هجري بن عبد الله آل سعود

الإمام هجري بن عبدالله بن محمد آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية ولد عام 1183 هـ في الدرعية وهوجد حكام آل سعود وهوأول من استلم الحكم من فرع عبد الله بن محمد بن سعود حيث كان الحكم لفرع عبد العزيز بن محمد بن سعود ثاني حاكم آل سعود وهما ابني محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى عهد الإمام هجري بشجاعته ورجاحة عقله وحسن تصريفه للأمور.

حياته قبل تأسيس الدولة

تولى إمارة الرياض في عهد ابن عمه الإمام سعود بن عبد العزيز سنة 1225 هـ وحارب مع القوات السعودية حتى سقطت الدولة السعودية عام 1233 هـ بعد استسلام الإمام عبد الله بن سعود لإبراهيم باشا ولجأ إلى الصحراء أثناء مطاردة إبراهيم باشا لآل سعود وأسروا جميع أسرة آل سعود وآل الشيخ وكان الوحيد الذي لم يأسر منهم وإتجه إلى بلدة الحلوة جنوب الرياض سنة 1236 هـ ومضى إبراهيم باشا مع أسرى آل سعود ومنهم أبناء الإمام هجري بن عبدالله ومنهم فيصل بن هجري مع أسرى آل الشيخ ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ إلى مصر وبقيت ست حاميات في الرياض والخرج والدلم وعنيزة والزلفي ومنفوحة.

بعد خروج إبراهيم باشا تمكن محمد بن مشاري بن معمر الذي كان ابن أخت الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود من السيطرة على الدرعية لكونه قريب من فرع عبد العزيز بن محمد بن سعود وأوفد إبنه مشاري بن محمد بن معمر إلى الرياض وضمها إليه.

مبايعة الإمام هجري للأمير مشاري بن سعود

واستطاع الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز أخوالإمام عبد الله بن سعود آخر حكام الدولة السعودية الأولى الهرب من الحامية في ينبع ومضى إلى الدرعية واستقبله أهلها بالترحاب وتنازل محمد بن مشاري بن معمر عن الحكم للأمير مشاري بن سعود

فهم مشاري بن سعود بوجود هجري بن عبد الله في الحلوة فجعله أميراً على الرياض واتىت الوفود من الوشم وسدير والمحمل والخرج مبايعة الأمير مشاري بن سعود على السمع والطاعة ولكن محمد بن مشاري بن معمر ندم على تنازله للحكم لمشاري بن سعود فاستأذن من الأمير مشاري بزيارة أقاربه في سدوس ومضى إلى فيصل بن وطبان الدويش زعيم قبيلة مطير وغبوش آغا قائد الحامية العثمانية في عنيزة طالباً عونهم في الإطاحة بمشاري بن سعود وكسب تأييدهم.

تمرد ابن معمر على الأمير مشاري بن سعود

وصل محمد بن مشاري بن معمر إلى الدرعية وتمكن من القبض على مشاري بن سعود وأوفده إلى جماعته في سدوس وزحف إلى الرياض وتظاهر الإمام هجري بن عبد الله بالخوف وقام بالهرب إلى ضرماء وأقام بها فترة من الوقت انضم إليه خلالها عدد كبير من أهالي ضرماء.

قام الإمام هجري بن عبد الله بجمع أنصاره وهاجم الدرعية وقبض على محمد بن مشاري بن معمر وهاجم الرياض وقبض على مشاري بن محمد بن معمر واشترط عليهما الإمام هجري حتى يطلقا سراح الأمير مشاري بن سعود لقاء الإفراج عنهما ولكن جماعته خافوا من انتقام العثمانيين وسلموا الأمير مشاري بن سعود إلى غبوش آغا الذي سجنه في عنيزة وتوفي في السجن عام 1336 هـ وقام الإمام هجري بن عبدالله بقتل محمد بن مشاري بن معمر وابنه مشاري بن محمد بن معمر في الرياض لأنهما تسببا في اغتال الأمير مشاري بن سعود.

توليه الحكم (الفترة الأولى)

حاول فيصل بن وطبان الدويش ومعه غبوش آغا قائد الحامية العثمانية في عنيزة حصار الإمام هجري بن عبد الله في الرياض ولكن الإمام هجري قاوم مع جماعته ففشل الحصار وغضب محمد علي باشا وأوفد جميع القوات العثمانية إلى الرياض بقيادة حسين بك وعندما شاور الإمام هجري أصحابه شاروا عليه حتى ينسحبوا من الرياض إلى بلدة الحلوة جنوب الرياض في الليل متسللين ونجحت الفكرة وسحب الإمام أنصاره من قصر الحكم بالرياض إلى بلدة الحلوة دون خسائر وبدون فهم العثمانيين الذين اعتقدوا أنه فر إلى الاحساء.

ظل الإمام هجري بن عبد الله ثلاث سنوات في بلدة الحلوة يجمع أنصار آل سعود حتى تمكن من هزيمة حاميتي الرياض ومنفوحة في وقت قياسي وفرح سكان نجد وثاروا على بقية الحاميات الست وهزموها وأسروا الباقين الذين وافق الإمام هجري بن عبدالله على العفومنهم بشرط مغادرة نجد إلى الحجاز.

مبايعة الإمام هجري حاكماً (الفترة الثانية)

وبويع بالإمامة سنة 1240 هـ في الرياض بعد حتى كان الحكم لفرع عبد العزيز بن محمد بن سعود وعارضه عدة قبائل أهمها قبيلة مطير بقيادة فيصل بن وطبان الدويش الذي ساند ابن معمر عليه ولكنه تمكن من هزيمتهم مع جميع القوات العثمانية في نجد وأصبحت نجد كلها تحت حكم الإمام هجري بن عبد الله عام 1243 هـ.

هرب الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ سنة 1241 هـ من مصر ورحب به الإمام هجري وأصبح مفتي الشؤون الدينية في نجد كما هرب ابنه فيصل بن هجري من السجن سنة 1343 هـ وأصبح الساعد الأيمن لوالده في الشؤون العسكرية.

وتمكن خلال فترة حكمه من تحقيق الأمن كما ضم منطقة الاحساء خصوصاً بعد معركة السبية التي انتصر فيها ابنه فيصل بن هجري على محمد بن عريعر وأخيه ماجد بن عريعر حكام الاحساء من بني خالد سنة 1245 هـ.

اغتياله

كان مشاري بن عبد الرحمن من أفراد آل سعود التي نفيت كان خاله الإمام هجري بن عبد الله يقدره وعندما استطاع الهرب أكرمه خاله هجري وولاه إمارة منفوحة ولكن الإمام هجري عزله بعد وشاية تفيد بأنه يريد إغتيال الإمام هجري وحقد مشاري على خاله الإمام هجري، وبعد عام قام الإمام هجري بمحاربة إحدى القبائل في شمال الرياض وعندما مضى مشاري إلى الرياض أعرب تمرده على الإمام ولكن فوجئ بأن سكان الرياض كانوا مع خاله هجري بن عبدالله فهرب مشاري إلى مكة وطلب مساعدة الأشراف ولكنهم خافوا من الإمام هجري نظراً لقوته ومضى إلى بلدة المذنب وطلب من أعيان منطقة القصيم كلهم التوسط عند الإمام هجري فعفا عنه وأعطاه بيتاً وأولاه على منفوحة مرة أخرى. خطط مشاري لقتله في ساحة مسجد الرياض مستغلاً غياب أفراد أسرته خصوصاً ابنه فيصل بن هجري الذي كان في القطيف.

وفي 30 ذوالحجة 1249 هـ أعد مشاري بن عبد الرحمن كميناً مع ستة من عبيده في جامع الرياض (جامع الإمام هجري بن عبد الله حالياً)وعندما خرج الإمام هجري بن عبد الله من المسجد طعنه العبد إبراهيم بن حمزة أحد عبيد مشاري ومات شهيداً بعد عشرة سنين من إعادة بناء الدولة السعودية الثانية وبعدها أشهر مشاري بن عبد الرحمن سيفه مع عبيده وقام بتهديد الناس ودخل قصر خاله ونادى الناس للبيعة لكنه لم يتمتع بالحكم أكثر من أربعين يوم حيث فوجئ بعودة فيصل بن هجري وقتله سنة 1250 هـ.