حمزة) الذي ألح على راكان وترجاه حتى يترجم له ما ينشده في تلك القصيدة، ووعده السجّان أنه سيساعده في تحقيق امنيته، فترجم له راكان قصيدته التي كان مطلعها موجّه إلى ضابط السجن ـ إياه ـ حمزة:

بارق الثورة

رأيت ـ يا حمزة ـ سنأ: نور بارق يفري من الظمأ حناديس سودها على ديرتي رفرف وأمطر وقد سقأ بلادي وطهّر أرضنا من سعودها فيارب يا معبود يا قائد الرجأ يا عالم بالنفس قاسي لهودها انك توفقنا على رد عزنا ما دام باق الروح مامات عودها يا سعد من يشتم في أنفه الهواء ويدرج بريضان تنافس ورودها لنا عادة في أرضنا حتى نصونها ولا نهجر الظالم يقّرب حدودها وإن ضامنا الاعداء في كثر عدّهم صبرنا.. ولكن.. لين نقوي ردودها أرعودها البارد والموت ووبلها وحدب مقاييس البلأ في حدودها وأنا ذخيرتهم إذ شعّلت بهم شهب النواصي والنشامى شهودها عسى جواد ما تعرّج بخلفهم السيف يبتر في ملاوي عضودها أنا أرجوك (يا حمزة) توصّل رسالتي لشخص فهيم في معاني بنودها ماذا يفيد (التُرك) من سجن عاشق لأرض… تغنّى في محاسن انجودها قنصتوا با آل سعود فيها، وفاتكم بأنّ قنّاص البُؤم خاب فودها لابد ما ينكر عليكم عميلكم ولن تشوفون السّعد من سعودها

أفرجوا عن راكان بشرط … حتى يقتل البطل المسكوفي!

وما حتى انصت ـ حمزة ـ ضابط السجن الهجري في استنبول إلى قصيدة البطل الشيخ راكان بن حثلين، وأدرك معانيها، حتّى أخذها منه وتعهد له بايصالها إلى "الباب العالي"!.

ووعد الضابط السجان، الشيخ راكان بن حثلين: (أنه سيطلب الافراج عنه للاستفادة من قدراته البطولية)!. إلى غير ذلك صدق ضابط السجن (حمزة) بما وعد به راكان إذ طلب من المسؤولين الاتراك (أن لا يهملوا أمثال هذا القائد العظيم راكان بن حثلين في السجن لأن له مقدرة خارقة في القتال يجب الاستفادة منها في الحروب بعيدا عن بلاد راكان) هكذا نطق السجان الضابط حمزة للمسؤولين الاتراك، وكان قصد السجان: ضرب هدفين بسهم واحد، الهدف الأول هوإلباس الشيخ راكان بن حثلين "معروفهم" بالافراج عنه، أما الهدف الثاني فهو: استخدام الشيخ راكان كسلاح قوي يقاتل الحكم العثماني به خصومه، ولا خسارة في ذلك، فامّا حتى يُفنى راكان وإما حتى يُفني الكثير من خصوم الحكم العثماني!…

وعاد الضابط حمزة (بالبشرى) إلى البطل راكان بن حثلين في سجنه بموافقة (الباب العالي) للإفراج عنه على حتى يعمل في صفوف الجيوش العثمانية!… لكن الضابط حمزة فوجئ كما فوجئ "بابه العالي" برفض راكان بن حثلين لفكرة الخروج من السجن والقتال في صفوف الجيوش العثمانية قائلا: (أما حتى أخرج من السجن لأنني لا أستحق السجن وهذا هوالسليم واما حتى أبقى في السجن بدون وجه حق)…

فأعاد الضابط حمزة الكّرة على الشيخ راكان، قائلا: (أرجوك حتى تنقل للباب العالي مطلبي هذا فقط وهو: انني لا اريد حتى أقاتل في صفوف الجيش الهجري خاصة بعد حتى كنت أقود جموع العجمان ضد هذا الجيش وضد آل سعود وأعوانهم وان كان لابد لي من القتال فيجب حتى تحدد لي معركة معيّنة واحدة فقط أخوضها فان نجحت في هذه المعركة يطلق سراحي وأمضى إلى بلدي وان فشلت فيها أعاد إلى السجن أوأقتل في ساحة هذه المعركة أشرف لي من حياة أحرم فيها من رؤية وطني وقومي، انني أرفض الخروج من سجني لأقاتل في معارك طويلة لا أومن بالقتال من أجلها ولا يدفعني لخوضها الايمان بالدفاع عن أرضي وعن قومي) فوافق الضابط حمزة على فكرة الشيخ راكان بن حثلين ووعده بأنه سيبدي للمسؤولين الاتراك "محاسن" الفكرة لصالح راكان!.. وتمت موافقة المسؤولين الاتراك على فكرة الشيخ راكان بن حثلين وحددوا له القيام بمعركة في القفقاز يقابل فيها أحد الابطال المقاومين للاحتلال العثماني (اناتولي المسكوفي) وقد يحدث هذا الاسم نسبة لكونه من "موسكو"…

فوافق راكان على ملاقاة "المسكوفي" وطلب منهم حتى يعرّفوه به وبمنطقته ليتأكد منه، فمضى مع راكان من أراه إياه، ولم يكن "المسكوفي" وحده بل كان معه مجموعة من أبطال المقاومة، فنازله راكان ونازل معه جماعته فصرعه وصرح عدداً آخراً معه وهرب البقية، وبذلك طبق راكان قول الشاعر (مصائب قوم عند قوم فوائد!)… وعاد البطل راكان إلى اسطنبول لتعلِّق القيادة العثمانية فوق صدره وسام الشجاعة ويخلى سبيله!.. وأثناء الاحتفاء بفوز راكان بل الاحتفاء بقتله مرغما للبطل "المسكوفي" المسكين على الاصح!… شكره المسؤولون الاتراك على شجاعته ونطقوا له: (لقد عجزت قبلك ـ يا راكان ـ قوات كثيرة عن القضاء عليه فقضى الزعيم القفقازي على جميع هذه القوات ولم تقض عليه، بينما صرعته وقوته وحدك فما هوسرّ هذه القوة الخارقة لديك!).. فأجابهم راكان بقوله: (ان جميع من أوفدتموهم لقتال هذا الزعيم لايدفعهم الايمان بأهداف ـ حب الأرض ـ فيتغلب الزعيم عليهم لكونه يؤمن بهدف، وهذا الهدف هوالدفاع عن وطنه، أما أنا فقد مضىت إليه لأموت بيده أشرف لي من سجنكم أوأقتله فأعود إلى أرضي، وأثناء صراعي معه كاد يقتلني حينما ارتخى السيف في يدي لحظة أمام هذا الشجاع، لسبب واحد ارتخى السيف في يدي وهوأنني تذكرت حتى هذا الزعيم يقاتل فوق أرضه دفاعا عن أرضه التي أقاتله عليها لقاء وعدكم بعودتي إلى أرضي، ولكنني في ذات اللحظة تذكرت حتى هذا الزعيم لا يفهم من أنا ولا يدرك أنني بطل مثله وأنه سيقتلني لا محالة لوتراخيت عن قتله!.

وبين لمعان هذه الأفكار في تلك اللحظة ارتخى السيف في يدي!. لكن ذلك البارق الذي رأيته يلمع وأنا في السجن ليمطر فوق ارضي في الإحساء، لمع مرة أخرى بي دماغي، فتذكرت السجن!.

وتذكرت العودة إلى أرضي فاندفعت في دمي طاقة جبارة هائلة فاقت طاقة هذه الشجاع المسكين البرئ الذي أصبح خصمي ـ بدون ارادتي ـ فتغلب حب بلادي على جميع عاطفة وعبأني حبي لبلدي لحظتها بطاقة من القوة خلته أمامي فيها أصغر من العصفور فصرعته، ووفيت بوعدي لكم فهل تفون بوعدكم لي؟!.)…

نطقوا له: (اتجه إلى أي جهة تراها!. أنت طليق).. فاتجه الشيخ راكان من هجريا بحرا إلى مصر ـ حسبما نعتقد ـ إلاّ أنه اتجه من هناك إلى ينبع البحر، في غرب الجزيرة العربية، وقبل حتى يمضى ليرى أهله وقبيلته مضى إلى حائل لمشاهدة صديقه محمد العبد الله آل رشيد الذي حكم منطقة نجد فيما بعد وأخذ آل سعود اسرى عنده في حائل… وفي طريقه إلى حائل نطق قصيدته الشعبية الشهيرة (يا فاطري خبي جوانب طمّيه) وقد حاكى في هذه القصيدة ناقته العجوز ـ وطلب منها كما تحكي القصيدة ـ ايصاله إلى (برزان) أوقصر (اخونوره) كما نطق: محمد العبد الله آل رشيد (لأن سلامه عليه واجب قبل الأقصى والأدنى) ـ كما نطق في قصيدته ـ ونطق: (انّه بعد هذا السلام سيتجه إلى ديرة العسوجية زوجته الغالية)… وعمل ذلك، فقابل محمد العبد الله آل رشيد واحتفى به وأكرمه وتوجه بعد ذلك لمشاهدة قبيلته وأهله إلا أنه صدم بزوجته! ـ الشقحاء بنت حزام ـ التي تسرّعت ولم تنتظره حتّى يخرج من السجن أويموت!، فتزوجت بسلطان الدويش شيخ قبيلة مطير وأنجبت منه فيصل الدويش ـ القائد الشهير الذي مكن عبد العزيز آل سعود فيما بعد (مكّنه ـ بعد الانكليز طبعا) من احتلال الجزيرة العربية …

تألم راكان بن حثلين حينما فهم بزواج زوجته! وغضب عليها!… كما غضب على المتزوج لزوجته التي فسخت دون معهدته بينما كان سجينا في هجريا.. وما حتى فهمت هي الاخرى حتّى اتجهت للسلام عليه وطلبت منه حتى يقبلها كزوجة لأنها ستهجر زوجها الثاني وتعود إليه!، لكنه صّدها بعنف كما توضح هذا قصيدته التي بدأها بالسلام على محمد العبد الله آل رشيد واختتمها بالرد على زوجته بقوله (انّه لا يأخذ الفضلات إلا الردئ) ونطق: (انني لا ألومك وانما ألوم صاحبي الدويش الذي لم ينتظرني حتّى أموت أوأعود، ألومه كيف من الممكن أن يتزوج زوجتي وأنا على قيد الحياة؟)… وفيما يلي معظم أبيات القصيدة:

يا فاطري

يا فطري خبي جوانب طميّه من حيث بانت مثل خشم الحصاني خبّي طميّة والديار العذيه تنحرّى برزان زين المباني سلام أخونوره لزوم مجيّه قبل الحبيب وقبل قاصي وداني وإذا قضيت اللازم اللي عليّ اللازم اللي ما قضاه الهداني الجدى احطه خلف ظهر المطيّة واجعل نحرها في سهيل اليماني شفّى نروح ـ الديرة ـ العسوجيه اللي نسمها كالزباد العماني! كان هذا هوآخر القصيدة، لكنه حينما بلغه زواج زوجته بالدويش أكمل الابيات التالية بلوعة وأسى يقول: لومي على الطيب ولومه عليّ وراه يأخذ عشقتي ما تناني؟! ليته صبر عامين وإلاَ ضحيّه والا تنبأ صاحبي ويش جاني! أمّا هفى راكان ذيب السريه والا لفى يصهل صهيل الحصاني! وفي هذا الاثناء وصلت إليه زوجته السابقة "الشقحاء" تطلب منه العفوعنها من أجل العودة إليه! فرفض بإباء وشمم بالبيت التالي الذي أكمل به القصيدة بقوله: روحي… وانا راكان زبن الونيه ما يأخذ العقبات غير الجباني! خرّي … وانا راكان زبن الونيه ما يأخذ الفضلات غير الهداني


قبيلة العجمان وتاريخ صراعهم للاحتلال السعودي وحكوماته المتعاقبة على مر السنين

سنة 1177 هـ كانت ذروة غزوات المذابح التي قادها محمد بن سعود أمير الدرعية حينما تعاقد معه (مفتي المذابح) الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ في شراكة المذابح ـ تذبح الناس ـ آلاف الناس… تنهب القرى والمدن النجدية والعشائر العربية وتقتل ما تشاء من العرب تحت ستار "الدعوة الوهابية لاخراج الكفر والشرك واللالحاد من قلوب العباد"!!.

