هنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك

عودة للموسوعة

هنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك

المبجل

هنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك
PC
هنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك. منسوب رسمها إلى ألكسس سايمون بل، c.1712. National Portrait Gallery, London, NPG 593
وزير الدولة للقسم الجنوبي
في المنصب
17 أغسطس 1713 – 31 أغسطس 1714
العاهل آن
جورج الأول
سبقه The Earl of Dartmouth
خلفه James Stanhope
وزير الدولة للقسم الشمالي
في المنصب
21 سبتمبر 1710 – 17 أغسطس 1713
العاهل جورج الأول
سبقه Henry Boyle
خلفه William Bromley
وزير الحربية
في المنصب
1704–1708
العاهل آن
سبقه جورج كلارك
خلفه روبرت والپول
تفاصيل شخصية
وُلِد Henry St John
16 سبتمبر 1678
باترسي، سري
إنگلترة
توفي 12 ديسمبر 1751(1751-12-12) (عن عمر 73 عاماً)
باترسي، لندن
بريطانيا العظمى
الحزب التوري

هنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك Henry St John, 1st Viscount Bolingbroke (عاش 16 سبتمبر 1678 – 12 ديسمبر 1751) كان سياسياً إنگليزياً، مسئول حكومي وفيلسوف سياسي. وقد كان زعيم للتوري، ودعم كنيسة إنگلترة سياسياً بالرغم من آرائه المناهضة للدين ومعارضته اللاهوت. وفي 1715 قام بدعم تمرد اليعاقبة 1715 الذي سعى للاطاحة بالملك الجديد جورج الأول. وقد فر إلى فرنسا حيث أصبح وزيراً للخارجية للمطالب بالعرش. وقد أقيمت عليه دعوى بالخيانة، إلا أنه عكس مساره وسُمِح له بالعودة إلى إنگلترة في 1723. أكثر ما اشتهر به كونه فيلسوف Country Party.

في بريطانيا، الاسم "Bolingbroke" يُنطق Bullingbrook أوBullenbrook.

النشأة

في كلية إيتون زامل بولنبروك فيها غريمه المستقبل روبرت والپول.

ورأس الوزارة جيمس ستانهوب سبع سنين. ومن أول قوانينه وأكثرها شعبية رده جون تشرشل، دوق ملبره-الذي اتهمه المحافظون من قبل-لجميع مناصبه السابقة، خصوصاً القيادة العامة للجيش. وبعد عودة الدوق من منفاه اعتكف في قصر بلنهيم، وهناك عانى آلام السقم الطويل، ومات في 16 يونيو1722، أما الأمة التي اغتفرت له مقتنياته وتذكرت فوزاته المتعاقبة، فقد قبلت هذا الحكم الذي أصدره عليه بولنبروك-"لقد كان رجلاً عظيماً إلى حد لا أتذكر معه هل كانت له أخطاء أولم تكن(7)".

وحل بولنبروك محل ملبره في المنفى. ذلك أنه بعد حتى طرده جورج الأول من الحكومة، وهدد بقديمه إلى المحاكمة بتهمة التفاوض سراً مع الأسرة المالكة التي سقطت، وكرهه الأحرار والمنشقون عن الكنيسة الذين وخزهم بسخريته وخزاً موجعاً، واجتنبه رجال الكنيسة لازدرائه اللاهوت المسيحي-بعد هذا كله فر إلى فرنسا (مارس 1715)؛ وانضم إلى جيمس الثالث، وأصبح وزير دولة لدولته التي لا وجود لها، وعاون على تنظيم تمرد استيوارتي في إنجلترا، واقترح غزوها من فرنسا. فأعرب البرلمان إدانته بالخيانة، وصادر ثروته، وحكم عليه بالإعدام. وأوشكت حركة رد الاستيوارتيين حتى تطيح بعرش جورج الأول، فالمحافظون الكارهون للهانوفريين لأنهم أحلاف غاصبون؛ وعامة الناس في إنجلترا، الراسخون في الولاءات القديمة، والتواقون سراً للأسرة المنفية؛ وطبقات إسكتلندة العليا والدنيا، الفخورة بأنها أعطت إنجلترا ملكاً اسكتلندياً، الضيقة أشد الضيق بقانون الاتحاد (1707) الذي قضى على البرلمان الاسكتلندي-كل أولئك كانوا على استعداد للتحريض على غزوة يقودها الشاب الذي اعترف به لويس الرابع عشر ملكاً شرعياً أوحد على إنجلترا.

