جامع تونگشين
المسجد الكبير في تونگشين هومسجد يقع في ناحية تونگشين في المنطقة الجبلية الجنوبية بنينگشيا. التي يمثل المسلمون فيها 80% من مجموع سكانها. ويتواجد فيها أكثر من ثلاثمائة مسجد إلا حتى جامع تونغشين الواقع في مركز المحافظة هوالأكبر والأقدم من نوعه. بني هذا الجامع في زمن غير معروف. ويعتقد بأن تاريخه يرجع إلى عهد أسرة مينگ (1368-1644م) على وجه التقريب. وكانت نينگشيا إحدى بؤر ثورة المسلمين (ثورة دونگان) التي كانت انتفاضة مسلحة شارك فيها مئات الآلاف من الثوريين المسلمين وعمت أراتى مملكة السلام السماوية (1853-1864م). وكان جامع تونگشين مقرا لقيادة الثوريين المسلمين بزعامة يانگ زنگشين، على خط النار. وقد انهدم الجامع بحرائق متعمدة على أيدي القوات المسلحة الحكومية بعد احتلالها مدينة تونگشين سنة 1865 م. وبعد سنين من ذلك قام المسلمون هناك بإعادة بنائه اعتمادا على تبرعاتهم، الأمر الذي جعله يحتفظ بملامحه الأصلية المبدئية. ولكن زخارفه الجديدة أقل روعة من زخارفه الأصلية.
ينتصب الجامع على مصطبة يبلغ ارتفاعها سبعة أمتار، وهي مكسوة بالطوب الأزرق الضارب إلى السمرة. ويبدوالجامع في منتهى المهابة والروعة لإرتفاع مسقطه. وتفتح بوابته إلى الغرب. وقبالته حاجر زخرفي من الطوب، نقش عليه رسم جميل تحت عنوان "القمر بين أشجار الصنوبر والسرو" وعلى جانبيه عبارتان متوازيتان، إحداهما في تسبيح الله، والثانية في الصلاة على نبيه المصطفى.
مع حتى جامع تونجشين أصغر حجما من سائر الجوامع في الصين، إلا حتى زخارفه المعمارية لها سماتها الخاصة. فأنت ترى على جملون قاعة الصلاة اليساري مثلا نقوشا دقيقة وممتعة، تُصور أدوات الكتابات الأربع (القلم والحبر والورق والمحبرة) وطقم الشاي وأزهار البرقوق وعود الطيب واللوتس وأشجار الصنوبر والسروودالية العنب وشجيرات البامبووغيرها. أما أبواب قاعة الصلاة ونوافذها الخشبية فهي تسر الناظرين أيضا بما تزهوبه من الزخارف الجميلة. من ذلك إذا ستة عشر ضلعا من أبواب القاعة المخرمة مميزة بأربعة أنواع الشعريات، مما يجيز لنا القول بأن هذه الأبواب من روائع الصناعات الفنية إلى جانب قيمتها. وذلك يزيد من رونق القاعة إلى حد كبير. ومع حتى قاعة الصلاة عتيقة وبسيطة وخالية من الزخارف المبرقشة، إلا حتى حسن إضاءتها ونظافتها تشرح الصدور.
ولا يعتبر جامع تونگشين مجرد جامع مفضل للمتعبدين، بل له قيمته الأثرية والثورية، إذ أعرب فيه عن تأسيس حكومة محافظة يوهاي ذاتية الحكم لقومية هوي سنة 1936 م بمساعدة الجيش الحمر للعمال والفلاحين. وما حتى تحررت هذه البقعة حتى أدرج الجامع في قائمة أبرز الآثار المحمية. ونتيجة لذلك فقد صار في مأمن من التخريب، حتى في هوس الثورة الثقافية. ومنذ تطبيق سياسة الانفتاح على الخارج في الصين استقبل جامع توتغشين عددا كبيرا من البعثات الإسلامية والمسلمين من مختلف البلدان، والذين عبروا عن سرورهم الشديد بنجاته من التخريب الجسيم بأعجوبة.
الهامش
وصلات خارجية
- ثقافة الصين
- صور ووصف للمسجد
- وصف للمسجد كمزار سياحي وتذكرة دخوله 15 يوان.
- Wild West of China
- أقدم خمس مساجد في الصين