العنقاء

عودة للموسوعة

العنقاء

طائر العنقاء في كتاب المخلوقات الأسطورية لـ فريدريش جوستين
رسم العنقاء في كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات خطه القزويني.
رسم العنقاء في كتاب «تاريخ نورمبرگ» لde:Hartmann Schedel.

العَنْقَاء أوالعَنْقَاء المُغْرِبُ أوعَنْقَاءُ مُغْرِبِ (أوالفينيق (الفينكس) في الترجمات الحرفية الحديثة أوالققنوس أوالققنس بالفارسية كما ورد في كتاب منطق الطير )، هي طائر خيالي ورد ذكرها في قصص مغامرات السندباد وقصص ألف ليلة وليلة، وكذلك في الأساطير العربية القديمة.

يمتاز هذا الطائر بالجمال والقوة، وفي معظم القصص أنه عندما يموت يحترق ويصبح رمادا ويخرج من الرماد طائر عنقاء جديد.

أصل التسمية في اللغة العربية

ورد في لسان العرب: والعَنْقاء: طائر ضخم ليس بالعُقاب... وقيل: سمِّيت عَنْقاء لأَنه كان في عُنُقها بياض كالطوق، ونطق كراع: العَنْقاء فيما يزعمون طائرقد يكون عند مغرب الشمس، ونطق الزجاج: العَنْقاءُ المُغْرِبُ طائر لم يره أَحد... (نطق) أبوعبيد: من أَمثال العرب طارت بهم العَنْقاءُ المُغْرِبُ، ولم يفسره. نطق ابن الكلبي: كان لأهل الرّس نبيٌّ ينطق له حنظلة بن صَفْوان، وكان بأَرضهم جبل ينطق له دَمْخ، مصعده في السماء مِيلٌ، فكان يَنْتابُهُ طائرة كأَعظم ماقد يكون، لها عنق طويل من أَحسن الطير، فيها من جميع لون، وكانت تقع مُنْقَضَّةً فكانت تنقضُّ على الطير فتأْكلها، فجاعت وانْقَضَّت على صبيِّ فمضىت به، فسميت عَنْقاءَ مُغْرباً، لأَنها تَغْرُب بكل ما أَخذته، ثم انْقَضَّت على جارية تَرعْرَعَت وضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى جناحيها الكبيرين، ثم طارت بها، فشكوا ذلك إلى نبيهم، فنادى عليها فسلط الله عليها آفةً فهلكت، فضربتها العرب مثلاً في أَشْعارها، وينطق: أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ (أي طارت به)، وطارت به العَنْقاءُ.

وفي كتاب العين: والعَنْقاءُ: طائِرٌ لم يَبْقَ في أيدي الناس من صِفتها غيرُ اسمِها. وينطقُ بل سُمِّيَتْ به لبياضٍ في عُنقِها كالطَّوق.

وفي معجم الأمثال والحكم: حَلَّقَتْ بِهِ عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ: (مَثَل) يضرب لما يئس منه... العَنْقَاء: طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم، وأغرب: أي صار غريباً، وإنما وُصِف هذا الطائر بالمُغْرِب لبعده عن الناس، ولم يؤنثُوا صفته لأن العنقاء اسمٌ يقع على الذكر والأنثى كالدابة والحية، وينطق: عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ على الصفة ومُغْرِبِ على الإضافة...طاَرتْ بِهِمِ الْعَنْقَاءُ: نطق الخليل: سميت عنقاء لأنه كان في عُنُقها بياض كالطَّوْق، وينطق: لطولٍ في عنقها، نطق ابن الكلبي: كان لأهل الرس نبي ينطق له: حَنْظَلة بن صَفْوَان، وكان بأرضهم جبل ينطق له دَمْخ مَصْعَدُه في السماء مِيل، وكانت تَنْتَابُه طائرة كأعظم ماقد يكون لها عنق طويل، من أحسن الطير، فيها من جميع لون، وكانت تَقَعُ منتصبة، فكانت تكون على ذلك الجبل تنقَضُّ على الطير فتأكله، فجاعت ذاتَ يوم وأَعْوَزَتِ الطير فانقضَّتْ على صبي فمضىت به، فسميت: ”عَنْقَاء مُغْرِب” بأنها تغرب جميع ما أخذته ثم إنها انقضَّتْ على جارية فضَمَّتها إلى جناحين لها صغيرين ثم طارت بها، فشكَوْا ذلك إلى نبيهم، فنطق: اللهم خُذْهَا، واقْطَعْ نَسْلَها، وسَلطْ عليها آفة، فأصابتها صاعقة فاحترقت، فضربتها العربُ مَثَلاً في أشعارها.

