الأشرف علاء الدين كوجك

عودة للموسوعة

الأشرف علاء الدين كوجك

اللون الأحمر يبين نفوذ دولة المماليك البحرية

الملك الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد بن قلاوون (ولد بالقاهرة 1334 - توفى بالقاهرة 1345). ثاني من تربع على عرش السلطنة من أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون ورابع عشر سلاطين الدولة المملوكية . نصبه الأمراء في عام 1341 بزعامة الأمير قوصون الناصرى بعد حتى خلعوا أخيه سيف الدين أبوبكر, وكان عمره ما بين الخمس والثمان سنين, وبقى على تخت السلطنة نحوخمسة شهور. اسمه " كجك " لفظ أعجمى يعنى صغير .

أصله

كان ابنا للسلطان الناصر محمد وحفيدا للسلطان المنصور قلاوون. أمه مغولية الجنس كان اسمها "إردو". بعد حتى خلع الأمير قوصون أخيه أبوبكر وقبض عليه وعلى اخوته الستة وسجنهم في قوص اتفق مع الأمراء على تنصيب كجك سلطانا للبلاد بلقب " الملك الأشرف ". وأراد الأمراء منح الأمير أيدغمش منصب نائب السلطنة الا أنه رفض, فلما عرضوا المنصب على الأمير قوصون قبله ولكن بشرط ان تكون اقامته في قلعة الجبل وليس في دار النيابة خارج القلعة فوافقوا وصار نائبا للسلطان الصغير وأتابكا للعسكر .


قوصون

أصبح الأمير قوصون الحاكم العملى للبلاد والسلطان الصغير مجرد دمية يمسك قوصون بيدها فيسيرها أثناء التوقيع على المراسيم. قام قوصون بالقبض على الأمراء ورجال الدولة المواليين للسلطان المخلوع أبوبكر وأحل محلهم المماليك المواليين له بعد حتى أغدق عليهم بالعطاء وجعلهم أمراءً. العامة التى كانت تمقت قوصون تعست بما هوجارى في البلاد حتى حتى بعض الشعراء نطق: " سلطاننا اليوم طفل والأكابر في خلف ". إلا حتى الأمير أحمد, الأخ الأكبر للسلطان المخلوع أبوبكر والسلطان الحالى كجك, والذى كان يقيم بالكرك ، كان هومصدر التهديد الرئيسى لقوصون مما جعله يسعى لاحضاره إلى مصر ليتمكن من القبض عليه وايداعه في سجن قوص مع اخوته الستة المسجونين هناك. أوفد قوصون الأمير طوغان إلى الكرك ليطلب من الأمير أحمد الحضور إلى القاهرة. إلا حتى الأمير أحمد الذى افترض حتى قوصون أراده في مصر لتنصيبه سلطانا أجاب بأنه لن يحضر إلى مصر قبل حتى يطلق سراح اخوته المسجونين ويرسل الأمراء الكبار إلى الكرك للحلف له. فخط له قوصون يفهمه أنه لم يطلب منه الحضور إلى القاهرة لتنصيبه سلطانا بل للنظر في أمر شكوى أمراء الكرك منه وحاول اغرائه بالحضور باخباره أنه ينتظره لتقديم بعض الهدايا اليه. وقام البعض بتحذير الأمير أحمد ونصح بعدم الذهاب إلى مصر. فلما فهم قوصون وأمراءه بامتناعه عن الحضور قاموا بارسال قوة إلى الكرك للقبض عليه.

اضطرابات وصراعات

فاتىة ومن حيث لم يدر قوصون نشب خلاف حاد تطور إلى أزمة كبرى بينه وبين مماليك السلطان المتوفى الناصر محمد (المماليك الناصرية) حين حاول اقناعهم بالانصياع لأوامره والقيام بخدمته كما كانوا يخدمون أستاذهم الراحل الناصر محمد فأبى المماليك وبدأت علاقتهم بقوصون تتدهور إلى حتى أعربوا جهرا أنهم ليسوا مماليكه بل مماليك السلطان فحسب. وأحس قوصون حتى المماليك السلطانية. قد خططوا لقتله فهرع إلى كبار الأمراء يشكوا لهم حاله ويظهر لهم ندمه على قبوله منصب نيابة السلطنة. وبينما كان الأمراء يطمئنون قوصون ويؤكدون له على تأييدهم الكامل وحمايتهم له كان المماليك قد ارتدوا زى القتال وتجمعوا بأسلحتهم داخل القلعة. أما خارج القلعة فقد احتشدت أعداد غفيرة من عامة الناس في الميدان وراحت تهتف " ناصرية..ناصرية " تأييدا للماليك الناصرية داخل القلعة. ولما رأى قوصون والأمراء حتى العامة الثائرة قد بدأت تهاجم اصطبله. قاموا بالالتحام بهم وقتلوا منهم الكثيرين بينما وقف المماليك والأمراء الناصرية فوق سطح القلعة يرمون قوصون وأمراءه بالنبال وهم يردون عليهم إلى حتى سقط من الجانبين عدد كبير من القتلى وانتهت المعركة بهزيمة المماليك الناصرية والعامة. وقام قوصون بمعاقبة الكثير من المماليك الناصرية عقابا شديدا وأغدق على الكثير من مماليك الطباق. بالاقطاعات وحملهم إلى درجة أمير.