وكان جيمس فرانسس ستيوارت قد بلغ الآن (1715) السابعة والعشرين، وإن عهده التاريخ باسم "المطالب المسنّ بالعرش". كان قد ربي في فرنسا، وأشربه الممضى الكاثوليكي مفهموه الرهبان ومعاناة أبيه جيمس الثاني إشراباً رفض معه حجة بولنبروك الذي زعم له أنه سيقوى الميل لأسرته في إنجلترا إذا هووعد باعتناق البروتستنتية. نطق له بولنبروك وهويحاوره، كيف من الممكن أن يمكن حمل الاسكتلنديين المشيخيين (أتباع كلفن)، والأنجليكان المحافظين، على تأييد رجل يأتي إلى عرشهم بالممضى الذي قاتلوا للإطاحة به وال قرن حافل بأشد الاضطراب،يا ترى؟ ولكن جيمس كان صلباً لا يلين، فصرح أنه يؤثر حتىقد يكون كاثوليكياً بغير عرش، على حتىقد يكون ملكاً بروتستنتياً. أما بولنبروك، البريء من الإيمان والمبادئ، فقد حكم على جيمس بأنه أصلح للرهبنة منه للملك(10). وكان البرلمان خلال ذلك (أغسطس 1714) قد عرض دفع 100.000 جنيه مكافأة لمن يقبض على جيمس الثالث إذا وطئ تراب بريطانيا.

ثم بدا حتى عاملاً شخصياً يحول الأحداث إلى خدمة قضية المطالب بالعرش، ذلك حتى جون ايرسكين، ايرل مار، كان وزيراً لشئون إسكتلندة في السنوات الأخيرة للملكة آن. فلما طرده جورج الأول، وضع الخطط لثورة استيوارتية في إنجلترا، ثم أبحر إلى إسكتلندة واستنفر الاسكتلنديين لينضووا تحت لواء ثورته (6 سبتمبر 1715) وظاهره نفر من النبلاء، فارتفع عدد قواته إلى ستة آلاف راجل وستمائة خيال؛ ولكن أدنبره وجلاسجووالسهول الجنوبية ظلت موالية للملك الهانوفري. وقررت الحكومة البريطانية الإعدام عقاباً للخيانة ومصادرة الملكية لجميع العصاة. وعبأت ثلاثة عشر ألف رجل، ودعت ستة آلاف آخرين للأسطول، ثم أمرت دوق آرجيل قائد حاميتي أدنبره وستيرلنج بأن يخمد التمرد. فالتقى بقوات مار عند شريفموير (13 نوفمبر 1715) في معركة لم يستطع أي الفريقين حتى يدعى لنفسه فيها نصراً حاسماً. وتقدمت قوة اسكتلندية أخرى في تهور إلى ثلاثين ميلاً من ليفربول بدلاً من حتى تنضم إلى مار، مؤملة عبثاً حتى تثير وتحمي حركات التمرد الاستيوارتية في المدن الإنجليزية. وفي برستون طوقها جيش حكومي وأكرهها على التسليم دون قيد أوشرط (14 نوفمبر).