وقد استغلتها العائلة السعودية لصالحها بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ؟… الا تاريخ اليهود… وبينما غزاة السعوديين بقيادة عبد العزيز بن محمد بن سعود عائدة ـ من احدى المذابح البشرية والنهب ـ إلى الدرعية (الثانية) عاصمة السعوديين آنذاك، بلغهم بأن ثواراً من العجمان قد انتقموا لعرب الجزيرة العربية من أتباع السعودية فشنوا غارة على قسم من قبيل سبع الموالية للسعودية ـ آنذاك ـ . ولما فهم عبد العزيز بن محمد بن سعود بهذه الحادثة لا حقهم حتّى أدركهم في (قذلة) بين بلد القويعية والنفوذ، فأحاط بهم وقتل منهم خمسين رجلا منهم ابن طهيمان، وقتل من المجاذمة عشرين رجلا وأسر نحوالمائة واستولى على نحوأربعين فرسا، فكانت هذه الواقعة هي سبب مسيرة أهل نجران للفتك بالسعوديين.

واقعة "حاير اسبيع"

واقعة "حاير اسبيع" المشهورة بين العجمان وأهل نجران وآل سعود

وفي ربيع الاخر سنة 1178 هـ، كانت واقعة الحاير المشهورة المسماة (سقطة النجرانيين)، والحائر هوالمعروف بحاير اسبيع الكائن بن الخرج والرياض، وسيرة هذه الواقعة بدأت حينما اغتال "السعوديون عددا من العجمان وأسروا عددا آخر ـ كما سلف ذكره ـ مضىوا إلى نجران لاستنفار أبناء عمهم أهل نجران فاتصلوا بالشيخ حسن بن هبة الله المكرمي (وممضىه شيعي اسماعيلي) فشكوا إليه والى سائر قبائلهم المعروفين ـ بالوعلة ـ نسبة إلى جدهم وعيل بن هشام شقيق عجيم (علي) بن هشام والى سائر قبيلة يام الهمدانية القحطانية الكبرى واستنجدوهم للمسير معهم إلى ابن السعود واتباعه الذين استكلب خطرهم وكبر بغيهم في الجزيرة العربية وملأ رعبهم وكرههم جميع نفس شريفة بريئة… فاستجاب أهل نجران للعجمان وتقدم من أهل نجران 1200 مقاتل وفارس واتجهوا لسحق ـ الاعداء السعوديين ـ ولتطهير البلاد من الوباء السعودي فوصلوا إلى حاير اسبيع وحاصروا الحاميات السعودية، حاميات محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب، وسيطر أهل نجران على المنطقة وبدأوا يعدون العدة لسحق الوهابية السعودية في جحرها، في الدرعية، عملم محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب وعبد العزيز بن محمد بن سعود بما جرى فتباحثوا في هذا الامر الخطير! وأصدر محمد بن عبد الوهاب أمره إلى عبد العزيز بن محمد بالتوجه بكل قواته ورجاله الذين بلغ عددهم أربعة آلاف مقاتل إلى لقاءة (أبناء يام) أهل نجران والعجمان وأوصاه بقوله: (أنا ذاهب إلى هؤلاء القوم حتّى لا يظنوا بنا ضعفا أوخورا فيسعون بنا وتفر من حولنا القبائل ولكن اياك ان تناوشهم القتال لان هؤلاء القوم الذين أتوا من اليمن مستهينين بأمرنا وبقواتنا وبهيبتنا التي ملأت نفوس الناس لا ريب أنهم مصممون على سحقنا وابادتنا وان ولج هؤلاء إلى الدرعية فيسقضي على هيبتنا ويجب حتى نفاوضهم بعيدا عن الدرعية لنسلمهم أسراهم وما يريدون لدينا ونشيع بعد ذلك للناس أننا انتصرنا عليهم ودحرناهم لان الله معنا وهم كفرة شيعة!) وارتحل عبد العزيز بن محمد بكل قواته إلى الموضع المذكور ـ حاير اسببيع ـ وحط رجاله وأمر باقامة خيامه.

غير حتى العجمان وأهل نجران لم يهملوه ولم يمهلوه وعاجلوه القتال وتلاحموا مع قواته الكثيرة في معركة رهيبة لم يسبق للسعوديين حتى شهدوها في معاركهم السابقة مع أعدائهم ونظرا لكثرة بنادق وذخائر السعوديين فقد وقف زعيم العجمان حسن بن هبة الله مخاطبا قومه قائلا: (يا ياقوم لقد مضى نصف النهار ولم نصل إلى نتيجة مع هؤلاء الاعداء والقتال معهم بالبنادق والذخيرة لن يجدي نظرا لكثرة عددهم وعتادهم ونظرا لقلة عددنا، فردوا لسيوفكم وخناجركم واهجموا هجمة صادقة ظافرة تنصرون)… ونفذ أهل نجران والعجمان أمر قائدهم فتقدموا إلى صفوف السعوديين ليقاتلوهم بالسلاح الابيض بعد حتى رموا ببنادقهم أرضا (يالها من خطة رائعة!).

وبدأ التلاحم بالسلاح الابيض بين الفريقين واشتد وطيس المعركة وتطايرت رؤوس السعوديين في الهواء ولم يتراجع أبناء يام عن أهدافهم، وكانت طبيعتهم كطبيعة العجمان حتى لا يرجعوا إلى الوراء في القتال، وتمت الهزيمة السعودية الماحقة والانكسار الشنيع على عبد العزيز بن محمد بن سعود وجيوشه الجرارة فقتل من الجيش السعودي ما ينيف عن الالف وأسر العجمان مئتين وأربعين رجلا كما غنموا الجنود والسلاح ولاذ بقية السعوديين الوهابيين بالفرار فوصلت فلول الجيش السعودي إلى (الدرعية) وعلى رأس الهاربين قائدهم عبد العزيز ابن محمد بن سعود، وذكر ابن بشر السعودي في كتابه "عنوان المجد" يقول (ان عبد العزيز بن محمد لما ولج ومن معه على الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعد مجيئه من هذه المعركة لم يبادرهم الشيخ إلاّ بقوله تعالى "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إذا كنتم مؤمنين ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ـ وتلك الايام نداولها بين الناس ـ وليفهم الله الذين آمنوا وليأخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين"!!… … إلى غير ذلك يتصرف الطغاة بالقرآن الكريم زاعمين حتى العجمان وأبناء يام وأبناء الشعب كفرة!… فما هي مواصفات الايمان إذا،يا ترى؟ هل مواصفات الايمان محصورة بالطغاة فقط وسلالة بني القينقاع اليهودية بوجه خاص؟!. وكادت تكون نهاية الطغيان السعودي الوهابي على أيدي أهل نجران والعجمان من أبناء يام لولم يخدعهم محمد بن عبد الوهاب بحيله.

هذا النصر الذي أدركه العجمان وأبناء يام بل أدركه شعب الجزيرة والعرب أجمعين بقيادة الشيخ حسن هبة الله المكرمي ـ تقدم الثوار نحوالدرعية لهدمها على رؤوس الوهابيين السعوديين لولم يتدارك الامر شيخ الضلال والحيل محمد بن عبد الوهاب فيوسط الوسطاء ويجزل الهدايا والعطاء ويرسل بالاسرى عنده من العجمان، ويبعث بهذا كله مع الشيخ فيصل بن شهيل آل صويط شيخ قبيلة الظفير (وينتسب هذا الشيخ إلى الهاشميين) ولهذا أوفده الخبيث محمد بن عبد الوهاب على أساس حتى قسما من أبناء يام بقيادة المكرمي من الشيعة وعواطف الشيعة مع الهاشميين ـ كما يزعم محمد بن عبد الوهاب في تبريره لتوسيط (الهاشمي ـ ابن سويط للمكرمي!) وقد أوفد مع الوسيط ابن سويط بأطيب الخيول العربية المحملة بالمضى التي بعثها محمد بن عبد الوهاب إلى قائد المعركة الشيخ حسن هبة الله المكرمي (والمعونات والهدايا عادة سعودية وهابية قديمة لشراء الذمم)… وتم لهم بذلك ما يريدون بعد حتى ارتشى بها حسن هبة الله وعدد من قادة حملته وثبطوا عزائم الثوار من العجمان وأهل نجران بفتواهم (ان شيم العرب تقضي بالعفوعند المقدرة!)… والمقدرة هي المضى الاحمر السعودي طبعا!.. والمسروق من دم الشعب الاحمر ومن أرزاق البؤساء التعساء!.. وتوقف زحف الثائرين بعد حتى وصلوا إلى (قصر معروف) الواقع على بضعة أميال يقرب الدرعية.

وأوقف الثوار عند مشارق الدرعية التي جاؤوا مدفوعين بقوة ايمانهم (بهدم قلعة اليهود على رؤوس اليهود) كما كان عدد من العجمان وأبناء نجران يهتفون بذلك… وحصلت خلافات بين بعض زعماء العجمان والشيخ حسن هبة الله، مفادها حتى العجمان وعددا من أبناء نجران يريدون التقدم إلى الدرعية (لهدم قلعة اليهود على رؤوس اليهود) كما كانوا يقولون، والشيخ حسن هبة الله ومعه الوسطاء وفي مقدمتهم الشيخ فيصل السويط يثبطون العزائم بالنصح والفتاوى عن "العفوعند المقدرة"!…

والحقيقة أنها كانت خدعة من محمد بن عبد الوهاب انطلت على حسن هبة الله بعد حتى طلب الوسيط ابن سويط من هبة الله وهويقدم "الهبة السعودية!" ايقاف الزحف نحوالدرعية وتعهد له وللعجمان وأبناء نجران بتطبيق جميع ما يريدون، ومنها: حتى لا يعترض آل سعود وآل عبد الوهاب لاحد من ـ أبناء يام ـ العجمان وأهل نجران وأتباعهم ومؤيديهم ونطق ابن سويط (انني أطلب منكم الصفح عن ابن السعود وابن عبد الوهاب وهؤلاء هم أسرى العجمان في معركة قذلة، وما هذه الهدايا الا اعتراف لكم بالجميل على آل سعود ومحمد بن عبد الوهاب لانكم هجرتموهم في أماكنهم أحياء بعد مقدرتكم على انهاء وجودهم)…

وعاد هبة الله عن ثورته… والعود غير أحمد!

عاد العجمان وأهل نجران وزعيمهم الشيخ حسن هبة الله المكرمي.

ولما كان الشيخ حسن هبة الله المكرمي قد اتفق (مع حاكم الإحساء وبلاد هجر) الشيخ عريعر بن وجيه بن غرير آل حميد الخالدي (أن يهاجما معا محمد ابن سعود ومحمد بن عبد الوهاب ليقضيا على الوباء السعودي الوهابي المنتشر من الدرعية) كما هوالاتفاق، وأن تكون نقطة اللقاء بين حسن هبة الله وبين الشيخ عريعر الخالدي (العارض) وليس (حاير اسبيع) فقد اختلف الموعد، واختلف مكان اللقاء، الا حتى بني خالد وقائدهم عريعر حينما عهدوا بالمعركة التي حصلت في (الحاير) توجهوا حالا إلى حاير اسبيع ولكنهم وصلوا متأخرين وبعد حتى قبض حسن هبة الله الهدايا السعودية الوهابية وغادر جماعته منطقة الدرعية إلى ديارهم… فتألم عريعر الخالدي وتألم بنوخالد على اختلاف الوعد من المكرمي ونطق عريعر: (كيف يعدني المكرمي حتى أتوجه من الإحساء إلى العارض وأن يتوجه المكرمي من نجران إلى العارض ثم يمضى إلى حاير اسبيع ولا يخبرني بتغيير موعد اللقاء من قبله؟. هل يريدها هدايا فقط ونحن قد اتفقنا على تخليص العرب والمسلمين من هذا الوباء اليهودي؟. هل يريد الفخر له وحده من دوني ودون بني خالد في هذا القتال؟.

