الهلال النفطي

عودة للموسوعة

الهلال النفطي

تفرق النفط الليبي بين الميليشيات، يوليو2016.

الهلال النفطي، هي منطقة تضم موانئ النفط الرئيسية الليبية، وهي السدرة، رأس لانوف، الزويتينة، والبريقة، على ساحل البحر المتوسط. بعد قيام الثورة الليبية 2011، شهدت منطقة الهلال النفطي توتراً تخللته عمليات عسكرية من أطراف متعددة، تهدف جميعها إلى فرض سيطرتها على المنطقة ومن ثم التحكم في الثروة النفطية الليبية.


موانئ الهلال النفطي

تحتوي منطقة الهلال النفطي على أربعة موانئ نفطية تغذيها عدد من الحقول والآبار المنتجة للنفط الخام.

1- ميناء السدرة:

يعد أكبر موانئ الهلال النفطي تصديراً للنفط الخام، يبعد 390 كيلومتر عن مدينة بنغازي شرق ليبيا، سعته التخزينيةستة ملايين برميل، وطاقته الإنتاجية نحو400 ألف برميل يومياً.

2- ميناء رأس لانوف:

ثاني أكبر ميناء نفطي بالمنطقة من حيث التصدير، ويبعد 360 كيلومتر عن مدينة بنغازي، ويتكون من ثلاثة أرصفة، أول شحنة نفطية صدرت منه كانت في يناير 1985، ويتبع لشركة رأس لانوف لتصنيع النفط والغاز، وطاقته الإنتاجية حوالي 220 ألف برميل يومياً، وسعته التخزينية أكثر منستة ملايين برميل.

3- ميناء الزويتينة:

يقع في مدينة إجدابيا ويبعد 130 كيلومتر عن مدينة بنغازي، وتبلغ سعته التخزينية من النفط الخام حوالي 6.5 برميل، وقدرته الإنتاجية حوالي 100 ألف برميل، وصدرت أول شحنة نفط خام منه بتاريخ 28 من شهر فبراير 1968، ويتبع لشركة الزويتينة للنفط.

4- ميناء البريقة: يقع على بعد 250 كيلومتر عن مدينة بنغازي، أنشئ عام 1965، ويتبع لشركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز المملوكة للمؤسسة الوطنية للنفط، وقدرته الإنتاجية حوالي 120 ألف برميل يومياً.


إغلاق الموانئ

ليبيا التي تنتج 1.6 مليون برميل يوميا، قُبيل اندلاع الثورة عام 2011، لم يتسقط مراقبي الوضع الاقتصادي فيها حتى يصل الاقتصاد إلى هذه الدرجة من السوء بعد انخفاض إنتاج النفط، في النصف الأخير من عام 2013؛ بسبب إقدام مجموعة من منتسبي حرس المنشآت النفطية يقودهم ابراهيم الجضران، على إغلاق موانئ الهلال النفطي ومنع تصدير الشحنات القادمة من الحقول النفطية في 25 يوليواحتجاجاً على ما أسموه بالفساد في بيع النفط دون عدادات.

الأمر الذي نادى المؤسسة الوطنية للنفط في منتصف أغسطس، إلى إعلان حالة القوة القاهرة على موانئ الهلال النفطي المغلقة؛ لعدم قدرة المؤسسة على الإيفاء بالتزاماتها أمام الدول المستوردة للنفط.

الموانئ التي استمرت مغلقة لثلاثة أعوام فتحت في سبتمبر عام 2016، وبدء التصدير منها عقب سيطرت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بعملية عسكرية شنها على قوات إبراهيم الجضران، وسلمتها للمؤسسة الوطنية للنفط الموحدة التي يرأسها مصطفى خلق الله، وخرج حرس المنشآت النفطية منها الذي كان يسيطر على الموانئ منذ عام 2011 وتسلّم حرس أخر تابع لحفتر يقوده مفتاح المقريف.

فتح الموانئ وإعادة التصدير

أعرب رئيس المؤسسة الوطنية للنفط -الذي وحدت إجراءات دولية، المؤسسة الوطنية تحت قيادته عقب انقسامها نهاية عام 2014 إلى مؤسستين إحداها في طرابلس يقودها هو، وأخرى في بنغازي يقودها ناجي المغربي- ترحيبه بسيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على الموانئ، وأعترف بحرس المنشآت المكلف منه وأعرب عن عودة تصدير النفط.

وقبل حتى يُعاد تصدير النفط بسيطرة حفتر، كانت هناك محاولات لفتح الموانئ برعاية الرئاسي عقب اتفاق الأخير مع الجضران الذي أعرب انتماءه للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وسماه رئيسا لجهاز حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى، إلا حتى رئيس المؤسسة الوطنية للنفط لم يبارك المستوى قائلا :”إنه من الخطأ مكافأة رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى إبراهيم الجضران على إغلاقه الموانئ النفطية أكثر من ثلاث سنوات”

وفي ديسمبر 2015 أعرب شيخ قبيلة المغاربة- التي ينتمي لها الجضران، وتقع منطقة الهلال النفطي في مناطق نفوذها- صالح لطيوش عن اتفاق مع آمر حرس المنشآت السابق إبراهيم جضران على فتح الموانئ النفطية في15 ديسمبر، وذكر جضران شروطا لتطبيق الاتفاق وهي: تشكيل لجنة تحقيق مستقلة من القضاة للتحقيق في مسألة بيع النفط دون عدادات وشبهة السرقة، وتشكيل لجنة رقابة من مختلف مناطق ليبيا لمراقبة كيفية التصرف في المال العام، وصرف نصيب برقة من عائدات النفط وفق القانون رقم 58 الذي حدده دستور 1951.