ولا بد حتى جيمس الثالث كان على فهم بهذه الأحداث قبل حتى يقلع من دنكرك في 27 ديسمبر. وكان بولنبروك قد أنذره بأن ثورة استيوارتية لن تنشب في إنجلترا. ولكن المطالب بالعرش دفعة للمضي في هذه المغامرة إيمانه بالشرعية الإلهية لقضيته، مضافاً إليه 100.000 كراون من الحكومة الفرنسية وثلاثين أفلاً من الفاتيكان. فلما رسا على أرض إسكتلندة انضم إلى جيش مار في بيرث، ووضع الخطط لحفل تتويج مهيب في "سكون". ولكن صمته واكتئابه، وشكواه من أنه خدع في مدى انتشار التمرد، جميع أولئك لم يضف شيئاً إلى حماسة الاسكتلنديين، فشكوا بدورهم من أنهم لم يروه قط يبتسم، ونادراً ما سمعوه يتحدث(11). أضف إلى ذلك أنه كان يرتعد من الملاريا، ولم يحتمل شتاء الشمال. ورأى مار حتى جنده لا يصلحون للمعركة، فأمرهم بالتقهقر إلى مونتروز، وبحرق جميع المدن والقرى والمحاصيل في أثرهم لتعطيل آرجيل عن مطاردته. وأسف جيمس على هذا التدمير، وهجر نقوداً ليعوض بعض ما خسر أولئك الذين تضررت أملاكهم. فلما اقترب جيش آرجيل الذي كان متفوقاً جداً من مونتروز فر جيمس، ومار، وغيرهما من قادة الثورة مسرعين إلى الساحل، وأبحروا إلى فرنسا (4 فبراير 1716). واستسلمت القوات الثائرة أوتفرقت في جميع مكان.

ورحل معظم الأسرى ليخدموا عبيداً في المستعمرات، وأعدم سبعة وخمسون، وتقرر إعدام اثني عشر نبيلاً اسكتلندياً التجأوا إلى فرنسا، إذا عادوا منها. وكان جيمس قد راوده الأمل في حتى يرسل فليب أورليان جنوداً يخفون لنجدته في إسكتلندة، ولكن فرنسا كانت الآن تفكر في التحالف مع إنجلترا، فحث جيمس على حتى يرحل عن أرض فرنسا. ومن ثم أقام حيناً في أفنيون البابوية، ثم في روما. وبقي ولنبروك في فرنسا حتى 1723، وإذ كان يجيد الفرنسية فإنه انطلق على سجيته في الصالونات بين الفلاسفة. وكان يحذق جميع شيء إلا السياسة، فاقتنى أسهماً في مشروع لو، ثم باعها بربح كبير قبل حتى تنفجر "الفقاعة". وإذ كان قد هجر زوجته في إنجلترا، فإنه اتصل اتصالاً كادقد يكون شريفاً بماري ديشان دمارسيي، وهي مركيزة فيليت الأرملة. وكانت في الأربعين، وهوفي الثامنة والثلاثين. وكانت ككثيرات جداً من النساء الفرنسيات قد احتفظت بجاذبيتها مع أنها فقدت بعض جمالها، ولعل تهذيبها وحيويتها وذكاءها هوما جذبه إليها، فعشقها، ولما ماتت الليدي بولنبروك تزوج المركيزة، ومضى ليعيش معها في لاسورس. وهناك زاره فولتير كما تجاوز القول (1721)، نطق الفيلسوف الشاب "وجدت في هذا الإنجليزي الشهير جميع فهم أمته، وكل أدب أمتنا(13)".


بولنبروك

بولن‌بروك صُوِّر بجانب إيرل أكسفورد، مع پورتريه فرانسس أتربري. النقش مبني على رسم بريشة گودفري نلر.

وكانوا خصوماً كثيرين متنوعين. فتآمرت جماعة منهم ما زالت متشيعة لأسرة ستيوارت، مع المطالب بالعرش، وسنراها بعد قليل تنتشي بمغامرة "الأمير الجميل الشاب تشارلي "Bonnie Prince Charlie". و"شلة" أخرى راحت ترقص حول فردريك لويس، أمير ويلز (ولي العهد)، عدوالملك ووريثه. وكان أعظم كتاب العصر الإنجليز يناوئون الوزير-سويفت، وبوب، وفيلدنج، وآربتنوت، وطومسن، وأكينسايد، وجاي؛ تهكموا بسلوكه، وفضحوا أخلاقه، وعابوا سياساته، ولاموه على بتر تلك المعونة السخية التي كانت تغدق على المؤلفين والتي تفردت بها الحكومة في عهد وليم الثالث والملكة آن. أما المحافظون المتعطشون لرحيق المنصب فقد استعدوا عليه أصحاب السلطان سراً، واستعانوا بالشعراء وأثاروا ثائرة البرلمان في عزمهم على حتى يخلفوا هذا الوزير الشبيه بفولستاف على مزود الوزارة. وعبر وليم بلتني، وتشسترفيلد، وبت الصاعد، بأصواتهم عن قضيتهم، ودافع عنها بولنبروك في غير هوادة بقلمه القتال.