وصلت الأنباء إلى القاهرة من دمشق بأن الأمير أحمد المقيم بالكرك قد تحالف مع أمير حلب طشتمر حمص أخضر وبعض نواب السلطان في سوريا وانه قد نوى السير إلى مصر لتنصيب نفسه سلطانا للبلاد. فقام قوصون, على غير رغبة الأمراء في مصر, بارسال الأمير قطلوغبا الفخرى على رأس قوة إلى الكرك للقبض على الأمير أحمد. الا حتى قطلوغبا والأمراء الذين صحبوه إلى الكرك. وبايعاز من نواب سوريا، بدلا من القبض على الأمير أحمد قاموا بتأدية يمين الولاء له ولقبوه باللقب السلطانى " الملك الناصر ". غضب قوصون فقام بالاستيلاء على ممتلكات قطلوغبا والأمراء المصاحبين له وطلب من الأمير الطنلبوغا الصالحى أمير سوريا بمهاجمة طشتمر حمص أخضر أمير حلب, ففر طشتمر إلى قيصرية البيزنطية وأستولى قطلوغبا على حلب وممتلكات طشتمر بها. في ذات الأثناء قام الأمير قطلوغبا بالهجوم على دمشق واستولى عليها وعلى ممتلكات قوصون بها وخط اليه ينتهره على قتله السلطان ابوبكر والقبض على اخوته أبناء الناصر محمد وأفهمه أنه والأمراء قد اتفقوا على تنصيب الأمير أحمد شهاب الدين سلطانا على البلاد.

سقوط قوصون وخلع كجك

جن جنون قوصون فراح يغدق على الأمراء والمماليك السلطانية بالهدايا والأموال والألقاب لأجل اغرائهم بتأييده والأنضمام الى صفه. الا حتى الأمراء, وكان من ضمنهم أيدغمش, كانوا غاضبين عليه بسبب أفعاله ولما وصلتهم أخبار فوزات قطلوغبا في سوريا واستيلائه على دمشق تشجعوا على مناوئة قوصون والخروج عليه. اتفق كبار الأمراء على عدم الانتظار وبضرورة التحرك قبل حتى يقوم قوصون بتنصيب نفسه سلطانا على البلاد, فقاموا تحت زعامة أيدغمش ومعهم الكثير من المماليك وأعداد غفيرة من عامة الناس بمحاصرة القلعة. نشب قتال عنيف في الشوارع المحيطة بالقلعة بعد حتى نادى أيدغمش العامة بمهاجمة ونهب اصطبل قوصون. في خلال بضعة ساعات كانت العامة قد نهبت خيول قوصون ومضىه الذى كان مخزنا في الاصطبل. لم يتمكن قوصون وأمرائه من الصمود فاستسلموا وقبض عليهم ورحلوا أثناء الليل الى الأسكندرية -لحمايتهم من الجماهير الثائرة- وهم مقيدون بالأغلال. نهب الناس ممتلكات قوصون والأمراء والنبلاء وتم خلع السلطان الصغير كجك بحجة صغر سنة بعد حتى جلس على تخت السلطنة خمس شهور بلا حول ولا قوة أوكما نطق ابن اياس : " كالعصفور في يدي النسور ". وأفرج عن أبناء الناصر محمد الذين سجنهم قوصون في قوص. قام الأمير أيدغمش بأمر الدولة وأوفد بيبرس الأحمدى مع بعض الأمراء الى الكرك لاحضار السلطان الجديد الملك الناصر شهاب الدين أحمد. ( أنظر شهاب الدين أحمد ).

نقود علاء الدين كجك

بضعة عملات بقيت من عهد علاء الدين كجك نقشت عليها ألقابه التاليه : " السلطان الملك الأشرف علاء الدنيا والدين " .


