معاهدة السلام بين إبلا وأبرسال
معاهدة السلام بين إبلا وأبرسال أبرمت حوالي عام 2420 ق.م. بين مملكة ماري ودولة أبرسال التي أصبحت خاضعة لها، وكلتاهما في الهلال الخصيب. وهي أقدم معاهدة سلام معروفة في التاريخ وتسبق بنحو1100 سنة معاهدة السلام المصرية الحيثية المبرمة في 1230 ق.م.. صيغة المعاهدة تشبه المعاهدات الحيثية اللاحقة الشهيرة.
حوالي عام 2420 ق.م.، كان يطلق على الملك إبلول-إل لقب ملك ماري أبرسال. وزير إبلا إبريوم (القرن 24 ق.م.) أخرج حملة على مدينة أبرسال في عهد الوزير أروكوم. وأسفرت الحملة عن توقيع معاهدة السلام بين إبلا وأبرسال في عام 2420 ق.م.
نص المعاهدة يضم: المعاهدة تضم بنود عامة مثل
- "أبناء أبرسال وكذلك بنات أبرسال يفترض أنقد يكون عبيداً لإبلا." (السطور 455-474).
وتسوق المعاهدة تعريفاً للسيادة يعتمد على ترسيم الحدود لكل دولة، والتحكم في حركة الأفراد والبضائع بين البلدين.
المعاهدة تحكم العلاقات بين دولتي إبلا وأبرسال، الواقعتين في أعالي بلاد الرافدين. وتذكر المعاهدة نقل البضائع، بما في ذلك زيت الزيتون والنبيذ، بالسفن النهرية وبرياً على ظهور الحمير.
وقد عثر عليها عالم الآثار الإيطالي پاولوماتييه في أرشيف الدولة لمملكة إبلا، في عام 1975.
نص المعاهدة
الترجمة: ماريا جوڤانا بيگا. الطبعة الأخيرة: پليوفرونزارولي:
هذه هي أقدم معاهدة وصلت لنا. أُبرمت بين إگريش-حلب، أحد آخر ملوك إبلا وملك أبرسال وكُتبت باللغة الإبلاوية مع كثير من الحدثات السومرية على لوح طيني ضخم. من المرجح حتى مدينة أبرسال كانت تقع على نهر الفرات أوفي وادي بـَليخ، شرق الفرات. مدينة كبلول وحصونها كانت تابعة لملك إبلا. مدن زخر وأوزيلادووحصونهم يتبعون ملك إبلا. مدينة گـُدَدالوم وحصونها كانت تابعة لملك إبلا. جميع الحصون الأخرى الواقعة تحت سيطرة ملك إبلا تتبع ملك إبلا: جميع الحصون الواقعة تحت سيطرة ملك أبرسال تتبع ملك أبرسال. كركميش (جرابلس) تتبع ملك إبلا. تينـّووحصونها تتبع ملك إبلا. أرگا تتبع ملك إبلا. لـَدَرنوتتبع ملك إبلا. دارّولابا تتبع ملك إبلا.
گيرادّا وحصونها تتبع ملك إبلا. ألاشونه تتبع ملك إبلا. جميع الحصون في هذه المنطقة الثانية والتي تقع تحت سيطرة ملك إبلا تتبع ملك إبلا؛ وتلك الواقعة تحت سيطرة ملك أبرسال تتبع ملك أبرسال.
من يهين الملك، أويهين الآلهة، أويهين البلاد سيموت. وإذا ما كان شخصاً هاماً في أبرسال، فسوف تضطر إبلا إلى تسليمه؛ وإذا كان ذا سلطة في أبرسال، فسوف تطبق عليه أبرسال نفسها عقوبة الموت. إذا كان شخصاً هاماً في إبلا، فسوف تطبق عليه إبلا نفسها عقوبة الموت. إذا كان الشخص المذنب أحد الزعماء، فسوف يدفع غرامة خمسين خروف. أما إذا كان قائداً لحصن تم غزوه يفترض أن يتنازل عن ممتلكاته ...
الرسل القادمون يمكنهم البقاء مدة عشرين يوماً وسيستهلكون ما يقيم أودهم لقاء ما لاقوه من وعثاء السفر. إذا أرادوا البقاء لفترة أطول، عمليك حتى تزودهم يمزيد من المال من أجل الرحلة. في حالة تأخر الرسول، القائد الذي غزا الحصن، ... سيقومون بإرجاع الثيران والخراف التي حصلوا عليها. الرسل الذين يحصلون على هبة لا يكافأون بالمال من أجل رحلة العودة.
إذا ما تحدثت، سينصت لك ملك إبلا؛ وإذا لم تتحدث، فأنت مخالف للمعاهدة.
على ملك أبرسال إعطاء الماء للمسافرين عندماقد يكونوا في بلاده حسب طلبهم؛ إذا لم يعمل فيعتبر مخالفاً للمعاهدة.
إذا كان قام رجل من أبرسال بذبح ثيران تابعة لملك إبلا، فسوفقد يكون مخالفاً للمعاهدة...
بالنسبة للدفعات التي يجب على إبلا حتى تعيدها لأبرسال والدفعات التي يجب على أبرسال حتى تعيدها إلى سلطة إبلا، يتوجب عليك ألا ترسل أي إنسان لرؤية إنسان آخر عدا تير (الوسيط موضع ثقة الملك). إذا ما أصيب تير بسقم شديد عليك حتى ترسل هذا الشخص بصفة مباشرة إلى الملك؛
إذا لم ترسله إلى الملك، ستكون مخالفاً للمعاهدة.
هكذا يقول ملك إبلا إلى أبرسال:
أولئك الأشخاص من كاكميوم، من خازوان، ومن نيرار، الذين هم حلفائي، ستسمح لهم بالسفر عبر بلادك ليومين أوثلاثة أيام؛ إذا لم تسمح لهم بالسفر، ستكون مخالفاً للمعاهدة.
إذا سمعت بمؤامرة سيئة، عمليك حتى ترسل رسولاً في أسرع وقت ممكن. وإذا كنت في رحلة طويلة، لن بحاجة لإرسال رسول؛ لكن إذا كنت في الوطن وسمعت بمؤامرة سيئة ولم ترسل رسول، ستكون مخالفاً للمعاهدة.
يمكن لإبلا التجارة عبر النهر نحوأبرسال؛ لكن لا يمكن لأبرسال التجارة عبر النهر نحوإبلا. من الممكن إيجاد مكان من أجل بضائع إرسال على متن السفينة الكبيرة ويمكن لكبير التجار حتىقد يكون على متن سفينة أصغر. فيما يتعلق بتجار إبلا، ستسمح أبرسال لهم بالعودة. فيما يتعلق بتجار أبرسال، ستسمح لهم إبلا بالعودة.
بالنسبة لإله إبلا، فسيقام له معبداً أيضاً في أبرسال؛ وسيـُقدّم له، جميع عام، ثوراً وكبشاً؛ إذا لم تعمل ذلك، ستكون مخالفاً للمعاهدة.
إذا ما كان عيد شهر إيسي، وقام إنسان من أبرسال بقتل آخر من إبلا في شجار، سيدفع القاتل قصاص قيمته خمسين كبشاً. وإذا ما اغتال إنسان من إبلا آخر من أبرسال في شجار، سيدفع القاتل خمسين كبشاً. إذا قتله بخنجر من أموروولم تتوفر ثيران وحمير، فتـُدفـَع الدية بالخراف بدلاً منها. وإذا لم تتوافر الخراف، تـُدفـَع الدية بالحـَمام.
عندماقد يكون ابن رجلٍ من أبرسال أوابنة رجلٍ من أبرسال عبيداً لرجل إبلاوي ويمضى الأب من أبرسال لبيت الإبلاوي لكي يسترد هذا العبد، سيدفع خمسين كبشاً للإبلاوي.
عندماقد يكون هناك ثوراً أوحماراً في البلاد اشتراه إبلاوي من رجل من أبرسال لقاء مبلغ من المال، عملى الرجل من أبرسال حتى يدفع عشرين خروفاً إضافياً. إذا ما فـُقـِدت عشر خراف من إبلا فسوف تردهم؛ وكذلك لوكانت ماءاً أوزيتاً فسوف تردهم؛ إذا لم تعمل ستكون مخالفاً للمعاهدة.
إذا كان في بلادك بعض الزيت أوالشراب الفاسد وانتهى به المآل إلى بيت إبلاوي ستستبدله بآخر جيد. ما أمرت به، يجب حتى تنفـِّذه القرى؛ وإذا لم يعملوا، فستكون أنت مخالفاً للمعاهدة.
إذا ما اغتال رجل من أبرسال آخر من أبرسال ثم سلـَّم نفسه على الحدود مع إبلا، ...
عندما ينام إبلاوي في بيت إنسان من أبرسال، سيمنحه صاحب البيت سريراً. إذا ما قام الإبلاوي بسرقة البيت وقتل الرجل من أبرسال؛ سيتوجب على الإبلاوي دفع خمسين كبشاً. إذا ما نام إنسان مع امرأة رجل آخر، سيقوم بتقديم بعض أثواب القماش الملون وثلاثة ثيران. إذا ما كانت المرأة موافقة وصدقت على إنادىئه، فسيتوجب على الضيف الزواج منها.
هكذا يقول ملك إبلا. إذا ما قـُتـِل رسول لي في أي مكان وتم الاستيلاء على بغاله، فلن يتم بيع البغال، الفضة، الثيران، الخراف، الأبناء، البنات، الزوجة، مزهريات خشب البقس لن يتم بيعها. وعليك ألا تستخدم هذه الأمور قائلاً: لقاء الجعة والطعام من أولئك المتوفين، سأحصل على الفضة والثيران والخراف.
كل أولئك الذين يتصرفون بسوء نية، إله الشمس، الإله عدد، والإله كـَـكــَّـب، عندما يراهم سيقتلهم. ولن يحصلوا على ماء الشرب لقوافلهم ولن يتم إيواءهم. أما بالنسبة لك، فإذا كنت ستبدأ حملة شريرة، ستكون خائناً للمعاهدة.
الهامش
- ^ Joan Aruz,Ronald Wallenfels (2003). . p. 462.
- ^ Mario Liverani (2013). The Ancient Near East: History, Society and Economy. p. 119.
- ^ Bernard Malcolm Levinson (1994). . Sheffield Academic Press. p. 73.
- ^ Lauren Ristvet (2014-07-16). . University of Pennsylvania.