العفووالعودة

وكان بولنبروك قد نال في 1723 عفواً ملكياً يسمح له بالعودة إلى إنجلترا واستعادة أملاكه، ولكنه أبعد بنفوذ ولبول عن ناصب الدولة وعن عضوية البرلمان باعتباره رجلاً تعددت خياناته وشك في ولائه. على حتى هذا لم ينتقص من سلطانه. ففي بيته بلندن التقت صفوة إنجلترا، مفتونة بوسامته وألمعيته وعبير اسمه. هناك، وفي بيته الريفي، راح يتراشق بالسخريات مع سويفت، وبالهرطقات مع بوب، وبالأغاني الشعبية مع جاي؛ وهناك أفضل ناضل ليوحد بين المحفظين الجياع وبين الأحرار الذين لم يظفرهم بما يشبعهم من الرشا، في معارضة متكتلة ضد ولبول؛ وهناك نظم محرري وبرنامج مجلة-سميت أولاً (1726) "السيد الريفي" ثم "الفنان"-راحت تكيل اللطمات، أسبوعاً بعد أسبوع، لكل شيء صنعه ولبول أوأراد حتى يصنعه. وخط بولنبروك بقلمه أشد الموضوعات أذى، وهي أروع نثر سياسي شهده العصر بعد اضمحلال سويفت. وقد أهدى سلسلة من تسعة عشر خطاباً (1733-34) "رسالة في الأحزاب"-إلى ولبول تهكماً منه. خط تشسترفيلد لابنه يقول "لم أكن أعهد مبلغ قوة اللغة الإنجليزية حتى قرأتها(36)".

هنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك

أما آفة بولنبروك فكانت خلقه. فلقد كان أدبه الجم (وهوناموسه الخلقي الوحيد) يفارقه إذا أحبطت مشيئته أوعورضت آراؤه. وفي يونيو1735 تشاجر مع بلنتي الزعيم الأسمى للمعارضة وعاد غاضباً إلى فرنسا. وهناك استقر مع مركزيته قرب فونتنبلووواسى جراحه بالفلسفة. وفي كتابه "رسائل في دراسة التاريخ وفائدته" (الذي ألفه في 1735) وصف التاريخ بأنه معمل هائل أجرت فيه الأحداث تجارب لا حصر لها على الرجال، والاقتصاد، والدول، ومن ثم كان خير مرشد إلى طبيعة البشر، وأذن فالي تفسير الحاضر والتنبؤ بالمستقبل. "إن التاريخ هوالفلسفة التي تفهم بالمثال... فنحن نرى الرجال بطولهم الكامل في التاريخ(37)". وينبغي "أن نعكف عليه بروح فلسفية" وألا يقتصر همنا على فهم الأسباب والآثار والنتائج المتماثلة، بل نجاوز هذا إلى الطرق التي تبين إلى الآن أنها معينة على تطور البشر وسعادتهم(38). والعقبة في مثل هذه الدراسات هي "أن قليلاً من خط التاريخ يخلومن الأكاذيب، وليس بينها كتاب يخلومن الأخطاء.. ولقد سرت روح الكذب من المؤرخين الكنسيين إلى غيرهم(39)". ولكن قد يستطيع الطالب القوي العزم بلقاءة كاذب بآخر حتى يشق طريقه بينهما إلى الحقيقة. وفي 1736 عاد بولنبروك إلى حلبة السياسة بكتابه "رسائل في الروح الوطنية" الذي هاجم فساد حكومة ولبول ونادى إلى روح جديدة من الولاء المنكر للذات في السياسة الإنجليزية.