وفي 15 ديسمبر من نفس العام رفض جضران فتح الموانئ النفطية لفشل الوصول إلى اتفاق مع الحكومة، وأعرب رئيس الحكومة منح جهود الوساطة مزيدا من الوقت قبل اتخاذ خطوات أخرى لإنهاء الأزمة، ويبقى الخلاف بين الطرفين حول توزيع عائدات النفط.

خسائر إغلاق الموانئ

قدر ديوان المحاسبة خسائر إغلاق الموانئ النفطية مايزيد عن الـ 70 مليار دولارعلى مدار ثلاثة سنوات، وذلك في الفترة ما بين أغسطس 2013 ونهاية العام 2015.

ولفت الديوان في تقريره إلى هبوط إنتاج النفط إلى 146 ألف برميل يوميا، لقاء إنتاج عام 2012 الذى بلغ مليونا و500 ألف برميل يوميا، بنسبة انخفاض بلغت 73% .

وأشار الديوان إلى حتى إجمالي ما فقدته ليبيا من إنتاج النفط يصل إلى 385 مليون برميل خلال الفترة نفسها، وهي خسائر عائدات قدرها بقيمة 20 مليار دولار.

الصراع العسكري

ويهدد الموانئ النفطية صراعا عسكريا بين ثلاثة أطراف:

1- سرايا الدفاع عن بنغازي: وهي تعبير عن كتائب من ثوار بنغازي وأجدابيا يقودها عسكريين وثوار هدفهم الدخول إلى مدينة بنغازي لدعم مجلس شورى ثوار بنغازي واستعادة السيطرة على المدينة التي يسيطر على أجزاء كبيرة منها حفتر منذ 2014.

2- حرس المنشآت النفطية (قوة دفاع برقة سابقاً): القاطع الحدودي أجدابيا وهما قوتان متحالفتان متمركزتان في مدينة أجدابيا وموانئ الهلال النفطي يقود تلك القوة إبراهيم الجضران آمر حرس المنشآت النفطية وبشير أبوظفيرة، تهدف هذه القوة إلى استعادة دورها في الموانئ النفطية ومدينة أجدابيا بع حتى أخرحها حفتر من في سبتمر عام 2016.

3- قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر: وتمثل قوات حفتر في تلك المنطقة ثلاث كتائب هي 302 أوما تعهد بالجوارح ويقودها داوود القابسي وكتيبة 101 ويقودها محمد بسيط، والكتيبة 152 بإمرة عبدالحكيم معزب، غضافة إلى تشكيل سلفي مدخلي مسلح يدعى كتيبة التوحيد. وكل تلك الكتائب لها عداوات مع الجضران الذي تراه مستحوذا على السلطة في تلك المناطق منذ عام 2011.

مراحل التوتر في الهلال النفطي

مرت مراحل التوترات في الهلال النفطي بين المكونات الثلاثة المذكورة بثلاث مراحل وسبق ذلك في عام 2015 عملية الشروق التي أطلقها المؤتمر الوطني العام “لتحرير المواني النفطية من الجضران” قبل حتى تتغير خريطة التحالفات بعد معاداة حفتر للجضران والتيار الفيدرالي الذي يدعمه الجضران.

في 18 سبتمبر 2016 شنت سرايا الدفاع عن بنغازي بالتعاون مع قوات حرس المنشآت النفطية التي يقودها إبراهيم جضران الموالي لحكومة الوفاق الوطني، هجوماً مسلحا على موانئ الهلال النفطي في محاولة لاستعادتها، إلا أنها قوبلت بقصف من طائرات تابعة لحفتر.

وفيسبعة ديسمبر 2016 أعربت غرفة تحرير وتأمين الحقول والموانئ النفطية المشكلة بقرار وزير الدفاع بحكومة الوفاق الوطني العقيد المهدي البرغثي، إطلاقها عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على موانئ الهلال النفطي و”تحريرها” من قوات حفتر، بالتعاون مع سرايا الدفاع عن بنغازي، إلا أنه جرى استهداف آلياتهم من قبل طائرات حفتر مرة أخرى، وانسحابهم إلى جنوب الهلال النفطي.

في الثالث من مارس الجاري شنت سرايا الدفاع عن بنغازي، هجوماً مسلحا يعد الثالث على موانئ الهلال النفطي، للسيطرة وطرد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي سيطرت على موانئ الهلال النفطي في 14 سبتمبر 2016، بعدما كانت تحت سيطرة قوات حرس المنشآت النفطية بقيادة آمر الجهاز إبراهيم جضران الموالي لحكومة الوفاق الوطني. وأعربت قوات السرايا سيطرتها على الموانئ، وتسليمها لحرس المنشآت بقيادة إدريس بوخمادة الذي كلفه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.

وفي 14 من مارس أعربت قوات حفتر استعادة السيطرة على الموانئ النفطية بعد ما أعربت عن هجوم بري وجوي وبحري وانسحبت قوات سرايا الدفاع عن بنغازي وحرس المنشآت النفطية إلى منطقة الجفرة جنوب الهلال النفطي.


في يناير 2018، أعرب القائد العام للجيش الليبي، خليفة حفتر، قراراً بتشكيل كتيبة عسكرية جديدة للتمركز في منطقة الهلال النفطي، وذلك عقب تحذير أطلقته القيادة الأمريكية بأفريقيا (أفريكوم) بشأن إمكانية تطبيق هجمات إرهابية من طرف تنظيم داعش على هذه المنطقة خلال الفترة المقبلة.

وبموجب القرار الذي صدر في ديسمبر 2017، أطلق على الكتيبة العسكرية الجديدة اسم "110 مشاة خفيف"، حيث ستكون تبعيتها للمنطقة الوسطى، ومكان تمركزها مدينة راس لانوف بشكل مؤقت، كما ستكلف بالعمل مع غرفة عمليات سرت الكبرى تحت قيادة العقيد القذافي علي القذافي الصداعي.


تسقطات ومسارات الصراع

يتسقط مراقبون حتى تعيد سرايا الدفاع عن بنغازي تقدمها نحوموانئ الهلال النفطي متحالفة مع حرس المنشآت النفطية خلال الفترة القريبة القادمة.

ويرى المراقبون حتى انسحاب السرايا هوخطوة لترتيب الصفوف، مشروحين حتى ما يدفع تلك القوة (السرايا وحرس المنشآت) إلى العودة الهلال النفطي رغبة جميع منهما إلى العودة إلى مناطق نفوذه.

وبحسب المراقبين، فإن حسم معركة الهلال النفطي لصالح سرايا الدفاع وحرس المنشآت النفطية سيترتب عليه عودة الحرس إلى منطقة نفوذه القبلية والمناطقية التي تسيطر عليها قبيلة الزوية المنافسة لهم في أجدابيا، ممثلة في قادة كتائبها محمد أبسيط وعبدالحكيم معزب، وسيمثل الفوز في معركة الهلال النفطي خط إمداد آمن لقوات سرايا الدفاع عن بنغازي في طريقها نحومدينتها للسيطرة عليها ودعم صفوف مجلس شورى ثوار بنغازي هناك.

ويعتقد المراقبون حتى أطرافا دولية ستجعل من ظروف التقدم ممكنة بدعمها لتلك القوة التي تدين بالولاء لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي التي يرفضها حفتر ويعترض طريق تلك القوة.


انظر أيضاً

  • حرس حماية المنشآت النفطية

المصادر

  1. ^ غيث شنيب (2016-07-04). "Libya Oil Deal Doesn't Mean It's Ready to Pump More Oil". بلومبرگ.
  2. ^ "الهلال النفطي الليبي.. بين الصراع العسكري والسياسي". نون پوست. 2017-03-20. Retrieved 2018-03-03.
  3. ^ "حفتر يشكل كتيبة عسكرية للهلال النفطي.. والسبب داعش". العربية نت. 2018-01-06. Retrieved 2018-03-03.
تاريخ النشر: 2020-06-04 19:36:16
التصنيفات: النفط في ليبيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الطقس: العاصفة فرانكلين ثالث عاصفة تضرب بريطانيا خلال أسبوع واحد

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-21 15:16:03
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 93%

"نوفوستي": انفجارات في منطقة مطار دونيتسك شرق أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-21 15:16:12
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 87%

مصرف "كريدي سويس" يواجه اتهامات بالفساد وغسيل الأموال

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-21 15:16:05
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 90%

برقم قياسي سبي.. لوكاكو يواصل "خذلان" تشيلسي وتوخيل يهدده

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-02-21 15:15:58
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 67%

أوستابنكو تدخل نادي الـ15 الأوليات والكاراس نادي العشرين

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-21 15:16:08
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 89%

مورينيو ينفجر في وجه الحكم: "يوفنتوس هم من أرسلوك!"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-02-21 15:15:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

العثور في قطاع غزة على عشرات القبور العائدة إلى العصر الروماني

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-21 15:16:06
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 98%

رئيسي في الدوحة للمشاركة في قمة منتدى الدول المصدرة للغاز

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-21 15:16:08
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

ابراهيم رئيسي في قطر للمشاركة في منتدى الدول المصدرة للغاز

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-21 15:16:07
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 99%

الغذاء الصحي: هل يكفي تناول الخضروات وحده للوقاية من أمراض القلب؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-21 15:16:04
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 89%

تحميل تطبيق المنصة العربية