نظرية الفهم الإسلامية
 |
نظرية الفهم الإسلامية أونظرية الفهم الإسلامية للدكتور أحمد فؤاد علي باشا، هي نظرية عامة للفهم والتقنية في إطار من التصور الإسلامي السليم المستمد من القرآن الكريم والسنة الشريفة والجامع لأصول التراث وروح المعاصرة والمستشرف لآفاق المستقبل، وتكون إحدى مقوماتها الأساسية انطلاقا من حقيقة حتى المنهج الفهمي الإسلامي سيكون هوالأقدر على تهيئة الإنسان لكل ما يمكن حتى تسفر عنه الثورة الفهمية والتقنية المرتقبة في المستقبل القريب أوالبعيد. خاصة وأن توصيف الواقع الفهمي والتقنى المعاصر ينبئ بظهور تصدع ملحوظ في بعض النظريات الفهمية الشهيرة، أوالأنظمة الفلسفية القائمة عليها، بحيث لم تصبح قادرة على تقديم تفسيرات شافية لسلوك بعض الظواهر الفهمية المستحدثة وما يتعلق بها من مفاهيم جديدة.
التطور التاريخى لمفهوم نظرية الفهم
كان الفيلسوف الألمانى يوحنا فشته (1762 – 1814) Johann Gottlieb Fichte هوأول من أدخل مصطلح "نظرية الفهم" Theory of Science، وأراد به حتى الفلسفة نسق من الفهم يحيط بما للعلوم من مبادئ ومناهج دون النظر إلى فحواها أونتائجها. وقد لخص أهمية الفهم عموماً في أنها تهتم بجلاء كيفية صدور صور الأمور عن الفكر. ومع دخول الفهم فترة جديدة من تطوره بظهور نظريات العلوم الذرية الخاصة بدراسة عالم اللامتناهيات في الصغر(مثل نظرية الكم للعالم الألمانى ماكس بلانك ونظرية عدم اليقين لهيزنبرج)، كما ظهرت النظرية النسبية لأينشتين وبدأ أثرها واضحاً في عالم اللامتناهيات في الكبر، اضطر فلاسفة الفهم إلى أخذ جانب الحذر من مبدأ الحتمية المطلقة المستمد من قوانين الميكانيكا الكلاسيكية والجاذبية لإسحق نيوتن، واختفى المثل الأعلى لكون يخضع مساره لهذه القوانين، ويدور بطريقة يمكن للعقل الإنسانى حتى يحددها مقدماً. وكان طبيعياً حتى يتغير مع جميع هذا مفهوم الفهم الذي حدده يوحنا فشته، فظهر مصطلح "نظرية الفهم الفهمية" أو"إبستمولوجيا الفهم" Epistemology of Science، وأصبحت مهمة هذه النظرية فحص وتحليل الفهم الفهمية للعالم الخارجي ونقدها على المستويين الاستقرائى والاستنباطى، بالإضافة إلى تقديم إجابات على الأسئلة المطروحة في الساحة الفكرية آنذاك حول العلاقة بين الذات والموضوع في إطار الفهم الفهمية، وكيفية مقارنة النظريات الفهمية معهديا ببعضها البعض على المستويين التحليلى والهجريبى، وإمكانية تبين التطور المعهدى أوالأبستمولوجى الذي يطرأ على المفاهيم الفهمية.
فلسفة العلوم بنظرة إسلامية
يوضح الدكتور أحمد فؤاد علي باشا حتى الأدبيات المعاصرة المهتمة بالرؤية الإسلامية لمجالات فلسفة العلوم تكاد حتى تكون منعدمة سوى بعض الاجتهادات الفردية المهتمة بالتأريخ لتراث العرب الفهمي في إطار الثقافة الفهمية الإسلامية
ويقدم رؤية نقدية لما هومطروح من فلسفات للفهم في إطارها العام والتي من أبرز سلبياتها سيادة الاعتقاد بأن الانفصال بين الفهم والدين شرط من شروط قيام الحضارة، أوحتى الفهم لابد حتىقد يكون فهمانياً. وقد أدى هذا الاعتقاد الخاطئ إلى الوصول بالأمة الإسلامية إلى حالة من الركود الفهمي شلت في ظلها جميع مقومات الإبداع والابتكار الحضارى في مختلف مجالات النشاط الإنسانى بعد حتى كانت الأمة الإسلامية هي السبب الأساسي لقيام الحضارة
من هنا تظهر أهمية الدعوة إلى صياغة نظرية عامة للفهم والتقنية في إطار من التصور الإسلامي السليم, لكي تواكب حركة الصحوة الإسلامية المعاصرة عن طريق إجراء دراسات أكاديمية متأنية لما نراه مدخلا فهميا أساسيا لهذه القضية, وذلك على النحوالتالي:
- تحليل طبيعة العلاقة بين ثلاثية الفهم والفلسفة والدين.