"لا مونتيني وهويخط "منطقاته"، ولا ديكارت وهوبني عوالم جديدة، ولا... نيوتن وهويكتشف ويرسي القوانين السليمة للطبيعة على التجربة وعلى هندسة رفيعة، لا أحد من هؤلاء شعر بابتهاج عقلي أكثر من الوطني الصادق الذي يسخر جميع قوة فهمه، ويوجه جميع أفكاره وأفعاله، لخير وطنه(40)".

وتطلع أمله إلى الجيل الأصغر. فلما زار إنجلترا في 1738 سعى إلى صداقة الأمير فردريك لويس، ولي العهد، الذي كان الآن يقود حركة المعارضة لولبول. ووجه بولنبروك إلى سكرتير فردريك الخاص أشهر خطه وهو"مفهوم الملك الوطني". وقد توفي فردريك في 1751، ولكن ابنه، وهوالذي سيصبح جورج الثالث، استقى من هذه الصفحات بعض مواد عقيدته السياسية(41). وكان الموضوع في جوهره دعوة لنظام ملكي خير كذلك سيحلم به فولتير و"الفلاسفة" في الجيل التالي. فقد زعم بولنبروك حتى إنجلترا قد تردت في هوة لا يقوى على انتشالها منها سوى ملك يرتفع فوق الشيع والأحزاب، لا بل فوق البرلمان، ملك يقبض على زمام السلطة، ويعاقب الرشوة، ويحكم كما يملك. ولكن الملك الوطني سينظر إلى سلطته لا على أنها حق إلهي بل أمانة عامة؛ لا مطلقة، بل مقيدة بالقانون الطبيعي وحريات رعاياه وحرية الصحافة وتنطقيد المملكة؛ وسيحكم على جميع المسالك حسب تأثيرها في رخاء الشعب وسعادته(42). سيشجع التجارة باعتبارها أبرز مصدر لثروة الأمة؛ وسيقي البحرية في بريطانيا باعتبارها الحارس للاستقلال القومي ولتوازن القوى في القارة.

كان "مفهوم الملك الوطني" محاولة لبناء حزب حديث من المحافظين يلبس مبادئ الأحرار ويتألف من المحافظين الذين أقصوا عن الحكم والأحرار الساخطين؛ حزب يرفض الولاء للاستيوارتيين، يستهدف التوفيق بين الأرض والتجارة، وبين الإمبراطورية والحية، وبين الخدمة العامة والثروة الخاصة . فلما نشر الموضوع (1749) أصبح الصيحة التي احتشد حولها الشباب المتحمس الذين تطلعوا إلى الملكية بوصفهم "أصدقاء الملك" لتطهر حكومة إنجلترا. وقد شكل الفلسفة السياسية لصموئيل جونسن وبت الأب والابن. وأوحى بالمحافظة اللبرالية التي دان بها بنيامين دزرايلي، الذي أشاد كتابه "دفاع عن الدستور الإنجليزي" (1835) ببولنبروك أباً للديمقراطية المحافظة، والرجل الذي أرسي بإعادة تنظيمه العقل العام تنظيماً كاملاً الأساس لعودة المحافظين على الحكم(44)". لقد كان تأثير بولنبروك ودزرايلي هوالذي صب من حديث حزب التورى المهزوم ليخرج منه حزب "المحافظين" التقدمي في إنجلترا اليوم.