لكن المكرمي لم يحصل على أي فخر؟!)… وفي الحال بعث الشيخ عريعر الخالدي برسول معه رسالة إلى الشيخ حسن المكرمي يناشده فيها العودة لمساعدته على السعوديين مرة أخرى ونطق: (ان غدر اليهود معروف ومكرهم كبير، والقضاء عليهم وهم في حالتهم الضعيفة هذه أكثر فائدة من هجرهم حتّى تقوى أجسامهم من أكل لحومنا فيقضون علينا جميعا… انني أناشدك العودة معي للقضاء النهائي عليهم)!.

رسالة من المكرمي إلى عريعر يرفض طلبه بالعودة للقضاء على السعوديين لانه أخذ ثأره منهم! فأجابه الشيخ المكرمي (بأنه أخذ ثأره من السعوديين) ـ وكأن المسألة مسألة ثأر! ونطق المكرمي: (ان السعوديين قد استسلموا لنا!… وقدموا الخضوع!. وطلبوا العفو. فعفينا عنهم!. وان شيمتي تفرض عليّ عدم نقض العهد الذي أعطيتهم!) وأضاف الكرمي: (ولكن إذا عاد السعوديون للعدوان فسأهجم عليهم حتّى أقتلهم بسيفي أوأموت!).. ونطق الشيخ حسن في كتابه للشيخ عريعر الخالدي: (أما أنت فانك مخيّر في لقاءة الوهابي لقتاله حسبما يراه رأيك)!.. كتاب آخر من الشيخ عريعر إلى الشيخ المكرمي يبلغه فيه انّه سيدفع له مائة الف جنيه من المضى جميع عام إذا عاد وساعده في القضاء على السعوديين!

لكن الشيخ حسن المكرمي رفض طلب الشيخ عريعر، وقيل يومها ان الشيخ حسن لم يأبه للهدايا الوهابية السعودية والخيول والاموال وانما اعتبر المسألة مسألة ثأرية وانتهت!… بينما الشيخ عريعر الخالدي لا ينظر لها إلا أنها ثورة بتر دابر السعودية الوهابية اليهودية.

فعاد الشيخ عريعر الخالدي إلى الإحساء، وبعد فترة وجيزة أخذت أصابع محمد بن عبد الوهاب تتحرك ضد الشيخ عريعر،فمات الشيخ عريعر ـ مسموما ـ بطريقة غادرة اتهم بتدبيرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب … وبعد موت عريعر تولى ابنه سعدون بن عريعر على حكم الإحساء، فحرك محمد بن عبد الوهاب ضد سعدون عددا من أبناء عمه وافراد قبيلة بني خالد فخعلوه.

من سخرية القدر، حتى يهرب سعدون بن عريعر من أبناء عمه وقبيلته ليلجأ إلى خصمه اللدود عبد العزيز بن محمد بن سعود ـ ومحمد بن عبد الوهاب ـ في آخر حياته، وكانت نصيحة عبد العزيز بن محمد بن سعود لسعدون بن عريعر حتى يتجه إلى قبيلته فيقاتلها بقوله:

(خذ السلاح منا والرجال وعاود الكرة على قبيلتك بني خالد وأشرع في قتلهم حتّى يدينون لك بالطاعة، فقد أوصانا شيخنا محمد بن عبد الوهاب بالقتل المريع وعدم رحمة خصومنا والفتك بهم وإلباسهم أي تهمة للتخلص منهم وعدم اللجوء إلى الاخلاق في هذا السبيل وعدم التمييز بين امرأة وشيخ وطفل وحيوان أوبرئ أومذنب، ولا تقل هذا من "عربي" وذاك من ديرتي وهذا ابن عمي وذاك من قبيلتي، وهذا كان صاحبي وذاك من أهلي)!… انها وصية لا تعهد القيم والاخلاق…


وصية اجرامية رهيبة

وينطق ان سعدون بن عريعر لم يتقبل هذه الوصية الاجرامية التي قصد منها اليهود آل سعود حتى يقوم ابن عريعر بسنها وتطبيقها في قبيلته العربية بني خالد ليسقط بينهم ويصفي بعضهم بعضا وتكون النتيجة استيلاء آل سعود عليهم وعلى بلادهم، وهي طريقة درج عليها آل سعود ومحمد بن عبد الوهاب منذ نشوء هاتين الاسرتين، فكم من البيوت خربوا وكم من القرى هدموا وكم من دماء عشرات الالوف سفكوا، لا لهدف ـ من جميع هذه الجرائم ـ إلا إبادة الجنس العربي وازالة اسم الجزيرة العربية وتحقيق مآرب اليهود في سفك الدم وخدمة الشهوات الحيوانية بل يرحم الله الحيوان فكم ظلمناه حينما نشبه أعمال آل سعود وآل الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأعمال الحيوان!، بينما أعمال الحيوانات من الاعمال الخيرة التي لا يقدر حتّى الإنسان على عملها، فالانسان هوالآكل للحوم الحيوان وليست الحيوانات هي الآكلة للحوم البشر!.. وحينما نقيس أعمال الحيوانات بأعمال همج اليهود ـ أمثال آل سعود ـ. نرى حتى أعمال الحيوانات أعمال انسانية!…

عجز آل سعود عن اصطياد العجمان في الحروب فاصطادوهم في الخداع السياسي ولما توفي عبد العزيز بن محمد بن سعود، حل من بعده ابنه سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، وكان لا يقل همجية ووحشية وغطرسة عن أسلافه، لكن هناك من الوهابيين من لا يقل عنه خبثا، حينما نصحوه حتى يستخدم اللين مع بعض المناوئين له أمثال العجمان الذين لم يستطع ارغامهم على طاعة السعوديين وأن يبذل لهم المضى، والهدايا ليعيد بذلك سيرة والده مع الشيخ المكرمي، ونطقوا: انّه بالهدايا خالف ارادة العجمان وأهل نجران فأراد الشيخ حسن هبة الله المكرمي يقول له فيها: (انني أعدك بدفع مائة ألف جنيه من المضى سنويا إذا رجعت وساعدتني في القضاء على السعوديين كما اتفقنا سابقا)… فأجابه المكرمي: (بأنه لن يعمل هذا أبدا لانه لن يخالف الخلق العربي والإسلامي)!! ومن المحتمل حتىقد يكون المكرمي كان يعتقد أنه ليس من العروبة والاسلام حتى يقاتل حتّى أعداء مبادئ الإسلام وأعداء أخلاق العروبة الذين استخدم شيخهم محمد بن عبد الوهاب القرآن في تزوير الفتاوى ضد الشعب حينما أفتى بتكفير أهل نجران والعجمان وتوعدهم بالبطش فيهم مستخدما الآية القرآنية القائلة: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون!" إلى حتى نطق: "ويمحق الكافرين!".

ومن المحتمل حتىقد يكون المكرمي قد استوعب حتى الشيخ عريعر لن يستمر بدفع هذا المبلغ الضخم ـ مائة ألف جنيه سنويا ـ وان هذا القول مجرد مناورة من عريعر ليفوز بالنصر على السعوديين، وان لدى الشيخ عريعر أهدافا أكبر من حكم الإحساء بينما لم يكن للشيخ حسن المكرمي أهدافا تبتعد به عن حكم نجران… على أية حال: ان الشيخ حسن المكرمي أخطأ كثيرا بل أجرم في اضاعة الفرصة السانحة بالقضاء على السعوديين أولا ـ بانفراده ـ بمحاربة السعوديين وحده تلك المحاربة التي تحولت إلى محاورة ومناورة للقبول باستلام أسرى العجمان فقط والهدايا السعودية وإخلافه لاتفاقه مع الشيخ عريعر وقد رأى الشيخ حسن المكرمي حتى يتخذ من الشيخ عريعر ومن بني خالد عامل ضغط على السعوديين، ويسرع وحده للانفراد بمفاوضتهم مضحيا بشجعان العجمان وأهل نجران ـ فان نجح المكرمي في التغلب على السعوديين ـ فاز بالاسرى والغنائم ـ وان فشل ـ كرّ عليهم مرة أخرى بمساعدة بني خالد وقيادة شيخهم عريعر!. وهذا ما حصل!...

الشيخ عريعر الخالدي لم يتراجع وقبيلته بني خالد عن حرب السعوديين… رغم تراجع الشيخ حسن هبة الله فحزم الشيخ عريعر أمره، ومضى بقبيلته واستنصر مجموعات من أهل ـ الإحساء والعارض وشقراء وضرما ـ وعددا من مناطق نجد ـ وعسكر في موضعين اسمهما (سمحان والزلال) خارج الدرعية فأقام في ذلك المكان الـ 20 يوما يقاتل فيه السعوديين الوهابيين.

وكان عتاد الوهابيين السعوديين أكثر من عتاد الثوار إذ كان عتادهم يحتوي على عدد من المدافع بالاضافة إلى وفرة البنادق والذخيرة… ولم يحرز الثوار بقيادة الشيخ عريعر نصرا ملموما إذ اغتال من الثوار 40 رجلا. (وعلى ذمة المؤرخ السعودي) حتى الثوار قتلوا من السعوديين نحواثني عشر رجلا فقط!.. فغادر بالقوة. فأراد استمالتهم باللين للاستفادة من قوتهم في توطيد الحكم السعودي، ففي سنة 1217 هـ عمل السعوديون على اقناع الفارس المقدام الشيخ حزام بن عامر الحبيشي العجمي شيخ العجمان ـ آنذاك ـ وقدم هذا الشيخ العجمي من نجران للقاءة سعود بن عبد العزيز بن محمد وفي هذه اللقاءة عرض عليه ادخال اليمن في حكمه!. فرحب سعود بن عبد العزيز بن محمد بفكرة الشيخ حزام، فعمم الشيخ حزام ـ أمر النفير ـ على العجمان ونادىهم للغزوضد شعب اليمن، وراح يصارع الشعب اليمني ودارت بين العجمان وبين الشعب اليمني الحروب واستولى الشيخ حزام على (أبي عريش) بعد حتى قضى على شيخها (حمود بن مسمار) ـ وكذلك ـ جيزان وصبيا ـ ووضع في هذه المناطق مناصيب من عنده ثم ربطهم بحكم الاحتلال السعودي، ثم توغل إلى الحديدة وشارف على صنعاء الا أنه لقي مقاومة يمانية أعجزته عن ربط جميع اليمن في مؤخرة عيال اليهود فعاد إلى نجد… ومع جميع ما قدمه الشيخ حزام للاحتلال السعودي من خدمات فقد غدر به سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود ـ غدر بالشيخ ـ حزام ودبر مؤامرة لاغتياله!

فيصل بن هجري آل سعود يقتل فلاح بن حثلين العجمي

في سنة 1261 هـ خشي فيصل بن هجري آل سعود من الشيخ فلاح بن حثلين العجمي، فزعم فيصل بن هجري آل سعود ان فلاح العجمي قد اعتدى على بعض الحجاج التابعين لآل سعود فأوفد عليه لقتله إلا أنه هرب إلى محمد بن هادي بن قرملة شيخ قحطان، فتبعه فيصل بن هجري بجيوشه! فهرب من عند ابن قرملة إلى منديل بن غنيمان رئيس الملاعبة من قبيلة مطير ـ فأبلغ ان غنيمان الحميدي إبن فيصل الدويش ـ الشيخ العام لقبيلة مطير، فحضر هذا إلى بيت ابن غنيمان وأخذ فلاح معه ومضى به إلى منازله فأنزله بجواره كلاجئ في حمايته، لكن الدويش مضى إلى فيصل بن هجري آل سعود وأبلغه بوجود الشيخ فلاح بن حثلين في جواره، وربما افترض ـ الحميدي الدويش ـ أنه سيعفيه من القتل فهما حتى من عادات العرب حماية (الدخيل) أي المستجير حتّى ولوكان هذا المستجير من أعداء المجير!…

فأوفد فيصل بن هجري مع الحميدي الدويش سرية لاعتنطق ابن حثلين، فقيدته بالحديد وأتت به إلى فيصل بن هجري آل سعود الذي أوفده إلى الاحساء ـ وكانوا قد احتلوها ـ وأدخلوه في سجن قصر الكوت الكريه الذي كان يشرف عليه أحمد السديري عميل آل سعود في الاحساء، فمنعوا الطعام والماء عن ابن حثلين وقيدوا يديه ورجليه بالحديد وطافوا به شوارع الاحساء وبعد حتى تحمل ابن حثلين سنة من العذاب السعودي في السجن ضربوا عنقه بالسيف عام 1262 هـ.

فيصل بن هجري وهجومه على العجمان

ومنذ ذلك العام بدأت مجموعة من ثوار العجمان بقيادة (ابن الشهيد فلاح) ومسماه راكان بن فلاح بن حثلين، فقامت هذ المجموعة من الثوار بمقاومة الاحتلال السعودي وشن هجمات فدائية عليه وعلى مراكزه وعلى أتباعه وعلى ما يزعم أنها ممتلكاته التي صادرها الاحتلال السعودي من دماء الشعب وطعامه. وفي عام 1276 هـ أصدر فيصل بن هجري آل سعود "أمره" إلى ابنه عبد الله بن فيصل لقيادة مجموعات كبيرة من قبائل نجد لقتال العجمان، فشنوا هجومهم على مجموعة من عرب العجمان يقطنون على ماء اسمه (الوفراء) واقتتلوا معهم ثم انسحبوا إلى الصبيحية وكان يقطن عليها عدد من العجمان منهم آل سليمان وآل شامر وزعيمهم الشيخ علي بن سريعة، ونشبت بين المحتلين السعوديين وعرب العجمان معركة ضارية اغتال فيها أتباع الاحتلال السعودي عددا كبيرا واستشهد من آل سليمان وآل شامر من العجمان (40 مجوّخا)!.

والمجوخ ـ هومن يلبس جبة من الجوخ الاحمر المنقوش بالزرى ـ ومعناه (فارس)… وبعد هذه المعركة انسحب العجمان إلى قرية "الجلاء" بالقرب من "كائمة" حيث التقى العجمان ببقية اخوانهم العجمان هناك وبعدها ارتحل عبد الله الفيصل وجيوشه الجرارة ونزل على (ملح) ماء جنوب الكويت، فتنادى العجمان لحربه رغم حتى جمعهم أقل من جيوشه السعودية بكثير! لكنهم ولكي يتغلبوا على قتلهم وكثرة عدد العدوالسعودي وعتاده، رأى العجمان العودة إلى عادة كان يستخدمها أوائل العرب قبل الإسلام، فأحضروا سبعة من الجمال ووضعوا عليها الهوادج واركبوا فوق جميع جمل بنتا جميلة من بناء رؤساء عشائرهم محلاة بزينتها، وتقدموا نحوالعدو، وبين جميع مجموعة منهم احدى البنات ومهمة هذه البنت: مناداة الرجال بالاستبسال لضرب العدو، فهما حتى الرجال يعهدون حتى عدم الاستبسال معناه فوز العدوعليهم وفوز العدويعني: حتى يأخذ الاعداء السعوديون بناتهم (سبايا) وجواري في قصور الرقيق، ولذلك لا محالة من الفوز على الاعداء أوموت الثوار عن آخرهم!…

وفي يومعشرة رمضان سنة 1276 هـ التحم ثوار العجمان مع جموع العدوالسعودي اليهودي التي تزيد عن سبعة آلاف، فنشب بين الفريقين قتال دموي مريع بلغت خسائر السعوديين في تلك المعركة بما قدروه بـ 2150 قتيلا هجروهم في ساحة المعركة واستشهد لثوار العجمان /700/ شهيد وقد بدأت المعركة صباحا ولم تتوقف الا في منتصف الليل حيث انسحب ثوار العجمان إلى بيوتهم في منطقة الجهراء في الكويت وانسحب القينقاعي عبد الله الفيصل آل سعود إلى الرياض بدرس بليغ من ثوار العجمان يسحب معه جرحاه وذيول الخيبة بعد حتى استوعب حتى بطولات العجمان هي نوع فريد من الشجاعة حينما استطاعت مجموعة من قبيلة العجمان التصدي لجيش سعودي لجب!… إلى غير ذلك قاتل العجمان في ذلك اليوم وقبله من الايام في مختلف المواقع ـ مسقطة حاير اسبيع ومسقطة الوفراء ومسقطة الصبيحية، وغيرها ـ قتال الابطال الشجعان وحطموا قوى الشر المعتدية السعودية… ومع ذلك فقد حسب السعوديون تلك المسقطة نصرا لهم.. من الممكن هوكذلك!. بدليل أنهم بقوا على قيد الحياة!. إلا حتى شاعرهم السعودي أحمد بن علي بن مشرف لم يخجل حينما نطق في قصيدة له يشتم فيها قبائل بني خالد وآل مرة والعجمان وأهل الاحساء… واعتبر هذا الشاعر المرتزق اغتال الشعب والاعتداء على حقوق الآخرين: "فتحا"!.

قصيدة "الفتح" السعودي المزعوم!

فناهيك من فتح به أمِن الفَلا وأسفرت البلدان وابتهج العصر!

تسامى به نجد إلى ذروة العلا واسفر وجه (الخط) وافتخرت (هجر)!

لأن قيل عبد الله أقبل عاديا!.. يقود أسودا في الحروب لها زأر

فصبّح قوما في (الصبيحة) اعتدوا! ومن (لحسين) ينتمون وما بروا

وطائفة (مرّيّة) غير عذبة! خلائقها بل جميع أفعالها مُرّ!

أساءوا جميعا "في الامام" ظنونهم فنطقوا ضعيف الجند في عزمه حصر!

نغير على بلدانه!. ونحيفها ليعهدنا الوالي وينمولنا الوفر

فقد قسموا الاحساء جهلا بزعمهم لعجمانه شطر!… وللخالدي شطر!

تهنا بهذا الفتح! يا فيصل الندى فقد تم للإسلام!. والحسب الفخر!

وهذا هوالفتح!. الذي قد بنى لكم مكارم يبقى ذكرها ما بقي الدهر!

واستمر كفاح العجمان البطولي

وبعد هذه المعركة غادر عبد الله الفيصل آل سعود مهزوما إلى الرياض ونزح العجمان شمالا إلى العراق وتحالفت معهم قبيلة الظفير وبعض من عرب المنتفق وفرضوا وجودهم في المنطقة الجنوبية من العراق ثم حصل بينهم وبين والي البصرة (حسيب باشا) وحاكم الزبيد (سليمان بن عبد الزاق الزهير) وقوات الاتراك قتال في ضواحي البصرة ومن ثم تصالحوا!.. وأعد العجمان العدة لقتال العدوالاساسي القينقاعي السعودي، فارتحلوا ونزلوا على (كويبدة) و(كايدة) وعلى (الجهراء) وبدأوا في شن الغارات ضد مواقع الاحتلال السعودي..


معركة الطبعة

الحفنة واللحية العفنة.. ومعركة الطبعة!

فأخذ ابن السعود يجمع من الحضر والبدوالذين سقطوا تحت حكم احتلال "لحيته العفنة" ويعدهم بالتجمع في مكان اسمه (الحفنة) وفي شعبان سنة 1267 هـ أمر فيصل ابنه عبد الله بالسير بجنوده لقتال العجمان فخرج عبد الله ومعه الآلاف سواء ممن سقطوا تحت حكمه أوممن تبعوه للارتزاق، وفي رمضان 1277 هـ هاجم العجمان وكانوا يقيمون في (الجلاء) ـ قرية قرب الكويت ـ ودار القتال شديدا واستبسل العجمان بالسلاح الابيض، الا حتى عشرة آلاف كانوا مع عبد الله الفيصل أطبقوا على العجمان من الغرب والجنوب وكانت ظهورهم إلى البحر ومن الشمال تضايقهم جبال غفي ـ لمطلاع ـ العالية التي لا يوجد بها متسع للخروج، إلى غير ذلك تعاونت الطبيعة مع الاعداء لمحاربة العجمان… راكان بن حثلين يعيد سيرة طارق بن زياد.

واشتد وطيس القتال بين الفريقين، فرأى العجمان حتى الحل الوحيد أمامهم هو: ان يقاتل واحدهم عن ألف واحد، وانه لابد لهم من الخروج من هذا المأزق المميت بشق طريق لهم في صفوف الاعداء بسيوف العجمان، وفي تلك اللحظة المميتة سمعوا صوت زعيمهم الفارس المغوار راكان بن حثلين ينشد بهم بأعلى صوته وكأنه يقول ما نطقه طارق بن زياد تماما (البحر من ورائكم والعدوعبركم فاما القتال حتّى النصر واما الموت بين عدوين البحر والعدو)… وظروف العجمان تلك هي التي جعلت راكان بن حثلين ينشد مثلما نطقه طارق ابن زياد… بينما كان يردف زوجته على حصانه:

القصيدة التي فتحت الطريق يا ربعنا وش ذا المضيق جمعين والثالث بحر! بسيوفنا نفتح طريق لعيون برّاق النحر!

وفتحوا الطريق بسيوفهم في صفوف الاعداء بعد حتى بلطوه بجثث الاعداء وخلطوا ترابه بدماء الاعداء وخرجوا من هذا الحصار السعودي بعد حتى قتلوا من جنود آل سعود أكثر من ثلاثة آلاف بينما استشهد من ثوار العجمان /1500/ شهيد في هذه المعركة التي سميت (معركة الطبعة) نسبة لطبعة العجمان حينما هبط قسم منهم في البحر وجرفهم بمده، وكان للبحر الفضل الاكبر في مساعدة السعوديين في تلك المعركة التي فاجأ بها آل سعود العجمان ـ على حين غفلة ـ وكذلك الجبال التي حرمت العجمان من التحرك والالتفاف…

وبعد هذه المعركة نطق شاعر العجمان الفارس المعروف راكان بن حثلين في شرحه للوضع في قصيدة ثانية يعتذر فيها للنساء ويقول لهن انكنّ تدركن إذا كثرة الاعداء وكثرة سلاحهم وظروف الطبيعة القاسية هوالمانع الذي حال بيننا وبين ابادة الاعداء السعوديين عن آخرهم، الا أننا مع جميع ذلك تغلبنا عليهم وقتلنا شيوخهم والآلاف من أتباعهم…

معذرة أيتها النساء لاننا لم نبيد جميع أعداء الوطن عن آخرهم

العذر يا غضّ النّهد ظَبْي الافجاج الكثر يكسر كاسبين النواميس جانا بأهل نجد إلى حد الافلاج وما حدر الوادي على مبتر الخيس أمواج الاعدا، والبحر، خلفنا أمواج ومع جميع هذا قد قتلنا إلاباليس! إنّا لدم النذل بالقاع مُزّاج أشاوس ربعي إذا حقنّا ديس! يا حيف يا شيخ قُتل ضمن الافواج هذا الدويش، وخل عنك الدنافيس خليت دمه بين الاضلاع زعاج بشلفا حدتها كف راع النواميس من كف ولدك يوم ولد الردى ماج يروغ عقله من لميع العبابيس لعينيك يا الصغر ذبحت ابن فرّاج هذا لعينا وقفتك في المتاريس

شاعر الاحتلال السعودي يرد

وقد رد شاعر الاحتلال السعودي ـ ابن مشرف ـ في قصيدة أخرى فزعم "ان الله كان معهم!" وهوالذي أسقط بالعجمان!