فهرس وملحوظات

  1. ^ بعض المؤرخين يعتبرون شجر الدر أول سلاطين المماليك. في تلك الحالةقد يكون الأشرف علاء الدين كجك السلطان المملوكى الخامس عشر وليس الرابع عشر (قاسم, 22 ).
  2. ^ الامير قوصون الناصرى: من أبرز الأمراء في عهد السلطان الناصر محمد وولديه سيف الدين أبوبكر وعلاء الدين كجك. جاء إلى مصر من بلاد الهجر في صحبة خند ابنة أزبك خان التى تزوجها الناصر محمد. ومع انه لم يكن مملوكا الا حتى الناصر محمد الذى أحب به اشتراه من أخيه صوصون وجعله ساقيا ثم رقاه إلى أمير وأصبح من خاصكيته وزوجه ببنتا من بناته. نهبت العامة بيته وممتلاكاته بالقاهرة اثناء صراعه مع بعض كبارالأمراء ومات مخنوقا في سجنه بالأسكندرية وخلف عدة أولاد من ابنة الناصر محمد . - ([ابن تغرى بردي]], أصل قوصون)
  3. ^ شفيق مهدى, 120-119
  4. ^ كان الأمير أحمد الذى سلطن فيما بعد يقيم بالكرك بعد حتى أوفده أباه الملك الناصر الى هناك لتفهم الفروسية.
  5. ^ المماليك السلطانية : مماليك السلطان.
  6. ^ كان اصطبل قوصون جزء من قصره الذى كان يتكون من عدة مبان وكان قريب من المكان الذى توجد عليه اليوم مدرسة السلطان حسن.
  7. ^ مماليك الطباق: كانوا مماليك تحت التدريب يقيمون في مبان داخل القلعة تسمى طباق.
  8. ^ شفيق مهدى, 119-118

المصادر والمراجع

  • ابن اياس : بدائع الزهور في وقائع الدهور, مدحت الجيار (دكتور), الهيئة المصرية العامة للكتاب, القاهرة 2007.
  • ابن تغرى : النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة, الحياة المصرية ، القاهرة 1968.
  • جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الاسلامى) : تاريخ مصر الاسلامية, دار المعارف ، القاهرة 1966.
  • المقريزى : السلوك لفهم دول الملوك, دار الخط, القاهرة 1996.
  • المقريزى : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار, مطبعة الأدب, القاهرة 1968.
  • قاسم عبده قاسم (دكتور) : عصر سلاطين المماليك - التاريخ السياسى والاجتماعى, عين للدراسات الانسانية والاجتماعية, القاهرة 2007.
  • شفيق مهدى ( دكتور) : مماليك مصر والشام, الدار العربية للموسوعات, بيروت 2008.
  • ويكيبيديا الإنجليزية والعربية
ألقاب ملكية
سبقه
سيف الدين أبوبكر
سلطان مملوكي
1341-1342
تبعه
شهاب الدين أحمد

انظر أيضا

  • مماليك بحرية
  • الناصر محمد
  • سيف الدين أبوبكر
  • شهاب الدين أحمد

المصادر

  • Abu al-Fida, The Concise History of Humanity
  • Al-Maqrizi, Al Selouk Leme'refatt Dewall al-Melouk, Dar al-kotob, 1997.
  • Idem in English: Bohn, Henry G., The Road to Knowledge of the Return of Kings, Chronicles of the Crusades, AMS Press, 1969.
  • Al-Maqrizi, al-Mawaiz wa al-'i'tibar bi dhikr al-khitat wa al-'athar,Matabat aladab,Cairo 1996, ISBN977-241-175X.
  • Idem in French: Bouriant, Urbain , Description topographique et historique de l'Egypte,Paris 1895
  • Ibn Taghri, al-Nujum al-Zahirah Fi Milook Misr wa al-Qahirah, al-Hay'ah al-Misreyah 1968
  • History of Egypt, 1382-1469 A.D. by Yusef. William Popper, translator Abu L-Mahasin ibn Taghri Birdi, University of

California Press 1954

  • [1]
تاريخ النشر: 2020-06-04 20:39:58
التصنيفات: سلاطين مصر, تاريخ مصر, نبلاء مصر, حكام تولوا الحكم صغار, حكام صغار من العصور الوسطى, أقباج, حكام أتراك, مواليد 1334, وفيات 1345

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

النيابة العامة تكشف ملابسات وفاة الطبيب العسكري السابق مراد الصغير

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-06 21:12:42
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

صورة.. هذا مضمون رسالة قادة الشرطة العرب إلى الملك محمد السادس

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-06 21:12:45
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

الرئيس بوتين يبدأ زيارة رسمية إلى السعودية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-06 21:11:36
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 80%

وصول 20 مصابا من قطاع غزة عبر معبر رفح ونقلهم للمستشفيات المصرية

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-06 21:21:04
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

هل ينتقل ياسين بونو إلى برشلونة؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-06 21:11:20
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 80%

الأنبا روفائيل يرأس سهرة كيهك بالكاتدرائية المرقسية الكبري

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-12-06 21:21:28
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

وصول أنوشكا والمخرج عمرو سلامة للعرض الخاص لفيلم «شماريخ» - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-06 21:20:36
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

تحميل تطبيق المنصة العربية