الانزلاق إلى الحرب

وخلال ذلك تعاونت نادىية بولنبروك مع تلك الروح المقاتلة، التي اتسم بها برلمان تسلط المال على تفكيره، على إنهاء حكم ولبول الطويل وكان الوزير الحذر، الذي أقم سلطته على صون السلام، ينفر من التورط في خصومات مع الدول الأجنبية، فاتفق مع الكردينال فلوري-الذي كان يحكم فرنسا وفق مبادئ مماثلة-على الاحتفاظ أطول ما يستطاع بالسلام الذي أرسته معاهدة أوترخت، وهجر فيما عدا ذلك إدارة العلاقات الخارجية لأخيه الكفء أوراتيو. ولكن احتفاظ إنجلترا بجبل طارق، وتنافس إنجلترا وأسبانيا على السيطرة على أمريكا والبحار، ولدا عنفاً أشد بمضي الزمن. وكان جورج الأول ووزيره ستانهوب قد أكدا لفليب الخامس ملك أسبانيا في يناير ويونيو1721 حتى إنجلترا ستتخلى عن جبل طارق حالما تسمح بذلك مالية بريطانيا ويرتضيه مزاج البرلمان. ولكن الشعب البريطاني أبى حتى يرتضي هذا الاستسلام(45). فلنتابع الآن الرواية الإنجليزية في كيفية انزلاق إنجلترا إلى الحرب، فهي تبين غلوالجماهير في وطنيتهم ونزاهة المؤرخين البريطانيين(46).

وفاته

كان اعتناق بولنبروك للربوبية سراً مخفي وعدوى متفشية في الطبقة الأرستقراطية. ففي كتاباته التي حبسها عن النشر في حياته صوّب قدحه المفعم بالازدراء إلى جميع الفلاسفة تقريباً فيما عدا بيكون ولوك. فلقب أفلاطون بأبي الكذب اللاهوتي، وسمي القديس بولس "حالماً متعصباً" وليبنتز "مشعوذاً كيميائياً(23)" والميتافيزيقيين "مجانين مثقفين" ووصف جميع القائلين بتميز النفس عن الجسد بأنهم(24) "معتوهون روحيون" وسخر من العهد القديم لأنه خليط من الهراء والأكاذيب(25). ولقد صرح بإيمانه بالله، ولكنه رفض ما بقي من العقيدة المسيحية. فكل الفهم عنده نسبية وغير يقينية. يقول: "ينبغي لنا دائماً حتى نكون غير مؤمنين... ففي الدين، والحكم، والفلسفة، ينبغي حتى نتشكك في جميع شيء مقرر(26)" وألقى وراء ظهره بآخر تعزيات الشكاك وهي الإيمان بالتقدم؛ فكل المجتمعات تمر بدورات "من النشوء إلى الفساد، ومن الفساد إلى النشوء(27)".

في 1744، كان منهمكاً في مساعدة مفاوضات تأسيس ادارة جديدة ذات "قاعدة عريضة"، ولم يُظهر أي تعاطف مع التجريدة اليعقوبية في 1745. فقام بترشيح مـُعلـِّماً للأمير جورج، الذي أصبح فيما بعد جورج الثالث. وفي حوالي 1749، خط Present State of the Nation، وكانت مَلزمة غير كاملة.

وفي 1744 ورث بولنبروك ضيعة الأسرة في باترسي، وغادر فرنسا لينفق هناك آخر سني صراعه مع السقم واليأس. وهجره أصحابه القدامى لانهيار نفوذه السياسي وحدة طبعه. وأنهى موت زوجته الثانية (1750) اهتمامه بشئون البشر، "في جميع سنة ازداد عزلة في هذه الدنيا(28)" وهذا عقاب الأنانية. وفي 1751 ابتلى بالسرطان الذي انتشر في وجهه فأملي وصية تتسم بالتقوى، ولكنه رفض حتى يسمح لأي قسيس بالاهتمام بروحه(29).

وقد سجل فيليپ ستانهوپ، إيرل تشسترفيلد الرابع آخر الحدثات التي سمعها منه: "God who placed me here will do what He pleases with me hereafter and He knows best what to do".

ومات في 12 ديسمبر 1751، عن عمر 73 سنة، بعد ستة شهور من العذاب، بغير أمل لا لنفسه ولا للبشر. لقد أخذ اضمحلال الإيمان الديني يولد ذلك التشاؤم الذي سيصبح العلة الخفية التي تبتلي بها النفس العصرية.

وقد دُفن مع زوجته الثانية في كنيسة الأبرشية في باترسي، where a monument with medallions and inscriptions composed by Bolingbroke was erected to their memory.

السقط

پورتريه هنري سانت جون، منسوبة للرسام جوناثان رتشاردسون.

