سيف الإسلام
سيف الإسلام، كان سيفاً قتالياً فخرياً تم إهدائه لبنيتوموسوليني عام 1937، الذي أعرب نفسه حامياً للإسلام. ومن الطريف حتى سيف الإسلام هذا كان يحمل نقش صليب على مقبضه.
التاريخ
عام 1934، بعد تأسيس ليبيا الإيطالية، تبنى موسيليني مجموعة من السياسات لكسب تعاطف المسلمين، واصفاً السكان المحليين بأنهم "المسلمون الإيطاليون من الشاطئ الرابع الإيطالي"، وقام ببناء وترميم المساجد والكتاتيب، وتجهيز المرافق الخدمية للحجاج الذاهبين إلى مكة حتى أنه قام بإدخال التعليم الإسلامي في المدارس الثانوية في طرابلس. وراء هذه النية الإنسانية الظاهرية، كان الفاشيون وبعض القطاعات الأخرى في العالم الإسلامي يعتبرون فرنسا والمملكة المتحدة أعداء مشهجرين وأراد موسوليني استغلال هذه الفرصة. تولدت هذه المصالح المشهجرة نتيجة الاستياء من معاهدات ڤرساي 1919، التي هيمنت عليها الولايات المتحدة، فرنسا، والمملكة المتحدة، والتي لم تستوف بالكامل الطلبات المقدمة من إيطاليا، ولا الطلبات الواردة من هذا الجزء من العالم الإسلامي.
من أجل كسب العرب في صفه ولضمان التحالف، فإن موسوليني، بالرغم من توقيعه على معاهدة لاتران مع الكرسي الرسولي، قد قرر حتى يمنح نفسه لقب حامي الإسلام. وفقاً لتفسير موسوليني، مع استيلاء الحكومة الإيطالية على القصر العثماني في لبيا، فإنه يستحق هذا اللقب بحكم القانون، حيث أنه يعتبر وريثاً لسلطة الخليفة. في 20 مارس 1937، على مشارف طرابلس، تسلم موسوليني سيف الإسلام في حفل مهيب، من يوسف خريبيش، زعيم أمازيغي مناصر للاحتلال الإيطالي ضد المقاومة اللبية. وهناك روايات أخرى حول شخصية هادي السيف لموسوليني. إحدى الروايات تقول حتى الصوفية في طرابلس الغرب أهدوه لموسوليني، ورواية أخرى تقول حتى أهل طرابلس المسلمين محاولة منهم لاستمالة موسوليني إلى جانبهم بدلاً عن اليهود أهدوه السيف. والرواية الثالثة حتى مفتي طرابلس الغرب أهداه إلى موسوليني احتفالاً بقدومه، ورواية أخرى تقول حتى أهل طرابلس لم يكن لهم أي ولج بهذا الموضوع وأنها مجرد نادىية فاشية لاستمالة المسلمين.
وبعد دخوله ليبيا والمدافع تطلق نيرانها الاحتفالية، وعلى رأس 2600 فارس إيطالي، وقف موسوليني أمام حشد من الشعب ليعلن حتى إيطاليا ترغب في إعطاء المسلمين في ليبيا وإثيوبيا «السلام والعدل والسلامة والاحترام للرسول»."
وقد أثار سيف موسوليني الكثير من الجدل حيث كان مزينًا بصليب على مقبضه، كما تروي مجلة لايف الأمريكية عام 1941. وتساءل المسلمون حول العالم: كيف من الممكن أنقد يكون هذا السيف رمزًا للإسلام، كما حتى موسوليني نفسه ليس مسلمًا، فكيف يصبح خليفة للمسلمين. ونشرت سيدني مورنينگ هرالد في 18 مارس 1937، رد الشيخ محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر حينها، على موسوليني. ونطق الشيخ المراغي: «أي إنسان يدّعي أنه بطل للإسلام يجب حتىقد يكون مسلمًا، يؤمن بتعاليم وحقيقة الإسلام». وأضاف: «أي إنسان لا تنطبق عليه هذه الشروط لا يمكن حتى يطلق عليه المسلمون حاميًا للدين، حتى وإن كان مسلمًا». وتحدثت الصحيفة الأسترالية حينها عن «استياء المسلمين» مما عمله رئيس الوزراء الإيطالي. وعنونت الصحيفة الخبر الذي تضمن رد شيخ الأزهر قائلة: «المسلمون يهزأون من ادّعاء موسوليني».
الخبر الذي أثار الجدل في العالم، تحدث عنه مراسل «مانشستر گارديان» البريطانية بالقاهرة، معتبرًا أنه يلمس «موضوعًا حساسًا بالنسبة للمسلمين». ونطق المراسل: «حامي الإسلام كان الخليفة، لكن منذ تغيير النظام في هجريا بقي اللقب معلقًا مع وجود الكثير من المرشحين». وأضاف الصحفي: «المصريون بوجه عام يرغبون في اللقب نظرًا لمسقط مصر القيادي في العالم الإسلامي».
الهوامش
- ^ "I rapporti tra il fascismo e il mondo arabo-islamico". Retrieved November 16, 2015.
- ^ Randazzo 2008, p. 134
- ^ Ham 2007, p. 24
- ^ Lanna & Rossi 2003, p. 242
- ^ "La Spada dell'Islam" (PDF). Retrieved November 16, 2015.
- ^ "سيرة إعلان موسوليني نفسه «خليفة للمسلمين»: هكذا ردّ عليه شيخ الأزهر". جريدة المصري اليوم. 2017-10-26. Retrieved 2018-06-02.
المراجع
- Antonini, Sandro (1999). De Ferrari (ed.). Catene al pensiero e anelli ai polsi. Genoa, Italy. ISBN .
- Cifarelli, Michele (2004). Rubbettino (ed.). Libertà vo' cercando... Diari 1934-1938. Soveria Mannelli, Italy. ISBN .
- Ham, Anthony (2007). EDT (ed.). Libia. Turin, Italy. ISBN .
- Lanna, Luciano; Rossi, Filippo (2003). Vallecchi (ed.). Fascisti immaginari. Florence, Italy. ISBN .
- Randazzo, Antonella (2008). Arterigere (ed.). L'Africa del Duce. I crimini fascisti in Africa. Varese, Italy. ISBN .
- Romersa, Luigi (September–October 1994). "Benito e Rachele Mussolini nella tragedia". Storia Verità. No. 17.CS1 maint: date format (link)
