العلاقات الإسپانية المصرية، هي العلاقات الثنائية بين إسپانيا ومصر. اعترفت مصر بحكومة الجنرال فرانكوفى 24 فبراير 1939، وبعد حمل توصية الأمم المتحدة بسحب السفراء من مدريد، أعيدت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسپانيا في 15 يوليو1950، كما اتخذت العلاقات الإسپانية المصرية زخماً جديداً بعد تأسيس النظام الملكى الإسپاني في إنسان خوان كارلوس الأول عام 1975.

التاريخ

العلاقات السياسية

ترتبط الدولتان بعلاقات ثنائية متميزة يسودها تفاهم متبادل حول قضايا المنطقة وبما أسهم فى متانة العلاقات الدبلوماسية وارتكازها على قاعدة من الشفافية والوضوح والتنسيق المستمر، وقد منح هذا الإطار السياسى دفعة قوية منذ تولى حكومة خوسيه لويس ثاباتيروالسلطة إثر فوز الحزب الاشتراكي في الانتخابات التشريعية فى مارس 2004، والذى تجددت ولايته فترة تشريعية ثانية إثر فوز الحزب فى الانتخابات العامة الأخيرة في مارس 2008.

العلاقات الاقتصادية

تطور الاقتصاد الإسپاني وتضاعف عشرات المرات على مدى السنوات الماضية ولذلك فمن الأهمية بمكان بالنسبة لمصر جلب رءوس الأموال الإسپانية والاستثمارات لدعم الاقتصاد المصري، حيث وصلت الاستثمارات الإسپانية في مصر 700 مليون يوروفي مجالات الغاز والاسمنت والسكك الحديدية وتسعي القيادة المصرية لزيادة معدل هذه الاستثمارات لتصل المليار يوروفي المدي القريب ومضاعفة الرقم إلي 2 مليار في المدي المتوسط.

في إطار سعي الحكومة المصرية للإسراع في تطبيق مشروعات تطوير محور قناة السويس وتحويله إلي محور لوجستي عالمي، شهد هشام قنديل رئيس الوزراء في 28 أبريل 2013، مراسم توقيع عقد الاتفاق الخاص بإعداد الدراسات الفنية ومستندات الطرح اللازمة لتطبيق ثلاثة أنفاق بمنطقة بورسعيد بين جميع من الهيئة القومية للأنفاق وإحدي الشركات الإسبانية، وذلك بحضور كلا من وزير الإسكان، ووزير النقل، وفيدل سندجورتا سفير مملكة إسبانيا بالقاهرة.

تخدم الأنفاق مشروع شرق بورسعيد وتعمل علي تيسير التجارة وخدمة المنطقة الصناعية والسكنية وتربط بين شرق وغرب قناة السويس مما يؤدي إلي تنشيط حركة السياحة بالمنطقة.

ويذكر حتى الحكومة الإسبانية قدمت منحة مالية لمصر مقدارها 900 ألف يورووذلك لتمويل الدراسات الفنية وإعداد مستندات الطرح اللازمة لتطبيق نفقي سيارات إضافة إلي المساعدة في إعداد دراسات نفق سكك حديد وذلك عند الكيلو19.15 بترقيم قناة السويس جنوب مدينة بورسعيد.

ينظم التبادل التجارى بين البلدين اتفاق المشاركة المصرية الأوروبية الذى سقطته مصر فى يونيو2001 والذى ولج حيز التطبيق فى 2004 والذى تم بموجبه إرساء نظام التخفيضات الجمركية وفق عدة شرائح حسب فئة ونوع المنتج.

بالإضافة إلى ذلك، سقط الجانبان على اتفاقية ضمان الاستثمارات دخلت حيز التطبيق في 29 أبريل 1994 ومنع الازدواج الضريبى التى بدأ سريانها في 28 مايو2006 علاوة على توقيع الجانبين في 2 فبراير 2008 على البروتوكول المالي الجديد بين الجانبين البالغ قيمته الإجمالية 370 مليون يوروعن العام 2006 و2007، منهما 120 مليون يورولم يتم استنفاذها وتم إضافتها إلى البروتوكول الحالى، ويقوم الجانب الأسبانى بمقتضاه بتقديم قروض ميسرة للغاية لتمويل مشروعات البنية الأساسية مثل تجهيز مشروعات لتوليد الطاقة المتجددة وتحديث شبكة السكك الحديدية والمشروعات الصحية، وقد استجاب الجانب الأسبانى للطلب المصرى بجعل قروض البروتوكول وفق شروط وتسهيلات أكثر مرونة وإدراج بند فى البروتوكول يسمح بإقراض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم المصرية وفقاً لشروط ميسرة.

