ظلال بيض في بحار الجنوب

عودة للموسوعة

ظلال بيض في بحار الجنوب

هذا الموضوع مبني على
منطقة لابراهيم العريس.
ظلال بيضاء في بحار الجنوب
White Shadows in the South Seas
ملصق فيلم 1928.
اخراج وودي. س. فان دايك
روبرت فلاهرتي
انتاج إرڤنگ ثالبرگ
هنت سترومبرگ
وليام راندولف هيرست
كتابة Intertitles:
جون كلتون
الحوار السينمائي جاك كنينگهام
راي دويل
مبني على ظلال بيض في بحار الجنوب by
فردريك أوبراين
بطولة مونت بلو
راكل تورس
موسيقى وليام أكست
ديڤد مندوزا
سينماتوگرافيا كلايد دى ڤيينا
بوب روبرتس
جورج گوردون نوگل
تحرير بن لويس
شركــة
الانتاج
Cosmopolitan Productions
توزيع مترو-گولدوين-ماير
تواريخ العرض نوفمبر 10، 1928 (1928-11-10)
طول الفيلم 89 دقيقة
البلد الولايات المتحدة
اللغة الإنگليزية
الميزانية 365.000 دولار
إيراد الشباك $1.6 million (worldwide rentals)

ظلال بيضاء في بحار الجنوب، هوفيلم صامت من إخراج وودي. س. فان دايك. وقد نال من بعد هذا الفيلم شهرة ظلت ترافقة حتى سنواته الاخيرة، هوالذي رحل العام 1943 عن ثلاث وخمسين سنة، عهد في آخرها كمخرج بارع، لكنه ناجح تجارياً، اضافة الى انه كان اول من حقق فيلماً عن طرزان (وفيلمه الذي مثله جوني ويسمولر، يظل الافضل حتى اليوم بين افلام السلسلة الطرزانية). ومن اعماله الاخرى الناجحة: «ماري انطوانيت» و«عدوالشعب رقم 1».

وقد نطق عنه السينمائي الكبير لوي بونييل أنه في نظره «أجمل فيلم حب» شاهده خلال تلك الفترة من حياته، حقق في العام 1928، ليكون واحداً من أول الافلام السينمائية الناطقة. ولعل واحدة من أبرز مزايا هذا الفيلم صورته التي عهدت في جميع لحظة كيف من الممكن أن تصور الحلم والواقع في بوتقة ضوئية واحدة وخلابة في آن معاً.

مقدمة

نظافة البيئة وفضح الاستعمار الابيض للشعوب البدائية: أمران كانا طوال القرن العشرين من بين الشغل الشاغل للمدافعين عن وجود الإنسان في الكون وكرامته. وها هما الآن مع بدايات القرن الحادي والعشرين يبدوان أيضاً وأيضاً، شغلاً شاغلاً بل ثمة من يعتبرهما الموضوعين الاهم، خصوصاً ان مناصرة البيئة راحت تتخذ اشكالاً عنيفة منذ عقود، وأن الاستعمار الأبيض راح يرتدي ثياباً جديدة متنوعة الأسماء والأشكال.

السينما، ثم ضروب الابداع الاخرى، بكّرت، في الحقيقة، في الاهتمام بمثل هذا النوع من المشاغل. ولربما صح القول ان هذا الفن السابع في جزء منه، وحين بدأ يستكشف العوالم الفردوسية، سار على خطوات كان سار عليها من قبله مفكرون وكتاب وفنانون. ولعل الفنان الاكثر اهتماماً بالأمر كان گوگان، الذي عاش بعض آخر سنوات حياته في جزر بحار الجنوب راسماً عن الحياة فيها لوحات رائعة. ويمكن في هذا الاطار ايضاً ذكر المحرر روبرت لويس ستفنسون، والفرنسي ڤكتور سيگالان. أما في السينما فلا ريب حتى الأمريكي الأيرلندي الأصل روبرت فلاهرتي، كان من اوائل الذين اهتموا بحمل كاميراهم والتوجه الى تلك الاماكن الخلابة لتصويرها وتصوير حياة الناس البسيطة الهادئة فيها. واذا كان فلاهرتي، في «نانوك الشمال» ثم في «موانا» قد صور حضارتين بعيدتين عن «المركز الابيض» وصوّر كيف من الممكن أن جرى الاحتكاك السلمي الأول بين تينك الحضارتين، وبين حضارة البيض الوافدة، فإن فلاهرتي نفسه كان من المفروض ان يصوّر نوعاً آخر من الاحتكاك: نوعاً غير سلمي في فيلم «ظلال بيض في بحار الجنوب». ولكن بعد ان بدأ بالتصوير يساعده وودي اس. فان دايك، الذي عهد أولاً كمساعد لگريفث (في «تعصب» و«مولد أمة»)، تخلّى فلاهرتي عن الفيلم ليكمله فان دايك داخلاً عالم الاخراج، عبر فيلم قاس سيقول هولاحقاً انه ليس «مسؤولاً عن ابعاده الفكرية والسياسية» اذ جميع ما في الامر انه استكمله تقنياً من دون ان يتبنى الافكار التي فيه.