- إيضاح أهمية حتى تكون هناك نظرية للفهم والتقنية من خلال تسليم المفهوم الشائع لدى كثير من فلاسفة الفهم حول هذه النظرية والتحليل التاريخي لنشأتها ومراحل تطورها.
- توصيف الواقع الفهمي والتقني المعاصر بإلقاء الضوء على أبرز مجالات البحث الفهمي التي تنبئ بميلاد نظريات فهمية جديدة على أنقاض النظريات والمفاهيم السائدة.
- محاولة تحديد ملامح الثورة الفهمية والتقنية المرتقبة وأثرها المباشر على الإنسان.
- تقديم تصور عام عن أهمية الخصائص المميزة لنظرية إسلامية في الفهم الفهمية والتقنية تسهم في بناء نموذج عصري, أونماذج معاصرة, للحياة وللتنمية والتقدم في إطار الفكر الإسلامي الرشيد وطبقا لمباديء الإسلام.
الخصائص العامة لنظرية الفهم الإسلامية
يجب حتى تتم الصياغة النهائية لنظرية الفهم الإسلامية وفق منهاج إسلامي رشيد يضمن مواصلة التقدم الفهمي والتقني, ويعيد للتفكير الفهمي لدى البشر طبيعته الحقة بوصفه موضوعيا عن الحقيقة أينما وجدت ولكى يتم ذلك يجب حتى تخضع الصياغة الإسلامية لنظرية في الفهم الفهمية والتقنية لدراسات متأنية في عدة موضوعات متعلقة بطبيعة التطور التاريخي لمفهوم الفهم والتقنية, مثل :
- تصنيف العلوم وتأصيل منهجية الفكر الإسلامي.
- تنقية التاريخ الفهمي للحضارة الإسلامية من مزاعم المستشرقين والمؤرخين, وتنقية العلوم جميعها من المفاهيم المعارضة لروح الدين الإسلامي الحنيف.
- المعالجة الإسلامية لمختلف جوانب العلوم المعهدية والاجتماعية والقيمية والتاريخية والانطولوجية وغيرها.
- الانطلاق في جميع عمليات التفكير الفهمي من مسلمتي التوحيد الإسلامي والنظام الكوني, وربطهما باطراد الظواهر الطبيعية واحتمالية صدق الكشوف الفهمية.
- صياغة أدوات وعناصر جميع من المنهج الاستقرائي والمنهج الاستنباطي والمنهج الفرضي. الاستنباطي المعاصر في إطار إسلامي, مع بيان شمولية هذا المنهج الإسلامي وعدم مقدرة المحدثين على استيعاب جميع جوانبه وأبعاده.
- تأكيد إسلامية الفهم الفهمية وبيان ضرورة ذلك لتقدم المجتمع الإسلامي وتمكين العقلية الإسلامية من المشاركة في الإبداع الحضاري بنصيب يتناسب مع مجد أمتنا ومكانتها السامية في تاريخ الفهم والحضارة.
أهم المراجع والمصادر
1ـ د. أحمد فؤاد باشا, التراث الفهمي للحضارة الإسلامية ومكانته في تاريخ الفهم والحضارة، دار المعارف، القاهرة 1983.
2ـ د. أحمد فؤاد باشا, فلسفة العلوم بنظرة إسلامية، دار المعارف، القاهرة 1984م.
3ـ د. أحمد فؤاد باشا, في فقه الفهم والحضارة, المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة 1997م.
4ـ د. أحمد فؤاد باشا, دراسات إسلامية في الفكر الفهمي, دار الهداية, القاهرة 1997م.
5ـ د. أحمد فؤاد باشا, أساسيات العلوم المعاصرة في التراث الإسلامي, دراسات تأصيلية دار الهداية, القاهرة 1997م.
6ـ د. أحمد فؤاد باشا, الإسلام والفهم والعولمة, مفاهيم وقضايا, كتاب الجمهورية, القاهرة يوليو2000م.
7ـ المسقط الرسمى الشخصى للدكتور أحمد فؤاد باشا