بلغ إجمالى حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالى 2.153 مليار يوروفي 2008 بارتفاع مقداره حوالى 210 مليون يوروعن عام 2007، وبينما الصادرات مصرية إلى أسبانيا (التي يأتى على أرسها الغاز الطبيعي المسيل) شبه ثبات حيث بلغت 1.484 مليار يوروبزيادة طفيفة عن عام 2007 تقدر بحوالىستة مليون يورو، فقد ارتفعت الواردات المصرية من أسبانيا إلى 668 مليون يوروبزيادة 201 مليون يوروعن عام 2007 (نسبة الارتفاع حوالى 43% معظمها من السلع الرأسمالية والوسطية مثل المعدات والمنتجات نصف المصنعة) الأمر الذى أدى إلى انخفاض الفائض التجارى لصالح مصر من 1.011 مليار يوروإلى 816 مليار يورو(نسبة الانخفاض حوالى 19%).

الاتفاقيات الثنائية

العلاقات الثقافية

لا يمكن انكار العمق التاريخي للعلاقات المصرية الإسبانية، لذا كانت ولا زالت الإسهامات التي قدمتها الأندلس ومصر في مختلف المجالات وخاصة المجال الفكري والفلسفي وامتدادها إلى المتوسط. في الفترة ما بين القرن الثامن والقرن الرابع عشر خير شاهد علي ذلك. ومن هذه الإسهامات الفكرية لبعض المؤرخين أمثال : المقريزي والقلقشندي والرحالة ابن الزبير المنتمي إلى مدينة بالينسيا الاسبانية والرحالة المصري لدى بلاط حاكم مدينة غرناطة عبد الباسط والشاعر والعالم الكامل ابن الخطيب. ومن الاسهامات التي ارتبطت بالمدن المصرية والاسبانية الرئيسية التي تألقت خلال حوالي سبع قرون من التاريخ ومن بين المدن المصرية تأتى القاهرة والإسكندرية حيث قضى ابن خلدون سنواته الأخيرة قبل وفاته. أما عن المدن الأسبانية فهي غرناطة، المدينة التابعة لحكم بني نصر والتي زارها هذا المؤرخ العظيم، إلى جانب قرطبة وبالينسيا أومورثيا - مسقط رأس ابن عربي - الذي كان له تأثير عميق على الفكر الصوفي في ذلك الوقت

الزيارات المتبادلة

• في 30 أبريل 2015 قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة إسپانيا، والتقى بالملك الإسپاني فليپه السادس، في قصر زارزوِلا. أثناء اللقاء تم درس قضيتين تحديداً:
  

1. مصالحة مصر على حسين سالم. فبالرغم من سحب مصر اسمي "حسين سالم" وابنه خالد من قوائم الإنتربول للمطلوبين الدوليين، فإن على مصر ترجمة أوراق السحب إلى اللغة الاسبانية. كما يصر محامي حسين سالم على حتى تسحب مصر جميع القضايا ضد موكله داخل مصر أيضاً. فهماً بأن اتهامات مصر لحسين سالم هي الدفاع الوحيد للدولة في وجه قضايا التعويض في التحكيم المرفوعة من شركة غاز شرق المتوسط ويوسي مايمان وشركة كهرباء إسرائيل ضد مصر بقيمة تناهز 24 مليار دولار.
   (لاحظوا حملة المصري اليوم المتزامنة لتبرئة حسين سالم)
   
2. قضية التحكيم الدولي، التي حملتها "يونيون فنوسا" ضد مصر في المركز الدولي لتسوية المنازعات الاستثمارية (إكسيد) التابع للبنك الدولي. وكانت الشركة قد حملت قضية تعويض قيمتها 15 مليار دولار ضد مصر، للخسائر التي لحقت بها جراء إستثمارها 1.5 مليار دولار في إنشاء معمل إسالة غاز في دمياط. وقد حملت الشركة ميزانيتها لمقاضاة مصر من 70 مليون يوروفي 2013، إلى 485 مليون يوروفي 2014. فهماً بأن حقل تمار الإسرائيلي سقط اتفاقاً مبدئياً لإمداد يونيون فنوسا بالغاز الطبيعي لمدة 15 سنة، إلا حتى مصر تشترط حتى تسحب يونيون فنوسا قضية التحكيم قبل حتى توافق على استيرادها للغاز الإسرائيلي.

• في 13 أبريل 2015، قام سامح شكري وزير الخارجية الصمري بزيارة لاسبانيا، التقى به وزير خارجية اسبانيا خوسيه جارسيا مارجايو، بحثا الجانبان تطورات العلاقات الثنائية وسبل مزيد من تطويرها في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية. وبحثا عدد من الملفات الاقليمية الهامة وعلي رأسها الملف الليبى في ظل التطورات الأمنية والسياسية الراهنة.
• في 13 مارس 2015، قام نائب وزير الخارجية الإسبانى بزيارة لمصر، لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى، التقى به وزير السياحة خالد رامى على هامش المؤتمر. بحثا الجانبان سبل تعزيز الحركة السياحية الوافدة من إسبانيا ودعم العلاقات بين البلدين.
• فيخمسة فبراير 2015، قام أگناثيوأيبانيت نائب وزير الخارجية الأسباني بزيارة لمصر، استقبله السفير أسامة المجدوب مساعد وزير الخارجية لشئون دول الجوار، بحثا الجانبان آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وعملية السلام فى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الوضع فى ليبيا.
• في 27 ديسمبر 2015، قام خوسيه مانويل جارثيا مارجايووزير الخارجية والتعاون بمملكة إسبانيا وبرفقته نائب وزير الخارجية لشئون إفريقيا والبحر المتوسط والشرق الأوسط بزيارة لمصر استقبلهما الرئيس عبد الفتاح السيسى، تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما بحثا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشهجر. اكد خوسيه مانويل حرص إسبانيا على تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والمشاركة بفاعلية في مؤتمر شرم الشيخ المقبل. وجه خوسيه مانويل الشكر لمصر على مساندتها لترشيح بلاده للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، معرباً عن تطلع إسبانيا لتعزيز العلاقات بين البلدين وزيادة التنسيق المشهجر في الفترة المقبلة لاسيما عقب انضمام إسبانيا إلى مجلس الأمن اعتباراً من أول يناير 2015.
• في 16 سبتمبر 2014، قام وزير الخارجية سامح شكري بزيارة لاسبانيا للمشاركة في أعمال المؤتمر الوزاري حول الاستقرار والتنمية في ليبيا، حرص رئيس الوزراء ماريانوراخوي علي استقبال شكري بشكل استثنائي تقديراً لمكانة مصر الإقليمية والعلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وإسبانيا. استهل ماريانوراخوي اللقاءة بطلب نقل تحياته الي الرئيس السيسي معرباً عن أمله في تجاوز مصر الظروف الراهنة، حيث وجه شكري الدعوة لرئيس الوزراء الأسباني لزيارة مصر في الفترة القادمة، كما أعرب عن تقدير مصر للبيان الذي أصدرته اسبانيا اليوم لإدانة الحادث الإرهابي الذي سقط في سيناء صباح 16 سبتمبر 2014 مستهدفاً مجموعة من أفراد الشرطة. تناول لقاء الوزير شكري مع رئيس الوزراء راخوي تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في شتى المجالات، مبرزاً الجهود التي تقوم بها الحكومة الحالية لإصلاح الاقتصاد وتجاوز التحديات الراهنة المصرية وتهيئة المناخ الملائم لجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال الأجنبية فى مختلف المجالات منوهاً بمؤتمر دعم الاقتصاد المصري المقرر عقده في بداية عام 2015.
• 27 يوليو2014، قام خوسيه مانويل جارسيا مارجايووزير الخارجية والتعاون الإسباني بزيارة لمصر، استقبله السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، استهل خوسيه مانويل اللقاء بالتأكيد على حتى مصر تعد نقطة التوازن في المنطقة، ومن ثم فإن تحقيق أمنها واستقرارها سينعكس إيجابيا على كافة دول المنطقة، وسيساهم إسهاماً مباشرا في تحقيق استقرارها، مشيرا إلى إدراك بلاده أنه لا يمكن حتى تزدهر الحريات في أي مجتمع دون تحقيق الأمن أولا، ومنوها إلى إدراك إسبانيا لحقيقة حتى عدم استقرار الأوضاع في ليبيا له تداعياته السلبية على حدود مصر الغربية.
• شارك وزير الزراعة فى أعمال المؤتمر رفيع المستوى "للأمن الغذائى للجميع" الذى عقد فى مدريد خلال يومي 26 و27 يناير 2009، حيث ألقى حدثة أشار فيها إلى الجهود المصرية للتعامل مع أزمة الغذاء.
• زيارة وزير النقل فى مايو2009 الى جميع من مدريد وبرشلونة حيث تناولت لقاءات سيادته مع وزير النقل الأسبانى ووزيرة الدولة للعلاقات التجارية سبل الاستفادة من الخبرة الأسبانية فى مجالات إقامة قطار سريع للربط بين القاهرة وأسوان وصعيد مصر بالبحر الأحمر وإقامة نفق شمال قناة السويس (جنوب مدينة بورسعيد) وكذلك فى مجال إعداد الخطة الاستراتيجية المصرية للبنية التحتية والنقل (استرشاداً بالخطة الأسبانية المعمول بها حالياً 2005 – 2020) وتحديث الهيئة المصرية العامة للطرق والكبارى فى مجالات التخطيط والصيانة والأمان للطرق على أساس المشاركة ما بين القطاع العام والخاص.
• زيارة وزير الخارجية ميجيل موراتينوس إلى مصر فى إطار الجولة التى قام بها خلال الفترة من 12 إلى 14 يناير 2009 وتضمنت بالإضافة إلى مصر، سوريا ولبنان وإسرائيل والضفة الغربية وكان الهدف من هذه الجولة هوحشد الدعم للمبادرة المصرية وذلك فى إطار من التعاون والتنسيق مع فرنسا وباقى دول الاتحاد الأوروبى.
• شارك رئيس الحكومة خوسيه ثاباتيروفى قمة شرم الشيخ التى عقدت فى 18 يناير وذلك للتأكيد على الدعم الأسبانى للجهد المصرى الهادف إلى التوصل لاتفاق بين الأطراف المعنية.
• مشاركة موراتينوس فى المؤتمر الدولى لدعم الاقتصاد الفلسطينى لإعادة إعمار غزة والذى عقد فى 2 مارس حيث أعرب عن مساهمة أسبانية فى عملية إعادة إمار غزة بلغت 180 مليون يورو.
• زيارة وزير الثقافة السيد ثيزار أنطونيومولينا إلى القاهرة خلال الفترة من أربعة إلىثمانية أبريل 2009 حيث قام بتقليد الدكتور زاهى حواس أمين عام الجلس الأعلى للآثار وسام الآداب والفنون تقديراً لمسيرته المهنية وإسهامه فى نشر الثقافة الأسبانية من خلال تشجيعه على تعريف الدول الأخرى بها، كما قام بافتتاح معرض للآثار التى ساهمت بعثات التنقيب الأسبانية فى اكتشافها بعنوان "120 عاماً من النشاط الأثرى الأسبانى فى مصر"
• زيارة وفد من الخبراء فى المجالين التشريعى وحقوق الإنسان بمؤسسة محامى الشعب الأسبانى (ديوان المظالم) للمشاركة فى ورشة عمل أقامها المجلس القومى لحقوق الإنسان نهاية شهر مايو2009، وذلك فى إطار تفعيل اتفاق التعاون المسقط بين المجلس القومى لحقوق الإنسان ومؤسسة محامى الشعب والذى تم توقيعه خلال زيارة وزير المالة لمدريد خلال الفترة من 14 – 17 أكتوبر 2008.
• زيارة وزير الخارجية موراتينوس إلى القاهرة فى سبتمبر 2009 فى مستهل الجولة التى قام بها فى منطقة الشرق الأوسط وضمت مصر وسوريا وإسرائيل والضفة الغربية لبحث تطورات الوضع فى المنطقة والإعداد للجولة التى قام بها رئيس حكومته فى أكتوبر 2009 فى المنطقة، حيث التقى مع السيد رئيس الجمهورية والسيد الوزير.

المصادر