"أهل الحظوظ العواثر"!

وفيما يلي قصيدة المرتزق السعودي:

ومن بعد حمد الله جل ثناؤه على نعم لم يحصها عد ماهر نقول لاعداء بنا قد تربصوا عليكم أديرت سيئات الدوائر ألم تنظروا ما أسقط الله ربنا بعجمانكم أهل الحظوظ العواثر؟! فكم نعمة نالوا وعزا وحملة على جميع باد في الفلاة وحاضر إذا وردوا الاحساء يرعون حفيها وفي برها نبت الرياض الزواهر فكم أحسن الوالي اليهم ببذله وبالصفح عنهم في السنين الغوابر فكم نعمة أسدى لهم بعد نعمة ولكنه أسدى إلى غير شاكر لقد بطروا في المال والعز واجتروا على حرمة الوالي وعمل المناكر فمدوا يد الآمال للمُلك واقتفوا لكل خبيث ناكث العهد غادر فأقبل من نجد بخيل سوابق رماهم بها مثل الليوث الخوادر فواعد في (الوفرا) جموعا توافرت من البدوأمثال البحور الزواخر (سبيعا) وجيشا من مطير عرمرما ومن آل (قحطان) جموع (الهواجر) ولا تنسى جمع الخالدي فانهم قبائل شتى من (عقيل ابن عامر) فلما أتى الجلاء ضاقت بجيشه وجالت بها الفرسان بين العساكر فما اعتصموا الا بلجّة مزبدٍ من البحر يعلوموجه غير جازر فغادرهم في البحر للموت مطمعا وقتلى لسرحان ونمر وطائر من هوهذا الشاعر؟ عهد هذا الشاعر بالارتزاق، من وراء شعره.. فهوالذي نطق في مدح فيصل: قصدناه في (هجر) نؤمّل رفده فجاد علينا بالمنى والمنافع! اعذناه بالرحمن من كيد كائد ومن شر شيطان وخبث مخادع!

اذاً.. فالقصد ـ هو"الرفد" من هذا القصيد المأجور.

حينما قام العجمان بثورة ناجحة كبرى أزالوا بها النظام السعودي للدولة السعودية الثانية في سنة 1287 هـ في شهر رجب أعرب العجمان الثورة المسلحة في مقاطعة الاحساء ضد نظام حكم عبد الله الفيصل وانضم اليهم سعود بن فيصل شقيق عبد الله الفيصل الذي التجأ إلى العجمان.

وسيطر العجمان على منطقة الاحساء والقطيف سيطرة تامة ثم أخذوا يعدون العدة لمهاجمة الرياض. فلما فهم عبد الله الفيصل بما حصل أمر أخيه محمد بن فيصل بأن يزحف بجيوشه الكثيرة من حاضرة نجد وباديتها لمهاجمة العجمان، أما العجمان فقد زحفوا باتجاه الرياض غير عابئين بكل جيوش آل سعود، ولما وصلوا إلى ماء (جوده) غرب الاحساء التقوا بمحمد بن فيصل وجيوشه ونشبت بينهم معركة ضارية هائلة وذلك في يوم 27 رمضان 1287 هـ وحصل بين الفريقين قتال شديد اغتال فيه من جيوش آل سعود تسعمائة رجل بين فارس وراجل ومن مشاهير القتلى: عبد الله بن بتال المطيري القائد العسكري المشهور، ومجاهد بن محمد أمير بلد الزلفي، وابراهيم بن سويد أمير بلد جلاجل، وعبد الله بن مشاري بن ماضي من رؤساء روضة سدير، وعبد الله بن علي بن عبد الرحمن أمير بلدة الخرما. وأسر قائد الجيش السعودي محمد بن فيصل آل سعود، وقتل أيضاً مستشار عبد الله الفيصل (سلطان الوار بني ـ من أهل القطيف ـ ولأول مرة يعيّن آل سعود مستشارا لهم من أهل القطيف ! لكن هذا الشخص اشتهر بالعمالة وكان عدوا لدودا للعجمان) وفي تلك المعركة غنم العجمان جميع أعتدة الجيش السعودي وأوفدوا محمد بن فيصل إلى القطيف مخفورا وحبسوه هناك وانهزمت شرائد السعوديين يهيمون على وجوههم في صحراء الدهناء ـ مفازة ـ بين الرياض والاحساء ـ وهلك عدد غفير منهم عطشا، والذي نجا من سيوف العجمان لم ينج من العطش، إلى غير ذلك ثأر العجمان لشعب الجزيرة العربية من آل سعود وأتباعهم بهذه المعركة وثأروا لانفسهم، وأقام العجمان على (جوده) وخطوا لرؤساء أهالي الاحساء يبشرونهم بالنصر على خصمهم، وطلبوا من كبارهم القدوم اليهم، وحضر جميع رؤساءهم وعاهدوهم على المضي معهم لازالة الاحتلال السعودي.. أما عبد الله بن فيصل فانه لما بلغته هزيمة جيشه واسر ـ العجمان ـ أخيه محمد لم تسعه الرياض، إذ استوعب حتى مصيره الهلاك على أيدي ثوار العجمان الذين زحفوا على الرياض، فقصد ناحية جبل شمر طالبا اللجوء إلى آل رشيد، لكنه تردد، فأوفد عبد العزيز أبا بطين بكتاب إلى والي بغداد ووالي البصرة الهجريين يطلب منهما نجدته بالاحتلال العثماني ومساعدته من ثوار شعب الجزيرة العربية الذي يقود زمام قيادته العجمان ـ في تلك الفترة ـ لدك معالم آل سعود، فوعده والي البصرة ووالي بغداد بالمساعدة، وفي شوال من نفس السنة 1287 هـ وفَدَ محمد بن هادي بن قرملة شيخ قحطان ومعه عدة رجال من رؤساء قحطان على سعود بن فيصل الملتجئ للعجمان، وكان العجمان غير راضين عنهم فلم يلتفت لهم وعادوا غاضبين ثم توجهوا على عبد الله الفيصل وهوعلى (البعيثة) وعاهدوه على "السمع والطاعة" فشدوا من عزيمته، فارتحل معهم من البعيثة وتوجه إلى الرياض ودخلها في ذي القعدة 1278 هـ وفي شهر محرم سنة 1288 هـ خرج العجمان من الاحساء ومعهم سعود بن فيصل ـ المستجير بهم ـ وعينوا في الاحساء فرحان بن خير الله أميرا فيها وقصدوا الرياض، فلما اقتربوا منها هرب منهم عبد الله الفيصل وقصد بوادي قحطان لاجئا إليها.

وكان قبل خروجه من الرياض قد سرق جميع ما في الرياض من مضى وأثاث ومدافع وأوفدها مع خادمه حطاب بن مقبل العطيفة ومعه سرية من الحرس وأمرهم حتى يتوجهوا بذلك إلى مضارب قحطان… فصادفهم العجمان في (الجزعة) فحصل بينهم وبين السرية المذكورة قتال شديد وهزمهم العجمان وأخذوا سلاحهم وجميع ما معهم وقتل منهم عدد من القتلى ومن مشاهيرهم حطاب العطيفه وفلاح بن صقر العطيفه وعويد بن حطاب ومحمد بن راشد الفقيه.

ثم ولج العجمان الرياض في ربيع الأول 1288 هـ مع خلائق كثيرة انضموا اليهم فسيطروا على البلد ونظموه ورتبوا أموره وأنهوا بذلك ملك آل سعود…

وتنفست نجد الصعداء وسادت الفرحة أفراد الشعب الذي لم يكن يصدق بزوال دولة المفاسد وزوال عبد الله الفيصل الطاغية السفاك… وما حتى استقر العجمان في الرياض، حتّى ارتكبوا خطأ آخر بتنصيبهم "لسعود" بعد الخطأ الذي ارتكبوه في واقعة حاير اسبيع بهجرهم لمحمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود وأولادهما ولما قدم إلى العجمان كبار أهل نجد طلب العجمان منهم "مبايعة سعود بن فيصل" الذي عينه العجمان مكان أخيه عبد الله!.

وبهذا أعاد العجمان الحكم السعودي إلى بلادنا من جديد!. وكان ذلك هوالخطأ الأكبر الثاني الذي يرتكبه العجمان بعد الخطأ الأول الذي قبلوا فيه بمصالحة محمد بن عبد الوهاب حينما أوفد لقائدهم آنذاك حسن بن هبة الله المكرمي فيصل بن شهيل السويطي شيخ قبيلة الظفير، وكان بامكان العجمان القضاء على محمد بن عبد الوهاب وحكمه السعودي نهائيا… لكن محمد بن عبد الوهاب ـ نتيجة لخبثه ـ درس عن وسيط فلم يجد من يصلح للمهمة غير (الهاشمي) ابن سويط ليقابل (الشيعي)حسن هبة الله المكرمي، فيحرك بينهما صلة الممضى فلا يرفض حسن المكرمي لفيصل بن سويد الهاشمي طلبه في الوساطة! فنجح ابن سويط في ايقاف زحف العجمان المحاصر للدرعية بما عهد باسم (واقعة حاير اسبيع)…

هذا هوالخطأ الأول والخطأ الثاني فيالهما من خطأين جسيمين!… العجمان استولوا على الرياض وأزالوا الحكم السعودي عن آخره، ولكنهم، من حديث أعادوا هذا الحكم بتعيينهم لسعود بن فيصل وهوشقيق من خلعوه وحاربوا حكمه وبذلوا الدماء والتضحيات لازالة هذا الحكم بكفاحهم الطويل المرير ضد حكم الفساد السعودي، وأتعس من هذا، حتى العجمان بعد ثورتهم أوفدوا لكبار أهل نجد يطلبون منهم بالاكراه (مبايعة سعود مكان شقيقه عبد الله)!.. فيضطر الذين استدعوهم "للمبايعة" للموافقة كارهين! ثم تبدأ من حديث غزوات سعود بن فيصل لقرى وقبائل نجد وجزيرة العرب. سعود بن فيصل يلاحق شقيقه عبد الله الملتجئ إلى قحطان

وبعد ذلك توجه العجمان ومعهم سعود بن فيصل لملاحقة شقيقه في قبائل قحطان، ووصل العجمان ومعهم "سعود" إلى (البره) حيث كانت تسكن قحطان ومعها عبد الله بن فيصل وذلك في يومسبعة ربيع الأول 1288 واقتتلوا مع قحطان وصارت الهزيمة على عبد الله الفيصل وراح ضحية هذه المعركة عدد كبير من الطرفين قحطان والعجمان!. والسبب؟!. لا شئ غير الفتنة السعودية وجهل المقاتلين إلى جانب قسم من آل سعود سواء كانوا من قحطان والعجمان أوغيرهم!. وإلا... ما الذي يدفع قحطان للقتال إلى جانب ذاك اليهودي؟. وما الذي يدفع العجمان لقتال قحطان إلى جانب هذا اليهودي، ولقد اغتال عدد كبير من الطرفين، من بين الذين قتلوا من قحطان: عبد العزيز بن محمد ناهض، وبرّاك بن عبد الله بن برّاك، ومن بين الذين قتلوا من العجمان: منصور الطويل من رؤساء العجمان وعدد كبير... ثم عاد العجمان إلى الرياض، حيث غادروها إلى بلادهم الاحساء وهجروا منصوبهم سعود بن فيصل آل سعود يحكم الرياض ويحكم قسما كبيرا من نجد أيضاً.

هجوم محمد العبد الله آل رشيد على الرياض وسحق الحكم السعودي

وبعد فترة بدأ التذمر في نجد من حكم سعود بن فيصل والتسلّط السعودي، فوجد ابن الرشيد الفرصة سانحة لتخليص نجد من هذه الجرثومة فهاجم الرياض واستولى عليها وجلب بقية الاسرة السعودية أسيرة إلى حائل… لكن محمد العبد الله الرشيد هوالاخر ارتكب جرما كالذي ارتكبه العجمان وهوأنه لم ينه آل سعود ويبيدهم كي لا تنبت شجرتهم من جديد.. فنبتت من حديث بدعم من الانكليز بعد حتى هرب عبد الرحمن بن فيصل إلى الكويت فأصبح راتبه وابنه عبد العزيز سبعين روبية من الاتراك في الكويت ومن ثم حملت المخابرات الانكليزية مرتب ابنه عبد العزيز إلى /500 جنيه استرليني/ كما هومعروف ومشروح في أماكن أخرى من هذا الكتاب، وعاد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل يحارب العجمان وشمر ونجد والجوف وعسير وتهامة واليمن بعتاد الانكليز وخبراء الانكليز أمثال السير برسي كوكس والكابتن شكسبير ـ الذي قتله شعبنا في معركة جراب وخلفته المخابرات الانكليزية بجون فيلبي وغيره ـ وقد استمر صدام قبيلة شمرّ وأهل حائر مع آل سعود مثلما استمر صدام العجمان، إذ قتلت قبيلة شمر وأهل حائل القائد الانكليزي الذي كان يقود "الاخوان المسلمين" السعوديين في معركة جراب قرب الزلفي…

وعيّن مخط المخابرات الانكليزية (المخط الهندي) الكابتن جون فيلبي الذي تعلّم من مصرع زميله رسول المخابرات الانكليزية ـ الكثير ـ فأطلق على نفسه لقب (الشيخ محمد بن عبد الله فيلبي) ثم حذف حدثتي (الشيخ) و(محمد) من اسمه واكتفى باسم (الحاج عبد الله فيلبي)… وبدأ يقود ـ الدين ـ وتجار الدين السعودي…

واستمر كفاح العجمان لقتال آل سعود حتّى حاصروا عبد العزيز في حرب الاحساء

وفي سنة 1915 م أراد عميل الانكليز الاكبر عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود اخراج العجمان من الاحساء معللا ذلك "بأنه يريد استرجاع الغنائم التي غنمها العجمان من أهله في قتالهم لذويه"، فرفض العجمان طلبه وثاروا عليه وحاصروه في الهفوف بالاحساء ومن معه من الجيوش الضخمة واستمرت حربهم معه وحصارهم له ستة أشهر ونصف الشهر… وفي أحد الايام بعث اليهم يطلب الصلح معهم على حتى يفكوا الحصار عنه ويسمحوا له بالرحيل!، فرفض العجمان وأخذوا حذرهم منه ووضعوا الحراسات الليلية كي لا يفلت عبد العزيز من أيديهم، ثم أخلوا بيوتهم من عوائلهم واستعدوا للطورائ… وعند منتصف الليل شن عبد العزيز آل سعود هجوماً على عموم استحكامات العجمان ومن جميع الجهات، فاستقبلوه ببنادقهم وسيوفهم وقتلوا شقيقه الامير سعد بن عبد الرحمن آل سعود وضربوا عبد العزيز آل سعود في بطنه ضربة اخرجت مصرانه فأمسك بها وهرب إلى مخبأه وقتل من جيشه /2700/ قتيل خلاف الجرحى، فشدد العجمان الحصار عليه، إلا حتى المساعدات المالية والعسكرية والطبية والاطعمة بدأت تأتيه من الانكليز في الكويت ومن ضمنها مبلغ ستين ألف روبية اتىته من الكويت بحجة أنها من ابن صباح ـ وباخرتين محّملتين بالطعام والسلاح رستا في العقير، لكنه مع جميع تلك المساعدات الضخمة لم يتمكن من فك الحصار أمام شجاعة وبطولات أبناء شعبنا العجمان… إلا حتى لكل شئ نهاية… فالحصار طال والمعونات تنهال من الانكليز في الكويت بلا حساب على أكبر عميل لهم في المنطقة العربية… ومع عبد العزيز خبراء انكليز وطبيب انكليزي… والعجمان؟!… لقد حاصرهم الجوع وماتت ابلهم وأغنامهم وعاد حصارهم له حصاراً عليهم وما من أحد يعين العجمان إلا سيوفهم وأذرعتهم!. والسيوف والاذرعة وحدها لا تكفي … فاضطروا إلى فك حصارهم بأنفسهم، ونزحوا مختارين بعيدا عن الاحساء إلى الشمال… وقد سجل لهم التاريخ بطولاتهم الرائعة التي خلدتها أفعالهم وأقوالهم في تلك القصائد الشعبية الكثيرة ومنها قول شاعرهم، نغيمش الشاعر العجمي:

ليل على ابن اسعود ياليل النّدم ذبح الاصائل والعمار الغاليه أخوك يا عزيّز من الموت انكتم وراك تهرب منه وأنت اتخايله صابك وصاب أخوك من الموت السهم بالليل الاظلم… ليتنا بالقايله! عقب التدنجر ما تفكّون اللزوم وأرقابكم من ضرب الايدي ما يله

وفي هذه القصيدة يصف الشاعر "نغيمش" معركة العجمان مع عبد العزيز آل سعود وقتلهم لشقيقه سعد وكيف هرب عبد العزيز من جانب شقيقه دون حتى يجرأ على حمله!، وكيف جرح عبد العزيز وهرب يحمل مصرانه… ويتمنى الشاعر لوكان وقت المعركة نهاراً (في القائلة) وليس في الليل الاظلم ليتمكن العجمان من التعهد على الاعداء وكبار الاعداء وعلى عبد العزيز آل سعود لقتله وقتل قادته الانكليز والعرب.

نازلين الحسا كلّه على شانه

وفي قصيدة أخرى يلوم فيها الشاعر "نغيمش العجمي" بعض افراد القبائل الذين تعاونوا مع أعدائهم آل سعود، ويبشر قبيلته العجمان الذين طال صبرهم بانتظار العدوالسعودي أنه حان الوقت للقضاء عليه، ويقول اننا ما نزلنا الاحساء إلا على شان القضاء على ذئب نجد المسعور، واننا حاصرناه وجرحناه وذبحنا أخاه، ولم نهجره يتقدم أويتأخر، فان حمل خيمته هدمناها وان تقدم لقتالنا قتلناه… وموعدكم مع اليهودي: يا نسل، يام، يالعجمان، قد حانه مونة لليهودي لا اتخلونه يا مطاليق، صبر، طالة أحيانه ذيب نجد عوى له ذيب بينونه يا لبحيحي وراك اتشب نيرانه وبن شافي ورشّود تعينونه نازلين الحسا كله على شانه نازلين الحسا ياللي تعهدونه ان تقدم هدمنا بني صيوانه وان تأخر يشوف الموت بعيونه السعودي اليهودي جمّع اخوانه انكليز… ولكن لا يفيدونه.

كيف اغتال العجمان ابن جلوي في معركة العيينة بين العجمان وآل سعود

في عام 1929 م أمر عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود فهد بن عبد الله بن جلوي آل سعود حاكم الاحساء بالهجوم على العجمان ثم بعث بكتاب إلى رؤساء العجمان وأعطاهم "الامان" ونطق لهم في هذا الكتاب: (بسم الله الرحمن الرحيم !… إلى رؤساء العجمان وقادتهم، السلام عليكم ورحمة الله، وبعد، أبعث اليكم بكتابي هذا ليكون فاتحة خير بيننا بعد حتى أمرني السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل بحل جميع المشاكل التي بيننا بالحسنى وأنه ووالدي وأنا نتعهد لكم ونعاهدكم بالله وكتاب الله حتى لا يأتيكم منا مكروه. فنطلب منكم زيارتنا للتفاهم على ما ذكرناه والله وكتابه على ما نقول شهيد)!… وعملا، كان الله شهيد!. وكتاب الله شهيد أيضاً ! … ضمن آلاف الشهداء!.. الذين سفك دماءهم آل سعود اليهود الذين لا يرعون حرمة للعهود!.. الكذب والغدر ليسا من شيم العرب اطلاقا بل هما شريعة آل سعود وكل اليهود

إلى غير ذلكقد يكون الغدر السعودي… حينما قام قادة العجمان بزيارة فهد الجلوي… غدر بهم وقتلهم وفي مقدمتهم الشيخ ضيدان بن حثلين وكرّور الحبشي وتسعة آخرين من العجمان… ولم تنطل على ـ العجمان ـ اساليب الغدر السعودي التي انطوت عليها رسالة ابن جلوي، ولذلك فقد تنادوا لاجتماع عام تشاور فيه قادة العجمان فيما بينهم وحضر هذا الاجتماع عدد من وجوه عشائر العجمان فقرروا ما يلي: 1 ـ ان عبد العزيز بن سعود غدار، وهوبهذه الطريقة يريد الغدر بنا ويريد اغتال أكبر عدد من شيوخ العجمان فيجب حتى لا يمضى لابن جلوي أحد من الشيوخ وعلينا حتى نهاجمه… نطق ضيدان بن حثلين (سأمضى أنا ومعي بعض الرجال الذين تختارونهم، فان تأخرنا أكثر من اليوم والليلة فمعنى هذا أنهم غدروا بنا فتوجهوا لانقاذنا).. فسار ركب ضيدان بن حثلين ـ ووصلوا إلى مخيم بن جلوي في العيينة ـ وأظهر لهم ابن جلوي خلاف ما يبطن، فرحب بهم وأطعمهم وأسقاهم القهوة (ومن عادة العرب انّه إذا طعم الخصم عند خصمه يحرّم قتله لأنه "أكل العيش والملح"، وان صمم المضيف اغتال ضيفه فلن يقتله في بيته في نفس المكان والزمان الذي استضافه فيه، بل يعطيه مهلة ثلاثة أيام يهرب فيها من وجهه، وتسمى الايام الثلاثة "المهرّبات" فان لحق الطالب بالمطلوب في هذه الايام الثلاثة قتله فيها، وإلا فقد سلم المطلوب هذه المرة ليتحيّن الطالب قتله في مرة أخرى لا يذوق فيها المطلوب طعامه!) إلا حتى آل سعود (الذين رضعوا الحقد اليهودي والغدر بهم أبعد ماقد يكون عن الاخلاق العربية كبعدهم عن أخلاق الدين)… فبالرغم من حتى دعوة ابن جلوي للعجمان واضحة وكانت من أجل التفاوض!. وبالرغم من حتى شيخ وقادة العجمان كانوا ضيوفه!. فان ابن جلوي لم يتفاوض معهم اطلاقا طيلة سبع ساعات تقريبا، وكان الشيخ ضيدان بن حثلين جميع ما فتح له باب النقاش عن سبب دعوته لهم، ادخله فهد بن جلوي بموضوع آخر!. وحينما نطق له ضيدان بن حثلين (أن العجمان ينتظروننا وإذا طولنا أخاف أنهم يجونك إلى هذا المكان) وهذا تلميح واضح من ابن حثلين لابن جلوي عن دور العجمان وتلميح لردعه لأن ابن حثلين بدأ يشك بسوء نية فهد ابن جلوي…

إلا حتى ابن جلوي المغرور تجاهل كلام ضيدان بن حثلين فتأكدت شكوك ضيدان فقام من مجلس ابن جلوي بقصد العودة إلى جماعته العجمان، لكن (عبيد) ابن جلوي وخدمه طرحوه أرضا ومن معه من المرافقين ثم وضعوا القيود بأيديهم وأرجلهم، إلا حتى مرافق ضيدان بن حثلين (ومملوكه) ابن منير كان حذراً وقد تسقط ما وقع قبيل حدوثه بدقائق فركب جواده ـ باشارة من عمه ـ ضيدان ـ وسابق الريح ليخبر العجمان، فأبلغهم بهول ما جرى، وكان العجمان قد تأهبوا قبل مجئ المرافق (النذير) فاتجه إلى العيينة/ 400/ إنسان فقط بينهم مائة فارس وكانوا بقيادة الشيخ حزام بن حثلين وما حتى شاهدهم فهد بن جلوي حتّى أمر عبيده بقتل (ضيوفه!) ضيدان بن حثلين ورفاقه!.. فالتحم ثوار العجمان /الـ 400/ بجيش سعودي قوامه /4000/ رجّل! .. ولا شئ أرخص من السلاح الابيض، ولا هناك من الاسلحة ما أقوى من صبر وجلد هذا السلاح الابيض، فالبنادق تكل أحيانا وأحيانا تتفجر من حرارة النار، إلا السلاح الابيض بيد من يجيده من الايدي التي لا تمل، والعجمان من هذا النوع الذي يجيد استخدام السلاح الابيض!… وبهذا السلاح التحم قسم منهم مع السعوديين فأبادوا أكثرهم… حتّى أنهم لم يعودوا، في تلك المعركة، يهتمون بالرؤوس الخسيسة من رؤوس الجنود والمجندين بل مضىوا يبحثون عن الرؤوس الثمينة التي تستحق البتر والبّت السريع بأمرها، فكان جميع واحد منهم يسأل ذبيحته السعودية قبل ذبحها عن "سيدها فلان" وكان مجموعة من العبيد الذين يملكهم ابن جلوي يسوقون الجموع السعودية بالعصي وبالسيوف لملاقات العجمان، لكن الجموع السعودية المرتجفة من هول ضربات العجمان أخذوا يهربون، واتى الموت للعبيد المرعبين، فقتل العجمان معظم العبيد، ووصل العجمان إلى فهد بن جلوي!…

البطل عبد الله بن عيد بن مخيال ليس خادما لدى الطاغية فهد الجلوي كما روى ذلك رواة آل سعود كذبا… بل كان مع الثوار!

وتقدم البطل عبد الله بن عيد بن مخيال العجمي، من الطاغية فهد بن الطاغية عبد الله الجلوي وأمسكه من لحيته بيده اليسرى ثم تّف بوجهه، وكانت يمناه الكريمة تضغط على زناد بندقيته فتطلق رصاصها في قلب الطاغية وتخرج من ظهره فيسقط على الأرض وما زالت لحية الجبان الطاغية فهد الجلوي بيسرى البطل عبد الله بن عيد بن مخيال حتّى سقط الطاغية على الأرض فداس وجهه القذر بقدمه الطاهرة، وكانت نهاية الجيش السعودي في تلك المعركة عن آخره إلا من هرب منهم وهم قلّة، وغنم العجمان أسلحة الجيش السعودي وأموالهم المسروقة من شعبنا! وبدأ شعراء الشعب يتغنون شعراً في وصف بندقية البطل عبد الله بن عيد بن مخيال التي اغتال بها الطاغية فهد، كما تغنى شعراء الشعب بالبطل عبد الله بن مخيال، الذي أشاع عليه آل سعود (أنه كان من خدم الامير فهد بن جلوي، وبما حتى المخيّال من قبيلة العجمان فانه حينما رأى شيخ العجمان ضيدان بن حثلين قد اغتال بيد ان جلوي قام وقتل ابن جلوي غدراً)!!. وهذا كذب سعودي!. وهوما نطقه آل سعود وما نقله بعض المؤرخين الانكليز على أسيادهم وأصحابهم من مستشاري آل سعود ليزعموا حتى الغدر من شيم العجمان!!. كلا..

والغدر يا آل السّعود لسانكم وعملكم لا ـ شيمة ـ العجمانِ

ومن بعض القصائد الشعبية التي وصف بها الشعراء بندقية عبد الله بن عيد المحيال ـ قصيدة (للمّري) يصف فيها: كيف من الممكن أن حتى تلك الرصاصة التي ضرب بها عبد الله بن عيد المخيال ـ قلب الطاغية فهد الجلوي ـ قد تحولت تلك الرصاصة من قلب الطاغية فهد إلى ـ كبد ـ والده ـ الطاغية عبد الله الجلوي...

البندقية التي أطلقت رصاصتها في رأس الطاغية فهد الجلوي أفضل من حجة إلى الكعبة!

بندق في "العيينة" حج راعيها طَيّرت من (فهد) في كبد (عبد الله) ليت من هوبزين الصوغ حاليها أنقذت من خبيث العمل خلق الله أربع آلاف راحت هي وراعيها كل ألف بميّة من جنود الله لم يرث فهد بن جلوي سوى قحبته المشهورة ولقد كانت مومس فهد بن جلوي (مريم ـ!!.. المعروفة في الاحساء) الوحيدة التي تغنّت ـ بصاحبها ـ بقصيدة غنائية شعبية رثت بها (ولد هواها) كما تقول عنه وكما هي معروفة…

مسكين يا ولد الهوى!

شدّ الضعاين يا فهد من يوم الاثنين… آهـ مسكين يا ولد الهوى من فجعة البين … آهـ له غّرة ان شعشعة وين القمر وين؟!… آهـ شدوبخلّي ورحلوا وا ـ حر ـ فرقاه… آهـ قلبي على جمر الغضا والنار تصلاه … آهـ ويلاه يا ولد الهوى ويلاه ويلاه… آهـ ليتي معه في غزوته صوب العيينة… آهـ خففت عنه لوعته أومتت واياه … آهـ قلبي على قلب: فهد جت له رصاصه… آهـ

عاشقة وفيّة!. أليس كذلك؟!..

ربما تكون هذه العاشقة المومس الساقطة أكثر وفاء من زوجته!.. التي لم تبدر منها بادرة رثاء كهذه القصيدة الرثائية التي رددها الكثير من الناس من باب التندر بأقوال عاشقة الطغاة.. على أية حال، ان هذا الطاغية لم يرثِه أويتأسف عليه غير اثنين فقط، هما: عاشقته القحبة، ووالده المجرم المعروف عبد الله بن جلوي… حتّى شقيقه الثاني (سعود الجلوي) طاغية المنطقة الشرقية فرح بقتله ليحل محله، وحتى كبير الطواغيت عبد العزيز آل سعود تنصل من مسؤولية التسبب في قتله التي دفعه إليها وتنصل من مسؤوليته في اعتنطق الشيخ ضيدان بن حثلين وبعض قادة العجمان التي حرضه عليها عبد العزيز آل سعود نفسه، إلى غير ذلكقد يكون مصير جميع طاغية إما حتى يقتل، أويموت دون حتى يأسف عليه أحد غير القوادين والداعرات، حتّى الطغاة أمثالهم يتبرأون منهم كما عمل سيد الطواغيت عبد العزيز آل سعود حينما نطق لبعض خاصته حينما بلغه نبأ مصرع فهد الجلوي وقتل جيشه في ثورة العجمان اثر قتله لقادة العجمان… نطق عبد العزيز آل سعود: "أنا قلت له اربطهم وأوفدهم لي في الرياض حتّى نعتبرهم رهائن عندنا ونضغط على العجمان فيهم ونهدد بقتلهم ان كان العجمان ما كفوا عن ازعاجنا، لكن فهد بن جلوي استعجل وقتهلم مما زاد من هيحان العجمان فقتلوه، مع حتى آل جلوي كلهم يعهدون العجمان قبل غيرهم، انهم بقروا بطني وذبحوا اخوي سعد، وان العجمان يما يتحرش فيهم أحد!)…

وكان عبد العزيز آل سعود يوجه كلامه للمرحوم حمد الشويعر ـ أحد الذين ساهموا بادخاله في حائل ـ كان يخاطب الشويعر وهوفي مجلسه الغاص بالخدم وغيرهم... وبهذا الكلام يثبت عبد العزيز آل سعود مسؤوليته المباشرة عن اغتال الشيخ ضيدان بن حثلين ورفاقه باصدار أمره "السلطاني" لعبد الله بن جلوي ـ حاكم الاحساء ـ الذي أصدر أمره لابنه فهد العبد الله الجلوي باعتنطق قادة العجمان وارسالهم (مربوطين) إلى ابن السعود الذي سيقتلهم مثلما اغتال غيرهم سابقا ولاحقا…

اليوم الأول من أيار "عيد العجمان العالمي!" أويوم النصر في العيينة لقد وقع يوم واقعة العيينة في صبيحة اليوم الأول من أيار 1929م ـ بينما كان فهد بن جلوي يجهّز لارسال قادة العجمان إلى عبد العزيز آل سعود في الرياض ومعهم مائتي حارس من الحرس الخاص التابع له ولوالده عبد الله (والده هوالذي أمره بارسالهم حالا إلى عبد العزيز آل سعود) ونطق له: (أوفدهم قبل فزعة العجمان لهم وتخليصهم منا ولا ترسلهم لي في الاحساء حتّى لا يتأخر ارسالهم لعبد العزيز، ويلحق بهم العجمان)!… إلى غير ذلك…. وبينما كان فهد بن عبد الله الجلوي يعد العدة لإرسال ضيدان بن حثلين وقادة العجمان إلى الرياض للقاءة الموت على يد عبد العزيز آل سعود، هجم العجمان على مخيم ابن جلوي السعودي، وما حتى شاهدهم فهد ابن جلوي حتّى أمر خمسة من خدمه بقتل الضيوف إلا حتى الخدم رفضوا جميعا وهم يرددون (نحن أولاد ناس ما نحن من العبيد وبكره يقتص منا والعجمان أومن قبيلتنا فعندك عبيدك يقتلونهم) ولم يكن لديه الوقت الكافي للنقاش مع الخدم الذين لم ينفذوا أمره، فأمر عبيده بقتلهم وكان "العبد" ابن منصور هوالذي اغتال الشيخ ضيدان بن حثلين… إلى غير ذلك يتضح إذا الغدر السعودي صفة لازمة لكافة العهود السعودية، وهذه الصفة الغادرة كانت من أبرز صفات عبد العزيز آل سعود، وقد استخدمها بخبث ومكر وتمثيل مسرحي مكشوف… من ضمن هذا التمثيل السعودي أنه حينما يأمر خدمه بقتل الشهداء أوبقتل آلاف الابرياء في مجزرة واحدة ومكان واحد ويوم واحد وحينما يردد الشعب من أقصاه إلى أقصاه فظاعة هذه الجرائم السعودية، يقوم عبد العزيز بتمثيل المتباكي على هذه الارواح التي ازهقت!…

بل ويصرخ أحيانا بصوت مسموع ويتشنج في البكاء التمثيلي، وحيث أنه لابد للبكاء من دموع ـ تؤثر في السذج وتريح العملاء ـ فان الدموع المفضوحة تخرج من عيني عبد العزيز بطريقة يخيّل للسذج من مشاهدي صالة العرض والشاشة انها دموع الورع والطهارة!. ويقول لي بعض الذين رافقوه شخصيا انّه حينما يستعصي الدمع على عيني عبد العزيز آل سعود فانه يضع إناء صغيراً خلف مقعده وبهذا الاناء بتر صغيرة من القطن المبلل بالماء، كما يضع قطنة مبللة فيربطها بطرف من أطراف "شماغه" فيتحسس القطنة من الوعاء أومن طرف شماغه باصابعه بطريقة لا يشعر بها إلا قلة من خاصته، وهذه أدوات مسرحية يعدها مسبقاً للتمثيل على من يريد التمثيل عليهم ويحضر لها بعض الكتّاب والصحفيين المأجورين للنشر فينقل كتّاب "التحضير" عنه "للتاريخ!" المزيف ينقل هؤلاء الكتّاب مثلما نقله عنه الممثل الاكبر الشيخ الحاج عبد الله "جون فيلبي" وكذلك التابع السعودي المستشار حافظ وهبة، والاجير السعودي أحمد عبد الغفور عطار، والعميل الانكليزي أمين الريحاني وغيرهم بقولهم: "حينما أمر عبد العزيز جيشه من جنود الاخوان الاجلاف البدوبالتوجه إلى الطائف لاحتلالها وبلغه خبر تلك المذبحة الهائلة التي راح ضحيتها آلاف الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ من أهل الطائف وأهل مكة المصطافين في ذلك المصيف الوديع الجميل!… بكى عبد العزيز وسالت دموعه بغزاة حتّى بللت لحيته وأغرقت جميع وجهه وصاح والدموع تذرف من عينيه كالمطر ونطق انني: "برئ!. برئ!.. ونشهد أنه برئ"!… كالمطر!… سالت دموع عبد "الانكليز" آل سعود… كالمطر!… وبدأت الدموع بغزارة حتّى بللت لحيته!.

واغرقت وجهه!… هكذا زعم كتّاب العمالة والاجرة!…

دموع عبد العزيز "التمساحية" يكشفها قائده جون فيلبي

ولكننا نتساءل عن نوعية هذه الدموع!.. وكيف "ان هذه الدموع تنهمر كالمطر!" بينما يدرك أبوالدموع المجرمة ان الجنود ما تحركوا إلا بأمر عبد العزيز نفسه وبتخطيط من قيادة الكابتن جون فيلبي ـ الذي يقول فيلبي عنها: "وبعد حتى يأسنا من الحسين حركنا جنود الاخوان بقيادة خالد بن لؤي وفيصل الدويش وسلطان بن بجاد لسفك دماء غزيرة بالطائف لنسقط الرعب في قلوب كافة الحجازيين، البادية والحاضرة، ونوفّر بها على بقية المدن الحجازية دماء أخرى ان أمكن الامر، وإلا فان دماء غزيرة أخرى لابد من اراقتها لأن الانكليز قرروا اسقاط حكم الشريف حسين بأي ثمن بعد حتى رفض الامر والطلبات باعطاء فلسطين لليهود المشردين المساكين وبعد حتى رفض الحسين ما عرضناه عليه بأن يكتفي بالحجاز وحده وان يغّير وجهة نظره في توحيد البلاد العربية كلها تحت حكمه"!… إلى غير ذلك يكشف جون فيلبي القائد الاعلى لجيوش "الاخوان المسلمين السعوديين"… هكذا يكشف "رسول الباب العالي الانكليزي" ـ جون فيلبي ـ دموع عبد العزيز، انّه جون فيلبي الذي أصبح "حاجا" و"قاضيا" و"شيخا" وقام "رجال الدين" وعبد العزيز آل سعود بتضليل "جيش الاخوان" ليخفي باسلامه المزيف تحركات جون فيلبي القيادية الاستعمارية الصهيونية،وفيلبي هذا هوأول من بايعه "كبار" المنكوبين من أهل مكة ـ بايعوه في الحرم المكي حينما كان يقف إلى جانب عبد العزيز في الحرم ـ على أنه شيخ الوهابية!… إلى غير ذلك وقف جون فيلبي بجوار الكعبة يأخذ البيعة لعبد العزيز ـ بالنيابة عن الانكليز ـ وينزّل الوحي عليه من مستوى القيادة العليا!.

عودة إلى "عيد العجمان العالمي"!

انّه ذلك اليوم الأول من أيار 1929 م وهوالموافق لليوم الذي يحتفل فيه العالم كله بشهداء العمال الامريكان الذين طلبوا بحقوقهم عام 1887 م فتظاهروا، مجرد مظاهرة، فاندس بين صفوفهم بعض عملاء الرأسمالية الامريكية واندس كذلك في صفوف الشرطة الامريكية نوعية عسكرية من نفس العملاء فأطلق العملاء الذين اندسوا بين صفوف العمال النار على الشرطة فأطلقت الشرطة النار على العمال فقتلوا منهم من قتلوا والقي القبض على قادة العمال فاعدم بعضهم!…

تذكرت وأنا اسمع من بعض ثوار العجمان الذين شاركوا في (ثورة العجمان) ثورة العيينة يوم 1/5/1929م فقتلوا الطاغية فهد بن جلوي، كما قتلوا معظم جيشه البالغ/ 4000/ معتدي ـ بينما ثوار العجمان لا يتجاوزون الـ /400/ ثائر ـ حسبما أكد لي هذا الثائر الذي طلب مني حتى لا أذكر اسمه الآن لأنه ما زال يعيش في جهنم!.. ولما قلت له هل أصبحت تخاف الآن وأنت بطل اليوم الأول من أيار،يا ترى؟ نطق: (أولاً.. لقد أصبحت أكثر حذرا الآن منذ قبل وقد كبرت في السن يا ابني ولكن لوحصل لي الآن ـ يوماً ـ أشارك فيه مثل ذلك اليوم لما وفرت شيخوختي وشباب أولادي وأحفادي… ثانيا: ما اليوم الأول من أيار الذي قلت انني شاركت فيه؟!) فوصفت له قداسة اليوم الأول من أيار، وقلت أنه في التاريخ الميلادي للمسيح: يعني حتى العمال تظاهروا مجرد مظاهرة فقتلوا بعضهم… فأصبح عيدا عالميا للعمال… بينما العجمان ثوار الجزيرة العربية ما اكتفوا بالمظاهرات!.

وانما ثاروا وسحقوا أعداء العدل والانسانية وقتلوا فهد بن جلوي في الأول من أيار، ومع ذلك لم يحتفل العالم بهم ولم يذكرهم بهذا اليوم العظيم!… وما أجدره حتى يطلق عليه (عيد العجمان العالمي)!.. فرد الثائر على هذا الكلام بابتسامة استحسان لفكرة (عيد العجمان العالمي)!.. ونطق: (بل لما لاقد يكون ـ عيد الجزيرة العربية العالمي)… ثم استدرك ونطق: (لا ـ بل "عيد العالم العالمي" لأنه لوسقط العرش السعودي يفترض أن تسقط أمريكا واسرائيل ولن يبقى في العالم من يمد أعداء العالم بالثراء والبترول فتتوقف محركات أمريكا وصهيون)… ثم نطق: (ان العالم قد ضلله المال ولصوص المال آل سعود، رغم ان العالم لا يجهل حيوانية آل سعود، ووحشية آل سعود، وحمرنة آل سعود وليرحم الله الحيوانات، وليرحم الله الوحوش والحمير بجانب آل سعود، فالوحوش في الغابات أرحم ببعضها من آل سعود فينا ، والحمير أكرم وأطهر من آل سعود، لأن اسم الحمير قد ورد في القرآن وفي الخط المقدسة بأنها تحمل أسفار الناس وتقضي لوازم البشر، والعالم لوفهم من هم العجمان هؤلاء الابطال الصناديد الذين صارعوا الظلم السعودي فصرعوا الكثير من طواغيته، لواستوعب ما قدمه العجمان من خدمة للانسانية بمحاربتهم ـ سابقا ـ آل سعود لجعلوا لهم يوما عالميا اسمه "يوم العجمان العالمي" أو"اليوم العالمي للجزرة العربية" فقد قدم أبناء الجزيرة العربية، وفي مقدمتهم العجمان، قدموا التضحيات الاكثر مما قدمه عمال واشنطن بأمريكا، ومعظم العجمان من حيث الهجريب الطبقي لا يختلفون عن غيرهم من أبناء البادية الذين هم أتعس حالاً من العمال والفلاحين…

أقصد: حتى "البروليتاريا" في جميع مكان هي أرقى معيشة من أبناء الصحاري الذين أراد لهم الطغاة السعوديين الدمار).

بعض القادة الذين قادوا العجمان في حربهم ضد هجري بن عبد الله وفيصل بن هجري وعبد الله بن فيصل آل سعود راكان بن حثلين، وعلي بن حسن بن حشّه ، وعلي بن سريعة، وهادي بن سريعة، وصماد بن منيجر، وليل المتلقم، ومكراد بن مكراد، ومدغش بن درجان، ومنصور الطويل، ومحمد الطويل، ومحمد بوسبعة، وعبد الله بوسبعة، وسلطان بن سعدي، وعضاب بن زمانان، ومحمد بن مدرمكة، وسعود بن درجان، وسيف بن غزيل، والدامر، وابن جمعة… وغيرهم من أبطال العجمان.

أسماء بعض قادة العجمان الذين قادوا العجمان ضد عهد "السلطان" الملك عبد العزيز آل سعود شبيب بن الاصقة، محمد أبا الكلاب بن حثلين، محمد سحمان بن حثلين، خميس بن منيخر، محمد بن دبلان، محمد بن عصيان حمد بن مكراد، نهار المتلّقم، ضيدان بن حثلين (الذي قتله فهد بن جلوي فثار العجمان ثورة العيينة) وسعد بن سعدى، وعيد بن عبد الله بن مخيال (وهووالد عبد الله بن مخيال الثائر الذي قتله الطاغية فهد بن جلوي في يوم 1/5/1929م) وراجح بن أفطيس، وماجد بن أفطيس، وكمعان السفراني، محمد بن وذين (وهذا هوالذي قاد ثورة أخرى أحرق فيها سيارات "الملك" سعود بن عبد العزيز وقتل أتباع الملك في الدّهنا عام 1929) وابن طفلان، وعبد الله بن مفلح، وابن بنّا، وناصر بن مسامح، ومحمد بن مسامح، ونايف بن محمد بن حثلين أبا الكلاب (قتله الملك عبد العزيز آل سعود فيما بعد)، ومحمد الغريني، وفهد الدامر، وعبد الله بن فهد الدامر، ومانع بن جمعة… وغيرهم من قادة المقاومة قادة ثورات العجمان المسلحة….

تاريخ النشر: 2020-06-04 18:13:28
التصنيفات: العجمان, عقد 1930 في السعودية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وزير الرياضة يتابع استعدادات حفل افتتاح بطولة العالم للسلاح

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:33
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

5 مرشحين على مقعد نقيب المحامين فى اليوم الثانى لفتح باب الترشح

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:20
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

ضبط تسعة متهمين بحوزتهم مخدرات في حملة بالقليوبية

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:33
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

تحرير “1800” مخالفة مرورية متنوعة في حملة بالقليوبية

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:32
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

أسباب ودوافع إرجاء طرح بنك القاهرة بالبورصة المصرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:22
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 50%

الصحة تطلق حزمة تحذيرات للحماية من فيروس كورونا.. اعرف التفاصيل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:50
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 41%

مع أول تحذير كهرماني.. كيف استعدت المملكة المتحدة لأسوأ موجة حارة؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:18
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

«برلمانية»: مصر فرضت على العالم الاحترام بدورها الريادي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:20
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 52%

«ثقافة الدقهلية» تناقش «أدب الطفل وتحديات المستقبل»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:24
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

"كفر الشيخ" الأولى فى زراعة القطن على مستوى الجمهورية بـ107 آلاف فدان

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:50
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 50%

انقطاع مياه الشرب عن القناطر الخيرية “3” ساعات غدا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:34
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

رئيس تجارية الجيزة: نسعى لتنمية العلاقات التجارية مع تركيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:21
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

فاطمة غنيم: سأتقدم بأوراق ترشحى على منصب نقيب المحامين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-17 18:21:19
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

تحميل تطبيق المنصة العربية