وفي مفردات اللغة: وعَنْقَاءُ مُغْرِبٌ وُصِفَ بذلك لأنهُ ينطقُ كان طَيراً تَنَأوَلَ جَارِيَةً فأغْرَبِ بها، ينطقُ عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ وعَنْقَاءُ مُغْرِبِ بالإضافَةِ.

وردت أيضا في أشعار العرب، فنطق بعضهم:

ولوْ لا سُلَيْمَانُ الأَمِيرُ لحَلَّقَتْ به، مِن عِتاقِ الطيْرِ، عَنْقاءُ مُغْرِبُ

ونطق آخر:

ولولا سلَيْمَانُ الخَلِيفَةُ، حَلَّقَتْ به، من يد الحَجّاج، عَنْقاءُ مُغْرِبُ

ونطق آخر:

إِذا اسْتُبْهِلَتْ أَوفَضَّها العَبْدُ، حَلَّقَتْ بسَرْبك، يوْم الوِرْدِ، عَنْقاءُ مُغْرِب

ونطق آخر:

إذا ما ابنُ عبدِ اللَّهِ خَلَّى مكانه فقَدْ حَلَّقَتْ بالجُودِ عَنْقاءُ مُغْرِبُ

ونطق الهذلي:

فلوأنّ أُمّي لم تلدْني لحلَّقتْ بِيَ المُغْرِبُ العنقاءُ عند أخِي كلْبِ

ونطق آخر:

الجود والغول والعنقاء ثالثة أسماء أشياء فلم توجد ولم تكن

ترجمها اليونانيون إلى فينكس (مع التحريف القليل لتقابل حدثة فينكس وتعني نوعا معينا من النخيل)، وبعض الروايات اليونانية ترجع أصل تسمية الطائر الأسطوري إلى مدينة يونانية أخذ المصريون عنها تلك الأسطورة.


الأساطير

كل ألف عام، ترغب العنقاء حتى تولد ثانية، فتهجر موطنها وتسعى صوب فينيقيا وتختار نخلة شاهقة العلولها قمة تصل إلى السماء، وتبني لها عشاً. بعد ذلك تموت في النار، ومن رمادها يخرج مخلوق جديد.. دودة لها لون كاللبن تتحول إلى شرنقة، وتخرج من هذه الشرنقة عنقاء جديدة تطير عائدة إلى موطنها الأصلي، وتحمل جميع بقايا جسدها القديم إلى مذبح الشمس في هليوبوليس بمصر، ويحيي شعب مصر هذا الطائر العجيب، قبل حتى يعود لبلده في الشرق.

هذه هي أسطورة العنقاء كما ذكرها المؤرخ هيرودوت، واختلفت الروايات التي تسرد هذه الأسطورة، والعنقاء أوالفينكس هوطائر طويل العنق لذا سماه العرب "عنقاء" أما حدثة الفينكس فهي يونانية الأصل وتعني نوعا معينا من النخيل، وبعض الروايات ترجع تسمية الطائر الأسطوري إلى مدينة فينيقية، حيث حتى المصريين القدماء أخذوا الأسطورة عنهم فسموا الطائر Bennu من الممكن بإسم المدينة.

ونشيد الإله رع التالي (حسب معتقداتهم) يدعم هذه الفكرة، حين يقول:

"المجد له في الهيكل عندما ينهض من بيت النار.
الآلهة كلُّها تحبُّ أريجه عندما يقترب من بلاد العرب.
هوربُّ الندى عندما يأتي من ماتان.
ها هويدنوبجماله اللامع من فينيقية محفوفًا بالآلهة".

والقدماء، مع محافظتهم على الفينكس كطائر يحيا فردًا ويجدِّد ذاته بذاته، قد ابتدعوا أساطير مختلفة لموته وللمدَّة التي يحياها بين التجدُّيد والتجدُّد.

بعض الروايات أشارت إلى البلد السعيد في الشرق على أنه في الجزيرة العربية وبالتحديد اليمن، وأن عمر الطائر خمسمائة عام، حيث يعيش سعيدا إلى حتى حان وقت التغيير والتجديد، حينها وبدون تردد يتجه مباشرة إلى معبد إله الشمس (رع) في مدينة هليوبوليس، وفي هيكل رَعْ، ينتصب الفينكس أوالعنقاء رافعًا جناحيه إلى أعلي. ثم يصفِّق بهما تصفيقًا حادًّا. وما هي إلاَّ نظرة حتى يلتهب الجناحان فيبدوان وكأنهما مروحة من نار. ومن وسط الرماد الذي يتخلف يخرج طائر حديث فائق الشبه بالقديم يعود من فوره لمكانه الأصلي في بلد الشرق البعيد.

وقد ضاعت مصادر الرواية الأصلية في زمن لا يأبه سوى بالحقائق والثوابت، ولكن الثابت في السيرة هووجود هذا الطائر العجيب الذي يجدد نفسه ذاتياً.

ومما قيل عن العنقاء:

أَيْقَنْتُ أَنَّ الْمُسْتَحِيلَ ثَلاَثَةٌ * الْغُولُ وَالْعَنْقَاءُ وَالْخِلُّ الْوَفِي وقيل أيضا : ثلاثة ليس لها وجود + الغول والعنقاء والخل الودود.

النظائر

Scholars have observed analogues to the phoenix in a variety of cultures. These analogues include the Hindu garuda and gandaberunda, the Russian firebird, the Persian Simorgh, Georgian paskunji, the Arabian Anka عنقاء, and from that, the Turkish Zümrüdü Anka, the Tibetan Me byi karmo, the Chinese fenghuang and zhu que, and the Japanese hō-ō.

في الثقافة الأوروبية اللاحقة

دانتى يشير إلى العنقاء في الجحيم الأنشودة XXIV:

في مسرحية Henry VIII التي خطها وليام شيكسپير وجون فلتشر، يقول الملك في الفصل الخامس، المشهد الخامس، في إشارة مبهجة إلى شقيقته الصغرى إليزابث (التي ستصبح الملكة إليزابث الأولى):

Nor shall this peace sleep with her; but as when
The bird of wonder dies, the maiden phoenix,
Her ashes new create another heir
As great in admiration as herself;
So shall she leave her blessedness to one,
When heaven shall call her from this cloud of darkness,
Who from the sacred ashes of her honour
Shall star-like rise as great in fame as she was,
And so stand fix'd.

انظر أيضاً

  • Chol (bible), a Hebrew word sometimes glossed as phoenix
  • Phoenix in popular culture

الهامش

  1. ^ لسان العرب - ابن منظور.
  2. ^ كتاب العين - الخليل بن أحمد الفراهيدي.
  3. ^ معجم الأمثال والحكم. الميداني.
  4. ^ مفردات اللغة. الراغب الأصفهاني.
  5. ^ مقاييس اللغة. ابن فارس.
  6. ^ حياة الحيوان الكبرى. كمال الدين محمد بن موسى الدميري.
  7. ^ Garry & El-Shamy 2005, pp. 84–87.


المراجع

  • Barnhart, Robert K (1995), The Barnhart Concise Dictionary of Etymology, HarperCollins, ISBN 0-06-270084-7 .
  • Garry, Jane; El-Shamy, Hasan (2005), Archetypes and Motifs in Folklore and Literature, ME Sharpe, ISBN 978-0-76561260-1 .
  • Lundy, John P. (1876), Monumental Christianity, JW Bouton 
  • Van der Broek, R (1972), The Myth of the Phoenix, Seeger, I trans, EJ Brill . Google books
  • Praveen Samuel.J, Precilla Shaline.J; Bharadwaj U.M (2015), Phoenix, IJSSHR, ISSN 2348-3164 .

وصلات خارجية

  • Wikisource-logo.svg "Phœnix. The name of a mythical Egyptian bird frequently mentioned by classical writers". New International Encyclopedia. {{{year . 
تاريخ النشر: 2020-06-04 21:24:16
التصنيفات: مخلوقات أسطورية يونانية, Heraldic beasts, خلود, طيور أسطورية, رمزية ماسونية, الرموز الوطنية لليونان, ميثولوجيا عربية قديمة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

لجنة الـ24.. مخيمات "البوليساريو"، "مشتل خصب" للإرهاب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:25:01
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 63%

آل الشيخ يوجه بفرش جامع الملك فهد بالطائف بالسجاد الفاخر

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:24:59
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

عاجل: الأرصاد تحذّر من موجة حارة تجتاح بعض مناطق المملكة غداً

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:24:56
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

هذه هي كواليس اقتراب عودة أندي ديلور من الخضر

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:23:57
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

لجنة الـ24.. مخطط الحكم الذاتي حل “مبتكر” للنزاع حول الصحراء

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:24:27
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

رياح شمالية وانخفاض في مدى الرؤية على محافظات الشرقية 

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:24:58
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

عمارة يدافع عن تبديده لأموال “الفاف” ويورط محرز

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:24:01
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

الملاكم العالمي فيوري يتمسك بقرار الاعتزال

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:25:01
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

موناكو يعلن رحيل لاعبه الاسباني فابريغاس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:24:59
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

الإعلام الايطالي يكشف سبب تراجع بن ناصر عن فكرة تجديد عقده مع ميلان

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:23:51
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

موناكو يعلن رحيل لاعبه الاسباني فابريغاس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:24:57
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

عوار يستخرج جواز سفره الجزائري ويقترب أكثر من تمثيل الخضر

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-18 15:23:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية