تاريخ مدغشقر

عودة للموسوعة

تاريخ مدغشقر

خريطة مدغشقر وجزر مسكارين (1502)
جزء من عن
خط زمني
الشعوب الأسترونيزية
ڤازيمبا والمالاگاشي
استطيان العرب
العصر الإقطاعي (1500–1895): صعود الممالك العظمى
ساكالاڤا
توحيد مدغشقر
مملكة مرينا
الحروب الفرنسية الهوڤاوية
محمية مالاگاشي
الحرب العالمية الثانية
انتفاضة مالاگاشي
French Community
الاستقلال
محاولة انقلاب 2006
الأزمة السياسية المالاگاشية 2009
السلطة الانتنطقية العليا
بوابة مدغشقر

تاريخ مدغشقر يتميز بالعزلة المبكرة للكتلة الأرضية عن القارات الفائقة العتيقة التي تضمنت أفريقيا والهند، كما تميزت بالاستيطان البشري المتأخر الذي اتى في سباق الزائريق من جزر سوندا بين 200 ق.م. و500م. سهل هذين العالمين تطور وبقاء الآلاف من أنواع الحيوانات، انقرض بعضها أوأصبح مهدداً بالانقراض نظراً للضغوظ التي تشكلت بعمل النموالسكاني. لأكثر من ألفي سنة مضت، توافد على الجزيرة موجات من المستوطنين من أصول متنوعة وتضم الأسترونيزيون، البانتو، العرب، الجنوب آسيويون، الصينيون، والأوروپيون.

خريطة التوسع الأسترونيزي
- الأسترونيزي "سباق الزائريق" الذي منح لمدغشقر اسم "شعب"-الڤاهواكا، of Proto-Malayo-Polynesian *va-waka – "شعب الزائريق" : ڤاهواكا نتاولو، أول سلالات الأسترونيزيين من مدغشقر ويتحمل أنهم استخدموا زائريق مماثلة للوصول إلى الجزيرة الكبرى من جزر سوندا

أول سكان ومستوطناتهم (ح. 500 ق.م. – 1500 م)

أصل أسترونيزي مشهجر : ڤاهواكا نتاولو

Vaγimba- "أولئك من الغابة" بلغة "جنوب شرق باريتوالأولية" (وهي لغة أسترونيزية سابقة، فرعها الحالي يسمى "لغات باريتو" تضم مالاگاسي واللغات التي يتحدثها شعوب الداياك على نهر باريتوفي بورنيو: Ma'anyan, Dusun Deyah, Dusun Malang, Dusun Witu, and Paku. (Wikicommons Photo: داياك بورنيو)
Vezo-" Those of the coast "in Proto-Malayo-Javanese (Photo Wikicommons: أرمان مانوكيان – 'رجال في كانوOutrigger متجهين إلى الشاطئ'، زيت على كانڤا، ح. 1929)
The تارو(saonjo بلغة مالاگاسي) هو، حسب مثل مالاگاسي قديم، "the elder of the rice" (Ny saonjo no zokin'ny vary)، وكان أيضاً الغذاء الرئيسي لكل الأسترونيزيين القدماء

التاريخ المبكر (ح. 700–1500) : زيارات التجار والمستكشفين، المهاجرون الجدد وميلاد قبائل نيو-ڤزوونيو-ڤازيمبا

العرب العمانيون والفرس الشيرازيون (من القرن 7)

الأسترونيزيون الجدد: المالايو، الجاويون، البوگي، وأورانج لوت (من القرن 8)

توابيت الكانوللداياك: الدفن حسب التقليد الملاجاسي، الذي يقضي بأن former Ntaolo Vazimba Vand ezo يدفنون موتاهم في تابوت كانوا في البحر أوفي بحيرة.


البانتوس (من القرن 9)

الأوروپيون (من 1500)

لعب حكام جزيرتي ريونيون وإيل دي فرانس دورا هاما خلال هفترة التنافس الاستعماري الفرنسي البريطاني في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فاستماتوا في الدفاع عن مصالح فرنسا في المحيط الهندي، ومن أشهر هؤلاء الحكام ديكان الذي عهده بميوله الاستعمارية ، وأفاد من علاقته الوطيدة مع وزير البحرية الفرنسي دوكريه لتدعيم نفوذ بلاده في المنطقة، فخط الى حكومته يحثها على ضرورة المحافظة على هيبتها، الا أنه عجز رغم جهوده عن توجيه ضربة فعالة ضد التواجد البريطاني وذلك لضعف امكاناته، فطلب لقاءة الامبراطور نابليون بونابرت والح عليه في زيادة عدد السفن المخصصة لجزيرة بوريون وبلغ من شدة حماسه لنشر نفوذ بلاده حتى أطلق على الجزيرة اسم جزيرة بونابرت. وعندما ضيق البريطانيون الحصار على المنطقة اتصل بحكام مسقط لاستخدام السفن العمانية في الاتصال بالهند، لأن جميع وسائل الاتصال بين المستعمرات الفرنسية ومراكز تموينها في الهند كانت مقطوعة.

وقد استجاب حكام مسقط للفرنسيين واتجه السيد سعيد لعقد معاهدة مع الفرنسيين في عام 1807 ولكنها لم تخرج الى حيز التطبيق فقد ركز نابليون اهتمامه على تطبيق الحصار القاري، ولذلك اتجه السيد سعيد الى بريطانيا كلية بعد استيلائها على ايل دي فرانس (مورشيوس).

ولا جدال في حتى الحصار القاري أصاب كافة الدول الاوروبية بضائقة مالية شديدة وعانت فرنسا من الحصار القاري وخاصة من الناحية الاقتصادية أكثر من معاناة انجلترا التي لم يحدث فيها أزمة مستعصية أوهزة شديدة، بينما كان الحال على العكس من ذلك بالنسبة لفرنسا، كما حتى اتساع مساحة الامبراطورية الفرنسية حمل ناپليون على أعباء عسكرية ضخمة مما دفعه الى تكتيل جهوده في اوروبا.

وبانتهاء الحروب الناپليونية تمكنت بريطانيا من دعم سيطرتها البحرية في المحيط الهندي، باستيلائها على مستعمرة الرأس وسيلان، وسيشل، وايل دي فرانس، وكان الفرنسيون يتخذون من الأخيرة قاعدة لمهاجمة السفن البريطانية في المحيط الهندي، وعبر أحد الضباط المعاصرين عن أهمية هذه الجزيرة للمشروعات الفرنسية في المحيط الهندي بقوله: "بما حتى جبل طارق هومفتاح البحر المتوسط فان الفرنسيين يعتبرون اي دي فرانس مفتاح المحيط الهندي"، ومن هنا اتى سقوطها في يد بريطانيا عام 1810 ايذانا بانحسار النفوذ الفرنسي في المحيط الهندي والواقع حتى هذه الجزيرة وقفت حجر عثرة أمام المصالح البريطانية في الهند فقد اتخذت منها فرنسا قاعدة للاتصال بالقوى الوطنية في بحار الشرق.

ولكن رغم سقوط اي دي فرانس إلا حتى الفرنسيين لم يطردوا نهائيا من المحيط الهندي فقد سمحت لهم تسوية 1814-1815 بالاحتفاظ بمركز لهم على ساحل الهند الغربي في ماهي. ومعنى ذلك حتى الوجود الاستعماري الفرنسي كان لا يزال قائما في القسم الغربي من المحيط الهندي، وبالرغم من أنه لم يكن من المستبعد حتى تستعيد أجلا أوعاجلا قوتها ومطامعها الاستعمارية وهوما حدث، فقد جاز لفرنسا بالاحتفاظ بجزيرة بوريون وبعض المراكز في جزيرة مدغشقر والتي قدر لها حتى تلعب دورا هاما.

وجدير بالذكر حتى جزيرة مدغشقر رغم تزايد اهميتها بالنسبة للاوروبيين منذ القرن الثامن عشر، إلا أنها لم تلعب في مجال اكتشاف القارة الأفريقية الدور الذي يتناسب مع عظيم مساحتها، فلم تلعب الدور الذي لعبتها بعض جزر ساحل شرق أفريقيا مثل زنجبار، وبمبما، وهي جزر استخدمت في بعض الأحيان في عصر الكشوف الجغرافية كموثب للداخل، ولكن من الانصاف أيضا حتى نذكر حتى معظم جزر ساحل أفريقيا الشرقي لم تلعب دورا حيويا في اكتشاف القارة، وهذه الظاهرة التي تنفرد بها جزر أفريقيا ترجع أساسا الى صغر حجمها.

أما مدغشقر فهي أحد أكبر أربع جزر في العالم، تمتاز باتساع مساحتها التي تبلغ 590.000 كم2 ولكن رغم اتساعها الا أنها انعزلت عن اليابس الأفريقي بسبب تيار موزمبيق الذي كان له أكبر الاثر في هذه العزلة، كذلك بسبب بعدها عن الساحل الأفريقي بنحو400 كم (مضيق موزمبيق)، ولذلك فالدور الذي لعبته في مجال الكشوف الجغرافية لا يقاس بالدور الذي لعبته جزيرة زنجبار والتي كان لها أثر كبير في استعمار المناطق الشرقية من أفريقيا فكانت للتوسع في أفريقيا الشرقية ابان فترة السيطرة الاستعمارية على القارة. أما مدغشقر فقد مثلت فائدة كبيرة للاوروبيين وخاصة الفرنسيين كقاعدة في الطريق المؤدي الى الهند ومركز لهم في القسم الغربي من المحيط الهندي.

اكتشف البرتغاليون جزيرة مدغشقر، وأشار اليها بيترودي كوفيلهام أثناء رحلاته المتجددة الى الهند، ولكن سرعان ما حذت الدول الاوروبية حذوالبرتغال، فوصل الى الجزيرة الكثير من الرحالة والوقاد وأعضاء البعثات التنصيرية، الذين انتموا لجنسيات مختلفة وفي عام 1529 حاول بعض القواد الفرنسيين اكتشاف الجزيرة ومن أبرز هؤلاء جان راوؤل برمنتيه، ولكنهما تعرضا للهجوم من قبل الوطنيين فأثروا الانسحاب، وفي عهد الملك فرانسوا الأول، وصل القائد الفرنسي جان فونتيني الى الجزيرة عام 1547 فخط تقريرا ذكر فيه بعض مواقفها الهامة كذلك وفدت على الجزيرة عدة بعثات اوروبية منها بعثة دانماركية وصلت في عام 1548 ولكنها عجزت عن مزاولة عملها بسبب عداء السكان وتم اغتال أفراد هذه البعثة.

المستوطنات الأوروپية

وقد تزايدت أهمية الجزيرة في القرن السابع عشر باعتبارها محطة هامة في الطريق المؤدي الى الهند، مما دفع القواد البريطانيون في المنطقة الى لفت أنظار حكومتهم اليها فبالغوا في تقدير ثرواتها وألحوا على ضرورة اتخاذها مستعمرة بريطانية. فقد وصف سير توماس هربرت جزيرة مدغشقر بأنها امبراطورية بين الجزر، ووصفها الادميرال وليم منسون بأنها تنافس مستعمرة فرجينيا ونادى لاستغلال ثرواتها. كما وقع الايرال اروندال حكومة بلاده على ضرورة اتخاذها مستعمرة بريطانية، وقد استجاب الملك شارل الأول لآراء المقربين منه وخاصة وليم كورتين الذي نصحه بتكوين مستعمرة في مدغشقر فمنحه الملك حق التجارة، وانشاء الوكالات التجارية، فأثارت هذه الامتيازات حكام شركة الهند الشرقية البريطانية في الجزيرة على المناطق القريبة من الساحل، مثل خليج سانت أوجستين وفي جزيرة نوسي بي.

وكما اهتمت بريطانيا بجزيرة مدغشقر، فان فرنسا أولتها هي الأخرى اهتماما كبيرا فسعت للسيطرة عليها ، وأوفد ريشيليوالقائد الفرنسي لي سيور ريجوت الى مدغشقر عام 1642 وأصدر تعليماته الى القائد برونيس باحتلال الجزيرة وحصل الفرنسيون على الموافقة من زعيم المنطقة على بناء حصن دوفان في جنوب شرق الجزيرة.

وفي الفترة الواقعة بين أعوام 1642 حتى 1674 هجرز النشاط الفرنسي في جنوب الجزيرة، ولكن رغم جميع هذه الجهود الا أنه لم تكن هناك معلومات مفصلة عنها حتى منتصف القرن السابع عشر عندما نشر فلاكور كتابه الشهير عن تاريخ الجزيرة في عام 1658، فقد قام بزيارة المنطقة في الفترة ما بين 1642 حتى 1655 وتعهد على الزعماء الوطنيين فيها وارتبط معهم بعلاقات صداقة. فكان كتابه من أبرز المصادر التي اعتمد عليها الاوروبيون للتعهد على الجزيرة.

ورغم الجهود السابقة التي بذلها القواد والرحالة الفرنسيون الا حتى الحكومة الفرنسية أصدرت تعليماتها في عام 1674 بهجر حصن دوفان بسبب عداء الأهالي وتكرار اعتدائهم عليه، الا حتى الملك لويس الرابع عشر أصدر مرسوما في عام 1675 باعادة العمل في الحصن.


