همايون (اللقب كاملا: السلطان العظيم والخاقان المكرم, سيد السلاطين, أبوالمظفر ناصر الدين محمد همايون فادشه) (و. 17 مارس 1508 -سبعة مارس 1556) ، كان ثاني أباطرة المغول والذي حكم أفغانستان الحالية, باكستان وجزء من شمال الهند في الفترة من (1530 - 1540) ومرة ثانية في الفترة (1555 - 1556). مثل والده بابر، قد فقط مملكته مبكرا, ولكن بمساعدة الإمبراطورية الفارسية إستطاع حتى يرجع واحدة أكبر. وفي عشية وفاته إمتد إتساع الإمبراطورية المغولية ما يقرب من مليون كيلومتر مربع.

خلفية

ولد نصير الدين محمد همايون يوم أربعة ذي القعدة 913 هـ المُوافق فيهستة آذار (مارس) 1508م، في مدينة كابل، ومسماه الكامل هونصير الدين همايون بن ظهير الدين محمد بابر بن عمر شيخ بن أبي سعيد بن ميرزا محمد سلطان بن ميران شاه بن تيمورلنك، والده هوظهير الدين محمد بابر مؤسس دولة المغول الهندية. ووالدته هي «ماهم بيگم». تربى همايون في قصر أبيه بابر في مدينة كابل فتفهم الفنون الحربية، والسياسة، وكان يعهد اللغة الهجرية والفارسية والعربية، وكان شاعرًا، وعالماً بالهيئة والهندسة والنجوم، وتبحر في فهم الأسطرلاب. وكان بارعًا في العلوم الرياضية، وشغوفاً بالخط ومطالعتها، محبًا لصحبة الفهماء. أخذ عنه نور الدين السفيدوني، وهوأخذ عن السفيدوني غيرها من الفنون، وأخذ عن الشيخ جلال التتوي السندي والشيخ أبي القاسم الجرجاني والمولى إلياس الأردبيلي، وقرأ عليهما دُرَّة التاج لِلعلَّامة قُطب الدين الرازي.

والد همايون هوظهير الدين محمد بابر بن عمر شيخ ميرزا حاكم فرغانة وعندما توفي عمر شيخ في سنة 899 هـ المُوافقة لِسنة 1494م خلفه ابنه ظهير الدين بابر في حكم فرغانة ثم عمل على توسيع حكمه حتى ولج شبه القارة الهندية، وقد شارك همايون والده بابر أثناء فتحه للهند وكان ساعده الأيمن في معاركه فيها، فأقامه حاكماً على بدخشان سنة 926 هـ المُوافقة لِسنة 1520م أثناء غزوه لبهيرة. وأوفده إلى مدينة آگرا في سنة 932 هـ المُوافقة لِسنة 1526م مع قادته، بعد فوزه في واقعة باني بت. وبعد قدوم والده إليها واستقراره فيها، خرج همايون يطارد الثوار الأفغان الذين خرجوا على أبيه، فانتزع منهم جونپور وغازي پور وكالي وخير آباد. وشارك في معركة خانوه التي سقطت سنة 933 هـ المُوافقة لِسنة 1527م بعد حتى استنادىه والده بابر لمساندته، وقد ذكر ظهير الدين بابر ابنه همايون في مذكراته «بابر نامه» حتى همايون كان في قلب الجيش، وقد انتهت هذه المعركة بفوز جيش بابر فوزًا ساحقًا.

سمات شخصية

أصبح ظهير الدين بابر صاحب السلطان المطلق في شبه القارة الهندية بعد فوزه في «معركة گگرا» ثالث معركة حاسمة له في الهند بعد معركتي پاني پت وخانوه وغدت دولته تمتد في رقعتها المترامية الأطراف من جيجون إلى البنغال ومن الهملايا إلى چندري وگواليار. وعاد إلى عاصمته في شوال سنة 935 هـ المُوافقة لِسنة 1528م، فلبث بها قليلًا ليخرج منها بعد ذلك إلى الپنجاب وفي نيته حتى يواصل مسيره إلى بدخشان. وقدم عليه بلاهور ابنه الأكبر همايون فصحبه إلى آگرا، حتى أشتد الداء بهمايون وبعد حتى برأ منه، رقد بابر في مكانه فلم يغادر فراشه حتى وفاته. وحين شعر بدنوأجله نادى إليه رجال دولته فأخذ منهم البيعة لولده همايون، بعد حتى أوصاه بهم وبأهل بيته وإخوته ونصحه بالحلم والتذرع بالحزم في حكمه. ومضى بابر فيستة جمادى الأولى من سنة 937 هـ الموافق فيه سنة 1530م. أمَّا نص وصيَّته إلى همايون فهو:

الحمدُ لله

وصيَّة سريَّة من ظهير الدين مُحمَّد بابُر پادشاه غازي إلى الأمير ناصر الدين مُحمَّد همايون، أطال الله بقاءه.

من أجل استقرار المملكة خطتُ إليك هذه الوصيَّة: أيَ بُني: إنَّ دولة الهند ملئية بِالعقائد المُتباينة، والحمدُ لله الحق العليّ المُجيد حتى وهبك مُلكها، وإنَّهُ لِمن الصواب حتى تُقدم بِقلبٍ خالٍ من كُلِّ تعصُّبٍ دينيٍّ على نشر العدل تبعًا لِعقائد كُل جماعة من الناس، وبِوجهٍ خاصٍ حتى تمتنع عن ذبح البقر، فإنَّ هذا هوالسبيل لامتلاك قُلُوب الشعب في هندُستان، ورعايا مملكتك سيُخلصون لك الإخلاص كُلَّه إذا أحسُّوا منك حدبًا وعطفًا. والهياكل وأماكن العبادة لِكُلِّ فرقةٍ دينيَّةٍ تحت حُكمك يجب حتى لا تُخرِّبها، وانشر العدل بين النَّاس حتَّى يعيشُ الحاكمُ سعيدًا مع رعاياه، وحتَّى يعيش الرعايا سُعداء مع حاكمهم. وإنَّ انتشار الإسلام ليتحقق بِسلاح العطف والمحبَّة خيرًا مما يتحقق بِسلاح الضغط والاضطهاد. تجاهل النزاع والتخاصم بين الشيعة والسُنَّة، ففي هذا منبتُ الضعف في الإسلام، وضُمَّ الرعايا من مُختلف العقائد حول الأُسس الأربعة بحيثُ يُصبح كيان الدولة مُحصنًا ضدَّ عوامل الضعف المُختلفة. وتذكَّر أعمال حضرة تيمور صاحب القران والوفاق حتَّى تبلغ الرُشد في أُمُور الحُكم، وليس علينا إلَّا النُصح.

في غُرَّة جُمادى الأولى سنة 935

اعتلى همايون العرش فيتسعة جمادى الأولى من عام 937 هـ الموافق فيه 29 كانون الأوَّل (ديسمبر) 1530م، في جومضطرب. فقد هجر والده ظهير الدين محمد بابر خزانة خاوية بسبب كثرة هباته وعطاياه من أموالها. وهجر له جيشًا متعدد الأعراق، من الجغطائيين والأوزبك والفُرس والمغول، أثارت كثرة الغنائم فيهم الشحناء والخصومات فيما بينهم. وكان الأمراء أصحاب النفوذ في بلاطه من خوانين المغول وميرزوات الهجر مضىوا يؤثرون مصالحهم الخاصة على مصالح الدولة. ولم يقتنع أبناء بابر الآخرون وأقرباؤه بما أصابوا من ملك حتى ثاروا عليه.

وكان سكان الهند الأصليون (الهنادكة) وهم غالبية السكان، يرون في الحكام المسلمين عمومًا مغتصبين لبلادهم وغزاة، بالإضافة إلى حتى الأمراء الأفغان بحدود البلاد يتربصون بالحكام الجدد، وأقوى مراكز الأفغان كانت في الأنطقيم الشرقية، وأبرز زعمائهم كان السلطان محمود اللودهي الذي انطلق يجمع بني جلدته من جديد، وقد كان ظهير الدين بابر قد هزمه من قبل. ثم شير خان سوري الذي سينزل بالدولة الجديدة ضربات قاسية. وكانت البنغال ما تزال بعيدة عن متناول سلاطين دلهي، وكان يلوذ بها أعداؤهم بالمناطق الشرقية في الغالب، وكذلك كان شأن الگجرات التي طفق أصحابها يبذلون من فيض بلادهم الغنية لتقوية جيشهم ويستمدون الأسلحة الحديثة من الپُرتغاليين الذين مدوا يد العون لأولئك الذين يناهضون الدولة المغولية الجديدة. ولئن كانت المدة القصيرة التي مكث فيها والده بابر بآگرا لم تيسر له القضاء التام على الخارجين على سلطانه وتدعيم أسس دولته الجديدة، فإن همايون الذي تمرس بأعباء الحكم حين ألقي إليه بمنطقيد بدخشان وشارك في بعض معارك أبيه في الهند فأظهر من ضروب البسالة والفروسية ما كان كفيلًا بترسيم خُطى أبيه وإتمام ما بدأه من عمل، ويذكر المؤرخون أنه لولا فتور همته وخور عزيمته، حيث لا يكاد يمضي في الإجهاز على أحد خصومه والقضاء عليه حتى ينصرف عنه فجأة إلى عدوآخر غيره. أوينصرف إلى متعة عابرة غير متنبه إلى نصح قادة أبيه، فقد أتيحت لأعدائه فرص متكررة لجمع صفوفهم حتى بلغوا إلى إخراجه من الهند كلها والقضاء على جميع ما بذله أبوه من جهود.

تقسيم الدولة

عمل همايون بوصية أبيه بِشأن تعيين إخوته حُكَّامًا على الأنطقيم المُختلفة، فولى أخاه كامران إقليمي كابل وقندهار، كما أبتر أخاه عسكري ولاية سنبهل في حين منح أخاه هندال «ألوار» و«مِوات» أما إقليم بدخشان فقد جعل عليه ابن عمه سلمان ميرزا. ولم يقتنع كامران بأرضه فاستخلف أخاه عسكري عليها ثُمَّ اقتحم مشارف الپنجاب بدعوى سيره لتهنئة همايون، ولم يثنه عن غايته ما عرضه عليه أخوه السلطان من ضم لمغان وپشاور إلى حوزته، حتى انقض على لاهور واعترف له همايون بسيادته على الپنجاب كله، مُبرهنًا عن قصر نظر في الحقل السياسي، لأنَّ استيلاء أخيه على الپنجاب بِعامَّة وعلى حصن حصار فيروزا بِخاصَّة، كان ضربة قاصمة، بِعمل أنَّ ضياع هذه الأنطقيم أفقده أراضي خصبة، وأقام حاجزًا بينه وبين مركز المغول العسكري في شمالي الهند الغربي، الغني بِالإمكانات العسكريَّة، وبتر جميع صلة بين دلهي وبين البلاد الواقعة فيما وراء الهندوكوش، كما أنَّ الاستيلاء على حصن حصار فيروزا أعطى لِكمران السيطرة على الطريق العسكري الجديد الذي يربط بين دلهي وقندهار، وأضحى من اليسير عليه حتى يبتر الطريق على قُوَّات همايون. وتدبر همايون موقفه بين أعدائه من بعد ذلك، فعمل في البداية على ثوار الأفغان الذين عادوا إلى عصيانهم السابق بإقليم بهار. وبلغ همايون «كهناوتي» واكتفى بضرب قواتهم دون حتى يطاردهم بالرغم حتى هذا كان بمتناول يده، وسلك هذا المسلك مع شير خان سوري صاحب حصن چنار حيث اقتنع بالولاء الإسمي، لينصرف إلى حرب الگجرات دون حتى يلقي باله إلى خطورة شير خان.

شير شاه سوري

في أجرا

في لاهور

سحب المزيد

التراجع إلى كابول?

الهجرة إلى بلاد لافرس

قندهار وما بعدها

إعادة النظر في الهند

العودة لحكم شمال الهند

وفاة وتراث

لم يطل الأجل بهمايون ليجني ثمار جهاده الشاق، ففيسبعة ربيع الأول سنة 963هـ الموافق فيه 24 كانون الثاني (يناير) سنة 1556م انزلقت به عصاه وهويصعد درج مخطته في دلهي وسقط مغشيًا عليه، ويصور صاحب كتاب «تاريخ فرشته» آخر ساعاته فيقول: «كان ينزل من المخطة وأثناء نزوله سمع الأذان، فجلس على السلم يدعوويردد الأذان ثم قام متكئًا على عصاه، فزلقت على السلم وسقط مغشيًا عليه، وأدركه خدمه ونقلوه إلى الحرم الملكي، وجاؤوا له بالأطباء فأفاق قليلًا، ولكن ساعته كانت قد حانت، فلم يجد الأطباء شيئًا، وتوفي في ربيع الأول سنة 963هـ - يناير 1556م..» وقد كان قد بلغ الحادية والخمسين من عمره. ودفن في المقبرة المعروفة باسمه «مقبرة همايون» وقد بنيت على قبره سنة 973هـ الموافقة لسنة 1565م في عهد ابنه السلطان جلال الدين أكبر.

مقبرته

رغبت زوجة همايون الأولى، بگة بیگم، حتى تُقيم لِزوجها ضريحًا أومدفنًا يُماثلُ في رونقه ضريح تيمورلنك المعروف باسم «گورِ أمير» في سمرقند، نظرًا لأنَّ زوجها كان يُحب حتى يُمتدح بأنَّهُ سليل تيمورلنك. قُوبلت رغبة حمیدة بانوبیگم بِالرفض في البداية ودُفن همايون بعد وفاته في قصره بِالقلعة القديمة في دلهي، ثُمَّ نُقلت رُفاته إلى سرهند في الپنجاب خوفًا من قيام الملك الهندوسي هيمومن نبش قبره بعد نجاحه في هزيمة الجيش المغولي في آگرا ودلهي وسيطرته على القلعة القديمة. وبعد مضي 14 سنة على وفاة همايون، أعطت حمیدة بانوبیگم أوامرها لبناء ضريح في دلهي لزوجها الراحل، وأشرفت على بناء المقبرة بِنفسها بِمُجرَّد عودتها من الحج في الأراضي الحجازيَّة، واختارت المُهندس الفارسي مُحمَّد بن ميرك غیَّاثُ الدين لتطبيق هذه المُهمَّة، وأصول هذا المُهندس الفارسيَّة هي سبب تأثُّر تصميم الضريح بِشكلٍ كبيرٍ بِالعمارة الفارسيَّة. استمرَّ العملُ قائمًا حتَّى أُتمَّت أعمال الزخرفة في سنة 1572م بعد حتى تكلَّف المبنى أكثر من مليون ونصف المليون روبية دفعتها البیگم من مالها الخاص. ولمَّا انتهى العمل أصبحت المقبرة أوَّل ضريحٍ بالهند يقع وسط حديقة، واختارت البیگم بقعة تطل على نهر جمنة المُقدَّس عند الهنود لتكون مُستقرًا لِرُفات زوجها التي نُقلت من الپنجاب إلى تلك المقبرة في سنة 1571م، وذلك لِوُجُود قبر العالم المُسلم المُتصوِّف نظامُ الدين في تلك البُقعة، حيثُ تعقد حلقات الذكر لِمُتصوِّفة دلهي.

المصادر

قراءات إضافية

• . Trans. & ed. Annette Beveridge, Royal Asiatic Soc. (London) 1902 (ISBN 81-215-1006-6) Internet Archive.
• Cambridge History of India, Vol. III & IV, "Turks and Afghan" and "The Mughal Period". (Cambridge) 1928
• Muzaffar Alam & Sanjay Subrahmanyan (Eds.) The Mughal State 1526-1750 (Delhi) 1998
• William Irvine The army of the Indian Moghuls. (London) 1902. (Last revised 1985)
• Bamber Gasgoigne The Great Moghuls (London) 1971. (Last revised 1987)
• Jos Gommans Mughal Warfare (London) 2002
• Peter Jackson The Delhi Sultanate. A Political and Military History (Cambridge) 1999
• John F. Richards The Mughal Empire (Cambridge) 1993
• James Tod Annals & Antiquities of Rajasthan (Oxford) 1920 Ed. Wm Crooke (3rd Edition)
• تحوي هذه الموضوعة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.

وصلات خارجية

• The Reign of Humayun
• Humayun's Tomb
• Timurid Dynasty Genealogy