بارون دولباك

عودة للموسوعة

بارون دولباك

بارون دولباك
Paul Heinrich Dietrich, Baron d'Holbach
وُلـِد (1723-12-08)8 ديسمبر 1723
Edesheim, Landau, Rhenish Palatinate
توفي 21 يناير 1789(1789-01-21) (عن عمر 65 عاماً)
باريس, فرنسا
العصر فلسفة لاقرن 18
المنطقة فلسفة غربية
المدرسة French materialism
الاهتمامات الرئيسية
الحاد, Determinism, Materialism

پول-هنري، بارون دولباك (و.ثمانية ديسمبر 1723 - ت. 21 يناير 1789)، هومؤلف، فيلسوف، وموسوعي فرنسي- ألماني، وأحد الشخصيات البارزة في عصر التنوير الفرنسي. ولد باسم پول هنريخ ديترتش في اديشيم ، بالقرب من Landau في Rhenish Palatinate، لكنه عاش وعمل بصفة رئيسية في باريس، حيث كان يعقد صالون. واشتهر لالحاده، ولكتاباته الغزيرة عن الدين، أشهرهم منهج الطبيعة (1770).


حياته

ولد عام 1733 في اديشيم في امارة سبيير Speyer الأسقفية (في بافاريا) وعمد باسم بول هنريخ ديتريش گون هولباخ، ونشأ كاثوليكياً. وجمع جده ثروة من إدخال عرق المضى من هولندا إلى فرساي. وفي ليدن تفهم بول العلوم وتفهم اللغة الإنجليزية. وبعد صلح أكس لاشبيل (1748) استقر به المقام في باريس وأصبح من رعايا فرنسا وتزوج من أسرة من خبراء المال، وحصل على النبالة باستثماره 110.000 جنيه بفائدة 5% في شركة سكرتيري الملك. وسماه المحيطون به "البارون" لأنه كان يمتلك في وستفاليا ضيعة تدر عليه ستين ألف جنيه سنوياً. وبلغت جملة دخله السني مائتي ألف جنيه. ويقول موريليه أنها ثروة لم يستغلها أحد استغلالاً أشرف ولا أنفع منه للفهم والفن(83) وكان يرعى موريفووغيره من الكتاب أحسن رعاية (مثل دور ما سيناس بالنسبة لهم، وهوراعي هوراس وفرجيل في القرن الأول ق.م) وجمع مخطة ضخمة ولوحات ورسومات وعينات ونماذج للتاريخ الطبيعي.


صالونه

وأصبحت داره كما وصفها أحد الظرفاء "مقهى أوربا" وجعلت منه ولائم العشاء عنده وصالونه في باريس أوفي داره الريفية "جراند فال" على حد تعبير هوراس وولبول "قهرمان الفلسفة" وأعدت مدام دي هولباخ جميع يوم خميس ويوم أحد المائدة لأثني عشر ضيفاً. ولمقد يكونوا هم أنفسهم دائماً في جميع مرة، ولكنهم كانوا على الأغلب من قادة الحرب ضد المسيحية: ديدرو: هلفشيوس، دالمبير، بولانجيه، ومريليه، سانت لامبرت، مارمونتيل، وأحياناً بيفون، ترجو، وكني، كذلك اتى روسوولكنه كان يرتاع للألحاد الذي يتدفق من حوله، وهناك كان ديدروفي ذروة الحماسة والعنف، أما الراهب جالباني فقد ابتعد عن الفلسفة حيث أفسد النظرية بالنادىبة والسخرية. وكان عقد هذا الكنيس- كما كان البارون يسمى هذه الاجتماعات- يلتئم في الساعة القانية يتجاذبون أطراف الحديث ويأكلون ويتحدثون حتى الساعة السابعة أوالثامنة. وتلك كانت الأيام التي كانت فيها المناقشة أدباً غير مسطور وليس ثمة فوضى المقاطعة أوتوافه الأمور. ولم يكن هناك موضوعات محظور الخوض فيها، أوكما نطق موريليه "هذا هوالمكان الذي تنصت فيه إلى أكثر المناقشة حرية وحيوية وتنويراً وتثقيفاً بالنسبة للفلسفة والدين والحكومة، ولم يكن للهزل أوالمزاح الخفيف مجال هناك"...وهناك فوق جميع شيء أنار ديدروعقولنا وألهب نفوسنا(84) وذكر ديدرونفسه للآنسة فوللان أنهم تحدثوا في الفن والشعر وفلسفة الحب وفكرة الخلود، كما تحدثوا عن الإنسان والآلهة والفضاء والزمن وعن الموت والحياة(85). ونطق مارمونتيل "إذا كان الطقس جميلاً استبدلنا بولائم العشاء أحياناً نزهات فلسفية سيراً على الأقدام على ضفاف السين، وكانت وجبة الطعام آنذاك أكلة سمك ضخمة، وكنا نمضى جميع منا بدوره إلى أشهر الأماكن بهذا السمك، وعاد إلى سان كلو، وكنا نقصد مبكرين في أحد القوارب لنستنشق نسيم النهر ونعود في المساء عن طريق غابة بولونيا(87).

وبلغ صالون دي هولباخ من الشهرة حداً استخدم معه بعض زائري باريس من الأجانب نفوذهم للحصول على دعوة ليحضروا هذه اللقاءات. ومن ثم اتى في أوقات مختلفة هيوم وستيرن وجاريك وهوراس وولبول وفرانكلين وبريستلي وآدم سميث وبكاريا. زقد أزعجهم في بعض الأحيان وجود هذا الكثير من الملحدين هناك. وكم من مرة سمعنا ديدرويقول (لروميللي) أنه حين كان هيوم يشك في الوجود العملي للملحدين كان البارون يؤكد له "أنك تجلس إلى المائدة مع سبعة عشر(88)." وروى جيبون حتى فلاسفة باريس "سخروا من تشكك هيوم الموسوم بالحذر، وبشروا بتعاليم ومعتقدات الملحدين مع نفس التعصب الأعمى لدى الدوجماتيين (الدوجماتية أي الجزمية) توكيد الرأي بغطرسة دون مبرر وتمحيص كافيين وصب اللعنات على المؤمنين في تسخيف وازدراء(89)". كذلك روى بريستلي حتى "كل الفلاسفة الذين تعهدت بهم في باريس كانوا لا يؤمنون بالمسيحية بل صرحوا بأنهم ملحدون(90)" ومهما يكن من أمر فإن موريليه لحظ "أن عدداً كبيراً منا كانوا ملحدين ولم يخجلوا من ذلك. ودافعنا بشدة عن أنفسنا ضد الملحدين، على الرغم من إننا أحببناهم لحسن رفقتهم وصحبتهم".(91) ورأى ووليول حتى "وكر الفلاسفة" لدى دي هولباخ يؤذي ذوقه الإنجليزي. وما كان أشد امتعاضه حين رأى رينال يعهد عن تجارة إنجلترا ومستعمراتها أكثر مما يعهد هوإلى حد أنه ادعى الصمم. أما بيان هيوم فكان فيه مجاملة بالغة، حتى رجال الأدب هنا (في باريس) مقبولون يرتاح المرء إلى معاشرتهم، وكلهم رجال ذووشهرة واسعة يعيشون في انسجام تام (أويكادقد يكون تماماً) بينهم جميعاً، ولا تشوب أخلاقهم شائبة، وقد يحدث مبعث أعظم الرضا عندك ألاقد يكون بينهم ربوبي واحد.(92) والأرجح حتى هذا التصريح يدعوإلى الحيرة والارتباك.


ولكن اتفق رأي الجميع على حتى البارون وقرينته كانا مضيفين مثاليين وشخصيتين محببتين إلى النفوس. وعلى حد تعبير جريم: عاشت مدام دي هولباخ لزوجها فقط، فكانت إذا فرغت من الترحيب بضيوف زوجها وتقديم ما لذ وطاب لهم آوت إلى ركن منعزل وانصرفت إلى شغل الأبرة، دون حتى تشهجر في مناقشاتهم(93)، وماتت في عام 1754 في ريعان شبابها وظل دي هولباخ لبعض الوقت يعاني يأساً تاماً(94) وبعد عامين تزوج من أختها التي أثبتت أنها مخلصة قدر إخلاص أختها. وكان متواضعاً في سلوكه وعاداته وديعاً في مناقشته، لا تفهم شماله ما عملت يمينه من بر وإحسان(95)، حتى لم يكد أحد يرتاب في أنه خط مثل هذا الدفاع القوي عن الإلحاد في كتابه "نهج الطبيعة" فخطت مدام جيوفرين منافسته في عقد الندوات وإقامة المآدب في صالونها: "لم أرَ قط رجلاً في غاية البساطة مثله"(96)، أما روسوالذي درج على كراهية جميع جماعة الفلاسفة تقريباً فإنه احتفظ بإعجابه بشخصية دي هولباخ وخلقه إلى حد أنه اتخذه نموذجاً لفولمار الفاضل الذي يعتنق ممضى اللأدرية في رواية "هلواز الجديدية". وخط جريم الذي حلل جميع إنسان فيما عدا روسوفي موضوعية رصينة: "كان طبيعياً حتى يؤمن البارون دي هولباخ بإمبراطورية العقل، فقد كان هواه، (ونحن دائماً نحكم على غيرنا بمقدار عواطفنا) حتى يضع الفضيلة والمبادئ القويمة في المقام الأول وكان من العسير عليه حتى يضمر الكراهية لأي من الناس، ومع ذلك كان لا يستطيع دون جهد جهيد حتى يخفي مقته الصريح لرجال الدين... فحدثا تحدث عنهم تخلى عنه خلقه الرضي بطبيعته"(97).