القراصنة وتجار العبيد

وجدير بالذكر حتى جزيرة مدغشقر جذبت القراصنة للعمل فيها، فوفد عليها عدد كبير منهم، وانتموا لجنسيات مختلفة وهجرز نشاطهم في الجزيرة في الفترة ما بين 1685-1730 وقد فود على مدغشقر القراصنة البريطانيون والفرنسيون الذين اتىوا إليها من جزر الأنتيل ومن نيوإنگلاند وپيرو، وتزوج البعض منهم من الوطنيات فأتاحت لهم هذه الزيجات حكم بعض المناطق، ومن أشهر هؤلاء القراصنة الكابتن كيد، وافيري وقد أصبح للأخير نفوذ كبير في المنطقة فخط عن اكتشافاته في المحيط الهندي، وقد عاش هؤلاء القراصنة في مجتمعات صغيرة، فكانت لهم قوانينهم الخاصة ونظمهم، واشتهروا بالقسوة واستخدام العنف وقد أفادت فرنسا من القراصنة الفرنسيين الذين أسدوا اليها الكثير من الخدمات فعندما ارادت تدعيم سيطرتها على الجزيرة قاموا بتسليم أسلحتهم اليها.

ولقد ارتبطت جزيرة مدغشقر طوال القرن الثامن عشر بحكام بوربون وايل دي فرانس فكان هناك اتصال دائم بين هذه الجزر بعضها ببعض، مما أدى الى دعم العلاقات التجارية بينهم، وقد عمل الحكام الفرنسيون على هجريز النفوذ الفرنسي في الساحل الشرقي من مدغشقر وخاصة في فول بوانت وفيدريف. كذلك طلب هؤلاء الحكام من الحكومة الفرنسية ضرورة بسط سيطرتها على الجزيرة مؤكدين أهميتها الاستراتيجية.

ومن أبرز الشخصيات التي لعبت دورا هاما في مدغشقر خلال القرن الثامن عشر جميع من مونداف والبارون بينيوفسكي فقد استطاع الأول حتى يقوي النفوذ الفرنسي في حصن دوفان وظل يراسل وزارة البحرية الفرنسية لاقناعها بدعم سيطرتها على الجزيرة خلال أعوام 1771-1772 وخط الى وزير البحرية بأنه يحتاج الى ثلاثمائة رجل فقط ليحول الجزيرة الى مستعمرة فرنسية حقيقية مثمرة، وسوف ترون في وقت قصير اقليم شاسع يتحول بأكمله الى المسيحية أما البراون بينيوفسكي فقد عهد اليه وزير البحرية انشاء مركز فرنسي في مدغشقر، ولكن البارون أراد حتىقد يكون لهذا المركز طابعا عسكريا، فعمل على تقوية صلاته مع الزعماء الوطنيين، واهتم بالزراعة واختار خليج انتوجيل لاقامة المركز الفرنسي وذلك في عام 1774 كما خط الى الملك لويس الخامس عشر يؤكد له ضرورة اقامة مستعمرة فرنسية في مدغشقر، وطلب منه حتى تكون الجزيرة مستعمرة منفصلة عن ايل دي فرانس ، وأنه من الافضل تحويلها الى مستعمرة بدلا من اقامة مركزا فرنسيا بها، ولكن ترجوالذي كان يتولى الاشراف على البحرية الفرنسية خلال هذه الفترة خط اليه في عام 1774 بضرورة نبذ فكرة اقامة مستعمرة فرنسية في مدغشقر، وضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة اليه، وهدده باستنادىئه اذا لم ينفذ الأوامر الصادرة اليه.

كذلك لفتت الجزيرة أنظار القواد البريطانيين العاملية في المنطقة فخطروا بدورهم الى حكومتهم عن أهمية الجزيرة، وخاصة الأدميرال بلانكت الذي كان من المؤيدين لسياسة توسيع نطاق التجارة البريطانية وازدياد قوة بريطانيا البحرية فيما وراء البحار، فخط أنه يعتقد حتى الموانئ العربية بالجزء الشمالي من ساحل أفريقيا الشرقي لا تتمتع بقيمة بحرية اواستراتيجية كبيرة ، بل يرى رجال البحرية الإنجليز حتى مدغشقر والجزر المجاورة لها تفوق تلك الموانئ بالنسبة لمصاحل بريطانيا التجارية والبحرية في المحيط الهندي، وكان بلانكت بالذات شديد الاعجاب بحجم الجزيرة، وخوصبتها، ووفرة الماشية فيها، وكثر أسماكها، وخضرواتها، وفواكهها، وفي مذكرة حملها الى اللورد كوسبري في عام 1879، اقترح فيها بأن تشتري بريطانيا من الأهالي مكانا مناسبا على ساحل مدغشقر، لاتخاذه مستعمرة لنفي المجرمين، وتنبأ بلانكت بأن تصبح مدغشقر مركزا تجارية واستراتيجيا ممتازا، ومن الممكن اتخاذه مستونادى، أومخزنا للبضائع بين اوروبا وآسيا، ومكانا ترسوفيه جميع السفن الذاهبة الى الهند والآتية منها بهدف التموين، وأكد أنها ستصبح قاعدة بحرية في آية حرب مقبلة قد تخوضها بريطانيا في القسم الغربي من المحيط الهندي.

ورغم تقرير الأدميرال بلانكت الا حتى الحكومة البريطانية لم هجرز اهتمامها في المنطقة الا منذ بداية القرن التاسع عشر، أما الفرنسيون فقد حاولوا ارسال البعثات الى داخل مدغشقر للاستقرار فيها فقام بزيارة المنطقة دي مايوالذي تمكن من اختراق الجزء الشمالي من البلاد، كما تمكن من الوصول الى مملكة ايمرينا في الداخل وزار عاصمتها تاناناريف، وخط عن التنظيم الاجتماعي فيها، ودخل في عام 1785 في مفاوضات مع ملك الوفا لانشاء مركز فرني في البلاد، كذلك قام دومير في الفترة ما بين أعوام 1782-1795 بزيارة تاماناف الواقعة على المحيط الهندي حتى وصل ماجونجا على قناة موزمبيق، وفي عام 1791 زار مدغشقر دانيل دي ليسكليه بتكليف من حاكم بوربون فتجول في المناطق الساحلية وخط تقريرا بوضع الجزيرة تحت الحماية الفرنسية.

وعلى الرغم من توافد الرحالة والبعثات الى داخل جزيرة مدغشقر طوال القرن الثامن عشر، ومحاولات الفرنسيين الاستقرار فيها، الا حتى السيطرة العملية لم تتم بسبب عداء الوطنيين، فكثيرا ما كان القادة والحكام الفرنسيين يضطرون الى التخلي عن المراكز التي أقاموها).

ولكن بوصول الحاكم الفرنسي ديكان الى جزيرة ايل دي فرانس بدأ عهد حديث في المنطقة، فقد عمل على تقوية العلاقات مع جزيرة مدغشقر، فحصل منها على الامدادات والمؤونة اللازمة له، كذلك ارسل البعثات الى الجزيرة للتعهد عليها والكتابة عنها، ورسال نابليون بونابرت في عام 1803 فخط اليه أني أعمل على التعهد على مدغشقر التي عهد الفرنسيون قيمتها منذ عدة قرون، وقد أوفدت البعثات الى جنوب الجزيرة من أجل البحث عنمركز لاقامة المنشآت الفرنسية ، كما أني اعمل على دراسة الثروة الطبيعية فيها والسكان، وقد قويت بالعمل صلة مدغشقر بجزيرة ايل دي فرانس فترة حكم ديكان.

ولكن جهود ديكان كادت حتى تمضى هباء بسبب تردد صدى الحروب النابوليونية في المحيط الهندي، واستيلاء بريطانيا على بعض المواقع الفرنسية الهامة، الا أنه بعد انتهاء هذه الحروب تم تسليم جزيرة سانت ماري الى الفرنسيين في 15 اكتوبر 1818 ، كمااستعادوا في أربعة نوفمبر ميناء تنتنج وفي أول أغسطس استعادت فرنسا سيطرتها على حصن دوفان في الجزيرة، وفي 11 نوفمبر 1819 دعمت فرنسا سيطرتها على الجزيرة بأكملها (1). أما جزيرة ايل دي فرانس فقد تم تسليمتها الى البريطانيين وعين فركوهر حاكما عليها فعمل على أعطى النفوذ البريطاني خارج جزيرته وتطلع الى جزيرة مدغشقر وشجتعه الظروف الداخلية بالجزيرة على ذلك، وشهد القرن التاسع عشر منافسة شديدة بين جميع من الدولتين فرنسا وبريطانيا للاستئثار بالجزيرة وانتهت هذه المنافسة في منتصف القرن التاسع عشر.

العصر الإقطاعي (1500–1895): صعود الممالك العظمى

لكي نتتبع الصراع الفرنسي في الجزيرة حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فلابد لنا حتى نلقي الضوء على مملكة الاميرينا، أقوى ممالك مدغشقر، خلال هذه الفترة، والتي تكونت من شعب الوفا، فقد تقربت جميع من الدولتين الى حكام هذه المملكة، وأقامت جميع منهما علاقات سياسية وتجارية معها.

وجدير بالذكر حتى سكان مدغشقر ينتمون لعدة سلالات فمنهم من ترجع أصوله الى جنوب شرق آسيا والهند، وبالاضافة الى الزنوج والعرب الذين وصلوا الى الشاطئ الشرقي للجزيرة ونشروا الاسلام عن طريق التجارة والدعوة، وقد خط عن المسلمين في مدغشقر جبريل فران الذي كان يعمل في المنطقة ابان الغزوالفرنسي فذكر حتى المسلمين هجرزوا في الساحل الجنوبي الشرقي من الجزيرة من أشهر القبائل الاسلامية قبيلة الانتيمورونا والتي استخدمت الأبجدية العربية وهجرزت في المنطقة الواقعة قرب ماننجارا، وقد اشار فران الى وجود مساجد مشيدة في هذه المناطق وأن السكان فيها يؤكدون أنهم ينتمون لسكان مكة، كذلك هجرز المسلمون في الشمال الغربي من الجزيرة وفي الساحل الغربي وخاصة في ماجونجا التي استخدم سكانها الأبجدية العربية ، كما انتشر الاسلام بين جماعات الساكالافا في الشمال مع بقاء عدد كبير من هذه الجماعات على وثنيته.

وعلى الرغم من وجود الجماعات والقبائل المسلمة في جزيرة مدغشقر الا حتى الكثير منهم قد اختلطت عقائده بقطوس الوثنية، ولم تعهد هذه الجماعات الوحدة السياسية ولذلك سقط عبء مقاومة الاستعمار الفرنسي في مدغشقر علىعاتق مملكة الايمرينا وشعبها من الهوفا.

راداما الأول

راداما الأول، أول ملك للمملكة الموحدة لمدغشقر الوسطى.

وضع الصراع الفرنسي البريطاني في عهد الملك راداما الأول، الذي اتبع سياسة توسعية في الجزيرة، فسيطرة على مساحات شاسعة منها وكان الملك راداما الأول شغوفا بكل ما اوروبي، فتفهم اللغات الاوروبية واهتم بالتعهد على المخترعات الغربية.

توثقت صلة راداما بحاكم مورشيوس فاركوهار الذي سعى لتدعيم نفوذ بريطانيا في الجزيرة، فخط الى حاكم بوريون الفرنسي بأن بريطانيا هي وريثة حقوق فرنسا في مدغشقر، ولها حق التجارة فيها كما امتد طموحه الى المناطق الداخلية من الجزيرة، واتصل بمملكة الايمرينا وارسل عدة بعثات الى تاناناريف لكسب صداقة راداما الأول وعقد عدة معاهدات تجارية معه.

أوفدت البعثة الأولى برئاسة تاجر فرنسي يدعى شردنوالذي مجح في اقناع راداما بالفوائد التي تعود عليه من انضوائه تحت النفوذ البريطاين، مما يتيح له الفرصة لفتح بلاده أمام الحضارة الاوروبية الحديثة وقد نجح شردنوفي مهمته واصطحب أثناء عودته الى موريشيوس اثنين من أبناء راداما للتفهم فيها، أما البعثة الثانية فكانت برئاسة لي ساج.

وكان من أبرز نتائجها توقيع معاهدة في أربعة فبراير 1817 مع الملك راداما أما البعثة الثالثة فكانت بقيادة هستي الذي نجح في اقناع راداما بالغاء تجارة الرقيق في مملكة الهوفا، لقاء تعويض سنوي تدفعه له بريطانيا. وقد قابل راداما معارضة كبيرة في بلاده نتيجة لقبوله توقيع المعاهدة في 23 اكتوبر 1817 وخاصة منق بل الأمراء، والتجار الذين كانت هذه التجارة مصدرا هاما من مصادر ثروتهم.

توترت العلاقة بين الفرنسيين والبريطانيين من جراء نشاط فاركوهر في مدغشقر فارسل حاكم بوريون بعثة الى لندن عام 1816 لتوضيح حقوق فرنسا في الجزيرة تلك الحقوق التي عمل على تدعيمها سيلفان الذي عمل في مدغشقر لفترة طويلة منذ عام 1807، فأنشا الوكالات الفرنسية في فينريف، واتصل بالزعماء المحليين وعمل على تقوية علاقته معهم، كذلك اتسمت علاقتنه مع حكام مملكة الايمرينا بالود والصداقة، وحين استولت بريطانيا على جزيرة اي دي فرانس رفض التعاون مع حكامها وظل يمارس نشاطه في مدغشقر حتى استعادة فرنسا لمراكزها الساحلية في الجزيرة بعد تسوية 1815، وقد افاد روبصلاته القوية مع زعماء مدغشقر بلاده، فوطد حكام بوريون صلتهم معه وازاء تزايد النفوذ البريطاني في مملكة الايمرينا خط روالى البارون بورتل في عام 1816 يقترح عليه ضرورة العمل على تدعيم السيطرة العملية الفرنسية في المنطقة.

والواقع حتى على الرغم من جهود فركوهر في مدغشقر، إلا حتى حكومته رفضت التوقيع على معاهدة هستي، فقد اعتبرت حتى المبلغ المخصص لتعويض واداما الأول عن الغاء تجارة الرقيق مبلغ مبالغ فيه. كما أصدرت الحكومة البريطانية أوامرها الى فركوهوبارجاع الممتلكات التي ما كانت عليه في أول يناير 1792، ولكنه تمسك بأن الجزيرة كانت مستقلة، وانه لم يقم بانشاء وكالات بريطانية محل الوكالات الفرنسية التي كانت في المنطقة، وأكد فركوهر حتى سكان الجزيرة لديهم رغبة قوية في الابقاء على العلاقات التجارية بينهم وبين جزيرة موريشيوس.

انتهز حكام بوريون فرصة الحكومة البريطانية توقيع معاهدة هستي فتقربوا الى راداما وخط البارون ميليس الى راداما حتى ملك فرنسا يريد تدعيم العلاقات بين بوريون ومدغشقر، وذكره بأن هناك صلات تجارية قديمة بين الطرفين، منذ وصول سيلفان روالى المنطقة، وأن علاقة مملكة الايمرينا بالفرنسيين أسبق من علاقتهم بفركوهر حاكم موريشيوس، وقد استجاب راداما للفرنسيين وسمح لهم بتدعيم مراكزهم على الساحل وفي سانت ماري، وفي عام 1819 وصل روبن من جزيرة بوريون الى تاناناريف وافتتح مدرسة فرنسية في مملكة الايميرينا، وأصبح لربون منزلة كبيرة في القصر الملكي حتى وفاة راداما.

وعلى الغرم من تقوية الصلات بين الفرنسيين ومملكة الايميرينا، الا حتى اليأس لم ينتاب فركوهر حاكم موريشيوس فعاود الاتصال براداما، وأوفد هستي في بعثة ثانية اليه، أسفرت عن توقيع معاهدة في أكتوبر 1820، وعين فركوهر برادي مندوبا بريطانيا في مدغشقر. ولكن لم تمنع هذه المعاهدة الفرنسيين من مواصلة جهودهم في تدعيم مراكزهم في الجزيرة، فعاود سيلفان روالاتصال بالزعماء المحليين، ونجح في اقناع زعماء فينريف، وفول بوانت بقبول التبعية الفرنسية وذلك في عام 1882 كذلك أوفد بعض القوات العسكرية الى فول بوانت، فغضب راداما من تصرفات رو، وقام في عام 1823 بمهاجمة الممتلكات الفرنسية في فول بوانت وتنتنج.

توفى سيلفان روفي عام 1823 فخلفه دي بلفاك الذي عمل على استئناف بناء الحصون الفرنسية في جنوب مدغشقر، وأوفد الى راداما الأول مبعوثا للتفاوض معه، ولكن راداما رفض لقاءة المبعوث الفرنسي وأوفد الى دي بلفاك رسالة فحواها أنه قبل الاعتراف بحقوق فرنسا في سانت ماري، ولكن هذا لا يعني حتى يحتكر الفرنسيون المنطقة، لأنه سيسمح لباقي الدول الاوروبية بالاستقرار في مملكته.

يلاحظ أنه على الرغم من توتر العلاقة بين راداما الأول والبريطانيين في موريشيوس، بسبب رفض حكومتهم توقيعه معاهدة هستي الأول والتي عقدت في عام 1817 وعلى الرغم من تأثر علاقته كذلك بالفرنسيين بسبب تصرفات سيلفان واتصالات الزعماء المحليين في مدغشقر، الا حتى هذا التوتر لم يمنعه من استقبال البعثات التنصيرية المسيحية في بلاده، والسماح للاوروبيين بانشاء المدارس الأجنبية في اراضيه، كما أنه وافق على ادخال الطباعة في مملكته، واستبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية، كذلك استقدام الضباط البريطانيين والاوروبيين لتقوية جيشه، وقد أدى شغف راداما بالانفتاح على الحضارة الاوروبية الى فتح أبواب بلاده الى مصراعيها أمام التغلغل الأجنبي.

لقد اتسم عهد راداما الأول بالتنافس بين حكام بوريون الفرنسيين وحكام موريشيوس لتدعيم سيطرة بلادهم على مدغشقر، وفي الواقع حتى راداما شجع هذا التنافس فقد استقبل المبعوثين البريطانيين ، كما استقبل أيضا الفرنسيين، وفضلا عن هذا فان هناك سمة أخرى هامة في فترة حكم راداما الأول الا وهي غزوه لأراضي مدغشقر وتوسيع حدود مملكته من قبل حتى مملكة الايميرينا امتدت في وسط البلاد ولكن راداما قام بغزومساحات شاسعة من مدغشقر فغزا الساحل الشرقي حتى ديجوسواريز وفي عام 1823 غزا ماننجاري، ثم اجتاح أراضي جماعات الساكالافا فيما بين 1824-1825، ووصل بحدود مملكته الى المناطق القريبة من قناة موزمبيق، ونتيجة لذه الحروب المتصلة مع جيرانه لقبه بعض الفرنسيين بأنه بونابرت مدغشقر.

وفي عام 1828 توفى راداما الأول لتخلفه على الحكم زوجته رانا فالونا الأولى التي اشتهرت بعدائها للاوروبيين واتىت فترة حكمها مواكبة لنشاط فرنسا الاستعماري خلال عهد نابليون الثالث كما سنرى في الفصل الثاني.

واذا كانت فرنسا قد نشطت في جزيرة مدغشقر حتى منتصف القرن التاسع عشر فمسقط الجزيرة الهام في الطريق المؤدي الى الهند، إلا أننا لا نلمس هذا النشاط بنفش القدر في جزرة القمر رغم قربها من مدغشقر، والتي كانت أقرب اليهم بحكم مسقطها من جزر القمر، ولكن هذا لا يعني حتى نشاط فرنسا كان منعدما في هذه المناطق، بل أننا نلاحظ أنه في عام 1842 سقطت فرنسا حمايتها على جزيرة مايوت، ولكن هذه الحماية كانت بناء على طلب حكام الجزيرة، أما باقي جزر القمر فقد فرضت عليها الحماية الفرنسية في فترة التكالب الاستعماري التي أعقبت انعقد مؤتمر برلين 1884/1885.

مملكة أندريانامپوينيمرينا

الملكة راناڤالونا الأولى (1828–1861) ومقاومة النفوذ الاوروبي

تعرضت جزيرة مدغشقر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لمنافسة الدولتين الاستعماريتين فرنسا وبريطانيا، شأنها في ذلك شأن دول غرب وشرق أفريقيا ولعب تجار وقواد جميع من الدولتين دورا هاما، ورئيسيا في هذا الصراع فحاولوا التقرب الى حكام البلاد، وخاصة حكام مملكة الايميرينا على اعتبار أنها أكبر قوة سياسية في الجزيرة لها تنظيمها السياسي والاجتماعي الواضح، واذا كنا قد رأينا جانبا من هاذ التنافس في عهد الملك راداما الأول، الا حتى المنافسة كانت قد تزايدت بين الدولتين في عهد خلفاؤه الى ان سقطت الجزيرة بأكملها في يد فرنسا.

بعد وفاة راداما تولت زوجته الملكة رانافالونا الأولى حكم البلاد، وقد اشتهرت هذه الملكة بالقوة والعنف، فعند توليها الحكم أمرت بقتل جميع منافسيها، ولذلك فر من البلاد حكام بعض المقاطعات واتجهوا الى جزر القمر خوفا من بطشها، فقد حكمت الملكة على معارضيها بالموت بالسم البطئ كذلك ألقت بهم من المناطق المرتفعة.

أبدت الملكة كراهية شديدة للاوروبيين، فاتبعت سياسة مخالفة لزوجها تماما، ولكنها لم تنجح في منع التغلغل الفرنسي في أراضيها، وذلك لعدة عوامل منها عوامل داخلية متعلقة بسياسة الملكة الداخلية تجاه معارضيها، الذين لجأوا الى طلب الحماية الفرنسية على أراضيهم خوفا من اكتساح قواتها لبلادهم، كذلك عوامل خارجية تتعلق بظروف فرنسا السياسية ، فقد واكب فترة حكم الملكة قيام حكومة لويس فيليب في فرنسا، واذا كانت هذه الحكومة لم تنتهج سياسة توسعية الا حتى حكومة نابليون الثالث التي أعقبتها انتهجت سياسة توسعية في افريقيا، وانعكست تلك السياسة بطبيعة الحال على مدغشقر.

قامت الملكة رانافالونا فور توليها العرش بالغاء المعاهدة التي عقدها زوجها راداما الأول مع بريطانيا، ورفضت استقبال المندوب البريطاني ليال واتخذت نفس المسقط العدائي تجاه فرنسا أيضا، وأوفدت فرقها العسصكرية الى فول بوانت لطرد الفرنسيين منها، وأصدرت قرارا منعت فيه السكان من المتاجرة مع الفرنسيين. فاعتبر القائد جوربير هذا القرار بمثابة تحد له، كذلك أوفدت الملكة قواتها لتعقب الفرنسيين في تنتنج، ورغم حتى جوربير نجح في صد هجمات الهوفا، إلا أنه فقد عددا كبيرا من قواته، بينما نجحت قوات الملكة في حتى تظل بعدية عن مرمى المدفعية الفرنسية لكي لا تتكبد خسائر كبيرة، وتحرج موقف القوات الفرنسية، وانهكت الحمى الجنود الفرنسيين، واضطر جوربير الى سحب قواته الى سانت ماري، وانتهزت رانافالونا الفرصة، وعرضت عليه الصلح فواق لأنه كان في موقف لا يسمح له باجراء المزيد من العمليات العسكرية.

واذا كانت الحكومة الفرنسية قد شغلت في عام 1830 بنشوب الثورة الفرنسية عن التفكير في جزيرة مدغشقر، الا حتى حكام بوريون لم يهملوا الجزيرة مطلقا حتى عهد ملكية يوليو، وظلت سفنهم تعمل بانتظام بين مدغشقر وبوريون ووصل البعض منها حتى الهند والغريب حتى الملكة رانافالونا الأولى رغم اضطهادها للمسيحيين وكراهيتها للنفوذ الاوروبي، إلا أنها سبحت لبعض الفرنسيين بالاستقرار في الجزيرة، فأفادت منهم، وكان على رأس هؤلاء جان لابورد الذي وصل الى الجزيرة في عام 1831 وظل بها حتى وفاته 1870 وكالان لابورد على صلة وثيقة بحكام بوريون، وقد عمل في تاناناريف عاصمة الوفا وقربته الملكة اليها، وأفادت منه، فأدخل لابورد صناعة النحاس والفضة، والمعادن في مملكة الايمرينا، ثم قام في عام 1825 ببناء وكالة في منتساوا (3) وأنشأ مصانع للصابون والحديد، حتى أصبحت منتساوا العاصمة الثانية للبلاد وقد تعاون لابورد مع التاجر الفرنسي لامبير فعمل على تدعيم سيطرة فرنسا في المنطقة، واستطاع لامبير حتى يحصل من الملكة على حق احتكار التجارة والاقتصاد في البلاد، فضرب النقوذ باسمه، واهتم برصف الطرق وتمتع بالكثير من الامتيازات التي أقلقت أعضاء البعثات التنصيرية البريطانية الذين رأوا فيه خطرا كبيرا يهدد وجودهم ومصالحهم، وزاد من خطورة الموقف بالنسبة للبريطانيين تقرب لابورد من ولي العهد راكوتو، ولذلك نشط البريطانيون في الجزيرة للدس بين الملكة ولابورد حتى قامت في النهاية بطرده من البلاد.

إلى غير ذلك قدر للتجار الفرنسيين العمل في مدغشقر، والتمهيد للغزوالعسكري لها، وبفضل هؤلاء احتفظت فرنسا بحقها في الانادىء بتبعية هذه المناطق.

والواقع حتى هذه الظاهرة لم تقتصر على مدغشقر فحسب أوفي شرق أفريقيا فقط، وانما نلمس ذلك بوضوح أيضا في غرب أفريقيا فبفضل نشاط التجار الفرنسيين في كثير من المناطق وهجرزهم فيها، أدعت فرنسا حتى لها حقوقا تاريخية فيها.

هذا ويكن تعليل تقبل الملكة رانافالونا الأولى لوجود لابورد، رغم كراهيتها للاوروبيين، لأنها نفسها أفادت منه لأنه طور الصناعة في مملكتها، بالاضافة الى تنمية التجارة مما عاد بالفائدة عليها، ولكنها عندما لمست منه خطرا أحاط بابنها وولي العهد راكوتو، لم تتردد من طرده من البلاد، فقد اتسمت سياسة الملكة بصفة عامة كما ذكرنا من قبل – بالعداء للاوروبيين ومحاربة اعضاء البعثات التنصيرية ولمحاربة هذه البعثات ومنها من عملها أصدرت الملكة عام 1835 قانونا يمنع اي إنسان من اعتناق الديانة المسيحية، وفي عام 1839 طلبت الملكة من البعثات التنصيرية الرحيل الى مدغشقر. كما حكمت على المسيحين بالموت، واضطر عدد كبير منهم الى الفرار للجزر القريبة من مدغشقر، ولم تكتف الملكة بمحاربة المسيحيين، وانما عملت على مهاجمة الساكالافا فلجأوا الى طلب الحماية من سلطان زنجبار السيد سعيد بن سلطان الذي ارسل اليهم سفينة حربية في عام 1838 وأسس حصنا في مدغشقر في خليج بافاتوبه فحاول الهوفا الاستيلااء علي الحسن بعد رحيل السفينة ولكنهم فشلوا وازاء هجمات الهوفا فر الساكالافا الى الجزر القريبة التابعة لمدغشقر، فاتجهوا الى نوسي-بي، والى نوس فالي ونوسي ميتسيوونوسي كومبا، وقد طلب الساكالافا الحماية من القائد الفرنسي باسوأثناء مروره بسواحل مدغشقر، فابلغ بدوره الأدميرال دي هيل برغبة الساكالافا وقد انتهز حاكم بوريون لاستيل هذه الفرصة فواق على احتلال القائد البحري دي هيل لنوسي – بي في 14 يوليو. وقد وافقت الحكومة الفرنسية على هذه المعاهدة وارتفع الفهم الفرنسي على نوسي بي في عام 1841، كذلك قام دي هيل ببعض العمليات العسكرية في الشمال الغربي من الجزيرة، واقنع باقي زعماء الساكالافا بالدخول في التبعية الفرنسية، وتمكن من حمل الأعلام الفرنسية على الساحل الشرقي.

وجدير بالذكر حتى السيد سعيد بن سلطان حاول محالفة مدغشقر لمد نفوذه نحوجنوب زنجبار، فعرض الزواج على ملكتها في عام 1832، فقد استوعب حتى هذه المصاهرة يفترض أن تمكنه من تدعيم نفوذه في ساحل شرق أفريقيا، ولكن وزراء الملكة اعتذروا له بأنهم لا يستطيعون تقديم ملكتهم ولأن تنطقيدهم لا تسمح لهم بمثل هذا الزواج، وأعربوا له عن استعدادهم لمساعدته في توطيد حكمه في شرق افريقيا.

اصرت الملكة رانافالونا على سياستها العدوانية، وعملت على مضاعفة قواتها العسكرية في تاماتاف متحدية الفرنسيين، فتم الاتفاق بين القواد الفرنسيين والبريطانيين على ضرورة تأديب الملكة، وقامت السفن البريطانية بقيادة القائد كيلي، والسفن الفرنسية بضرب تاماتاف بالنيران وبتروا تجارة الملكة عن المناطق الساحلية، فاضطرت في عام 1857 إلى الموافقة على قبول استقرار التجار الاوروبيين في بلادها وفي تاناناريف عاصمة الهوفا.

وانتهز حاكم ريونيون فرصة قبول الملكة اقامة الاوروبيين في مدغشقر فأوفد البعثات لكتابة التقارير عن الجزيرة وأهميتها، فخط دي ليل في عام 1855 الكثير من الدراسات عن مدغشقر، كما أوضح حكام ريونيولحكومتهم أهمية السيطرة على الجزيرة وفرض هيبة ونفوذ فرنسا عليها، ولاقت دعوتهم قبولا كبيرا من الامبراطونابليون الثالث.

وجدير بالذكر حتى وضع الفرنسيين في ريونيواختلف كثيرا عن وضعهم في مدغشقر فريونيون هي المستعمرة الفرنسية التي تكونت منذ فترة طويلة، وهي تقع في المحيط الهندي في جنوب موريشيوس على بعد 420 ميلا من مدغشقر احتلها فرنسا منذ عام 1642. وقبل سكانها التبعية الفرنسية بسهولة عن باقي المستعمرات الفرنسية، مثل مدغشقر، أوالجزائر، حتى حتى هانوتووزير المستعمرات الفرنسي أكد حتى الاستعمار الفرنسي فيها أكثر فعالية حتى من استعمار بريطانيا لجنوب أفريقيا، وأرجع ذلك الى طول عهد ريونيوبالحكم الفرنسي، والى نشاط الفرنسيين في المنطقة، فقد أدخلوا فيها زراعة السكر واهتموا بالصناعة وتوافد عليها المهاجرون الفرنسيون، أما باقي المستعمرات الفرنسية والتي كونتها خلال فترة امبراطوريتها الاستعمارية الثانية فلم يتقبل كسانها السيطرة بسهولة والذي يهمنا حتى لوي رينيوضغط على الحكومة الفرنسية لفرض سيطرتها على مدغشقر.

عند ختام الحديث عن سياسة الملكة رانافالونا الأولى سنجد أنها في بداية عهدها امتازت بمقاومة النفوذ الاوروبي واضطهاد المسيحيين من رعايا ومن أعضاء البعثات التنصيرية ، وتحدت الحكام الفرنسيين في ريونيو، كما تحدت الحكام البريطانيين في موريشيوس، ولكنها اضطرت الى قبول التواجد الاوروبي في مملكتها بعد حتى اتفقت الدولتان على توجيه ضربة قوية ضدها بضرب موانيها، وبتر اتصالات مملكتها التجارية مع الساحل.

وفي 26 فبراير 1859، فرضت فرنسا حمايتها على المنطقة الساحلية من الجزيرة وخاصة السواحل الغريبة، وفيعشرة أغسطس 1859 سقطت فرنسا اتفاقا مع زعماء منطقة ماهافاليس بفرص الحماية عليهم، وفي 19 أغسطس 1859 قبلت باقي جماعات الساكالافا توقيع الحماية الفرنسية على بلادهم وذلك بسبب استمرار الملكة رانافالونا في محاربتهم.

وقد تمسكت فرنسا بهذه المعاهدات التي عقدتها حكومة نابليون الثالث وأفادتها ابان توسعها العسكري في الجزيرة.

وأخيرا اتسمت معظم كتابات المؤرخين الاوروبيين عن الملكة رانافالونا الأولى بالتحيز، وذلك لاضطهادها لرعاياها من المسيحيي، فوصفوها بالوحشية والقسوة، وأن عهدها كان عهدا مظلما على الجزيرة، والواقع حتى الملكة رانافالونا أرادت قضاء على النفوذ الأجنبي في مملكتها خوفا من استفحاله فاتبعت سياسة عنيفة، ولكن هذه السياسة لم تقتصر على رعاياها من المسيحيين فقط، فقد أرادت الملكة الانفراد بالحكم في الجزيرة فحاربت جماعات الساكالافا أيضا واضطر البعض منهم الى الفرار، وطلب البعض الآخر الحماية من سلطان زنجبار السيد سعيد بن سلطان، ولكن حكام ريونيوكانوا يرصدون اي تحرك في الجزيرة ولذلك كانوا لا يسمحون لأية قوة أخرى بالتدخل في شئونهم فعملوا على تدعيم السيطرة الفرنسية على جاماعات الساكالافا وفرض الحماية عليهم وبذلك لم تنجح جهود الملكة في منع التغلغل الفرنسي في أراضيها فقد أجبرت في عام 1857 على قبول استقرار الاوروبيين في مدغشقر.

راداما الثاني (1861–1863) وتزايد النفوذ الفرنسي

اختلفت سياسة راداما الثاني عن أمه راناڤالونا الأولى، فلم يكن في مثل قوتها، كذلك امتاز عهده بتصاعد نفوذ الاوروبيين في بلاده، وخاصة الفرنسيين فتزايد نفوذ جميع من لابورد ولامبيرن كما عادت البعثات التنصيرية في عهده لممارسة نشاطها في الجزيرة بعد حتى استبعدت امه من قبل.

وقد اهتم راداما الثاني بتقوية صلاته مع الفرنسيين فعقد معهم في عام 1863 معاهدة أعاد فيها لفرنسا حقوقها في مدغشقر، وأقرت حكومة نابليون الثالث هذه المعاهدة فيها واعترف راداما الثاني بالحرية الدينية في مدغشقر، وحق الفرنسيين في اقامة المنشآت الفرنسية، كما جاز لهم باقامة المراكز التجارية وخاصة في أراضي الساكالافا.

هذا وقد توافدت على الجزيرة نتيجة لسياسة راداما الثاني الدينية رجال الدين القادمون من مستعمرة ريونيوفوجودا منه التشجيع والترحيب، ولم يعد لرجال الدين البريطانيين من البروتستانت أية مزايا، وانما تمتع بالحظوة رجال الدين الكاثوليك الفرنسيين الذي حرص دائما على تلبية جميع مطالبهم، حتى أنه ألغى عقوبة الاعدام بالسم البطئ وكانت من العادات المتأصلة في بلاده.

عملت حكومة نابليون الثالث على تدعيم النفوذ الفرنسي في مدغشقر، وساعدها في تحقيق هدفها وجود رواد فرنسيين عملوا في الجزيرة منذ فترة طويلة أمثال لابورد ولامبير، فلم يضيع لابورد الفرصة منذ استنادىءه الى الجزيرة مرة ثانية وعمل على زيادة نفوذ بلاده، وقام بربط مدينة هينتساوا الصناعية بتاناناريف، كذلك عمل على ربط سواحل الجزيرة بالسفن التجارية الفرنسية، فاتسع بذلك حجم التبادل التجاري، فقد جاز له راداما الثاني في عام 1862 باستغلال مناجم الجزيرة والغابات وثروات البلاد، وعملت شركة مدغشقر الفرنسية في البلاد، وحققت مكاسب كبيرة، ونتيجة لجهود لابورد عين قنصلا فرنسيا في 15 أغسطس 1862 وتمتع بثقة كبيرة لدى راداما الثاني، وتقرب اليه التجار الاوروبيين وخاصة البريطانيين ليحصلوا منه على امتيازات لهم، ذلك حصل لابورد على موافقة راداما على عدم محاكمة الاوروبيين الا عن طريق قناصلهم، ونظرا لثقة راداما فيه عينه ممثلا عن حكومة الهوفا، فوكل اليه مهمة استقبال التجار الفرنسيين والاوروبيين.

إلى غير ذلك تزايد النفوذ الفرنسي في مدغشقر، في عهد راداما الثاني ، وانتهز الفرنسيون الفرصة من ضباط وقواد وتجار ورجال دين لتثبيت نفوذ فرنسا في المنطقة. فقد كانت فترة حكمه فرصة مضىية للجميع، ونجح القائد الفرنسي فلريوا دي لانجل في توقيع الاتفاقيات والمعاهدات مع زعماء الساحل الغربي للجزيرة الذين تنازلوا عن أراضيهم لفرنسا وخاصة المنطقة المواجة لقناة موزميبق وذلك في الفترة ما بين 1858-1860، كذلك عقد معاهدات مماثلة مع سكان الجنوب الغريب خلال أعوام 1861-1863، كما تردد على مدغشقر الكثير من القادة الفرنسيين أشهرهم الفريد جرند يديه.

ولكن سياسة راداما الثاني المخالفة تماما لسياسة والدته رانافالونا الأولى وارتمائه في أحضان الفرنسيين جرت عليها مشاكل فتذكر رجال الدولة في مدغشقر من تصرفاته، وتم تدبير مؤامرة ضده، أسفرت عن مقتله مخنوقا وقد دبر المؤامرة رئيس الوزراء راهارومع عدد من رجال البلاط والوزراء ثم أعرب الشعب انتحارة الى حتى تم كشف الحقيقة.

الملكة راسوهرينا (1863–1868): توتر العلاقة بين الفرنسيين

سفارة مدغشقر في أوروپا عام 1863. من اليسار إلى اليمين: راينيفيرينگا رالاهيماهولي، جون دوفوس وراساترانابونا رايناندرياناندراينا.

بعد مقتل راداما الثاني، تولت زوجته الملكة راسوهرينا الحكم، ويتميز عهدها بتولي راينيلايفوني رئاسة الوزراء في الفترة ما بين 1864-1895 فكان المحرك الرئيسية لسياسة مدغشقر حتى الغزو، وكان حريضا على دعم استقلال البلاد فعمل على تنظيم الجيش وغزا الأنطقيم المجاورة لمملكة الايمرينا.

اتبع رئيس الوزراء سياسة معادية لفرنسا، وتقرب من البريطانيين مما أثار قلق الفرنسيين، فخط جوان القنصل الفرنسي الى حكومته يقول: "ان البريطانيين أصبحوا هم سادة الجزيرة الآن والمقربين للملكة". وقد ألغى رئيس الوزراء عند توليه السلطة معاهدة عام 1862 التي عقدها راداما الثاني مع الفرنسيين، فحاول جميع من لامبير ودوبريه قائد المحطة البحرية في المحيط الهندي اقناعه بعدم الغاء المعاهدة التي سقطها الامبراطور نابليون بنفسه الا أنه رفض، وتوتر الموقف في الجزيرة، بقتل عدد من الفرنسيين، وصمم القائد الفرنسي دوبيه على ضرورة احترام المعاهدة فقام بضرب ميناء تاماتاف بالمدافع.

ونظرا لأن رئيس الوزراء كان هوالحاكم العملي في البلاد فقد اقنع الملكة بضرورة استبعاد النفوذ الفرنسي من مدغشقر، وعقد في 27 يونيو1865 معاهدة مع بريطانيا نصت على تقوية علاقات الصداقة والتجارة بين الدولتين، ومنح للبريطانيين الحق في التجارة في الجزيرة، ونشر المسيحية وفتح المدارس التنصيرية واستقبال مبعوث بريطاني في الجزيرة، كما وافق على ارسال مبعوث من الهوفا الى لندن كذلك وافق على تنظيم التحاكم والغاء القرصنة وتجارة الرقيق والغاء عقوبة الاعدام بالسم البطئ. ثم عقد معاهدة مماثلة مع الولايات المتحدة الأمريكية في عاح 1867 وبقيت فرنسا هي الدولة الوحيدة التي رفضت الملكة رازوهيرينا توقيع أية معاهدة معها.

هذا وقد تزايد غضب الفرنسيين ازاء اصدار الملكة ورئيس وزرائها على عدم توقيع معاهدة مع فرنسا فهدد القائد الفرنسي دوبريه الملكة ورئيس وزرائها بضرورة التمسك بمعاهدة عام 1862، وتوترت العلاقات بين الطرفين، وأوفد الامبراطور نابليون الثالث الكونت دي لوفيير الى تاماتاف فرفضت الحكومة استقباله فتوجه بعد ذلك الى تاناناريف وأصدر تصريحا بأن فرنسا لابد وأن تكون على قدم المساواة مع بريطانيا في حقوقها في الجزيرة، ولن تقبل حتى تكون أقل منها، ويجب توقيع اتفاق بهذا المعنى مع حكومة الهوفا. وحاول لابورد التوسط بين الطرفين، وأضح للملكة المخاطر التي تنتظرها اذا ما أصرت على موقفها من تجاهل الفرنسيين، فقبلت الملكة في النهاية توقيع معاهدة مع فرنسا مماثلة في بنودها لتلك التي عقدتها مع بريطانيا وسقط المعاهدة القائد الفرنسي جرنيه واعترفت فرنسا في المعاهدة برازوهيرينا ملكة عل مدغشقر كلها وأفادت الملكة من ذلك الاعتراف فعملت على التوسع وضم أراضي جديدة.

وبذلك اتىت معاهدة 1868 مماثلة لتلك التي عقدتها مدغشقر من قبل مع بريطانيا عام 1865 ونصت على أنها معاهدة صداقة وسلام بين الدولتين وأعطت المعاهدة للفرنسيين حق بناء المدارس والمستشفيات ودور العبادة.

ورغم توقيع المعاهدة الا حتى الفرنسيين خطوا الى حكومة نابليون الثالث بضرورة دعم السيطرة العملية على الجزيرة والح القائد الفرني جرنديه على حكومته بارسال البعثات العملية والاستكشافية في الجزيرة.

توفيت الملكة رازوهيرينا في عام 1868 أي بعد توقيع المعاهدة مع فرنسا بفترة بسيطة فرشح رئيس الوزراء احدى بنات عمها وتدعى رامونا لتتولى الحكمم فاعتلت العرش باسم رانافالونا الثانية. ثم تزوج بها رئيس الوزراء الذي ظل يوجه سياسة البلاد في عهدها أيضا كما عمل في عهد رازوهيرينا من قبل.

راناڤالونا الثانية (1868–1883) والحملة الفرنسية على مدغشقر

يعتبر عهد راناڤالونا الثانية هوعهد السيطرة الأجنبية ، فقد اندفعت فرنسا نحوالقارة الافريقية بصفة عامة بعد هزيمتها في الحرب السبعينية وانتهجت الحكومة الفرنسية سياسة توسعية للمحافظة على هيبة فرنسا وعظمتها بين دول اوروبا.

وقد تصاعد نفوذ حكام ريونيون الفرنسية خلال هذه الفترة وكذلك جماعات التنصير الكاثوليكية وطالبوا حكومتهم بضرورة فرض حمايتها على الجزيرة واكدوا بانها اذا كانت فرنسا حريصة في القرن الثامن عشر على التمسك بمراكزها التجارية التي كونتها فانه من الأجدى الآن بعد النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى تتمسك بضرورة فرض حمايتها على المناطق التابعة لها وشجع هذا الاتجاه الكتاب الفرنسيون. وقد أعربت الفكرة رسميا في البرلمان الفرنسي وطالب لوبي ريونيون بضم مدغشقر، ولاقناع الرأي الفرني في البرلمان بهذها لافكرة قام أصحابها بدعياة كبيرة عن مملكة الايمرينا ونظامها الديكتاتوري القائم على تجارة الرقيق، وقد اثرت هذه النادىية على اعضاء البرلمان الفرنسي فتعال الأصوات مطالبة باحتلال الجزيرة وتكوين قاعدة بحرية فرنيسة في المحيط الهندي في جزيرة مدغشقر وخاصة وان افتتاح قناة السويس قد ضاعف من أهمية هذا المحيط.

وهناك عامل هام أثار مخاوف حكام ريونيوورجال الدين الكاثوليك وهوحتى الملكة رانافالونا الثانية بعد اعتلائها بفترة قصيرة أعربت هي ورئيس وزرائها في 21 فبراير اعتناقها الممضى البروتستانتي ، وهذا معناه تصاعد نفوذ رجال الدين البروتستانت من البريطانيين. وقد تزايد النفوذ البريطاني ووضعت بالتعاون مع رجال الدين البريطانيين برنامجا لمحاربة الممضى الكاثوليكي وهددت رعايا من معتنقي هذا الممضى ، بأنهم سيعاملون كغرباء عن المملكة وسوف يفقدون حقوقهم ولن يتم دفنهم في مدافن أجدادهم.

وقد زاد من خطورة الموقف بالنسبة للفرنسيين وفاة لابورد خلال هذه الفترة وكان يتمتع بنفوذ كبير لدى حكام مدغشقر وكانت الحكومة الفرنسية تأمل في حتى يتولى اصلاح الموقف المتوتر في الجزيرة والتأثير على الملكة.

وانتهز أعضاء البعثات التنصيرية البريطانية هذه الفرصة فتقربوا من الملكة ومن رئيس وزرائها وأصدرت الملكة رانافالونا قانونا في عام 1868 بلغت عدد مواده 101 مادة واستكمل العمل به في عام 1881 فتضاعفت مواده الى 305 مادة، ونص هذا القانون على حرية الكنيسة البروتستانتية وعدم المساس بالتنطقيد والعادات في الجزيرة، وقام باريت مدير المطبعة الملكية البريطانية والمستشار المقرب من رئيس الوزراء باقناع الملكة بزيادة عدد الوزراء في مملكة الهوفا، وتكوين مجلس من هؤلاء الوزراء إلى غير ذلك أحلت الملكة المستشارين البريطانيين محل المستشارين الفرنسيين وقد انتهز المستشارون البريطانيون الفرصة وطالبوا بضرورة تقوية الجيش وشراء الأسلحة من اوروبا وأمريكا، وأبدوا استعدادهم لمساعدة الملكة في شئون مملكتها الداخلية وأعربوا لها عن رغبتهم في التصدي للخطر الفرنسي المحدق بها، فقام الأدميرال جونس بمعاونة الملكة في حملتها ضد جماعات الساكالافا، وكانت هذه الجماعات قد خضعت من قبل لفرنسا وقبلت الحماية الفرنسية وتمادى جونز فطالب هذه الجماعات بالتخلي عن المعاهدات المعقودة بينهم وبين الفرنسيين.

وتوترت العلاقات بين فرنسا وحكومة الهوفا، واعتبرت الحكومة الفرنسية انحياز الملكة التام لبريطانيا وتجاهلها للفرنسيين بمثابة انتهاك لمعاهدة 1868 فطالب حكام ريونيون الحكومة الفرنسية بضرورة معالجة الموقف في مدغشقر، وفيتسعة يناير 1880 تم كتابة مذكرة عن الموقف في أراضي الهوفا وحملت هذه المذكرة الى وزير البحرية الفرنسي لاتخاذ اللازم.

وزاد من خطورة الموقف قيام الهوفا بتدمير الوكالات والمصانع الفرنسية وخاصة في الساحل الغربي للجزيرة، مما أدى الى انقطاع الصلات بين فرنسا وحكومة الهوفا وأصر الفرنسيون على ضرورة العمل بمعاهدة 1868، ولكن رئيس وزراء مدغشقر تهرب من الرد عليهم هذا وقد أكد بوديه القنصل الفرنسي في تاناناريف على ضرورة المحافظة على هيبة فرنسا في المنطقة كما أكد حتى الموقف في تاناناريف لم يعد آمنا وأن فرنسا لابد لها من القيام بعمل يحفظ لها كرامها لأنها تبدوالآن كدولة عاجزة أمام سكان الهوفا.

وازاء تفقاهم الموقف في الجزيرة قررت الحكومة الفرنسية ارسال حملة الى مدغشقر وافق عليها البرلمان الفرنسي وعهد على القائد الفرنسي لي تمبر مسئوليتها وكان يشغل وظيفة قائد المحطة البحرية في المحيط الهندي وأوفد وزير الخارجية الفرنيس بتعليمتها الى القنصل الفرنيس بوديه في الجزيرة بالتزام توجيهات لي تمبر.

خشيت حكومة الهوفا من تصاعد الموقف بينها وبين فرنسا فارسل رئيس الوزراء عدة بعثات دبلوماسية الى جميع من اوروبا وامريكا ليشرح وجهة نظر بلاده والواقع حتى حكومة الهوفا أرادت بهذه البعثات منع التصادم مع القوات الفرنسية في محاولة للوصول الى حل سلمي يرضي الطرفين، ولكن وزير الخارجية الفرنسي أوفد الى سفير فرنسا في لندن في اكتوبر عام 1882 يخبره بوصول بعثة الملكة رانافالونا الثانية الى باريس وأنه حتى الآن لم يتم الاتفاق بين الطرفين، وقد عهدت الحكومة الى الأدميرال بيرون تمثيل الجمهورية الفرنسية في المحادثات التي يفترض أن تتم بين الطرفين، وأكد له حتى الحكومة الفرنسية ستعمل على تأكيد حقوقها ومعاهداتها التي عقدتها مع زعماء الساحل الشمالي الغربي من جماعات الساكالافا في الفترة ما بين 1840-1841، ولن تتنازل عنها ولن تسمح للهوفا بحمل أعلام فرنسا عن هذه الجهات، كذلك يفترض أن تتمسك الحكومة بالمعاهدة المعقودة بين الطرفين عام 1868 وبذلك يمن لفرنسا الوقوع في وجه أطماع بريطانيا في الجزيرة. وقد أكد وزير الخارجية للسفير افرنسي في باريس بضرورة التمسك بهذه الحقوق واعلانها. والواقع حتى الحكومة الفرنسية رغم اصرارها على التمسك بحقوقها في مدغشقر وتأكيداتها السابقة للسفير الفرنسي في لندن، الا أنها تخوفت من المتاعب التي من الممكن حتى تثيرها حكومة لندن نظرا للمنافسة القديمة بين البعثات الكاثوليكية الفرنسية والبعثات البروتستانتية الانجليزية. كذلك وصول بعثة الهوفا الى لندن، وقد تقابلت مع اللورد جرانفيل الذي ارسل بدوره يستفسر من الحكومة الفرنسية عن بعض المسائل التي تهم الدولتين وأوضح للحكومة الفرنسية حتى لبريطانيا وفرنسا مصالح مشهجرة في مدغشقر ولابد من اتفاق وجهات النظر بين الدولتين.

ويتضح لنا خوف الحكومة الفرنسية من نتائج المحادثات الدائرة بين بريطانيا وحكومة الهوفا فهي شغوفة لفهم تفاصيل هذه المباحثات، وفي الوقت نفسه ارسلت الحكومة البريطانية الى السفير الفرنسية تحذره من اقدام فرنسا على غزوالجزيرة لأن ذلك يفترض أن يعرض أرواح الاوروبيين للخطر وتطلب منه التريث وعدم اقدام حكومته على اتخاذ هذه المستوى.

ونظرا لأن الحكومة الفرنسية قررت ارسال حملة لي تمبر الى الجزيرة الا أنها أوفدت الى الحكومات الاوروبية في لندن وبرلين تبرر موقفها والأسباب التي دعتها لشن الحرب على حكومة الهوفا، وألقى وزير الخارجية الفرنسي دوليرك المسئولية على حكومة الهوفا لتجاهلها معاهداتها السابقة مع فرنسا واصرار الملكة رانافالونا الثانية على الاعتداء على حقوق فرنسا في الأجزاء الشمالية الغربية وحملها الأعلام الفرنسية عن أراضي الساكالافا.

والذي يهمنا هنا هوان الاشتباك بني القوتين الفرنسية والهوفا كان قد بدأ بالعمل وفشلت البعثات الدبلوماسية التي أوفدتها الملكة الى اوروبا وأمريكا في تحقيق أية نتائج دبلوماسية، ولم يعد أمام حكومة الهوفا الخيار وكان عليها سرعة العمل للتصدي للقوات الفرنسية الزاحفة على الجزيرة ولكن الملكة رانافالونا الثانية توفيت بعد وصول القوات الفرنسية بفترة قصيرة لتخلفها الملكة رانافالونا الثالثة.

الملكة رانافالونا الثالثة واعلان الحماية الفرنسية

حكمت الملكة رانافالونا الثالثة البلاد وسط ظروف قاسية فالقوات العسكرية الفرنسية ما زالت في الجزيرة، ولكنها رغم ذلك أصرت على مجابهة الفرنسيين وأعربت في خطاب توليها العرش بأنها لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها لفرنسا، وأنها ستحارب للدفاع عن مملكتها، وقادت الملكة المعارك وعملت على تنظيم قواتها العسكرية رغم حتى سنها في ذلك الوقت لم يكن يتجاوز 22 سنة.

وجدير بالذكر حتى الحملة الفرنسية على مدغشقر 1882-1885 اثارت مخاوف الحكومات الاوروبية وخاصة الانجليزية والألمانية، ففي بريطانيا طالب أعضاء مجلس العموم البريطاني من الحكومة ضرورة ارسال سفن حربية أمام سواحل مدغشقر لكي تتولى حماية البريطانيين المقيمين في الجزيرة من تجار وأعضاء بعثات تنصيرية وغيرهم. وقد وصلت بالعمل السفينة البريطانية دراياد أمام مياه مدغشقر وحاول القائد البريطاني النزول الى البر ولكن القوات الفرنسية رفضت السماح له بذلك وطلبوا منه الرحيل وهجر تاماتاف خلال 24 ساعة.

أما ألمانيا فقد وصلت الهيا بعثة الهوفا والتي اخدت تبحث عن امكانية توقيع معاهدة تجارية مع ألمانيا، ولما شعرت الحكومة الألمانية بقلق السفير الفرنسي في بلين دي كورسيل أكدت له أنها لن تعقد أي اتفقاقد يكون ضمن بنوده ما يضر بمصالح فرنسا، فاكد دي كورسيل بدوره للحكومة الألمانية تمسك حكومته بالمعاهدات التي عقدت من قبل مع زعماء الهوفا وبذلك ضمنت الحكومة عدم مساعدة الحكومة الألمانية للهوفا فأوفد وزير الخارجية الفرنسي الى برن وزير البحرية والمستعمرات يؤكد له تعهدات الحكومة الألمانية وان فرنسا لها حرية الحركة كيفما تشاء في الجزيرة.

نهاية الملكية

إبرار 40th Battaillon de Chasseur à Pieds في ماجونگا، ما بين 5-24 مايو1895.

قام الأدميرال بيير بضرب سواحل مدغشقر وموانئ الساحل الشمالي الغربي والشرقي للجزيرة، واحتلت القوات الفرنسية تاماتاف وطلبت من رئيس الوزراء في مدغشقر تسليم المناطق الواقعة في الشمال لفرنسا فحاول رئيس الوزراء فتح باب المفاوضات مع فرنسا الا حتى القادة الفرنسيين رفضوا، وتقدمت القوات الفرنسية بسرعة كبيرة على الساحل، واحتل القائد الفرنسي بييرنوسي بي كذلك استولى على ماجونجا، وأوفد الى وزير البحرية والمستعمرات يهنئه باختفاء أعلام الهوفا من الساحل الغربي وان استيلاءه على ماجونجا فتح له الطريق للوصول الى عاصمة الهوفا نفسها.

وازاء اصرار فرنسا على التواجد العسكري في مدغشقر اضطرت بعثة الهوفا الى العودة من باريس الى مدغشقر، فقد وجدت أنه لا جدوى من بقائها في فرنسا طالما حتى الغزوالعسكري قد تم بالعمل في الجزيرة.

وعلى الرغم من احتلال القوات الفرنسية تاماتاف وماجونجا الا حتى الحكومة الفرنية تخوفت من بقاء القوات لفترة طويلة في هذه الجهات، وذلك خوفا من انتشار الحمى بين الجنود، أوتعرضهم لاغارات الهوفا، فقد أرادت الحكومة حتىقد يكون موقف الجنود الفرنسيين موقفا هجوميا jumia وليس دفاعيا، وذلك أنه على الرغم من ارسال الحملة ورغم بقاء القوات الفرنسية في مدغشقر الا أنها لم تحرز فوزات ذات قيمة كبييرة، فقوات الهواف مازالت تقاوم وتقاتل الفرنسيين في جميع مكان.

وعندما طالت العمليات العسكرية الفرنسية في الجزيرة احتجت الحكومة البريطانية لدى السفير الفرنسي في لندن واستندت على حتى الحكومة الفرنسية عندما ضربت تاماتاف بالمدافع لم تحذر الحكومة البريطانية لكي تتولى بدورها تحذير رعاياها في المدينة كذلك توترت العلاقة بين الطرفين بسبب قضية شووهومن رجال الدين البريطانيين ، تقرب الى رانافالونا الثالثة والى زوجها رئيس الوزراء وعمل على تدعيم الممضى البروتستانتي في الجزيرة وعندما نزلت الحملة الفرنسية على مدغشقر قدم المساعادات الى الملكة فاتهمه الجنود الفرنسيين بأنها حاول دس السم لهم، وقاموا بالقاء القبض عليه تمهيدا لمحاكمته فاحتجت الحكومة البريطانية وطالبت وزير الخارجية الفرنسي باطلاق سراحه، وقد أطلق القائد الفرنسي بيير سراح شوولكنه توفى في الطريق أثناء عودته الى لندن.

أثارت قضية شوالرأي العام البريطاني لأن القواد الفرنسيين القوا القبض على عضوبعثة تنصيرية، ولكن السفير الفرنسي في لندن وادنجتون عمل على تهدئة الحكومة البريطانية، وأكد حتى شوعومل معاملة حسنة وأنه أطلق سراحه بعد حتى تبين للفرنسيين براءته، وطالب وزير الخارجية الفرنسي لاكور من وادنجتون ضرورة توضيح الموقف الى اللورد جرانفيل لأنه يقابل ضغطا من الجمعيات الدينية والبرلمان البريطاني بسبب هذه القضية.

وبالاضافة الى توتر العلاقة مع بريطانيا، حدثت أزمة مع الحكومة الألمانية اثناء وجود القوات الفرنسية في مدغشقر لأن القنصل الفرنسي وجه اتهاما للقنصل الالماني في تاماتاف بأن التجار الألمان يمدون الهوفا بالاسلحة وأن السفينة الألمانية بلايندن التابعة لوكالة فيديل الألمانية تقوم بالمتاجرة في الاسلحة وأنها امدت بالعمل المملكة بالاسلحة وقد اصدرت الحكومة الفرنسية تعليماتها الى قناصلها في مدغشقر باحكام السيطرة ومراقبة سواحل وموانئ الجزيرة.

ويلاحظ على الرغم من تواجد القوات الفرنسية في مدغشقر لفترة طويلة الا أنها لم تصل الى نتائج حاسمة فالهوفا استمروا في المقاومة واذا تساءلنا لما اذن لم تكتف الحكومة الفرنسية قواتها في الجزيرة سنجد أنه خلال هذه الفترة وبعد هزيمة فرنسا في تونكين كان من الصعب على جول فري حتى يطلب امدادات من حكومته لتدعيم الموقف العسكري في مدغشقر، كذلك كانت احتمالات موافقة البرلمان الفرنسي على دفع المزيد من النفقات ضعيفة وأحس فري أنه في وضع تأنيب ولوم دائم منذ حدوث هزيمة تونكين، ولكن عندما طلب فري في مارس 1885 من البرلمان الفرنسي زيادة نفقات القوات العسكرية في مدغشقر وافق البرلمان وذلك حتى الظروف السياسية تغيرت في ذلك الوقت وسادت حالة من الهدوء في الشرق الأقصى على ذلك.

وعلى الرغم من ظهور أصوات عارضت الانفاق العسكري في مدغشقر الا حتى باقي أعضاء البرلمان رأوا حتى فرنسا لها حقوقا تاريخية لا يمكن حتى تفقدها في مدغشقر.

إلى غير ذلك نلاحظ أنه رغم مرور عامين على ارسال الحملة على مدغشقر الا حتى الملكة استمرت في المقاومة وأعربت في اكتوبر 1885 بأه لن تعترف بمعاهدات الحماية التي عقدتها فرنسا مع الزعماء الوطنيين في الجزيرة وأنها لن تتخلى عن استغلال بلادها، وقبلت الملكة تعيين الجنرال البرطياني ويلوجبي قائدا لجيشها، ونجحت في احراز بعض الفوزات.

عينت الحكومة الفرنسية القائد الفرنسي ميوت خلفا لبيير وصرح ميوت فور وصوله بأنه اتى الى المنطقة لا لمناقشة حقوق فرنسا وانما لاستعادتها كما أعرب بأن الهوفا يجب ألا يأملوا في حمل أعلامهم مرة ثانية على الساحل الغربي لأنه تحت الحماية الفرنسية ووضع شروطا للاتفاق مع الملكة منها دفع غرامة ثلاثة مليون فرنك، والعمل بمعاهدة 1868 وعدم التفاوض مع أية دولة أخرى سوى فرنسا.

ولكن الملكة استمرت في المقاومة رغم تهديدات ميوت – فبدأت تظهر في فرنسا آراء تنادي بالاكتفاء بالسيطرة على المناطق الساحلية خوفا من احراج الحكومة الفرنسية في العمليات العسكرية، وفي الوقت نفسه انهكت الحرب قوات الملكة رانافالونا الثالثة، ووضح حتى الطرفين في حاجة الى توقيع صلح فيما بينهما فوضع فرنسينيه أما البرلمان الفرنسي شروط الصلح والمعاهدة.

سقطت المعاهدة بين فرنسا ومملكة الايمرينا في 17 ديسمبر 1885 في تاناناريف ووضعت المعاهدة حدا للحرب بين الطرفين، وأعطت المعاهدة الحق لفرنسا في تمثيل مدغشقر في جميع شئونها وعلاقتها الخارجية، وقبلت الملكة وجود مندوب فرنسي في اراضيها كما نظمت المعاهدة العلاقة بين الفرنسيين والأجانب، فوافقة الملكة على انشاء محكام للنظر في المنازعات بين الفرنسين واهالي الجزيرة كذلك تعهدت الملكة بحسن معاملة جماعات الساكالافا الذين قبلوا الحماية الفرنسية منذ منتصف القرن التاسع عشر، كذلك اعترفت الملكة باحتلال الفرنسيين لديجور سواريز مع دفع الملكة لغرامة قدرها عشرة ملايين فرنك، واعترفت فرنسا في المعاهدة بالملكة حاكمة على مدغشقر كلها.

بعد توقيع المعاهدة ارتفع الفهم الفرنسي في مدغشقر من سانت اوجستين حتى سانت ماري.

ولكن يلاحظ بأن نص أولفظ الحامية لم يرد في المعاهدة التي سقطتها الملكة رانافالونا الثالثة باللغة المالاجاشية، بينما ورد هذا اللفظ في النسخة الفرنسية (2)، كذلك ورد في النص الفرنسي بأن مندوب فرنسا يمثل الملكة في علاقاتها الخارجية، بينما في النص المالاجاشي ورد فيه بأنه يمكن لممثل فرنسا التدخل في العلاقات الخارجية لمدغشقر.

وقد ترتب على ذلك توتر العلاقة بين الطرفين مرة ثانية، كذلك ترتب على اعتراف فرنسا بأن الملكة رانافالونا الثالثة حاكمة على الجزيرة كلها وليس على مملكة الهوفا فقط، ان استفادت الملكة من هذا النص في توسيع حدود بلادها والاغارة على المناطق المجاورة لها، كذلك تزايد العداء بينها وبين جماعات الساكالافا والتي ورد في المعاهدة حماية فرنسا لهم.

وفي الواقع كان الاعتقاد السائد بين القواد الفرنسيين ان حملة 1883 لن تستغرق فترة طويلة، الا أنهم وجودوا مقاومة منظمة انهكتهم لمدة عامين واعتقدوا ان من السهل احتلال المراكز الساحلية والموانئ داخل البلاد ولذلك نجد حتى قات القائد الفرنسي بيير لم تكن مزودة بعدد كبير من الجنود ولولا المساعدات التي قدمت له من قبل حكام رينيون لهلك مع جنوده والواقع أنه وجه الكثير من النقد لحملة 1883-1885 لأنها أنهكت الجنود الفرنسيين.

بعد توقيع المعاهدة عين لي ميردي فيليه ممثلا لفرنسا في تاناناريف واصبحت ديجوبواريز مستعمرة فرنسية فعمل على تثبيت نفوذ بلاده فقام بدراسة السلالات والثروات الطبيعية في الجزيرة وقام المهندس الفرنسي سوبر بي بمد خط حديدي بين تاناناريف وتاماتاف كما قام استيب بدراسة السلالات والبلاد.

ولكن لم يعد مقبولا استمرار المنافسة البريطانية الفرنسية في الجزيرة وخاصة بعد توقيع معاهدة 1885، وكان لابد من وصول الدولتين الى اتفاق لحسم النزاع فيما بينهما، فتم توقيع اتفاقخمسة أغسطس 1890 بين الدولتين اعترفت فيه فرنسا بنفوذ بريطانيا في زنجبار، وكان معنى ذلك الاتفاق حتى تكف جميع من الدولتين عن مضايقة الاخرى في مناطق نفوذها.

الاعتراف الدولي وعصرنة المملكة (1817–1895)

واصلت مملكة مدغشقر في الانتنطق طوال القرن 19 من الملكية المتنامية محلياً إلى الدولة المعاصرة.

كذلك عملت فرنسا على الاتفاق مع ألمانيا فارسل السفير الفرنسي في برلين الى وكيل وزارة الخارجية الألمانية بيير ستين في نوفمبر 1890 بأن ألمانيا اذا اعترفت بالحماية الفرنسية على مدغشقر فان فرنسا لن تعترض على ضم ألمانيا للجزء الشرقي من القارة من أملاك سلطان زنجبار وجزيرة مافيا، وسيكون لرعايا الجزء ألمانيا في مدغشقر حق التجارة وحسن المعاملة من قبل فرنسا، كذلكقد يكون لرعايا فرنسا في زنجبار نفس الحقوق وكان رد الحكومة الألمانيا بأنها لن تعترض على اعلان الحماية الفرنسية على مدغشقر مادامت الحكومة الفرنسية لن تعترض بدورها على الحماية الألمانية في زنجبار ومافيا.

ورغم موافقة بريطانيا على عقد اتفاقخمسة أغسطس 1890 الا حتى اللورد سولسبوري اعرب عن تخوفه من مقاومة الهوفا للحماية الفرنسية ولكن ديتورينل المسئول الفرنسي في لندن أكد له أنه لا محل لهذه المخاوف وأن عملية المقاومة من قبل الوطنيين لا تنصب على الفرنسيين فحسب بل تنصب أيضا على المستعمرات البريطانية ايضا، كذلك أبدى سولسبوري تخوفه على مستقبل البعثات التنصيرية البروتستانتية، حيث تعرض لضغط من قبل رجال الدين في بريطانيا الا حتى ديتورنيل أكد له حماية فرنسا لرجال الدين البريطانيين وضمان سلامتهم، والواقع حتى سولسبوري كان يقع عليه بالعمل ضغطا كبيرا من قبل أعضاء مجلس النواب البريطاني وكان لرجال الدين المسيحيين صوت مسموع في بريطانيا ولكنه في النهاية واحتراما للاتفاق المعقود بين الدولتين في عام 1890 أصدر أوامره الى القناصل البريطانيين في مدغشقر بعدم الدخول في علاقات مع الهوفا الا بواسطة الممثل الفرنسي.

ولكن يتم الالتزام بهذه الاوامر من قبل بعض القناصل البريطانيين مثل الصراع بين القنصل البريطاني بيكر سجيل والفرنسيين الذين اتهموه بتقديم المساعدات للهوفا ويحثهم على ضرورة مقاومة الفرنسيين، ولذلك طالب السفير الفرنسي في باريس من الحكومة البريطانية استنادىئه، فوافق اللورد سالسبوري. وكان لاستعداء بيكر سجيل صدى طيب في باريس الا حتى الموقف كان عكس ذلك في بريطانيا فقد وجه اللوم الى اللورد سالسبوري لأنه ظهر بصورة الحريص على ارضاء فرنسا وتحقيق رغباتها وفي والواقع ان استنادىء القنصل البريطاني أكد لملكة الايمرينا حتى بريطانيا لن تقدم لهم يد المسعادة بعد اليوم.

وكان استنادىء بيكر سيجيل أمرا طبيعيا لأن بريطانيا بتوقيعها اتفاق 1890 مع فرنسا حسمت الخلاف حول جزيرة مدغشقر ولكن الملكة رانافالونا الثالثة استدعت بيكر سيجيل قبل رحيله الى لندن واعطته رسالة خاصة الى ملكة انجلترا كذلك سلمه رئيس وزرائها رسالة الى سالسبوري يطالب فيها الحكومة البريطانية بالتدخل لصالح حكومة الهوفا، وقد قام سالسبوري باطلاع السفير الفرنسي على هذه الرسالة في مارس 1892 مؤكدا له حسن نوايا بريطانيا).

عملت فرنسا بعد اتفاق 1890 على اقامة محاكم فرنسية في البلاد وأدخلت الاصلاحات القضائية والمائية والاددارية وكانت الحكومة البريطانية حريصة على التأكد من حتى هذه الاصلاحات لن تمس مصالح رعاياها من تجارة أورجال دين فطالب اللورد سالسبوري بأن تكون المحاكم الفرنسية في مدغشقر على غرار المحاكم الفرنسية في تونس الا حتى وادنجتون السفير الفرنيس في لندن أوضح له حتى هناك اختلاف كبير من الناحية الحضارية والمدنية بين تونس ومدغشقر، وأكد له حتى البريطانيين لن يصيبهم أي ضرر من التحاكم أمام المحاكم الفرنسية أسوة بالفرنسيين في زنجبار الذين يحاكمون أمام المحاكم البريطانية وكأنه يذكره بالاتفاق المعقود بين الطرفين. وقد أقر اللورد سالسبوري في النهاية سلطة المحاكم الفرنسية في مدغشقر.

لم تحاول كلا الدولتين الاهتمام بمصالح أهالي البلاد الأصليين وانما اهتمت جميع منهما برعاية مصالح مواطينها والعمل على توفير أفضل السبل لهم أثناء اقامتهم في الجزيرة فتجاهلتا بذلك الشعور الوطني لدى سكان الجزيرة كذلك لم تعد الحكومة البريطانية تهتم بذكر مصالح مملكة الايمرينا وسكانها من الهوفا.

ناقدت الصحف البريطانية نفسها فبعد حتى كانت تشن الهجمات على سياسة فرنسا بدأت تثني على سياستها في مدغشقر ولكنها بين الحين والآخر كانت تطالب الحكومة البريطانية بضمان حرية العمل للبعثات التنصيرية البريطانية في الجزيرة، وتبدي تخوفها من نفوذ حكام ريونيون بأن يعملواعلى استبعاد البريطانيين من الجزيرة، ولكن الحكومة الفرنسية كانت تسارع بتبديد هذه المخاوف وتقدم الوعود والضمانات للبعثات التنصيرية البريطانية في الجزيرة وللتجار البريطانيين.

وبعد حتى أمنت فرنسا نفسها بتوقيع اتفاق 1890 مع بريطانيا وحصولها على موافقة ألمانيا على فرض الحماية الفرنسية على مدغشقر بدأت جولة ثانية لوضع يدها نهائيا على الجزيرة وكان هانوتومن أنصار احتلال الجزيرة فخط الى حكومته عن أهميتها الاستراتيجية لتأمين طريق المحيط الهندي وامكانية فهمها الأيدي العاملة الفرنسية، وتكونت لجنة في باريس من ممثلي وزارات الخارجية والمستعمرات والبحرية والحربية لبحث الموقف ووضع تقدير عن المنطقة وأيد التقرير بطبيعة الحال احتلال الجزيرة واتخذ البرلمان الفرنسي قرارا باحتلالها في 23 نوفمبر 1894 بعد خطبة طويلة ألقاها هانوتومشروحا أهمية مدغشقر وتم الاتفاق على رصد مبلغ 65 مليون فرنك للحملة وعهد الى القائد الفرنسي دوشن بقيادتها.

وقد وصلت الحملة الى مدغشقر فأوفد اليها حكام ريونيوم المساعدات اللازمة، وتم احتلال تتاماتاف في 12 ديسمبر 1894 وماجونجا في 15 يناير 1895 وأصدرت الملكة رانافالونا الثالثة تعليماتها باعلان الحرب المقدسة ضد الفرنسيين، ولكن القوات الفرنسية بدأت تقدمها نحوعاصمة الهوف تاناناريف، ولم يكن هذا التقدم يسيرا فمملكة الايمرينا مشيدة فوق منطقة جبلية مرتفعة وعرة يفصلها عن الساحل مجموعة من الغابات التي يصعب اختراقها ولذلك كان تقدم القوات الفنسية صوب العاصمة عملا شاقا، فتعرضوا لهجمات الهوفا عليهم، واذا كانت القوات الفرنسية مجهزة ومدربة الا حتى قوات الهوفا كانت أيضا على جانب كبير من التنظيم العسكري فقد تدرب الجنود على أساليب القتال الاوروبية مستخدمين الأسلحة الحديثة، ويرجع السبب في ذلك الى وجود الاوروبيين منذ فترة طويلة في مملكة الهوفا.

وقد حافظت رانافالونا الثالثة على رباطة جأشها فتحدثت الى الشعب وطلبت منه ضرورة العمل على تحقيق النصر على الفرنسيين وأنها واثقة من قدراتها فألهبت حماس الهوفا وقام الثوار بطلاء وجوههم باللون الأحمر دليلا على اصرارهم على القتال لآخر رمق.

ولكن في 30 سبتمبر 1895 بدأت القوات الفرنسية في احراز المزيد من الفوزات واستولت على تانانا ريف وأجبرت الملكة في اكتوبر 1895 على توقيع معاهدة الحماية.

ورغم احتلال تاناناريف واجبار الملكة على توقيع معاهدة الحماية الا حتى الثورة اندلعت في الجزيرة وأصدرت الملكة تعليماتها بالتزام الهدوء الا حتى الثوار هاجموا العاصمة نفسها في مارس 1896 وتم بتر خطوط البرق وذبح بعض الأجانب وازداد الموقف خطورة بانضمام جماعات الساكالافا الى الثوار وكانوا قد قبلوا الحماية الفرنسية من قبل، وبتر الثوار المواصلات في ماجونجا فتم تعيين القائد الفرنسي جالليني لاحلال السلام في مدغشقر.

وفي يونيو1896 اضطر القواد الفرنسيين الى الاعتراف أمام البرلمان الفرنسي بأنه رغم دخولهم تناناريف الا أنه لم يتم اخضاع مدغشقر بعد، بسبب شدة مقاومة أهلها (5). ولذلك اصدر البرلمان الفرنسي قانوان فيستة أغسطس 1896 بتحويل مدغشقر والجزر التابعة لها الى مستعمرة فرنسية وتم نشر ذلك في الصحيفة الفرنسية فيتسعة أغسطس.

وقد لجأ جالليني منذ وصوله الى مدغشقر الى استخدام العنف مع الوطنيين فأعدم اقارب الملكة في اكتوبر 1896 كذلك ألغى الملكية في 28 فبراير 1897 وقام بنفي الملكة رانافالونا الثالثة الى ريونيووأصدر أوامره للقواد الفرنسيين باستخدام العنف وارتكب الجنود الفرنسين الفظائع وقاموا بذبح الثوار حتى بعد استسلامهم واستمرت عملية اخضاع الجزيرة الثائرة من 1897-1904 حتى أعغلن جاليني استكمال غزوالجزيرة.

هذا وقد قسم جاليني الجزيرة الى عدة مراكز ليسهل ادارتها ووضع على جميع مركز قائد فرنسي. وقد أحكم بذلك سيطرته على المناطق الساحلية والداخلية من البلاد، وربط المناطق الداخلية بالساحل، وربط العاصمة تاناناريف بالمناطق الساحلية، فمد خطا حديديا منها حتى ديجوسواريز، وأجبر السكان على المل لمدة خمسين يوما جميع سنة لخدمة المصالح الفرنسية، وفرض هذا القانون على جميع الرجال من سن 16 سنة حتى سن 60، كما شجع على زراعة حاصلات زراعية معينة كالأرز والبن والمطاط، وعمل على تنشيط صناعة المنسوجات واحتكر الصناعة والزراعة، وأقام في ديوا سواريز قاعدة بحرية وصناعية.

وأصدر جاليني في 18 يناير 1897 قرارا بجعل الفرنسية هي اللغة الرسمية في الجزيرة واعتمد جاليني على ضباط ومديرين من ذوي النزعة الاستعمارية أمثال ليوتي، ورغم حتى جاليني نجح الى حد كبير في اخماد الثورات الوطنية وفي اغتال ونفي الزعامات الوطنية من البلاد مدعما بذلك نفوذ فرنسا في مدغشقر، الا أنه ظهرت في فرنسا اعتراضات على اجبار المواطنين على العمل والسخرة ونددت بعض الجمعيات الانسانية بسياسة جالليني في الجزيرة، وأعربت حتى وضع الوطنيين في مدغشقر لا يقل عن وضع العبيد.

وأخيرا نلاحظ أنه رغم اعتناق مملكة الايمرينا وشعب الهوفا المسيحية، الا حتى ذلك لم يرحمهم من فظائع الغزوالفرنسي، وكان من سوء حظ الملكة رانافالونا الثالثة أنها عاصرت فترة من أحلك فترات تاريخ مدغشقر ففي عهدها تعرضت الجزيرة لحملتين فرنسييتين 1883-1885، ورغم حتى الملكة قاومت الحملة الأولى بشجاعة، منطقة النظير وأخذت تحث الهوفا على المقاومة والقتال فلم يمكن الفرنسييين من احراز فوزت حاسمة، الا أنها خلال الحملة الثانية ورغم مقاومتها لم تحقق فوزات فعالة ضد القوات الفرنسية الزاحفة، ولكن المقاومة الوطنية استمرت مع ذلك في البلاد حتى بعد نفيها وذلك بفضل حماسها.

الاستعمار الفرنسي

ملصق الحرب الفرنسية في مدغشقر.

استطاعت فرنسا في تاريخ الاستعماري في العصر الحديث، حتى تكون امبراطوريتين الأولى بدأت في القرن السابع عشر، وقوضت أركانها بعد هزيمة فرنسا ونابليون بونابرت عام 1814، وكان ميدان النشاط الفرنسي خلال هذه الفترة هوالعالم الجديد، والهند، وجزر المحيط الهندي (ايل دي فرانس، ويوريون)، وقد اشتد خلال هذه الفترة التنافس بين فرنسا وبريطانيا، وتزايد هذا التنافس في القرن الثامن عشر سواء في العالم الجديد، أوالقديم واستطاعت بريطانيا حتى تتفوق على فرنسا خلال حرب السنوات السبع التي انتهت عام 1763، وفقدت فرنسا على اثرها مستعمرتي كندا ولويزيانا، وغيرهما من ممتلكاتها في أمريكا الشمالية ومعظم ممتلكاتها في الهند، ولم يبق لفرنسا الا جزر الأنتيل في الهند الغربية، وبعض المراكز التجارية على ساحل الملبار وجزيرتي ايل دي فرانس ويوريون في المحيط الهندي كما ذكرنا من قبل.


الثورة والتحرر 1947–1960

جمهورية مالاگاش المستقلة

الجمهورية الأولى (1960–1972)

الجمهورية الثانية (1972–1991)

الجمهورية الثالثة (1991–2002)

سنوات ما بعد راتسيراكا (2002 – )

انظر أيضاً

  • الجماعات العرقية في مدغشقر
  • تاريخ أفريقيا
  • تاريخ أفريقيا الجنوبية
  • قائمة ملوك مالاگاش
  • قائمة رؤساء مدغشقر
  • مدغشقر
  • سياسة مدغشقر

الهامش

  1. ^ إلهام محمد علي ذهني (2009). بحوث ودراسات وثائقية في تاريخ أفريقيا الحديث. مخطة الأنجلوالمصري.
خطأ استشهاد: الوسم <ref> ذوالاسم "Gade 1996" المُعرّف في <references> غير مستخدم في النص السابق.

المراجع

  • Rabarioelina, Ndriana (Rev. Dr.) (2010), "Biblical Relations between Israel and Madagascar", Doctoral Thesis of Theology, SAHTS, États-Unis, 2010, 458 pages. Abstract in Saint-Alcuin House Journal, Volume 8, N°1, USA, 2011. And in Library of Congress, number ISSN 1548-4459, USA.
  • Charlotte Liliane Rabesahala-Randriamananoro, Ambohimanga-Rova : approche anthropologique de la civilisation merina (Madagascar), Paris, Le Publieur, 2006, 393 p. (ISBN 2-85194-307-3. Texte remanié d’une thèse soutenue à l’Université de La Réunion en 2002. (French)
  • Rajaonarimanana, Narivelo (1990), Savoirs arabico-malgaches : la tradition manuscrite des devins Antemoro Anakara (Madagascar), Institut national des langues et civilisations orientales. (French)
  • Ramamonjy, Georges (1952), "De quelques attitudes et coutumes merina", dans Mémoires de l'Institut scientifique de Madagascar (Tananarive), série C, Sciences humaines, 1 (2), 1952, p. 181–196. (French)
  • Ramilison, Emmanuel (Pastor) (1951), Andriantomara-Andriamamilazabe. Loharanon' ny Andriana nanjaka eto Imerina, Imprimerie Ankehitriny. (Malagasy)
  • Randrianja Solofo, Ellis Stephen (2009), Madagascar. A short history, London, Hurst & Company, 2009.
  • Raombana (l'historien) (1809–1855), "Histoires", Edition Ambozontany, Fianarantsoa, ثلاثة Volumes. (French)
  • Rasamimanana, Joseph (Dr.) (1909) et Louis de Gonzague Razafindrazaka (Governor), Ny Andriantompokoindrindra, Antananarivo, 50 pages. (Malagasy)
  • Ravelojaona (Pastor) (1937–1970), Firaketana ny Fiteny sy ny Zavatra Malagasy, Encyclopedic Dictionary, Antananarivo,خمسة Volumes. (Malagasy)
  • Razafindrazaka, Harilanto, et alii (2009) "A new deep branch of eurasian mtDNA macrohaplogroup M reveals additional complexity regarding the settlement of Madagascar", BMC Genomics.
  • Rombaka, Jacques Philippe (1963), Tantaran-drazana Antemoro-Anteony, Antananarivo, Imprimerie LMS, pp. 10–11. (French)
  • Rombaka, Jacques Philippe (1970), Fomban-drazana Antemoro – usages et coutumes antemoro, Ambozontany, Fianarantsoa, 121 p. (French)
  • Rebecca L. Green: Merina. The Rosen Publishing Group, New York, 1997, ISBN 0-8239-1991-9 (The heritage library of African peoples). Google Books
  • Matthew E. Hules, et al. (2005). The Dual Origin of the Malagasy in Island Southeast Asia and East Africa: Evidence from Maternal and Paternal Lineages. American Journal of Human Genetics, 76:894–901, 2005.
  • Mervyn Brown (2000). A History of Madagascar. Princeton: Markus Wiener Publishers. ISBN 1-55876-292-2.
  • Stephen Ellis and Solofo Randrianja, Madagascar – A short history, London, 2009
  • Brown, M. (1978) Madagascar Rediscovered: A History from Early Times to Independence (London: Damien Tunnacliff)
  • Campbell, G. (1981) Madagascar and slave trade, 1850–1895, JAH
  • Thompson, V. (1965) The Malagasy Republic: Madagascar today. Stanford University Press.
  • (إنگليزية) Adelaar, K.A (2006), "The Indonesian migrations to Madagascar: Making sense of the multidisciplinary evidence", in Adelaar, Austronesian diaspora and the ethnogenesis of people in Indonesian Archipelago, LIPI PRESS.
  • (إنگليزية) Allen, Philip M. & Maureen Covell (2005). Historical Dictionary of Madagascar 2nd ed. Lanham, Maryland: Scarecrow Press. ISBN 0-8108-4636-5.
  • (إنگليزية) Allen, Philip M. (1995). Madagascar: Conflicts of Authority in the Great Island. Boulder, Colorado: Westview Press. ISBN 0-8133-0258-7.
  • (إنگليزية) Brown Mervyn (1978) Madagascar Rediscovered: A history from early times to independence
  • (بالفرنسية) de Coppet, Marcel, Madagascar, Paris, Encyclopédie de l'Empire français, 2 vol. 1947
  • Bellwood, Peter, James J. Fox et Darrell Tryon (éds.), The Austronesians Historical and Comparative Perspectives, Australian National University, 2006
  • (إنگليزية) Blench, Roger, « Musical instruments and musical pratices as markers of austronesian expansion », 18th Congress of the Indo-Pacific Prehistory Association, Manila, 26 March 2006.
  • (إنگليزية) Burney, D.A., L.P. Burney, L.R. Godfrey, W.L. Jungers, S.M. Goodman, H.T. Wright, and A.J. Jull. 2004. « A chronology for late prehistoric Madagascar », Journal of Human Evolution, 47, 25–63.
  • (إنگليزية) Dahl, Otto Christian, Migration from Kalimantan to Madagascar, Oslo, Norwegian University Press, 1991. (ISBN 82-00-21140-1)
  • (بالفرنسية) Deschamps, Hubert, Madagascar, Paris: Presses Universitaires de France, 1976.
  • (بالفرنسية) Domenichini-Ramiaramana, Michel, Instruments de musique des Hautes-Terres de Madagascar, Master’s thesis Paris 1982.
  • (إنگليزية) Edkvist, Ingela, , Dept. of Cultural Anthropology and Ethnology, Uppsala University, 1997.
  • (بالفرنسية) Fremigacci, Jean « La vérité sur la grande révolte de Madagascar », dans L’Histoire n°318, mars 2007, p. 36–43
  • (إنگليزية) Hagelberg et alii, "A genetic perspective on the origins and dispersal of the austronesians. Mitochondrial DNA variation from Madagascar to Easter islands"
  • (إنگليزية) Hurles, M. E. et al., "The Dual Origin of the Malagasy in Island Southeast Asia and East Africa: Evidence from Maternal and Paternal Lineages". American Journal of Human Genetics, vol. 76, 894–901, 2005. (ISSN : 0002-9297)
  • (إنگليزية) Kent, Raymond K., From Madagascar to the Malagasy Republic, Greenwood Press, 1962. ISBN 0-8371-8421-5
  • (إنگليزية) Jones, Arthur M., , Leiden, E.J.Brill, 1971.
  • (بالفرنسية) Ricaut et alii (2009) A new deep branch of eurasian mtDNA macrohaplogroup M reveals additional complexity regarding the settlement of Madagascar , BMC Genomics
  • (بالفرنسية) Sachs, Curt, , Paris, Institut d’ethnologie, 1938.
  • (إنگليزية) Schmidhoffer, August, «Some Remarks On The Austronesian Background of Malagasy Music », 2005.
  • (بالفرنسية)Simon, Pierre (2006), La langue des ancêtres. Une périodisation du malgache de l’origine au XVIe siècle, Paris, L’Harmattan.
  • (بالفرنسية) Vérin, Pierre, Madagascar, Paris, Karthala, 2000.

وصلات خارجية

  • Country Profile of Madagascar, U.S. Department of State
  • Country Profile of Madagascar, CIA – The World Factbook
  • Newsletter article on the first settlers of Madagascar
  • A Historical Timeline for Madagascar
  • History of Madagascar
  • Madagascar: a Portuguese settlement: the Portuguese fort near Tolanaro
  • Royal House of Madagascar
تاريخ النشر: 2020-06-04 21:17:48
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, تاريخ مدغشقر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الكهرباء: لم نلجأ لتخفيف اﻷحمال منذ 2015 ولن نلجأ

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:22:09
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 43%

سيدة تطالب مطلقها بـ580 ألف جنيه نفقة متعة بعد زواجه عليها مرتين عرفيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:22:07
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 40%

إنفوجراف.. قائمة مشروعات شرم الشيخ استعدادا لقمة المناخ

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:22:03
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 45%

انتظام 350 ألف طالب مع بدء الدراسة في المدينة المنورة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:24:30
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

التعليم العالى: تخصيص 24.9 مليار جنيه لـ"المستشفيات الجامعية" بخطة 22/23

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:22:08
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 47%

%84 من القراء يؤيدون تكثيف حملات توعية المواطنين بمخاطر تشغيل الأطفال

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:22:02
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 50%

كارثة السيول وكوارث العقول

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:22:42
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

«تعليم الشرقية» يستقبل نصف مليون طالب وطالبة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:24:33
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

سفينتان حربيتان أميركيتان تعبران مضيق تايوان... والجيش الصيني يراقب

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:23:06
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 98%

124 ألف طالب وطالبة ينتظمون بالدراسة في نجران

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:24:28
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

تفاصيل إطلاق معرض أهلا مدارس بتخفيضات تصل لـ 30%

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:22:06
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 39%

الريسوني يستقيل من رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 12:15:24
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 36%

بعد قليل.. مجلس الصحة الخليجي يعلن عن حملاته التوعوية الجديدة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:24:37
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

لياو وجيرو يصعدان بميلان إلى الصدارة بالفوز على بولونيا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:24:36
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

انتظام أكثر من مليون طالب وطالبة في مقاعد الدراسة بالرياض

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:24:32
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

لانس يتقدم لصدارة الدوري الفرنسي بالفوز 2-1 على رين

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:24:35
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 68%

«ممرات آمنة» للفارين من مواجهات العاصمة الليبية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:23:09
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 97%

أسعار الدواجن والبيض في الأسواق اليوم.. استقرار سعر الفراخ

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:22:04
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 49%

30 أغسطس.. انتهاء فترة تسجيل رقم المحمول على بطاقات التموين

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:22:05
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 39%

إصابة 3 كوماندوز هولنديين بإطلاق نار خارج فندق في إنديانا الأميركية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-08-28 09:23:07
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 90%

تحميل تطبيق المنصة العربية