أعماله

  • Lashmore-Davies, Adrian C., ed. "The Correspondence of Henry St. John and Sir William Trumbull, 1698-1710," Eighteenth-Century Life 32, no. ثلاثة (2008), pp. 23–179.
  • Parke, G., ed. The Letters and Correspondence of Henry St John, Lord Viscount Bolingbroke. أربعة vols. 1798.
  • Dickinson, H. T., ed. "The Letters of Henry St. John to the Earl of Orrery, 1709-1711" Camden Miscellany, vol. XXVI. Camden Fourth Series. Volume 14 (London: The Royal Historical Society, 1975), pp. 137–199.
  • H. T. Dickinson (ed.). "Letters of Bolingbroke to the Earl of Orrery, 1712-13," Camden Miscellany, Vol. XXXI. Camden Fourth Series. Volume 44 (London: The Royal Historical Society, 1992), pp. 349–371.
  • , new ed., Vol. 1 (London, 1809).
  • , new ed., Vol. 2 (London, 1809).
  • , new ed., Vol. ثلاثة (London, 1809).
  • , new ed., Vol. أربعة (London, 1809).
  • , new ed., Vol.خمسة (London, 1809).
  • , new ed., Vol.ستة (London, 1809).
  • , new ed., Vol.سبعة (London, 1809).
  • , new ed., Vol.ثمانية (London, 1809).
  • The Works of Lord Bolingbroke, Vol 1. University Press of the Pacific, 2001. ISBN 0-89875-352-X
  • Armitage, David, ed. Bolingbroke: Political Writings (Cambridge Texts in the History of Political Thought). Cambridge University Press, 1997. ISBN 0-521-58697-6
  • The Philosophical Works of the Late Right Honourable Henry St John, Lord Viscount Bolingbroke, ثلاثة vol. 1776, reprint 2005. ISBN 1-4212-0061-9
  • Jackman, S. W., ed. The Idea of a Patriot King. Indianapolis, 1965.


الهامش

  1. ^ See e.g., Henry St. John Viscount Bolingbroke, "Letters or Essays Addressed to Alexander Pope: Introduction," (Philadelphia: Carey and Hart, 1841) Vol 3, pp. 40-64. Also available on Project Gutenberg as "Letter to Alexander Pope" in .
  2. ^ D'Holbach, Baron. Good Sense paragraph 206

للاستزادة

  • Barrell, Rex A. Bolingbroke and France (1988)
  • Biddle, Sheila. Bolingbroke and Harley. London. Allen & Unwin, 1975. ISBN 0-04-942138-7
  • H. T. Dickinson, Bolingbroke (London: Constable, 1970). ISBN 0-09-455690-3; the standard political biography
  • Fieldhouse, Henry N. "Bolingbroke and the Idea of Non-Party Government," History (1938) 23:46+
  • Gerrard, Christine. The Patriot Opposition to Walpole: Politics, Poetry, and National Myth, 1725–1742 (1994).
  • Douglas, Sir Harkness. Bolingbroke: The Man and His Career (1957), biography
  • Hammond, Brean S. Pope and Bolingbroke: A Study of Friendship and Influence (1984)
  • Hart, Jeffrey. Viscount Bolingbroke (1980)
  • Hassall, Arthur. Life of Viscount Bolingbroke (2006). Originally published 1889.
  • Hearnshaw, F. J. C. Bolingbroke and Progressive Conservatism, Kessinger Publishing (2005) ISBN 978-1-4254-6195-9. Originally published as a chapter in Hearnshaw's Some Great Political Idealists of the Christian era (1937)
  • Kramnick, Isaac. Bolingbroke and His Circle: The Politics of Nostalgia in the Age of Walpole (1992); political philosophy
  • Kramnick, Isaac. "An Augustan Reply to Locke: Bolingbroke on Natural Law and the Origin of Government," Political Science Quarterly Vol. 82, No. أربعة (Dec., 1967), pp. 571–594 in JSTOR
  • Harvey Claflin Mansfield. Statesmanship and party government;: A study of Burke and Bolingbroke (1965)
  • Pocock; J. G. A. The Machiavellian Moment: Florentine Political Thought and the Atlantic Republican Tradition. (1975)
  • Sichel Walter. Bolingbroke And His Times, 2 vols. (1901–02) , ; old fashioned narrative
  • Varey, Simon. Henry St John, Viscount Bolingbroke (Twayne's English Authors Series) (1984), short summary
  • Zagorin, Perez. “The Court and the Country: A Note on Political Terminology in the Earlier Seventeenth Century," English Historical Review (1962) 77;306-11 in JSTOR

المصادر

  • ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • نطقب:A Short Biographical Dictionary of English Literature

الهامش

وصلات خارجية

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بهنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك، في فهم الاقتباس.
  • أعمال من Henry St John, Viscount Bolingbroke في مشروع گوتنبرگ
  • Works relating to Henry St John, Viscount Bolingbroke at the Internet Archive
  • Royal Berkshire History: Henry St John, Viscount Bolingbroke
  • پورتريهات Henry St John, 1st Viscount Bolingbroke في معرض الپورتريه الوطني، لندن
  • Archival material relating to هنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك listed at the UK National Register of Archives
پرلمان إنگلترة
سبقه
Henry Pinnell
Henry St John
عضوالبرلمان عن Wootton Bassett
with Henry Pinnell 1701
Thomas Jacob 1701-1702
Henry Pinnell 1702-1705
John Morton Pleydell 1705-1706
Francis Popham 1706-1707

1701-1707
تبعه
Parliament of Great Britain
پرلمان بريطانيا العظمى
سبقه
Parliament of England
عضوالبرلمان عن Wootton Bassett
with Francis Popham

1707-1708
تبعه
Francis Popham
Robert Cecil
سبقه
Francis Popham
Robert Cecil
Member for Wootton Bassett
with Richard Goddard

1710
تبعه
Richard Goddard
Edmund Pleydell
سبقه
Richard Neville
Sir John Stonhouse, Bt
عضوالبرلمان عن Berkshire
with Sir John Stonhouse, Bt

1710-1712
تبعه
Sir John Stonhouse, Bt
Robert Packer
مناصب سياسية
سبقه
George Clarke
Secretary at War
1704-1708
تبعه
Robert Walpole
سبقه
Henry Boyle
Secretary of State for the Northern Department
1710-1713
تبعه
William Bromley
سبقه
The Earl of Dartmouth
Secretary of State for the Southern Department
1713-1714
تبعه
James Stanhope
ألقاب فخرية.
سبقه
The Earl Rivers
Lord Lieutenant of Essex
1712-1714
تبعه
The Earl of Suffolk
Peerage of Great Britain
لقب حديث Viscount Bolingbroke
1712-1751
تبعه
Frederick St John


تاريخ النشر: 2020-06-04 18:44:18
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Persondata templates without short description parameter, مواليد 1678, وفيات 1751, أشخاص من بكل‌بري, أشخاص من باترسي, وزراء دولة بريطانيون, Lord-Lieutenants of Essex, أعضاء پرلمان إنگلترة (قبل 1707), أعضاء پرلمان بريطانيا العظمى عن الدوائر الإنگليزية, British MPs 1707–1708, British MPs 1708–1710, British MPs 1710–1713, Viscounts in the Peerage of Great Britain, Recipients of British royal pardons, زملاء الجمعية الملكية, يعاقبة إنگليز, أسرة سانت جون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إسلام سليماني يؤكد: عمورة مستقبل الكرة الجزائرية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-23 00:26:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

بعد الحادث المميت لمولودية البيض: الكــرة الجزائـــرية في حــــداد

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-23 00:25:15
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

وصول بلماضي وأعضاء الطاقم

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-23 00:26:09
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

يوسف عطال يصرح: لم أخطئ وجاهز للمحفل القاري

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-23 00:26:03
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

بعد تألقه اللافت مع ليل: بن طالب ضمن التشكيلة المثالية لمرحلة الذهاب

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-23 00:26:05
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

جدة: نادي مانشستر سيتي يتوج بلقب كأس العالم للأندية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-12-23 00:26:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 70%

تحميل تطبيق المنصة العربية