و«هذه الافكار» التي تخلى عنها فان دايك، لعلها افضل ما في الفيلم... لأن «ظلال بيضاء...» عهد كيف من الممكن أن «يغوص في نقاء أصيل بعيداً من المصنوعات الهوليوودية»، مقدّماً حكاية تكشف في الوقت نفسه خبث الانسان الابيض وجشعه في التعاطي مع المناطق البدائية، ومن ناحية ثانية كيف من الممكن أن اخفق الانسان الابيض في تعاطيه مع سكان تلك المناطق، فخسر موعداً آخر من مواعيده، بحسب تعبير كان يمكن ان يقوله عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي الكبير كلود-ليڤي ستروس.

ومهما يكن من شأن علاقة فان دايك الفكرية بالفيلم، فإن ما يمكن قوله هنا هوان منتجي الفيلم، اذ اقتبسوه عن رواية لفردريك اوبزاين، لم يكن في نيتهم ابداً ان يقدّموا عبره مرافعة سياسية اواجتماعية اوبيئية، وبالتالي لمقد يكونوا ينوون تقديم عمل ذي مغزى حضاري. كانت غرابة المكان وحس المغامرة وفهم ان الجمهور متعطش - في ذلك الوقت الذي بدأت فيه السينما تتحدث - الى مشاهدة الاماكن التي تغربه وتبعده عن واقعه. اما المعاني (العفوية) التي تبدت من خلال الفيلم، فلقد ظهرت لاحقاً، وعلى يد النقاد والباحثين، ولا سيما حين راحت تظهر تلك الافكار البيئية والمناهضة للاستعمار الفاضحة لما يقترف الرجل الابيض في الفراديس النائية.


الأحداث

تدور احداث الفيلم في جزر بولينيزيا، التي تقدّم الينا منذ بداية الفيلم على انها «آخر ما تظل من الفراديس الارضية» في هذا العالم. وهناك نعهد ان «جشع الرجل الابيض» قد ارخى مرساته في المكان، وكله رغبة - على حد قول ممثليه - في ان يمدّن شعوب تلك البلاد. ويحدث ذلك في الفيلم من خلال حكاية الدكتور لويد، ذي النيات الطيبة الذي كان قصد تلك المنطقة، من ناحية ليكتشف ما فيها من جمال، ومن ناحية ثانية ليقدم جميع ما يمكنه من خدمات لسكانها. والدكتور لويد منذ البداية يقف الى جانب اهل البلاد، ضد جشع مواطنيه البيض، ويدافع عن اهل الجزر بكل ما لديه من قوة وطاقة. لكن هذا يؤدي به الى ان يعزل معهم، حين يقرر الغزاة البيض الجشعون عزلهم وبدء نهبهم واساءة معاملتهم مجازفين بالاساءة، في الوقت نفسه، الى العالم الطبيعي الخلاب الذي يعيشون فيه. فالتجارة هنا يجب ان تسبق جميع شيء. وجمال الطبيعة امر يجب ان ينتمي الى الماضي. لا مكان له في عالم السوق الابيض. حين يعزل البيض ابن جلدتهم لويد، لا يظهر على هذا اول الامر انه مبالٍ كثيراً بالأمر. بل انه يتزوج فتاة حسناء من اهل الجزر ويعيش معها حياة سعيدة كلها التحام بالطبيعة... ولكن شيئاً فشيئاً تتحقق مقولة «الطبع يغلب التطبع»... فإذا بالدكتور لويد يتغيّر بالتدريج ليغلب عليه هوالآخر جشع الرجل الابيض وسوء نياته... إلى غير ذلك يعود الى طبيعته ويخوض عالم السوق والنهب المنتظم. ولكن هنا، وهولا يزال في بداية تبدلاته، يحدث له ان يقتل على ايدي المهربين، الذين كان يفترض هوانه يفترض أن يتعاون معهم. واذ يلفظ انفاسه الاخيرة في احضان زوجته الحبيبة، لا تجد هذه سوى اليأس مآلاً لها وينتهي بها الامر الى ان تتحول الى فتاة هوى: لقد مدّنت تماماً، وصارت جزءاً من هذه الحضارة الهاجمة، الحضارة التي انطلاقاً من مفاهيم السوق والتجارة والنهب المنتظم، لا تتردد امام سحق الطبيعة والحاق الاذى بالبشر الذين كانوا امضوا حياتهم كلها في عيش هادئ بعيد من حداثة تلك الحضارة الوافدة.

لقد كان الدرس الذي أراد فيلم «ظلال بيض في بحار الجنوب» ان يعبّر عنه عنيفاً وقاسياً، لكن المشكلة كمنت في ان رسالة الفيلم لم تصل، اول الامر، تماماً. وذلك لأن المخرج، ولسوفقد يكون لاحقاً من كبار التقنيين في هوليوود ولا سيما حين ستصبح افلامه مجرد اعمال تقنية من دون مغزى اوهدف، اهتم كثيراً بتصوير الاجواء دونما هجريز على المعاني. إلى غير ذلك تحوّل الفيلم الذي كان يجب انقد يكون انشودة حب الى الطبيعة، كما حكاية حب رائعة بين الدكتور وحبيبته، تحوّل الى فيلم مغامرات ونيّات طيبة، حتى وان كان من الواضح ان بداية الفيلم كانت تعد بأن تجعل منه مرافعة ضد العنصرية. ومهما يكن من الامر فإن اكتشاف النقاد اللاحق للفيلم وتفسيرهم له على ضوء ضروب وعي جديدة، عاد وأقام نوعاً من التوازن بين سماته الثلاث: كونه فيلم مغامرات وتغريب، وفيلم حب شاعري، وقصيدة بيئوية حقيقية. ولا ننسينّ هنا سمته الاساسية الثالثة: كونه تبدى في نهاية الأمر فيلماً سوداوياً متشائماً تجاه ضرورة انقاذ الحياة الفطرية والبيئة واهل المناطق النائية.

المصادر

  • دار الحياة
الهوامش
  1. ^ The Eddie Mannix Ledger, Los Angeles, California: Margaret Herrick Library, Center for Motion Picture Study .
المراجع
  • Cinema Journal, Imagined Islands: White Shadows in the South Seas and Cultural Ambivalence, by Jeffrey Geiger c.2002

وصلات خارجية

  • at the Internet Movie Database
  • at Allmovie
  • turnerclassicmovies "White Shadows in the South Seas" by Jeff Stafford
  • at SilentEra
  • Artwork on cover of program to the film
  • in the South Seas
  • at Virtual History
  • Woody directing Monte Blue in the vinage segment of the film, Clyde De Vinna at camera (*if photo won't load click --> worthpoint homepage link, then return and click)
  • Surviving lantern slide
تاريخ النشر: 2020-06-05 05:13:05
التصنيفات: أفلام 1928, افلام من إخراج وودي ڤان دايك, أفلام مغامرات في عقد 1920, أفلام أبيض وأسود أمريكية, أفلام صامتة أمريكية, أفلام أمريكية, أفلام عن العرق والأخلاق, أفلام صورت في تاهيتي, أفلام حاز مصورها على جائزة أوسكار لأفضل تصوير, أفلام أنتجها إرڤنگ ثالبرگ, أفلام مترو-گولدوين-ماير, Transitional sound films, أفلام تدور في أوقيانوسيا, أفلام من إخراج روبرت فلارتي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تونسي يرصدُ معادلة الأمة-الدولة في عهد الملك محمد السادس

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 00:18:01
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

خالد عبد الغفار يكشف تفاصيل مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الكبد

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 00:20:40
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

4 شروط لإطلاق الترسانة النووية الروسية المخيفة

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-03-29 00:17:58
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

«التعليم» ترفع قيمة مكافأة أعمال امتحانات الشهادة الإعدادية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 00:20:49
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

رئيس «الوفد»: إعادة هيكلة مؤسسات الحزب خلال الفترة المقبلة (حوار)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 00:20:48
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 50%

«صحة أسيوط»: نجحنا فى تطعيم 88,2% ضد شلل الأطفال

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 00:20:54
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

هل يجب تلقى الجرعة التنشيطية الثالثة من نفس نوع اللقاح؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 00:20:51
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

«وراكم يا أبطال».. رسائل المصريين للمنتخب الوطني قبل مواجهة السنغال

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 00:20:49
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

هام للجماهير.. هذا موعد فتح أبواب ملعب محمد الخامس قبل مباراة المنتخب

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-29 00:18:02
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 51%

تحميل تطبيق المنصة العربية