دائرة المعارف

ومن هنا ساند دي هولباخ "دائرة المعارف" أكبر مساندة وأسهم فيها بماله ومنطقاته. وطمأن ديدرووشجعه حتى حين تخلى دالمبير وفولتير عن المشروع، وكانت منطقاته في معظمها عن العلوم الطبيعية، فإنه من من الجائز حتى البارون كان في هذا الحقل أوسع الفلاسفة إطلاعاً. وخط جريم في 1789. "لم ألتقِ قط برجل أكثر منه فهماً وإطلاعاً، ولم أرَ قط، رجلاً أقل منه اهتماماً بالتظاهر بالفهم في أعين الناس"(98). وترجم عن الألمانية كثيراً من الرسائل الفهمية بمساعدة نيجيون، ومن أجل هذا عين عضواً في أكاديميتي برلين وبطرسبورج، زلم يحاول قط حتى يلتحق قط بالأكاديمية الفرنسية.

وافتتن دي هولباخ بالفهم وتسقط من ورائه نهوضاً سريعاً بحياة الإنسان، ومن ثم فإن البارون نظر نظرة عدائية بالغة العداء إلى الكنيسة التي بدا حتى سيطرتها على التعليم تسد الطريق أمام الفهم الفهمية، فانتهز جميع فرصة لمهاجمة رجال الدين فخط منطقتي "آباء الكنيسة" و"الحكومة الدينية" لدائرة المعارف. فمنذ 1766 فصاعداً نظم مع نيجبون مصنعاً حقيقياً لإخراج الأدب المعادي للكنيسة. ثم ظهر في تعاقب سريع "قائمة القديسين"، "والوقفة المقدسة" و"آباء الكنيسة بغير قناع" و"القساوة الدينية وتحطيم الجحيم" وهنا اتى البشير بأنباء سارة- القضاء على الجحيم.

الملحد

وفي 1761 صدر عن هذا الذي أطلق عليه بعضهم معمل الإلحاد كتاب عنوانه "المسيحية في خطر" خطه أساساً دي هولباخ، ولكنه نسب في صحيفة العنوان إلى بولانجيه الراحل. وبسبب بيع هذا الكتاب اتهم ووصم بالعار أحد الباعة الجائلين وعوقب بالتجديف في السفن الشراعية لمدة خمس سنين. ولقي مثل هذا الجزاء لمدة تسع سنين غلام اقتنى هذا الكتاب ليبيعه ثانية(99). وكان الكتاب هجوماً مباشراً على التحالف بين الكنيسة والدولة كما إنه استبق حقاً وصف ماركس للديانة بأنها "أفيون الشعوب".

"إن الديانة هي فن تخدير الناس بالحماسة (وفي القرن الثامن عشر كانت هذه اللفظة تعني الغيرة الدينية) لتحول بينهم وبين مناهضة المساوئ والمظالم التي يعانونها من حكامهم. ولم يعد فن الحكم إلا مجرد الإفادة من أخطاء وخمول الذهن والنفس، وهي ما غرقت فيه الأمم بعمل الخرافة... وبتهديد الناس بالقوى الخفية استطاعت الكنيسة والدولة حتى تفرضا على الناس حتى يعانوا ويحتملوا في صمت ما يلقون من عنت وشقاء من القوى المرئية، وفرض عليهم حتى يأملوا في السعادة في الحياة الآخرة إذا وافقوا على حتىقد يكونوا بائسين في هذه الحياة الدنيا"(100). ورأى دي هولباخ في اتحاد الكنيسة والدولة السيئة الجوهرية أوالشر الأساسي في فرنسا. "أني بوصفي مواطناً أهاجم الديانة لأنها تبدولي ضارة بسعادة الدولة معادية للعقل البشري ومناقضة للفضيلة الحقة أوالخلق القويم"(101). "إن المسيحي يلقن، بدلاً من الفضيلة والأخلاق القويمة، الخرافات الخارقة القائمة على المعجزات والمبادئ والتعاليم البعيدة عن التصديق لديانة تتنافى تماماً مع العقل السليم. إذا هذا المسيحي منذ أول لحظة في دراسته يتفهم ألا يثق فيما تشهد به حواسه وأن يخضع عقله..... ويعتمد اعتماداً أعمى على ما يقرره أستاذه. إذا أولئك الذين حرروا أنفسهم من هذه الأفكار يجدون أنهم عاجزون لا حول لهم ولا قوة أمام الأخطاء التي رضعوها مع ألبان أمهاتهم"(102). ودفع دي هولباخ بأن بناء الفضيلة والأخلاق على المعتقدات الدينية عمل فيه مجازفة ومخاطرة، لأن هذه المعتقدات عرضة للتغيير وقد يدمر انهيارها القانون الأخلاقي القائم على أساسها أوالمتفق معها.

"إن جميع من يكتشف ضعف أوزيف البيانات التي قامت عليها ديانته... لابد يميل إلى الاعتقاد بأن الفضيلة والأخلاق وهمية مثل الدين الذي قامت عليه. وهذا يوضح كيف من الممكن أن حتى لفضتي "كافر وخليع" أصبحتا مترادفتين، ولنقد يكون ثمة ضرر من تعليم أخلاق طبيعية بدلاً من أخلاق لاهوتية، وبدلاً من تحريم الزنى والجرائم والرذائل لأن الله والدين حرماها، يجدر بنا القول بأن جميع إفراط يؤذي الإنسان ويحول دون صيانته والإبقاء عليه ويجعله جديراً بالازدراء في أعين المجتمع... وهوكذلك إفراط يحرمه العقل وتحرمه الطبيعة التي ترغب للإنسان حتى يعمل من أجل سعادته الدائمة"(103).

وأنه لمن العسير حتى نفهم كيف من الممكن أن حتى رجلاً نعم بمثل هذا الثراء يجد فسحة من الوقت ليؤلف مثل هذا العدد الكبير من الخط أويحث على تأليفها. وفي 1767 أخرج "اللاهوت السهل الحمل Theologie Portative سخر فيه سخرية بالغة من المبادئ السخيفة، وأجمل جميع اللاهوت في رغبة الكنيسة في التسلط والسيطرة. وفي 1768 نشر "العدوى المقدسة أوالتاريخ الطبيعي للخرافة" متظاهراً بترجمته عن "جان ترنشارد الإنجليزي". وفي نفس العام أصدر "رسائل إلى أوجيني" أوالصيانة صد الآراء المسبقة (دون تمحيص) والمزعوم أنه بقلم فيلسوف أبيقوري في سكوSceaux. وفي 1769 صدر "بحث في الآراء المسبقة" من تأليف مسيودي مارسي Marsais يوضح حتى العلاج الوحيد لمساوئ الدين هونشر التعليم والفلسفة. وفي 1770 نشر البارون النشيط تحفته الرائعة، وهوأقوى كتاب فذ صدر في الحملة ضد المسيحية.


منهج الطبيعة

كان المزعوم حتى كتاب منهج الطبيعة أوقانون العالم المادي والعالم المعنوي طبع في لندن. ولكنه طبع في الواقع في أمستردام في مجلدين كبيرين يحمل اسم مسيوميرابوMirabaud وكأنه المؤلف. وهذا الرجل الذي كان قد فارق الحياة منذ عشر سنوات كان سكرتير الأكاديمية الفرنسية. واتى في المقدمة عرض لتاريخ حياته ومؤلفاته ولم يصدق أحد حتى الرجل الطيب المثالي ميرايود ألف مثل هذا الكتاب المخزي.

وفي 1770 بعد حتى قررت جمعية رجال الدين حتى تجمع جميع أربع سنوات منحة مالية للملك وأهابت به حتى يمنع تداول المؤلفات المعادية للمسيحية، والتي انتشرت كثيراً في فرنسا. فأصدر لويس الخامس عشر أوامره إلى النائب العام حتى يتخذ الإجراءات فوراً. وشجب برلمان باريس سبعة خط من بينها كتاب دي هولباخ "فضح أسرار المسيحية ومنهج الطبيعة"، باعتبارها بعيدة عن التقوى، مليئة بالتخريف، محرضة على الفتنة، نزاعة إلى القضاء على جميع فكرة عن الألوهية، وإلى إثارة الشعب للتمرد على ديانته وحكومته، والقضاء على جميع مبادئ الأمن العام والأخلاق، وصرف الناس عن واجب الطاعة والإذعان لمليكهم. وكان ينبغي إحراق الخط واعتنطق مؤلفيها وعقابهم عقاباً صارماً. ويقول موريليه حتى كثيراً من الناس عهدوا حتى دي هولباخ هوالمؤلف وأنهم كتموا السر لمدة عشرين عاماً. وظلت الندوة تعقد الاجتماعات. وعدت مدام دي هولباخ إلى بعضها كانون برجييه الذي كان لتوه قد تلقى معاشاً من رجال الكنيسة لمنطقاته الرائعة التي خطها دفاعاً عن الكنيسة الكاثوليكية. وارتاب كثيراً من الناس في حتى ديدروخط بعض أجزاء من الكتاب ولكنه في جملته كان حسن الترتيب وحسن الأسلوب مما يستبعد حتىقد يكون بقلم ديدرو، ولكنه من الممكن أسهم فيه بالمناجاة المتألفة البليغة للطبيعة في آخر الكتاب. وعلى أية حال لم يشعر ديدروبالأمن والطمأنينة في باريس ورأى من الحكمة حتى يزور لانجرز.

ووصل كتاب "منهج الطبيعة" مهرباً من هولندا، وتهافت على شرائه جمهور كبير يضم كما روى فولتير الفهماء والباحثين والجهّال والسيدات(104). وسر به ديدروفنطق "إن ما أحب هوفلسفة واضحة محددة صريحة مثل تلك الموجودة في كتاب منهج الطبيعة، والمؤلف ليس ملحداً في أي من الصفحات، وهوربوبي في بعضها، وفلسفته تجري على نسق واحد"(105). وهذا يختلف عن ديدروجميع الاختلاف. حتى ما أحبه في الحقيقة هوحتى دي هولباخ كان ملحداً في جميع صفحات الكتاب. ومع ذلك فإن الكتاب كان مشرباً بروح تقارب التفاني الشديد أوالإخلاص الديني في سعادة المبشر. حتى دي هولباخ رأى عالماً يسوده البؤس والشقاء. حيث يحكمه الملوك والقساوسة ومن ثم خلص إلى حتى الناس سيكونون أسعد حالاً لوانهم ولوا ظهورهم لرجال الدين والملوك واتبعوا رجال الفهم والفلسفة. وإن العبارات الأولى في الكتاب لتنبئ عن روحه وفكرته الرئيسية:

"إن مصدر شقاء الإنسان وبؤسه هوجهله بالطبيعة. إذا إصراره على التمسك بالآراء الخاطئة العمياء التي تلقنها في طفولته... وما نتج عن ذلك من تحيز وهوى ظللا عقله وأفسدا ذهنه.. يظهر أنهما قضيا عليه بالاستمرار على الخطأ... أنه يستمد أسلوب تفكيره من الآخرين تحت مسئوليتهم، ثقة منه بهم، وهم أنفسهم مخطئون، أوحتى لهم مصلحة في تظليله وخداعه. ولإزالة هذه الغشاوة وإخراجه من هذه المتاهة فإن الأمر يحتاج يداً حانية وحباً شديداً... كما يقتضي أعظم الشجاعة التي لا يعتريها خوف ولا وجل وتصميماً أكيداً لا يكل ولا يمل.... ومن ثمقد يكون أبرز واجب علينا حتى نفتش عن الوسائل التي نقضي بها على الأوهام التي تظللنا وتخدعنا. وينبغي حتى نفتش عن العلاج لهذه المساوئ في الطبيعة نفسها. ففي وفرة مواردها وحدها يمكن حتى نتسقط في تعقل وجود الترياق الشافي من جميع الشرور التي جلبتها علينا حماستنا الطاغية الموجهة أسوأ توجيه. لقد حان الوقت للبحث عن هذا العلاج ولقاءة هذه المساوئ بشجاعة وفحص أسسها وتدقيق النظر في مقوماتها. حتى العقل بخبرته الهادئة المخلصة ينبغي حتى يقتلع من الجذور هذه الأهواء التي كان الجنس البشري هوالفريسة الوحيدة لها لأمد طويل. ولنحاول حتى نغرس في الإنسان الشجاعة واحترام عقله مع حب لا يفتر للحقيقة، بهدف حتى يلتمس المشورة والرأي من خبرته، فلا يعود العوبة لخيال توجهه السلطات توجيهاً مظللاً. ويتفهم حتى يبني أخلاقياته على الطبيعة وعلى حاجياته وعلى المنفعة الحقيقية للمجتمع، ويتجرأ على حتى يحب ذاته، ويصبح كاهناً فاضلاً عقلانياً. وفي هذه الحالة لابد حتىقد يكون سعيداً(106).

وبعد حتى انتهى دي هولباخ من بيان برنامجه على هذه النحوتقدم في ترتيب ونظام ليفند جميع الكائنات والاعتبارات والأفكار الخارقة للطبيعة. ويحبذ الطبيعة بكل ما فيها من جمال وقسوة وتقييد وإمكانات، وليختزل جميع الحقيقة والواقع إلى مادة وحركة، ويبني على هذا الأساس المادي منهجاً للفضيلة والأخلاق يأمل حتىقد يكون في مقدوره حتى يحول المتوحشين إلى مواطنين، ويشكل الخلق الفردي والنظام الاجتماعي ويضفي سعادة معقولة على حياة مقرر لها الموت المحتوم. إنه يبدأ ويختتم بالطبيعة، ولكنه ينكر أية محاولات لتشخيصها أوتجسيدها.

إنه يحددها ويعهدها بأنها الكل الأعظم الذي ينتج من اجتماع المادة في مجموعاتها المتنوعة. وهذا هوالاسم المحبب لدى دي هولباخ للكون، فهويعهد المادة في حرص وحذر بأنها بصفة عامة، جميع ما يؤثر على حواسنا بأي شكل كان "كل شيء في الكون في حركة دائبة. وجوهر المادة هوحتى تعمل، وإذا تأملناها في يقظة تامة لاكتشفنا أنه ليس ثمة جزء صغير فيها ينعم بسكون مطلق، وكل ما يظهر لنا أنه ساكن لا يبقى ولوللحظة واحدة على نفس الحالة، وكل الكائنات تتناسل وتتكاثر وتتناقص وتتفرق باستمرار... إذا أشد الصخور صلابة تتصدع بدرجات متفاوتة أمام لمسات الهواء(107)".

إن هذا الكل لا يقدم لمجال تأملنا وتفكيرنا "إلا مجرد تعاقب ضخم متصل غير متبتر لأسباب ونتائج"(108). وحدثا ازدادت معهدتنا وجدنا أبلغ مرشد على حتى الكون يعمل من خلال الأسباب الطبيعية وحدها. وقد يحدث من العسير حتى ندرك كيف من الممكن أن "أن المادة الجامدة يمكن حتى تكون فيها حياة" ولكنقد يكون من الأصعب حتى تصدق حتى الحياة خلق أونتاج خاص لوجود خفي خارج عن الكون المادي. ومن العسير فهم كيف من الممكن أن يمكن حتى تحس المادة أوتشعر ولكن سائر خواص المادة مثل "الجاذبية والمغناطيسية والمرونة والكهربية، ليست، أقل صعوبة في إدراكها وفهمها من الشعور أوالإحساس"(109).

والإنسان كذلك "كائن مادي صرف خاضع لنفس القوانين التي تحكم سائر العالم. وكيف يتسنى لجسم مادي وذهن غير مادي حتى يتفاعل جميع منهما مع الآخر،يا ترى؟ حتى "الروح" هي مجرد تنظيم الجسم ونشاطه ولا يمكن حتىقد يكون له وجود مستقل. حتى القول بأن الروح ستحس وتفكر وتنعم وتعاني بعد فناء الجسم مثل الزعم بأن الساعة التي تتهشم إلى ألف بترة تستمر في دقاتها ساعة بعد ساعة!... وتبين مرور الوقت(110). إذا مفهوم الذهن والجسم على أنهما وجودان غير ماديين عوق معالجتنا للأمراض العقلية. وإذا اعتبرنا الذهن وظيفة من وظائف الجسم فإننا بذلك نمكن فهم الطب من شفاء الكثير من الاضطرابات العقلية بالقضاء على أسبابها الجثمانية .

ومن حيث حتى الذهن وظيفة من وظائف الجسم فأنه أي الذهن خاضع للقاعدة الكونية، قاعدة الأسباب والنتائج الطبيعية. والفصل الحادي عشر من كتاب "منهج الطبيعة أفصح وأبلغ دفاعاً عن ممضى الحتمية (الإيمان بالقضاء والقدر) في مجال الفلسفة الفرنسية بأسرها.

"إن حياة الإنسان قضت عليه الطبيعة برسنه على سطح الأرض دون حتىقد يكون لديه القدرة على الانحراف عنه قيد أنملة. أنه ولد دون رضاه. حتى كيانه أوتنظيمه لا يتوقف البتة على نفسه. إذا الأفكار التي تخالجه تأتي قسراً لا طوعاً، وعاداته واقفة تحت سيطرة الذين يحملونه على التخلي عنها. ويتعدل الإنسان ويتغير بلا انقطاع نتيجة مسببات وعلل مرئية أوخفية ليس له سلطان عليها ولا تحكم فيها، وهي بالضرورة تنظم أسلوب وجوده وتصبغ تفكيره بصبغة معينة، وتقرر كيفية تصرفه وأفعاله، فهوطيب أورديء، سعيد أوتعس، عاقل أوأحمق، ومتعقل أوغير متعقل دون حتىقد يكون لإرادته ولج في أي من هذه الحالات المتنوعة(113)".

ويبدوحتى هذه الحتمية تنطوي على الجبرية وعلى النقيض من معظم الفلاسفة يرتضي دي هولباخ هذا التضمين... إذا حالة الكون في أية لحظة تحددها حالته في اللحظة السابقة، وهذه حددتها سابقتها، إلى غير ذلك دواليك في الماضي، ومن ثم فان أية لحظة في تاريخ الكون تعتبر محددة لأية لحظة في المستقبل. حتى شئت حتى الإخضاع الواضح للإنسان المتميز بكل العبقرية أوالقديس بأي مفهوم أوبكل التضرع والصلوات - لغاز بدائي، لا يفت في عضد دي هولباخ فأنه يتقبل مصيره في كبرياء أبيقورية: "إن الإنسان من عمل الطبيعة، وهويوجد في الطبيعة، خاضع لقوانينها، ولا يملك تخليص نفسه من هذه القوانين، ولا يمكنه حتى يخطوفيما ورائها خطوة واحدة حتى في فكره. ولذلك فأنه بدلاً من البحث خارج العالم... عن كائنات توفر له السعادة التي تنكرها عليه الطبيعة يحمل به حتى يفهم هذه الطبيعة ويعهد قوانينها ويتأمل في قواها ويراعي القواعد الثابتة التي تعمل بمقتضاها. فليطبق الإنسان جميع ما يتصل إليه على هناءته هوويخضع في صمت لما تفرضه عليه من الحماية أوالوصاية التي ليس في مقدور أحد تبديلها أوتغييرها، ويرتضي مبتهجاً حتى يتجاهل الأسباب والعلل التي يحول بينه وبينها حجاب كثيف لا يمكن اختراقه، ويستسلم دون تذمر لقوانين الضرورة الكونية التي يستحيل عليه إدراكها إطلاقاً. ولا تحرره أبداً من تلك القوانين التي فرضت عليه بحكم ماهيته أوجوهره(114)".

وهل تبرر لنا هذه "الجبرية" (أي الأيمان بالقضاء والقدر) حتى نخلص إلى أنه لا فائدة ترجى من وراء محاولتنا تفادي الشرور أوالسيئات والأعمال المخزية أوالسقم، وأن نكف عن بذل أي جهود، أوعن الطموح أوالتطلع وأن ندع الأمور تجري في أعنتها،يا ترى؟ ويجيب دي هولباخ بأنه حتى هنا ليس لنا الخيرة من أمرنا، فإن الوراثة والبيئة هما اللتان قررتا بالعمل حتى نستسلم للدعة وعدم المبالاة، أوحتى نستجيب في جد ونشاط لمتطلبات الحياة وتحدياتها، ويسبق دي هولباخ إلى الاعتراض على حتى هذه الجبرية - وهي تبدوكأنها تتغاضى عن الجريمة وتغتفرها - قد تزيد منها. حتى الجبرية لا توحي بعدم معاقبة الجريمة بل إنها على النقيض من ذلك ستؤدي بالشرع والمفهم والرأي العام حتى يصنعوا بمقتضى القوانين أوالأخلاق عوائق أفضل في سبيل ارتكاب الجرائم، ويوفروا الدوافع والمغريات بالسلوك الاجتماعي القويم، وهذه العوائق والدوافع والمغريات ستنضم إلى العوامل البيئية التي تشكل سلوك الإنسان. ولكن الجبرية لا تسوغ لنا اعتبار الجرائم وكل السلوك غير الاجتماعي اختلال توازن عقلياً يرجع إلى الوراثة والظروف. ولذلك يجدر بنا حتى نعالج مثل هذا السلوك كما نعالج السقم، وأن نتخلى عن التعذيب والعقوبات البالغة الصرامة لأنها تزيد الهوة بين الفرد والمجتمع، وتعود الناس على عنف والقسوة، أكثر مما تصرفهم عن ارتكاب الجرائم.

وليس في هذه الفلسفة بطبيعة الحال مكان للإله. إذا مقت دي هولباخ الشديد لممضى التوحيد (الإيمان بالله الواحد) وحده، بل لممضى الربوبية وممضى وحدة الوجود كذلك نادى معاصريه إلى حتى يطلقوا عليه "العدوالشخصي لله سبحانه وتعالى(115). وإذا عدنا إلى الوراء إلى البداية فإننا نجد دائماً إذا الجهل والخوف خلقا الآلهة وزينهم الخيال أوالحماسة أوالخداع أوشوهوهم وعيدهم الضعف، وأبقت عليهم السذاجة أحياء، وأجلهم واحترامهم العهد والعادة، وناصرهم الطغيان....ليخدم أغراضه(116) ويثير ضدهم جميع الحجج القديمة، ويتحمس بعنف كما عمل هلفشيوس ضد مفهوم الأسفار المقدسة عن الإله(117) ولا يوحي إليه النظام والتناسق الرائعان للكون بأي "عقل أسمى" فإن هذا النظام وهذا التناسق يرجعان إب مسببات طبيعية تعمل بطريقة ميكانيكية، ولا يحتاج المر حتى نعزوها إلى أي إله يمكن حتىقد يكون هوادق على الفهم والتوضيح أكثر من العالم. والنظام والاختلال مثل الخير والشر والجمال والقبح كلها مفاهيم ذاتية (غير موضوعية) مستمدة من اللذة أوالألم الذي توفره لنا مدركاتنا الحسية. ولكن الإنسان ليس "مقياس جميع شيء" وليس إشباع رغباته أورضاؤه معياراً موضوعياً يمكن تطبيقه على الكون. إذا الطبيعة تسير قدماً دون اعتبار لما نراه نحن من أصغر نقطة في الفضاء حسناً أوسيئاً، قبيحاً أوجميلاً. ومن وجهة نظر الكل "ليس هناك ما يمكن حتىقد يكون سيئاً حقاً، فإن الحشرة تأوي إلى ملجأ آمن في أطلال القصر الذي يسحق الناس عند سقوطه"(118) وينبغي حتى نتفهم حتى نعتبر الطبيعة في سموها وكوارثها محايدة بقدر سواء حياداً يتسم برباط الجأش:

"إن جميع ما قيل في سياق هذا الكتاب يثبت بوضوح أم جميع شيء قريب متناسب مع الطبيعة، حيث لا تعمل فيها جميع الكائنات إلا حتى نتبع القوانين التي فرضت عليها جميع حسب درجته أوطبيعته. إذا الطبيعة توزع بنفس اليد ما يسمى نظاماً وما يسمى اختلالاً، وما يسمى لذة وما يسمى ألماً، وقصارى القول أنها بمقتضى ضرورة تنشر الخير والشر..ولذلك يجدر بالإنسان ألا ليمتدح سخاءها أويصب عليها جام غضبه وحقده، أويتصور حتى صخبه وضجيجه أوتضرعاته وابتهالاته يمكن حتى تغني عنه من شيء أوتكبح جماح قوة الطبيعة الهائلة أوسلطانها العظيم وهي تعمل دوماً وفق قوانين ثابتة...فإذا عانى الإنسان شيئاً فلا يجوز له حتى يلتمس علاجاً في الأوهام التي يصدرها له خياله المستقيم، بل يستمد من مخازن الطبيعة العلاجات التي تقدمها للشرور والمساوئ التي تبتليه بها، ويفتش بين أحضانها عن المنتجات التي أنتجتها الطبيعة نفسها(119).

ويقترب هولباخ من تقديم الإله ثانية في شكل "الطبيعة"، وبعد حتى يأخذ على نفسه ألا يشخصها أويجسدها نراه يميل إلى تأليهها، ويتحدث عن قدرتها وإرادتها وخطتها وسخائها، ويرى فيها أفضل هاد ومرشد للإنسان، ويجيز لديدرو(؟) حتى يخط لها مناجاة عزيزة وكأنها الفقرة الختامية لكتاب ضخم "أيتها الطبيعة، يا سيدة جميع الكائنات!! إذا بناتك الفاتنات الجديرات بالتوقير والعبادة- الفضيلة والعقل والحقيقية- يبقين إلى الأبد معبوداتنا الوحيدات. إذا إليك تتجه جميع تسابيح الجنس البشري وينصب عليك ثناؤه، وإليك يقدم جميع ولائه وإجلاله، إلى غير ذلك. ومثل هذه التقوى الموسومة بممضى وحدة الوجود (القائل بأن الله والطبيعة شيء واحد وأن الكون المادي والإنسان ليسا إلا مظاهر الذات الإلهية). هذه التقوى لا تكاد تتسق مع نظرة دي هولباخ إلى الطبيعة على أنها تنزل الخير والشر دون تحيز، "إن الرياح والعواصف والزوابع والبراكين والحروب والطاعون والسقم كلها ضرورية لمسيرتها الأبدية (وليس في جميع مكان) مثل حرارة الشمس الصحية المفيدة(120) إلى غير ذلك يذكرنا بإله كلفن الضنين بالجنة المسرف في عذاب النار".

إن دي هولباخ في حالته النفسية المميزة ينكر لا مجرد فكرة الله، بل نفس لفضته إذا لفضتي الإله ويخلق... ينبغي حتى تختفيا من لغة أولئك الذين يريدون التحدث بلغة مفهومة. إذا هاتين لفظتان مجردتان ابتدعهما الجهل، إنهما مبتدعتان لإرضاء من تعوزهم الخبرة، الخاملين والجبناء إلى الحد الذي لا يدرسون معه الطبيعة وأساليبها(121). وأنه ليرفض البروبية التي تنسجم مع الخرافة(122) وتصنع من الإلحاد ديناً حقيقياً.

"إن صديق الجنس البشري لا يمكن حتىقد يكون صديقاً للإله الذي كان في جميع الأوقات سوطاً مسلطاً على الأرض. إذا رسول الطبيعة لنقد يكون أداة الأوهام المظللة التي تجعل الدنيا مقراً للخداع. إذا من يقدس الحقيقة لن ينسجم مع الزيف والباطل. إنه يفهم حتى سعادة الجنس البشري تقتضي بشكل لا رجعة فيه، تقويض صرح الخرافة المظلم المقلقل من أساسه، لكي يقيم على أطلاله معبداً للطبيعة ملائماً للسلام - هيكلاً مقدساً للفضيلة... فإذا مضىت جهوده أدراج الرياح وإذا لم يستطع حتى يبث الشجاعة في الكائنات التي اعتادت حتى ترتعد فرائصها جبناً، فإن له على الأقل حتى يفاخر بتجاسره على حتى يقوم بالمحاولة. وعلى الرغم من ذلك فإنه يحكم على جهوده بأنها عقيمة إذا استطاع حتى يجعل إنساناً واحداً سعيداً أويهدئ من اضطرابات ذهن مستقيم واحد، وأقل ما ينطق أنه يفترض أن يفيد من تحرير ذهنه هومن إرهاب الخرافة المزعج... ومن أنه وطئ تحت قدميه الأوهام التي تقض مضاجع المنكودي الحظ وتعذبهم. وإذ نجا على هذا النحومن خطر العاصفة استطاع حتى يتأمل في هدوء من قمة صخرته في تلك الأعاصير المروعة التي أثارتها الخرافة، ويمد يد العون إلى أولئك الذين يتقبلونها(123).


الأخلاق والدولة

ولكن هل ينسجم الإلحاد مع الأخلاق الشعبية العامة،يا ترى؟ وهل يمكن ضبط الدوافع القوية الأنانية لدى عامة الناس بقانون أخلاقي مجرد من الإخلاص للدين ومن تأييده،يا ترى؟ حتى دي هولباخ قابل هذه المشكلة في كتابه "منهج الطبيعة" ثم عاد إليها في 1776 في كتاب ذي ثلاث مجلدات "الأخلاق العامة" وأنه يرتاب بادئ ذي بدء في حتى الديانة سعت إلى الفضيلة والأخلاق القويمة. "على الرغم من الجحيم المروعة البغيضة حتى في مجرد وصفها، فأي حشد من المجرمين المتهتكين يملأ مدننا... وهل اللصوص أوالقتلة المعاقبون ملحدون أومتشككون،يا ترى؟ إذا هؤلاء البائسين يؤمنون بالله. وهل يتحدث أكثر الآباء تمسكاً بالدين وهوينصح ابنه عن إله محب للانتقام،يا ترى؟ إذا انهيار صحته من أثر الزنى وضياع ثروته في الميسر، وازدراء المجتمع له - هي الدوافع التي دعت الولد إلى النصح"(124).

وحتى مع افتراض حتى الدين في بعض الأحيان يساعد الأخلاق، فهل يتوازن هذا مع الضرر الذي يلحقه الدين بالإنسان،يا ترى؟ في منطق إنسان جبان واحد تكبح فكرة الجحيم جماحه هناك آلاف من الناس لا تؤثر فيهم هذه الفكرة مطلقاً، وهناك ملايين منهم تجعلهم هذه الفكرة غير عقلانيين، يعوزهم التفكير السليم، وتحولهم إلى أدوات اضطهاد وتعذيب وحشيين، وتحولهم إلى خبثاء أشرار... ومتعصبين. كما حتى هناك ملايين تفسد عقولهم وتصرفهم عن واجبهم نحوالمجتمع(125).

وتأمل في النفاق الذي يفرضه الضبط الاجتماعي للدين على المتشككين. أولئك الذين يريدون حتىقد يكونوا فكرة عن القيود التي فرضها اللاهوت على عقول وتفكير الفلاسفة الذين ولدوا في ظل "الديانة المسيحية" فليقرؤوا الرومانسيات "القصص الخيالية" الميتافيزيقية التي خطها ليبنتز وديكارت ومالبرانش وكودورث وغيرهم ويفحصوا في هدوء النظم والترتيبات البارعة ولكن الحماسية المسماة "التناسق المقرر مقدماً للأسباب العرضية(126)".

وفوق ذلك فإن المسيحية بهجريزها فكر الإنسان على الخلاص الفردي في الدار الآخرة، أماتت الشعور الإنساني والاجتماعي في مثل هذا الفرد، وتكرت الناس غير شاعرين ببؤس رفاقهم، وبالجور والإجحاف اللذين يتعرضون لهما من قبل الجماعات والحكومات الظالمة.

ويرفض دي هولباخ الفكرة المسيحية الفولتيرية التي تقول بأن الإنسان يولد ولديه حلسة الصواب والخطأ. إذا الضمير ليس صوت الله بل صوت رجل الشرطة، إنه رواسب وتراكم آلاف من التحذيرات والأوامر والتأنيبات تلقاها الفرد منذ نشأته "ويمكن تعريف الضمير بأنه معهدتنا بآثار أفعالنا على رفاقنا ثم إنعكاسها أورد عملها على أنفسنا(127). ويمكن لأنقد يكون هذا الضمير موجهاً أومرشداً زائفاً، فلربما تشكل هذا الضمير نتيجة تعليم منحرف أوخبرة أسيء فهمها، أوتفكير خاطئ، أورأي عام فاسد. وليس ثمة رذيلة أوجريمة لا يمكن إظهارها في ثوب الفضيلة عن طريق التعليم أوالقدوة السيئة ومن ثم فإن الزنى مهما يكن من أس تحريم الدين له عمل يبعث على الفخر. والتملق الذليل مستساغ في البلاط واغتصاب النساء والسلب والنهب بين الجنود مكافآت مشروعة للمخاطرة بالحياة وتقطيع الأوصال. "أنا لنرى رجالاً أغنياء لا يعانون من وخز الضمير لما جمعوا من ثروة على حساب مواطنيهم" و"وطنيين متحمسين متعصبين لوطنهم أعمت ضمائرهم الأفكار الزائفة الباطلة فأغرتهم بإبادة من يحالفونهم في الرأي دون شعور بالندم أوتأنيب الضمير" وخير ما نأمل فيه ضمير تشكل عن طريق تعليم أفضل، واكتساب عادة التطلع إلى آثار على غيرنا وعلى أنفسنا، وعن طريق رأي عام أسلم وأصح يتردد أي فرد عاقل في الإساءة إليه(128).

ويتفق دي هولباخ مع المسيحية في حتى الإنسان بطبيعته نزاع إلى "الإثم" أي إلى السلوك الضار بالجماعة، ولكنه يرفض فكرة حتى هذه الطبيعة النزاعة للإثم "موروثة خطيئة آبائنا الأولين، باعتبارها فكرة سخيفة. ويقبل الأنانية باعتبارها جوهرية في سلوك البشر، ويرى مثل هلفشيوس حتى يبني عليها قانونه الأخلاقي، بأن يجعل السلوك الاجتماعي مفيداً للفرد. "فالأخلاق تصبح فهماً عقيماً إذا لم تثبت للإنسان بما لا يقبل الجدل حتى مصلحته تكمن في تمسكه بالفضيلة(129) ويمكن حتى يتحقق لنا شيء من تعليم يوضح اعتماد مصلحة الفرد على مصلحة الجماعة. ويمكن بث درجة معقولة من الغيرية- حب الغيرة" باستثارة الرغبة الطبيعية في كسب الاستحسان الاجتماعي العام والتفوق والامتياز والمكافآت. إلى غير ذلك يصوغ دي هولباخ فهم الأخلاق عنه قانوناً للطبيعة: "عش لنفسك ولرفيقك فإني (أي الطبيعة) أقر ملذاتك ما دامت لا تؤذيك ولا تؤذي الآخرين الذين جعلتهم ضروريين من أجل سعادتك..وكن عادلاً لأن العدل يؤيد الجنس البشري ويدعمه..وكن طيباً لأن طيبتك ستجذب جميع قلب إليك، وكن متسامحاً حيث أنك تعيش بين كائنات ضعيفة مثلك. وكن متواضعاً لأن كبرياءك تجرح حب الذات عند جميع كم حولك. وأعف عن الإساءة والأذى وأحسن إلى من أساء إليك..حتى تكسب صداقته. وكن معتدلاً مقتصداً في شهواتك عفيفاً فإن الانغماس في الشهوات والإسراف والإفراط يفترض أن يدمرك ويقضي عليك ويجعلك منادىة للاحتقار(130).

إن الحكومة إذا أولت عناية أكبر وأكثر جدية لصحة الشعب وحمايته وتعليمه فقد تخف معدلات الجريمة إلى حد كبير(131). وإذا كان الإنسان يخسر كثيراً في عدم الالتزام بالسلوك الاجتماعي السليم فإنه لنقد يكون على استعداد للمغامرة بمثل هذه الخسارة في مثل هذا السبيل. وإذا تدرب التلاميذ على التأمل والتعقل بدلاً من غرس الخوف فيهم وإرهابهم بالمعتقدات غير العقلانية التي سرعان ما تفقد قوتها، فإن أخلاق الرجال لابد حتى تتحسن بتزايد قدرتهم على تطبيق خبرتهم على أفعالهم وتصرفاتهم حيث يتنبأون على ضوء الماضي بما سيكون في المستقبل لأعمالهم الراهنة من نتائج.

وعلى المدى الطويلقد يكون العقل والذكاء أسمى فضيلة، ومثل هذه الفضيلة هي السبيل الأمثل للسعادة.

وفي "منهج الطبيعة" و"المنهج الاجتماعي" (3 مجلدات، 1772)، و"السياسة الطبيعية" (1772، مجلدان) و"روح الشعب" (1776) عالج المليونير الذي لا يكل ولا يمل مشاكل المجتمع والحكومة. وفي هذه الخط تنتقل الهجمات من الكنيسة إلى الدولة. ويتفق دي هولباخ مع لوك وماركس في حتى العمل هومصدر الثروة ولكنه مثل لوك يبرر الملكية الخاصة على أنها حق للإنسان نتاجاً لعمله وحده. إنه نبيل وقد يتخلص من الأرستقراطية الوراثية.

وقد دعى نفر من الناس حقاً في الثروة ومراتب الشرف فحسب، ولوحتى حق المولد واللقب لابد بالضرورة حتى يوهن عزيمة الطبقات الأخرى من المواطنين أويثبط همهم. إذا الذين لا يملكون إلا عراقة الحسب والنسب أوكرم المحتد ليس لهم الحق في الثراء والشرف...ولا يمكن حتى نعتبر النبالة إلا مجرد سوء استعمال أوتعسف مصطنع لا يصلح إلا ليداري خمول...وعجز طبقة بعينها على حساب الأضرار بالمجموع...(132) وهل أعمال النبلاء القدامى والوثائق القديمة المحفوظة في قصور العصور الوسطى تعطي لورثتها الحق في تولي أحمل المناصب في الكنيسة والدولة وفي دور القضاء أوفي الجيش دون اعتبار لما ينبغي حتى يتحلى به هؤلاء الورثة من قدرات ومواهب لازمة لحسن القيام بهذه المهام(133)،يا ترى؟

أما بالنسبة لرجال الدين فلنهجرهم يدبرون أمورهم بأنفسهم، ويجدر حتى تنفصل الكنيسة والدولة جميع منهما عن الأخرى تمام الانفصال. ويجب حتى تعامل الجماعات الدينية على أنها هيئات متطوعة تتمتع بالتسامح ولكن لا تحظى بأي دعم أوتأييد من الدولة. وينبغي على جميع حكومة ملتزمة جانب الحكمة والعقل حتى تسد الطريق أمام ديانة أوممضى للجوء إلى التعصب أوالاضطهاد(134).

ودي هولباخ رجل ولج من الأرض وغير الأرض، وهوينتقد أصحاب الدخول الخاملين من أفراد الطبقة الوسطى. وبوصفه باروناً فإنه يحتقر رجال الأعمال. "ليس ثمة مخلوق حي أشد خطراً من رجال الأعمال الذي يفتش عن فريسته(135). حتى جشع التجارة يحل الآن محل طموح الأسرة سبباً للحروب: "إن الدول مستعدة لإفناء بعضها من أجل أكوام من الرجال. إذا أمماً بأسرها أصبحت نسخاً طبق الأصل لرجال الأعمال الجشعين الذين يزينون لهم الأمل في الثروة التي يجنون هم أنفسهم ثمارها، ومن هنا يتناقض عدد سكان البلاد وتفرض عليهم أبهظ الضرائب ويعانون الفقر والعوز لإشباع فهم فئة قليلة. ويسدد طعنة عابرة إلى بريطانيا التي التهمت الهند وكندا. "هناك شعب يظهر أنه في نشوة جشعة أعد مشروعاً متطرفاً لاغتصاب تجارة العالم وتملك البحار- وهومشروع جائز جنوني يؤدي تطبيقه إلى نوع من الخرافات يصيب الأمة التي تسير وراء هذا الخبل... وسيأتي اليوم الذي يقذف الهنود هؤلاء الأوربيين من شواطئهم حين يتفهمون منهم فن الحرب(136).

ويميل دي هولباخ إلى الأخذ بسياسة الفيزوقراطيين عدم التدخل (حرية التجارة والصناعة). "لا يجوز للحكومة حتى تعمل للتأخر شيئاً إلا حتى تهجره وشأنه، وليس ثمة تعليمات أوتنظيمات يمكن حتى توجهه في مشروعات أفضل من مصلحته هو...وليس على الدولة إلا حتى تحمي التجارة. إذا الأمم التجارة التي تهيئ لرعاياها أكبر قدر من حرية التجارة لابد حتى تثق في أنها ستفوق غيرها من الأمم سريعاً(137).

ولكنه عندئذ كذلك ينصح الحكومات بالحيلولة دون هجريز خطير للثروة. ويقتبس عن طيب خاطر تعبير سانت جيروم الرشيقة اللاذعة "الرجل الغني إما وغد أووريث أحد الأوغاد(138)". في جميع الأمم تقريباً لا يملك ثلاثة أرباع الرعايا شيئاً...وإذا استنزف نفر قليل من الناس الممتلكات والثروة في الدولة، لأصبحوا سادة هذه الدولة المتحكمين فيها.ويبدوحتى الحكومات أهملت هذه الحقيقة إهمالاً تاماً(139)...وإذا توقف إرادة الشعب أوالقانون عن حفظ التوازن حتى بين مختلف أعضاء المجتمع، فإن خمول بعض الناس مع الاستعانة بالقوة والخدع والإغراء ينجح (أي الخمرل) في الاستيلاء على ثمار جهود الآخرين وعملهم(140).

وفي رأي دي هولباخ حتى جميع الملوك يتحالفون مع الأقلية البارعة الذكية لاستغلال أغلبية الشعب- ويبدوأنه كان يفكر في لويس الخامس عشر. "إنا لا نرى على وجه هذه البسيطة إلا ملوكاً جائرين ظالمين، أوهنهم البذخ والترف وأفسدهم الرياء والملق، كما لوث الفجور والفسق أخلاقهم، ودفعهم الدنس والرجس إلى الشر والخبث، لا يتحلون بأية مواهب أوقدرات أوبمكارم الأخلاق، عاجزين عن بذل أي جهد لخير الدولة التي يحكمونها. ومن ثم فإنهم لا يهتمون إلا قليلاً بمصلحة شعوبهم، مستهترون بواجباتهم التي غالباً ما يجهلونها في الواقع. إنهم إنما تتملكهم الرغبة في تحقيق أطماعهم التي لا حد لها، ولذلك يشغلون أنفسهم بحروب عقيمة فيها فناء السكان، ولا يشغلون أذهانهم أبداً بهؤلاء الرعايا، وهم أبرز من أجل سعادة أمتهم(141).

وواضح حتى تفكير دي هولباخ اتجه إلى الحكومة الفرنسية، فأندفع ينتقد بشدة تكليف رجال المال بمهمة جمع الضرائب، أي تعيينهم ملتزمين عامين. ويهجوهؤلاء الملتزمين: "إن الحاكم المستبد الطاغية يلجأ إلى طائفة من المواطنين الذين يهيئون له وسائل تحقيق جشعه في لقاء منحهم الحق في انتزاز أموال الآخرين دون عقاب...أنه بسبب غفلته وعماه لا يدرك حتى الضرائب المفروضة على رعاياه تتضاعف وإن المبالغ التي تمضى إلى جيوب هؤلاء المبتزين وتزيد ثرائهم تضيع عليه هونفسه، وأن جمهور العامة الذليل الخاضع قد يرتشي في غمار الحيرة ليشن حرباً على الأمة...إن هؤلاء اللصوص (الملتزمون العامون) إذ تزداد ثرواتهم يثيرون حقد النبلاء وحسد مواطنيهم...وتصبح الثروة هي الدافع الوحيد...والظمأ إلى المضى يتملك جميع القلوب(142).

"إن الأرستقراطي الرخي البال يتحدث أحياناً كما يتحدث أشد الشبان القلقين المغمورين غضباً"، هل ينبغي على الأمم حتى تعمل دون كلل ولا ملل لإرضاء غرور حفنة من مصاصي الدماء، وتوفير مسببات البذخ والترف لهم وإشباع نهمهم(143)"؟. أنه في هذه الحالة النفسية يردد صدى حدثات صديقه السابق روسوفي كتابه (العقد الاجتماعي):

"أن الإنسان شرير لا لأنه ولد كذلك بل لأنهم صيروه شريراً. حتى العظماء وذوي السيطرة والقوة يستحقون الفقراء المعوزين والبؤساء دون عقاب. إذا هؤلاء يغامرون بحياتهم في سبيل الثأر مما لحق بهم من أذى وشر. إنهم يهاجمون جهراً أوسراً البلد الذي هوبالنسبة لهم زوجة أب تعطي لبعض أبنائها جميع شيء وتحريم الآخرين من أي شيء...والإنسان في جميع مكان تقريباً عبد رقيق. ويتبع هذا بالضرورة حتىقد يكون حقيراً أنانياً مرائياً منافقاً بلا شرف، وباختصار يتصف بكل رذائل الدولة التي هوفرد فيها. حتى هذا الإنسان في جميع مكان مخدوع مضلل يشجع على الجهل، محروم من استخدام عقله، فلابد حتىقد يكون بطبيعة الحال في جميع مكان غبياً غير متعقل شريراً، وهوفي جميع مكان يرى امتداح الرذيلة والجريمة وتكريمها. ويستخلص من هذا حتى الرذيلة حسنة، وأن الفضيلة تضحية لا غناء...وإذا كانت الحكومات مستنيرة مشغولة جدياً بتربية الشعوب وتعليمها ومصلحتها وإذا كانت القوانين عادلة، فلتنقد يكون من الضروري التماس أحلام وأوهام مالية في حياة أخرى يثبت دائماً أنها ناسيرة غير وافية أمام انفعالات الإنسان الحانقة وحاجاته الحقيقية(144).

وكيف يتسنى إيقاف هذا الاستغلال،يا ترى؟ إذا أول خطوة في هذا السبيل هي إلغاء الحكم الاستبدادي المطلق. "إن الحكم المطلق لابد حتى يفسد بالضرورة قلب من يتولاه وعقله(145)...ويجب دائماً حتى تخضع سلطة الملوك لممثلي الشعب، كما يجدر حتى يعتمد هؤلاء الممثلون باستمرار على إرادة الملوك لممثلي الشعب، كما يجدر حتى يعتمد هؤلاء الممثلون باستمرار على إرادة ناخبيهم(146)" وهنا مناداة بدعوة مجلس الطبقات المشئوم 1789. "ومن حيث حتى أية حكومة تستمد سلطتها من رضا المحكومين" فإن أي مجتمع يمكنه في أي وقت حتى يسحب هذه السلطات إذا لم تعد الحومة تمثل الإرادة العامة(147)". وهنا يتمثل صوت روسووالثورة.

ولكن الثورة، بثمن غال أحياناً، تهدم الماضي وتقضي عليه لكي تقيمه من حديث تحت شعار آخر وبصيغة أخرى: "لا يمكن شفاء جراح الأمة عن طريق الاضطرابات العنيفة والصراعات وقتل الملوك والجرائم العقيمة. إذا هذه العلاجات العنيفة هي دائماً أشد قسوة من المساوئ المقصود القضاء عليها أوالتخلص منها..أن صوت العقل ليس مثيراً للفتنة وليس متعطشاً للدماء. ويمكن حتى تكون الإصلاحات التي يهدف إليها متأنية ولكنها لذلك تتوخى خير تخطيط(148).

إن الناس بعيدون عن الكمال وليس في مقدورهم حتى يصنعوا دولاً بالغة حد الكمال. واليوتوبيا (المدينة الفاضلة) ضرب من الأوهام "تتعارض مع طبيعة الكائن" بآلته الواهنة المعرضة للخلل وخياله المتوقد الذي لا يصغي دائماً لهدى العقل...أن الوصول بالسياسة إلى مرتبة الكمال لنقد يكون إلا الثمرة البطيئة لخبرة قرون(149). وليس التقدم خطاً مستقيماً بل هوخط طويل ونحن نحتاج إلى أجيال كثيرة من التعليم والخبرة لتبيان مسببات العلل أوالأمراض الاجتماعية ووسائل البرء منها. والديمقراطية مثل أعلى وهي ممكنة في الدول الصغيرة وحدها، مع ازدياد وعي الشعب وعقله وذكائه. وقد لاقد يكون من الحكمة إقامة ديمقراطية في فرنسا في عهد لويس السادس عشر. وقد يستخدم هذه الملك الجديد الطيب ذوالمقاصد الحسنة أناساً ذوي قدرات ومواهب عظيمة لإصلاح الدولة. إلى غير ذلك يرتضي دي هولباخ، آخر الأمر ملكية دستورية ويهدي كتابه الأخير روح الشعب "إلى لويس" الملك العادل الإنساني العادل الإنساني المحب للخير أبي الشعب وحامي الفقراء(150) وتعليق الفيلسوف العجوز بهذا الأمل المستميت.


دي هولباخ ونقاده

إن "منهج الطبيعة" هوأضم وأكمل وأصرح عرض للمادية والإلحاد في تاريخ الفلسفة بأسره. حتى تردد فولتير وتناقضه ودقته التي لا نهاية لها، وحماسة ديدور الغامضة وكتاباته المتعارضة، ورفض روسوالمشوش المربك لما يخطه جان جاك روسونفسه، جميع أولئك حل محله هنا تماسك دقيق واتساق شديد بين الأفكار، وتعبير قوي في أسلوب عميق أحياناً، مشرق أحياناً، فصيح غالياً، ولكنه دائماً أسلوب مباشر واضح. ومع ذلك فقد استوعب حتى سبعمائة صحيفة من هذا النوع قد لا يستوعبها عامة الفقراء. وتلهف دي هولباخ على حتى يقبل على قراءة الكتاب أكبر عدد من الناس، ومن ثم فإنه شرح آراءه. ووجهات نظره مرة أخرى في شكل أبسط في حسن الإدراك، أو"أفكار في لقاءة الأفكار الخارقة للطبيعة" (1772). وقلما تميز محرر بمثل هذه المثابرة والجد في نشر مثل هذه الآراء غير المألوفة التي يريد حتى يقنع الناس بها.

وأنه لمما يشير على سعة انتشار آراء دي هولباخ رد عمل "منهج الطبيعة" على فردريك الأكبر، إذا هذا الملك الذي كان يخطب ود الفلاسفة، والذي مجدوه وامتدحوه على أنه راعيهم ومثلهم الأعلى، أنقلب عليهم حين رأى أحد قادتهم يهاجم الملكية المطلقة والمسيحية بقدر سواء. لقد كان من مصلحة أضعاف الوحدة الداخلية بين الدول الكاثوليكية نتيجة للحملة ضد الكنيسة، ولكن أثار استياءه وربما أثار مخاوفه حتى يبلغ التمرد حداً يتجاسر معه الآن على تحقير الملوك والنيل من الإله. حتى نفس القلم الذي دبج يوماً ضد المكيافيللية، يخط الأن تفنيد منهج الطبيعة، حتى هذا الرجل دي هولباخ قد ركب متن الشطط: يقول فردريك "إذا تحدث إنسان إلى عامة الناس علانية فيجدر به حتى يأخذ في اعتباره رقة الآذان الخرافية، ويجد به ألا يصعق أحداً، وينبغي عليه حتى يتريث حتى تبلغ الاستنارة حداً يسمح له بالجهر بأفكاره(151). وواضح أنه بناء على إيحاء فردريك، ولكن من الجائز أكثر من ذلك أنه نتيجة الخوف من حتى تؤدي شدة تطرف دي هولباخ إلى انفضاض الناس من حول الفلاسفة، اللهم إلا الملحدين والثوريين، نجد فولتير وكأنما هوقائد جيش يؤنب ضابطاً (ملازماً أول) وقحاً- خصص في منطقه "عن الله" في "قاموسه الفلسفي" عدة صفحات ينتقد فيها رائعة دي هولباخ، فهويقول في بداية كلامه:

"أن المؤلف أفاد من حتى الجميع يقبلون على آرائه: الفهماء والجهلة والنساء على حد سواء. إذا لأسلوبه مزايا نفتقدها عند سبينوزا. وهوفي الغالب واضح وأحياناً فصيح، على الرغم من أنه مثل الباقين قد يؤخذ عليه التكرار والأسلوب الخطابي والتناقض الذاتي. أما من حيث عمق التفكير فالغالب أنه لا يوثق به الفيزياء وفي الأخلاق كليهما. وهنا تكمن مصلحة الجنس البشري ومن ثم يجدر حتى نتبين هل نظريته سليمة ومفيدة".

ولا يوافق فولتير على حتى النظام الذي ننسبه إلى الكون، والخلل الذ نظن أننا قد نجده فيه، هما أفكار أوأهواء ذاتية. وحاول حتى يبرهن على حتى النظام بارز إلى أبعد الحدود وأن الخلل أحياناً واضح إلى حد مؤلم: "ماذا! أليس الطفل الذي يولد أعمى أوبلا رجلين أوغير سوي بشع إلى حد بعيد يتعارض مع طبيعة الجنس البشري،يا ترى؟ أليس الإطراء المعتاد في الطبيعة هوالذي يصنع النظام والشذوذ هوالذي يشكل الخلل،يا ترى؟ أليست فوضى صارخة وخللاً رهيباً حتى تعمد الطبيعة إلى تجويع طفل وتخلق له مريئاً محدوداً،يا ترى؟ إذا الإخراج بكل أنواعه ضروري، ولكن قنوات الإفراز كثيراً ما تكون بلا فتحات، مما يحتاج العلاج، ويبقى منشأ الخلل عرضة للكشف عنه ولكن الخلل حقيقة واقعة".

ومن حيث كون المادة لبها قوة توليد الحياة والذهن فإن فولتير على الرغم من أنه كان يوماً ميالاً إلى الأخذ بوجهة النظر هذه، آثر "لا أدرية" متواضعة على افتراضات دي هولباخ الواقعة:

"إن الخبرة (وهوهنا ينقل من كتاب منهج الطبيعة) تثبت حتى المادة التي نعتبرها جامدة ميتة، تدعي العمل والحياة والعقل إذا اتحدت وتجمعت بطريقة معينة" وتلك هي المشكلة بعينها، كيف من الممكن أن تنشأ جرثومة حية،يا ترى؟ حتى المؤلف والقارئ كليهما يجهلان هذا على حد سواء، ومن ثم ألاقد يكون منهج الطبيعة وكل المناهج الفلسفية في العالم بأسره مجرد أحلام،يا ترى؟ يقول دي هولباخ: "من الضروري حتى نعهد المبدأ الحيوي الأساسي، وأحسب حتى التعريف متعذر". أليس هذا التعريف ميسوراً جداً....أليس تنظيم الحياة بالشعور،يا ترى؟ ولكن من المحال إثبات حتى هاتين الخاصيتين تنشئان فقط من المادة وهي في حركة. وإذا كان من المحال إثبات هذا ففيم توكيده؟...أن كثيراً من القراء يشعرون بالسخط والاستياء لاتخاذها هذا الأسلوب الحاسم في الوقت الذي لم يتم فيه تفسير أي شيء...فإذا تجاسر على توكيد أنه لا يوجد إله أوحتى المادة تعمل بنفسها بمقتضى ضرورة أبدية، فيجدر حتى تشرح هذا وتقيم عليه الدليل، مثل قضية من قضايا إقليدس وإلا أقمت منهجك على "ربما" أي مجرد الاحتمال. وأي أساس هذا لمعتقد على أعظم جانب من الأهمية للجنس البشري.

وكان دي هولباخ قد أيد التوالد التلقائي بإشارته إلى تجارب اليسوعي الإنجليزي نيدهام (1748) الذي أعتقد بأنه كان قد ابتكر كائنات جديدة من مادة ليس فيها حياة. وكان فولتير يقظاً لآخر تطورات الفهم، فأشار إلى تجارب سبللانزاني (1765) الذي أوضح خطأ إجراءات نيدهام وما انتهى إليه من نتائج. ولم يكن دي هولباخ قد رأى في الطبيعة أي تسليم أوتخطيط، ولكن فولتير يرى الكثير، ويحاول حتى يبرهن على حتى نموالعقل وتطوره في الإنسان يشير على عقل في الكون أوفيما وراءه، ويعود آخر الأمر إلى قضيته المشهورة "إذا لم يوجد إله فمن الضروري حتى نصطنعه، وأنه بدون إيمان بكائن أسمى في عقله وعدله، فإن الحياة بكل ما فيها من أسرار وبؤس وشقاء تكون غير محتملة، وينضم إلى دي هولباخ في ازدراء الخرافة، ولكنه يدافع عن الدين باعتباره مجرد عبادة بسيطة لإله. ويجتتم في رفق فيقول: "إنني ميال إلى القول بأنك سقطت في خطأ جسيم ولكني بنفس القدر مقتنع بأنك صادق أمين في انك مخدوع خداعاً ذاتياً. يمكن حتى تجد أناساً فضلاء دون وجود إله. ولوأنك من سوء الحظ قلت "سرعان ما تجعله الرذيلة الإنسان سعيداً حتى يحب الرذيلة". وتلك قضية مزعجة كان يجدر بأصدقائك حتى يقنعوك بمحوها. أنك في جميع مكان أخر توحي بالاستقامة والأمانة. إذا هذا الصراع الفلسفي سيكون فقط بينك وبين نفر قليل من الفلاسفة منتشرين في أوربا. ومن يسمع عنه سائر العالم شيئاً. إذا الناس لا يقرئوننا...أنت مخطئ. ولكننا نقدر ونجل عبقريتك وفضائلك(152)".

ولسنا ندري إذا كان فولتير راضياً جميع الرضا عن هذا التطبيق من جميع قلبه. وأنا لنلاحظ ملاحظته البسيطة العابرة عندما سمع حتى فردريك كان قد خط كذلك ضد "منهج الطبيعة" "إن الله كان في صفه اثنان على الأقل من أبعد الناس عن التمسك بالخرافات في أوربا- مما لأيد حتىقد يكون قد أثلج صدره كثيراً(153) وطلب إلى الدوق دي ريشيليوحتى يحيط لويس الخامس عشر فهماً بأن المغترب العنيد في فرني كان قد خط رداً على الكتاب الجرئ المتهور الذي كان حديث الناس في باريس.

ونشر أصدقاء دي هولباخ نقد فولتير وسيلة للإعلان عن أفكار البارون وأتخذ شباب المتمردين المادية سمة للبسالة والشجاعة في الحرب ضد الكاثوليكية ودخلت فلسفة دي هولباخ إلى روح الثورة الفرنسية قبل روبسبيير وبعده- وكان يؤثر روسو. وإنا لنسمع أصداء كتاب "منهج الطبيعة" في كامي ديمولان وماراه ودانتون(154) نطق فاجيه "إن دي هولباخ أكثر من فولتير وأكثر من ديدرو، هوأبوالفلسفة والهجوم العنيف على الدين في أواخر القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر(155) وفي عهد حكومة الإدارة أوفد أحد الوزراء نسخاً من أحد خط دي هولباخ إلى رؤساء المصالح والهيئات في محافظته للحيلولة دون بعث الكاثوليكية من جديد(156). وأنا لنحس تأثير دي هولباخ في إنجلترا في مادية بريستلي (1777) ونبع كتاب جودوين "بحث في العدالة السياسية" من دي هولباخ وهلفشيوس وروسوبهذا الترتيب في التأثر(157). وبدأ الإلحاد المتحمس عند شللي صهر جودوين، بقراءة "منهج الطبيعة" الذي شرع في ترجمته كوسيلة لإشراك أساتذة أكسفورد في الحملة ضد الدين(158). أما في ألمانيا فإن مادية دي هولباخ وتشكك هيوم هما اللذان أيقظا كانت من "سباته العقائدي" وربما ورث ماركس بطرق غير مباشر تعاليمه المادية عن دي هولباخ.

وقبل حتىقد يكون حتى يخط البارون بزمن طويل كان بركلي قد آذى المادية أكبر إيذاء. فالذهن هوالحقيقة الواقعة الوحيدة المعروفة مباشرة. والمادة (منذ عهدها دي هولباخ بأنها جميع ما يؤثر في حاوسنا) معروفة بطريق مباشر، عن طريق الذهن. ويبدوأنه غير معقول حتى نهبط بالمعروف مباشرة إلى ما معروف بطريق غير مباشر. وليست المادة واضحة لدينا كما تعودنا حتى تكون. إذا الذرة تحيرنا كما يحيرنا الذهن سواء بسواء. فكلاهما يحلل إلى أشكال من الطاقة لا يتيسر لنا فهمها، وأنه لمن العسير الأن، كما كان عسيراً في أيام لوك وفولتير، حتى نتصور كيف من الممكن أن يمكن حتى يصبح المادة فكرة أقل وعياً بكثير. حتى التفسير الميكانيكي للحياة أثبت أنه مجد في الفسيولوجيا، ولكن يبقى الاحتمال قائماُ. وهوحتى الأعضاء (المادة) يمكن حتى تكون نتاجاً وأدوات للرغبة (الذهن) مثل عضلات اللاعب الرياضي. إذا الميكانيكية (الآلية) والحتمية بل حتى القانون الطبيعي "قد تكون تيسيرات وإيضاحات عاجلة لا تقبل الجدل من الناحية المنطقية، لأنها أدوات اصطنعها الذهن لتناول الظاهرات والأحداث والأمور تناولاً نلائماً، وأصبحت هذه الأدوات عناصر لا مفر منها في الفكر الفهمي، ولكنها غير سقمية إذا طبقت على الذهن الذي شكلها. إننا لا نعهد حتى العالم منطقي.


انظر أيضا

  • الحاد
  • قائمة الملحدين
  • منهج الطبيعة

المصادر

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

  1. ^ Sources differ regarding d'Holbach's dates of birth and death. His exact birthday unknown, although records show that he was baptised on 8th December 1723. Some authorities incorrectly give June 1789 as the month of his death.

بيبليوگرافيا

أعماله

  • Le Christianisme dévoilé, ou Examen des principes et des effets de la religion chrétienne (Christianity unveiled: being an examination of the principles and effects of the Christian religion) published in Nancy, 1761
  • La Contagion sacrée, ou Histoire naturelle de la superstition, 1768
  • Lettres à Eugénie, ou Préservatif contre les préjugés, 1768
  • Théologie Portative, ou Dictionnaire abrégé de la religion chrétienne, 1768
  • Essai sur les préjugés, ou De l'influence des opinions sur les mœurs & le bonheur des hommes, 1770
  • Système de la nature ou des loix du monde physique & du monde moral (The System of Nature, or Laws of the Moral and Physical World), published 1770 in 2 volumes in French under the pseudonym of Mirabaud. vol.1 text, vol.2 text at Project Gutenberg, en français.
  • Histoire critique de Jésus-Christ, ou Analyse raisonnée des évangiles, 1770
  • Tableau des Saints, ou Examen de l'esprit, de la conduite, des maximes & du mérite des personages que le christiannisme révère & propose pour modèles, 1770
  • Le Bon Sens, published 1772 (Good Sense: or, Natural Ideas Opposed to Supernatural). This was an abridged version of The System of Nature. It was published anonymously in Amsterdam.
  • Politique Naturelle, ou Discours sur les vrais principes du Gouvernement, 1773
  • Système Social, ou Principes naturels de la morale et de la Politique, avec un examen de l'influence du gouvernement sur les mœurs 1773
  • Ethocratie, ou Le gouvernement fondé sur la morale (Ethocracy or Government Founded on Ethics) (Amsterdam, 1776)
  • La Morale Universelle, ou Les devoirs de l'homme fondés sur la Nature, 1776 en français, PDF file.
  • Eléments de morale universelle, ou Catéchisme de la Nature, 1790
  • Lettre à une dame d'un certain âge

أدب ثانوي

بالإنجليزية

  • David Holohan (Translator), Christianity Unveiled by Baron d'Holbach: A Controversy in Documents, (Hodgson Press, 2008).
  • Max Pearson Cushing, Baron d'Holbach: a study of eighteenth-century radicalism in France (New York, 1914).
  • Alan Charles Kors, D'Holbach's Coterie: An Enlightenment in Paris (Princeton University Press, 1976).
  • Alan Charles Kors, "The Atheism of D'Holbach and Naigeon," Atheism from the Reformation to the Enlightenment (Oxford: Clarendon Press, 1992).
  • John Lough, "Helvétius and d'Holbach", Modern Language Review, Vol. 33, No. 3. (Jul., 1938).
  • T. C. Newland, "D'Holbach, Religion, and the 'Encyclopédie'", Modern Language Review, Vol. 69, No. 3, (Jul., 1974), pp. 523–533.
  • Virgil W. Topazio, D'Holbach's Moral Philosophy: Its Background and Development (Geneva: Institut et Musée Voltaire, 1956).
  • Everett C. Ladd, Jr., "Helvétius and d'Holbach," Journal of the History of Ideas (1962) 23(2): 221-238.
  • Virgil V. Topazio, "Diderot's Supposed Contribution to D'Holbach's Works", in Publications of the Modern Language Association of America, LXIX, 1, 1954, pp. 173–188.
  • S. G. Tallentyre (pseud. for Evelyn Beatrice Hall), The Friends of Voltaire (1907).
  • W. H. Wickwar, Baron d'Holbach: A Prelude to the French Revolution (1935)
  • G. V. Plekhanov, Essays in the History of Materialism (trans. 1934)
  • John Lough, Essays on the Encyclopédie of Diderot and D'Alembert (London : Oxford University Press, 1968)

بالفرنسية

  • René Hubert, D'Holbach et ses amis (Paris: André Delpeuch, 1928).
  • Paul Naville, D'Holbach et la philosophie scientifique au XVIIIe siècle. Rev. ed. Paris, 1967
  • J. Vercruysse, Bibliographie descriptive des écrits du baron d'Holbach (Paris, 1971).
  • A. Sandrier, Le style philosophique du baron d'Holbach, Honoré Champion (Paris, 2004).

وصلات خارجية

  • أعمال من Baron d'Holbach في مشروع گوتنبرگ
  • by Max Pearson Cushing (1914)
  • Stanford Encyclopedia Entry
  • Find-a-grave biography


تاريخ النشر: 2020-06-04 20:41:49
التصنيفات: Articles with hCards, Pages with citations using unsupported parameters, مواليد 1723, وفيات 1789, People from Südliche Weinstraße, بارون دولباك, فلاسفة, Materialists, Determinists, موسوعيون, فلاسفة ملحدون, ناشطو الإلحاد, فرنسيون ملحدون, ألمان ملحدون, Burials at Église Saint-Roch, Paris, فلاسفة فرنسيون, فلاسفة ألمان, فلاسفة التنوير, فلاسفة القرن 18, كتاب فرنسيون من القرن 18

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

اليمن.. مقترح أممي لفتح 6 طرق لتعز تدريجيا خلال شهر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:17:29
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 94%

بوريطة في مهمة للإقناع أمام القادة الأفارقة: الإنفصال يغذي الإرهاب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:18:41
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 74%

الأحد.. ذروة الموجة الحارة وشبورة مائية صباحاً

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:18:37
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

اقتران المريخ والمشترى فجر الأحد 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:18:34
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 50%

خاص |  تفاصيل تطوير عزبة أبو حشيش بالقاهرة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:18:40
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

جماهير الأهلي تساند اللاعبين قبل التوجه إلى المران في المغرب

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:18:23
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 48%

فيروس كورونا.. عدد الحالات النشطة بالمغرب يقترب من 1500 بعد حصيلة آخر 24 ساعة

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:18:17
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

مسؤول في الحزب الشيوعي الروسي لبوتين: أوقفوا الحرب

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:17:05
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 89%

تأجيل نهائي دوري الأبطال بين ليفربول ومدريد لأسباب أمنية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:17:51
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 89%

الزمالك يبتعد في صدارة الدوري المصري بنقاط الإسماعيلي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:17:54
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 94%

وزيرة البيئة : إتخاذ خطوات جادة في ملف إدارة المخلفات فى مصر 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:18:31
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

بعد اختطاف ناقلتي نفط يونانيتين.. طهران: سطو بأمر طرف ثالث

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:17:26
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 93%

السيمينار الأول لمجمع كهنة ميت غمر

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:18:33
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

السفارة المصرية في موريشيوس تنظم حفلًا بمناسبة «يوم إفريقيا»

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:18:33
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 69%

وفد زراعة البرلمان يزور مشروع مستقبل مصر

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-28 21:18:41
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية